الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأوّل: مصنّفاته
تركَ لنا محمّدُ بن يوسفَ الكِرْماني -بعدَ رحلةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالجدِّ والنَّشاطِ- آثارًا علميَّةً جليلةً، تشهدُ، بموفورِ عِلمه، وسَعةِ اطّلاعِه، وتكشفُ عن عالمٍ فذٍّ طرقَ أبوابَ العلومِ وحصَّل ثمارَها، فلا تكادُ تجدُ فنًّا من الفنونِ المعروفةِ في زمنه إلا وله فيه مؤلفٌ أَوْ شَرحٌ أَوْ مختصرٌ.
وفي ظنِّي أَن هذا الرَّجلَ لو خُلِّيَ مَا بينه وبين التَّأليف في سِني انْقطاعِه للتَّدريس لفَاقتْ مؤلفاتُه غيرَه ممّن بلغ شأوًا في التَّصنيفِ.
ومَنْ يدري لربَّما كانت موُلّفاتُه كذلك، لكن عَفَا عليها الزَّمنُ، وجَارت عليها المصائبُ والنّكباتُ، وبخاصَّة تلك الّتي اتّسم بها عَصرُه.
ومن المُؤسف حقًّا: أَن تلك المصنّفات -عَلى عظيم نَفْعها وجَلِيل قَدرها- لَمْ تعرف طريقها إِلى كثيرٍ من طلبةِ العِلْم في عصرنا الرَّاهن؛ فما زَال بَعضُها غائبًا لا نَعرف عنه شيئًا إلّا ما صرَّح به المترحمونَ، وما فتيء الآخرُ قابعًا داخل سُجونِ المخطوطات. هذا إذا اسْتثنينا مِنْها شرحه لصحيع البخاريِّ، فَقَد نَال حظَّه من الطبع ولَم ينل حظه من التَّحقيق.
أَمَّا مؤلّفاتُه الّتي ذكرها المترجمون له فهي:
1 -
"تحقيقُ الفوائدِ الغِياثيّة في المعاني والبيان"(موضوع الدّرس والتّحقيق) وسيأتي الحديثُ عنه مفصَّلًا -فِيما بعدَ- إِنْ شاءَ الله تعالى.
2 -
"الكَواشف البُرهانيَّةُ في شرح الواقف الْسُّلطانيَّة"(1) وهو كما يَظْهر من عنوانِه شرحٌ لكتابِ شيخه العَضُد الإِيجيّ الموسوم بِـ "المواقفِ في علم الكلام".
3 -
"الزَّواهر"(2) -وهو أَيضًا- شرحٌ لكتابِ شيخهِ العَضُد "الجواهر في أصول الكلام". وهذا الأَخيرُ مختصرٌ لكتابِ "المواقف" المتقدّم.
ويفهمُ من حديثِ تقيِّ الدِّين الكِرماني عن مؤلّفاتِ أبيه أن هذه الشّروحاتِ الثّلاثةِ دوِّنت فيما بينها عَلى التَّوالي؛ وبحسب التَّرتيب المتقدِّم، وهذا ما جَعَلني أُقدّمها عَلى غيرِها؛ فقد نصَّ عَلى أن أوّلَ مؤلّفاتِ والدِه: شرحُ الفوائد الغياثيّة، ثم قال عقب ذلك مباشرة (3):"ثم شرحَ المواقف في أصولِ الكَلام، ثم الجَواهرَ في أصول الكلام، وهذه الأصول من مؤلّفات شيخه عَضُد الدِّين" عَلى أنه ينبغي أَنْ لا يغفل أن التَّرتيبَ
(1) ينظر تسميته في الضوء اللامع: (10/ 260)، والإشارة إليه في مجمع البحرين:(ج 1: ق 3)، الدُّرر الكامِنة:(5/ 78)، بُغْية الوُعاة:(1/ 280)، طبقات المفسِّرين:(2/ 285)، درّة الحجّال:(2/ 251)، كشف الظنون:(2/ 1891)، هدية العارفين:(6/ 172)، معجم المؤلّفين:(12/ 129).
(2)
ينظر تسميته في الضَّوء اللَّامع: (10/ 260)، والإشارة إليه في المصادر السَابقة.
(3)
مجمع البحرين: (ج 1 / ق 3).
المشار إليه مقطوعٌ به فيما بين الشُّروحاتِ الثّلاثةِ دون النَّظرِ إلى غيرِها من المؤلَّفات الأخرى؛ فالعطف بـ (ثم) -كما هُو معلوم- يفيد التَّرتيبَ مع التَّراخي، وليس ثمة مانعٌ يَمْنع أَنْ يكون بين هذه الشُّروح مؤلف أَوْ مؤلَّفات؛ يؤكّدُ هذا حديثُ التَّقيِّ نفسهِ عن مؤلَّفاته والدِه، إذ قال عقبَ قولِه السَّابقِ مُبَاشرة (1):"ثم شرحَ تفسيرَ البيضاويِّ، ووصل فيها إلى سورة يوسفَ فاخترمته المنيَّةُ، وهي آخرُ مصنَّفاتِه"، ومن المقطوع بِه أن هناك مؤلفات أُخرى لشمس الدِّين الكِرمانيّ لَمْ يَذْكرها ابنُه في سياقِ حديثِه.
4 -
النُّقود والرُّدود (2)، وسمّاه:"السَّبعة السيارة"؛ لأَنَّه جمعَ فيه سبعة شروحٍ فالتزمَ استيعابَها، وذُكر أنه أردفها بسبعةٍ أُخرى لكن بغيرِ اسْتيعاب (3).
وهو مؤلفٌ حافلٌ غنيٌّ في بابه، استوعبَ فيه المصنّفُ جلّ مسائلِ أصولِ الفِقْه، ولا يَعيبه إلَّا التَّكرار (4).
وقد أحسنت الجامعةُ الإسْلاميّةُ بالمدينةِ النَّبويّة صُنعًا عِنْدما وجَّهت طلابَ الدِّراسات العُليا في قِسْمِ أُصولِ الفقه إليه، وشَجَّعتهم عَلى تحقيقه.
5 -
"الكَواكبُ الدَّراريّ في شرحِ صحيحِ البُخاريِّ"(5).
(1) المصدر السَّابق (نفس الجزء والورقة).
(2)
ينظر: المصادر السَّابقة.
(3)
الدُّرر الكامِنة: (5/ 77)، وينظر: بُغْية الوُعاة: (1/ 280)، طبقات المفسِّرين:(2/ 286).
(4)
ينظر: الدُّرر الكامِنة: (5/ 77).
(5)
ينظر تسميته في مقدَّمته للشَّمس الكِرمَانيّ: (11/ 6)، ومجمع البحرين:(ج 1 / ق 3)، =
وهو الكتابُ الوحيدُ المطبوعُ للمصنّفِ -كما أَسلفتُ-، وفي يَقيني أن شُهْرَته من جهةٍ وارتباطَه بعلمِ الحديثِ من جهةٍ أُخرى هُمَا اللذان وجَّها الأَنْظار إِليه ولفتا -بعدَ ذلكَ- إِلى طَبْعه.
وقد نصَّ التَّقيُّ الكِرْمانيّ أنَّه "كَمَّله بمكَّةَ سنة خَمس وسَبْعين (أَي: بعدَ السَّبعمائة) حين مجاورتِه بها قُبَالةَ الرُّكنين اليَمَانِيَّين"(1).
6 -
أُنموذجُ الكشَّافِ. وهو تعليقاتٌ عَلى كشافِ الزمخشريِّ، ونصَّ عَليه ابنُه (2).
7 -
عقائدُ عضُدِ الدِّين. ونصَّ عليه ابنُه (3).
8 -
رسالةٌ في كافيةِ ابن الحاجبِ. ونصَّ عليها ابنُه (4).
9 -
رسالةٌ في التَّصوير والتَّصديق في المنطقِ. ونصَّ عليها ابنُه (5).
10 -
رسالةٌ في مَسْأَلة الكُحل. ونصَّ عليها ابنُه (6).
11 -
أسئلةٌ واعتراضَاتٌ عَلى شرح القُطب التَّحتانيّ للمَطَالع في المَنْطقِ (7).
= الدُّرر الكامِنة: (5/ 77)، وغيرها. وانظر الإشارة إليه في بقيّة المصادر.
(1)
مجمع البحرين (ج 1 / ق 3).
(2)
مجمع البحرين (نفس الجزء والورقة)، وينظر جلّ المصادر السَّابقة.
(3)
المصدر السَّابق (نفس الجزء والورقة).
(4)
المصدر السَّابق (نفس الجزء والورقة).
(5)
المصدر السَّابق (نفس الجزء والورقة).
(6)
المصدر السَّابق (نفس الجزء والورقة)، وينظر جلّ المصادر المتقدّمة.
(7)
الضَّوء اللَّامع: (10/ 260).
12 -
ذَيْلُ مَسَالك الأبصار في التاريخ (1).
13 -
شرحُ أَخْلاقِ عَضُد الدِّين (2).
14 -
ضَمَائرُ القرآن (3).
15 -
حاشِية عَلى تَفسير البَيْضَاويِّ، وتقدَّم -عَلى لسانِ ابنه- أنَّه آخرُ مصنَّفاتِه، وأَن المنيَّةَ اخْترمته قَبْل أن يُتمَّه؛ حيثُ وصلَ فيه إلى سورةِ يوسف (4).
(1) هديَّة العارفين: (6/ 172).
(2)
المصدر السَّابق: (6/ 172).
(3)
الأَعلام: (7/ 153).
(4)
ينظر نصُّ قول ابنِه عنه ص (91)، وينظر جلّ المصادر المتقدّمة.