المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب: صفة الحج - إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه - جـ ١

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌ نبذةٌ عن مخطوطةِ الأَصلِ لكتابِ شَرْح التَّنْبيهِ

- ‌ كلمةٌ لا بُدَّ منها

- ‌ كتابُ الطَّهارَةِ

- ‌ بابُ المِياهِ

- ‌ باب الآنيةِ

- ‌ باب السِّواكِ

- ‌ بابُ صفةِ الوضوءِ

- ‌ بابُ: فرضِ الوضوءِ وسُننِهِ

- ‌ بابُ: المَسْحِ عَلى الخُفَّينِ

- ‌ بابُ: الاسْتِطابةِ

- ‌ باب: ما يُوجبُ الغُسْلَ

- ‌ بابُ: صِفةِ الغُسْلِ

- ‌ بابُ: الغُسْلِ المَسْنونِ

- ‌ بابُ: التَّيمُّمِ

- ‌ بابُ: الحَيْضِ

- ‌ بابُ: إزالةِ النَّجاسَةِ

- ‌ كِتابُ الصَّلاةِ

- ‌ بابُ: مَواقيتِ الصَّلاةِ

- ‌ بابُ الأَذانِ

- ‌ بابُ: سَتْر العَوْرةِ

- ‌ بابُ: طَهارَةِ البَدَنِ، والثوبِ، وموضعِ الصَّلاةِ

- ‌ باب: اسْتقبالِ القبلةِ

- ‌ بابُ: صِفةِ الصَّلاةِ

- ‌بابُ: فروضِ الصَّلاةِ وسُنَنِها

- ‌ بابُ: صلاةِ التّطَوُّعِ

- ‌ بابُ: سجودِ التلاوَةِ

- ‌ بابُ: ما يُفْسِدُ الصلاةَ، وما لا يُفْسِدُ

- ‌ باب: سجود السهو

- ‌ بابُ: الساعاتِ التي نُهيَ عن الصلاةِ فيها

- ‌ بابُ: صَلاةِ الجَماعةِ

- ‌ بابُ: صِفةِ الأَئِمَّةِ

- ‌ بابُ: مَوْقفِ الإمامِ والمأْمومِ

- ‌ بابُ: صلاةِ المريضِ

- ‌ بابُ: صلاةِ المسافر

- ‌بابُ: صلاةِ الخوفِ

- ‌ بابُ: ما يُكْرَهُ لُبْسُهُ وما لا يُكْرَهُ

- ‌ بابُ: صلاةِ الجُمُعَةِ

- ‌ بابُ: هيئةِ الجُمُعَةِ

- ‌ بابُ: صلاةِ العيدَينِ

- ‌ بابُ: صلاةِ الكُسوفِ

- ‌ بابُ: صلاةِ الاسْتِسقاءِ

- ‌ كتابُ الجَنائِزِ

- ‌ بابُ: ما يُفْعَلُ بالميّتِ

- ‌ بابُ: غُسْل الميّتِ

- ‌ بابُ: الكَفَنِ

- ‌ بابُ: الصَّلاةِ على الميِّتِ

- ‌ بابُ: حَملِ الجنازَةِ والدَّفْنِ

- ‌ بابُ: التَّعْزيةِ، والبُكاءِ على المَيِّتِ

- ‌ كتابُ الزَّكاةِ

- ‌ بابُ: صَدَقةِ المَواشِي

- ‌ بابُ: زَكاةِ النَّباتِ

- ‌ بابُ: زَكاةِ الناضِّ

- ‌ بابُ: زَكاةِ العُروضِ

- ‌ بابُ: زَكاةِ المَعْدِنِ والرِّكازِ

- ‌ بابُ: زَكاةِ الفِطْرِ

- ‌ بابُ: قَسْم الصَّدَقاتِ

- ‌ بابُ: صدَقَةِ التَطَوّعِ

- ‌ كتابُ الصِّيامِ

- ‌ بابُ: صَومِ التَطَوِّعِ

- ‌ بابُ: الاعْتِكافِ

- ‌ كتابُ الحَجِّ

- ‌ بابُ: المَواقيتِ

- ‌ بابُ: الإحْرامِ وما يَحرُمُ فيهِ

- ‌ بابُ: كَفّارات الإحْرامِ

- ‌ بابُ: صِفَةِ الحَجِّ

- ‌ بابُ: صِفَةِ العُمْرَةِ

- ‌ بابُ: فَرْضِ الحَجِّ والعُمْرَةِ وسُنَنِهما

- ‌ بابُ: الفَوْتِ والإحْصارِ

- ‌ بابُ: الأُضْحِيَةِ

- ‌ بابُ: العَقيقةِ

- ‌ بابُ: الصَّيْدِ والذَّبائحِ

- ‌ بابُ: الأَطْعِمةِ

- ‌ بابُ النَّذْر

الفصل: ‌ باب: صفة الحج

-‌

‌ بابُ: صِفَةِ الحَجِّ

قد تقدَّمَ في بابِ الغُسْلِ المَسنونِ: الغُسْلُ لدخولِ مَكَّةَ.

عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه، قالَ:" كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يدخلُ من الثَّنيَّةِ العُليا التي بالبطحاءِ، ويخرجُ من الثَّنيَّة السُّفلى "

(1)

، أخرجاهُ.

عن جابرٍ، أنّهُ سُئِلَ:" أيرفَعُ الرجُلُ يديْه إذا رأى البيتَ؟ فقالَ: حَجَجْنا معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكُنّا نَفْعَلُهُ "

(2)

، كذا رواهُ الترمِذِيُّ، وقالَ: إنّما يُعرَفُ من حديثِ شُعْبةَ عن أبي قَزَعَةَ.

قلتُ: ورواهُ بعضُهم بزيادةِ هَمْزةٍ: " أفكُنَّا نفعَلُهُ؟ " كالمُنْكِرِ لذلكَ.

وقد رواهُ أبو داود بما يُقَوِّي ذلكَ من حديثِ شُعْبةَ أيضاً، قالَ:" فقالَ: ما كُنْتُ أرى أحَداً يفعَلُ ذلكَ إلا اليهودَ، وقد حَججْنا معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلمْ تكنْ نَفْعَلُهُ "

(3)

.

وللنِّسائي كالحديثين.

فإن صحَّ النَّفْيُ عن جابرٍ، فقد أثبتَ ذلكَ غيرُهُ.

فعن ابنِ عمرَ، وابنِ عبّاسٍ، قالا:" لا تُرْفَعُ الأيدي إلا في سَبْعةِ مَواطنَ: في بَدء الصّلاةِ، وبعَرَفَةَ، وبجَمْعٍ، وعندَ الجَمْرتين، وعلى الصَّفا والمَرْوَةِ، وإذا اسْتَقْبلتَ البيتَ "

(4)

، رواهُ سعيدٌ في سُنَنِهِ.

(1)

رواه البخاري (9/ 208) ومسلم (4/ 62).

(2)

رواه الترمذي (2/ 173)، والرواية التي فيها الهمزة:" أفكنا نفعله " عند البيهقي أيضاً (5/ 73).

(3)

رواه أبو داود (1/ 432) والنسائي (5/ 212)، والبيهقي (5/ 73) الكبرى.

(4)

رواه سعيد بن منصور في سننه والشافعي (8/ 380)، والبيهقي في الكبرى (5/ 72 - 73) موقوفاً عليه ومرفوعاً وبلفظ مقارب وأخرجه الطبراني في الأوسط والكبير كما في المجمع =

ص: 330

وعن طاووسٍ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمّا رأى البيتَ رفَعَ يَدَيْهِ "

(5)

، رواهُ البيهقيُّ، وهو: مُرْسَلُ.

قالَ الشافعيُّ: أخبرَنا سعيدُ بنُ سالمٍ عن ابنِ جُرَيْجٍ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رأى البيتَ رفعَ يدَيْهِ، وقالَ: " اللهُم زِدْ هذا البيتَ تَشْريفاً وتَعْظيماً، وتَكريماً ومَهابَةً، وزِدْ مَنْ شَرَّفَهُ وكرَّمَهُ مِمّن حجَّهُ أو اعْتَمَرهُ تشْريفاً وتكريماً وتعظيماً وبِرّاً "

(6)

، هكذا رواهُ مُرْسَلاً.

وقد رواهُ الطَّبَرانيُّ في المَناسِكِ من حديثِ أبي سَريحةَ حُذَيْفةَ بنِ أسيدٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا نظَرَ إلى البيتِ قالَ: " اللهُمَّ زِدْ بيتَكَ هذا تَشْريفاً وتَعْظيماً، وتَكْريماً ومَهابَةً "

(7)

.

عن سعيدِ ينِ المُسَيَّبِ، قالَ:" سمعتُ هذا من عمرَ، ما بقيَ على الأرضِ، سمعَ هذا منهُ غَيري: " إنّهُ نَظَرَ إلى البيتِ، فقالَ:" اللَّهُمَّ أنتَ السّلامُ، ومنكَ السّلامُ، فَحيِّنا ربَّنا بالسَّلامِ "

(8)

، رواهُ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ في سُنَنِهِ، وفي هذا إثباتُ سَماعِ سعيدٍ من عمرَ، والمشهورُ عَدَمُ سَماعِهِ منهُ.

وقد رَوى هذا الشافعيُّ من قولِ سَعيدٍ نفسِهِ، واللهُ أعلمُ.

عن عائشةَ: " إنَّ أوَّلَ شيءٍ بدَأ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ قدِمَ أنّهُ توضَّأ، ثمَّ طافَ "

(9)

، أخرجاهُ.

= للهيثمي (3/ 238)، (2/ 103).

(5)

رواه البيهقي في " المعرفة " تعليقاً (9809) عن سفيان بإسناده.

(6)

رواه الشافعي (2/ 144) والبيهقي من طريقه كذلك مرسلاً، وبزيادة:" وعظّمه "، قلت: بالأصل: سقطت كلمة " البيت " ولا بد من إثباتها كما هي عند البيهقي (5/ 73) والشافعي.

(7)

رواه الطبراني في المناسك (3/ 238) كما في المجمع للهيثمي ونسبه للكبير والأوسط.

(8)

رواه البيهقي (5/ 73)، ورواه أيضاً من قول سعيد نفسه (5/ 73).

(9)

رواه البخاري (9/ 258) ومسلم (4/ 54).

ص: 331

عن ابن يَعْلى عن أبيهِ: " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طافَ بالبيتِ وهو مُضْطَبِعٌ بِبُرْدٍ لهُ حَضْرَمِيٍّ "

(10)

، رواهُ أحمد، وهذا لَفْظُهُ، وأبو داود، والترمِذِيُّ، وقالَ: حسَنٌ صحيحٌ.

قلتُ: وفي إسْنادِهِ اختلافٌ.

وعن ابنِ عباسٍ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابَهُ اعْتَمروا من الجِعْرانَةِ، فرَمَلوا بالبيتِ، وجَعَلوا أرْدِيتَهم تحتَ آباطِهم، ثمَّ قَذَفوها على عَواتِقهم اليُسْرى "

(11)

، رواهُ أحمدُ، وأبو داود، وإسْنادُهُ على شَرطِ مُسلمٍ.

عن ابنِ عمرَ، قالَ:" رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ يقدُمُ مكَّةَ يَسْتلِمُ الرّكْنَ الأسْودَ أوَّلَ ما يَطوفُ "

(12)

، أخرجاهُ.

عن عمرَ، " أنّهُ جاءَ إلى الحَجَرِ الأسْودِ فَقَبَّلَهُ، وقالَ: إني لأعلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ لا تضرُّ ولا تنفعُ، ولولا أنّي رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ، ما قَبَّلْتُكَ "

(13)

، أخرجاهُ.

وعن ابنِ عبّاسٍ، قالَ:" طافَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ على بَعيرٍ يَسْتلِمُ الرُّكْنَ بِمحْجَنٍ "

(14)

، أخرجاهُ.

وعن عمرَ: " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: يا عمرُ إنّكَ رجلٌ قوِيٌّ، لا تُزاحمْ على الحَجَرِ، فتأذينَّ الضَّعيفَ، إن وجَدْتَ خلْوَةً فاسْتَلِمْهُ، وإلا فهلل وكَبِّرْ "

(15)

، رواهُ الشافعيُّ، وأحمدُ.

عن جابرٍ: " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى الحَجَرَ، فاسْتَلَمَهُ، ثمَّ مشى على يَمينِهِ فَرَمَلَ ثَلاثاً،

(10)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 19) وأبو داود (1/ 435) وابن ماجة (2954) والترمذي (2/ 175).

(11)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 19) وأبو داود (1/ 435).

(12)

رواه البخاري (9/ 249) ومسلم (4/ 63).

(13)

رواه البخاري (9/ 239) ومسلم (4/ 66).

(14)

رواه البخاري (9/ 252) ومسلم (4/ 67).

(15)

رواه الشافعي (2/ 43 بدائع المنن) وأحمد (الفتح الرباني 12/ 34).

ص: 332

ومَشى أرْبَعاً "

(16)

، رواهُ مُسلمٌ.

عن ابنِ عمر، قالَ:" لَمْ أرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ من البيتِ إلا الرُّكْنينِ اليَمانيينِ "

(17)

، أخرجاهُ.

قالَ الشافعيُّ: أخبرَنا سعيدُ بنُ سالمٍ عن ابنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أُخْبِرتُ أنَّ بعضَ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: " يا رسولَ اللهِ كيفَ نقولُ إذا اسْتَلَمْنا؟ قالَ: قولوا: بسْمِ اللهِ، واللهُ أكبرُ، إيماناً باللهِ، وتَصْديقاً بما جاءَ بهِ محمدٌ صلى الله عليه وسلم

(18)

، وهذا مُنْقَطعٌ.

وعن نافعٍ عن ابنِ عمرَ: " أنّهُ كانَ إذا اسْتلَمَ الرُّكْنَ قالَ: بسْمِ اللهِ، واللهُ أكبرُ "

(19)

.

رواهُ الطَّبَرانيُّ في المَناسِكِ، قالَ الحافظُ أيضاً: بإسْنادٍ جيِّدٍ.

ولهُ عن الحارثِ عن عليٍّ: " أنّهُ كانَ إذا اسْتلَمَ الحَجَرَ، قالَ: اللهُمَّ إيماناً بكَ، وتَصْديقاً بكتابِكَ وسُنَّةِ نبيِّكَ صلى الله عليه وسلم "

(20)

.

وعن جابرٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم استَلمَ الرُّكْنَ الذي فيهِ الحَجَرُ، وكَبَّرَ، ثُمَّ قالَ: وَفاءً بعهْدِكَ، وتَصْديقاً بكتابِكَ "

(21)

، رواهُ عبدُاللهِ بنُ محمدِ بنِ ناجيَةَ في " فَوائِدِهِ " بإسْنادٍ غَريبٍ.

عن ابنِ عمرَ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَبَّ ثلاثةَ أشْواطٍ من السَّبْعِ، ومَشى أربَعةً "

(22)

،

(16)

رواه مسلم (4/ 63).

(17)

رواه البخاري (9/ 251) ومسلم (4/ 66).

(18)

رواه الشافعي (2/ 145).

(19)

رواه الطبراني في المناسك، ذكره في المجمع منسوباً إلى الأوسط لكن بلفظ حديث علي وزيادة " الصلاة على النبي "، وقال: رجاله: رجال الصحيح (المجمع للهيثمي (3/ 240)، لكن أخرجه البيهقي (5/ 79) بلفظه هنا.

(20)

رواه الطبراني في المناسك. ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 240) معلقاً عن علي بلفظه وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث وهو: ضعيف، وقد وثق، وأخرجه البيهقي كذلك هكذا (5/ 97) الكبرى.

(21)

رواه عبد الله بن ناجية.

(22)

رواه البخاري (2/ 185 - 187 نوواي) ومسلم (4/ 63).

ص: 333

أخرجاهُ.

ولمسلمٍ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أوّلَ ما يطوفُ يَخُبُّ ثلاثةَ أشْواطٍ.

عن ابنِ عبّاسٍ، قالَ: طافَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بَعيرٍ، كلَّما أتى الرُّكْنَ أشارَ إليهِ بشيءٍ في يدِهِ وكبَّرَ

(23)

، رواهُ البخاريُّ.

عن ابن عمرَ، قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَدعُ أن يَسْتلِمَ الرّكْنَ اليَمانيَّ في كلِّ طَوافِهِ

(24)

، رواهُ أبو داود، والنَّسائيُّ بإسْنادٍ جيّدٍ.

وروى الشافعيُّ عن مُجاهدٍ: أنّهُ كانَ لا يدَعُ أن يسْتلِمَ الرُّكْنَ اليَمانيَّ والحَجَرَ في كلِّ وتْرٍ من طَوافِهِ "

(25)

.

وعن عبدِ الرّحمن بنِ الحارثِ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمرَ: " يا أبا حفْصٍ: إنّكَ رجلٌ قوِيٌّ، فلا تُزاحِمُ على الرّكْنِ، فإنّك تُؤْذي الضّعيفَ، ولكن إن وجدتَ خلْوَةً فاستَلِمْ، وإلا فكبِّر، وامْضِ "

(26)

، رواهُ الشافعيُّ، وأحمدُ، وهو مُرْسَلٌ جيّدٌ.

عن عبدِ اللهِ بنِ السّائبِ: أنّهُ سمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ فيما بينَ رُكْنِ بني جُمَحٍ، والرُّكنِ الأسودِ:" ربَّنا آتِنا في الدّنيا حسَنَةً، وفي الآخرةِ حسَنةً، وقِنا عذابَ النّارِ "

(27)

.

ولابن ماجَةَ نحوَهُ عن أبي هريرةَ

(28)

، ولا يصحُّ سنَدُهُ.

(23)

رواه البخاري (9/ 256).

(24)

رواه أبو داود (1/ 434) والنسائي (5/ 231). وفيه عبد العزيز بن أبي روّاد، قلت: لفظ أبي داود: " في كل طوفة " وكذا عند البيهقي (5/ 80) وهنا " طوافه ".

(25)

رواه الشافعي (2/ 146).

(26)

رواه الشافعي (2/ 43 بدائع المنن) وأحمد (الفتح الرباني 12/ 35)، بالأصل: كأنه: عن ابن عبد الرحمن بن الحارث، وعند البيهقي (5/ 80) سماه (عبد الرحمن بن الحارث) وجعله صاحب " الجوهر النقي " عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث يعني ابن الصحابي المعروف وهكذا ذكر في التهذيب (6/ 285)، والله أعلم.

(27)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 67)، وأبو داود (1/ 437).

(28)

رواه ابن ماجة (2957).

ص: 334

عن ابنِ عمرَ، قالَ: ليسَ على النّساءِ سَعْيٌ بالبيتِ، ولا بينَ الصّفا والمَرْوةِ "

(29)

، ورواهُ الشافعيُّ، وقالَ: حدّثنا سعيدٌ عن مُجاهدٍ، قالَ: رأتْ عائشةُ نِسَاءاً يَسعينَ بالبيتِ، فقالَتْ: أما لكنَّ فينا أُسْوةٌ، ليسَ عليْكُنَّ سَعْيٌ "

(30)

، سعيدٌ: لمْ يَلْقَ مُجاهداً.

تقدَّمَ حديثُ ابنِ عبّاسٍ: أنّهُ عليه السلام طافَ في حَجّةِ الوَداعِ على بعيرٍ "

(31)

، أخرجاهُ.

ولهما عن أُمِّ سَلَمةَ: أنّها استَأْذنتْهُ عليه السلام أن تَطوفَ راكبةً، إذ كانتْ شاكيةً، فأذِنَ لها

(32)

.

تقدَّمَ حديثُ: " الطوافُ بالبيتِ: صلاة "

(33)

في كتابِ الطّهارةِ.

وتقدَّمَ عن عائشةَ: " أنّهُ عليه السلام تَوَضّأ، ثمَّ طافَ "

(34)

، وسيأتي قولُهُ:" لِتأخذوا مناسِكَكُم "

(35)

، فدلَّ على وجوبِ الطّهارةِ للطّوافِ.

عن أبي هريرةَ: أنّ أبا بكْرٍ بعثَهُ في الحَجَّةِ التي أمرَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قبلَ حجَّةِ الوَداعِ يومَ النّحرِ في رَهْطٍ يُؤَذِّنُ في الناسِ: " أن لا يَحُجَّ بعدَ العامِ مُشْركٌ، ولا يطوفَ بالبيتِ عُرْيان "

(36)

، أخرجاهُ.

عن عائشةَ، قالَتْ: كنْتُ أُحبُّ أن أدخلَ البيتَ فأُصَلّيَ فيهِ، فأخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخَلني الحِجْرَ، قالَ:" صلّي في الحِجْرِ، إن أردتِ دخولَ البيتِ، فإنّما هو قِطْعةٌ من البيتِ، ولكنَّ قومَكِ استَقصروه حين بنوا الكعبةَ، وأخرجوهُ من البيتِ "

(37)

، رواهُ

(29)

رواه الشافعي (2/ 150).

(30)

رواه الشافعي (2/ 150).

(31)

رواه البخاري (9/ 257) ومسلم (4/ 67).

(32)

رواه البخاري (9/ 274) ومسلم (4/ 68).

(33)

تقدم.

(34)

تقدم.

(35)

سيأتي.

(36)

رواه البخاري (9/ 264) ومسلم (4/ 107).

(37)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 5) وأبو داود (1/ 467) والنسائي (5/ 219) والترمذي (2/ 181).

ص: 335

أحمد، وأبو داود، والنسائيُّ، والترمِذِيُّ وهذا لفظُهُ، وقالَ: حسَنٌ صحيحٌ.

وعنها، قالَتْ: سألْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الجَدْرِ، أمنَ البيتِ هوَ؟ قالَ: نَعَمْ

(38)

، أخرجاهُ.

قالَ عليه السلام: " إنّما الأعمالُ بالنّيّةِ "

(39)

.

عن ابنِ عمرَ، قالَ: قدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فطافَ بالبيتِ سَبْعاً، وصلّى خلفَ المقامِ ركْعتينِ، ثمَّ خرجَ إلى الصَّفا، وقد قالَ اللهُ تعالى:" كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حسَنَةٌ "

(40)

، أخرجاهُ.

حُجّةُ القولِ بوجوبِ ركْعتين الطّوافِ من هذا الحديثِ قولُهُ، معَ قولِهِ:" لِتأْخذوا مناسِكَكُمْ ".

عن جعفرِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحُسَين بنِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ عن أبيهِ عن جابرٍ في حديثِهِ الطّويلِ الذي ساقَهُ مسلمٌ بتمامِهِ: أنّهُ قالَ فيهِ: ثمَّ تقدّمَ إلى مقام إبراهيمَ فقرأ: " واتّخِذُوا منْ مَقامِ إبراهيمَ مُصَلّى " فجعلَ الحِجْرَ بينَهُ وبينَ البيتِ، وكانَ أبي يقولُ: ولا أعلمُهُ ذكرَهُ إلاَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كانَ يقرأُ في الرّكْعتينِ:" قُلْ هوَ اللهُ أحدٌ "، و" قُل يا أيُّها الكافِرونَ "، ثُمَّ رجعَ إلى الرُّكْنِ فاسْتَلَمَهُ، ثمَّ خرَجَ من البابِ إلى الصَّفا، فلما دَنا من الصَّفا، قرأ:" إنَّ الصّفا والمَروةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ "، إبْدؤوا بما بَدأ اللهُ بهِ، فَبَدَأ بالصَّفا، فرَقِيَ عليهِ حتّى رأى البيتَ، فاسْتقْبلَ القِبْلَةَ فوحَّدَ اللهَ، وكبَّرَهُ، وقالَ: لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، أنجزَ وعدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وهزَمَ الأحزابَ وحدَهُ، ثمَّ دعا بينَ ذلكَ وقالَ مِثلَ هذا ثلاثَ مرّاتٍ، ثمَّ نزلَ إلى المَرْوةِ حتى انْصبَّتْ قدَماهُ في بطنِ الوادِي، حتّى إذا صعدَها مَشى حتّى أتى المَرْوَةَ، ففعَلَ على المَرْوَةِ كَما فعَلَ على الصَّفا، حتى كانَ آخرُ طَوافِهِ على المَرْوةِ "

(41)

.

(38)

رواه البخاري (9/ 218) ومسلم (4/ 100).

(39)

تقدم.

(40)

رواه البخاري (9/ 270) ومسلم (1/ 521)، هكذا بالأصل قوله.

(41)

رواه مسلم (4/ 40).

ص: 336

عن ابنِ عمرَ، أنّهُ قالَ في حديثِهِ عنهُ صلى الله عليه وسلم:" فطافَ بينَ الصّفا والمَرْوةِ سَبْعةَ أطوافٍ "

(42)

، أخرجاهُ.

عن جابرٍ في حديثِهِ، قال: فلمّا كانَ يومُ التَّرْويةِ توجَّهوا إلى مِنىً فأهَلّوا بالحَجِّ، وركِبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وصلّى بها الظّهرَ والعَصْر، والمَغربَ والعِشاءَ والفَجرَ، ثمَّ مكَثَ قليلاً حتى طلعتِ الشمسُ وأمر بقُبَّةٍ من شَعرٍ فضُرِبَتْ لهُ بنَمِرة، فسارَ ولا تَشكُّ قُريشٌ إلا أنّهُ واقفٌ عند المَشْعَرِ الحرامِ كما كانتْ قُريشٌ تصنعُ في الجاهليّةِ، فأجازَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتّى أتى عرفَةَ فوجدَ القُبَّةَ قد ضُرِبَتْ لهُ بنَمِرَةَ فنزَلَ بها حتّى إذا زاغتِ الشمسُ أمرَ بالقَصْواءِ فَرُحِلَتْ لهُ، فأتى بطْنَ الوادي فخطَبَ النّاسَ وذكرَ خُطْبتَهُ، إلى أن قالَ: ثُمَّ أذّنَ ثُمَّ أقام فصَلّى الظهْرَ، ثمَّ أقامَ فصلّى العصرَ، ولمْ يُصلِّ بينَهما شيئاً، ثمَّ ركبَ حتّى أتى الموقفَ فجعلَ بطْنَ ناقتِهِ القَصْواءِ إلى الصَّخَراتِ، وجَعَلَ حَبْلَ المشاةِ بينَ يدَيهِ، واسْتقبَلَ القبْلَةَ، رواهُ مُسلمٌ.

عن عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عن أبيهِ عن جدّهِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: " خيرُ الدّعاءِ دعاءُ يومِ عرَفَةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيّونَ من قَبْلي: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ "

(43)

، رواهُ أحمدُ، والترمِذِيُّ، وهذا لفْظُهُ، وقالَ: غَريبٌ، ولفْظُ أحمدَ: كانَ أكثرُ دعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ عَرَفَةَ: " لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ".

وعن عليٍّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أفضَلُ ما قلتُ أنا والأنبياءُ قَبْلي عَشيَّةَ عرَفَةَ: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ. . وذكرَهُ "

(44)

. رواهُ الطّبَرانيُّ في المَناسِكِ من حديثِ قيسِ بنِ الرّبيعِ، وفيهِ كلام.

(42)

رواه البخاري (9/ 289) ومسلم (1/ 522).

(43)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 130) والترمذي (5/ 231).

(44)

رواه الطبراني في المناسك، قلت: أخرجه البيهقي في الكبرى (5/ 117) هكذا في دعاء أطول. وقال: تفرد به موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله ولم يدرك علياً.

ص: 337

وهكذا رواهُ مالكٌ في المُوَطَّأ مُرْسَلاً

(45)

من وجهٍ آخرَ.

عن عبدِ الرّحمنِ بنِ يَعْمَرَ الدَّيليِّ، قالَ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: " الحَجُّ عَرَفاتٌ ثَلاثاً، فمَنْ أدْركَ ذاتَ عَرَفَةَ قبلَ أن يطلُعَ الفجْرُ فقد أدركَ، وأيامُ مِنىً ثلاثةٌ، فمَنْ تَعَجَّلَ في يَوْمينِ فلا إثْمَ عليهِ، ومَنْ تأخَّرَ فَلا إثْمَ عليهِ "

(46)

، رواهُ أحمدُ، وأهلُ السُّننِ بإسْنادٍ: صحيحٍ.

عن عُرْوةَ بنِ مُضَرِّسِ بنِ حارِثةَ بنِ لأمٍ الطائيِّ، قالَ: أتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالمُزدَلِفَةِ حينَ خَرجَ إلى الصّلاةِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ: إنّي جئْتُ من جبَلَي طَيْءٍ أكْلَلْتُ راحِلتي، وأتعبتُ نفسي، واللهِ ما تركتُ من جبلٍ إلا وقَفْتُ عليهِ، فهلْ لي من حَجٍّ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ شهدَ صلاتَنا هذهِ، فوَقفَ معَنا حتّى ندفعَ، وقد وقَفَ بعرَفَةَ قبلَ ذلكَ ليلاً أو نهاراً، فقد تمَّ حجُّهُ وقضى تفثَهُ "

(47)

، رواهُ أحمدُ، وأهلُ السُّنَنِ، وصَحَّحهُ الترمِذِيُّ على شَرْطِ الصحيحِ.

عن جابرٍ: أنّهُ قال في حديثِهِ: " فلم يَزلْ واقفاً حتّى غرَبتِ الشمسُ وذهبتِ الصُّفْرةُ قليلاً حتّى غابَ القُرْصُ، وأردف أُسامةَ خلفَهُ ودفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد شَنَقَ للقَصْواءِ الزِّمامَ حتّى إنَّ رأسها ليُصيبُ مَورِكَ رحْلِهِ، ويقولُ بيدِهِ اليُمنى: " أيُّها الناسُ السَّكينةَ السّكينةَ "، كلَّما أتى حبلاً من الحِبالِ أرض لها قليلاً حتّى تصعدَ، حتى أتى المُزْدلِفةَ فصلّى بها المَغْرِبَ والعِشاءَ بأذانٍ واحدٍ، وإقامَتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينَهما شيئاً، ثُمَّ اضْطجعَ حتّى طلَعَ الفَجرُ، فصَلّى الفجرَ حين تبيّن لهُ الصّبحُ بأذانٍ وإقامةٍ، ثُمَّ ركب القَصواءَ حتّى أتى المَشْعَرَ الحرامَ فاستَقْبَلَ القِبْلةَ، فَدعا اللهَ وكبَّرهُ وهلَّلَهُ ووحَّدَهُ، فلمْ يزَلْ واقِفاً حتّى أسفرَ جدّاً، فدفعَ قبلَ أن تَطلُعَ الشمْسُ "

(48)

، رواهُ مُسلمٌ.

(45)

رواه مالك (1/ 292).

(46)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 119) وأبو داود (1/ 451) والنسائي (5/ 256) والترمذي (2/ 188) وابن ماجة (3015).

(47)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 120) وأبو داود (1/ 452) والنسائي (5/ 263) والترمذي (2/ 189) وابن ماجة (3016).

(48)

رواه مسلم (4/ 42)، بالأصل: كأنها: وبدت الصفرة، والصواب: ما أثبتناه. وكذا =

ص: 338

عن أُسامةَ بنِ زَيْدٍ: " أنّهُ سُئِلَ كيفَ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسيرُ في حَجّةِ الوَداعِ حينَ دفَعَ؟ قالَ: " كانَ يَسيرُ العَنَقَ، فإذا وجَدَ فَجْوةً نَصَّ "

(49)

، أخرجاهُ.

العَنَقُ: البِساطُ السَّير، والنَّصُّ: فوقَ ذلكَ.

قال جابرٌ: حتّى أتى بَطْنَ مُحَسِّرٍ فحرَّكَ قليلاً ثمَّ سلَكَ الطريقَ الوُسْطى التي تخرجُ على الجَمْرةِ الكُبْرى، حتّى أتى الجَمْرةَ التي عندَ الشّجرَةِ، فرمَاها بسبْعِ حصَياتٍ، يُكَبِّرُ معَ كلِّ حَصاةٍ منها مثل حَصى الخَذْفِ، رَمى من بَطْنِ الوادِي

(50)

، رواهُ مُسلمٌ.

وعنهُ، قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرمي على راحِلَتِهِ يومَ النحرِ، يقولُ:" لتَأْخذوا مَناسِكَكُم، فإنّي لا أدري لعَلّي لا أحُجُّ بعدَ حَجَّتي هذهِ "

(51)

.

عن الفَضْلِ بنِ عبّاسٍ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمْ يزَلْ يُلبّي حتّى رَمى جَمْرةَ العَقَبةِ "

(52)

، أخرجاهُ.

عن عائشةَ، قالَتْ:" أرسلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأُمِّ سَلَمَةَ ليلةَ النّحرِ، فرمَتِ الجَمْرةَ قبلَ الفجرِ، ثمَّ مَضَتْ فأفاضتْ، وكانَ ذلكَ اليومُ، اليومَ الذي يكونُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعني - عندَها "

(53)

، رواهُ أبو داود، بإسْنادٍ: جيِّدٍ.

لكنْ رواهُ الشافعيُّ مُرْسَلاً.

ورواهُ جماعةٌ من الكبارِ عن هشامِ بنِ عُرْوةَ عن أبيهِ عن زينبَ بنتِ أُمِّ سَلَمةَ عن أُمِّها بنحوِهِ، ولعلَّ هذا غيرُ قادحٍ، إذ قدْ يكونُ عن هشامٍ عن أبيهِ من الطّريقينِ، فيُستَدَلُّ بهِ على صحّةِ الرّمي بعدَ نصفِ اللّيلِ من ليلةِ النّحرِ، وإن كانَ الأوْلى أنْ يكونَ

= ووحّده، بالأصل:[ووحّده، والصواب: ووجهه]، كما في صحيح مسلم وغيره.

(49)

رواه البخاري (10/ 6) ومسلم (4/ 74).

(50)

رواه مسلم (4/ 42)، قلت: سقط من لفظه: كلمة " مثل " وقد أثبتناها لثبوتها في مسلم.

(51)

رواه مسلم (4/ 79).

(52)

رواه البخاري (10/ 8) ومسلم (4/ 71).

(53)

رواه أبو داود (1/ 450) قلت: هكذا أقحم الناسخ في الأصل سند الحديث معلقاً في غير محله، ولو قدمه قبل كلمة عائشة لاستقام الكلام فيكون معلقاً عن هشام وهذا سهو غريب والله أعلم.

ص: 339

بعدَ طُلوعِ الشمسِ، لفعلهِ عليه السلام.

ولِما روى الحسَنُ العُرَنِيُّ عن ابنِ عباسٍ، قالَ:" قدَّمَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُغَيْلِمَةَ بني عبدِ المُطَّلبِ على حُمُراتٍ لنا من جَمْعٍ، فجعَلَ يَلْطَحُ أفخاذَنا ويقولُ: أُبَيْنيَّ، لا تَرموا الجَمْرةَ حتى تطلُعَ الشمسُ "

(54)

، رواهُ أحمدُ، وأهلُ السُّنَنِ، إلاّ الترمِذِيّ، فإنّما رواهُ من حديثِ الحَكَم عن مِقْسَمٍ عن ابنِ عبّاسٍ، وصحَّحهُ الترمِذيُّ، والظاهرُ أنّ هذا الأمرَ للغِلْمةِ فقط، لا للنساءِ، فإنّ في روايةٍ لأحمدَ عنهُ، قالَ:" بعثَ بهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مع أهلِهِ إلى مِنىً يومَ النّحرِ، فَرَمَوا الجَمْرةَ معَ الفجرِ "، ولكنَّ أسماءَ بنتَ الصّديقِ رمَتْ الجَمْرةَ ثمَّ رجَعَتْ فصَلَّتْ الصبحَ، وقالَتْ: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أذِنَ للظُّعْنِ "

(55)

، أخرجاهُ.

قال جابرٌ: " ثمَّ انصرَفَ إلى المنْحَرِ، فنَحَرَ ثلاثاً وسِتّينَ بيدِهِ، ثمَّ أعطى عَليّاً فنَحَرَ ما غَبرَ، وأشركَهُ في هَدْيِهِ "

(56)

، رواهُ مُسلمٌ.

عن أنَسٍ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتى مِنىً، فأتى الجمْرةَ فَرَماها، ثمَّ أتى مَنزلَهُ بمنىً ونحَرَ، ثمَّ قالَ للحلاّقِ: خُذْ، وأشارَ إلى جانبِهِ الأيمنِ، ثمَّ الأيْسرِ، ثمَّ جعَلَ يُعطيهِ الناسَ "

(57)

، أخرجاهُ، ولفظُهُ لمُسلمٍ.

عن ابنِ عمرَ، قالَ:" حَلَقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وطائفةٌ من أصحابِهِ، وقَصَّرَ بعضُهم "

(58)

، أخرجاهُ.

وعنهُ: أنّهُ قالَ في الأصْلَعِ: " يُمِرُّ الموسى على رأسِهِ "، رواهُ الدارَقُطنيُّ.

(54)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 173) وأبو داود (1/ 450) والنسائي (5/ 271) والترمذي (2/ 189) وابن ماجة (3025).

(55)

رواه البخاري (10/ 18) ومسلم (4/ 77).

(56)

رواه مسلم (4/ 42).

(57)

رواه مسلم (4/ 82)، ولم يخرجه البخاري هكذا لكن بلفظ مختصر (1/ 54) ولفظه:" أنه لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ [من] شعره " في كتاب الوضوء.

(58)

رواه البخاري (10/ 66) ومسلم (4/ 81).

ص: 340

عن ابنِ عبّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ليسَ على النّساءِ الحَلْقُ، إنّما على النّساءِ التَّقصيرُ "

(59)

، رواهُ أبو داود بإسْنادٍ صحيحٍ.

وعن عليٍّ، قالَ:" نَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تَحلِقَ المرأةُ رأسَها "

(60)

، رواهُ الترمِذِيُّ، وقال: فيهِ اضْطرابٌ.

عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمّ اغفِرْ للمُحَلّقينَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ولِلمقَصِّرينَ، قال: اللهُمَّ اغفِرْ للمُحَلّقينَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ولِلمقَصِّرينَ، قالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ للمُحَلّقينَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وللمقصِّرينَ، قالَ: ولِلمُقَصِّرينَ "

(61)

.

فيهِ دلالةٌ على أنَّ الحَلْقَ نُسُكٌ، وعلى الصّحيحِ من القَولينِ.

وروى الإمامُ أحمدُ عن ابنِ عمرَ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبَّدَ رأسَهُ، وقالَ: لا أُحِلُّ حتّى أُحِلَّ من حجَّتي، وأحلِقَ رَأسي "

(62)

.

وقد تواترَ أنّهُ عليه السلام خطَبَ الناسَ يومَ النّحْرِ، وعلّمَ الناسَ مناسِكَهم، رواهُ الجمعُ الغَفيرُ من الصّحابةِ.

قالَ جابرٌ: " ثمَّ ركبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى البيتِ، فصلّى بمكَّةَ الظُّهْرَ "

(63)

، رواهُ مُسلمٌ.

ولهما عن ابنِ عمرَ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أفاضَ، ثمَّ رجعَ فَصَلّى الظُّهرَ بِمنىً "

(64)

، والجمعُ بينَهما مُشْكِلٌ جِدّاً.

(59)

رواه أبو داود (1/ 458)، وقول ابن عمر في الأصلع:" يمر الموس. . . الأثر " أخرجه البيهقي في الكبرى (5/ 103) من طريق الدارقطني ولم أرهُ في سننهِ.

(60)

رواه الترمذي (2/ 198).

(61)

رواه البخاري (10/ 65)، قلت: سقط من الأصل كلمة " قال " الأولى وقد أثبتناها لثبوتها في الصحيح، وأخرجه مسلم أيضاً (1/ 545).

(62)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 90).

(63)

رواه مسلم (4/ 42).

(64)

رواه مسلم (4/ 84).

ص: 341

وأمّا المُصَنِّفُ، فإنهُ قالَ: ثمَّ يخطبُ الإمامُ بعدَ الظهرِ بمنىً، ويُعَلّم الناسَ النَّحرَ، والرَّمْيَ، والإفاضَةَ، ثمَّ يُفيضُ إلى مكّةَ، ودليلُهُ ما رواهُ الإمامُ أحمدُ، وأبو داود بإسْنادٍ جيِّدٍ عن عائشةَ:" أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أفاضَ من آخرِ يومِهِ حينَ صلّى الظهرَ، ثمَّ رجَعَ فمَكَثَ بِمنىً لياليَ أيامِ التشريقِ "

(65)

، وحينَئِذٍ يَقْوى الإشْكالُ أيضاً في الجمْعِ بينَ هذهِ الأدِلّةِ.

تقدَّمَ حديثُ عائشةَ: " أَنّ أُمَّ سلَمَةَ رَمَتْ قبلَ الفجرِ، ثمَّ مَضتْ فأَفاضَتْ "

(66)

، اسْتُدِلَّ بهِ على أَنَّ أَوَّلَ وقتِ الإفاضَةِ بعدَ نصفِ الّليلِ من لَيْلَةِ النّحْرِ، وفيهِ نظَرٌ، والأَولى أَن يكونَ يومَ النّحْرِ لفعله عليه السلام، فإن أخَّرَهُ عنهُ، فقدْ روَتْ أُمُّ سَلَمةَ، قالَتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إنّ هذا يومٌ رُخِّصَ فيه لكُمْ إذا أَنتُمْ رَمَيْتُمُ الجمْرةَ، أن تَحِلّوا من كُلِّ ما حَرَمْتُم منهُ إلا النّساءَ، فإذا أَمْسَيتُمْ قبلَ أن تَطوفوا بهذا البيتِ صِرْتُم حُرُماً كهَيْئتِكُم قبلَ أن تَرْموا الجمْرةَ حتّى تَطوفوا به "

(67)

، رواهُ أحمدُ، وأبو داود.

ففيهِ دلالةٌ على أنهُ وإن أخَّرَهُ عن يومِ النّحرِ، ثمّ فعلَهُ أنّهُ يَقعُ المَوْقعَ. وقد يُسْتَدَلُّ بهِ على أنّ الحلْقَ ليسَ بنُسُكٍ، وأنّ التَّحلُّلَ الأوّلَ لا يتَوَقَّفُ عليهِ، وأنّهُ يَحِلُّ بالأَوّلِ ممّا سِوى النِّساءِ.

فأَمّا القولُ بصَيرورَةِ مَن لمْ يَطُفْ يومَ النّحرِ مُحْرِماً من كلِّ شيءٍ، فما علمتُ قالَ بهِ أَحَدٌ، واللهُ أعلمُ.

وعن عائشةَ، قالَتْ:" كنتُ أُطَيِّبُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قبلَ أن يُحرِمَ، ويَوْمَ النّحرِ قبلَ أن يَطوفَ بالبيتِ بطيبٍ فيهِ مِسْكٌ "

(68)

، أخرجاهُ.

(65)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 217) وأبو داود (1/ 456) وفيه عندهما ابن اسحق وقد عنعنه.

(66)

تقدم.

(67)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 202) وأبو داود (1/ 461) وكلمة (به) آخر الحديث ساقطة من الأصل وهي ثابتة عند أبي داود.

(68)

رواه البخاري (9/ 157) ومسلم (4/ 10).

ص: 342

ولأَبي داودَ عنها، قالَتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إذا رَمَيْتُم وحَلَقْتُم، فقدْ حلَّ لكُم الطّيبُ والثيابُ، وكلُّ شيءٍ إلا النّساءَ "

(69)

، وفي إسْنادِهِ الحجّاجُ بنُ أَرطأةٍ وهو ضعيفٌ.

تقدّمَ: " أنّهُ عليه السلام أفاضَ ثمَّ عادَ إلى مِنىً "

(70)

.

عن ابن عمرَ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رَمى الجمْرةَ التي تَلي مسجدَ مِنىً، يَرميها بسبْعِ حَصَياتٍ، يُكبِّرُ كلّما رَمى بحصاةٍ، ثمّ تَقدَّمَ أمامَها فوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلةِ رافعاً يَدَيْهِ يَدعو، وكانَ يُطيلُ الوقوفَ يدعو، ثمَّ يأتي الجمْرةَ الثانيةَ فيرميها بسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكبِّرُ كلَّما رَمى بحصَاةٍ، ثمَّ يَنْحدِرُ ذاتَ اليَسارِ ممّا يَلي الوادي، فَيَقِفُ مُسْتَقبِلَ القبلةِ رافعاً يَدَيْهِ يدعو، ثمَّ يأتي الجمْرةَ التي عندَ العَقَبَةِ، فَيرميها بِسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ عندَ كلِّ حصَاةٍ، ثمَّ يَنْصَرِفُ، ولا يَقِفُ عندَها، وكانَ ابنُ عمرَ يَفْعَلُهُ "

(71)

، رواهُ البخاريُّ.

عن جابرٍ، قالَ:" حَججْنا معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومعنا النّساءُ والصّبْيانُ، فلَبَّيْنا عن الصِّبْيانِ ورَمَيْنا عنهم "

(72)

، رواهُ أحمدُ، والترمِذيُّ، وقالَ: غَريبٌ، لا نَعرِفُهُ إلا من هذا الوجْهِ، وابنُ ماجةَ، وهو من روايةِ أشْعَثَ بنِ سَوّارٍ، وهو ضَعيفٌ.

عن الفَضْل بن عبّاسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في عَشِيَّةِ عَرَفَةَ وغَداةَ جَمْعٍ للنّاسِ عَليْكُم بِحَصى الخَذْفِ الذي يُرْمى بهِ الجَمْرةُ. . . الحديث "

(73)

، رواهُ مُسلمٌ.

تقدَّمَ حديثُ ابنِ عمرَ: " أنّهُ عليه السلام رَمى الجَمَراتِ مُرَتَّباً، وقدْ قالَ: " لِتَأْخذوا مَناسِكَكُم "

(74)

.

عن جابرٍ، قالَ:" رَمى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الجَمْرةَ يومَ النّحْرِ ضُحَىً، وأمّا بعدُ، فإذا زالَتِ الشمْسُ "

(75)

، رواهُ مسلم.

(69)

رواه أبو داود (1/ 457).

(70)

تقدم.

(71)

رواه البخاري (10/ 91).

(72)

رواه أحمد (الفتح الرباني 11/ 30) والترمذي (2/ 203).

(73)

رواه مسلم (4/ 71).

(74)

تقدم.

(75)

رواه مسلم (1/ 544).

ص: 343

عن ابنِ عبّاسٍ مَرفوعاً: " من تَركَ نُسُكاً فعَلَيهِ دمٌ "

(76)

، كذا ذكَرَهُ الشيخُ في المُهَذَّبِ، مُسْتَدِلاًّ بهِ على أنّ من ترَكَ الرمْيَ يَجبُ عَليهِ دمٌ، ولَمْ أقفْ لهُ على سنَدٍ، وقد ذكَرهُ الشافعيُّ، والبَيْهقيُّ موقوفاً.

عن ابنِ عبّاسٍ، قالَ:" اسْتأْذَنَ العبّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يَبيتَ بمكَّةَ لياليَ مِنىً مِن أجْلِ سِقايتِهِ، فأذِنَ لهُ "

(77)

، أخرجاه.

عن أبي البَدّاحِ بنِ عاصمِ بنِ عَدِيٍّ عن أبيهِ، قالَ:" رَخَّصَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لِرُعاءِ الإبلِ في البَيْتوتةِ أن يَرْموا يومَ النَّحْر، ثُمَّ يَجْمَعوا رَمْيَ يَوْمينِ بعدَ النَّحْرِ فَيَرْمونَهُ في أحدِهِما، قالَ مالكٌ: ظَنَنْتُ أنهُ قالَ: في الآخِر منهما "

(78)

.

ولَفْظُ سفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ: " أرخَصَ للرِّعاءِ أن يَرْموا يَوْماً، ويَدَعوا يَوْماً "، رواهُ أحمدُ، وأهلُ السُّنَنِ، وصحَّحهُ الترمِذيُّ، وقالَ: روايةُ مالكٍ أصَحُّ.

عن سَرّاءَ بنتِ نَبْهانَ، قالَتْ:" خَطَبَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومَ الرُّؤوسِ، فقالَ: أيُّ يومٍ هذا؟ قُلْنا: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قالَ: أليسَ أوْسَطَ أيّامِ التشريقِ "

(79)

، رواهُ أبو داود، ولهُ شواهدُ أُخَرُ.

قالَ تعالى: " فَمَنْ تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ ومَنْ تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ ". وقد تقدَّم في الحديثِ مِثلُهُ.

عن عائشةَ، قالَتْ:" خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من عنْدي وهو قَريرُ العَينِ طيّبُ النَّفسِ، ثمَّ رجعَ إليَّ وهو حزينٌ، فقلتُ لَهُ، فقالَ: إنّي دخَلْتُ الكَعْبةَ، ووَدِدْتُ أنّي لمْ أكُنْ فَعَلْتُ، إني أخافُ أن أكونَ أتْعَبْتُ أُمَّتي من بَعْدي "

(80)

، رواهُ أحمدُ، وأبو داود، وابنُ

(76)

رواه البيهقي (5/ 30) موقوفاً عليه.

(77)

رواه البخاري (10/ 84) ومسلم (4/ 86).

(78)

رواه أحمد (الفتح الرباني 12/ 222) وأبو داود (1/ 457) والنسائي (5/ 273) والترمذي (2/ 215) وابن ماجة (3036).

(79)

رواه أبو داود (1/ 453).

(80)

رواه أحمد (6/ 137 المسند) وأبو داود (1/ 467) وابن ماجة (3064) والترمذي =

ص: 344

ماجَةَ، والترمِذيُّ، وقالَ: حسَنٌ صحيحٌ.

فأمّا حديثٌ عن ابنِ عبّاسٍ مَرفوعٌ: " مَنْ دخَلَ البيتَ، دَخَلَ في حَسَنةٍ، وخَرجَ من سَيِّئَةٍ

(81)

، فَرواهُ البيهقيُّ، وغيرُهُ من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ المُؤَمَّلِ، وفيهِ ضَعْفٌ.

وعن ابنِ عمرَ في الصّحيحينِ: " أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ البيتَ يومَ الفَتْحِ، وصلّى فيهِ "

(82)

.

عن جابرٍ: سمعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: " ماءُ زَمْزَمَ لِما شُرِبَ لَهُ "

(83)

. رواهُ أحمدُ، وابنُ ماجَةَ من روايةِ عبدِ اللهِ بن المُؤَمَّلِ أيضاً.

ورواهُ الدارَقُطنيُّ، والحاكمُ من طريقٍ آخرَ عن ابنِ عبّاسٍ

(84)

مرفوعاً، ولا يَثْبتُ.

عن ابنِ عبّاسٍ: " أنّهُ قالَ لرجلٍ: إذا شَربْتَ منها - يَعني زَمْزمَ - فاسْتَقْبلِ الكَعْبةَ، واذكر اسمَ اللهِ، وتَنَفَّسْ ثَلاثاً، وتضَلَّعْ منها، فإذا فَرغْتَ فاحْمَدِ اللهَ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: إنَّ آيةَ ما بينَنا وبينَ المنافقينَ لا يَتَضَلّعونَ من زَمْزَمَ "

(85)

، رواهُ ابنُ ماجةَ، والحاكمُ.

عن ابنِ عبّاسٍ، قالَ:" أُمِرَ الناسُ أن يكونَ آخِر عَهْدِهم بالبيتِ. إلاّ أنّهُ خُفِّفَ عن المرأةِ الحائضِ "

(86)

، أخرجاهُ.

ولمسلمٍ: " لا يَنْفِرَنَّ أحدٌ حتّى يكونَ آخرَ عهدِهِ بالبَيْتِ "

(87)

.

= (2/ 180).

(81)

رواه البيهقي (5/ 158).

(82)

رواه البخاري (17/ 284) ومسلم (4/ 95).

(83)

رواه أحمد (الفتح الرباني 23/ 247) وابن ماجة (3062).

(84)

رواه الدارقطني (2/ 289) والحاكم (1/ 473).

(85)

رواه ابن ماجة (3061) والحاكم (1/ 472)، ورد تصحيحه الذهبي بالانقطاع.

(86)

رواه البخاري (10/ 94) ومسلم (4/ 93).

(87)

رواه مسلم (4/ 93).

ص: 345

قالَ ابنُ عبّاسٍ: " المُلْتَزَمُ بينَ الرُّكْنِ والبابِ "، رواهُ الحراني في المَراسيلِ

(88)

، والبَيْهقيُّ، وزادَ:" لا يَلزَمُ ما بينَهما أحَدٌ يَسألُ اللهَ شَيْئاً إلا أعطاهُ اللهُ إيّاه "، وقد ذَكرَ الشافعيُّ دُعاءَ المُلْتَزَمِ بِعَيْنِهِ.

(88)

رواه البيهقي (5/ 164)، قلت: لم يتبين لي صاحب المراسيل الذي رواه أيهم هو بعد أن تتبعت أصحاب كتب المراسيل فلم أتحقق منه.

ص: 346