الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 -
بابُ: مَوْقفِ الإمامِ والمأْمومِ
عن ابنِ عباسٍ، قالَ:" بتُّ عندَ خالَتي مَيْمونَةَ، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلّي من الليلِ، فقمتُ عن يَسارِهِ فأخذَ برأسي فأقامَني عن يمينِهِ "
(1)
، أخرجاهُ.
عن أنسٍ: " أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى به وبأُمِّهِ، فأقامَني عن يمينِهِ، وأقامَ المرأةَ خلْفَنا "
(2)
، رواهُ مُسلمٌ.
عن جابرٍ، قالَ:" قامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلّي، فجئتُ فقمتُ عن يَسارِهِ، فأخذَ بيدِي ودارَني حتى أقامَني عنْ يمينِهِ، وجاءَ جبارُ بنُ صَخْرٍ فقام عن يسارِهِ، فأخذ بأيْدينا جميعاً فدَفَعنا حتى أقامَنا خلْفَهُ "
(3)
رواهُ مسلم.
فيهِ دلالةٌ على أنّ المأْمومَ لا يتقدَّمُ على الإمامِ، ويُؤَيِّدُهُ الحديثُ الذي رواهُ الترمِذِيُّ من حديثِ إسماعيلَ بنِ مُسلمٍ عن الحَسن عن سَمُرةَ، قالَ:" أمرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا كُنّا ثلاثةً أن يتقَدَّمَنا أحدُنا "
(4)
قالَ: وقد تكلّمَ بعضُ أهلِ العلمِ في إسماعيلَ بنِ مُسلمٍ من قِبَلِ حِفْظِهِ.
عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي طَلْحةَ عن عمِّهِ أنَسٍ: " أنّ جدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دعتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لطعامٍ صَنَعتْهُ، فأكلَ منهُ ثُمّ قالَ: قوموا فلأُصَلّي لكُمْ، قالَ أنَسٌ: فقمتُ إلى حَصيرٍ لنا قد اسوَدَّ من طولِ ما لُبِسَ فَنضَحْتُهُ بماءٍ، فقامَ عليهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقمتُ
(1)
رواه البخاري (2/ 177)، ومسلم (2/ 178).
(2)
رواه مسلم (1/ 265).
(3)
رواه مسلم (2/ 600 - 601) في حديث طويل.
(4)
رواه الترمذي (1/ 452 - 453).
أنا واليتيمُ وَراءَهُ، والعجوزُ من ورائِنا، فصلّى لنا ركْعَتينِ ثمَّ انْصَرفَ "
(5)
، أخرجاهُ.
عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ عن أبي مالكٍ الأشْعَريّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أنّهُ كانَ يَجعلُ الرجالَ قدامَ الغِلْمانِ، والغِلمانَ خلْفَهم، والنِّساءَ خلْفَ الغِلْمانِ "
(6)
، رواهُ أحمدُ.
وروى أبو داود من حديثِ شَهْرٍ عن عبدِ الرّحمنِ بنِ غَنْمٍ عن أبي مالكٍ نحوَهُ، وشَهْرٌ متكلَّمٌ فيهِ.
عن مُقاتِلِ بنِ حَيّانَ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إذا دَخلَ فلَمْ يجدْ أحداً فليَخْتَلِجْ رجلاً من الصفِّ فليَقُمْ معَهُ، فما أعظمَ أجرَ المُخْتَلجِ "، رواهُ أبو داود في المَراسيلِ
(7)
.
ورَوى المَعْمَريُّ من حديثِ وابِصَةَ بنِ مَعْبَدٍ مرفوعاً نحوَهُ، وفي سَندِهِ السَّرِي بنُ إسماعيلَ وهو مَتروكٌ
(8)
.
عن وابِصَةَ بنِ مَعْبَدٍ: " أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يُصَلّي خلفَ الصفِّ وحدَهُ، فأمرَهُ أنْ يُعيدَ الصّلاةَ "، رواهُ أحمدُ، وأبو داود، والترمِذِيُّ، وابنُ ماجَةَ، ولهُ طرُقٌ عن وابَصَةَ
(9)
.
وعن عليِّ بنِ شَيْبانَ: " أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى رجُلاً يُصلّي خلْفَ الصفِّ، فوَقفَ حتى انصرفَ الرجلُ، فقالَ لهُ: اسْتَقْبِلْ صلاتَكَ، فلا صلاةَ لفردٍ خلفَ الصَّفِّ
(10)
، رواهُ
(5)
رواه البخاري (1/ 107)، ومسلم (1/ 265).
(6)
رواه أحمد (5/ 344) وفيه شهر وهو مقارب الحديث، وأبو داود (1/ 156).
(7)
رواه أبو داود في المراسيل، قلت: ذكره في نيل الأوطار 3/ 186، وهو في المراسيل (102).
(8)
رواه الطبراني في الأوسط (2/ 96) مجمع الزوائد، والبيهقي (3/ 105) وفيه السري بن إسماعيل وهو ضعيف وذكره في نيل الأوطار 3/ 186 وقال له طريق أخرى في تاريخ أصبهان وفيها قيس بن الربيع وفيه ضعف.
(9)
رواه أحمد (4/ 228) وأبو داود (1/ 157) والترمذي (1/ 146) وابن ماجة (1004)، قلت: وابن حبان (116 موارد الظمآن) والبزار (2/ 96 مجمع الزوائد) والبيهقي (3/ 104) والطيالسي (1201) وفي الأصل هنا ابن سعيد بدل (معبد)، والتصحيح مما قبله ومن البيهقي (3/ 104) وغيره لأنه وابصة بن معبد.
(10)
رواه أحمد (4/ 23) وابن ماجة (1003) قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات.
أحمد، وابنُ ماجَةَ بإسْنادٍ حسَنٍ، وهذا مَحمولٌ عندَ أصحابِنا على الكراهةِ، والأَمرُ بالإعادةِ على الندْبِ، كحديثِ أبي بَكْرةَ حيثُ أحرم قبل أن يصل إلى الصف، فقال له: زادَكَ اللهُ حِرْصاً ولا تَعُدْ "
(11)
، ولمْ يُنْقَلْ أنّهُ أمرَهُ بالإعادةِ.
عن هَمّامِ بنِ الحارثِ: " أنَّ حُذَيْفةَ أمَّ الناسَ بالمَدائِنِ على دُكّان، فأخذَ أبو مَسعودٍ بقميصِهِ فَجَبذَهُ، فلما فزَعَ من صلاتِهِ قالَ: ألمْ تعلمْ أنّهُم كانوا يَنْهونَ عن ذلكَ؟ قالَ: بَلى، قد ذكرتُ ذلكَ حينَ مَدَدتني "
(12)
، رواهُ أبو دواد، والدّارَقُطنيُّ بإسْنادٍ جيِّدٍ.
ولأبي داود عن عَمّارٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:" إذا أمَّ الرجلُ القومَ فلا يَقُمْ في مكانٍ أرْفَعَ من مَكانِهم، أو نحوَ ذلكَ "
(13)
.
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ: " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جلسَ على المِنْبَرِ أوّلَ يومٍ وُضِعَ، فكبَّرَ وهو عليهِ ثُمَّ ركَعَ، ثمّ نزَلَ القَهْقَرَى فسجَدَ وسجَدَ الناسُ معهُ، ثمّ عادَ حتّى فرَغَ، فلما انصرَفَ قالَ: يا أيُّها الناسُ إنّما فَعلْتُ هذا لِتَأْتَمَّوا بي ولِتَعْلَموا صَلاتي "
(14)
، أخرجاهُ.
قال الشافِعيُّ عن ابنِ عُيَيْنَةَ عن عمّار الدُّهْني عن امرأة من قومِهِ يُقالُ لها حُجَيْرةَ عن أُمِّ سلَمةَ: " أنّها أمَّتْهنَّ، فقامَتْ وسَطاً "
(15)
، قالَ: ورَوى لَيْثُ بنُ أبي سُلَيْمٍ عن عَطاءٍ عن عائشةَ: " أنّها صلّتْ بنسْوةٍ فقامَتْ وسَطَهنَّ "
(16)
.
عن أبي هريرةَ: " أنّهُ صلّى على ظَهْرِ المسجدِ بصلاةِ الإمامِ "، رواهُ الشافعيُّ، وسعيدُ بنُ مَنصورٍ، والبَيْهقيُّ
(17)
.
(11)
رواه أحمد (5/ 39، 42، 45، 46، 50) والبخاري (1/ 199 نواوي) وأبو داود (1/ 157)، والنسائي (2/ 118).
(12)
رواه أبو داود (1/ 141) والدارقطني (2/ 88).
(13)
رواه أبو داود (1/ 141) وفي إسناده رجل مجهول.
(14)
رواه البخاري (1/ 106)(2/ 11) ومسلم (1/ 221)، والنسائي (2/ 59).
(15)
رواه الشافعي (1/ 145) والدارقطني (1/ 405).
(16)
رواه الشافعي (1/ 145) والدارقطني (1/ 405) والحاكم (1/ 204) بنفس سند الشافعي وكذلك عبد الرزاق في المصنف.
(17)
رواه الشافعي (1/ 152)، والبيهقي (3/ 111).
عن أنسٍ: " أنّهُ صلّى الجُمُعةَ في بيوتِ حُمَيْدِ بنِ عبدِ الرحمن بنِ عَوْفٍ يُصلّي بصلاةِ الإمامِ في المسجدِ، وبينَ بيوتِ حُمَيْدٍ والمسجدِ الطريقُ ". رواهُ الشافِعيُّ
(18)
.
قالَ الشافعيُّ: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ عن لَيْثٍ عن عَطاءٍ عن عائشةَ: " أنَّ نِسْوةً صَلَّيْنَ في حُجْرتِها، فقالَتْ: لا تُصلّينَّ بصَلاةِ الإمامِ، فإنكُنَّ في حِجابٍ "
(19)
.
قال الشافعيُّ: لَئنْ كانتْ عائشةُ قالَتْ ذلكَ، قُلْنا بهِ، فأُخِذَ من هذا أنَّ مَنْ صلّى خارج المسجد وبينَهُ وبينَ الإمام ما يمنعُ الاسْتطراق
(20)
والمشاهدةَ، لا تصِحُّ صلاتُهُ، وتَعليلُ الشافعيِّ هذا الأثَر لأجلِ ابنِ أبي يحيى، وشيخِهِ.
(18)
رواه الشافعي (8/ 355 الأم)، والبيهقي من طريقه (3/ 111).
(19)
رواه البيهقي من طريقه (3/ 111).
(20)
غير واضحة بالأصل ولم استيقن قراءتها ولعلها هكذا والله أعلم.