المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب: حمل الجنازة والدفن - إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه - جـ ١

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌ نبذةٌ عن مخطوطةِ الأَصلِ لكتابِ شَرْح التَّنْبيهِ

- ‌ كلمةٌ لا بُدَّ منها

- ‌ كتابُ الطَّهارَةِ

- ‌ بابُ المِياهِ

- ‌ باب الآنيةِ

- ‌ باب السِّواكِ

- ‌ بابُ صفةِ الوضوءِ

- ‌ بابُ: فرضِ الوضوءِ وسُننِهِ

- ‌ بابُ: المَسْحِ عَلى الخُفَّينِ

- ‌ بابُ: الاسْتِطابةِ

- ‌ باب: ما يُوجبُ الغُسْلَ

- ‌ بابُ: صِفةِ الغُسْلِ

- ‌ بابُ: الغُسْلِ المَسْنونِ

- ‌ بابُ: التَّيمُّمِ

- ‌ بابُ: الحَيْضِ

- ‌ بابُ: إزالةِ النَّجاسَةِ

- ‌ كِتابُ الصَّلاةِ

- ‌ بابُ: مَواقيتِ الصَّلاةِ

- ‌ بابُ الأَذانِ

- ‌ بابُ: سَتْر العَوْرةِ

- ‌ بابُ: طَهارَةِ البَدَنِ، والثوبِ، وموضعِ الصَّلاةِ

- ‌ باب: اسْتقبالِ القبلةِ

- ‌ بابُ: صِفةِ الصَّلاةِ

- ‌بابُ: فروضِ الصَّلاةِ وسُنَنِها

- ‌ بابُ: صلاةِ التّطَوُّعِ

- ‌ بابُ: سجودِ التلاوَةِ

- ‌ بابُ: ما يُفْسِدُ الصلاةَ، وما لا يُفْسِدُ

- ‌ باب: سجود السهو

- ‌ بابُ: الساعاتِ التي نُهيَ عن الصلاةِ فيها

- ‌ بابُ: صَلاةِ الجَماعةِ

- ‌ بابُ: صِفةِ الأَئِمَّةِ

- ‌ بابُ: مَوْقفِ الإمامِ والمأْمومِ

- ‌ بابُ: صلاةِ المريضِ

- ‌ بابُ: صلاةِ المسافر

- ‌بابُ: صلاةِ الخوفِ

- ‌ بابُ: ما يُكْرَهُ لُبْسُهُ وما لا يُكْرَهُ

- ‌ بابُ: صلاةِ الجُمُعَةِ

- ‌ بابُ: هيئةِ الجُمُعَةِ

- ‌ بابُ: صلاةِ العيدَينِ

- ‌ بابُ: صلاةِ الكُسوفِ

- ‌ بابُ: صلاةِ الاسْتِسقاءِ

- ‌ كتابُ الجَنائِزِ

- ‌ بابُ: ما يُفْعَلُ بالميّتِ

- ‌ بابُ: غُسْل الميّتِ

- ‌ بابُ: الكَفَنِ

- ‌ بابُ: الصَّلاةِ على الميِّتِ

- ‌ بابُ: حَملِ الجنازَةِ والدَّفْنِ

- ‌ بابُ: التَّعْزيةِ، والبُكاءِ على المَيِّتِ

- ‌ كتابُ الزَّكاةِ

- ‌ بابُ: صَدَقةِ المَواشِي

- ‌ بابُ: زَكاةِ النَّباتِ

- ‌ بابُ: زَكاةِ الناضِّ

- ‌ بابُ: زَكاةِ العُروضِ

- ‌ بابُ: زَكاةِ المَعْدِنِ والرِّكازِ

- ‌ بابُ: زَكاةِ الفِطْرِ

- ‌ بابُ: قَسْم الصَّدَقاتِ

- ‌ بابُ: صدَقَةِ التَطَوّعِ

- ‌ كتابُ الصِّيامِ

- ‌ بابُ: صَومِ التَطَوِّعِ

- ‌ بابُ: الاعْتِكافِ

- ‌ كتابُ الحَجِّ

- ‌ بابُ: المَواقيتِ

- ‌ بابُ: الإحْرامِ وما يَحرُمُ فيهِ

- ‌ بابُ: كَفّارات الإحْرامِ

- ‌ بابُ: صِفَةِ الحَجِّ

- ‌ بابُ: صِفَةِ العُمْرَةِ

- ‌ بابُ: فَرْضِ الحَجِّ والعُمْرَةِ وسُنَنِهما

- ‌ بابُ: الفَوْتِ والإحْصارِ

- ‌ بابُ: الأُضْحِيَةِ

- ‌ بابُ: العَقيقةِ

- ‌ بابُ: الصَّيْدِ والذَّبائحِ

- ‌ بابُ: الأَطْعِمةِ

- ‌ بابُ النَّذْر

الفصل: ‌ باب: حمل الجنازة والدفن

5 -

‌ بابُ: حَملِ الجنازَةِ والدَّفْنِ

عن ابنِ مَسعودٍ رضي الله عنه أنّهُ قالَ: " إذا اتّبعَ أحدُكُم جنازةً، فلْيأخُذْ بجوانب السّريرِ الأربعِ، فإنّهُ من السُّنَّةِ "

(1)

، رواهُ سعيدُ بنُ منصور، وذا لفظُهُ، وابنُ ماجَةَ.

قالَ الشافعيُّ: رَوى بعضُ أصحابِنا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " أنّهُ حملَ في جنازةِ سَعْدِ بنِ مُعاذٍ بينَ العَمودين "، ثمَّ روى بأسانيدِهِ عن عمر، وعثمان، وسعد بنِ أبي وَقّاص، وأبي هريرةَ، وابنِ الزُّبَيْر:" أنهم حَملوا في الجنائزِ بينَ العَمودينِ "

(2)

، وأشارَ إلى ثبوتِ ذلكَ.

عن أبي هريرةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:" أسرِعوا بالجنازةِ، فإن تَكُ صالحةً، فخيرٌ تُقدّمونها إليهِ، وإن تَكُ سِوى ذلك، فشرٌّ تضعونَه عن رِقابِكم "

(3)

، أخرجاهُ.

عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما: " أنهُ رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمرَ رضي الله عنهما يَمشونَ أمامَ الجنازةِ "

(4)

، رواهُ الشافعيُّ، وأحمد، وأهلُ السّننِ بأسانيدِهم إلى الزُّهْري عن سالمٍ عن أبيهِ، وقد اختلفَ الرّواةُ لهُ عن الزّهري، فمنهم مَنْ وصَلَهُ، ومنهم مَنْ أرسَلَهُ، قالَ عبدُاللهِ بنُ المبارَكِ: المرْسَل أصحُّ، وقالَ الترمِذِيُّ: أهلُ الحديثِ يَرونَ المُرْسَلَ أصحَّ، وقال النسائيُّ: هذا خَطأٌ، والصَّوابُ مُرْسَلٌ، وقالَ عليُّ بنُ المَدينيّ لسفيانَ بنِ عُيَيْنةَ: يا أبا مُحمد خالفَكَ الناسُ في هذا الحديثِ، فقالَ

(1)

رواه سعيد بن المنصور والبيهقي (4/ 19) وابن ماجة (1478)، وهو منقطع.

(2)

رواه الشافعي (عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا معلقاً بصيغة التمريض (مختصر المزني 37/ 8) الأم، وعلقه عن بقية الصحابة، ثم أسنده عنهم في الأم (1/ 269).

(3)

رواه البخاري (8/ 113) ومسلم (3/ 50)، قلت: بالأصل عن أبي ذرٍّ وهو خطأ واضح، والتصحيح من الصحيحين وغيرها.

(4)

رواه الشافعي (8/ 1462 المسند)، وأحمد (2/ 8 و 37 و 122 و 140) وأبو داود (2/ 183) والنسائي (4/ 56) والترمذي (2/ 237) وابن ماجة (1482).

ص: 234

سُفيانُ: أستيقن الزُّهْري حدّثنيهِ مِراراً لستُ أُحصيهِ من فيه يُعيدُه ويُبديهِ عن سالمٍ عن أبيهِ.

ورَوى الترمِذِيُّ، وابنُ ماجَةَ من حديثِ محمدِ بنِ بَكرٍ البُرْسانيِّ عن يونسَ عن الزُّهْري عن أنسٍ، قالَ:" كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمشي أمامَ الجنازةِ، وأبو بَكر، وعمرُ، وعثمانُ "

(5)

، قالَ البخاريُّ: أخطأ فيهِ محمدُ بنُ بكْر، إنّما يُرْوى عن يونسَ عن الزُّهْري مُرْسَلاً، وهو أصحُّ.

عن الشَّعْبيِّ، قالَ:" غَسَّلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، عليٌّ، والفضلُ، وأُسامةُ، وهو أدخلوهُ قبرَهُ "

(6)

، رواهُ أبو داود.

وفي روايةٍ لهُ عن الشَّعْبي عن أبي مُرَحَّبٍ: " أنَّ عبدَ الرّحمن بنَ عَوْفٍ نزَلَ في قبرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: كأنّي أنظرُ إليهم أربعة "

(7)

.

ورواهُ أبو يَعْلى المَوْصِليُّ فقالَ: عن الشَّعْبي عن ابنِ عباسٍ: فذكَرَهُ.

عن جابرٍ: " أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم زجرَ أن يُقْبَرَ الرّجلُ بالليلِ، حتّى يُصَلّيَ عَليه إلا أنْ يُضْطرَّ إنسانٌ إلى ذلكَ "

(8)

، رواهُ مسلم في حديثٍ طويلٍ.

عن هشامِ بنِ عامرٍ، قالَ:" جاءتِ الأنصارُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أصابَنا قرْحٌ وجَهْدٌ، فكيفَ تأمرُ؟ قالَ: احْفِرُوا، وأوْسِعوا، وأعْمِقوا وأجْعَلوا الرّجلينِ والثلاثةَ في القبرِ، قيلَ: فأيُّهُم يُقَدَّمُ؟ قالَ: أكثرُهُم قُرآناً "

(9)

، رواهُ أحمدُ، وأهلُ السُّننِ، وصحَّحهُ الترمِذِيُّ، فيه دلالةٌ على تعميقِ القبرِ، قالَ في المُهَذَّبِ: لأنَّ عمرَ أوصَى أن يُعَمَّقَ القبرُ قامةً وبَسْطةً.

(5)

رواه الترمذي (2/ 238) وابن ماجة (1483).

(6)

رواه أبو داود (2/ 190)، والبيهقي بلفظه من طريقه (4/ 53).

(7)

رواه أبو داود (2/ 190)، والبيهقي من طريقه أيضاً (4/ 53).

(8)

رواه مسلم (3/ 50).

(9)

رواه أحمد (4/ 19)، وأبو داود (3215 و 3216) والنسائي (4/ 80) والترمذي (1713) وابن ماجة (1560).

ص: 235

عن ابنِ عباسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللَّحْدُ لنا، والشَّقُّ لِغَيْرِنا "

(10)

، رواهُ أحمدُ، وأهلُ السُّننِ، وقالَ الترمِذِيُّ: غَريب من هذا الوَجهِ.

عن ابنِ عباسٍ، قالَ:" سُلَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من قِبَلِ رأسِهِ "

(11)

، رواهُ الشافعيُّ عن الثقةِ عن عمرَ بنِ عَطاءٍ، وفي إسْنادِهِ ضعفٌ.

وعن أبي إسحاقَ السَّبيعي، قالَ:" أوصى الحارثُ أن يُصلّيَ عليهِ عبدُالله بنُ يَزيد هو الخَطْميُّ رضي الله عنه، فصَلّى عليهِ ثمَّ أدْخلَهُ من قِبَلِ رِجْلَي القبرِ، وقال: هذا من السُّنَّةِ "

(12)

، رواهُ أبو داود بإسْنادٍ صحيحٍ.

عن ابنِ عباسٍ، قالَ:" جلَّلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قبرَ سَعدٍ بثوبِهِ "

(13)

، رواهُ البَيْهقيُّ.

عن ابنِ عمرَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا وضعَ الميّتَ في القبرِ، قالَ:" بسْمِ اللهِ، وعلى سُنّةِ رسولِ اللهِ "

(14)

، رواهُ أبو داود، والنسائيُّ، وابنُ حِبّان، والحاكمُ، والترمِذِيُّ، وابنُ ماجَةَ، ولفظهما:" وعلى مِلّةِ رسولِ اللهِ "، وإسْنادُهُ على شَرْطِهِما، وقالَ الترمِذِيُّ: حسَنٌ غَريبٌ.

عن عامِر بنِ سَعْدِ بنِ أبي وَقّاص: " أنَّ سعداً قالَ في مرضِهِ الذي هَلكَ فيهِ: ألْحدوا لي لحْداً، وانْصِبوا عليَّ اللَّبِنَ نُصْباً، كما صُنِعَ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم "

(15)

، رواهُ مُسلم.

(10)

رواه أحمد (4/ 357) وأبو داود (2/ 190) والنسائي (4/ 80) والترمذي (2/ 255) وابن ماجة (1554)، ومع وصفه بالغرابة من قبل الترمذي فقد حسنه أيضاً.

(11)

رواه الشافعي (1/ 273 الأم)، وأخرجه البيهقي كذلك (4/ 54) من طريقه هكذا.

(12)

رواه أبو داود (2/ 190)، والبيهقي من طريقه (4/ 54)، وقال: هذا إسناد صحيح، قلت: وهو كما قال.

(13)

رواه البيهقي (4/ 54)، وقال: لا أحفظه إلا من حديث يحيى بن عقبة بن أبي العيزرا، وهو ضعيف.

(14)

رواه أبو داود (2/ 191) والنسائي في عمل اليوم والليلة (1088) وابن حبان (195، 196 موارد الظمآن) والحاكم (1/ 336) والترمذي (2/ 255) وابن ماجة (1550).

(15)

رواه مسلم (3/ 61).

ص: 236

عن أبي هريرةَ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلّى على جنازةٍ، ثمَّ أتى قبرَ الميِّتِ، فحثَا عليهِ من قِبَلِ رأسِهِ ثلاثاً "

(16)

، رواهُ ابنُ ماجَةَ بإسنادٍ لا بَأسَ بهِ، لكنْ قالَ أبو حاتمٍ الرازِيُّ: هذا حديثٌ باطلٌ.

رَوى البخاريُّ عن سفيانَ التَّمّارِ، قالَ:" رأيتُ قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُسَنَّماً "

(17)

.

وعن القاسمِ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي بَكْرٍ الصِّديقِ، قالَ:" دخلتُ على عائشةَ، فقلتُ: يا أُمّاهُ اكْشِفي لي عن قبرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وصاحبَيْهِ، فكَشَفَتْ لي عن ثلاثةِ قبورٍ لا مُشرِفةٍ، ولا لاطِئَةٍ، مَبْطوحةٍ ببَطْحاءِ العَرْصةِ الحَمراءِ "

(18)

، رواهُ أبو داود، والحاكمُ في مُسْتَدرَكِهِ.

ورَوى زَكَريّا بنُ يَحيى السّاجي: " أنَّ قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رُفِعَ شِبْراً "

(19)

.

عن أبي الهَيّاجِ الأسَدِيّ، واسمُهُ حيّانُ بنُ حُصَيْنٍ، قال: قال لي عَليٌّ رضي الله عنه: " ألا أبعثُكَ على ما بَعثَني رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أن لا تدَعَ تَمثالاً إلا طَمَسْتَهُ، ولا قَبْراً مُشْرِفاً إلا سَوَّيتَهُ "

(20)

، رواهُ مُسلمٌ.

عن أبي رافعٍ، قال:" سَلَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سعْداً، ورشَّ على قبرِهِ ماءً "

(21)

، رواهُ ابنُ ماجَةَ من حديثِ مِنْدلِ بنِ عليٍّ، وهو مَتروكٌ.

وعن جعفرِ بنِ محمدٍ عن أبيهِ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رشَّ قبرَ ابنِهِ إبراهيمَ، ووضَعَ عليهِ حصباءَ "

(22)

، رواهُ الشافعيُّ، وهذا مُرْسَل يَتقوّى بالذي قبلَهُ.

(16)

رواه ابن ماجة (1565).

(17)

رواه البخاري (8/ 224).

(18)

رواه أبو داود (2/ 192) والحاكم (1/ 369).

(19)

قلت: وأخرجه البيهقي: أنه رفع قدر شبر، في الكبرى (3/ 411)(3/ 410) مرسلاً وموصولاً عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر.

(20)

رواه مسلم (3/ 61).

(21)

رواه ابن ماجة (1551).

(22)

رواه الشافعي (1/ 242).

ص: 237

وروى أبو داود في المَراسيلِ عن القَعْنَبيِّ وغيرِهِ عن الدَّراوَرْدِيِّ عن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عمرَ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عن أبيهِ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَشَّ على قبرِ إبراهيمَ، وإنّهُ أوَّلُ قَبرٍ رُشَّ عَليهِ، ولهُ قالَ حينَ دُفِنَ وفُرِغَ منهُ: سلامٌ علَيْكُم "

(23)

.

عن جابرٍ، قال:" نَهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصصَ القَبر، وأنْ يُقعَدَ عليهٍ، وأن يُبنى عليهِ "

(24)

، رواهُ مُسلم.

عن جابرٍ، قال:" كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يجمَعُ بينَ الرّجلينِ من قَتْلى أُحُدٍ في ثوبٍ واحدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهم أكثرُ أخْذاً للقرآنِ؟ فإذا أشيرَ لهُ إلى أحدِهما قدَّمَهُ في اللَّحْدِ. . الحديث "

(25)

، رواهُ البخاريُّ، والشَكُّ أنّهم أصابَهم قَرْحٌ يومَئذٍ كما قالَ اللهُ تَعالى، وكما تقدَّمَ في حديثِ هشامِ بنِ عامرٍ، قالَ: والدَّفْنُ في المَقْبَرةِ أفْضلُ، قد يُسْتدَلُّ على ذلكَ بأنّهُ عليه السلام لمْ يُنْقَلْ أنهُ دفنَ أحداً ممّن ماتَ في المدينةِ إلا بالمَقْبرَةِ، معَ تكَرُّرِ ذلكَ وكثرتِهِ، وبما رُويَ عن كَثيرِ بنِ زيدٍ عن المُطَّلبِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم علّم قبرَ عثمانَ بنِ مَظْعون بصَخرةٍ، وقالَ: أتعلَّمُ قبرَ أخي، وأدفِنُ إليهِ مَنْ ماتَ من أهلي "

(26)

، رواهُ أبو داود.

ولابنِ ماجَةَ عن أنسٍ مِثلُهُ، وليسَ ذلكَ بواجبٍ، لأنهُ عليه السلام دُفِنَ في حُجرةِ عائشةَ، وأبو بكْرٍ، وعمرَ رضي الله عنهم.

قالَ موسى بنُ عُقْبةَ في مَغازيهِ: " لما دُفِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ألقى المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ خاتَمَهُ في القبرِ، ثمَّ اقْتَحَم فيهِ، فكانَ يقولُ: أنا آخرُ الناسِ عهداً برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم "، يُستَدَلُّ بهِ على أنّهُ إذا وقَعَ في القبر شيءٌ لهُ قيمةٌ نُبِشَ وأُخِذَ.

عن بُرَيدَةَ بنِ الحَصيبِ الأسْلَميِّ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قد كُنتُ نَهيتُكُمْ عن

(23)

رواه أبو داود في المراسيل (211 - 212).

(24)

رواه مسلم (3/ 62).

(25)

رواه البخاري (8/ 152).

(26)

رواه أبو داود (2/ 190) وابن ماجة (1561)، وأظن سقطت كلمة (بها) بعد كلمة " أتعلّم " كما هو عند أبي داود (2/ 190).

ص: 238

زيارةِ القبور، فزوروها. . الحديث "

(27)

، رواهُ مُسلمٌ.

وعن أبي هريرةَ، قالَ:" زارَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبرَ أُمِّهِ فَبكى وأبكى مَنْ حولَهُ، وقالَ: اسْتأْذنتُ ربّي أن أستغفرَ لها فلمْ يأذنْ لي، واستأْذنتُهُ في أن أزور قبرَها، فأذِنَ لي، فَزوروا القبورَ، فإنّها تُذَكِّرُ الموتَ "

(28)

، أخرجاهُ.

عن أبي هريرةَ: " أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعَنَ زوّاراتِ القُبورِ "

(29)

، رواهُ أحمدُ، وابنُ ماجَةَ، والترمِذيّ، وقالَ: حسَنٌ صحيحٌ.

ولأحمدَ، وابنِ ماجَةَ عن حَسّان بنِ ثابتٍ " مِثْلُهُ "

(30)

.

وعن ابنِ عباسٍ، قالَ:" لعَنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زائراتِ القبورِ، والمُتخذينَ علَيْها المَساجدَ والسُّرُجَ "

(31)

، رواهُ أحمد، وأبو داود، والترمِذِيُّ، والنَّسائيُّ، ولا شَكَّ أنَّ هذا الحديثَ حسَن يُحتَجُّ بهِ لتَعدُّدِ طُرُقِهِ، وإن كانَ في كلٍّ منها ضَعفٌ يَسيرٌ.

وعن أبي هريرةَ: " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خرجَ إلى المَقْبرةِ، فقالَ: السلامُ عليْكُمْ، دارَ قَوْمٍ مُؤْمنينَ، وإنّا إن شاءَ اللهُ عن قريبٍ بكُمْ لاحقون "

(32)

، رواهُ مُسلم.

ولأحمدَ، وأبي داود، وابنِ ماجَةَ عن عائشةَ: نحوَهُ، وزادَ:" اللهُمَّ لا تَحرمْنا أجرَهُم، ولا تَفْتِنَّا بعدَهُم "

(33)

، وفي إسْنادِهِ: عاصمُ بنُ عُبيدِاللهِ العُمرِيُّ وهو ضَعيفٌ.

(27)

رواه مسلم (3/ 65).

(28)

رواه البخاري (لم نجده فيه) ومسلم (3/ 65)، وقد نسبه صاحب المنتقى للجماعة، وردَّ عليه شارحه الإمام الشوكاني بأنه لم يجده في البخاري، ونحن كذلك بعد البحث كثيراً، ولم ينسبه البيهقي له بل لمسلم فقط.

(29)

رواه أحمد (2/ 337، 356 المسند) وابن ماجة (1576) والترمذي (2/ 259).

(30)

رواه أحمد (3/ 443 المسند) وابن ماجة (1574).

(31)

رواه أحمد (1/ 229) وأبو داود (2/ 196) والترمذي (1/ 201) والنسائي (4/ 95).

(32)

رواه مسلم (1/ 123) وذكره البيهقي في الكبرى (4/ 78) في حديث أطول ذكر فيه تمنيه رؤية إخوانه صلى الله عليه وسلم وكلمة " مؤمنين " ساقطة من الأصل وأثبتناها من كما هو عند البيهقي رحمه الله.

(33)

رواه أحمد (6/ 76 و 111)، وأبو داود في رواية الحسن بن العبد كما في التحفة =

ص: 239

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لأَنْ يَجلسَ أحدُكُم على جَمْرةٍ، فَتحرقَ ثيابَهُ فَتَخلُصَ إلى جِلْدِهِ، خيرٌ لهُ من أن يَجلسَ على قَبرٍ "

(34)

، رواهُ مُسلمٌ.

وتقدَّمَ حديثُ جابرٍ: " نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يُجَصَّصَ القبرُ، وأن يُقْعَدَ عليهِ، وأن يُبْنى عَليهِ "

(35)

، رواهُ مُسلمٌ.

وزادَ الترمِذِيُّ: " وأن يُوطَأَ "، وقالَ: حَسَنٌ صحيحٌ.

وعن عُقبَةَ بنِ عامرٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لأنْ أمشيَ على جَمْرةٍ أو سيفٍ، أو أخصِفَ نَعْلي برجْلي، أحبُّ إليَّ من أن أمشيَ على قبرِ مُسلمٍ "

(36)

، رواهُ ابنُ ماجَةَ بإسْنادٍ: جيِّدٍ.

= 11/ 449، وابن ماجة (1546)، والنسائي 7/ 75.

(34)

رواه مسلم (3/ 62).

(35)

رواه مسلم (3/ 62) وزاد الترمذي (2/ 258).

(36)

رواه ابن ماجة (1567).

ص: 240