الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
ترسيخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، وتعظيمه وتوقيره في نفوسهم:
لما علم الصحب والآل أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلُ إيماني، وواجب شرعي، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام:«لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»
(1)
؛ حرصوا أشد الحرص على تعليم صغارهم هذا الأصل العظيم، وغرسه في نفوسهم منذ صغرهم، وقد سلكوا في هذا مسالك متعددة؛ منها:
1 - تعليم سيرته صلى الله عليه وسلم العطرة:
وكان هذا شديد الظهور مع الجيل الذي أتى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، أو قلَّ معاصرته له، فكانوا يعلمونهم سيرته ومغازيه كما يعلمونهم آيات القرآن.
هذا أحد نجوم آل البيت، وهو: زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يقول: «كنا نُعلَّم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه كما نُعلَّم السورة من القرآن»
(2)
.
(1)
متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (15)، ومسلم (44) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
إسناده ضعيف: أخرجه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1591)، وفي إسناده محمد بن عمر الواقدي، مع كون الإجماع استقر على توهينه؛ إلا أنه كان لحفظه المنتهى في الأخبار والسير والمغازي، كما قال الذهبي في «الميزان» (3/ 666).
وهذا سليل بيت صحبة وشرف، وجدُّه من السابقين، وأحد العشرة المبشرين، إنه: إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، يقول:«كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعدها علينا، وسراياه، ويقول: يا بني! هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها»
(1)
.
ولربما حدثوهم بما فعل آباؤهم وأجدادهم وأسلافهم في غزواتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما بذلوه من تضحيات وبطولات لفدائه ونصرته، كما يقول غيلان بن جرير: كنا ندخل على أنس بن مالك رضي الله عنه، فيحدثنا بمناقب الأنصار، ومشاهدهم، ويقبل عليَّ، أو على رجل من الأزد
(2)
، فيقول:«فعل قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا»
(3)
.
ولذلك قال السمعاني: "واعلم أن فرض التعليم الذى على الآباء للأولاد وذلك إذا بلغ الولد ستة فينبغى الأب أن يذكره أن الله عز وجل خالقه ومعبوده، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم نبيه ورسوله، وأنه على دين الإسلام، وأنه لا نبى بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه بُعث بمكة ودُفن بالمدينة"
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف: نفس المصدر السابق، بنفس الإسناد.
(2)
هم الأنصار، لأن أزد اسم أبيهم.
(3)
«صحيح البخاري» (3776).
(4)
أبو المظفر السمعاني، «قواطع الأدلة» (2/ 359).