الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* وظهر فيما بعد وظيفة باسم: "المؤدِّب".
بل كان أحد أئمة الحديث، وهو الإمام ابن أبي الدنيا يُلقَّب بـ:"مؤدِّب أولاد الخلفاء"
(1)
.
وسيرد -إن شاء الله- في ثنايا هذه الفصول من الآثار والنماذج ما يزيد هذه النتائج قوَّة، والشواهد إيضاحًا وتتمَّة.
عملي في هذا الكتاب:
- قمتُ -بحمد الله- بجمع مادة هذا البحث من خلال استقراء بعض كتب المصنَّفات في آثار الصحابة والتابعين؛ مثل: «مصنَّف عبدالرزاق» ، والأبواب المفرَدة في كتب السنة، والتي تتعلق بالتربية والتعامل مع الصغار
(2)
، مع مطالعة بعض الأبحاث والمؤلَّفات العصرية، المحتوية على آخر ما تُوصِّل إليه في هذا الباب.
ومما يجب التنبيه عليه هنا: أن هذه الدراسة قائمة على التخيُّر
(1)
الذهبي، «سير أعلام النبلاء» (13/ 400).
(2)
بعض الآثار والنماذج المذكورة هنا لم يتضح لي -بعد بحث في طرقها والاستدلال عند العلماء بها- ما إذا كان سنُّ الابن المتعلِّم أو المخاطَب صغيرًا أم كبيرًا، فإن تبيَّن للقارئ -بقرائن عنده- أن الابن كان كبيرًا؛ فلا ضرر إن شاء الله من إدراج هذا النموذج هنا، بجامع باب التربية بينهما.
والانتقاء، لا الحصر والاستقصاء، فإن ذلك أمرٌ يتعذَّر كما يعلمه العقلاء، لكن المراد كشف الِّلثام، عن هذا الجزء من حياة الصحب والآل، وأنه لم يكن مهملًا ولا غفلًا، بل بلغ من وضوحه أنه كان يُمارس، ولا يحتاج أن يُدوَّن أو يدرَّس، فلما تباعد الزمان، واختلفت عقول الناس؛ احتيج إلى الكتابة والقرطاس.
* قسمت الدراسة إلى خمسة فصول، وتمهيد:
أمَّا التمهيد:
فقد قسمته إلى مبحثين:
الأول: لبيان معاني المصطلحات والمفردات الواردة في عنوان الدراسة (الآداب، التربية، التراث، الآل، الأصحاب). وقد راعيت في ذلك الاختصار، بما يتناسب مع طبيعة الدراسة.
الثاني: لبيان العناية المبكرة، والاهتمام البالغ بمرحلة الطفولة والصغر قبل بدئها، من خلال نصوص الوحي، وتعامل الآل والصحب، بإيجاز بالغٍ، إذ ليس مقصودًا لنا بالأصالة هنا، وإنما وُضع ليكون بمثابة توطئة للفصول اللاحقة.
1.
وأمَّا الفصل الأول (التربية العقدية):
فجاء لبيان أهمية العقيدة في حياة الصغار، واهتمام الصحب والآل
بهذا المكوِّن في التربية، ومظاهر ذلك، وأمثلته، ونماذجه.
2.
وأمَّا الفصل الثاني (التربية التعبدية):
فجاء لبيان دور العبادة في إصقال العقيدة في نفوس الصغار، وأهمية تدريبهم عليها من الصغر، رغم أنهم غير مكلَّفين بها، ومظاهر ذلك عند الصحب والآل مع صغارهم، في أشكال العبادة المختلفة؛ من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج وعمرة، وتعلُّم قرآن، وغير ذلك.
3.
وأمَّا الفصل الثالث (التربية الأخلاقية):
فجاء لبيان أهمِّ الأخلاق الأساسية المتَّفق عليها، التي بناها الصحب والآل في نفوس صغارهم، والوسائل التي استخدموها في إيصال تلك الأخلاق، مع الاستشهاد بالنماذج والمواقف التي أُثرت عنهم.
4.
وأمَّا الفصل الرابع (التربية الاجتماعية):
فجاء لبيان معنى هذه التربية وأهميتها، وكيف تعامل الصحب والآل مع صغارهم لدمجهم في مجتمعهم، وجعلهم ناجحين اجتماعيًّا، بعيدًا عن أجواء العزلة والانطوائية، والأساليب التي استخدموها لأجل تحقيق هذا الغرض.
5.
وأمَّا الفصل الخامس (التربية البدنية):
فجاء لبيان الاهتمام بالبناء الجسدي الصحي، والبناء النفسي العاطفي
في آنٍ واحد، وذلك ليخرج الصغيرُ صحيحَ البدن، صحيح النفس، بلا تشويه جسدي أو عاطفي، وبيان أهم الوسائل التي اُستُخدمت لأجل الوصول لهذا الهدف.
- قدَّمتُ لكلِّ فصل من فصول التربية المذكورة بقَبَسٍ يسير من الهدي النبوي الدَّالِّ عليه، الموضِّح لأصله، إذ هو الضوء الذي أنار للصحب والآل الطريق، وشقَّ لهم السبيل.
- قمتُ بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في الدراسة، وراعيت في ذلك الاختصار بما يتناسب مع المقام، إلا ما دَعَت الحاجة إلى التوسُّع فيه بعض الشيء، مع تصدير ذلك بالحكم العام على الحديث أو الأثر.
- ذيَّلتُ البحث بقائمة المصادر والمراجع الواردة في الدراسة.
وأخيرًا: فقد وُفِّقت مبرَّةُ الآل والأصحاب بإخراج أمثال هذه الأبحاث والدراسات التي تربط أبناء الأمة بأسلافهم، وتمدُّهم بما له أثرٌ نافعٌ من ماضيهم، في خطوة رائعة لتعريفهم بأهمية تراثهم. كما تبيِّن للشباب ما كان بين الصحب والآل، من اتفاقٍ في المنهج والأسلوب، إذ وردوا جميعًا موردًا واحدًا؛ فلا غَرْوَ أن تتشابه بعد ذلك تربيتهم وطريقتهم.
فجزى الله مبرة الآل والأصحاب، من إدارة، ومسؤولين، ومراجعين،
وعاملين بها، خير الجزاء، وجعل ذلك في صحائف حسناتهم، وأثابهم الحسنى وبيَّض وجوههم {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
(1)
.
والحمد لله حمداً كثيراً طيِّباً مبارَكاً فيه، حمداً يوافي نعمَه، ويكافئ مزيدَه، ويدفع عنَّا نقمَه.
أحمد الجابري
(1)
سورة الشعراء (88 - 89).