الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى المسجد صغارًا
(1)
.
وأصرح من هذا: ما ورد في حديث الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ ابنِ عَفْراء رضي الله عنها، في صيام عاشوراء، وفيه:«فكنا نصومه ونصومه صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب (بهم) إلى المسجد»
(2)
.
ولربما اجتمع عددٌ من هؤلاء الصغار في المسجد وقت الصلاة، فيرى بعض الصحابة ألا يوقفهم جميعًا بجوار بعضهم البعض، كما كان يصنع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، إذ «كان يفرق بين الصبيان في الصف، أو في الصلاة»
(3)
.
-
الصيام:
يُعدُّ الصيام -بصفة خاصة من بين العبادات- عملية ضبط قوية فعَّالة، تتمثل فيها بشكل بارز إحدى وسائل الإسلام في التربية عن طريق الضبط. ففي الصيام يمتنع الإنسان -مختارًا- عن كثير من لذائذه المباحة، ويتعود -في إصرار وقوة- أن يرتفع على الرغبة، ويحقق كيانه بذلك الارتفاع.
(1)
ابن حجر، «فتح الباري» (2/ 202).
(2)
«صحيح مسلم» (1136)، وما بين القوسين في «مستخرج أبي عوانة» (2970)، و «صحيح ابن حبان» (3620).
(3)
إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة (4170)، وفي إسناده راوٍ مبهمٌ لم يُسمَّ!
كما أنَّ الصوم عبادة روحية جسدية في وقت واحد، يتعلم منها الصغير الإخلاص الحقيقي لله، ومراقبته وحده في السر، وتتربى إرادة الطفل بالبعد عن الطعام رغم الجوع، وعن الماء رغم العطش
(1)
.
وعبادةٌ بهذا القدر في الإسلام، مع كونها أحد أركانه؛ لم يكن الصحب والآل ليفوتهم محاولة تدريب أبنائهم وصغارهم عليها، وقد عَنْوَن البخاري في صحيحه لما ورد في هذا الباب بقوله:"باب صوم الصبيان"
(2)
.
ومن أشهر ما ورد في هذا الباب: ما حكته الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ ابنِ عَفْراء رضي الله عنها في شأن صيام عاشوراء؛ حيث قالت: "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة: «من كان أصبح صائما، فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه» فكنا بعد ذلك نصومه، ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار (أي: حتى يكون عند الإفطار) "
(3)
.
بل من شهرة هذا الأمر عندهم: احتجَّ به عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه على
(1)
محمد قطب، «منهج التربية الإسلامية» (1/ 120)، محمد نور سويد، «منهج التربية النبوية للطفل» (ص/ 265).
(2)
«صحيح البخاري» (4/ 200 - مع الفتح).
(3)
متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136) واللفظ له، وما بين القوسين من رواية البخاري.