الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ فَضْلِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وخصاله كالمعرفة وَأَحْيَاء أَبَوَيْهِ وتأدبه بربه وولادته فِي زمَان الْعَادِل وَإنَّهُ خَاتم الْأَنْبِيَاء بِلَا اسْتثِْنَاء وَالثَّلَاثِينَ مدعي النُّبُوَّة وفصاحته وَطول سبابته وذم من دخل فِي نسبه وَأَنه لَا يعلم مَا وَرَاء الْجِدَار
.
فِي الْمَقَاصِد «كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخرهمْ فِي الْبَعْث» من حَدِيث سعيد بن بشير وَله شَاهد فِي تَارِيخ البُخَارِيّ وَغَيره وَصَححهُ الْحَاكِم بِلَفْظ «كنت نَبيا وآدَم بَين الرّوح والجسد» وَالَّذِي اشْتهر بِلَفْظ «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ والطين» فَلم نقف عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظ فضلا عَن زِيَادَة وَكنت نَبيا وَلَا آدم وَلَا مَاء وَلَا طين، وَقد قَالَ شَيخنَا إِن الزِّيَادَة ضَعِيفَة وَالَّذِي قبلهَا قوي قَالَ الحقير قَالَ الصغاني بل هُوَ مَوْضُوع.
وَفِي الذيل «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ وَكُنْتُ نَبِيًّا وَلا آدَمَ وَلَا مَاء وَلَا طين» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ وَكَذَا حَدِيث «أَنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ مِنِّي الْخَيْرُ فِيَّ وَفِي أُمَّتِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة» قَالَ ابْن حجر لَا أعرفهُ"
مَا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأَ وَكَتَبَ" قَالَ الطَّبَرَانِيّ مُنكر معَارض للْكتاب.
«اسْمِي فِي الْقُرْآنِ مُحَمَّدٌ وَفِي الإِنْجِيلِ أَحْمَدُ وَفِي التَّوْرَاةِ أَحْيَدُ لأَنِّي أَحْيَدُ أُمَّتِي فَأَحِبُّوا الْعَرَبَ بِكُل قُلُوبكُمْ» فِيهِ إِسْحَاق كَذَّاب يضع عَن سفينة.
«تَعَبَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ حَتَّى صَارَ كَالشَّنِّ الْبَالِي» فِي مُحَمَّد بن الْحجَّاج مَتْرُوك.
أنس «مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ فَيُقِيمُ فِي قَبْرِهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى ترد إِلَيْهِ روحه» فِيهِ الْحسن بن يحيى مُنكر الحَدِيث جدا قلت قَالَ ابْن حجر قد ألف الْبَيْهَقِيّ فِي حَيَاة الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم وَأورد فِيهِ عدَّة أَحَادِيث تؤيد هَذَا.
فِي الْمُخْتَصر «الْمَعْرِفَةُ رَأْسُ مَالِي وَالْعَقْلُ دِينِي وَالْحُبُّ أَسَاسِي وَالشَّوْقُ مَرْكَبِي وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى أُنْسِي وَالثِّقَةُ كَنْزِي وَالْحُزْنُ رَفِيقِي وَالْعِلْمُ سِلاحِي وَالصَّبْرُ رِدَائِي وَالرِّضَى غُنْيَتِي
⦗ص: 87⦘
وَالْفَقْرُ فَخْرِي وَالزُّهْدُ حِرْفَتِي وَالْيَقِينُ قُوَّتِي وَالصِّدْقُ شَفِيعِي وَالطَّاعَةُ حَسَبِي وَالْجِهَادُ خُلُقِي وقرة عَيْني فِي الصَّلَاة» ذكره القَاضِي عِيَاض وَلم يُوجد.
فِي اللآلئ عَن ابْن عَبَّاس رَفعه «شَفَعْتُ فِي هَؤُلاءِ النَّفْرِ الثَّلاثَةِ فِي أَبِي وَعَمِّي أَبِي طَالِبٍ وَأَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ يَعْنِي ابْنَ السَّعْدِيَّةِ لِيَكُونُوا مِنْ بَعْدِ الْبَعْثِ هباء» قَالَ الْخَطِيب بَاطِل فِيهِ ضعفاء وغال فِي الرَّفْض.
فِي الْمَقَاصِد «إِحْيَاءُ أَبَوَيِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى آمَنَا بِهِ» أوردهُ السُّهيْلي عَن عَائِشَة وَقَالَ فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وَأَنه حَدِيث مُنكر جدا وَإِن كَانَ مُمكنا لَكِن مَا ثَبت يُعَارضهُ، وَفِي الْوَسِيط نزلت وَلَا تسْأَل عَن أَصْحَاب الْجَحِيم بِلَفْظ النَّهْي حِين تمنى أَن يعرف حَال أَبَوَيْهِ فِي الْآخِرَة وَمَا أحسن مَا قَالَه:
حبا الله النَّبِي مزِيد فضل * على فضل وَكَانَ بِهِ رؤوفا
فأحيا أمه وَكَذَا أَبَاهُ * لإيمان بِهِ فضلا منيفا
فَسلم فالقديم بذا قدير * وَإِن كَانَ الحَدِيث بِهِ ضَعِيفا
قَالَ أذْنب عباده: قد صنف السُّيُوطِيّ بإحيائهما جُزْءا لطيفا.
«أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي» سَنَدُهُ ضَعِيف وَلَا يعرف لَهُ إِسْنَاد ضَعِيف ثَابت.
«أَنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بِالضَّادِ» (1) مَعْنَاهُ صَحِيح وَلَكِن لَا أصل لَهُ
(1) قلت مَعْنَاهُ وَالله أعلم أَن أفْصح من خصت ألسنتهم بنطق هَذَا الْحَرْف وهم الْعَرَب العرباء إِذْ الضَّاد حرف من حُرُوف الهجاء للْعَرَب خَاصَّة صرح بذلك أَيْضا مجد الدَّين الفيروز آبادي فِي الْقَامُوس، وَقَالَ الْعَلامَة أَحْمد بن الْحسن الجاربردي شَارِح الشافية فِي مَعْنَاهُ أَنا أفْصح الْعَرَب وَيُؤَيّد هَذَا الْمَعْنى حَدِيث آخر من أَمْثَال هَذَا الحَدِيث «أَنا أفْصح الْعَرَب بيد أَنِّي من قُرَيْش» وَللَّه در المتنبي الشَّاعِر فَإِنَّهُ أفْصح هَذَا الْمَعْنى فِي ديوانه حَيْثُ قَالَ:
لَا بقومي شرفت بل شرفوا بِي * وبنفسي فخرت لَا بجدودي
وبهم فَخر كل من نطق الضا * د [الضَّاد] وعوذ الْجَانِي وغوث الطريد
وَالله أعلم أه مصححه عَفا الله عَنهُ.
«لَعَنَ اللَّهُ الدَّاخِلَ فِينَا بِغَيْرِ نَسَبٍ وَالْخَارِجَ مِنَّا بِغَيْرِ سَبَبٍ» بيض لَهُ شَيخنَا وشواهده ثَابِتَة.
«مَا أَعْلَمُ خَلْفَ جِدَارِي هَذَا» قَالَ شَيخنَا لَا أصل لَهُ قلت وَلكنه قَالَ فِي خَصَائِصه وَيرى وَرَاء
⦗ص: 88⦘
ظَهره كَمَا يرى من قدامه وَيجمع بَينه وَبَين لَا أعلم خلف جداري بِأَنَّهُ مُقَيّد بِحَالَة الصَّلَاة وَهُوَ مشْعر بوروده: قَالَ الحقير كَانَ لَهُ عينان فِي ظَهره فَيرى من وَرَاء ظَهره لَا وَرَاء الْجِدَار فَلَا مُنَافَاة وَالله أعلم.