الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حكم النفي بليس وما]
قال ابن مالك: (ولا تلزم حاليّة المنفي بليس و «ما» على الأصحّ).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (1): زعم قوم من النحويين أن ليس وما مخصوصان بنفي ما في الحال والصحيح أنهما ينفيان ما في الحال وما في المضي وما في الاستقبال وقد تنبه أبو موسى الجزولي إلى ذلك، فقال
في كتابه المسمى بالقانون (2): «وليس لانتفاء الصّفة عن الموصوف مطلقا» .
قال أبو علي الشلوبين: «قال أبو موسى ذلك، وإن كان الأشهر عند النّحويين أن ليس إنّما هي لانقضاء الصّفة عن الموصوف في الحال لأن سيبويه حكى:
ليس خلق الله مثله وأجاز (3) ما زيد ضربته على أن تكون ما حجازيّة».
ثم بين الشلوبين أن مراد القائلين إن ليس لانتفاء الصفة في الحال إذا لم يكن مخصوصا بزمان دون زمان ونفي بليس فإنه يحمل نفيها على الحال كما يحمل الإيجاب عليه أيضا، فإن اقترن الخبر بالزمان أو ما يدل عليه فهو بحسب المقترن به موجودا كان أو منفيّا بليس (4).
ثم قال المصنف: «وقد ورد استقبال المنفي بليس في القرآن العزيز وأشعار العرب كثيرا وكذا ورد استقبال المنفي بما.
فمن استقبال المنفي بليس: قوله تعالى: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (5).
وقوله تعالى: وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ (6) وقوله تعالى: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (7) ومنه قول حسان: -
(1) انظر شرح التسهيل (1/ 380).
(2)
انظر (ص 105) من المقدمة الجزولية في النحو تحقيق شعبان عبد الوهاب محمد.
(3)
المجيز هو الشلوبين كما في التذييل والتكميل.
(4)
انظر نص ما نقله ابن مالك عن أبي علي الشلوبين في كتابه شرح القانون للجزولي (ميكروفيلم رقم 102 نحو بمعهد المخطوطات العربية، لقطة رقم 21).
(5)
سورة هود: 8.
(6)
سورة البقرة: 267.
(7)
سورة الغاشية: 6.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
830 -
وما مثله فيهم ولا كان قبله
…
وليس يكون الدّهر مادام يذبل (1)
وقول زهير:
831 -
بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى
…
ولا سابقا شيئا إذا كان جائيا (2)
وقول الآخر:
832 -
إنّي على العهد لست أنقضه
…
ما اخضرّ في رأس نخلة سعف (3)
ومثله:
833 -
ولست بمستبق أخا لا تلمّه
…
على شعث أيّ الرّجال المهذّب (4)
-
(1) البيت من بحر الطويل وهو لحسان بن ثابت يمدح الزبير بن العوام وقد سبق الاستشهاد به مرة أخرى قبل ذلك في موضع دلالة المضارع لزمن المستقبل وإن نفي بلا وليس وهو في معجم الشواهد (ص 279) وفي شرح التسهيل (1/ 381) وفي التذييل والتكميل (4/ 203).
(2)
البيت من بحر الطويل وقد ورد في كتاب سيبويه خمس مرات لشواهد مختلفة منسوبا في أربع منها إلى زهير بن أبي سلمى وفي واحدة (1/ 306) لصرمة الأنصاري وهو في ديوان زهير (ص 287) من قصيدة له كلها في المواعظ والحكم.
ومعناه: أن الأمور تجري بيد الله والإنسان لا يملك لنفسه ضرّا ولا نفعا.
واستشهد بالبيت على أن المنفي بليس مستقبل لوجود قرينة وهي إذا الشرطية الدالة على الاستقبال.
وفي البيت شواهد كثيرة ارجع إليها في المغني لابن هشام (ص 96، 288، 460، 476، 478، 551، 628).
والبيت في شرح التسهيل (1/ 380)، وفي التذييل والتكميل (4/ 203) وفي معجم الشواهد (ص 421).
(3)
البيت من بحر المنسرح لشاعر مجهول يقول: إنه وفي وباق على عهده لا ينقضه ما بقي السعف الأخضر وهو ورق جريد النخل في رؤوس النخل.
والشاهد فيه: كسابقه وهو أن النفي بليس مستقبل دل عليه ما المصدرية الظرفية التي للمستقبل والبيت في شرح التسهيل (1/ 381) وفي التذييل والتكميل (4/ 306). وليس في معجم الشواهد.
(4)
البيت من بحر الطويل وهو للنابغة الذبياني: ديوانه (ص: 47).
من قصيدة يعتذر فيها للنعمان بن المنذر ويمدحه وقبل بيت الشاهد قوله:
فإنك شمس والملوك كواكب
…
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب
يقول النابغة للنعمان: إنه لن يكون لك صاحب إذا كنت ستحاسب كل من يخطئ وتعاقب كل من يهفو لأنه لا أحد مهذب أو كامل في أخلاقه أبدا.
والشاهد في البيت قوله: ولست بمستبق أخا حيث جاء النفي بليس مستقبلا، دلّ على ذلك معنى البيت.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 381) وفى التذييل والتكميل (4/ 306) وفي معجم الشواهد (ص 36).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومثله أيضا:
834 -
هوّن عليك فإن الأمور
…
بكفّ الإله مقاديرها
فليس يآتيك منهيّها
…
ولا قاصر عنك مأمورها (1)
[2/ 69] ومثله قول الآخر:
835 -
ولست لما لم يقضه الله واجدا
…
ولا واجدا ما الله حمّ وقدّرا (2)
ومن استقبال المنفي بما: قول الله تعالى: وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ (3).
وقوله تعالى: وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (4). وقوله تعالى: وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها (5). وقوله تعالى: لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (6)، وقوله: يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (15) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (7).
ومن ورود ذلك في غير القرآن العزيز قول الشّاعر:
836 -
وما الدّنيا بباقية لحيّ
…
ولا أحد على الدّنيا بباق (8)
-
(1) البيتان من بحر المتقارب اختلط في قائلهما فقيل الأعور الشني بشر بن منقذ شاعر هجاء خبيث اللسان، شهد مع علي وقعة الجمل وقيل القائل عمر بن الخطاب وقيل غير ذلك «معجم الشواهد (ص 172) والصحيح أنهما لبشر بن منقذ. وأما عمر فكان يتمثل بهما فقط على المنبر (محقق المقتضب للمبرد: 4/ 196).
ومعناهما: لا تجزع على ما فاتك ولا تفرح بما آتاك فإن الله فوقك يدبر الأمور كلها.
وموضع الشاهد: في البيت الثاني وهو كسابقه وسيأتي مرة أخرى في آخر الباب.
والبيتان في شرح التسهيل (1/ 381) وفي التذييل والتكميل (4/ 306) وفي معجم الشواهد (ص 172).
(2)
البيت من بحر الطويل ولم أعثر على قائله وهو من الحكم.
ومعناه: أن ما قدر الله أن أناله سيأتيني وما قدر أن لن أناله لن يأتيني، وشاهده: كالذي قبله وهو في شرح التسهيل (1/ 381)، وفي التذييل والتكميل (4/ 306)، وليس في معجم الشواهد.
(3)
سورة البقرة: 96.
(4)
سورة البقرة: 167.
(5)
سورة المائدة: 37.
(6)
سورة الحجر: 48.
(7)
سورة الانفطار: 15، 16.
(8)
البيت من بحر الوافر لشاعر مجهول يذكر فيه أن كل شيء مآله الموت وأن الدنيا لن تبقى لأحد.
والشاهد فيه قوله: وما الدّنيا بباقية لحيّ حيث جاء المنفي بما مستقبلا واستشهد به صاحب الإنصاف (1/ 75) على تكرير النفي مع المعطوف، والبيت في شرح التسهيل (1/ 382) وفي التذييل والتكميل (4/ 306) وفي معجم الشواهد (ص 252).