الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَاب الْمَوْت وَفضل ذكره وتردده تَعَالَى فِي قبض الرّوح وَقَول إِبْرَاهِيم هَل يُمِيت خَلِيله وشدته وَكَونه واعظا وعلامة السَّعَادَة عَن عِنْد الْمَوْت ومجيء ملك الْمَوْت عِنْد وصاله عليه السلام وَقَوله من لأمتي وتعزيته من الْخضر وَأَن الْمَوْت قِيَامَة وَكَفَّارَة وَشَهَادَة سِيمَا للغريب وَأَن الْمَوْت والتلقين وتلقي الْأَرْوَاح للْمَيت وَأَن فَجَاءَتْهُ نعْمَة أَو نقمة وَجَوَاب عمر فِي الْقَبْر وَعرض الْأَعْمَال على الْأَرْوَاح وتسبيحة الْقَبْر وتطيين الْقَبْر وَمَكَان صغَار الْأَمْوَات والزيارة وزيارته عليه السلام وَغسل فَاطِمَة وَلبس كفنها قبل وفاتها وَمَوْت الْبَهَائِم بعد الذّكر وَإِذا قدر موت بِأَرْض يلجأ إِلَيْهَا وَفضل صَلَاة الْجِنَازَة وكفنها وغسلها وحفر الْقَبْر
.
فِي الْمُخْتَصر «قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَكُونُ مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرُهُمْ فَقَالَ نَعَمْ مَنْ ذَكَرَ الْمَوْتَ كُلَّ يَوْمٍ عِشْرِينَ مَرَّةً» لم يُوجد مُسْندًا.
«مَا ترددت فِي شَيْء ترددي فِي قبض روح عَبدِي الْمُؤمن يكره الْمَوْت وَأَنا أكره مساءته وَلَكِن لَا بُد لَهُ من الْمَوْت» للْبُخَارِيّ وَلَكِن انْفَرد بِهِ خَالِد وَهُوَ مُتَكَلم فِيهِ.
«ذِكْرُ الْمَوْتِ وَغُصَّتِهِ وَأَلَمِهِ فَقَالَ هُوَ قدر ثَلَاثمِائَة ضَرْبَة بِالسَّيْفِ» مُرْسل وَرِجَاله ثِقَات.
«لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ أَلَمِ الْمَوْتِ وُضِعَتْ عَلَى جِبَالِ الأَرْضِ
⦗ص: 214⦘
كلهَا لذابت» لم يُوجد.
«إِنَّ الْعَبْدَ لَيُعَالِجُ كَرَبَ الْمَوْتِ وَسَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَإِنَّ مَفَاصِلَهُ لِيُسَلِّمُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ يَقُولُ عَلَيْكَ السَّلامُ تُفَارِقُنِي وَأُفَارِقُكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة» فِيهِ ضَعِيف جدا، وَفِي الذيل هُوَ من نُسْخَة أبي هدبة.
عَنْ أَنَسٍ «إِنَّ لِمَلَكِ الْمَوْتِ حَرْبَةٌ مَسْمُومَةٌ طَرَفٌ لَهَا بِالْمَشْرِقِ وَطَرَفٌ لَهَا بِالْمَغْرِبِ يَقْطَعُ بِهِ عُرُوقَ الْحَيَاةِ وَإِنَّ مُعَالَجَتَهُ أَشَدُّ من ألف ضَرْبَة سيف» إِلَخ. مُنكر.
وَفِي اللآلئ «لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ» لَا يَصِحُّ فِيهِ مَتْرُوك وَوَاضِع وَإِنَّمَا يرْوى عَن الْحسن قلت لَهُ شَوَاهِد، وَفِي الْوَجِيز فِيهِ مُحَمَّد بن الْقَاسِم يضع قلت ورد مُرْسلا عَن عَطاء بن يسَار بِسَنَد جيد وَله شَوَاهِد من مُرْسل الْحسن وَالضَّحَّاك وَعَن عَليّ رضي الله عنه مَوْقُوف.
فِي الذيل «إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ لَيَنْظُرُ فِي وُجُوهِ الْعِبَادِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ نَظْرَةً فَإِذَا ضَحِكَ الْعَبْدُ بَعَثَ إِلَيْهِ يَقُولُ عَجَبًا بُعِثْتُ إِلَيْهِ لأقبض روحه وَهُوَ يضْحك» من نُسْخَة أبي هدبة وَكَذَا «بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْجَنَّةِ سَبْعُ عَقَبَاتٍ أَهْوَنُهَا الْمَوْتُ قُلْتُ فَمَا أَصْعَبُهَا قَالَ الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ إِذا تعلق المظلومين بالظالمين» .
«يُتْرَكُ الْغَرِيقُ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَيُدْفَنُ» فِيهِ سَلْمٌ مَتْرُوكٌ وَجُبَارَةُ ضَعِيفٌ.
«مَا مَاتَ أَحَدٌ إِلا يُجْنِبُ فَلِذَلِكَ يُغَسَّلُ لأَنَّهُ لَا تُنْزَعُ رُوحُ أَحَدٍ إِلا خَرَجَ مَاؤُهُ الشَّهِيدُ وَغَيْرُهُ فِي هَذَا سَوَاءٌ» فِيهِ نهشل كَذَّاب.
وَفِي الْمُخْتَصر «لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ مَصِيرُهُ وَحَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ» لِابْنِ أبي الدُّنْيَا والشيخين وَله شَاهد.
حَدِيث «مَجِيءُ مَلَكِ الْمَوْتِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ عِنْدَ وَفَاتِهِ عليه السلام وَاسْتِئْذَانِهِ فِي قَبْضِهِ وَقَوْلِهِ أَيْنَ خَلَّفْتَ جِبْرِيلَ قَالَ خَلَّفْتُهُ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَعَدَ عِنْد رَأسه» وَهُوَ حَدِيث طَوِيل فِي ثَلَاث أوراق وَهُوَ مُنكر.
حَدِيث قَوْله لجبريل عِنْد وصاله «من لأمتي
⦗ص: 215⦘
وَجَوَابه بشر يَا حَبِيبَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالأمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ» وَقَوله «الْآن طابت نَفسِي» ضَعِيف.
فِي الذيل «أُغْمِيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ ادْخُلْ فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَوْ مِنَ الأَنْصَارِ فَارْجِعْ فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم عَنْكَ مَشْغُولٌ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ تَطْرُدُونَ؟ تَطْرُدُونَ دَاعِي رَبِّي عز وجل ادخل يَا ملك الْمَوْت» إِلَخ. بِطُولِهِ فِي قَبضه فِيهِ أَصْرَم كَذَّاب.
فِي الْمُخْتَصر حَدِيث «سَمَاعُ التَّعْزِيَةِ مِنْ رَجُلٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَذَا الْخَضِرُ وَالْيَسَعُ» لم يُوجد ذكر اليسع، وَأما الْخضر فَأنكرهُ النَّوَوِيّ ذكره فِي كتب الحَدِيث لَكِن روى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف فِيهِ ذكر الْخضر وَذكره ابْن أبي الدُّنْيَا وَالله أعلم.
«مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ» لِابْنِ أبي الدُّنْيَا ضَعِيف وَهُوَ من قَول الفضيل بن عِيَاض، وَفِي الْمَقَاصِد هُوَ للديلمي عَن أنس رَفعه.
حَدِيث «تلقين الْمَيِّت بعد الدّفن» ضعفه ابْن الصّلاح ثمَّ النَّوَوِيّ وَابْن الْقَاسِم والعراقي وَشَيخنَا فِي بعض تصانيفه وَآخَرُونَ وَقواهُ الضياء ثمَّ شَيخنَا بِمَا لَهُ فِي الشواهد وَنسب أَحْمد الْعَمَل بِهِ لأهل الشَّام وَابْن الْعَرَبِيّ لأهل الْمَدِينَة.
فِي الْمُخْتَصر حَدِيث سعيد عَن أبي أُمَامَة فِي تلقين الْمَيِّت الطَّبَرَانِيّ ضَعِيف.
«الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» صَحَّحَهُ وَحسنه جمَاعَة وَضَعفه ابْن الْجَوْزِيّ، وَفِي الْمَقَاصِد صَححهُ ابْن الْعَرَبِيّ، وَقَالَ الْعِرَاقِيّ وَرَدَ مِنْ طُرُقٍ يَبْلُغُ بِهَا رُتْبَة الْحسن وَلم يصب ابْن الْجَوْزِيّ فِي ذكره فِي الْمَوْضُوع وَتَبعهُ الصغاني وَحكم بِالْوَضْعِ قَالَ شَيخنَا لَا يتهيأ الحكم بِوَضْعِهِ مَعَ هَذِه الطّرق قَالَ وَهُوَ مُقَيّد بِمَوْت مَخْصُوص إِن ثَبت الحَدِيث، وَفِي اللآلئ لَا يَصح هُوَ: قلت قد أنكرهُ على المُصَنّف توهين الحَدِيث فقد صَححهُ ابْن الْعَرَبِيّ وَالْحق إِلْحَاقه برتبة الْحسن وَيفهم من بعض طرقه أَن المُرَاد بِالْمَوْتِ الطَّاعُون
⦗ص: 216⦘
فقد كَانَ يُطلق على الطَّاعُون فِي الصَّدْر الأول.
«مَنْ مَاتَ مَرِيضًا فَقَدْ مَاتَ شَهِيدًا أَوْ وُقِيَ فَتَّانَ الْقَبْرِ» إِلَخ. لَا يَصح قَالَ احْمَد إِن من مَاتَ مرابطا: قلت لَهُ طَرِيق أُخْرَى وَشَاهد غَرِيب بِلَفْظ «من مَاتَ مَرِيضا أَو غَرِيبا مَاتَ شَهِيدا» ، وَفِي الْوَجِيز هُوَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد مَتْرُوك قلت وَثَّقَهُ الشَّافِعِي وَالْحق أَنه لَيْسَ بموضوع بل مضعف من مَاتَ مرابطا.
ابْنُ عَبَّاسٍ «مَوْتُ الْغُرْبَةِ شَهَادَةٌ» فِيهِ مَتْرُوكَانِ وَرُوِيَ عَن جَابر وَفِيه مكذب قلت رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة بِوَجْه أَضْعَف بِلَفْظ «من مَاتَ غَرِيبا مَاتَ شَهِيدا» فِي الْمَقَاصِد رُوِيَ مَرْفُوعا وَله شَوَاهِد.
«أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ بِالْعينِ» رِجَاله ثِقَات.
«أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ» صَححهُ ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب وَرُوِيَ من وُجُوه أخر.
حَدِيث «جَوَاب عمر رضي الله عنه تَعَالَى فِي قَبره بقوله أَو مثلي يسْأَل عَن رَبِّي وربوبيته أَنِّي لَا أَدعكُمَا أَو تقولان من رَبكُمَا» مُرْسل صَحِيح.
«لَا تَفْضَحُوا مَوْتَاكُمْ بِسَيِّئَاتِ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّهَا تعرض على أولياؤكم من أهل الْقُبُور» ضَعِيف، وَفِي الْمَقَاصِد سَنَده ضَعِيف.
«الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» للطبراني وَالتِّرْمِذِيّ وَسَنَد كل مِنْهُمَا ضَعِيف.
فِي الذيل «إِنَّ مُتَّبِعِي الْجَنَازَةِ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ مَلَكٌ فَهُمْ مَهْمُومُونَ مَحْزُونُونَ حَتَّى يُسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ فَإِذَا رَجَعُوا أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَرَمَاهُ خَلْفَهُمْ وَيَقُولُ ارْجِعُوا لنسائكم لله ميتكم» من نُسْخَة أبي هدبة عَن أنس.
فِي الْوَجِيز أَبُو الدَّرْدَاءِ «مَنْ شَيَّعَ جَنَازَةً فَرَبَعَ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَة» فِيهِ كذابان قلت لَهُ شَاهِدَانِ: عَن أنس.
فِي اللآلئ عَن أنس «عِيَادَةُ مَرِيضٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ» أَوْ «خَمْسِينَ سَنَةً» قُلْنَا زِدْنَا قَالَ أخبراني أَبُو الدَّرْدَاءِ
⦗ص: 217⦘
مَرْفُوعًا «مَنْ شَيَّعَ جَنَازَةً فَرَبَعَ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً» لَا أَصْلَ لَهُ قلت للأخير شَاهد بِلَفْظ «مَنْ حَمَلَ جَوَانِبَ السَّرِيرِ الأَرْبَعِ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً» لَكِن فِيهِ عَلِيُّ بْنُ يَسَارِهِ ضَعِيفٌ.
«إِنَّ أَوَّلَ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُغْفَرَ لِجَمِيعِ مَنْ تَبِعَ جَنَازَتَهُ» لَا يَصِحُّ قلت لَهُ طرق شاهدة وَالله أعلم، وَفِي الْوَجِيز أوردهُ عَن ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر وأعل الْكل: قلت أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَله طرق أُخْرَى وشواهد.
«لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمُهُ الله ويبتليك» لَا يَصح قلت لَهُ طرق وَشَاهد لَا يَخْلُو عَن شَيْء الصغاني هُوَ مَوْضُوع، وَفِي الْوَجِيز هُوَ حَدِيث وائلة بن الْأَسْقَع وَفِيه عَمْرو بن إِسْمَاعِيل كَذَّاب: قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيقه وَتَابعه أُميَّة بن الْقَاسِم عَن حَفْص بن غياث وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب وَله شَاهد عَن عمر قَوْله: الْقزْوِينِي هُوَ حَدِيث المصابيح فِي حفظ اللِّسَان بِلَفْظ «فيعافيه الله» وَهُوَ مَوْضُوع، وَكَذَا حَدِيثه «من عزى مصابا فَلهُ مثل أجره» خُلَاصَة مَوْضُوع: عِنْد الصغاني، وَفِي الْوَجِيز تفرد بِهِ عَليّ بن عَاصِم بن مُحَمَّد بن سوقة وَقد كذب قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه بِهَذَا الطَّرِيق وَقَالَ التِّرْمِذِيّ أَكثر مَا ابْتُلِيَ بِهِ عَليّ بن عَاصِم بِهَذَا الحَدِيث وَقد صدق صلى الله عليه وسلم هَذَا الحَدِيث فِي مَنَام الْبَعْض وَله شَوَاهِد مِنْهَا عَن عَمْرو بن حزم «مَا من مُؤمن يعزي أَخَاهُ فِي مصيبته إِلَّا كَسَاه الله من حلل الْكَرَامَة يَوْم الْقِيَامَة» حسنه التِّرْمِذِيّ وَفِي اللآلئ هُوَ بِلَفْظ «كَانَ لَهُ مثل أجره» لَا يَصح قلت لَهُ شَوَاهِد وطرق وتصديق النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ فِي الرُّؤْيَا.
حَدِيث كِتَابَة التَّعْزِيَة إِلَى معَاذ بن جبل لمَوْت ابْنه لَا يَصح وَإِنَّمَا مَوته بعد وَفَاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة تِلْكَ الْكِتَابَة.
لَمَّا عُزِّيَ صلى الله عليه وسلم بَابْنَتِهِ رُقْيَةَ قَالَ
⦗ص: 218⦘
«الْحَمْدُ لِلَّهِ دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ» فِيهِ ضِعَاف وَشَيخنَا يحلف بِاللَّه عز وجل مَا قَالَ صلى الله عليه وسلم من هَذَا شَيْئا قطّ.
«لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجُ فَأَيُّهُمَا أفضل قَالَ الْقَبْر» مَوْضُوع قلت لَهُ شَاهد.
الصغاني «دفن الْبَنَات» إِلَخ. مَوْضُوع وَفِي الْوَجِيز هُوَ عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه عرَاك بن خَالِد مُضْطَرب الحَدِيث عَن عُثْمَان بن عَطاء عَن أَبِيه وهما ضعيفان وَتَابعه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عَطاء وَهُوَ ضَعِيف وَعَن ابْن عمر وَفِيه حميد يحدث بِالْمَنَاكِيرِ قلت لَيْسَ فِي شَيْء مِمَّا ذكره مَا يَقْتَضِي الْوَضع وَرِجَاله مُخْتَلف فيهم وَإِن سلم فَلَا إِلَى حد الْوَضع.
وَفِي الْمَقَاصِد «قَالَ» بَعْدَ التَّحْمِيدِ حِينَ عُزَّيَ بِابْنَتِهِ رُقْيَةَ «فِيهِ إِرْسَالٌ وَمَتْرُوكٌ وَصَلَهُ ضَعِيف وَرُوِيَ» نعم الصهر الْقَبْر" فَقَالَ بعض الْعلمَاء أَنه لم يظفر بِهِ بعد التفتيش.
وَفِي الفردوس بِلَا سَنَد مَرْفُوعا «نعم الْكَفّ الْقَبْر لِلْجَارِيَةِ» وللطبراني مَرْفُوعا «للْمَرْأَة ستران» إِلَخ. وَهُوَ ضَعِيف جدا وَمثله مَا رُوِيَ مَرْفُوعا «لِلنِّسَاءِ عَشْرُ عَوْرَاتٍ فَإِذَا تَزَوَّجَتْ سَتَرَ الزَّوْجُ عَوْرَةً فَإِذَا مَاتَتْ ستر الْقَبْر تسع عورات» .
«أَوْلَاد الْمُؤمنِينَ فِي جبل فِي الْجنَّة يكفلهم إِبْرَاهِيم وَسَارة حَتَّى يردهم إِلَى آبَائِهِم يَوْم الْقِيَامَة» صَححهُ الْحَاكِم وَغَيره على شَرطهمَا لَكِن وَقفه آخَرُونَ على الثَّوْريّ وَقيل أَنه أشبه وَأَصله فِي البُخَارِيّ فِي الْمِعْرَاج.
«ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ وَسَطَ قَوْمٍ صَالِحَيْنِ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الْحَيُّ بِجَارِ السُّوءِ» فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى وَهُوَ مَتْرُوكٌ بَلْ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ وَالْوَضْعِ وَلَكِن لم يزل عمل السّلف وَالْخلف عَلَيْهِ وَمَا يرْوى «إِنَّ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ لَا تُقَدِّسُ أَحَدًا وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الإِنْسَانَ عَمَلُهُ» لَا يُنَافِيهِ وَهَذَا الْمَرْوِيّ مَعَ أَنه مَوْقُوف على سلمَان الْفَارِسِي مُنْقَطع، وَفِي الْوَجِيز هُوَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِيهِ سُلَيْمَان بن عِيسَى كَذَّاب وَتَابعه دَاوُد بن الْحصين مُتَّهم بِالْوَضْعِ قلت ورد أَيْضا عَن عَليّ وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود، وَفِي اللآلئ «ادفنوا» إِلَخ. لَا يَصح قَالَ ابْن حبَان بَاطِل لَا أصل لَهُ قلت لَهُ شَاهد وَالله أعلم.
«حَسِّنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورَهُمْ» وَرُوِيَ «فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ» لَا يَصِحُّ قُلْتُ بل هُوَ حسن صَحِيح لَهُ طرق كَثِيرَة
⦗ص: 219⦘
وشواهد.
حَدِيث «غَسْلُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها وَلُبْسُ كَفَنِهَا قَبْلَ وَفَاتِهَا وَاكْتِفَاءِ عَلِيٍّ بِذَلِكَ بَعْدَهَا» لَا يَصِحُّ قلت نعم هُوَ مُخَالف لما رُوِيَ أَن عليا وَأَسْمَاء غسلاها إِلَّا أَن الحكم بِوَضْعِهِ غير مُسلم وَأما جَوَاز الْغسْل قبل الْمَوْت فَلَعَلَّهُ خصها أَبوهَا صلى الله عليه وسلم بِهِ وَالله أعلم، وَفِي الْوَجِيز روته أم سَلمَة وَفِيه من لَيْسَ بِشَيْء وشيعيان قلت لَا مدْخل للثَّلَاثَة فِيهِ فَإِن أَحْمد وَابْنه أَخْرجَاهُ بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا ابْن إِسْحَاق وَالْأَئِمَّة قبل حَدِيثه وَأكْثر مَا عيب عَلَيْهِ التَّدْلِيس ويعضد مَا يرْوى مُرْسلا عَن ابْن عقيل وَقد رُوِيَ أَن عليا وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس غسلاها إِلَّا أَن الحكم بِالْوَضْعِ غير مُسلم.
«مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَسَتَرَ عَلَيْهِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ وَمَنْ حَفَرَ لَمَيِّتٍ قَبْرًا كَانَ كَمَنْ أَسْكَنَ بَيْتًا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة» تفرد بِهِ يُوسُف بن عَطِيَّة وَلَيْسَ بِشَيْء قلت صَححهُ الْحَاكِم على شَرط مُسلم وَأقرهُ الذَّهَبِيّ.
«إِذَا وُلِّيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ ويتزاورون فِي أكفانهم» عَن أنس وَفِيه كَذَّاب، وَعَن أبي هُرَيْرَة وَفِيه من لَيْسَ بِشَيْء قلت أَصله ثَابت من طرق أُخْرَى وصدره فِي صَحِيح مُسلم.
"حَدِيث حُذَيْفَة فِي ضغطة الْقَبْر فِيهِ مُحَمَّد بن جَابر لَيْسَ بِشَيْء قَالَ ابْن حجر مُجَرّد هَذَا لَا يَقْتَضِي الْوَضع فَإِن لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة لَا يَتَّسِع الْحَال لاستيعابها قلت استوعبتها فِي كتَابنَا عَن عَائِشَة وَأبي أَيُّوب وَأنس وَغَيرهم.
«حَدِيث أنس» توفيت زَيْنَب" إِلَخ. فِي ضغطها مُضْطَرب: قلت من قسم الضَّعِيف لَا الْمَوْضُوع، قَالَ الحقير وَقد مر حَدِيث ضغطة سعد فِي فضل الصُّحْبَة.
أَبُو بَكْرٍ «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا كُلَّ جُمُعَةٍ غفر لَهُ وَكتب بارا» وَفِيه عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ضَعِيف.
وَفِي اللآلئ «من زار قبر وَالِديهِ» إِلَخ. بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد قلت لَهُ شَاهد بِرِوَايَة الضُّعَفَاء بِلَفْظ «من زار قبر أَبَوَيْهِ أَو أَحدهمَا» إِلَخ.، وَفِي الْمُخْتَصر شَاهده معضل.
فِي اللآلئ «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ أَوْ عَمَّتِهِ أَوْ خَالَتِهِ أَوْ أَحَدَ أَقْرِبَائِهِ كُتِبَ لَهُ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ وَمَنْ كَانَ زَائِرًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبره» لَا أصل لَهُ.
فِي الذيل «مَنْ مَرَّ بِالْمَقَابِرِ فَقَرَأَ الإِخْلاصَ إِحْدَى
⦗ص: 220⦘
وَعِشْرِينَ مَرَّةً ثُمَّ وَهْبَ أَجْرَهُ لِلأَمْوَاتِ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَد الْأَمْوَات» من نُسْخَة عبد الله بن أَحْمد الْمَوْضُوعَة.