الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول التعريف بعضد الدّين الإيْجي
(*)
هُو / أَبو الفضل، عبدُ الرّحمن بن أَحْمد بن عبد الغفار (1) بن أَحْمد الصِّدِّيقيِّ (2) الإيجيِّ (3) الشِّيرازيِّ (4)، عضد الدِّين، قاضِي القُضَاة في زمنه، وشيخ الشَّافعيَّة في بلده، المعروف بالقاضي العَضُد.
(*) ينظر في ترجمته:
طبقات الشَّافعيَّة الكبرى للسّبكيِّ: (10/ 46 - 47)، طبقات الشَّافعيَّة للأسْنويِّ:(2/ 238)، طبقات الشَّافعيَّة لابن قَاضي شَهْبه:(2/ 27 - 28)، الدُّرر الكامِنة؛ لابن حجر العسقلاني:(2/ 322 - 333)، الدَّليل الشّافي؛ لابن تغري بردي:(1/ 397)، المنهل الصَّافي؛ لابن تغري بردي:(7/ 158)، بُغْية الوُعاة؛ للسّيوطيّ:(2/ 75 - 76)، مفْتاح السَّعادة؛ لطاش كبرى زاده:(1/ 211)، شَذَرات الذَّهب؛ لابن العماد الحنبليّ. (6/ 174)، البَدر الطَّالع؛ للشوكانيّ:(326، 327)، هديَّة العارفين؛ لإسماعيل باشا البغداديّ:(1/ 527)، الأَعلام؛ للزّركلي:(3/ 295).
(1)
نَسَبه إلى هذا الجدِّ أَجْمعت عليه جميعُ المصادرِ المترجِمة لَه. أَمَّا نسبتُه "الإِيجيّ" و"الشِّيرازيِّ" فوردت في أَغْلب المصادر.
(2)
هكذا إلى أَبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، نَسَبهُ تقيُّ الدِّين الكِرمَانيّ (ابن شَمْس الدِّين)؛ حيث نصَّ على اسم الإِيجيِّ ونسبهِ في ترجمةِ موجزة؛ سجَّلها بخطِّ يده على الوَرقةِ الأُولى من كتابِ أبيه "تحقيق الفوائد"؛ الَّذي أَنا بصَدد تحقيقه ودراسته.
كما نصَّ على هذه النِّسبة تاج الدِّين السبكيّ؛ حيثُ قال: (الطبقات الكبرى: 10/ 46): "يذكر أنَّه من نَسْل أَبي بكر الصِّديق رضي الله عنه ".
(3)
الإِيجيُّ -بكسر الهمزة-: نِسْبة إلى (إِيج)؛ بلدةِ في أَقصى بلادِ فارس، كثيرةِ الخيرات، ويُنطق اسمُها عند أهلِ فارس (إِيك). ينظر: معجم البلدان للحمويّ: (1/ 287).
(4)
الشِّيرازيّ -بكسر الشِّين- نِسْبة إلى (شِيراز): بلدٍ عظيمٍ في وسط فارس، عُرف بعذوبةِ مائه، وصِحَّة هوائِه، وكثرةِ خَيراتِه. ينظر: معجم البلدان؛ للحمويّ: (3/ 380 - 381).
ولدَ بـ (إيج) -من نواحي شِيراز- بعدَ سنة ثَمانين وستمائة هجريّة؛ كما ورد عند أغلب المترجمين له (1).
ولَمْ يذكرْ المترجِمُون له شيئًا ذا بالٍ عن نَشْأتهِ أَوْ رحلاتهِ أَوْ مَشَايخهِ وغاية ما أَفْصحوا عنه أنَّه أخذَ العلمَ عَلى مشايخ عَصْره، ولازمَ الشَّيخَ زينَ الدِّين الهنكيّ (2) تِلميذَ القاضي نَاصرِ الدِّين البَيْضاويِّ (3) وغَيْره. وأَنَّه رحلَ إلى مدينةِ السُّلطانِيَّة (4)، وأَقامَ بها مُدَّةً طويلةً ثمَّ
(1) نصَّ بعضُ مَن ترجم له أَنْ مولدَه كان بعد السَّبعمائة (ينظر: الدُّرر الكامِنة: 2/ 322، مِفْتاح السَّعادة: 1/ 195، البَدر الطَّالع: 1/ 326) وهو قول ضعيف -في نظري- لسَببين:
1 -
تأَخّر المصادرِ الوردة لهذا القَول زمنًا عن الأُخرى الوردةِ للقول الآخر.
2 -
على افْتراض صِحَّة هذا القولِ فإِن مولدَه لا يبتعدُ كثيرًا عن مَوْلدِ تلاميذِه؛ الأمر الَّذي يبعد معه -في الغالب الأعمِّ- أن يكون شيخًا لهم، وبخاصَّة مع مَا هُم عليه من النَّباهةِ والنُّبوغ.
(2)
لم أقف له على ترجمة.
(3)
هو / أَبو سعيد، أَوْ أَبو الخير؛ عبدُ الله بن عمر بن محمَّد الشِّيرازيُّ البيضاويُّ. قاضٍ مفسِّرٌ، ولد قرب شيراز، وولي قَضَاءها مدّةً. له عدَّة مصنَّفاتٍ منها:"أنوار التَّنْزيل وأسرارَ التَّأويل" المعروف بتفسيرِ البيضاويّ، و"منهاج الوصول إلى علم الأصول"، و"لب اللّباب في علمِ الإعراب". تُوفِّي في تبريز سنة (685 هـ).
ينظر في ترجمته: البداية والنَّهاية؛ لابن كثير: (13/ 344)، طبقات السِّبكيّ:(5915)، بُغْية الوُعاة:(2/ 50 - 51).
(4)
هي مدينةٌ اختطّها الملكُ التَّتريُّ غازان (ت 703 هـ) في مقاطعةِ أَذربيجان بالقُرب من تَبْريز، ومات قبل اكتمالها. فأَكْملها ابنهُ خدابنده سنة (713 هـ)، وألزمَ كثيرًا من التُّجَّار والصُّنَّاع والمتعيِّشينَ سُكْناها. ويسميها المغول (تنغر لام). ينظر: نهاية الأَرب: (27/ 419).
عادَ إلى إِيج (1).
كان إمامًا في عُلوم مُتعددةٍ، محقِّقًا، مدقِّقًا، بَارعًا في المعقولاتِ، قائمًا بالأَصلين (أَي: علم الكلام، وأُصول الفقه)، عَارفًا بالبيانِ، والمعانِي، والنَّحو، مُشَاركًا في الفقه.
كما أَنَّه كان كريمَ النَّفس، نافذَ الكلَمة، قويَّ الحُجَّة، كثيرَ المال، كثيرَ الإِنْعام عَلى طَلَبةِ العلم (2).
ويَبدو أَنَّه بحانبِ تَولِّيه قَضَاء القُضَاة -بِمملكةِ أَبي سعيد (3) - آخر مُلُوك التَّتار -صَرف هِمَّةً عاليةً إلى التَّدريس والتَّصنيف؛ حيثُ ذكرَ المترجمون له تلامذةً أفذاذًا (4)، طبقت شُهرتُهم الآفاق، منهم:
1 -
شمسُ الدِّين؛ محمَّد بن يُوسف الكِرمانيِّ (5).
(1) ينظر: طبقات السِّبكيِّ: (10/ 47)، طبقات ابن قاضي شَهْبه:(3/ 28)، الدُّرر الكامِنة:(2/ 322).
(2)
ينظر: أَغْلب المصادر السَّابقة المترجمة له.
(3)
هو / أَبو سعيد بن أَوْلجايتو (محمَّد خدابنده)، كان آخر من اجتمع شملُ التَّتارِ عليه ثمَّ تفرَّقوا من بعدِه. استمرَّ مُلكه من سنة (716 هـ) حتَّى موته سنة (736 هـ). ويذكر أَنَّه نُصِّب ملكًا وعُمره أحدَ عشر عامًا؛ فكان من خيرةِ ملَوك التَّتار وأحسنهم طريقة. نهاية الأَرب؛ للنّويري:(27/ 420)، البداية والنِّهاية:(14/ 191)، تاريخ الخلفاء للسّيوطيّ:(485 - 486).
(4)
ينظر هؤلاء التلاميذ في: طبقات ابن قاضي شَهْبه: (1/ 28)، الدُّرر الكامِنة:(2/ 322)، بُغْية الوُعاة:(2/ 75)، البَدر الطَّالع:(1/ 327).
وقد قَدَّمت المصادرُ الثّلاثةُ الأُولى شمسَ الدِّين الكِرمَانيِّ على سائرِ تلاميذه، بينما قدَّم صاحبُ البَدر الطَّالع سعدَ الدِّين التّفتازانيّ.
(5)
هو صاحب الكتاب الَّذي نحن بصددِ تحقيقه ودراسته. وسترد -بإِذن الله- فيما =
2 -
الضِّياءُ العفيفيّ (1).
3 -
سعدُ الدِّين التَّفتازانيّ (2)
كما ذكروا له عدّة مصنّفات؛ منها:
1 -
"تحقيقُ التَّفسيرِ في تكثيرِ التَّنوير" فِي تَفْسير القرآن (3).
2 -
"الفوائدُ الغياثيَّة في المعاني والبَيان" وهو مختصر لمفتاح السَّكاكيّ (4).
3 -
"كتابُ المواقفِ" في عِلم الكلام (5).
= بعد ترجمة مفصّلة له.
(1)
هو العلّامة / ضياءُ بن سعيدٍ بن محمَّد بن عثمان، ضياء الدِّين العفيفيّ. عُرِف بالصَّلاح والصِّدق وبَذْل الخير. أتقنَ التَّفسيرَ، والفقهَ، والأَصلين، والعربيَّة. تُوفِّي بالقاهرة سنة (780 هـ).
ينظر في ترجمته: طبقاتُ ابن قاضي شَهْبه: (3/ 93 - 94)، طبقاتُ المفسِّرين:(1/ 222).
(2)
هو العلَّامةُ / مسعودُ بن عمر بن عبد الله؛ سعد الدِّين التّفتازانيّ. ولد سنة (712 هـ). كان عَالمًا، مُشَاركًا في النَّحو، والتَّصريف، والمَعَاني، والبَيان، والفِقْه، والأَصْلين، والمنطق. له عدَّةُ تَصانيف، منها:"شرحا تلخيصِ المِفْتاح؛ المختصر، والمطوّل"، و"حاشية على الكشّاف". تُوفِّي سنة:(793 هـ).
ينظر في ترجمته:
الدُّرر الكامِنة: (4/ 350)، بُغْية الوُعاة:(391)، شَذَرات الذَّهب:(6/ 319).
(3)
هديَّة العارفين: (1/ 527)، معجم المؤلّفين؛ لعمر كحالة:(5/ 119).
(4)
أَغْلب المصادر الترجمة له. كشف الظُّنون؛ للحاج خليفة: (2/ 1853، 1861 - 1894، 1299)، المصدران السَّابقان.
(5)
أَغْلبُ المصادرِ المترجمة له. كشف الظُّنون: (2/ 1853، 1861 - 1894، 1299)، المصدران السَّابقان.
4 -
"كتابُ الجَواهر" وهو مُخْتصر للمواقف (1).
5 -
"شرحُ مختصرِ ابن الحاجب" في أُصول الفقه (2).
6 -
"المَدْخل في عِلم المعَاني والبَيان"(3).
7 -
"أَشْراف التَّواريخ"(4).
8 -
"بُهْجةُ التَّوحيدِ"(5).
9 -
رسالة في عِلمٍ الوَضْع (6).
(1) أَغلبُ المصادرِ المترجمة له. كشف الظُّنون: (2/ 1853، 1861 - 1894، 1299)، المصدران السَّابقان.
(2)
أَغْلبُ المصادر المترجمة له. كشف الظُّنون: (2/ 1853، 1861 - 1894، 1299)، المصدران السَّابقان.
(3)
الأَعلام: (3/ 295).
(4)
كشف الظُّنون: (1/ 104)، هديَّة العارفين:(1/ 527)، الأَعلام:(3/ 295).
ويبدو أنَّ حاجي خليفة وَهِمَ أَوْ ذهل حين أَورَد هذا الكتاب في كَشْفه تحت اسمين: أولهما: العنوان الآنف الذِّكر في المتن، والآخر تحت عنوان:"زبدة التَّاريخ في تَرجمَة أشراف التَّواريخ": (كشْف الظُّنون: 2/ 951)، وتابعه في ذلك صاحب هديَّة العارفين:(1/ 527).
والحقُّ: أَن الكتاب المسمَّى بـ "زبدة التَّاريخ" لا يَعْدُو كونه ترجمةً بالتُّركيّة لـ "أشراف التَّواريخ" قام بها على مصطفى جلبي (ت 1008 هـ).
ينظر ما ذكره جرجي زيدان في تاريخ آداب اللُّغة العربيَّة: (3/ 271).
(5)
كشف الظُّنون: (1/ 258)، هديَّة العارفين:(1/ 527).
(6)
بُغْية الوُعاة: (2/ 76)، "مِفْتاح السَّعادة":(1/ 211)، كشف الظُّنون:(1/ 877 - 878)، هديَّة العارفين:(1/ 527)، معجم المؤلفين:(5/ 119).
10 -
"العقائدُ العضديَّة". وهي آخر مؤلَّفاته (1).
وتوفّي رحمه الله مسجونًا بقلعةِ درَيميان -بكسرِ الدَّال وفتحِ الرَّاء- بالقرب من مسقط رأسه (إِيج)؛ بعدَ أَن غَضِب عليه صاحبُ كرمان فَحَبسَه.
وكانت وَفَاتُه سنة ستٍّ وخَمْسين وسبعمائة (2)، وقيل: سَنةَ ثلاثٍ وخَمْسين وسبعمائة (3).
(1) تاريخ آداب اللُّغة العربيَّة: (3/ 271)، معجم المطبوعات؛ ليوسف سركيس:(7/ 1332، 1333).
(2)
ينظر: أَغْلب المصادرِ المتقدِّمة في تَرْجمته.
(3)
طبقاتُ الأَسْنويِّ: (2/ 238)، الدَّليلُ الشَّافي:(1/ 397).