المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[حكم معمول الخبر في هذا الباب] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٣

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث عشر باب الأفعال الرّافعة الاسم النّاصبة الخبر

- ‌[سردها وشروط عملها]

- ‌[المبتدآت والأخبار التي لا تدخل عليها]

- ‌[عملها في الجملة الاسمية]

- ‌[ما تختص به دام وأفعال الاستمرار الماضية]

- ‌[علة تسميتها أفعالا ناقصة]

- ‌[معاني هذه الأفعال وهي تامة]

- ‌[امتناع بعض الأفعال من مجيء الخبر ماضيا]

- ‌[حكم قول «أين لم يزل زيد» وأشباهه]

- ‌[ورود بعض هذه الأفعال بمعنى صار]

- ‌[أحوال الخبر في جملة هذه الأفعال من التوسط أو التقديم]

- ‌[حكم الخبر إذا كان جملة في هذا الباب]

- ‌[معمول الخبر المرفوع أو المنصوب في هذا الباب]

- ‌[تعريف الاسم والخبر وجواز تقدم الخبر]

- ‌[اقتران خبر هذه الأفعال بإلا وأحكام ذلك]

- ‌[اختصاصات ليس وكان في هذا الباب]

- ‌[اختصاصات كان في هذا الباب]

- ‌[أحكام خاصة بكان]

- ‌[حكم معمول الخبر في هذا الباب]

- ‌[الحروف العاملة عمل ليس: ما الحجازية وشروط عملها]

- ‌[حكم المعطوف على خبر ما]

- ‌[بقية الحروف العاملة عمل ليس]

- ‌[إهمال ليس في لغة تميم]

- ‌[حكم النفي بليس وما]

- ‌[زيادة الباء في الخبر المنفي]

- ‌[العطف على توهم زيادة الباء]

- ‌[العطف على خبر ليس الرافع السببي أو الأجنبي]

- ‌الباب الرابع عشر باب أفعال المقاربة

- ‌[سردها وعملها ومعانيها]

- ‌[حديث طويل عن خبر هذه الأفعال]

- ‌[حديث في عسى - نفي كاد - مضارع كاد]

- ‌الباب الخامس عشر باب الأحرف النّاصبة الاسم الرّافعة الخبر

- ‌[سردها - معانيها - عملها]

- ‌[حديث عن خبر هذه النواسخ من تقديمه أو حذفه]

- ‌[مواضع كسر همزة إن ومواضع فتحها ومواضع جواز الوجهين]

- ‌[بقية مواضع فتح همزة إن]

- ‌[مواضع دخول لام الابتداء ومواضع امتناع ذلك]

- ‌[تخفيف إن ولكن - اقتران هذه النواسخ بما الزائدة]

- ‌[تخفيف أن وكأن وأحكام ذلك - اللغات في لعل والجر بها]

- ‌[حكم المعطوف على اسم إنّ ولكنّ وبقية نواسخ هذا الباب]

- ‌الباب السادس عشر باب لا العاملة عمل إنّ

- ‌[بناء الاسم المفرد على الفتح ونصب المضاف]

- ‌[دخول لا على المعرفة - العطف على اسمها - وصف الاسم]

- ‌[اقتران لا بهمزة الاستفهام وأحكام ذلك]

- ‌الباب السابع عشر باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر الداخل عليهما كان والممتنع دخولها عليهما لاشتمال المبتدأ على استفهام

- ‌[ظن وأخواتها وحكم المفعولين معها]

- ‌[سرد هذه الأفعال ومعانيها في هذا الباب وغيره]

- ‌[الإلغاء وأحكامه في أفعال هذا الباب]

- ‌[التعليق وأحكامه في الأفعال القلبية في هذا الباب]

- ‌[التعليق في بعض الأفعال غير القلبية]

- ‌[مسألة علمت زيدا أبو من هو]

- ‌[حكم الجملة بعد التعليق وأدواته]

- ‌[اتحاد الفاعل والمفعول في الأفعال القلبية]

- ‌[الحكاية بالقول ونصب المفعولين في لغة سليم]

- ‌[لا يلحق بالقول في الحكاية ما في معناه]

- ‌[الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل]

الفصل: ‌[حكم معمول الخبر في هذا الباب]

[حكم معمول الخبر في هذا الباب]

قال ابن مالك: (ولا يلي عند البصريّين كان وأخواتها غير ظرف وشبهه من معمول خبرها [2/ 47] واغتفر ذلك بعضهم مع اتّصال العامل وما أوهم خلاف ذلك قدّر فيه البصريّون ضمير الشأن).

ــ

يكون مقرونا بفي لفظا وأنه استغنى عن لفظها بمعناها مع الظاهر ولزم الرجوع إلى الأصل مع الضمير، قال:«لأنّ الإضمار يردّ الشّيء إلى أصله ولذلك لزم من يقول من لد زيدا أن يقول من لدنه برد النون ولزم من يقول لم يك صديقا أن يقول: أما الصديق فإن لم يكنه فمن يكونه فردّ النّون أيضا» .

فكان هذا الكلام منه في باب الظروف تقييدا لما ذكره هنا أعني في باب كان وهو قوله: ويجوز حذف لامها السّاكن، فإنه كلام مطلق ولكن شأن العلماء أرباب المصنفات أنهم إذا أطلقوا القول في مكان وقيدوا في مكان آخر كان الكلام المقيد مقيدا للمطلق.

وإنما قلنا ذلك لأن الشيخ استدرك على المصنف هذه المسألة (1) وقد تبين أنه لا استدراك ويظهر أن الشيخ إنما أخذ ذلك من كلام المصنف (2).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (3) «لا يجوز عند البصريين أن يفصل بمعمول خبر كان بينها وبين اسمها والخبر متأخر نحو كان طعامك زيد يأكل وكذا لو لم يتأخر الخبر نحو كان طعامك يأكل زيد وهو أيضا غير جائز عند

سيبويه (4) كالأول.

ومن الناس من أجاز الآخر دون الأول (5) وكلاهما عند الكوفيين جائز ومن -

(1) التذييل والتكميل (4/ 237) ونصه قال أبو حيان: «وقد أطلق المصنف في موضع التقييد وهو أنه لا يجوز حذف النون إذا اتصل بها خبرها ضميرا متصلا نحو أنت الصديق فإن لم تكنه فمن يكونه، ولا يجوز أن تقول: فإن لم تك لأن الضمير يرد الشيء إلى أصله كما رد نون لد إذا أضيفت إلى الضمير فقيل لدنه ولا يجوز لده» .

(2)

إنما قال ذلك ناظر الجيش لأنه وجد أبا حيان قد أخذ مثال ابن مالك وشرحه وتشبيهه نصّا من باب الظروف وهذا كما رأيت في التعليق السابق.

(3)

انظر شرح التسهيل (1/ 367).

(4)

قال في كتابه (1/ 70): «لو قلت: كانت زيدا الحمّى تأخذ، أو تأخذ الحمّى لم يجز وكان قبيحا انتهى. والمثال الأول يشبه كان طعامك زيد يأكل، والثاني يشبه كان طعامك يأكل زيد.

(5)

هما الفارسي وابن السراج وتبعهما ابن عصفور قال ابن عصفور: «لأنّ المعمول من كمال الخبر وكالجزء منه فأنت إذا إنّما أوليتهما الخبر» .

ص: 1178

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

حجّتهم قول الشاعر:

778 -

قنافذ هدّاجون حول بيوتهم

بما كان إيّاهم عطيّة عوّدا (1)

وقول الآخر:

779 -

فأصبحوا والنّوى عالي معرّسهم

وليس كلّ النّوى تلقي المساكين (2)

وهذا وما أشبهه عند البصريين محمول على أن يضمر قبل المنصوب ضمير الشأن اسما فيندفع الإشكال ويجوز جعل كان في البيت الأول زائدة ويجوز جعل ما بمعنى الذي وفي كان ضمير ما وهو اسم كان وعطية مبتدأ خبره عوّدا وهو ذو مفعولين -

(1) البيت من بحر الطويل من قصيدة للفرزدق يهجو فيها جريرا وقومه وهي مليئة بالغريب انظرها في ديوانه (1/ 181) وبيت الشاهد في الديوان هكذا.

قنافذ درّامون حول محاشهم

......

إلخ اللغة: قنافذ: جمع قنفذ بضمتين وهو الحيوان المعروف المضروب به المثل في سرى الليل. هدّاجون: فعله هدج ومعناه أسرع في المشي. درّامون: يقال درم القنفذ يدرم درما ودرامة إذا قارب الخطو في عجل (القاموس: 4/ 112). محاشهم: المحاش: القوم يجتمعون حول نار.

المعنى: يهجو الفرزدق جريرا وقومه بأنهم كالقنافذ يسرون بالليل للسرقة والفجور وإن الذي علمهم ذلك هو عطية أبو جرير.

والشاهد فيه قوله: «بما كان إياهم عطية عودا» ، حيث فصل بين كان واسمها بمعمول الخبر وهو جائز عند الكوفيين غير جائز عند البصريين وقد خرجوه وانظر الشرح في ذلك.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 367)، وفي التذييل والتكميل (4/ 241)، ومعجم الشواهد (ص 94).

(2)

البيت من بحر البسيط قائله كما في كتاب سيبويه (1/ 70) حميد الأرقط يصف قوما نزلوا به فقدم لهم تمرا كثيرا فأكلوه كله حتى أكل بعضهم نواه ومطلع القصيدة قوله:

لا مرحبا بوجوه القوم إذ حضروا

كأنّها إذ أناخوها الشّياطين

اللغة: النّوى: جمع نواة وهو ما في التمر من خشب في داخله. معرّسهم: موضع نزولهم ليلا.

وقد كثر الكلام حول هذا الشاهد حتى كتب فيه الشيخ محيي الدين عبد الحميد خمس صفحات. شرح الأشموني (1/ 410) وملخص ما قيل فيه: «أن الكوفيين يستشهدون به على جواز الفصل بين كان أو إحدى أخواتها وبين اسمها بمعمول الخبر سواء تقدم الخبر على الاسم أيضا كهذا البيت أو لم يتقدم كالبيت الذي قبله وعليه فكل النوى مفعول تلقى والمساكين اسم ليس وتلقى بالتاء هو وفاعله المستتر خبر ليس» .

«ورده البصريون الذين يمنعون إيلاء معمول الخبر لكان أو إحدى أخواتها بأن اسم ليس ضمير الشأن وتلقي بالتاء أو بالياء فعل مضارع فاعله المساكين والجملة خبر ليس وكل النوى معمول الخبر. أو الرواية برفع كل فتكون اسم ليس وجملة المساكين بالتاء أو بالياء أيضا خبر ليس، ولو كان المساكين اسم ليس كما ذهب الكوفيون لجاء في رواية الياء التحتية يلقون» . وانظر الشرح في ذلك في الصفحات القادمة.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 368) وفي التذييل والتكميل (4/ 241) وفي معجم الشواهد (ص 239).

ص: 1179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أحدهما إياهم والثاني هاء عائدة على ما فحذفت وهي مقدرة. فلو كان معمول الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا جاز بإجماع تقديمه على الاسم متصلا بالخبر نحو كان عندك مقيما زيد ومنفصلا نحو كان عندك زيد مقيما لأن الظرف والجار والمجرور يتوسع فيهما توسعا لا يكون لغيرهما ولذلك فصل بهما بين المضاف والمضاف إليه كقول الشاعر:

780 -

كما خطّ الكتاب بكفّ يوما

يهوديّ يقارب أو يزيل (1)

وبين الاستفهام والقول الجاري مجرى الظن نحو أغدا تقول زيدا منطلقا ولو قلت أنت تقول لبطل النصب ولزمت

الحكاية في اللغة المشهورة (2).

وقد أجيز ما غدا زيد ذاهبا بإيلاء الظرف ما وهو معمول خبرها (3) فإجازة ذلك أولى. ووجد في نسخة أخرى من الشرح للمصنف أيضا بعد تضعيف الاحتجاج بالبيت الذي أوله: قنافذ هدّاجون ما نصّه:

وإنما يقوى الاحتجاج للكوفيين بقول الشاعر:

781 -

لئن كان سلمى الشّيب بالصّدّ مغريا

لقد هوّن السّلوان عنها التّحلّم (4)

-

(1) البيت من بحر الوافر، وقائله كما في كتاب سيبويه (1/ 178) أبو حية النميري، وهو في البيت يشبه رسوم دار الأحباب بعد رحيلهم بالكتاب المكتوب في دقته. وخص اليهود لأنهم أهل كتاب.

ومعنى يقارب أو يزيل: أي يقرب الخط فيما بينه ويباعده.

ويستشهد بالبيت على الفصل بين المضاف والمضاف إليه بظرف وهو أجنبي، وذلك في قوله:(بكف يوما يهودي)، وهذا ضرورة وسببه أن الظروف يتوسع فيها كثيرا.

والشاهد في شرح التسهيل (1/ 368) وفي معجم الشواهد (ص 295).

(2)

قوله في اللغة المشهورة يخرج غيرها وهي لغة سليم التي تجري القول في نصب المفعولين مجرى الظن مطلقا أي بلا شروط من تقدم استفهام وعدم فصل بينه وبين المفعولين.

ومن شواهدهم: (من الرجز):

قالت وكنت رجلا فطينا

هذا لعمر الله إسرائينا

(3)

سبق من التحقيق، قال الشارح: فلو كان معمول الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا لم يبطل عمل ما كقولك ما عندك زيد مقيما.

(4)

البيت من بحر الطويل لشاعر مجهول وهو في السلوان والصبر عن المحبوب.

اللغة: الشّيب: طعن الرجل في السن وهو ضد الشباب. الصّدّ: الإعراض. مغريا: دافعا ومؤديا.

السّلوان: الصبر. التّحلّم: تكلف الحلم من غير إرادته.

والمعنى: يعزي الشاعر نفسه فيقول: إذا كانت سلمى معشوقته قد هجرته لأن الشباب قد هجره فإن يستطيع الصبر عنها بسبب ما يتكلفه من الحلم عليها. -

ص: 1180

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أراد لئن كان الشيب مغريا سلمى بالصد فقدم سلمى وهو منصوب بخبر كان على اسمها ولا سبيل إلى ضمير الشأن لظهور النصب في الخبر فسلم الدليل ولم يوجد لمخالفته سبيل.

ويشهد لصحة ما ذهب إليه الكوفيون في هذه المسألة قول الشاعر:

782 -

باتت فؤادي ذات الخال سالبة

فالعيش إن حمّ لي عيش من العجب (1)

أراد باتت ذات الخال سالبة لفؤادي لكنه جعل سالبة حالا من ذات الخال والعامل فيها باتت قال: فقدم منصوب الحال على مرفوع عاملها وهو شبيه بما منعه البصريون من تقديم منصوب كان على مرفوعها» انتهى (2).

والظاهر أن باتت فؤادي من البين لا باتت التي هي أخت كان لجعله سالبة حالا.

وكنت قبل ذلك أظن أن الشعر إنما هو باتت أخت كان وأن سالبة خبرها لكن جعل المصنف سالبة حالا يوجب أن يكون باتت بالنون من البين فليتأمل ذلك.

ثم ها هنا مباحث:

الأول:

[2/ 48] قول المصنف: من معمول خبرها يشمل كل ما ينتصب بالخبر من مفعول به ومفعول من أجله وحال وغير ذلك كما تعطيه عبارته ولا يستثنى من ذلك إلا الظرف وشبهه كما عرفت. -

- والبيت ينصر به ابن مالك مذهب الكوفيين ويقويه في جواز إيلاء معمول خبر كان لكان حيث إن سلمى مفعول لمغريا الواقع خبرا لكان، والشيب اسمهما ولا يصح هنا أن يقال: إن اسم كان ضمير الشأن وذلك لظهور النصب في الخبر.

وخرج البصريون ذلك على الضرورة. وخرجه أبو حيان تخريجا ثالثا فقال: إن سلمى ليس معمول الخبر وإنما هو منادى بنداء محذوف، ورده ناظر الجيش انظر ذلك في الصفحات القادمة من التحقيق.

والبيت في التذييل والتكميل (4/ 241) وفي معجم الشواهد (ص 340).

(1)

البيت من بحر البسيط لشاعر مجهول وهو في الغزل. وصاحبه يذكر أن معشوقته سلبت فؤاده فهو يعيش بلا فؤاد ومن يعيش كذلك فعيشه عجيب.

وشاهده: كالذي قبله وفيه كلام كثير في الشرح في أماكن مختلفة فانظره هناك.

والبيت في التذييل والتكميل (4/ 241) وفي معجم الشواهد (ص 62).

(2)

نسخة شرح التسهيل اليتيمة بدار الكتب لابن مالك لا يوجد فيها هذا النقل والأمر هو ما ذكره الشارح أولا ووجد في نسخة أخرى من الشرح للمصنف

إلخ.

ص: 1181

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثم إن هذا الحكم غير مختص بكان وأخواتها بل كل عامل لا يجوز أن يليه معمول غيره دون معموله، تقول: جاء زيد راكبا فرسا، ولا يجوز أن تقول: جاء فرسا زيد راكبا ولا جاء فرسا راكبا زيد ومن ثم لم يفرق سيبويه في المنع بين كان طعامك زيد آكلا وكان طعامك آكلا زيد (1) وكان مذهبه في ذلك هو الصحيح.

والذي فرق بين المسألتين فأجاز الثانية دون الأولى الفارسي وابن السراج (2) وتبعهما ابن عصفور، قال:«لأنّ المعمول من كمال الخبر وكالجزء منه فأنت إذا إنّما أوليتها الخبر وهو الصّحيح» انتهى (3).

ورد هذا القول بأن الذي ادعوه ليس مسموعا فأورد بأن قيل إذا كان السماع لم يرد بالمسألة عينها فقد ورد بمثلها قال الله تعالى: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ (4) وقال تعالى: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً (5) ومنه قول الشاعر:

783 -

فدارت رحانا بفرسانهم

فعادوا كأن لم يكونوا رميما (6)

فأولى يوم القيامة ما بخلوا به، وأبدا مات، ورميما يكونوا، وليست معمولات لما وليته.

وأجيب عن هذا الإيراد: بأن جميع ذلك ليس بمنزلة كان طعامك آكلا زيد لأنك لم تولها الفعل إنما أوليتها الفاعل وهو الضمير الذي في بخلوا ومات ويكونوا. -

(1) انظر الكتاب (1/ 70) وقد نقلناه قريبا. يقول: لو قلت كانت زيد الحمّى تأخذ أو تأخذ الحمّى لم يجز وكان قبيحا. وإنما كان ذلك قبيحا في الأمثلة كلها لإيلاء كان معمول الخبر وهو لا يجوز كما سيذكره.

(2)

التذييل والتكميل (4/ 239) والتصريح (1/ 189).

(3)

شرح الجمل لابن عصفور (1/ 378).

(4)

سورة آل عمران: 180. وشاهدها أن يوم القيامة متعلق بالفعل: سيطوّقون وقد ولي فعلا غيره كما يرى من أورده.

(5)

سورة التوبة: 84 وشاهدها أيضا أن أبدا متعلق بالفعل: لا تصلّ وقد ولي فعلا غيره.

(6)

البيت من بحر المتقارب وهو مما وقفت على قائله وقصيدته:

أما قائله: فهو ربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وشهد القادسية وغيرها من الفتوح (خزانة الأدب: 8/ 438).

وأما قصيدته فهي طويلة تبدأ بالغزل وتنتهي بالفخر بالشجاعة والانتصار في الحرب.

وبيت الشاهد من هذا النوع وهي في المفضليات (2/ 680). وقبل بيت الشاهد قوله:

وساقت لنا مذحج بالكلاب

مواليها كلّها والصّميما

وشاهده قوله: كأن لم يكونوا رميما حيث جاءت رميما وهي حال والية ليكونوا وهي ليست عاملة فيها وإنما العامل هو الفعل عادوا فدل على أنه يجوز أن يلي المعمول غير عامله وقد أجاب عليه الشارح في الشرح.

والبيت في التذييل والتكميل (2/ 441) وفي الأمالي لأبي علي (1/ 30) وليس في معجم الشواهد.

ص: 1182

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قلت: ولو قيل في الجواب أن الممتنع إنما هو بأن يلي العامل معمول غيره دون معموله أما أن يأتي معمول الغير بعد عامل آخر قد ولي ذلك العامل معموله فلا يمتنع لكانت العبارة أخلص (1).

المبحث الثاني:

ساق المصنف البيت الذي أوله: «فأصبحوا والنّوى عالي معرّسهم» على أنه دليل الكوفيين، ثم أجاب عنه وعن قول الآخر:«بما كان إياهم عطية عوّدا» بما تقدم (2) ولا يظهر أن للكوفيين دليلا في البيت الأول بل يتحتم أن يكون اسم ليس ضمير الشأن لأن المساكين يتعين أن يكون فاعل يلقي.

ولو لم يكن اسم ليس ضمير الشأن لوجب أن يكون المساكين اسمها ولو كان المساكين اسمها وجب أن يقال يلقون لأنه الخبر حينئذ وإذا كان كذلك فقد سقط استدلال الكوفيين رأسا.

وأما استدلالهم بقول الآخر: «بما كان إيّاهم عطية عوّدا» فمتجه ظاهرا. وقد عرفت أن البصريين يقدرون فيه وفي أمثاله ضمير الشأن اسما لكان وعلى هذا يسقط الاستدلال. وقد جعل ابن عصفور ذلك ضرورة وأبى أن يقدر فيه ضمير الشأن اسما. قال: «لأنّ هذا التّقدير يؤدّي إلى ما لا يجوز وذلك أن خبر المبتدأ لا يتقدمّ معموله على المبتدأ إذا كان فعلا» انتهى (3).

وإنما يمنع تقديم معمول الخبر على المبتدأ الكوفيون ومذهب البصريين الجواز وقد تقدمت المسألة في باب المبتدأ (4). وأن البصريين يجيزون التقديم مطلقا وأن الكوفيين يمنعون مطلقا إلا هشاما منهم، وأن الكسائي يوافق البصريين في إجازة التقديم إذا كان الخبر اسم فاعل ويوافق الكوفيين في منع التقديم إذا كان الخبر فعلا.

لكن وقع من كلام الشيخ أنه قال في هذا الباب - أعني باب كان - حين ذكر عن -

(1) انظر إلى دقة هذه الإجابة التي انفرد بها الشارح. ومعناها: أنه إذا استوفى العامل الأول معموله فلا مانع أن يأتي بعده معمول لعامل آخر والممنوع إيلاء العامل معمول غيره دون معموله.

(2)

سبق أن قال: وهذا وما أشبهه عند البصريين محمول على أن يضمر قبل المنصوب ضمير الشأن اسما فيندفع الإشكال ويجوز جعل كان

إلى آخره.

(3)

شرح الجمل لابن عصفور (1/ 378) وعليه فلا يصح أن تقول: الطعام محمد أكل وهو مذهب كوفي.

(4)

سبقت المسألة بالتفصيل في هذا التحقيق.

ص: 1183

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بعض النحاة المنع - أعني منع تقديم معمول الخبر على المبتدأ إذا كان الخبر فعلا -:

«وهذه مسألة خلاف (1): المنع مذهب سيبويه والكسائي والإجازة مذهب هشام» .

قال: وقد تقدم [2/ 49] الكلام على هذه المسألة في باب المبتدأ. انتهى (2).

فنسب المنع إلى سيبويه، والمعروف خلاف ذلك ونسب المنع إلى الكسائي مطلقا وليس كذلك لأنه يفصل كما عرفت والذي تقدم له في باب المبتدأ موافق لما ذكرته لا لما ذكره فليتأمل كلامه (3).

المبحث الثالث:

قد عرفت أن المصنف أنشد البيتين المفتتح أولهما بـ:

784 -

لئن كان سلمى الشيب بالصد مغريا

...

وثانيهما بـ:

785 -

باتت فؤادي ذات الخال سالبة

...

وذكر أن فيهما احتجاجا للكوفيين على مذهبهم ولا شك أن الاستدلال بهما ظاهر (4).

وقد رام الشيخ أن يخرجهما عن ذلك فقال: «يحتمل أن يكون فؤادي ليس معمولا لسالبة ولا سلمى معمولا لقوله مغريا. بل هما مناديان كأنه قال: مناديا لسلمى: لئن كان يا سلمى الشّيب بالصّدّ مغريا.

وقال مناديا لفؤاده: باتت يا فؤادي ذات الخال سالبة أي سالبة لك قال: ومع الاحتمال يسقط الاستدلال» انتهى (5).

ولا يخفى ضعف هذا التخريج المؤدي إلى سماجة الشعر المذكور وركته والشيخ -

(1) أول كلام أبي حيان انظر التذييل والتكميل (4/ 242).

(2)

المرجع السابق.

(3)

قال أبو حيان في باب المبتدأ: «تقول: زيدا أبوه ضرب أو يضرب جائزة من قول البصريين وهشام وخطأ من قول الكسائي والفراء، والحجة لهما أن تقدير زيد أن يكون بعد الفعل فيصير التقدير أبوه ضرب زيدا فيتقدم المكني علي الظاهر» .

فإن قلت: زيدا أبوه ضارب أجازه البصريون والكسائي وأحالها الفراء وعضد هذا الكلام بآخر وبأمثلة أخرى (التذييل والتكميل 3/ 355 -

357 وما بعدها). وفي هذه المسألة تظهر دقة ناظر الجيش وفهمه لما يقال.

(4)

وذلك لظهور نصب الخبر فيهما أما الأول فظاهر، حيث ظهر نصب المنقوص وأما الثاني فالرواية بالنصب «سالبة» .

(5)

التذييل والتكميل (4/ 243، 244).

ص: 1184

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كان ذائقا فن الأدب فالعجب منه كيف يرتضي أن يقول مثل ذلك.

المبحث الرابع:

لم يتكلم المصنف على تقديم معمول أخبار هذه الأفعال على الأفعال نفسها وقال ابن عصفور: «إن قدّمت معمول الخبر قبل هذه الأفعال فلا يخلو أن تقدمه وحده أو مع الخبر فإن قدمته جاز في كل موضع يجوز فيه تقديم الخبر وذلك نحو في الدار قائما كان زيد، فإن قدمته وحده لم يجز ظرفا كان أو مجرورا أو غير ذلك فلا تقول في الدار كان زيد قائما ولا يوم الجمعة كان عمرو منطلقا ولا طعامك كان زيد آكلا لكثرة الفصل بين المعمول الذي هو صلة الخبر (1) والعامل الذي هو الخبر» (2). انتهى.

وفي منعه تقديم معمول خبر هذه الأفعال عليها نظر.

وقد قال ابن السراج: «وأصحابنا يجيزون غلامه كان زيد يضرب فينصبون الغلام بيضرب (ويقدّمونه) لأن كلّ ما جاز أن يتقدّم من الأخبار جاز تقديم معموله» (3).

وقال صاحب البسيط (4): «وأما تقديم معمول الخبر على هذه الأفعال الّتي يتقدم خبرها عليها إذا كان غير ظرف نحو زيدا كان عمرو ضاربا وغلامه كان زيد يضرب فقيل لا يجوز لأنه قد حيل بين المعمول وعامله بجملة أجنبية وإن كانت محتاجة إلى خبر لكنها في الصّورة كالفعل والفاعل وفيه نظر.

قال الله تعالى: أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (5)، وقال عز وجل: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (6) وقال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ (7) والصحيح عند النحويين جوازه ظرفا كان أو غير ظرف [2/ 50].

ونصّ النّحويون عليه ولا تراعى الصّورة بل يلاحظ المعنى». انتهى (8). وظهر -

(1) في نسخ المخطوطة: الذي هو فضلة وما أثبتناه في شرح الجمل لابن عصفور.

(2)

شرح الجمل لابن عصفور (1/ 377، 378)(نقل باختصار).

(3)

انظر الأصول لابن السراج (1/ 99) تحقيق عبد الحسين الفتلي (العراق) وما بين القوسين في النص مأخوذ منه وفيه مفعوله مكان معموله وبقية النص كما هنا.

(4)

انظر نص صاحب البسيط في التذييل والتكميل (4/ 244).

(5)

سورة سبأ: 40 وفيها كان المعمول المقدم مفعولا به.

(6)

سورة هود: 8 وفيها كان المعمول المقدم ظرفا.

(7)

سورة التوبة: 65 وفيها كان المعمول المقدم جارا ومجرورا.

(8)

التذييل والتكميل (4/ 245).

ص: 1185

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أن الذي منعه ابن عصفور غير موافق عليه وأن الأدلة من القرآن العزيز ترد قوله.

المبحث الخامس:

قد تقدم ذكر مذهب الكوفيين في منعهم تقديم الخبر وتوسيطه إذا كان يتحمل الضمير وتخريج مثل كان قائما زيد، وقائما كان زيد على مذهب الكسائي والفراء (1).

بقي ذكر التفريع على مذهبهم في تقديم المعمول على الاسم أو على الفعل قال ابن عصفور واصلا كلامه هذا بالكلام المتعلق بتقديم الخبر (2): «فإن اتصل بالخبر معمول وقدمته على الاسم فإما إن يكون المعمول قبل الخبر أو بعده، فإن كان بعده نحو قائما في الدّار كان زيد وكان قائما في الدار زيد، فإن الأمر فيه عندهم على ما كان عليه لو لم يكن له معمول (3).

وإن كان قبله نحو في الدار قائما كان زيد وكان في الدّار قائما زيد فإن الأمر فيه عندهم على ما كان عليه إلا أنه لا يجوز أن يكون خلفا من الموصوف لأن الصفة إذا تقدمها معمولها لم يجز أن تخلف الموصوف عند الكسائي كان المعمول ظرفا أو غير ظرف.

وأما الفراء فيفصل لن كان معمول الخبر ظرفا أو مجرورا أجاز أن يكون الصفة خلفا وإن كان غير ظرف ولا مجرور لم يجز أن يكون خلفا نحو طعامه آكلا كان زيد وكان طعامك آكلا زيد».

قال: «والصحيح عندنا في جميع ذلك أنه خبر مقدم لم يخلف موصوفا يثنّى ويجمع» (4).

ولنختم الكلام بمسائل ذكرها ابن عصفور (5):

الأولى: إذا قدمت الخبر وأخرت المعمول نحو آكلا كان زيد طعامك فإنه لا يجوز لفصلك بين العامل الذي هو آكل والمعمول الذي هو طعامك بأجنبي يعني بما ليس بمعمول لآكل قال: وهذا الذي فعلوه هو مقتضى مذهب البصريين إلا أن يجعل طعامك مفعولا بفعل مضمر يفسره هذا الظاهر كأنك قلت بعد قولك: آكلا -

(1) سبق من التحقيق. وخرجه الكسائي على أن قائما خبر كان (مقدما أو مؤخرا) وزيد مرفوع بقائم واسم كان ضمير الأمر والشأن. وخرجه الفراء على أن قائما خبر كان وزيد مرفوع بكان وقائم معا.

(2)

انظر كلامه هذا في شرح الجمل (1/ 379) وهو بنصه.

(3)

أي يعرب قائما خبر كان وزيد مرفوع به واسم كان ضمير الشأن هذا عند الكسائي.

(4)

شرح الجمل لابن عصفور (1/ 380).

(5)

المرجع السابق.

ص: 1186

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كان زيد يأكل طعامك فإنه يجوز على كل مذهب (1).

الثانية: «إذا قلت: كان كائنا زيد قائما فالكسائي يجعل في كان ضمير الشأن وكائنا خبر كان، وزيد اسم كائن، وقائما خبر كائن. والفراء يجعل كائنا خبر كان وزيد مرفوع بكان وكائن على أنه اسمها وقائما خبر كائن ويكون حكمه في التقديم والتأخير كحكم ما تقدم إلا أنه لا يجوز عندهما أن تقول: كائنا كان زيد قائما، فتفصل بين كائنا وخبرها وهو قائم بأجنبي ولا يجوز حمله على فعل مضمر يدل عليه كائن كما كان ذلك في آكلا كان زيد طعامك لأن كائنا ناقص لا يتم إلا بخبره وإنما يتصور قطع الاسم عن العامل الأول إذا كان مما يتم دونه» . وهذه ذكرها ابن عصفور أيضا (2).

الثالثة: «لا يجوز عند أهل الكوفة كان يقوم زيد على أن يكون يقوم خبرا مقدما لأنه لا يتصور أن يكون خلفا لأن الفصل لا يخلف الموصوف فيلزم إذا جعل خبرا أن يكون فيه ضمير يعود على الاسم والضمير المرفوع لا يتقدم عندهم على ما يعود عليه فلا يجوز عندهم إلا على أن يكون في كان ضمير الشأن [2/ 51] ويقوم في موضع الخبر على مذهب الفراء وزيد مرفوع بيقوم، ولا يجوز عندهم تقديم يقوم على الفعل فتقول: يقوم كان زيد على وجه من الوجوه لأن هذه الأفعال لا يدخل عليها الفعل. والظرف والمجرور جاريان مجرى الفعل لكونهما لا يخلفان الموصوف وإن كان الخبر اسما لا يتحمل ضميرا جاز تقديمه وتوسيطه عندهم نحو: كان أخاك زيد، وأخاك كان زيد إذا أردت أخوة النسب لا أخوة الصداقة» انتهى (3).

وقد لخص الناس من كلام أبي بكر بن شقير (4) في كان واسمها وخبرها ومعموله وما يتصور فيه من التراكيب (5): -

(1) المرجع السابق.

(2)

انظر شرح الجمل له (1/ 380)، وهي بنصها كما هنا.

(3)

المرجع السابق (الجزء والصفحة).

(4)

هو أحمد بن الحسن بن العباس بن الفرج بن شقير أبو بكر البغدادي في طبقة ابن السراج روى كتب الواقدي عن أحمد بن عبيد بن ناصح وروى عنه أبو بكر بن شاذان، ألف مختصرا في النحو والمذكر والمؤنث والمقصور والممدود، وفي مكتبة كلية اللغة رسالة ماجستير بعنوان «وجوه النصب» أثبت محققها د. سعد جحا أن هذا الكتاب «الرسالة» لأبي بكر بن شقير وليس للخليل. توفي ابن شقير (سنة 317 هـ). انظر ترجمة ابن شقير في بغية الوعاة (1/ 302)، نشأة النحو (ص 152).

(5)

انظر نص ما قاله ابن شقير في التذييل والتكميل (4/ 252).

ص: 1187

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كان زيد آكلا طعامك، كان آكلا طعامك زيد.

آكلا طعامك كان زيد (1)، كان زيد طعامك آكلا.

طعامك كان زيد آكلا، طعامك كان آكلا زيد.

كان آكلا زيد طعامك، زيد كان آكلا طعامك.

زيد آكلا طعامك كان، آكلا طعامك زيد كان.

زيد كان طعامك آكلا، طعامك زيد كان آكلا.

زيد طعامك كان آكلا (2).

قال ابن شقير: كل هذا جائز من كل قول:

- كان طعامك آكلا زيد، كان طعامك زيد آكلا، جائزتان من قول الكوفيين، وخطأ من قول البصريين (3).

- آكلا كان زيد طعامك، زيد آكلا كان طعامك، وآكلا زيد كان طعامك، الثلاثة جائزة من قول البصريين وخطأ من قول الكوفيين (4)، إلا على كلامين من قول الكسائي.

- طعامك آكلا كان زيد، زيد طعامك آكلا كان، طعامك آكلا زيد كان (5)، هذه الثلاثة جائزة من قول البصريين والكسائي وخطأ من قول الفراء لأنه لا يقدم معمول خبر كان عليه إذا كان خبر كان مقدما من قبل أنه لو أراد رده إلى فعل ويفعل لم يجز عنده، والكسائي يجيز تقديمه كما يجيز تقديم الحال.

- طعامك زيد آكلا كان، جائزة من قول البصريين وخطأ من قول الكوفيين (6). -

(1) إنما كانت هذه الثلاثة الأولى جائزة لأن معمول الخبر قد ولي الخبر فيها وإذا كان الخبر قد تقدم في بعضها فقد تقدم مع معموله.

(2)

إنما كانت هذه المسائل من الرابعة حتى الثالثة عشرة جائزة لأن معمول الخبر لم يل كان فيها وهو المحظور، وقد تقدم الخبر مع معموله أيضا.

(3)

إنما كانت هاتان المسألتان الرابعة عشرة والخامسة عشرة خطأ عند البصريين لأنه قد ولي كان فيهما معمول الخبر ولا يليها إلا أحد معموليها (غير الظرف وأخيه).

(4)

إنما كانت هذه المسائل الثلاثة (16 - 17 - 18) خطأ عند الكوفيين لتقدم خبر كان عليها دون المعمول وهم يمنعون ذلك.

(5)

مسائل ثلاثة أخرى (19 - 20 - 21).

(6)

هذه هي المسألة الثانية والعشرون وإنما كانت خطأ من قول الكوفيين لتقدم خبر كان عليها وتقديم -

ص: 1188