المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[حديث عن خبر هذه النواسخ من تقديمه أو حذفه] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٣

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث عشر باب الأفعال الرّافعة الاسم النّاصبة الخبر

- ‌[سردها وشروط عملها]

- ‌[المبتدآت والأخبار التي لا تدخل عليها]

- ‌[عملها في الجملة الاسمية]

- ‌[ما تختص به دام وأفعال الاستمرار الماضية]

- ‌[علة تسميتها أفعالا ناقصة]

- ‌[معاني هذه الأفعال وهي تامة]

- ‌[امتناع بعض الأفعال من مجيء الخبر ماضيا]

- ‌[حكم قول «أين لم يزل زيد» وأشباهه]

- ‌[ورود بعض هذه الأفعال بمعنى صار]

- ‌[أحوال الخبر في جملة هذه الأفعال من التوسط أو التقديم]

- ‌[حكم الخبر إذا كان جملة في هذا الباب]

- ‌[معمول الخبر المرفوع أو المنصوب في هذا الباب]

- ‌[تعريف الاسم والخبر وجواز تقدم الخبر]

- ‌[اقتران خبر هذه الأفعال بإلا وأحكام ذلك]

- ‌[اختصاصات ليس وكان في هذا الباب]

- ‌[اختصاصات كان في هذا الباب]

- ‌[أحكام خاصة بكان]

- ‌[حكم معمول الخبر في هذا الباب]

- ‌[الحروف العاملة عمل ليس: ما الحجازية وشروط عملها]

- ‌[حكم المعطوف على خبر ما]

- ‌[بقية الحروف العاملة عمل ليس]

- ‌[إهمال ليس في لغة تميم]

- ‌[حكم النفي بليس وما]

- ‌[زيادة الباء في الخبر المنفي]

- ‌[العطف على توهم زيادة الباء]

- ‌[العطف على خبر ليس الرافع السببي أو الأجنبي]

- ‌الباب الرابع عشر باب أفعال المقاربة

- ‌[سردها وعملها ومعانيها]

- ‌[حديث طويل عن خبر هذه الأفعال]

- ‌[حديث في عسى - نفي كاد - مضارع كاد]

- ‌الباب الخامس عشر باب الأحرف النّاصبة الاسم الرّافعة الخبر

- ‌[سردها - معانيها - عملها]

- ‌[حديث عن خبر هذه النواسخ من تقديمه أو حذفه]

- ‌[مواضع كسر همزة إن ومواضع فتحها ومواضع جواز الوجهين]

- ‌[بقية مواضع فتح همزة إن]

- ‌[مواضع دخول لام الابتداء ومواضع امتناع ذلك]

- ‌[تخفيف إن ولكن - اقتران هذه النواسخ بما الزائدة]

- ‌[تخفيف أن وكأن وأحكام ذلك - اللغات في لعل والجر بها]

- ‌[حكم المعطوف على اسم إنّ ولكنّ وبقية نواسخ هذا الباب]

- ‌الباب السادس عشر باب لا العاملة عمل إنّ

- ‌[بناء الاسم المفرد على الفتح ونصب المضاف]

- ‌[دخول لا على المعرفة - العطف على اسمها - وصف الاسم]

- ‌[اقتران لا بهمزة الاستفهام وأحكام ذلك]

- ‌الباب السابع عشر باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر الداخل عليهما كان والممتنع دخولها عليهما لاشتمال المبتدأ على استفهام

- ‌[ظن وأخواتها وحكم المفعولين معها]

- ‌[سرد هذه الأفعال ومعانيها في هذا الباب وغيره]

- ‌[الإلغاء وأحكامه في أفعال هذا الباب]

- ‌[التعليق وأحكامه في الأفعال القلبية في هذا الباب]

- ‌[التعليق في بعض الأفعال غير القلبية]

- ‌[مسألة علمت زيدا أبو من هو]

- ‌[حكم الجملة بعد التعليق وأدواته]

- ‌[اتحاد الفاعل والمفعول في الأفعال القلبية]

- ‌[الحكاية بالقول ونصب المفعولين في لغة سليم]

- ‌[لا يلحق بالقول في الحكاية ما في معناه]

- ‌[الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل]

الفصل: ‌[حديث عن خبر هذه النواسخ من تقديمه أو حذفه]

[حديث عن خبر هذه النواسخ من تقديمه أو حذفه]

قال ابن مالك: (وما لا تدخل عليه «دام» لا تدخل عليه هذه الأحرف وربّما دخلت «إنّ» على ما خبره «نهي» وللجزأين بعد دخولهنّ ما لهما مجرّدين لكن يجب هنا تأخير الخبر ما لم يكن ظرفا أو شبهه فيجوز توسيطه ولا يخصّ حذف الاسم المفهوم معناه بالشعر. وقلما يكون إلّا ضمير الشّأن وعليه يحمل: «إنّ من أشدّ الناس عذابا يوم القيامة المصوّرون» لا على زيادة «من» خلافا للكسائي وإذا علم الخبر جاز حذفه مطلقا خلافا لمن اشترط تنكير الاسم وقد يسدّ مسدّه واو المصاحبة والحال، والتزم الحذف في «ليت شعري» مردفا باستفهام، وقد يخبر هنا - بشرط الإفادة - عن نكرة بنكرة أو بمعرفة. ولا يجوز نحو: إنّ قائما الزّيدان خلافا للأخفش والفرّاء ولا نحو: ظننت قائما الزّيدان خلافا للكوفيّين).

ــ

فصارت المذاهب في ذلك ثلاثة: -

[2/ 96] أحدها: جواز النصب في جميعها (1).

الثاني: اختصاص ذلك بليت (2).

الثالث: جواز ذلك في «كأنّ وليت ولعل» (3). انتهى.

والمعروف المقصود أنه لا يجوز نصب الخبر بعد شيء من هذه الأحرف (4) وقد عرفت تخريج ما استشهد به المخالف.

قال ناظر الجيش: قال المصنف (5): قد تقدم في باب «كان» الإعلام بالمبتدآت التي لا تدخل عليها كان وأخواتها وبيان أنّ «دام» تشارك في ذلك وتزيد بأنها -

(1) هذا مذهب ابن سلام وابن الطراوة وابن السيد وجعله السهيلي قويّا في القياس مع أنه لم يقل بنصب الخبر.

ينظر شرح الجمل لابن عصفور (1/ 424) ط. العراق. والهمع (1/ 134)، ونتائج الفكر للسهيلي (343).

(2)

هذا مذهب الفراء. ينظر معاني القرآن للفراء (1/ 410)، والهمع (1/ 134)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 425) ط. العراق.

(3)

التذييل (2/ 626)، وفيه أن ذلك مذهب الفراء وأن الكسائي يجيز نصب الخبر بليت.

(4)

هذا مذهب الجمهور حيث يرى أن «إنّ» وأخواتها تنصب الاسم وترفع الخبر، ينظر الإنصاف (1/ 177).

(5)

شرح التسهيل لابن مالك (2/ 11).

ص: 1304

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لا تدخل على مبتدأ خبره مفرد طلبي (1) فلذلك خصصتها بالإحالة عليها هنا فقلت:

وما لا تدخل عليه دام لا تدخل عليه هذه الأحرف فعلم بهذا أن هذه الأحرف لا تدخل على ما خبره جملة طلبية نحو: زيد هل قام وعمرو أكرمه وخالد لا تهنه (2).

ثم نبهت على ما شذ من دخول «إنّ» على ما خبره نهي كقول الشاعر:

916 -

إنّ الّذين قتلتم أمس سيّدهم

لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما (3)

ثم أشرت إلى أنّ للجزأين من الأحوال والأقسام بعد دخول هذه الأحرف ما كان لها قبل دخولهن فكما انقسم المبتدأ إلى اسم عين وإلى اسم معنى؛ كذلك ينقسم اسم «إنّ وأخواتها» نحو: إنّ العالم فاضل وإنّ العلم فضل، وكما انقسم الخبر في باب الابتداء إلى الأقسام المتقدم ذكرها ثم كذلك ينقسم إليها في هذا الباب، وكما استصحبت الأقسام تستصحب الأحوال والشروط، ومن الشروط عود ضمير من الجملة المخبر بها ومن الأحوال حذف الضمير لدليل كقول الشاعر:

917 -

وإنّ الّذي بيني وبينك لا يفي

بأرض أبا عمرو لك الدّهر شاكر (4)

أراد لا يفي به أو من أجله وقد تقدم بيان موجب تقديم منصوب هذا الباب وتأخير مرفوعه فلا يجوز الإخلال بمقتضاه فإن كان الخبر ظرفا أو جارّا ومجرورا جاز تقديمه [2/ 97] لأنه في الحقيقة معمول الخبر (5) وكان حقه أن لا يتقدم على الاسم -

(1) انظر ذلك في شرح التسهيل للمصنف (1/ 335) باب كان وأخواتها.

(2)

ينظر الهمع (1/ 135)، وحاشية الخضري (1/ 129)، والمطالع السعيدة (ص 221).

(3)

البيت لأبي مكتع من البسيط، وهو في شرح الجمل لابن عصفور (1/ 428)، والتذييل (2/ 633) وشرح التسهيل للمرادي (1/ 422)، وتعليق الفرائد (1079)، والأمالي الشجرية (1/ 332)، والمغني (2/ 585)، وشرح شواهده (2/ 914)، والخزانة (4/ 296) عرضا، والمفضليات (ص 4)، والتصريح (1/ 298)، والأشموني (1/ 269)، والهمع (1/ 1335)، والدرر (1/ 113)، والشواهد في النحو العربي (299).

والشاهد قوله: (إن الذين قتلتم

لا تحسبوا) حيث جاءت جملة النهي خبرا لإن.

(4)

البيت لقائل مجهول وهو في شرح التسهيل (2/ 12)، والتذييل (2/ 634).

والشاهد قوله: (وإن الذي بيني وبينك لا يفي) حيث حذف الضمير العائد من جملة الخبر على اسم «إن» جوازا وذلك لدلالة الكلام عليه. والتقدير: لا يفي به أو من أجله.

(5)

ينظر الإيضاح للفارسي (116)، والمقدمة المحسبة لابن بابشاذ (ص 25)، والمطالع السعيدة (ص 221).

ص: 1305

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كما لا يتقدم على الخبر، إلا أن الظرف والجار والمجرور يتوسع فيهما بما لا يتوسع في غيرهما (1) ولذلك تفصل بهما بين المضاف والمضاف إليه، وبين «كان» واسمها وخبرها، وبين الاستفهام والقول الجاري مجرى الظن، نحو: أغدا تقول زيدا قائما ولم يبطل عمل «ما» تقديمها على اسمها نحو: ما غدا زيد راحلا، واغتفر تقديمها على العامل المعنوي نحو: أكل يوم لك درهم؟ وعلى المنفي بما نحو قول بعض الصحابة رضي الله عنهم (2):

918 -

ونحن عن فضلك ما استغنينا (3)

ولو عومل غيرهما معاملتها في شيء من ذلك لم يجز، والأصل في الظرف الذي يلي «إنّ» أو إحدى أخواتها أن يكون ملغى أي: غير قائم مقام الخبر، نحو: إنّ عندك زيدا مقيم وكقول الشاعر:

919 -

فلا تلحني فيها فإنّ بحبّها

أخاك مصاب القلب جمّ بلابله (4)

فأما القائم مقام الخبر فجدير بأن لا يليها لقيامه مقام ما لا يليها لكن اغتفر -

(1) علل ابن عصفور لا تساع العرب في الظروف دون غيرها. فقال: والسبب في اتساعها في الظروف من بين سائر المعمولات أن كل كلام لا بد فيه من ظرف ملفوظ به أو مقدر، ألا ترى أنك إذا قلت: قام زيد فلا بد للقيام من ظرف زمان وظرف مكان يكون فيهما، فلما كثر استعماله اتسعوا فيه ما لم يتسعوا في غيره. اه. شرح الجمل (1/ 439) ط. العراق.

(2)

هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استشهد في غزوة مؤتة سنة (8 هـ). الإصابة ت 4667.

(3)

رجز وهو في التذييل (2/ 636)، والمغني (1/ 98، 269، 317)، (2/ 539، 694)، وشرح شواهده (1/ 286)، والسيرة لابن هشام (756).

والشاهد في قوله: (عن فضلك ما استغنينا) حيث تقدم الجار والمجرور على عاملهما المنفي بما.

(4)

البيت من الطويل لقائل مجهول وهو في الكتاب (2/ 133)، والمقرب (1/ 108)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 440) ط. العراق، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 423)، والتذييل (2/ 637)، والمغني (2/ 693)، وشرح شواهده (2/ 969)، والخزانة (3/ 572)، والعيني (2/ 309)، والأشموني (1/ 272)، وابن عقيل (1/ 130)، وشرح شواهده (ص 71)، والهمع (1/ 135)، والدرر (1/ 113).

اللغة: تلحني: تلمني. بلابله: وساوسه وهمومه.

والشاهد: (فإنّ بحبها أخاك مصاب القلب) حيث فصل بين «إنّ» واسمها بالجار والمجرور الملغى وهو (بحبها) لأنه من صلة الخبر.

ص: 1306

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إيلاؤه إيّاها التفاتا إلى الأصل، وقد عاملوا الحال معاملة الظرف فأولوها كأنّ، ومنه قول الشاعر:

920 -

كأنّ وقد أتى حول جديد

أثافيها حمامات مثول (1)

ويجوز حذف الاسم إذا فهم معناه ولا يخص ذلك بالشعر بل وقوعه فيه أكثر وحذفه وهو ضمير الشأن أكثر من حذفه وهو غيره ومن وقوع ذلك في غير الشعر قول بعضهم: إنّ بك زيد مأخوذ. حكاه سيبويه والخليل، يريد: إنه بك زيد مأخوذ (2) وعليه يحمل قوله عليه الصلاة والسلام: «إنّ من أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة المصوّرون» (3) هكذا رواه الثقاة بالرفع، وحمله الكسائي على زيادة «من» وجعل: أشد الناس اسما والمصورون خبرا (4)، والصحيح أن الاسم ضمير الشأن وقد حذف كما حذف في إنّ بك زيد مأخوذ لأنّ زيادة «من» مع اسم «إنّ» غير معروفة، وحكى الأخفش: إنّ بك مأخوذا أخواك» (5) وتقديره إنّك بك مأخوذ أخواك، فحذف الاسم وهو ضمير المخاطب وجعل مأخوذ خبرا مرتفعا به أخواك كما كان يرتفع بيؤخذ ولا يجوز أن يكون التقدير: إنه بك مأخوذ أخواك، لأن الصفة المرتفع بها ظاهر بمنزلة الصفة المرتفع بها مضمرة في أنها لا تسد مسد جملة، ولا يكون مفسر ضمير الشأن إلا جملة محضة مصرحا بجزأيها. ومن -

(1) البيت لأبي الغول الطهوي من الوافر، وهو في شرح التسهيل لابن مالك (2/ 13)، والتذييل (2/ 638)، ونوادر أبي زيد (432، 498)، والخصائص (1/ 337)، والمقتضب (2/ 185)، (3/ 82)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 440)، والمغني (2/ 392)، وشرح شواهده (2/ 818) وشرح التسهيل للمرادي (1/ 424)، والهمع (1/ 248)، والدرر (1/ 206).

والشاهد فيه: مجيء الجملة المعترضة بين «كأنّ» واسمها، وهذه الجملة حالية، وقد جوز بعضهم معاملتها كالظرف في جواز التوسط.

(2)

ينظر الكتاب (2/ 134)، «قد منع المالقي حذفه إلا إذا كان ضمير الشأن» ينظر رصف المباني (119).

(3)

أخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة (98)، وابن حنبل (1/ 375، 426)، (2/ 26)، والبخاري (7/ 143).

(4)

ينظر التذييل (2/ 648)، والأزهرية (229 - 230)، وشرح الرضي (2/ 362).

(5)

ينظر الهمع (1/ 136).

ص: 1307

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

حذف الاسم في الشعر قول الشاعر:

921 -

فلو كنت ضبّيّا عرفت قرابتي

ولكنّ زنجيّ عظيم المشافر (1)

رواه سيبويه برفع «زنجي» ونصبه، وجعل تقديره في الرفع: ولكنك زنجي وتقديره في النصب ولكن زنجيّا

عظيم المشافر لا يعرف قرابتي (2).

ومن حذف الاسم قول الشاعر:

922 -

فليت دفعت الهمّ عنّي ساعة

فبتنا على ما خيّلت ناعمي بال (3)

فيحتمل هذا أن يكون تقديره [2/ 98] فليتك، ويحتمل أن يكون تقديره: فليته وكذلك قول الآخر:

923 -

فلا تخذل المولى وإن كان ظالما

فإنّ به تثأى الأمور وتراب (4)

تقديره: فإنه به تثأى الأمور وترأب والهاء إما للمولى وإما ضمير الشأن.

ومما لا يكون المحذوف إلا ضمير الشأن قول الشاعر: -

(1) البيت للفرزدق من الطويل، وهو في الكتاب (2/ 136)، ومجالس ثعلب (1/ 105)، والمحتسب (2/ 182)، والمصنف (3/ 129)، وأسرار البلاغة (41)، والإنصاف (1/ 182)، وابن يعيش (8/ 81، 82)، والمقرب (1/ 108)، والأغاني (19/ 24)، ووصف المباني (279)، وأمالي السهيلي (116)، والتذييل (2/ 640)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 424)، وتعليق الفرائد (1081)، والخزانة (4/ 338)، والمغني (1/ 291)، وشرح شواهده (2/ 701)، والهمع (1/ 136)، والدرر (1/ 114)، وديوانه (481)، والإفصاح للفارقي (212) واللسان (شفر).

والشاهد قوله: (ولكن زنجي) حيث حذف اسم «لكن» وأبقى الخبر لدلالة الكلام على الاسم.

(2)

الكتاب (2/ 136).

(3)

البيت لعدي بن زيد كما في نوارد أبي زيد، من الطويل، وهو في نوادر أبي زيد (196)، والأمالي الشجرية (1/ 182، 295)، والإنصاف (1/ 183)، والتذييل (2/ 640)، وشواهد التوضيح (167)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 424)، والعمدة لابن رشيق (2/ 271)، والإفصاح للفارقي (167، 214، 347)، والمغني (2/ 389)، وشرح شواهده (2/ 697)، والهمع (1/ 136، 143)، والدرر (123)، وديوان عدي بن زيد (162).

والشاهد قوله: (فليت دفعت) حيث حذف اسم «ليت» .

(4)

البيت لقراد بن عباد في التذييل (2/ 642)، والخزانة (4/ 380)، والحماسة (1/ 387).

اللغة: ترأب: تصلح.

والشاهد قوله: (فإنّ به تثأى الأمور) حيث حذف اسم إنّ.

ص: 1308

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

924 -

ولكنّ من لا يلق أمرا ينوبه

بعدّته ينزل به وهو أعزل (1)

ومثله قول الآخر:

925 -

فلو أنّ حقّ اليوم منكم إقامة

وإن كان شرخ قد مضى فتسرّعا (2)

ومثله:

926 -

إنّ من لام في بني بنت حسّا

ن ألمّه وأعصه في الخطوب (3)

وذكر سيبويه: إن إياك رأيت، وإن أفضلهم لقيت، قال: أفضلهم منتصب بلقيت وهو قول الخليل، وهو في هذا ضعيف لأنه يريد إنه إياك رأيت؛ فترك الهاء. وهذا تصريح بالجواز دون ضرورة (4) وحذف الخبر للعلم به أكثر من حذف الاسم. ونبهت بقولي: جاز حذفه مطلقا - على أن ذلك لا يتقيد بكون الاسم نكرة أو معرفة، ولا -

(1) البيت من الطويل، وهو في الكتاب (3/ 73) والأمالي الشجرية (1/ 295)، والإنصاف (1/ 181)، والمغني (1/ 292)، وشرح شواهده (2/ 702)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 424)، وشرح التسهيل للمصنف (2/ 14)، والتذييل (2/ 642)، والعمدة (2/ 273)، وما يجوز للشاعر (181)، والخزانة (4/ 380)، والشواهد في النحو العربي (282).

اللغة: ينوبه: ينزل به. الأعزل: الذي لا سلاح معه.

والشاهد قوله: (ولكن من لا يلق) حيث حذف اسم «لكن» وهو ضمير الشأن.

(2)

البيت للراعي النميري من الطويل وهو في الكتاب (3/ 73)، والإنصاف (1/ 180)، وشرح السيرافي لأبيات الكتاب (2/ 34)، والتذييل (2/ 642)، والخزانة (4/ 381)، والضرائر للألوسي (179)، وما يجوز للشاعر (181).

والشاهد قوله: (فلو أن حق اليوم) حيث حذف اسم «إن» وهو ضمير الشأن.

(3)

البيت للأعشى وهو من الخفيف، وينظر في الكتاب (3/ 72)، وشرح الأبيات للسيرافي (2/ 86)، والإيضاح للفارسي (122)، والأمالي الشجرية (1/ 295)، والإنصاف (1/ 180)، وابن يعيش (3/ 115)، والمحصول في شرح الفصول (611)، والمغني (2/ 605)، وشرح شواهده (2/ 924)، والخزانة (2/ 463)، (3/ 654)، والتذييل (2/ 643)، والضرائر (178)، وما يجوز للشاعر (180)، وديوانه (38) ويروى أيضا:

من يلمني على بني ابنة حسا

ن

البيت

اللغة: بنت حسان: هي كبشة بنت حسان أبي الحارث وهي جدة قيس لأمه.

والشاهد قوله: (إن من لام .. ألمه) حيث حذف اسم «إن» وهو ضمير الشأن.

(4)

الكتاب (2/ 357).

ص: 1309

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يكون الخبر ظرفا أو غير ظرف (1) ومثال حذفه وهو ظرف قول الشاعر (2):

927 -

ولو أنّ من حتفه ناجيا

لكان هو الصّدع الأعصما (3)

أراد: ولو أن على الأرض أو في الدنيا فحذف للعلم به. وأنشد سيبويه:

928 -

وما كنت ضفّاطا ولكنّ طالبا

أناخ قليلا فوق ظهر سبيل (4)

أي ولكن منيخا أنا. هذا تقدير سيبويه، وزعم قوم أن شرط حذفه كون الاسم نكرة (5)، كقول الشاعر:

929 -

إنّ محلّا وإنّ مرتحلا

وإنّ في السّفر إذ مضوا مهلا (6)

واشتراط ذلك غير صحيح؛ لأن الحذف مع تعريف الاسم كثير (7)، فمن ذلك -

(1) هذا هو مذهب سيبويه ينظر الكتاب (2/ 141).

(2)

هو النمر بن تولب.

(3)

البيت من المتقارب، وهو في التذييل (2/ 653)، والخزانة (4/ 434) برواية (لألفيته الصدع الأعصما).

اللغة: الصدع: الوعل. الأعصم: الذي في يده بياض.

والشاهد قوله: (ولو أن من حتفه ناجيا)، حيث حذف خبر «إن» لدلالة الكلام عليه.

(4)

البيت للأخضر بن هبيرة من الطويل. وهو في الكتاب (3/ 136)، وشرح أبياته للسيرافي (1/ 599)، والتذييل (2/ 652)، والإفصاح للفارقي (213)، واللسان (ضفط)، ويروى أيضا (فما كنت) مكان (وما كنت)، وينظر شرح الجمل لابن عصفور (1/ 443).

اللغة: الضفاط: المحدث الذي قضى حاجته من جوفه. الطالب: طالب الإبل الضالة.

والشاهد قوله: (ولكن طالبا)، حيث حذف خبر لكنّ للعلم به.

(5)

هذا مذهب الكوفيين. ينظر الهمع (1/ 136)، والخصائص (2/ 374).

(6)

البيت للأعشى من المنسرح وهو في الكتاب (2/ 141)، والمقتضب (4/ 130)، والخصائص (2/ 73)، والمحتسب (1/ 349)، وأمالي الشجري (1/ 322)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 443)، والمقرب (1/ 609)، والتذييل (2/ 650، 653)، وأمالي السهيلي (115)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 426)، والإفصاح للفارقي (214)، ووصف المباني (119، 298)، وابن يعيش (1/ 103)، (8/ 74)، وتعليق الفرائد (1083)، والمغني (1/ 82، 239)، (2/ 609، 631)، وشرح شواهده (1/ 138)، (2/ 612)، والخزانة (4/ 381)، وحاشية يس (1/ 169)، والهمع (1/ 136)، والدرر (1/ 113)، وديوان الأعشى (55)، واللسان (حلل) والشاهد قوله:(إن محلّا وإن مرتحلا) حيث حذف خبر «إن» مع تنكير اسمها.

(7)

جعل ابن عصفور حذف الخبر إذا كان الاسم نكرة أكثر من غيره وعلل ذلك بقوله: وإنما كثر -

ص: 1310

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ (1)

ومثله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (2) ومنه قول عمر بن عبد العزيز لرجل ذكره بقرابته منه: «إن ذلك» ثم ذكر له حاجته، فقال:«لعلّ ذلك» . أراد: إن ذلك حق، ولعل حاجتك مقضية (3)، ومن ذلك قول الشاعر (4):

930 -

سوى أنّ حيّا من قريش تفضّلوا

على النّاس أو أنّ الأكارم نهشلا (5)

وقد يحذف الخبر وجوبا لسد واو المصاحبة مسده، كما كان ذلك في الابتداء ومن ذلك ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب: إنك ما وخيرا، يريد إنك مع خير (6) و «ما» زائدة، ومثله قول الشاعر (7).

931 -

فدع عنك ليلى إنّ ليلى وشأنها

وإن وعدتك الوعد لا يتيسّر (8)

وحكى الكسائي «إن كل ثوب لوثمنه» بإدخال اللام على الواو ولسدها مسد -

- حذف الخبر إذا كان الاسم نكرة لأن الخبر إذ ذاك إنما يكون ظرفا أو مجرورا مقدرا قبل الاسم، ولولا ذلك لم يجز الإخبار عن النكرة إذ لا مسوغ لذلك. فلما لزم أن يكون الخبر ظرفا أو مجرورا سهل حذفه لأن العرب قد اتسعت في الظروف والمجرورات ما لم تتسع في غيرها. اه. شرح الجمل (1/ 443) طبعة العراق.

(1)

. سورة الحج: 25.

(2)

سورة فصلت: 41.

(3)

ينظر شرح الكافية للرضي (2/ 362)، والأمالي الشجرية (1/ 322).

(4)

هو الأخطل.

(5)

البيت من الطويل وهو في المقتضب (4/ 131)، والخصائص (2/ 374)، والأمالي الشجرية (1/ 322)، وابن يعيش (1/ 104)، والمقرب (1/ 109)، برواية (خلا أن حيّا)، والتذييل (2/ 653)، وتعليق الفرائد (1083)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 426)، وشرح الكافية للرضي (2/ 362)، والخزانة (4/ 385).

والشاهد قوله: (أو أنّ الأكارم نهشلا) حيث حذف خبر «إنّ» لدلالة ما قبله عليه.

(6)

الكتاب (1/ 301)، (2/ 107).

(7)

لم ينسبه أحد. وذكر محقق الجزء الثاني من التذييل أنه لبشر بن حازم وأنه في ديوانه (83).

(8)

البيت من الطويل وهو في التذييل (2/ 656)، وتعليق الفرائد (1084)، وشرح التسهيل للمصنف (2/ 16)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 426)، والتذييل (3/ 187).

والشاهد قوله: (إن ليلى وشأنها) حيث سدت واو المصاحبة مسد خبر «إنّ» .

ص: 1311

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

«مع» (1) وقد يحذف أيضا وجوبا لسد كما كان ذلك في الابتداء، فيقال في ضربي زيدا [2/ 99] قائما وأكثر شربي السويق ملتوتا: إن ضربي زيدا قائما وإنّ أكثر شربي السويق ملتوتا. والكلام هنا على تقدير المحذوف كالكلام عليه في باب المبتدأ (2)، ومن سد الحال مسد خبر «إنّ» قول الشاعر:

932 -

إنّ اختيارك ما تبغيه ذا ثقة

بالله مستظهرا بالحزم والجلد (3)

والتزمت العرب حذف خبر «ليت» في قولهم: «ليت شعري ..» لأنه بمعنى ليتني أشعر ولا بد بعده من استفهام يسد مسد المحذوف متصلا بشعري أو منفصلا باعتراض. ويكون ما بعد الاستفهام في موضع نصب بالمصدر الذي هو شعري معلقا من أجل الاستفهام (4) فالمتصل كقول الشاعر:

933 -

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة

بواد وحولي إذخر وجليل (5)

والانفصال باعتراض كقول أبي طالب يرثي مسافر بن أبي عمرو:

934 -

ليت شعري مسافر بن أبي عمرو

وليت يقولها المحزون

-

(1) ينظر المطالع السعيدة (ص 223)، والهمع (1/ 136)، وشرح الألفية لابن الناظم (66)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 426).

(2)

ينظر شرح الكافية للرضي (2/ 362)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 426)، والمقتضد شرح الإيضاح (183).

(3)

البيت مجهول القائل من البسيط، وهو في الكافية الشافية (1/ 477)، وشرح التسهيل للمصنف (2/ 16)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 426)، والتذييل (2/ 51، 658)، وتعليق الفرائد (1084)، والهمع (1/ 136)، والدرر (1/ 214)، والمطالع السعيدة (ص 223)، ويروى أيضا برواية (إن اختيارك ما نرجوه).

والشاهد قوله (مستظهرا)، حيث حذف خبر «إن» وسدت الحال مسده.

(4)

ينظر الكتاب (1/ 236)، وشرح الكافية للرضي (2/ 362)، وحاشية الصبان (1/ 269).

(5)

البيت من الطويل، وهو في شرح التسهيل للمصنف (2/ 16)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 427)، وتعليق الفرائد (1085)، وشواهد التوضيح (7)، والمسلسل في غريب لغة العرب (ص 110)، والتذييل (2/ 658)، ويروى أيضا (بفجّ) مكان (بواد) وهو من الطويل.

اللغة: إذخر: حشيش طيب الرائحة. الجليل: الثمام إذا عظم وجل.

والشاهد قوله: (ليت شعري هل أبيتن) حيث سد الاستفهام مسد خبر «ليت» وهو متصل «بشعري» .

ص: 1312

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أيّ شيء دهاك أم غال مرآك

وهل أقدمت عليك المنون (1)

ويجوز هنا الإخبار عن النكرة بالنكرة والمعرفة بشرط الإفادة.

فالإخبار بالنكرة عن النكرة كقول امرئ القيس في رواية سيبويه:

935 -

وإنّ شفاء عبرة مهراقة

فهل عند رسم دارس من معوّل (2)

والإخبار بالمعرفة مثل قول القائل: إنّ قريبا منك زيد، وهو من أمثلة كتاب سيبويه (3) ومن ذلك قول الشاعر:

936 -

وإنّ حراما أن أسبّ مجاشعا

بآبائي الشّمّ الكرام الخضارم (4)

وأنشد سيبويه:

937 -

وما كنت ضفّاطا ولكنّ طالبا

أناخ قليلا فوق ظهر سبيل (5)

-

(1) البيتان من الخفيف وينظر فيهما الكتاب (3/ 261)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 427)، وتعليق الفرائد (1087)، والأغاني (8/ 48)، والاشتقاق (1/ 166)، والتذييل (2/ 659)، والكافية الشافية (1/ 477)، والخزانة (4/ 389)، وديوان أبي طالب (168)، واللسان، والمحكم (شعر) وشرح الكافية للرضي (2/ 363).

والشاهد قوله: (ليت شعري

أي شيء دهاك)، حيث فصلت جملة الاستفهام التي سدت مسد خبر «ليت» عن قوله: ليت شعري بجملتين معترضتين هما جملة: النداء وجملة (ليت يقولها المحزون).

(2)

البيت من الطويل وهو في الكتاب (2/ 142)، والمقتضب (3/ 291)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 427)، والمصنف (3/ 40)، والتذييل (2/ 662)، والخزانة (4/ 61)، والهمع (2/ 77، 140)، والدرر (2/ 92، 192)، والمغني (1/ 388)، (2/ 536 - 537)، ومقاييس اللغة والتهذيب (عبر)، واللسان (هلل) وديوانه (9).

اللغة: العبرة: الدمعة. مهراقة: مصبوبة.

والشاهد قوله: (وإن شفاء عبرة) حيث أخبر عن النكرة بنكرة.

(3)

الكتاب (2/ 142).

(4)

البيت للفرزدق من الطويل وهو في المقتضب (4/ 74)، وشرح التسهيل للمصنف (2/ 17)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 428)،

والتذييل (2/ 663)، والبحر المحيط (4/ 446)، والارتشاف (449)، وشرح سقط الزند (201)، وتهذيب إصلاح المنطق للتبريزي (88)، برواية (وليس بعدل أن أسب مجاشعا)، والهمع (1/ 111)، والدرر (1/ 88)، وديوانه (2/ 844).

اللغة: الخضارم: جمع خضرم بكسر الراء والخاء وهو الجواد الكثير العطاء.

والشاهد قوله: (وإن حراما أن أسب) حيث أخبر بالمصدر المؤول المضاف إلى ياء المتكلم وهو (سبّي) عن النكرة وهي (حرام).

(5)

تقدم.

ص: 1313

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أراد: ولكنّ طالبا أنا. هكذا قال سيبويه (1) وحسنه في هذا الباب شبه المنصوب بالمفعول، وشبه المرفوع بالفاعل. وقال سيبويه: لو قلت: إن من خيارهم رجلا ثم سكتّ؛ كان قبيحا حتى تعرفه بشيء أو تقول: إن رجلا من أمره كذا وكذا» (2) وأجاز الأخفش والفراء جعل اسم «إنّ» صفة رافعة لظاهر مغن عن الخبر، فيقولان:

إن قائما الزيدان. وجواز هذا مبني على جواز: قائم الزيدان ونحوه دون استفهام ولا نفي (3) وقد تقدم تنبيهي في باب المبتدأ على أن نحو هذا يستقبحه سيبويه ويستحسنه الأخفش واستشهد على جوازه بقول الشاعر:

938 -

خبير بنو لهب فلا تك ملغيا

مقالة لهبيّ إذا الطّير مرّت (4)

فمن قاس على هذا في الابتداء أجاز دخول «إنّ» عليه فيقول إن خبيرا بنو لهب، ويلزم من أجاز هذا من البصريين أن يجيز دخول «ظننت» كما فعل الكوفيون فيقول: ظننت خبيرا بنو لهب. والصحيح أن يقال: إعمال الصفة عمل الفعل فرع إعمال الفعل فلا يستباح إلا في موضع [2/ 100] يقع فيه الفعل. فلا يلزم من تجويز: قائم الزيدان، إنّ قائما الزيدان، ولا ظننت قائما الزيدان، لصحة وقوع الفعل المتجرد من «إنّ» و «ظننت» وامتناع وقوعه بعدهما (5). واستدل الكوفيون على ظننت قائما الزيدان ونحوه بقول الشاعر:

939 -

أظنّ ابن طرثوث عتيبة ذاهبا

بعاديتي تكذابه وجعائله (6)

-

(1) الكتاب (2/ 126).

(2)

الكتاب (2/ 153).

(3)

ينظر الهمع (1/ 136)، وابن عقيل (1/ 90)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 428).

(4)

البيت لرجل من طيئ، من الطويل، وهو في شرح الألفية لابن الناظم (41)، وابن عقيل (1/ 90)، والتصريح (1/ 157)، والأشموني (1 /

192)، والعيني (1/ 18)، والهمع (1/ 94)، والدرر (1/ 72).

والشاهد قوله: (خبير بنو لهب) حيث ابتدأ بالوصف المكتفي بمرفوعه دون الاعتماد على نفي أو استفهام وهذا مذهب الكوفيين ومن تبعهم ومذهب الأخفش من البصريين.

(5)

ينظر الهمع (1/ 36).

(6)

البيت لذي الرمة وهو في التذييل (2/ 667، 1054)، ومعاني القرآن للفراء (1/ 415)، وديوان ذي الرمة (1264)، برواية (لعل ابن طرثوث عتيبة ذاهب) ولا شاهد في هذه الرواية.

اللغة: العادية: البئر. جعائله: ما جعله للحاكم ورشاه به.

والشاهد قوله: (أظن ابن طرثوث .. ذاهبا) حيث نصبت «ظن» الصفة «ذاهبا» واستغني بمرفوع هذه -

ص: 1314

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ولا حجة فيه لاحتمال أن يريد قائله: أظن ابن طرثوث عتيبة شخصه ذاهبا فحذف المفعول الأول للعلم به، وترك الثاني كقوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ (1). والأصل: «ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله بخلهم هو خيرا لهم» فحذف المفعول الأول وترك الثاني (2). انتهى (3)، ولننبه على أمور:

منها: أن المصنف إنما مذق حكم ما تدخل عليه هذه الأحرف بما تدخل عليه دام دون غيرها من أفعال الباب؛ لأن ما خبره مفرد طلبي نحو «أين زيد» لا تدخل عليه هذه الأحرف كما أن دام لا تدخل عليه مع أن دخول «كان» وبقية أخواتها عليه جائز، فكانت الإحالة على «دام» دون أخواتها متعينة. وقد استدرك بعض الفضلاء على المصنف هنا فقال: إن دام لا تدخل على ما خبره فعل ماض. ولا شك في جواز «إنّ» عليه (4) وهو استدراك لطيف.

ومنها: أن ظاهر كلام المصنف أنّ جملة النهي التي هي:

940 -

لا تحسبوا ليلكم عن ليلهم ناما (5)

هي الخبر عن «إنّ» ، وكذا ذكر ابن عصفور في شرح الجمل الصغير له، أن الصحيح الجواز (6) والذي يقتضيه كلام غيره أن الجملة الطلبية في البيت معمولة لقول محذوف ذلك المحذوف وهو الخبر (7). قال ابن عصفور - في الشرح الكبير له بعد إنشاده البيت الذي أوله: -

- الصفة عن المفعول الثاني لظن.

(1)

سورة آل عمران: 180.

(2)

ينظر الكتاب (2/ 391)، والكشاف (1/ 151).

(3)

شرح التسهيل للمصنف (2/ 18).

(4)

استدرك ابن السيد على الزجاجي أيضا في هذه المسألة بما استدرك به على المصنف هنا. ينظر إصلاح الخلل (145، 163).

(5)

تقدم وهو في (ب) برواية (لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم).

(6)

شرح الجمل الصغير لابن عصفور (1/ 30)(خ) بدار الكتب رقم 7 حليم.

(7)

ينظر الهمع (1/ 135)، وحاشية الصبان (1/ 269).

ص: 1315

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

941 -

إنّ الّذين قتلتم أمس سيّدهم (1)

وقول الآخر:

942 -

ولو أصابت لقالت وهي صادقة

إنّ الرّياضة لا تنصبك للشّيب (2)

إن ذلك يحمل على إضمار القول، كأنه قال: أقول لكم: لا تحسبوا ليلكم نام. وأقول لك: لا ينصبك للشيب (3) ثم إن ابن عصفور علل امتناع وقول الجمل الطلبية أخبارا لهذه الأحرف بما يوقف عليه في كلامه (4).

ومنها: أن قول المصنف: والأصل في الظرف الذي يلي «إنّ» أو إحدى أخواتها أن يكون ملغى نحو: إنّ عندك زيدا مقيم. واستشهاده بالبيت الذي أوله:

943 -

فلا تلحني فيها

(5)

يفهم منه أنه يجيز تقديم معمول الخبر في هذا الباب إذا كان المعمول ظرفا على الاسم، لكن قال ابن عصفور: ولا يجوز تقديم الظرف والمجرور إذا [2/ 101] كانا معمولي الخبر على الاسم فلا تقول: إنّ في الدار زيدا قائم، تريد: إنّ زيدا قائم في الدار. فإن جاء ما ظاهره ذلك فينبغي أن يجعل المجرور والظرف متعلقا بعامل مضمر -

(1) تقدم.

(2)

البيت للجميح الأسدي، واسمه منقذ بن الطماح، من البسيط وهو في شرح الجمل لابن عصفور (1/ 428)، والتوطئة (201)، والأمالي الشجرية (1/ 332)، والخزانة (4/ 295).

والشاهد قوله: (إن الرياضة لا تنصبك) حيث رفع خبر «إن» جملة طلبية. وشرط هذه الجملة أن تكون محتملة للتصديق والتكذيب، وقد أوّل بعض النحويين كالشلوبين البيت على جعل الجملة الطلبية معمولا لقول مضمر.

(3)

شرح الجمل لابن عصفور (1/ 428) ط. العراق.

(4)

الذي علل به ابن عصفور امتناع وقوع الجمل الطلبية أخبارا لهذه الأحرف هو أنه قال: وإنما لم تقع الجمل غير المحتملة للصدق والكذب أخبارا لهذه الحروف لمناقضة معناها لمعاني هذه الحروف وذلك أن الجملة المحتملة للصدق والكذب مقتضاها الطلب فإذا قلت: اضرب؛ فكأنك تطلب من المخاطب الضرب وكذلك ليت زيدا قائم، ولعل زيدا قائم تمنيك للقيام ورجاؤك له طلب، فالطلب في هذه الأشياء ثابت والتمني والترجي إنما يكون لما لم يثبت وأما ما قد ثبت فلا فائدة في ترجيه وتمنيه لأن الحاصل لا يطلب. اه. شرح الجمل لابن عصفور (1/ 428 - 429) ط. العراق.

(5)

تقدم.

ص: 1316

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

من معنى الكلام ويكون من قبيل ما فصل فيه بين الحرف واسمه بجملة اعتراض، وذلك نحو قوله (1): لا تلحني فيها

البيت.

في رواية من رفع مصاب فظاهره أنّ «بحبها» متعلق «بمصاب» لكن الذي ينبغي أن يتعلق بمضمر التقدير: أعني «بحبها» واعترض بالجملة بين «إنّ» واسمها ولم ينقل في المسألة خلافا، وجعل من الاعتراض أيضا الجملة في قول الشاعر:

944 -

كأنّ وقد أتى حول كميل

أنا فيها حمامات مثول (2)

وقد عرفت أن المصنف حكم على الجملة في هذا البيت بالحالية.

ومنها: أن المصنف لما تكلم على جواز حذف الاسم في هذا الباب قال: «وقلما يكون إلا ضمير الشأن وقال في الشرح: وحذفه وهو ضمير الشأن أكثر من حذفه وهو غيره» وكلام ابن عصفور يناقض هذا فإنه قال: ويجوز حذف أسماء هذه الحروف في فصيح الكلام إذا كان دليل عليه إلا أن يكون الاسم ضمير أمر وشأن فإنه لا يجوز حذفه إلا في ضرورة شعر نحو قوله:

945 -

إنّ من يدخل الكنيسة يوما

... (3)

يريد: «إنه» ، وكذا في قول الآخر:

946 -

إنّ من لام في بني بنت حسّا

ن

البيت (4)

يريد: إنه قال: وإنما لم يجز الحذف إذا كان الاسم ضمير الشأن إلا في ضرورة لأن -

(1) تقدم.

(2)

شرح الجمل لابن عصفور (1/ 439 - 440) طبعة. العراق.

(3)

صدر بيت من الخفيف وهو للأخطل، وعجزه: يلق فيها جآذرا وظباء، وهو في المقرب (1/ 109، 277)، وشرح الجمل لابن عصفور (1/ 442)، ط. العراق، وتعليق الفرائد (1080)، والأمالي الشجرية (1/ 595)، وابن يعيش (2/ 29، 280، 361، 362)، والمحصول شرح الفصول (611)، والخزانة (1/ 122، 123، 219، 221، 2/ 463، 4/ 12، 380)، والمغني (1/ 37)، (2/ 589)، والهمع (1/ 136)، والدرر (1/ 115).

والشاهد قوله: (إنّ من يدخل

يلق) حيث حذف اسم إنّ وهو ضمير الشأن للضرورة.

(4)

تقدم.

ص: 1317

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الجملة الواقعة خبرا لضمير الأمر والشأن هي مفسرة له، فقبح حذفه وإبقاء الجملة كما يقبح حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامة إذا كانت (1) الجملة صفة

انتهى.

ولا يخفى ضعف هذا التعليل الذي ذكره ويضعف دعوى ابن عصفور قوله صلى الله عليه وسلم:

«إنّ من أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة المصوّرون» (2). وقد عرفت أن الكسائي خرج الحديث على أنّ «من» زائدة وذلك أن مذهبه أنه لا يجوز حذف هذا الضمير إذا أدى ذلك إلى أن يكون بعد «إنّ» وأخواتها اسم يصبح عملها فيه (3) والحق أن الأمر في ذلك كما قال المصنف من أن الاسم ضمير الشأن المحذوف لأن «من» لو حكم بزيادتها أفاد الكلام أن المصور من أشد الناس عذابا يوم القيامة وليس كذلك إذ غيرهم أشد عذابا كالكفار ومن كان ذنبه أعظم من ذنوب المصورين، وأما دعوى الكسائي فيبطلها قول العرب «إن بك زيد مأخوذ» . فإن زيدا يقبح عمل إنّ فيه (4).

ومنها: أن كلام المصنف علم منه أن في جواز حذف الخبر في هذا الباب مذهبين: -

أحدهما: الجواز مطلقا وهو مذهب سيبويه (5).

ثانيهما: أنه لا يجوز إلا إذا كان الاسم نكرة وهو مذهب الكوفيين (6).

وقد نقل الشيخ مذهبا ثالثا وهو مذهب الفراء: [2/ 102] أنه لا يجوز سواء أكان الاسم معرفة أم نكرة إلا إن كان بالتكرير نحو:

947 -

إنّ محلّا وإنّ مرتحلا (7)

ولا يجوز في غيره. هكذا نقل الشيخ (8)، إلا أن ابن عصفور قال: وزعم أهل الكوفة أن أحسن ما يكون حذف الخبر إذا كان الموضع موضع تفصيل نحو قولهم: إنّ الزّبابة -

(1) شرح الجمل لابن عصفور (1/ 442) طبعة. العراق.

(2)

تقدم تخريج الحديث.

(3)

ينظر التذييل (2/ 648 - 649).

(4)

ينظر الكتاب (2/ 132)، وشرح الكافية للرضي (2/ 362)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 425).

(5)

ينظر الكتاب (2/ 141).

(6)

ينظر الخصائص (2/ 374)، وشرح الكافية للرضي (2/ 362)، والهمع (1/ 136)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 425).

(7)

تقدم.

(8)

التذييل (2/ 650) وينظر شرح التسهيل للمرادي (1/ 425).

ص: 1318

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإنّ الفأرة .. يرون: إنّ الزّبابة خلاف الفأرة وإنّ الفأرة خلاف الزّبابة (1). انتهى.

والصحيح من هذه المذاهب: مذهب سيبويه، ويدل عليه الآيات الشريفة التي أوردها المصنف، والقياس يقتضيه فإنهم أجمعوا على جواز حذف الخبر إذا عرف معناه في غير باب «إنّ» فينبغي أن يجوز ذلك في باب «إنّ» إذا دلّ الدليل (2) ومن حذف الخبر قولهم:(إنّ غيرها إبلا وشاء). قال سيبويه: «غيرها» اسم «إنّ» وإبلا وشاء

تمييز والخبر محذوف، أي: إن لنا غيرها إبلا وشاء (3). قالوا:

ولا يجوز أن يكون إبلا وشاء اسم «إنّ» وغيرها حال والخبر محذوف (4) تقديره: إن لنا إبلا وشاء، في حال أنها غير هذه، لأنه لا عامل إلا «لنا» ، والمعاني لا تعمل مضمرة بإجماع (5) وكذا لا يجوز أن يكون «غيرها» اسم «إنّ» وإبلا وشاء بدل والتقدير: إن لنا غيرها إبلا، أي إن لنا إبلا، لأنه متى اجتمع تابع ومتبوع فالباب أن يتقدم الجامد منهما، وقد نصّ على ذلك سيبويه في نحو: فيها قائما رجل؛ حتى عدل إلى النصب (6)، ولم يجعل «رجلا» بدلا من قائم (7).

ومنها: أن «شعري» من قولهم: «ليت شعري» مصدر حذفت منه التاء، قالوا:

شعرة ودرية بالتاء (8). وفي الإفصاح: شعري معرفتي، والأصل: شعرت به ولا يتعدى إلا بالباء بخلاف «دريت» ، فإنها تتعدى بنفسها وبالباء ولا تستعمل شعرة إلا بالتاء، مع «ليت» ، فإنه يلزم معها حذف التاء. ونظير ذلك قولهم: أبو عذرها، -

(1) شرح الجمل لابن عصفور (1/ 443 - 444) ط. العراق.

(2)

ينظر شرح التسهيل للمرادي (1/ 425).

(3)

الكتاب (2/ 141)، ينظر شرح الكافية للرضي (2/ 362).

(4)

جوز ذلك ابن يعيش في شرح المفصل (1/ 104)، حيث قال: ويجوز أن يكون إبلا وشاء اسم إنّ وغيرها حال. اه.

(5)

عقب أبو حيان على قولهم: «والمعاني لا تعمل مضمرة بإجماع» ، فقال: إلا المبرد فإنه أجاز ذلك في: وإذ ما مثلهم بشر. اه. التذييل (2/ 654)، وينظر رأي في المقتضب (4/ 191).

(6)

ينظر الكتاب (1/ 55 - 56) بالمعنى.

(7)

مذهب المبرد في قولهم: فيها قائما رجل: أن «قائما» منصوب على الحال وعلل ذلك بقوله: إن النعت لا يكون قبل المنعوت لا يكون قبل المنعوت، والحال مفعول فيها، والمفعول يكون مقدما ومؤخرا. اه.

المقتضب (4/ 192)، وينظر هامش رقم «1» من (ص 191) من المقتضب.

(8)

ينظر شرح الكافية للرضي (2/ 362).

ص: 1319

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والأصل: أبو عذرتها ولا ينطق بها إلا بالتاء إلا مع (أب) فبغير تاء، والجملة الاستفهامية بعد «شعري» في موضع الخبر. كذا قال سيبويه (1). وتحقيقه أن شعري بمعنى: معلومي، فالجملة نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى ضمير، ومن الناس من جعل الجملة معمولة لشعري وأضمر الخبر، أي: موجود أو ثابت. وقيل: الجملة معمولة لشعري وسدت مسد الخبر (2). قال: ويقول العرب ليت شعري بزيد أقائم، وليت شعري عن زيد أقائم، قامت «عن» مقام التماسا في الشعر، وبالشيء عن الكشف عنه، وليت شعري زيد أقائم، قال الكسائي: العرب تقول: ليت شعري زيدا ما صنع، والنصب على إسقاط حرف الجر والاسم مجرورا أو منصوبا معمول لشعري، وما صنع خبر «ليت» ، أو جملة في موضع البدل من المنصوب أو المجرور على القول بأن «شعري» يعمل في الجملة، أو أن الجملة تكون بدلا من المفرد إذا جاز أن يسلط عليها العامل الذي يعمل في المفرد، كما قيل ذلك في عرفت زيدا أبو من هو، وهو [2/ 103] قول أبي العباس (3) .. انتهى.

ومنها: أنّ الإخبار بالمعرفة عن النكرة في هذا الباب قد استشكله بعضهم (4).

وقد أشار ابن هشام إلى المسوغ لذلك فقال: نصب هذه الحروف للنكرات لا ينحصر، ويخبر عنها بالمعرفة وهذا غريب لا يجوز في الابتداء ولا في كان، وقد قدر سيبويه الخبر معرفة في (ولكنّ طالبا منيخا أنا)(5)، وإنما جاز هذا عندي، وأن تكون المعرفة خبرا عن النكرة أن الأول لما كان الثاني كان المعنى واحدا، وكان الاسم بها

منصوبا، فصار كأنه غير مسند إليه وفضلة فجاز تنكيره، وكان الخبر معرفة لأنه لما كان مرفوعا صار كأنه مسند إليه لا مسند وكان هذا من تتميم شبهه بالفاعل (6).

(1) ينظر الكتاب (1/ 236، 238).

(2)

ينظر التذييل (2/ 661)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 427)، والهمع (1/ 136)، وحاشية الصبان (1/ 269).

(3)

ينظر التذييل (2/ 661)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 427).

(4)

ينظر شرح الكافية للرضي (2/ 363). وهم يقيسون الإخبار بالمعرفة عن النكرة في باب «إنّ» على باب كان.

(5)

ينظر الكتاب (2/ 136).

(6)

ينظر التذييل (2/ 665).

ص: 1320