الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
بابُ: سجودِ التلاوَةِ
عن ابنِ عمرَ، قالَ:" كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأُ علَينا السورةَ، فيقرأُ السجدةَ فيسجدُ ونَسجدُ معهُ حتى ما يجدُ أحدُنا مَكاناً لموضعِ جَبْهتِهِ "
(1)
، أخرجاهُ.
وعندَ أبي داود: " فإذا مرَّ بالسجدةِ كبَّر وسجدَ، وسَجدْنا "
(2)
، ففي هذا مشروعيتهُ للقارئ والمستمعِ.
وأمّا أنّهُ ليسَ بواجبٍ، فلما روى البخاريُّ عن عمرَ، أنهُ قالَ على المنبرِ: " أيّها الناسُ إنما
(3)
نمرُّ بالسجودِ، فمن سجدَ فقد أصابَ، ومَنْ لم يسجدْ فلا إثمَ عليهِ ".
وفي " الصحيحين " عن زيدِ بنِ ثابتٍ، قالَ:" قرأتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (والنَّجمِ) فلَمْ يَسجدْ فيها "
(4)
.
عن عَمرو بنِ العاص: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أقرأهُ خمسَ عشرةَ سجدةً في القرآنِ، منها ثلاثةٌ في المُفصَّلِ، وفي الحجِّ سجْدتانِ "
(5)
، رواهُ أبو داود، وابنُ ماجَةَ، بإسنادٍ: غَريبٍ.
وعن أبي هريرةَ: " أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سجدَ بهم في: (إذا السماءُ انشقَّتْ)
(1)
رواه البخاري (2/ 477)، ومسلم (1/ 405)، وأبو داود (1412).
(2)
رواه أبو داود (1413).
(3)
هكذا بالأصل وعند البخاري (2/ 478): انا نُمُرُّ، قلت: وعنده أيضاً " إنما نمر "(2/ 52) الهامش.
(4)
رواه البخاري (2/ 476)، ومسلم (1/ 406)، وأبو داود (1404).
(5)
رواه أبو داود (1401)، وابن ماجة (1057).
و (اقرأْ)
(6)
، رواهُ مسلمٌ.
فأمّا سجدةُ (ص) فعن ابنِ عباسٍ: " أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سجدَ في (ص)، وقالَ: سجدَها داودُ توبةً، ونسجدُها شكراً "
(7)
، رواهُ النسائيُّ، والدارقُطنيُّ، ورجالُهُ على شرطِ البخاري.
وعنهُ: أنّهُ قالَ: " لَيْستْ (ص) من عَزائمِ السجودِ، وقَدْ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يسجدُ فيها "
(8)
، رواهُ البخاريُّ.
عن أبي بكْرَةَ، واسمُهُ نُفَيعُ بن الحارثِ الثَّقفيِّ:" أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أتاهُ أمرٌ يَسرُّهُ أو يُسَرُّ بهِ يخِرُّ ساجِداً شكراً للهِ تعالى "
(9)
، رواهُ أحمد، وأبو داود، وابنُ ماجَةَ، والترمِذِيُّ، وقالَ غَريب، وهو من رواية بَكّارِ بنِ عبد العزيزِ بنِ أبي بَكْرةَ، عن أبيهِ، عن جدّهِ، وبَكّارُ ضعَّفهُ العُقيليُّ وغيرُهُ، وقالَ ابنُ مَعينٍ: صالح.
ولابنِ ماجَةَ نحوهُ عن أنس
(10)
، وفي سندهِ ضعفٌ، واضطرابٌ، ولكن لهذا المعنى شواهدُ كَثيرةٌ.
وروى الإمامُ أحمد عن عبدِ الرحمن بنِ عَوْفٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أتاني جِبْريلُ فَبشَّرني أنّ اللهَ يقولُ لكَ: مَنْ صلّى عليكَ، صلّيتُ عليهِ، ومَنْ سلّمَ عليكَ، سلّمتُ عليهِ، فسجدتُ للهِ شُكْراً "
(11)
.
(6)
رواه مسلم (1/ 406)، وأحمد (الفتح 4/ 169)، والترمذي (573).
(7)
رواه النسائي (2/ 159)، والدارقطني (1/ 407).
(8)
رواه البخاري (2/ 475)، وأبو داود (1409)، والترمذي (577).
(9)
رواه أحمد (الفتح 4/ 185)، وأبو داود (2774)، والترمذي (1578)، وابن ماجة (1394)، والحاكم (1/ 276)، ولفظ أحمد ليس كألفاظهم وسيأتي بعد خمسة أحاديث.
(10)
رواه ابن ماجة (1392) ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بُشِّر بحاجةٍ فخر ساجداً.
(11)
رواه أحمد (الفتح الرباني 4/ 184).
داودُ توبةً، ونسجدُها شُكراً "
(12)
.
وقالَ الشافعيُّ، بلَغنا أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى نُغاشِيّاً فخرَّ ساجِداً شُكراً للهِ تعالى ".
وعن جابرِ بنِ يَزيدَ الجُعفيّ عن أبي جَعفرٍ محمدِ بنِ عليّ بنِ الحسينِ: " أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأى رجُلاً من النُّغاشين فخرَّ ساجداً "
(13)
، رواهُ الدارقطنيّ، والبيهقيُّ، وزادَ:" فلمّا رفعَ رأسَهُ قالَ: " أسألُ اللهَ العافيةَ "، وقالَ: هذا مُرْسَلٌ، ولهُ شواهدُ تُؤَكِّدهُ.
عن ابنِ عمرَ، قالَ:" كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأُ علينا القرآن، فإذا مرَّ بالسجدةِ كبّرَ وسجدَ فسجْدنا معَهُ "
(14)
، رواهُ أبو داود من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ العمريِّ، وهو ضعيفٌ، وقالَ عبدُالرزاق: كانَ الثوريُّ يُعجبهُ هذا الحديثُ.
وعت أبي بَكْرةَ: " أنهُ شهدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتاهُ بَشيرٌ يُبشّرهُ بظفرِ جُنْدٍ لهُ على عدوِّهم، ورأسهُ في حِجْرِ عائشةَ، فقامَ فخرَّ ساجِداً "
(15)
، رواهُ أحمد، والدارقُطنيُّ من حديثِ بَكّارِ بن عبد العزيزِ بنِ أبي بَكرةَ، ولفظُ الدارقُطنيّ:" كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتاهُ الشيءُ يُسرُّ بهِ خرَّ ساجداً للهِ تعالى "
(16)
.
عن ابنِ عمرَ، أنّهُ قالَ:" لا يسجدْ على غيرِ طَهارةٍ "
(17)
، رواه البيهقي بإسنادٍ: جيّدٍ.
(12)
تقدم تخريجه قبل أربعة أحاديث.
(13)
رواه الدارقطني (1/ 410)، والبيهقي (2/ 371)، والنغاشي هو ناقصُ الخلقة.
(14)
رواه أبو داود (1413).
(15)
رواه أحمد (الفتح الرباني 4/ 185).
(16)
الدارقطني (1/ 410)، والحديث مَرَّ بتخريج واف قبل خمسة أحاديث.
(17)
رواه البيهقي (2/ 325) الكبرى له، بلفظ:" لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر " لكنه مشكل لأنه في صحيح البخاري عنه: " أنه كان يسجد على غير طهارة " والله أعلم، وقد أثبت في هامش الأصل مقابله.