الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمل معين في وقت معين، وتلك إحدى وسائل الضبط. كما أنها تعود النفس على التزام الجد فترة من الوقت، وتلك أيضًا إحدى وسائل الضبط. فوق ما ينبغي لها من خشوع وتطهر وتنظف ورعاية. وكلها ضوابط تعود النفس من الداخل على ضبط الشهوات"
(1)
.
ولقد مرَّ بنا آنفًا نصيحة ابن مسعود للوالدين والمربين: «حافظوا على أولادكم في الصلاة، وعلموهم الخير، فإنما الخير عادة»
(2)
.
وعقد البيهقي بابًا في كتابه «السنن الكبرى» لأجل هذا المعنى بعنوان: "باب ما على الآباء والأمهات من تعليم الصبيان أمر الطهارة والصلاة"
(3)
.
ولعظم هذا الركن من أركان الإسلام؛ فقد أولاه الصحب والآل مزيد اهتمام ورعاية، وتوجيه وعناية، فتارة يأمرون، وتارة يصححون، وقد يجمعون صغارهم ليدربوهم، وربما إلى المساجد اصطحبوهم. وها هي آثارهم على ذلك شاهدة، وللأنظار ماثلة، ومن ذلك أنهم:
1 - يعلمون صغارهم الصلاة، ويأمرونهم بها في سنٍّ معين:
مرَّ معنا آنفًا في صدر هذا الفصل التوقيت الزمني الذي حدَّه النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
محمد قطب، «منهج التربية الإسلامية» (1/ 120).
(2)
إسناده صحيح: سبق تخريجه.
(3)
البيهقي، «السنن الكبرى» (3/ 119).
لأمر الصبي بالصلاة، وما كان لأصحابه وآله أن يخالفوه، بل هم أولى الناس باتباعه وتنفيذ أمره.
هذا حوارٌ بين اثنين من آل بيته صلى الله عليه وسلم، وناقله من نسلهما، يُبين التزامهم بالتوقيت النبوي المحدد لتعليم الصغير الصلاة:
يقول حسين بن علي بن الحسين: دخل علينا أبي علي بن حسين ومعه محمد بن علي أبو جعفر، وأنا وجعفر في حائط لنا نلعب، فقال أبي لمحمد:«كم أتى على ابنك جعفر؟» قال: سبع سنين. قال: «فمُرْه بالصلاة»
(1)
.
وقد ذكر بعض الأطباء المتخصَّصين في التربية أن الصغير لا يكون مستعدًّا للالتزام بالصلاة -وهي الكتاب الموقوت- قبل بلوغه سبع سنوات، حيث يبلغ عندها مفهوم الزمن لديه درجة من النضج كافية للبدء في أمره بالصلاة خمس مرات في اليوم، مضيفين أن الصغير الذي لم يتكون لديه مفهوم واضحٌ للزمن يعيش يومه وكأنه يعيش في
(1)
إسناده حسن: أخرجه الدولابي في «الكنى والأسماء» (743)، من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم، عن عبدالرحمن بن أبي الموالي، عن حسين؛ به.
وأبو سعيد، وابن أبي الموالي، كلاهما: حكم عليهما الحافظ في «التقريب» (3918، 4021) بحكم واحد؛ وهو: "صدوق ربما أخطأ".
والحديث أخرجه أبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (94) من طريق آخر، لكن فيه من لا يُعرف.