الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناس إلى المحامد، وينهاهم عن المقابح. وأصل الأَدْبِ: الدُّعاء، ومنه قيل للصَّنيع يُدعَى إليه الناس: مَدْعاة، ومأدُبة
(1)
.
وقال أبو زيد الأنصاري: الأَدَبُ يقعُ على كل رياضة محمودة يتخرَّج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل. وقال الأزهري نحوه.
فالأَدَبُ اسمٌ لذلك، والجمع: آداب، مثل: سبب وأسباب، وأدَّبْته تأديبًا مبالغة وتكثير، ومنه قيل: أدَّبته تأديبًا إذا عاقبته على إساءته؛ لأنه سبب يدعو إلى حقيقة الأدب
(2)
.
تعريف الأَدَب اصطلاحًا:
الأدب: رياضة النفوس ومحاسن الأخلاق، ويقع على كلِّ رياضة محمودة يتخرَّج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل
(3)
.
وقيل: هو عبارة عن معرفة ما يُحتَرزُ به عن جميع أنواع الخطأ
(4)
.
وفيما يتعلق بالسلوك؛ هو: حُسن الأحوال في القيام والقعود، وحُسن الأخلاق، واجتماع الخصال الحميدة
(5)
.
(1)
ابن منظور، «لسان العرب» (1/ 206).
(2)
الفيومي، «المصباح المنير» (1/ 9).
(3)
المناوي، «التوقيف على مهمات التعاريف» (ص/ 42)، الكفوي، «الكليات» (ص/ 65).
(4)
الجرجاني، «التعريفات» (ص/ 15).
(5)
التهانوي، «كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم» (1/ 127).
والفرق بينه وبين التعليم: أن التأديب يتعلق بالمروءات، والتعليم بالشرعيات، أي: أن الأول عرفي، والثاني شرعي، أو: الأول دنيوي، والثاني أخروي ديني
(1)
.
وقال بعضهم: الأدب مجالسة الخلق على بساط الصدق، ومطابقة الحقائق
(2)
.
قال ابن القيم: "وحقيقة الأدب: استعمال الخلق الجميل. ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل"
(3)
.
وقيل: الأدب عند أهل الشرع: الورع. وعند أهل الحكمة: صيانة النفس
(4)
.
وقال أهل التحقيق: الأدب: الخروج من صدق الاختبار، والتضرع على بساط الافتقار
(5)
.
وقال الحافظ ابن حجر: "الأدب: استعمال ما يُحمَد قولًا وفعلًا.
وعبَّر بعضهم عنه بأنه: الأخذ بمكارم الأخلاق.
وقيل: الوقوف مع المستحسنات.
وقيل: هو تعظيم من فوقك، والرفق بمن دونك"
(6)
.
(1)
الكرماني، «الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (2/ 89).
(2)
التهانوي، «كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم» (1/ 128).
(3)
ابن القيم، «مدارج السالكين» (2/ 361).
(4)
التهانوي، «كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم» (1/ 128).
(5)
المصدر السابق.
(6)
ابن حجر، «فتح الباري» (10/ 400).