الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[اختصاصات ليس وكان في هذا الباب]
قال ابن مالك: (وتختصّ ليس بكثرة مجيء اسمها نكرة محضة وبجواز الاقتصار عليه دون قرينة واقتران خبرها بواو إن كان جملة موجبة بإلّا وتشاركها في الأول كان بعد نفي أو شبهه وفي الثّالث بعد نفي وربّما شبّهت الجملة المخبر بها في ذا الباب بالحاليّة فوليت الواو مطلقا).
ــ
جواب منصوب كما يكون في: ما كان زيد قائما فيذهب عمرو.
قال ناظر الجيش: قال المصنف (1): قد تقدم في باب الابتداء أن من أسباب تجويز كون المبتدأ نكرة وقوعه بعد نفي. واسم ليس لإفادتها النفي كالمبتدأ الواقع بعد نفي فلذلك اختصت ليس بكثرة مجيء اسمها نكرة محضة (2) كقول الشاعر:
733 -
كم قد رأيت وليس شيء باقيا
…
من زائر طيف الهوى ومزور (3)
ولإفادتها النفي أيضا اختصت من بين أخواتها بجواز الاقتصار على اسمها دون قرينة زائدة على كون الاسم نكرة عامة؛ لأنه بذلك يشبه اسم لا فيجوز أن يساويه في الاستغناء به عن الخبر كقول الشاعر:
734 -
ألا يا ليل ويحك نبّئينا
…
فأمّا الجود منك فليس جود (4)
-
(1) انظر شرح التسهيل (1/ 358).
(2)
يقصد بالنكرة المحضة أي غير المخصصة بوصف أو بإضافة.
(3)
البيت من بحر الكامل وهو لشاعر مجهول النسبة.
وشاهده: مجيء اسم ليس نكرة وهو كثير وعلته ما ذكره الشارح نقلا عن ابن مالك.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 358)، وفي التذييل والتكميل (2/ 394) وفي معجم الشواهد (ص 190).
(4)
البيت من بحر الوافر قاله عبد الرحمن بن حسان بن ثابت كما ذكر سيبويه (الكتاب: 1/ 386).
وهو يقول لمعشوقته: أخبرينا هل بيننا حب ومودة فنطمئن أو لا؟ أما وصلك فلا نطمع فيه لأننا عهدنا بخلك وخلفك للوعود.
وشاهده: حذف خبر ليس والاكتفاء باسمها وقد وضحه الشارح بعد وذكر أن الخبر مقدر وهو منك دلّ عليه منك المذكورة قبل.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 359) وفي التذييل والتكميل (4/ 204) وفي معجم الشواهد (ص 106).
ترجمة عبد الرحمن بن حسان: هو عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي شاعر ابن شاعر ولد (سنة 6 هـ) بالمدينة وأقام بها. اشتهر بالشعر في زمن أبيه وأبوه هو القائل (من الطويل):
فمن للقوافي بعد حسّان وابنه
…
ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
توفي سنة (104 هـ) انظر ترجمته في الأعلام (4/ 74).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أراد فليس منك جود وليس عندك جود.
ومثله قول الآخر:
735 -
يئستم وخلتم أنّه ليس ناصر
…
فبوّئتم من نصرنا خير معقل (1)
وحكى سيبويه (2): «ليس أحد أي ليس هنا أحد» .
وقال الفراء (3): يجوز في ليس خاصّة أن تقول: ليس أحد إلّا وهو كذا؛ لأنّ الكلام يتوهّم تمامه بليس ونكرة، ألا ترى أنّك تقول: ليس أحد وما من أحد (4).
ومثال اقتران خبرها بواو لكون جملته موجبة بإلا: قول الشاعر:
736 -
ليس شيء إلا وفيه إذا ما
…
قابلته عين البصير اعتبار (5)
ومثال ذلك في كان بعد نفي: قول الشاعر أنشده الفراء (6):
737 -
إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن
…
سراج لنا إلّا ووجهك أنور (7)
-
(1) البيت من بحر الطويل وهو مجهول القائل ومعناه واضح.
والشاهد فيه: كالذي قبله: حذف خبر ليس والاقتصار على اسمها.
قال ناظر الجيش بعد: إنه مقدر وليس محذوفا وأن أصل الكلام: أنه ليس لكم ناصر.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 359) وهو في التذييل والتكميل (4/ 205) وفي معجم الشواهد (ص 306).
(2)
انظر الكتاب (2/ 346) وبعده قال: فكل ذلك حذف تخفيفا واستغناء بعلم المخاطب بما يعني.
(3)
انظر معاني القرآن له (2/ 83) وهو منقول بنصه.
(4)
ما بين القوسين ساقط من شرح التسهيل لابن مالك.
(5)
البيت من بحر الخفيف وهو لشاعر مجهول أيضا ومعناه واضح.
وشاهده قوله: «ليس شيء إلا وفيه
…
إلخ»، حيث اقترن خبر ليس بالواو لكونه جاء جملة بعد إلا.
ورده أبو حيان في آخر الشرح قائلا: يحتمل أن يكون خبر ليس محذوفا إما لأن اسمها نكرة كما زعم المصنف جواز ذلك وإما ضرورة كما يقول أصحابنا والجملة الداخلة عليها الواو جملة حالية.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 359) وفي التذييل والتكميل (4/ 207) وفي معجم الشواهد (ص 306).
(6)
انظر معاني القرآن له (2/ 83).
(7)
البيت من بحر الطويل غير منسوب فيما ورد من مراجع وهو في الغزل كما ترى.
وشاهده: اقتران خبر يكن بالواو وهي منفية بلم وسبب اقترانه أنه جملة موجبة بإلا، وقد خرج على أن الخبر هو الجار والمجرور وأن الجملة قد تمت في قوله: لم يكن سراج لنا. وأما الجملة التي بعد فهي حالية والواو فيها للحال.
قال الفراء: لو قال إلا وجهك أنور كان صوابا.
والبيت في التذييل والتكميل (4/ 208) ومعاني القرآن للفراء (2/ 83) وليس في معجم الشواهد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وكذا قول الآخر:
738 -
ما كان من بشر إلّا وميتته
…
محتومة لكن الآجال تختلف (1)
وأما مشاركة كان بعد نفي ليس في مجيء اسمها نكرة محضة: فكثير ومنه قول الشاعر:
739 -
إذا لم يكن أحد باقيا
…
فإنّ التّأسّي دواء الأسى (2)
ومثال ذلك بعد شبه النفي: قول الشاعر:
740 -
ولو كان حيّ في الحياة مخلّدا
…
خلدت ولكن ليس حيّ بخالد (3)
ومثله قول الآخر:
741 -
فإن يك شيء خالدا أو معمّرا
…
تأمّل تجد من فوقه الله غالبا (4)
ومثال تشبيه الجملة الخبرية بالحالية في اقترانها بالواو: قول الشاعر:
742 -
فظلّوا ومنهم سابق دمعه له
…
وآخر يثني دمعة العين بالمهل (5)
-
(1) البيت من بحر البسيط وهو في المواعظ والحكم ومعناه واضح ولا يعرف قائله.
وشاهده: اقتران خبر كان المنفية بما بالواو وذلك أيضا لأنه جملة موجبة بإلا وقد رده الشارح بعد وأجاب بأن الخبر الحقيقي محذوف ضرورة
تقديره موجود.
أقول: وليس هناك داع لارتكاب ضرورة أو غيرها بل جعل كان تامة أولى فلا تحتاج إلى خبر.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 359)، وفي التذييل والتكميل (4/ 208)، وفي معجم الشواهد (ص 238).
(2)
البيت من بحر المتقارب وهو كسابقه في المواعظ والحكم وقائله مجهول.
وشاهده: مجيء يكن المنفية نكرة محضة وهو كثير.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 359) وفي التذييل والتكميل (4/ 207) وفي معجم الشواهد (ص 196).
(3)
البيت من بحر الطويل وهو كسابقه في المواعظ والحكم.
وشاهده قوله: «فلو كان حي في الحياة مخلدا» ؛ حيث جاء اسم كان نكرة وقد سبقت كان بلو وهي شبيهة بالنفي لأنها حرف امتناع الجواب لامتناع الشرط وقد روي الشطر الثاني هكذا.
…
... خلدت ولكن لا سبيل إلى الخلد
والبيت في شرح التسهيل (1/ 359) وفي التذييل والتكميل (4/ 208) وفي معجم الشواهد (ص 115).
(4)
البيت من بحر الطويل ومعناه كسابقه.
والشاهد فيه: كسابقه أيضا وهو مجيء اسم يكن نكرة لسبقها بما يشبه النفي وهو الشرط.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 359) وهو في التذييل والتكميل (4/ 208) وليس في معجم الشواهد.
(5)
البيت من بحر الطويل وهو في البكاء على فراق الأحباب ونسب لذي الرمة ولم أجده في ديوانه.
والمهل: بفتحتين السكينة والرفق. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومثله قول الآخر:
743 -
وكانوا أناسا ينفحون فأصبحوا
…
وأكثر ما يعطونك النّظر الشّزر (1)
انتهى (2).
أما المسألة الأولى: وهي كون اسم ليس قد يكون نكرة محضة فظاهرة وقد عرف المسوغ لذلك.
وأما المسألة الثانية: وهي جواز الاقتصار عليه أي على اسم النكرة فلم يظهر في الشواهد [2/ 35] والأمثلة التي ذكرها أن ليس فيها قرينة كيف، وقد قال في: فليس جود: إن التقدير فليس منك جود، ومنك مذكورة قبل فهي دليل على المحذوف.
وأما:
744 -
وخلتم أنه ليس ناصر
…
...
فلا شك أن سياق الكلام وبقية البيت يدلنا على المحذوف والتقدير أنه ليس لكم ناصر.
وأما ما حكاه سيبويه ليس أحد، فلا بد أن هذا الكلام يكون جوابا لقول قائل:
هل هنا أحد؟ ولذلك كان التقدير ليس هنا أحد وإذا كان كذلك فلا يحسن قول المصنف: دون قرينة لأن القرينة موجودة.
وناقش الشيخ المصنف في قوله: «لأنّه بذلك يشبه اسم لا فيجوز أن يساويه في الاستغناء به عن الخبر» فقال (3): -
- وشاهده: مجيء خبر ظل مقترنا بالواو وهو موجب، وخرج على وجه آخر وهو جعل ظل تامة وأن الجملة المقترنة بعدها بالواو حالية وليست خبرية أو أن الخبر محذوف.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 360)، وهو في التذييل والتكميل (4/ 209) وفي معجم الشواهد (ص 302).
(1)
البيت من بحر الطويل نسب في مراجعه إلى أعشى تغلب (ربيعة بن نجوان)(انظر الأمالي الشجرية (1/ 187) تحقيق د. الطناحي) وهو في الهجاء كما يشير إليه معناه وقد ذكر صاحب الأمالي معه عدة أبيات وقبل بيت الشاهد قوله:
كأنّ بني مروان بعد وليدهم
…
جلاميد ما تندى وإن بلّها القطر
اللغة: وليدهم: هو الوليد بن عبد الملك. جلاميد: جمع جلمود وهو الصخر. ينفحون: يعطون المال يقال: نفحه بالمال إذا أعطاه ولفلان نفحات من المعروف أي عطايا. والنّظر الشّزر: نظر الغضبان بمؤخر عينه. ومعناه بعد ذلك واضح.
وشاهده: اقتران خبر أصبح بالواو وخرج على وجه آخر ذكر في البيت الذي قبله. والبيت في شرح التسهيل (1/ 360) وهو في التذييل والتكميل (4/ 209). وفي معجم الشواهد (ص 152).
(2)
انظر: شرح التسهيل (1/ 360).
(3)
انظر: التذييل والتكميل (4/ 204).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والجواب: أن معنى قول المصنف في الاستغناء به عن الخبر الاستغناء به عن ذكر الخبر لا عن تقديره فإن التقدير لا بد منه كما أن خبر لا الذي نظر به لا بد من تقديره.
ثم إن حذف خبر ليس لا شك أنه وارد كما في الأمثلة المتقدمة وقد ذكر غير المصنف ذلك مستشهدا ببعض ما
استشهد به هو، غير أنهم نصوا على أن ذلك ضرورة وقليل.
والمصنف ليس في كلامه تعرض للكثرة ولا للقلة، غير أنه ربما يعطي جواز ذلك في الكلام والظاهر خلافه.
وقد قال ابن عصفور (1): «وإن كلّا من الجزأين في هذا الباب لا يجوز حذفه اختصارا ولا اقتصارا. قال:
أما المرفوع: وإن كان مبتدأ في الأصل والمبتدأ قد يجوز حذفه لفهم المعنى لأنه لما ارتفع بالفعل صار يشبه الفاعل والفاعل لا يحذف فكذا ما أشبهه.
وأمّا المنصوب: مع أنه إذا نظرت إلى أصله وهو الخبر فحذفه جائز لفهم المعنى وإن نظرت إلى لفظه الآن وهو أنه يشبه المفعول والمفعول يجوز حذفه فيجوز حذف ما أشبهه فلأنه أي المنصوب قد صار عوضا من المصدر ولذلك لا يجوز كان زيد قائما كونا (2) كراهة الجمع بين العوض والمعوض عنه ولولا أنّه عوض لجاز التصريح بالمصدر فلما صار الخبر عوضا من المصدر صار كأنه من كمال الفعل وكأنه جزء من أجزائه فلم يحذف الخبر لذلك، وقد يحذف في الضّرورة نحو قوله:
745 -
لهفي عليك للهفة من خائف
…
يبقى جوارك حين ليس مجير (3)
-
(1) انظر شرح الجمل له (1/ 410) وما بعدها.
(2)
أجازه السيرافي.
(3)
البيت من بحر الكامل قال صاحب الحماسة (2/ 950) إنه للتيمي عبد الله بن أيوب شاعر مولد مدح الفضل بن يحيى، وهو في بيت الشاهد يرثي منصور بن زياد أحد وجوه الدولة العباسية وبعده:
أمّا القبور فإنّهنّ أوانس
…
بجوار قبرك والدّيار قبور
وقيل إنه لشمردل الليثي (معجم الشواهد ص 169) وهو شاعر معاصر لجرير والفرزدق.
الإعراب: لهفي عليك: مبتدأ وخبر. للهفة: لامه للتعليل. وجملة ليس مضافة إلى حين.
وشاهده: حذف خبر ليس والاقتصار على اسمها ولو ذكره لقال: ليس في الدنيا مجير.
وروي البيت: يبقى جوارك حين لات مجير ويخرج عن هذا الشاهد إلى شاهد آخر وهو رفع لات لاسم -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
يريد ليس في الدنيا مجير فحذف لفهم المعنى فأما قوله:
746 -
إنّي ضمنت لكلّ شخص ما جنى
…
فأبى فكان وكنت غير غدور (1)
وقوله:
747 -
رماني بأمر كنت منه ووالدي
…
بريئا ومن أجل الطّويّ رماني (2)
فإنه يتصور أن يجعل مما حذف فيه الخبر لفهم المعنى ضرورة كأنه قال: فكان غير غدور وكنت غير غدور [2/ 36] وكأن الآخر قال: كنت منه بريئا ووالدي بريئا.
ويحتمل أن يكون مما وضع فيه المفرد موضع الاثنين ضرورة فيكون نحو قوله:
748 -
كأنّه وجه تركيّين قد غضبا
…
[مستهدف لطعان غير تذبيب](3)
ويحتمل أن يكون غدورا وبريئا من الألفاظ الواقعة على المفرد والمثنى والمجموع بلفظ واحد كما قالوا عدو في معنى أعداء.
قال الله تعالى هُمُ الْعَدُوُّ (4) وكما قال تعالى فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (5) -
- غير زمان وخرجوه على أنه فاعل لفعل محذوف أي لات يحصل مجير (حاشية الصبان: 1/ 256) والبيت في شرح الجمل (1/ 411) وفي التذييل والتكميل (4/ 206) وفي معجم الشواهد (ص 169).
(1)
البيت من بحر الكامل نسبته مراجعه إلى الفرزدق (كتاب سيبويه: 1/ 76) وقد بحثت عنه في ديوانه فلم أجده وروايته في الكتاب:
إنّي ضمنت لمن أتاني ما جنى
…
......
إلخ واستشهد به هنا وفي الكتاب على حذف خبر كان الأولى لدلالة خبر كان الثانية عليه، وانظر الشرح.
والبيت في شرح الجمل (1/ 411) وفي التذييل والتكميل (4/ 206) وفي معجم الشواهد (ص 190).
(2)
البيت من بحر الطويل قائله عمرو بن أحمر الباهلي كما في كتاب سيبويه (1/ 75).
والشاعر يدفع عن نفسه وعن والده جناية رماه بها خصمه وكانا قد تنازعا بئرا يسمى الطوى وبعد بيت الشاهد قوله:
دعاني لصّا من لصوص وما دعا
…
بها والدي فيما مضى رجلان
وانظر الشاهد فيه في الشرح والبيت في شرح الجمل (1/ 411) وفي التذييل والتكميل (4/ 206) وفي معجم الشواهد (ص 140).
(3)
البيت من بحر البسيط سبق الاستشهاد به في هذا التحقيق وهو للفرزدق.
وشاهده هنا: قوله: «كأنّه وجه تركيّين» حيث وضع فيه المفرد وضع الاثنين ضرورة ولو جاء على القياس لقال: كأنه وجها تركيين. والبيت في شرح الجمل (1/ 412) وفي معجم الشواهد (ص 63 - 179).
(4)
سورة المنافقون: 4.
(5)
سورة الشورى: 7.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
انتهى (1).
وأما المسألة الثالثة: وهي اقتران خبر ليس بواو وإن كان جملة موجبة بإلا: فقد قال الشيخ (2): «هذا لا يجوز عندنا لأن أصل هذا أنه خبر للمبتدأ فكما لا يجوز دخول الواو على خبر المبتدأ إذا كان بهذه الصفة كذلك لا يجوز إذا وقع خبرا لليس لئلّا يكون الفرع أكثر تصرفا من الأصل.
وأما ما استشهد به المصنف على ذلك فليس قاطعا لأنه يحتمل أن يكون خبر ليس محذوفا، إما لأن اسمها نكرة كما زعم المصنف جواز ذلك، وإما ضرورة كما يقول أصحابنا والجملة الداخلة عليها الواو جملة حالية» انتهى (3).
والذي قال الشيخ ظاهر من حيث الصناعة النحوية وينبغي التعويل عليه لأن فيما قاله المصنف خرقا للقواعد.
وأما المسألة الرابعة: وهي مجيء اسم كان نكرة بعد نفي: فظاهرة، والمسوغ لذلك واضح غير أن الشيخ ناقش المصنف في قوله: وتشاركها في الأول كان لأنه قال: وتختص ليس بكذا. ومشاركة كان لها فيما ذكره تنفي الاختصاص (4).
والجواب عن هذه المناقشة: أن الذي يختص به ليس هو مجموع ثلاثة الأمور التي ذكرها وكان لم تشاركها في الثلاثة وإنما شاركتها في البعض والمشاركة في بعض الأمور لا ينفي الاختصاص بكلها.
وأما المسألة الخامسة: وهي مشاركة كان لليس في اقتران خبرها بواو إن كان جملة موجبة بإلا: فالكلام فيها كما تقدم في ليس (5). وما استدل به محمول على حذف خبر كان ضرورة في البيت الذي أوله: ما كان من بشر وعلى أن لنا خبر في البيت الآخر (6) والجملة حالية في البيتين. -
(1) انظر شرح الجمل لمؤلفه ابن عصفور (1/ 410 - 413) وقد أدخل الشارح تعديلات يسيرة جدّا في النقل.
(2)
انظر نصه في التذييل والتكميل (4/ 207).
(3)
المرجع السابق.
(4)
التذييل والتكميل (4/ 207).
(5)
هو ما نقله عن أبي حيان بأن هذا لا يجوز لأن أصل هذا أنه خبر للمبتدأ وخبر المبتدأ لا تدخل عليه الواو.
(6)
وهو قول الشاعر:
إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن
…
سراج لنا إلّا ووجهك أنور