الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْقصاص لأَنهم يُرِيدُونَ أَحَادِيث ترقق وتنفق وَفِي الصِّحَاح يقل مثله. ثمَّ إِن الْحِفْظ يشق عَلَيْهِم ويتفق عدم الدَّين وهم يحضرهم جهال وَمَا أَكثر مَا تعرض على أَحَادِيث فِي مجْلِس الْوَعْظ قد ذكرهَا قصاص الزَّمَان فأردها فيحقدون عَليّ انْتهى. قَالَ الصغاني إِذا علم أَن حَدِيثا مَتْرُوك أَو مَوْضُوع فليروه وَلَكِن لَا يَقُول عَلَيْهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
الثَّالِث فِي كتب أحاديثها مَوْضُوعَة فِي الْكَذَّابين
.
فِي الْخُلَاصَة قَالَ الشَّيْخ قد صنف كتب فِي الحَدِيث وَجَمِيع مَا احتوت عَلَيْهِ مَوْضُوع كَمَا مر من مَوْضُوعَات الْقُضَاعِي. وَمِنْهَا الْأَرْبَعُونَ الودعانية. وَمِنْهَا وَصَايَا عَليّ رضي الله عنه كلهَا مَوْضُوعَة عَنهُ سوى الحَدِيث الأول وَهُوَ "أَنْت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى غير أَنه لَا نَبِي بعدِي" قَالَ الصغاني وَمِنْهَا وَصَايَا عَليّ رضي الله عنه كلهَا الَّتِي أَولهَا يَا عَليّ لفُلَان ثَلَاث عَلَامَات، وَفِي آخرهَا النَّهْي عَن المجامعة وَفِي أَوْقَات مَخْصُوصَة كلهَا مَوْضُوعَة، وَآخر هَذِه الْوَصَايَا يَا عَليّ أَعطيتك فِي هَذِه الْوَصِيَّة علم الْأَوَّلين والآخرين وَضعهَا حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي وَقَالَ السُّيُوطِيّ فِي اللآلئ وَكَذَا وَصَايَا عَليّ مَوْضُوعَة واتهم بهَا حَمَّاد بن عَمْرو وَكَذَا وَصَايَاهُ الَّتِي وَضعهَا عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان أَو شَيْخه وَقَالَ الصغاني وَأول هَذِه الودعانية كَانَ الْمَوْت فِيهَا على غير مَا كتب وَقد ذَكرْنَاهُ من غَيره من مَوْضُوعَات الشهَاب وَآخِرهَا "مَا من بَيت إِلَّا وَملك يقف على بَابه كل يَوْم خمس مَرَّات فَإِذا وجد الْإِنْسَان قد نفد أكله وَانْقطع أَجله ألْقى عَلَيْهِ غم الْمَوْت فَغَشِيتهُ كرباته وغمرته سكراته" وَقَالَ السُّيُوطِيّ فِي الذيل إِن الْأَرْبَعين الودعانية لَا يَصح فِيهَا حَدِيث مَرْفُوع على هَذَا النسق فِي هَذِه الْأَسَانِيد وَإِنَّمَا يَصح مِنْهَا أَلْفَاظ بسيرة وَإِن كَانَ كَلَامهَا حسنا وموعظة فَلَيْسَ كل مَا هُوَ حق حَدِيثا بل
عَكسه وَهِي مسروقة سَرَقهَا ابْن ودعان من واضعها زيد بن رِفَاعَة وَيُقَال أَنه الَّذِي وضع رسائل إخْوَان الصَّفَا وَكَانَ من أَجْهَل خلق الله فِي الحَدِيث وَأَقلهمْ حَيَاء وأجرأهم على الْكَذِب وَفِي الْوَجِيز (1) قَالَ جمال الدَّين الْمُزنِيّ الْأَحَادِيث المنسوبة إِلَى القَاضِي أبي نصر بن ودعان الْموصِلِي لَا يَصح مِنْهَا حَدِيث وَاحِد مَرْفُوع وَإِنَّمَا يَصح يسيره مِنْهَا يحْتَاج فِي تميزها إِلَى نوع من التتبع وَقَالَ الصغاني وَمِنْهَا كتاب فضل الْعلمَاء للمحدث شرف الْبَلْخِي وأوله "من تعلم مَسْأَلَة من الْفِقْه قَلّدهُ الله كَذَا"
وَمن الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة بِإِسْنَاد وَاحِد أَحَادِيث الشَّيْخ الْمَعْرُوف بِابْن أبي الدُّنْيَا وَهُوَ الَّذِي يَزْعمُونَ أَنه أدْرك عليا وَعمر طَويلا وَأخذ بركابه فَركب وأصابه ركابه فَشَجَّهُ فَقَالَ مد الله فِي عمرك مدا وَأَحَادِيث أبي نسطور الرُّومِي وَأَحَادِيث بشر ونعيم بن سَالم وخراش عَن أنس وَأَحَادِيث دِينَار عَنهُ وَأَحَادِيث أبي هدبة إِبْرَاهِيم بن هدبة الْقَيْسِي وَمِنْهَا كتاب يدعى بِمُسْنَد أنس الْبَصْرِيّ مِقْدَار ثَلَاثمِائَة حَدِيث يرويهِ سمْعَان الْمهْدي عَن أنس وأوله أمتِي فِي سَائِر الْأُمَم كَالْقَمَرِ فِي النُّجُوم وَفِي الذيل سمْعَان بن الْمهْدي عَن أنس لَا يكَاد يعرف ألصقت بِهِ نُسْخَة مكذوبة قبح الله من وَضعهَا، وَفِي اللِّسَان هِيَ من رِوَايَة مُحَمَّد بن مقَاتل الرَّازِيّ عَن جَعْفَر بن هَارُون عَن سمْعَان فَذكر النُّسْخَة وَهِي أَكثر من ثَلَاثمِائَة حَدِيث أَكثر متونها مَوْضُوعَة - انْتهى.
قَالَ الصغاني وَمِنْهَا الْأَحَادِيث الَّتِي تروى فِي التَّسْمِيَة بِأَحْمَد لَا يثبت شَيْء مِنْهَا، وَمِنْهَا خطْبَة الْوَدَاع عَن أبي الدَّرْدَاء رَفعه وأوله أَلا لَا يركبن أحدكُم الْبَحْر عِنْد ارتجاجه، وَفِي اللآلئ آخر الْخطْبَة الْأَخِيرَة عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس بِطُولِهَا مَوْضُوعَة اتهمَ بهَا ميسرَة بن عبد ربه لَا بورك فِيهِ.
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ الوضاعون خلق كَثِيرُونَ كبارهم وهب بن وهب القَاضِي وَمُحَمّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ وَمُحَمّد بن سعيد الشَّامي المصلوب وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَإِسْحَاق بن نجيح الْمَلْطِي وغياث بن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ والمغيرة بن سعيد الْكُوفِي
(1) قلت فِي عزوه إِلَى الْوَجِيز نظر، بل الصَّحِيح عِنْدِي فِي الذيل. اهـ مصححه
وَأحمد بن عبد الله الجويباري ومأمون بن أَحْمد الْهَرَوِيّ وَمُحَمّد بن عكاشة الْكرْمَانِي وَمُحَمّد بن الْقَاسِم الطالكاني وَمُحَمّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي.
وَقَالَ النَّسَائِيّ الكذابون المعروفون بِالْوَضْعِ أَرْبَعَة ابْن أبي يحيى بِالْمَدِينَةِ والواقدي بِبَغْدَاد وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان بخراسان وَمُحَمّد بن سعيد المصلوب بِالشَّام، وَقيل وضع الجويباري وَابْن عكاشة وَمُحَمّد بن نميم والفاريابي أَكثر من عشرَة آلَاف فَأَنْشَأَ الله عُلَمَاء يَذبُّونَ ويوضحون الصَّحِيح ويفضحون الْقَبِيح فهم حراس الأَرْض وفرسان الدَّين كثرهم الله إِلَى يَوْم الدَّين.
وَفِي الْوَجِيز قَالَ ابْن عدي كتبت جملَة عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى بن جَعْفَر عَن آبَائِهِ إِلَى عَليّ رَفعهَا إِذْ أخرج إِلَيْنَا نُسْخَة قريب من ألف حَدِيث عَن مُوسَى الْمَذْكُور عَن آبَائِهِ بِخَط طري عامتها مَنَاكِير، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ إِنَّه من آيَات الله وضع ذَلِك الْكتاب يَعْنِي العلويات، قَالَ ابْن حجر وَسَماهُ السّنَن وَكله بِسَنَد وَاحِد مِنْهُ لَا خيل أبقى من الدهم وَلَا امْرَأَة كابنة الْعم، وَمِنْه لَا خير فِي الْعَيْش إِلَّا لمسمع واع أَو عَامل نَاطِق وَغير ذَلِك مِمَّا يَجِيء فِي بَابه وَعبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه عَن عَليّ الرِّضَا عَن آبَائِهِ يروي نُسْخَة مَوْضُوعَة بَاطِلَة مَا يَنْفَكّ عَن وَضعه أَو وضع أَبِيه، وَإِسْحَاق الْمَلْطِي لَهُ أباطيل، مِنْهَا لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ أَن تعرج على السرج، وَمن منع الماعون لزمَه طرف من الْبُخْل، وَمِنْه لعن النَّاظر والمنظور إِلَيْهِ، وَمِنْه لَا تَقولُوا مسيجد وَلَا مصيحف وَنهى عَن تَصْغِير الْأَسْمَاء وَأَن يُسمى حمدون أَو علوان أَو يعموش وَغَيرهَا مِمَّا يَجِيء، قَالَ ابْن عدي كلهَا وَضعهَا هُوَ ورى عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن أبي سعيد الْوَصِيَّة لعَلي رضي الله عنه فِي الْجِمَاع وَكَيف يُجَامع فَانْظُر إِلَى هَذَا الدَّجَّال مَا أجرأه.
وَقَالَ الديلمي أَسَانِيد كتاب الْعَرُوس لأبي الْفضل جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي واهية لَا يعْتَمد عَلَيْهَا وَأَحَادِيثه مُنكرَة. وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن بليط بن شريط حدث عَن أَبِيه عَن جده بنسخة فِيهَا بِلَال لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ فَإِنَّهُ كَذَّاب انْتهى كَلَام الْوَجِيز. وَسَنذكر أحد عشر حَدِيثا فِي بَابه مِنْهَا وَنَذْكُر أَحَادِيث كل من هَذِه الْكتب ونحيل بَيَان