المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[أحكام خاصة بكان] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٣

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث عشر باب الأفعال الرّافعة الاسم النّاصبة الخبر

- ‌[سردها وشروط عملها]

- ‌[المبتدآت والأخبار التي لا تدخل عليها]

- ‌[عملها في الجملة الاسمية]

- ‌[ما تختص به دام وأفعال الاستمرار الماضية]

- ‌[علة تسميتها أفعالا ناقصة]

- ‌[معاني هذه الأفعال وهي تامة]

- ‌[امتناع بعض الأفعال من مجيء الخبر ماضيا]

- ‌[حكم قول «أين لم يزل زيد» وأشباهه]

- ‌[ورود بعض هذه الأفعال بمعنى صار]

- ‌[أحوال الخبر في جملة هذه الأفعال من التوسط أو التقديم]

- ‌[حكم الخبر إذا كان جملة في هذا الباب]

- ‌[معمول الخبر المرفوع أو المنصوب في هذا الباب]

- ‌[تعريف الاسم والخبر وجواز تقدم الخبر]

- ‌[اقتران خبر هذه الأفعال بإلا وأحكام ذلك]

- ‌[اختصاصات ليس وكان في هذا الباب]

- ‌[اختصاصات كان في هذا الباب]

- ‌[أحكام خاصة بكان]

- ‌[حكم معمول الخبر في هذا الباب]

- ‌[الحروف العاملة عمل ليس: ما الحجازية وشروط عملها]

- ‌[حكم المعطوف على خبر ما]

- ‌[بقية الحروف العاملة عمل ليس]

- ‌[إهمال ليس في لغة تميم]

- ‌[حكم النفي بليس وما]

- ‌[زيادة الباء في الخبر المنفي]

- ‌[العطف على توهم زيادة الباء]

- ‌[العطف على خبر ليس الرافع السببي أو الأجنبي]

- ‌الباب الرابع عشر باب أفعال المقاربة

- ‌[سردها وعملها ومعانيها]

- ‌[حديث طويل عن خبر هذه الأفعال]

- ‌[حديث في عسى - نفي كاد - مضارع كاد]

- ‌الباب الخامس عشر باب الأحرف النّاصبة الاسم الرّافعة الخبر

- ‌[سردها - معانيها - عملها]

- ‌[حديث عن خبر هذه النواسخ من تقديمه أو حذفه]

- ‌[مواضع كسر همزة إن ومواضع فتحها ومواضع جواز الوجهين]

- ‌[بقية مواضع فتح همزة إن]

- ‌[مواضع دخول لام الابتداء ومواضع امتناع ذلك]

- ‌[تخفيف إن ولكن - اقتران هذه النواسخ بما الزائدة]

- ‌[تخفيف أن وكأن وأحكام ذلك - اللغات في لعل والجر بها]

- ‌[حكم المعطوف على اسم إنّ ولكنّ وبقية نواسخ هذا الباب]

- ‌الباب السادس عشر باب لا العاملة عمل إنّ

- ‌[بناء الاسم المفرد على الفتح ونصب المضاف]

- ‌[دخول لا على المعرفة - العطف على اسمها - وصف الاسم]

- ‌[اقتران لا بهمزة الاستفهام وأحكام ذلك]

- ‌الباب السابع عشر باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر الداخل عليهما كان والممتنع دخولها عليهما لاشتمال المبتدأ على استفهام

- ‌[ظن وأخواتها وحكم المفعولين معها]

- ‌[سرد هذه الأفعال ومعانيها في هذا الباب وغيره]

- ‌[الإلغاء وأحكامه في أفعال هذا الباب]

- ‌[التعليق وأحكامه في الأفعال القلبية في هذا الباب]

- ‌[التعليق في بعض الأفعال غير القلبية]

- ‌[مسألة علمت زيدا أبو من هو]

- ‌[حكم الجملة بعد التعليق وأدواته]

- ‌[اتحاد الفاعل والمفعول في الأفعال القلبية]

- ‌[الحكاية بالقول ونصب المفعولين في لغة سليم]

- ‌[لا يلحق بالقول في الحكاية ما في معناه]

- ‌[الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل]

الفصل: ‌[أحكام خاصة بكان]

[أحكام خاصة بكان]

قال ابن مالك: (وتختصّ كان أيضا بعد إن أو لو بجواز حذفها مع اسمها إن كان ضمير ما علم من غائب أو حاضر فإن حسن مع المحذوفة بعد إن تقدير فيه أو معه أو نحو ذلك؛ جاز رفع ما وليها وإلّا تعيّن نصبه وربّما جرّ مقرونا بـ «إن لا» أو بـ «إن» وحدها إن عاد اسم كان إلى مجرور بحرف، وجعل ما بعد الفاء الواقعة جواب إن المذكورة خبر مبتدأ أولى من جعله خبر كان مضمرة، أو مفعولا بفعل لائق أو حالا، وإضمار كان النّاقصة قبل الفاء أولى من التامة وربّما أضمرت النّاقصة بعد «لدن» وشبهها والتزم حذفها معوّضا منها ما بعد أن كثيرا وبعد إن قليلا ويجوز حذف لامها السّاكن جزما ولا يمنع ذلك ملاقاة ساكن [2/ 41] وفاقا ليونس).

ــ

قال ناظر الجيش: اعلم أن كان تختص دون أخواتها بأمور: وقد تقدم ذكر أمرين منها وهما مرادفة لم يزل وذلك على ما اختاره المصنف (1)، وزيادتها بالشرط الذي ذكر (2). وشرع الآن المصنف في ذكر أمر ثالث وهو

الحذف، فإنه مما اختصت به كان إذا كان في الكلام دليل على الحذف.

ثم لها في الحذف أحوال أربع:

أن تحذف مع اسمها ويبقى الخبر، وأن تحذف مع الخبر ويبقى الاسم، وأن تحذف وحدها ويبقى المعمولان، وأن تحذف مع المعمولين.

وحيث حذفت فالحذف جائز؛ فيجوز الذكر إلا أن يعوض عنها غيرها فلا يجوز الذكر فيكون الحذف حينئذ واجبا كما سترى ذلك مفصلا إن شاء الله تعالى، ثم إن المصنف ختم الكلام بمسألة وهي جواز حذف لام مضارع كان إذا كان ساكنا للجزم بالشرط الذي سيذكره وهذا مما اختصت به كان أيضا في مضارعها.

وقد أشار المصنف إلى الحالة الأولى: وهي حذفها مع اسمها مع إبقاء الخبر بقوله: -

(1) سبق من هذا التحقيق.

(2)

سبق من هذا التحقيق والشرط الذي ذكر لزيادتها ليس واحدا وإنما هما شرطان.

الأول: أن تزاد بلفظ الماضي.

الثاني: أن تكون بين شيئين متلازمين كالمسند إليه والمسند، والموصوف والصفة، والمعطوف عليه والمعطوف.

ص: 1164

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وتختصّ كان أيضا بعد إن ولو بجواز حذفها إلى قوله: أو حاضر.

ونظم كلامه أربع صور وهي:

أن يكون الحذف بعد إن، واسم كان ضمير غائب، أو حاضر، وبعد لو، واسم كان كذلك أيضا بشرط أن يكون الاسم معلوما.

فمثال حذف كان بعد إن مع اسمها وهو ضمير غائب معلوم، قول الشاعر:

764 -

انطق بحقّ وإن مستخرجا إحنا

فإنّ ذا الحقّ غلّاب وإن غلبا (1)

ومثال الحذف مع كون الاسم ضمير حاضر (2)، قول الآخر:

765 -

حدبت عليّ بطون ضنّة كلّها

إن ظالما فيهم وإن مظلوما (3)

-

(1) البيت من بحر البسيط قائله المجهول يدعو إلى فضيلة الصدق والنطق بالحق وإن أغضب الحق الناس فإن صاحب الحق دائما ما يكون

غالبا وأما الباطل وصاحبه فهما مهزومان وإن انتصرا مرة.

والإحن: جمع إحنة وهي الحقد والغضب.

وشاهده قوله: «وإن مستخرجا إحنا» حيث حذفت كان مع اسمها وبقى خبرها بعد إن الشرطية واسمها ضمير غائب عائد على النطق بالحق المفهوم مما قبله، وتقدير الكلام: انطق بحق ولو كان النطق به مستخرجا إحنا.

وروي البيت:

انطق بحقّ ولو مستخرجا

...

وفيه الشاهد أيضا.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 363)، وفي التذييل والتكميل (4/ 223)، وفي معجم الشواهد (ص 30).

(2)

يقصد به المتكلم والمخاطب والبيت الآتي بعد للمتكلم والذي بعده للمخاطب.

(3)

البيت من بحر الكامل من مقطوعة صغيرة للنابغة الذبياني يرد فيها على يزيد بن سنان الذي عيره وعرض به في قوله (من الكامل):

إنّي امرؤ من صلب قيس ماجد

لا مدّع حسبا ولا مستنكر

فرد عليه النابغة قائلا:

جمّع محاشك يا يزيد فإنّني

أعددت يربوعا لكم وتميما

ولحقت بالنّسب الّذي عيّرتني

وتركت أصلك يا يزيد ذميما

عيّرتني نسب الكرام وإنّما

فخر المفاخر أن تعدّ كريما

حدبت عليّ بطون ضنّة

... بيت الشاهد

انظر ديوان النابغة (ص 131) وضنّة: بكسر الضاد وبعدها نون مشددة بطن من قضاعة.

والمعنى: يقول: إن بطون ضنة كلها عطفت عليه لأنه منهم ونصرته في كل حال ظالما أو مظلوما.

وشاهده قوله: «إن ظالما فيهم وإن مظلوما» حيث حذفت كان مع اسمها بعد لو الشرطية، والتقدير إن كنت ظالما وإن كنت مظلوما.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 363)، وهو في التذييل والتكميل (4/ 223)، وفي معجم الشواهد -

ص: 1165

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومثله قول الآخر:

766 -

لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف

إن ظالما أبدا وإن مظلوما (1)

ومثال الحذف بعد لو والاسم ضمير غائب، قول الشاعر:

767 -

لا يأمن الدّهر ذو بغي ولو ملكا

جنوده ضاق عنها السّهل والجبل (2)

ومثاله والاسم ضمير حاضر، قول الشاعر:

768 -

علمتك منّانا فلست بآمل

نداك ولو غرثان ظمآن عاريا (3)

قال المصنف: «فالنّصب في مثل هذا متعين لعدم صلاحيّة تقدير ما يجعل خبرا من فيه أو معه أو نحوهما» انتهى (4).

قال الشيخ: «ويجري مجرى لو غيرها من الحروف الدالة على الفعل إذا تقدّم ما يدل عليه نحو هلا وألا لكنه ليس بكثير الاستعمال» انتهى (5). -

- (ص 337).

(1)

البيت من بحر الكامل من قصيدة لحميد بن ثور الهلالي في ديوانه (ص 130)، كما نسب أيضا لليلى الأخيلية (شرح ديوان الحماسة (ص 9، 16)، وكذلك ديوان الخنساء ومراثي ستين شاعرة من العرب ص 115) - برواية: لا ظالما أبدا ولا مظلوما.

والبيت برواية حميد شاهده: كالذي قبله، وعلى الرواية الأخرى: فإن ظالما ومظلوما حالان من ضمير المخاطب قبلهما.

وفي التذييل والتكميل (4/ 223)، وفي معجم الشواهد (ص 337).

(2)

البيت من بحر البسيط ذكرت مراجعه أنه لقائل مجهول ونسب في معجم الشواهد إلى اللعين المنقري، ومعناه واضح وهو في المواعظ والحكم.

وشاهده قوله: «ولو ملكا» ؛ حيث حذفت كان مع اسمها بعد لو الشرطية وتقدير البيت:

لا يأمن الدهر ذو بغي ولو كان الباغي ملكا.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 363)، وفي التذييل والتكميل (4/ 423)، وفي معجم الشواهد (ص 292).

(3)

البيت من بحر الطويل وهو في عزة النفس والقناعة.

اللغة: المنّان: الذي يعير بما يعطي. نداك: عطاياك. غرثان: جائع.

ومعنى البيت: يقول الشاعر لصاحبه: إذا كنت تمن علي بما تعطي فلن آخذ منك ولو كنت جائعا عطشان عاريا. أقول: إنه جمع صفات الحاجة كلها.

شاهده: كالذي قبله.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 363)، وفي التذييل والتكميل (4/ 424) وفي معجم الشواهد (ص 225).

(4)

انظر شرح التسهيل (1/ 363).

(5)

التذييل والتكميل (4/ 224).

ص: 1166

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثم أشار المصنف إلى الحالة الثانية: وهي حذفها مع الخبر مع بقاء الاسم بقوله: فإن حسن مع المحذوفة بعد إن تقدير فيه أو معه إلى آخره. يعني إذا صلح بعد إن تقدير شيء من ذلك جاز الرفع على أن المذكور اسم كان وذلك المقدر هو الخبر وذلك نحو:

«النّاس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ، والمرء مقتول بما قتل به إن سيفا فسيف وإن خنجرا فخنجر» (1).

فانتصاب خيرا وشرّا وسيفا وخنجرا على تقدير إن كان العمل خيرا [2/ 42] أو شرّا وإن كان المقتول به سيفا أو خنجرا وارتفاعها على أنها اسم كان أي إن كان في أعمالهم خير أو شرّ وإن كان معه سيف أو خنجر ولا شك أن النصب أولى من الرفع كما سيأتي:

وربما يشعر قول المصنف: جاز رفع ما وليها - بأن غير الرفع هو الراجح.

وقوله: وإلّا تعيّن نصبه أي وإلا يحسن تقدير فيه أو معه أو نحو ذلك تعين النصب على أنه خبر كان المحذوفة.

ومثل سيبويه ذلك بقوله (2): مررت برجل إن طويلا وإن قصيرا وامرر بأيّهم أفضل إن زيدا وإن عمرا ومررت برجل قبل إن طويلا وإن قصيرا.

قال سيبويه (3): لا يكون في هذا إلّا النّصب لأنّك لا تستطيع أن تقول إن كان فيه طويل وإن كان فيه زيد.

ومن أمثلة سيبويه (4): مررت برجل (صالح)(5) وإن لا صالحا فطالح، قال:

ومن العرب من يقول: إن لا صالحا فطالحا، وقدره سيبويه إن لا يكن صالحا فقد -

(1) مجمع الأمثال للميداني (2/ 268) وانظر كتاب سيبويه (1/ 258). يقول: هذا باب ما يضمر فيه الفعل المستعمل إظهاره بعد حرف، وذلك قولك: النّاس مجزيون .. المرء مقتول

ثم قال:

«إن شئت أظهرت الفعل، فقلت إن كان خنجرا فخنجر وإن كان شرّا فشر، ومن العرب من يقول: إن خنجرا فخنجرا وإن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا.

كأنه قال: إن كان الذي عمل خيرا جزي خيرا

والرفع أكثر وأحسن في الآخر لأنك إذا أدخلت الفاء في جواب الجزاء استأنفت ما بعدها وحسن أن يقع بعدها الاسم».

ثم قال: «وإن أضمرت الرافع كما أضمرت الناصب فهو عربي حسن وذلك قولك إن خير فخير وإن خنجر فخنجر كأنه قال: إن كان معه خنجر

حيث قتل فالذي يقتل به خنجر وإن كان في أعمالهم خير فالذي يجزون به خير».

(2)

انظر نصه في كتاب سيبويه (1/ 261).

(3)

المرجع السابق.

(4)

الكتاب (1/ 262).

(5)

سقطت من النسخ وهي من كتاب سيبويه.

ص: 1167

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لقيته طالحا على الحال (1).

وأما قول المصنف: وربما جرّ مقرونا بإن لا إلى آخره (فإنه يشير)(2) إلى ما حكى يونس في هذا المثال إن لا صالح فطالح (3).

قال المصنف: «التقدير إن لا أمر بصالح فقد مررت بطالح قال (4): وأجاز يونس امرر بأيهم أفضل إن زيد وإن عمرو على تقدير إن مررت بزيد وإن مررت بعمرو (5).

وجعل سيبويه إضمار الباء بعد إن هذه أسهل من إضمار ربّ بعد الواو». انتهى.

وكلامه يشعر بأن سيبويه يرتضي ما حكاه يونس وعبارة سيبويه تعطي خلاف هذا فإنه قال (6): وزعم يونس أنّ من العرب من يقول: إلّا صالح فطالح على إن لا أكن مررت بصالح فبطالح وهذا قبيح ضعيف (7) لأنّك تضمر بعد إن لا فعلا آخر غير الذي يضمر بعد إن لا في قولك: إن لا يكن صالحا فطالح، ولا يجوز أن يضمر الجارّ ولذلك لمّا ذكروه في أول كلامهم شبّهوه بغيره من الفعل، وكان هذا عندهم أقوى إذا أضمرت ربّ ونحوها في قولهم:

769 -

وبلدة ليس بها أنيس

[إلّا اليعافير وإلّا العيس](8)

ومن ثمّ قال يونس: امرر بأيّهم أفضل إن زيد وإن عمرو يعني إن مررت بزيد -

(1) أي منصوبا على الحال.

(2)

زيادة يقتضيها المقام ليست في النسخ.

(3)

كتاب سيبويه (1/ 262).

(4)

أي المصنف وانظر شرح التسهيل له (1/ 364).

(5)

نصه في كتاب سيبويه (1/ 263).

(6)

انظر نصه في كتاب سيبويه (1/ 262).

(7)

علق عليه الأستاذ عبد السّلام هارون فقال: «قال السيرافي ما ملخصه: قبح سيبويه قول يونس من جهتين: إحداهما: أنك تحتاج إلى إضمار أشياء، وحكم الإضمار أن يكون شيئا واحدا. والثانية: أن حرف الجر يقبح إضماره إلا في مواضع قد جعل منه عوض» (كتاب سيبويه: 1/ 262).

(8)

البيتان من الرجز المشطور وهما لجران العود عامر بن الحارث (شاعر جاهلي) من مقطوعة لا تتجاوز سبعة أبيات (ديوان جران العود ص 52) طبعة دار الكتب تحقيق القسم الأدبي.

مفرداته: الأنيس: ما يؤتنس به من إنسان أو حيوان. اليعافير: جمع يعفور وهو ولد الظباء. العيس:

الإبل ومعناه هنا بقر الوحش.

والشاعر يشكو الغربة والبعد عن الأهل والأوطان.

وشاهده قوله: «وبلدة» : حيث أضمرت رب بعد الواو وعملت الجر في الاسم بعدها وجعله سيبويه تقوية لإضمار الفعل مع قوته إذ جاز إضمار حرف الجر مع ضعفه.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 364) وفي التذييل والتكميل (4/ 226) وفي معجم الشواهد (ص 487).

ص: 1168

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أو مررت بعمرو» انتهى (1).

فتبين أن سيبويه لا يرى قوة ما حكاه يونس، وإن يونس إنما أجاز امرر بأيهم أفضل إن زيد وإن عمرو بالقياس على ما حكاه ولا يسوغ القياس على ما يحكم بضعفه وقبحه. قيل ووجه جعل سيبويه إضمار رب أن الباء إنما أضمرت مع فعل ورب حرف خالص لم يضمر معها فعل وإلا فإضمار رب مطرد، وهذا لا يقال منه إلا ما سمع، فكيف يكون هذا أقوى من ذاك.

وقد عرفت أن المصنف جعل التقدير فيما حكاه يونس (2) إن لا أمرّ بصالح وقد مررت بطالح. وتقدير سيبويه إن لا أكن مررت بصالح فبطالح. قالوا (3): وتقدير سيبويه هو الصواب لأنه مبني على قوله: مررت برجل إن لا صالح فطالح فهو مبني على ماض فتقديره بإن لا أكن مررت مطابق لما قبله [2/ 43] بخلاف إن لا أمر لأنه مستقبل فلا يناسب تقديره وأيضا فتقدير سيبويه يقتضي بأن المحذوف هو أكن وهي المعهود حذفها بعد إن بخلاف أمر.

ثم إن المصنف لما ذكر أن في الاسم الواقع بعد إن في نحو إن خيرا فخير، وإن سيفا فسيف وجهين: النصب والرفع - ذكر أن في الاسم الواقع بعد الفاء في هذا الكلام وجهين أيضا: الرفع والنصب فذكر أن الرفع أولى وأشار إلى ذلك بقوله:

وجعل ما بعد الفاء الواقعة في جواب إن المذكورة إلى قوله: أو حالا.

قال في الشرح (4): «إن الاسم الواقع بعد الفاء في الحديثين المذكورين (5) ونحوهما يرتفع على أنه خبر مبتدأ وينتصب على أنه خبر كان مضمرة أو يجعل مفعولا به أو منصوبا على الحال إلا أن رفعه أجود لأن المحذوف معه شيء واحد ومع النصب شيئان فعل واسم مرفوع به ولأن وقوع الجملة الاسمية بعد الفاء المجاب بها الشرط أكثر من وقوع الجملة الفعلية ويجوز جعل ما بعد الفاء مفعولا به والتقدير إن كان عمله خيرا فيجزى خيرا أو يعطى خيرا ويجوز جعله حالا ويكون التقدير إن كان -

(1) كتاب سيبويه (1/ 263).

(2)

أي من قول العرب: إن لا صالح فطالح الكتاب (1/ 262).

(3)

القائل هو أبو حيان وانظر التذييل والتكميل (4/ 227).

(4)

أي شرح التسهيل (1/ 364).

(5)

ليسا بحديثين وإنما هما من كلام الناس، وانظر الكتاب سيبويه (1/ 258).

ص: 1169

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عمله خيرا فيلقاه خيرا ونحو ذلك، وقد أشار سيبويه إلى ذلك كله» (1). انتهى (2).

والتقدير إذا رفع الاسم المذكور فالذي يجزونه خير. وقد علم بهذا الذي ذكرناه أن في نحو: إن خيرا فخير وإن شرّا فشر أربعة أوجه (3).

لكن أحسنها نصب الأول ورفع الثاني وهو الوجه الذي بدأ به سيبويه (4).

ثم قال (5): ومن العرب من يقول: إن خيرا فخيرا ثم ذكر أن رفعهما عربيّ حسن (6).

وزاد النحويون: إن خير فخيرا برفع الأول ونصب الثاني قالوا: وأحسن الوجوه نصب الأول ورفع الثاني كما تقدم، ثم رفعهما ثم نصبهما ثم رفع الأول ونصب الثاني، وتعليل الأوجه المذكورة ظاهر مما تقدم.

وقد زعم الأستاذ أبو علي (7) أن رفعهما ونصبهما متكافئان لأن ما في نصب الأول من الحسن يقابله قبح رفعه وما في نصب الثاني من القبح حسن رفعه.

ولابن عصفور معه بحث في ذلك لأنه رد عليه قوله في التكافؤ تركته خوف الإطالة (8).

وكما أضمرت كان فيما ذكرنا أضمرت في الشرط الصريح المحض تقول:

أنا أفعل كذا إن لا معينا فلا مفسدا عليّ إن لا تكن معينا لي فلا تكن مفسدا عليّ، ويجوز الرفع إذا صح المعنى ومنه

إن لا حظية فلا أليّة أي إن لا تكن لك في النساء حظية فإني غير ألية أي غير مقصرة في خدمتك (9). -

(1) انظر الكتاب (1/ 258، 259). وقد نقلنا جزءا كبيرا منه قبل في هذا التحقيق.

(2)

شرح التسهيل (1/ 364).

(3)

هي كالآتي: نصب الأول ورفع الثاني، رفعهما، نصبهما، رفع الأول ونصب الثاني وترتيبهما كما ذكرت بحسب الأفضلية.

(4)

انظر الكتاب (1/ 258).

(5)

أي سيبويه وانظر المرجع السابق.

(6)

نصه كما في الكتاب (1/ 258) يقول: «وإن أضمرت الرافع كما أضمرت الناصب فهو عربي حسن وذلك قولك: إن خير فخير وإن خنجر فخنجر كأنه قال: إن كان معه خنجر حيث قتل فالذي يقتل به خنجر وإن كان في أعمالهم خير فالذي يجزون به خير» .

(7)

هو أبو علي الشلوبين وانظر رأيه في الهمع (1/ 122) والتذييل والتكميل (4/ 229).

(8)

لم أجد هذا البحث في شرح الجمل لابن عصفور ولا في المقرب ووجدته في التذييل والتكميل (4/ 229).

وملخصه: أن رفعهما أحسن لقلة الإضمار فيهما بالنسبة إلى نصبهما.

(9)

قوله: إن لا حظية فلا ألية مثل من أمثال العرب، مجمع الأمثال (1/ 30)، كتاب سيبويه -

ص: 1170

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأما قول صاحب الكتاب (1): «وإضمار كان النّاقصة قبل الفاء أولى من التّامّة» فهو كلام متشبث بما قبله، وذلك أنه يتعلق بقوله: فإن حسن مع المحذوفة بعد إن تقدير فيه أو معه أو نحو ذلك جاز رفع ما وليها، وكلامه إنما هو في كان لناقصة ولا شك [2/ 44] أنه يتعين حينئذ أن يكون ذلك المقدر خبرا وأن يكون المرفوع اسما ثم إنه لا يمتنع أن يكون كان المحذوفة هي التامة ويكون ذلك المرفوع فاعلا بها والمجرور المقدر يتعلق بها فأشار بهذا الكلام الآن إلى أن كون المحذوفة هي الناقصة أولى من كونها التامة.

قال في الشرح (2): «وسبب ذلك أن إضمار الناقصة مع النصب متعين وهو مع المرفوع ممكن فوجب ترجيحه ليجري الاستعمالان على سنن واحد ولا يختلف العامل، ولأن الفعل التام إذا أضمر بعد إن الشرطية لا يستغنى عن مفسر نحو وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ (3) فخولف هذا في كان الناقصة لوقوع ثاني جزأيها موقع المفسر ولأنها توسع فيها بما لا يستعمل في غيرها فمقتضى الدليل ألا تشاركها التامة في الإضمار المشار إليه. لكن أجيز فيها لشبهها بالناقصة.

فلا يستويان في التقدير» (4).

ثم إن كان لما كانت قد تحذف ولو لم تقع بعد إن أو لو أشار المصنف إلى ذلك بقوله: وربما أضمرت النّاقصة بعد لدن وشبهها.

فمثال إضمارها بعد لدن: قول الشاعر:

770 -

من لد شولا فإلى إتلائها (5)

-

- (1/ 260)، لسان العرب (مادة حظا).

وأصله أن المرأة تصلف عند زوجها فيقال لها: إن أخطأتك الحظوة فلا تألي أن تتوددي إليه، والمثل قالته امرأة لم تقصر في خدمة زوجها ومع ذلك لم تحظ عنده بالحب والتقدير.

ويضرب المثل في الأمر بمداراة الناس ليدرك الإنسان بعض ما يحتاج إليه منهم، روي بنصبهما على أن أصله: إلا أكن حظيّة فلا أكون ألية. وروى برفعهما كما في الشرح.

(1)

يقصد ابن مالك، وأما كتابه فهو تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد وهو ما يشرحه الشارح وما يذكره عنه في متن التسهيل قبل.

(2)

أي في شرح التسهيل له (1/ 364).

(3)

سورة التوبة: 6.

(4)

آخر كلام ابن مالك (شرح التسهيل: 1/ 365).

(5)

البيت من بحر الرجز المشطور وهو من الخمسين المجهولة في كتاب سيبويه (1/ 264). -

ص: 1171

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يصف إبلا والتقدير من لد أن كانت شولا.

قال المصنف (1): «وكذا يقدّره الجمهور وعندي أن تقدير أن مستغنى عنها كما يستغنى عنها بعد مذ» قال الشيخ (2): «كذا قدره سيبويه (3) وحمل الناس كلامه على أنه تفسير معنى لا تفسير إعراب والمعنى من لد كانت شولا» والشّول: التي ارتفع ألبانها من النوق والمعنى لد كانت شولا إلى لقاحها فإلى إتلائها ولذا أتى بالفاء ليحمل شيئا على شيء ولولا ذلك لم يجز دخول الفاء وإتلاؤها هو أن يتلوها ولدها ويتبعها.

ومثال إضمار كان بعد شبه لدن: قول الشاعر:

771 -

أزمان قومي والجماعة كالّذي

لزم الرّحالة أن تميل مميلا (4)

أراد: أزمان كان قومي مع الجماعة كالذي لزم الرحالة، كذا قال سيبويه (5) وأما -

- اللغة: الشّول جمع شائلة وهي الإبل التي أتى على حملها أو وضعها سبعة أشهر فخف لبنها. الإتلاء:

مصدر أتلت الناقة إذا تبعها ولدها وتلاها.

والمعنى: يذكر الشاعر أنه ربى هذه الناقة من يوم أن حملت حتى وضعت وتبعها ولدها.

الإعراب: من لد: أصله من لدن جار ومجرور متعلق بفعل محذوف في بيت قبله والتقدير: ربيتها من لدن

إلخ. شولا: خبر لكان المحذوفة مع اسمها والتقدير: من لد أن كانت شولا وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بإضافة لدن إليه، ولا يصح جر شولا بالإضافة لأن لدن تلزم الإضافة إلى زمان كثيرا ومكان قليلا. والشول ليس منهما فلزم تقدير مصدر والمصادر من الأزمنة، فإلى إتلائها:

معطوف على ما قبله.

وشاهده: حذف كان مع اسمها بعد لدن وهو قليل والكثير حذفها مع اسمها بعد إن ولو الشرطيتين. والبيت في شرح التسهيل (1/ 365)، وفي التذييل والتكميل (4/ 230)، وفي معجم الشواهد (ص 439).

(1)

شرح التسهيل (1/ 365).

(2)

التذييل والتكميل (4/ 230).

(3)

الكتاب (1/ 265) ونصه: كأنك قلت من لد أن كانت شولا فإلى إتلائها.

(4)

البيت من بحر الكامل وهو للراعي النميري من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان ويفتخر بأن قومه التزموا الجماعة ولم تشملهم الفتنة ولم يكونوا مع الثوار الذين خرجوا على عثمان بن عفان.

والرحالة: الحل الذي يكون فوق ظهر الناقة.

والبيت استشهد به سيبويه (1/ 305) على أن الواو بمعنى مع في قوله: والجماعة، وعليه فالجماعة مفعول معه واستشهد به هنا على حذف كان وبقاء اسمها وخبرها بعد ما يشبه لدن من الزمان والتقدير بعد ذلك: أزمان كان قومي مع الجماعة كالذي

إلخ.

وعلل سيبويه تقدير كان لأنه أمر قد مضى.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 365)، وفي التذييل والتكميل (4/ 231)، وفي معجم الشواهد (ص 272).

(5)

الكتاب (1/ 305).

ص: 1172

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قول المصنف: فالتزم حذفها معوّضا منها ما بعد أن كثيرا وبعد إن قليلا فهو إشارة إلى الحالتين الأخريين أعني الثالثة والرابعة وهما أن تحذف كان وحدها ويبقى معمولاها وأن تحذف مع المعمولين ولكن الحذف عوض في

الحالتين وكذا كان الحذف فيهما واجبا كما أفهمه قوله: والتزم حذفها إلى آخره أي آخره أي إن كان تحذف وجوبا معوضا منها ما بعد أن المصدرية الناصبة وبعد إن الشرطية. ولما كانت ما عوضا لم يجز حذفها.

أما الحذف مع بقاء المعمولين (1) وذلك بعد أن المصدرية (2) فنحو قول الشاعر [2/ 45]:

772 -

أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر

فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع (3)

أراد: لأن كنت فحذفت اللام فبقى أن كنت ثم حذف كان وجاء بالضمير المنفصل خلفا من المتصل وبما قبله عوضا من كان والتزام حذفها لئلا يجمع بين العوض والمعوض عنه.

ومثل أما أنت ذا نفر: أما أنت مرتحلا من قول الشاعر: -

(1) وهي الحالة الثالثة من الأحوال التي ذكرها.

(2)

ذهب الكوفيون إلى أنّ أن هذه أداة شرط كإن المكسورة الهمزة.

قال ابن هشام: ويرجحه عندي أمور:

الأول: توارد المكسورة والمفتوحة على المحل الواحد والأصل التوافق فقد قرأ بالوجهين قوله تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى [البقرة: 282]. الثاني: مجيء الفاء بعدها كثيرا كقول الشاعر: أبا خراشة أما أنت ذا نفر

إلخ البيت الآتي بعد.

الثالث: عطفها على إن المكسورة كما في قول الشاعر:

أما أقمت وأما أنت مرتحلا

......

إلخ فلو كانت مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة (المغني: 1/ 35، 36).

(3)

البيت من بحر البسيط قاله العباس بن مرداس وأمه الخنساء الشاعرة يفتخر على خفاف (بزنة غراب) ابن ندبة وهي أمه وبعد بيت الشاهد قوله: (ديوان العباس بن مرداس السلمي ص 128)

السّلم تأخذ منها ما رضيت به

والحرب يكفيك من أنفاسها جرع

اللغة: أبا خراشة: كنية خفاف بن ندبة المهجو، أسلم وشهد فتح مكة وبقي إلى زمان عمر.

ذا نفر: ذا رهط من الرجال كثير. الضبع: الحيوان المعروف ويستعار للسنين المجدبة لأن الضبع تقع على الغنم فتفسدها.

والمعنى: لا تتكبر عليّ يا أبا خراشة فإن قومي شجعان أقوياء.

والشاهد فيه قوله: أما أنت ذا نفر، حيث حذف الشاعر كان وعوض عنها ما وأبقى اسمها وخبرها وأصل الكلام: فخرت عليّ لأن كنت ذا نفر وانظر الباقي في الشرح. والبيت في شرح التسهيل (1/ 365)، وفي التذييل والتكميل (4/ 232)، ومعجم الشواهد (ص 225).

ص: 1173

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

773 -

إمّا أقمت وأما أنت مرتحلا

فالله يكلأ ما تأتي وما تذر (1)

وأما الحذف مع حذف المعمولين (2) وذلك بعد إن الشرطية فنحو قول العرب:

(افعل ذلك إمّا لا) أي إن كنت لا تفعل غيره (3).

ومثله قول الآخر:

774 -

أمرعت الأرض لو أنّ مالا

لو أنّ نوقا لك أو جمالا

أو ثلّة من غنم إمّا لا (4)

أراد: إن كان لا يكون لك غيرها.

وأمثال أما أنت ذا نفر كثير بخلاف إما لا فإن استعماله قليل لأن الحذف فيه أكثر. هذا كلام المصنف (5).

وعلم من قوله: أن قائل أما أنت ذا نفر أراد لأن كنت فحذف اللام. أن اللام للتعليل وكذا قالوا في أما أنت منطلقا انطلقت معك أن أما أنت مفعول من أجله وهذا واضح، ثم ها هنا أمور: -

(1) البيت من بحر البسيط وهو لشاعر مجهول في المدح.

اللغة: إما أقمت وأما أنت: الأولى بكسر الهمزة ومعناها الجزاء وهي مركبة من إن وما، والثانية بفتحها وهي مركبة من أن المصدرية وما الزائدة عوضا عن كان المحذوفة. يكلأ: يحفظ ويرعى. والشاعر يدعو لممدوحه بالسلامة في الإقامة والذهاب. وشاهده كالذي قبله.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 366) والتذييل والتكميل (4/ 232) ومعجم الشواهد (ص 163).

(2)

وهي الحالة الرابعة من الأحوال التي ذكرها.

(3)

كتاب سيبويه (1/ 294).

(4)

الأبيات من الرجز المشطور مجهولة القائل.

اللغة: أمرعت الأرض: أخصبت وكثر ما عليها من كلأ. الثّلّة: الجماعة وهي هنا جماعة الغنم الكثيرة.

والشاعر يخاطب أنثى فيقول لها: لقد أخصبت الأرض فهل لك أشياء ترعين فيها من جمال أو غنم.

الإعراب: لو أنّ مالا: خبر إن محذوف دلّ عليه ما بعده أي لو أن ما لا لك وإن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل بفعل محذوف أي لو ثبت وجود مال لك.

إمّا لا: إما مركبة من إن الشرطية وما الزائدة عوضا عن كان المحذوفة مع اسمها وخبرها ولا نافية داخلة على الخبر وتقدير الكلام: إن كنت لا

تجدين غير ذلك وهو موضع الشاهد. ولا جواب للو لأنها للتمني.

والأبيات في شرح التسهيل (1/ 366) وكذلك هي في التذييل والتكميل (4/ 234) وفي معجم الشواهد (ص 520).

(5)

انظر شرح التسهيل (1/ 366).

ص: 1174

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

منها: أن من أمثلة سيبويه أما زيد ذاهبا ذهبت معه (1) أي لأن كان زيد ذاهبا ذهبت معه فأتى بالاسم ظاهرا وعلم منه أن مثل هذا التركيب لا يلزم منه أن يكون اسم كان مضمرا.

ومنها: أن بعض النحويين يزعم أن كان في هذا التركيب تامة ويجعل المنصوب فيه حالا ويستدل بلزوم التنكير فيه (2).

ومنها: أن أبا علي وابن جني زعما أن ما هي الرافعة الناصبة وأنها نابت مناب كان في العمل (3). ولا شك أن قولهما هذا مخالف لما صرح به سيبويه في المسألة من إضمار كان.

ومنها: أن الفعل الذي هو كان لا يحذف مع إن المكسورة معوضا عنها ما إلا في هذا التركيب خاصة أعني قولهم إما لا. فلو قلت: إما كنت منطلقا انطلقت معك كانت ما زائدة وليست عوضا ولا يجوز أن تقول إما أنت منطلقا انطلقت معك، ومن ثم قال سيبويه: حذف الفعل لا يجوز هنا يعني مع المكسورة كما لم يجز ثمّ إظهاره يعني مع المفتوحة (4).

وقول المصنف: ويجوز حذف لامها السّاكن جزما يشير به إلى أمر اختصت كان به أيضا وهو جواز حذف لام مضارعها إذا كان ساكنا للجزم ويذكر الساكن جزما استغنى عن ذكر المضارع إذ لا يجزم من الأفعال غيره.

قال في الشرح (5) «مما تختص به كان جواز حذف لام مضارعها الساكن جزما كقوله تعالى: وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (6).

وكقوله تعالى: وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (7) فإن وليه ساكن امتنع -

(1) انظر الكتاب (1/ 293) وهو بنصه كما هنا.

(2)

انظر الهمع (1/ 122) ولم يسنده إلى معين. وفي نسخة (ب): واستدلوا مكان يستدل وهما سواء.

(3)

قال ابن جني في الخصائص (2/ 381): فإن قلت بما ارتفع وانتصب أنت منطلقا. قيل بما لأنها عاقبت الفعل الرافع الناصب فهملت عمله من الرفع والنصب. وهذه طريقة أبي علي وجلة أصحابنا من قبله في أن الشيء إذا عاقب الشيء ولي من الأمر ما كان المحذوف يليه.

وانظر أيضا رأيهما في الهمع (1/ 122)، والتذييل والتكميل (4/ 233).

(4)

انظر نصه في الكتاب (1/ 294).

(5)

أي شرح التسهيل (1/ 366).

(6)

سورة النحل: 120.

(7)

سورة النحل: 127.

ص: 1175

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الحذف عند سيبويه (1) ولم يمتنع عند يونس (2).

وبقوله أقول [2/ 46] لأن هذه النون إنما حذفت للتخفيف وثقل اللفظ فالحذف حينئذ أولى إلا أن الثبوت دون ساكن ومع ساكن أكثر من الحذف فلذلك جاء القرآن العزيز بالثبوت مع الساكن في قوله تعالى: ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ (3) وفي قوله: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا (4).

وقد استعملت العرب الحذف قبل الساكن كثيرا ومنه قول الشاعر:

775 -

لم يك الحقّ سوى أن هاجه

رسم دار قد تعفّى بالسّرر (5)

وقول الآخر:

776 -

فإن لم تك المرآة أبدت وسامة

فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم (6)

وقول الآخر:

777 -

إذا لم تك الحاجات من همّة الفتى

فليس بمغن عنه عقد التّمائم (7)

-

(1) انظر الكتاب (4/ 184) قال سيبويه: قالوا لا أدر في الوقف لأنه كثر في كلامهم فهو شاذ كما قالوا: لم يك شبهت النون بالياء حيث سكنت ولا يقولون لم يك الرجل لأنها في موضع تحرك فلم تشبه بلا أدر.

وقد أسند الرضي في شرح الكافية (2/ 300) امتناع حذف النون عند ملاقاة الساكن إلى سيبويه.

وأسنده السيوطي في الهمع (1/ 122) إلى الجمهور.

(2)

اشتهر إسناد جواز حذف نون يكن عند ملاقاة الساكن إلى يونس وموافقة ابن مالك له. انظر ذلك في الهمع (1/ 122)، والتصريح (1/ 196)، والتذييل والتكميل (4/ 237).

(3)

سورة النساء: 137 وأولها: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ.

(4)

سورة البينة: 1.

(5)

البيت من بحر الرمل قائله حسيل بن عرفطة شاعر جاهلي.

اللغة: تعفّى: درس واندثر. السّرر: بفتحتين اسم موضع.

ويستشهد به ابن مالك على جواز حذف نون يكن حال جزمه وإن وليه ساكن وهو تابع لمذهب يونس في ذلك، ومذهب سيبويه والجمهور امتناع الحذف في مثل ذلك وهذا البيت ضرورة.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 367) وفي التذييل والتكميل (4/ 236) وفي معجم الشواهد (ص 133).

(6)

البيت من بحر الطويل وهو للخنجر بن صخر الأسدي يفتخر بشجاعته وقوته وإن قبح منظره.

وشاهده: كالذي قبله.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 367) وفي التذييل والتكميل (4/ 237) وفي معجم الشواهد (ص 360).

(7)

البيت من بحر الطويل، الشاعر مجهول ينصح ويرشد فيقول: يجب على المرء أن تكون عنده العزيمة القوية لاقتحام الأمور وخوض الأمور وخوض الصعاب وإن ينبع ذلك من داخل نفسه لأن ذلك لا -

ص: 1176

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ولا ضرورة في هذه الأبيات لإمكان أن يقال في الأول لم يكن حق سوى أن هاجه، وفي الثاني فإن تكن المرآة أخفت وسامة، وفي الثالث إذا لم يكن من همة المرء ما نوى» انتهى (1).

قال الشيخ: «ما ذكره المصنف من أنه لا ضرورة في ذلك لإمكان أن يقول الأول كذا والثاني كذا والثالث كذا يقال له في جواب ذلك: ما من ضرورة في شعر العرب إلا ويمكن تبديلها ونظم شيء مكانها وعلى هذا لا يكون في كلام العرب ضرورة» انتهى (2).

وما ذكره الشيخ حق لا مدفع له وإذا كان كذلك فالحق أن الحذف قبل الساكن ضرورة كما ذهب إليه سيبويه.

واعلم أن صيغ المضارع الأربعة (3) سواء في الحكم الذي تقدمت الإشارة إليه وورد الجميع في الكتاب العزيز وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (4)، قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (5)، وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (6) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ (7).

ولا فرق في ذلك أيضا بين الناقصة والتامة لكن الناقصة يكثر فيها ذلك لكثرة تصرفها في الكلام والتامة يقل فيها ذلك كقراءة من قرأ وإن تك حسنة يضعفها (8) برفع التاء ثم حذف النون شاذ في القياس لأنها من نفس الكلمة لكن إنما سوغ الحذف كثرة الاستعمال وشبه النون بحروف العلة فكأنهم جددوا لهم جزما. وتناسوا الجزم القياسي.

واعلم أن المصنف لما ذكر في باب المفعول المسمى ظرفا أن الظرف أصله أن -

- يأتي من تميمة أو غيرها.

وشاهده: كالذي قبله. والبيت في شرح التسهيل (1/ 367) وفي التذييل والتكميل (4/ 236) وفي معجم الشواهد (ص 365).

(1)

شرح التسهيل (1/ 367).

(2)

التذييل والتكميل (4/ 238).

(3)

أي المبدوءة بالهمزة والنون والتاء والياء، وهذا سبب تمثيله في الأمثلة الأربعة الآتية.

(4)

سورة مريم: 20.

(5)

سورة المدثر: 43.

(6)

سورة النحل: 127.

(7)

سورة غافر: 85.

(8)

سورة النساء: 40 والقراءة سبعية وهي لنافع وابن كثير وبقية القراء بالنصب (انظر كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد ص 433).

ص: 1177