الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتنة بين الناس، ثانياً هل حد الزاني المحصن أن يفصل رأسه عن بدنه ولّا أن يرجم بالحجارة حتى يموت، وشيء ثالث وأخير: ولماذا أقام الحد على الزاني هذا الرجل ويمكن يكون غير محصن وترك الأم المزني بها كما هي، فمبينه أن القصة تركيبة وما تحتاج إلى نقاش يعني ما في فائدة {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} أخيرا قلت لا يوجد عندنا سلاح غير سلاح العاطفة ولا حول ولا قوة إلا بالله، قلت له: يا أبو يوسف الآن باختصار الآن لو أنه الشيخ شيخك اللي روى لكم القصة هذه أمرك بأنك تذبح أبوك تفعل؟ سؤال محرج جداً، ما هو المفروض بالنسبة لواحد من عامة المسلمين إذا سُئل هذا السائل يقول: أعوذ بالله أنا أقتل أبي؟ عارف ماذا قال؟!، قال: أنا ما وصلت هذا المقام ونفر وخرج وأنا خاطبته بلغتنا السورية قولتله: عمرك إن شاء الله ما تصل، هو يعتبر أن وصوله للمقام إذا أُمِرَ من قبل الشيخ اقتل أبوك اذبحه ما شاء الله وصل، هلّا هو لم يصل فنحن قلنا له عمرك إن شاء الله ما تصل، فلذلك العلاج هو الرجوع للكتاب والسنة وليس ما قال وقيل وحكاية وإلخ.
"الهدى والنور"(196/ 40: 00: 00)
[343] باب ضرب الصوفيين أنفسهم بالشيش هل هو كرامة
؟
سؤال: بالنسبة لبعض الزوايا للصوفيين، يضربون على الدف ويستعملون الشيش، أي نعم، شو في هذا الحكم في هذه المسألة؟
الشيخ: .. الضرب على الدف كلهو من الملاهي حرام، لكن أشد من هذا الحرام إدخال هذا الحرام في العبادة، في الذكر لله عز وجل، فهذا حرام لا يجوز؛ لأن الإتيان بالمعصية معصية، لكن أشد من هذه المعصية التقرب إلى الله تبارك
وتعالى بها.
فهؤلاء الصوفيون أو الطرقيون الذين يرقصون في الذكر ويضربون عليه بالدف، بل بالطبل، هذا يصدق فيهم قول بعض أهل العلم:
متى علم الناس في ديننا
…
بأن الغناء سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار
…
ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا سكرنا بحب الإله
…
وما أسكر القوم إلا القِصَع
كذلك البهائم يرقصها ريها والشبع
فيا أولى للعقول ويا أولى
…
للنهى ألا منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع
…
وتكرم مثل ذاك البيع
وكما قال آخر:
أيا جيل ابتداعٍ شر جيل
…
لقد جئتموا بأمر مستحيل
أفي القرآن قال لكم إلهي
…
كلوا مثل البهائم وارقصوا لي
حاشاه.
فإذاً: الضرب على الدف أو الطبل في الذكر، هذا أشد تحريماً من الضرب على الدف في اللهو؛ لأنهم يصدق فيهم قول الله ربنا عز وجل في كتابه:{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} (الأعراف: 51).
وقال تبارك وتعالى في حق المشركين: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} (الأنفال: 35).
{وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ} عبادتهم لله.
{عِنْدَ الْبَيْتِ} الحرام.
{إِلَّا مُكَاءً)} صفيراً، وأنتم ترون الشباب الآن كيف يصفرون، هذا إرث ورثه الكفار بعضهم من بعض، وكان المشركون في عهد الجاهلية في بيت الله الحرام يتقربون إلى الله بالصفير والتصفيق.
{وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} هكذا اليوم يفعل بعض المسلمين ممن عرفتم ذم فقهاء المسلمين لهم، وإنكارهم عليهم أشد الإنكار، حتى أفتى بعضهم بأن المكان الذي يذكر فيه هؤلاء الرقصة الأكلة، يجب أن يحرث؛ لأنه تلوث؛ أتي فيه بمعصية الله عز وجل، ذلك الذكر الذي زعموا أنه ذكر وإنما هو لهوٌ.
" الهدى والنور"(20/ 26: 01: 01).
أما الضرب بالشيش، هذه مصيبة المصائب، أن يكون هناك مئات الألوف من المسلمين يتوهمون أيضاً هذا الإيذاء للنفس هو معجزة، هو كرامة لهؤلاء الناس الذين يزعمون أنهم على شي من الدين، وليسوا على شيء؛ لأن الدين هو اتباع
ما كان عليه الرسول عليه السلام، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه
الكرام يذكرون الله بهذه الصفة، التي عرفتم شيئاً منها من تلك الأشعار التي أسمعتكم إياها.
فهنا حرامان اجتمعا عند هؤلاء، الضرب على الدف في الذكر، وضرب هؤلاء الناس لأنفسهم بالشيش، وهذا إيذاء للنفس يقترن به تضليل للمسلمين، وإيهامهم أن هذه كرامة، والحقيقة هي ليست أولاً بكرامة، بل هي إهانة، ثم هي
تمرين يستطيع أفجر الفاجرين أن يفعل فعلهم، يستطيع ذلك أن يفعل ذلك الكافر، الكافر الذي لا يؤمن بالله ورسوله، لماذا؟ لأنه تمرين، رياضة، وأنتم لعلكم جميعاً سمعتم بعض غرائب الهندوس الوثنيين الذين يدفن أحدهم على مرأى من شهود، بل وأطباء فحاصين، حضروا خصيصاً كيف يدفن هذا في الأرض، ثم يخرج حياً، من أين يتنفس؟ هل معنى هذا الوثني؛ لأنه عاش تحت التراب أياماً مش ساعات، ثم خرج حياً، هذا من أولياء الله الكبار، حاشا لله عز وجل.
هذه تمارين ورياضة، والرياضة تأتي بعجائب الأمور، أنتم مثلاً ترون حوادث كثيرة وكثيرة جداً، حبل ممدود على البحر، نحن لو مشينا [نمشي] على جسر ضيق، أما هو يمشي على الحبل، أيش هذه كرامة؟! مالها علاقة بالكرامة أبداً، هذا هو تمرن، ويشترك فيه الصالح والطالح والمؤمن والكافر، وعلماء المسلمين قديماً وحديثاً لهم تجارب مع هؤلاء الناس الذين لا يعرفون من دينهم سوى هذه التمارين التي اعتادوها ثم يُضلِّلون الناس بها، مع أن العلماء يقولون:
إذا رأيت شخصاً قد يطير
…
وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف على حدود الشرع
…
فإنه مُسْتَدْرَجٌ وبدعي
لماذا قالوا؟ قالوا: لأن .. خوارق العادات تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 -
معجزة.
2 -
كرامة.
3 -
استدراج.
المعجزة: من النبي، والكرامة: من الولي، والاستدراج: من الكافر والمنافق.
لستم بحاجة لنتحدث عن المعجزات، فهي في الكتاب والسنة ما شاء الله كثيرة، والكرامات أيضاً .. كرامات الأولياء الصادقين الصالحين، فهذه والحمد لله
أيضاً كثيرة، يقول تعالى:{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} (آل عمران: 37)، هذه كرامة لمريم عليها السلام، وهناك كتب مؤلفة في هذا الصدد، ومن أحسنها كتاب ابن تيمية رحمه الله .. شو اسمه؟
مداخلة:
…
الشيخ: نعم؟
مداخلة: القاعدة في كرامات الأولياء
…
الشيخ: لا، لا ذكرونا باسمه يا جماعة.
مداخلة: الكرامة ومعجزات الأنبياء والرسل.
الشيخ: لا.
مداخلة: القاعدة في كرامات الأولياء (1).
الشيخ: الخلاصة، أما الحديث الذي ينبغي أن نتحدث عنه هو الاستدراج، لقد جاء في أحاديث كثيرة وصحيحة، بل ومتواترة أن الدجال الأكبر في آخر الزمان يقول للسماء: أمطري، فتمطر. يقول للأرض: أنبتي نباتك، فتنبت، يقول للخرابة -أرض خربة-: أخرجي كنوزك، فتخرج وتتبعه، يقطع الرجل قسمين بالسيف، ثم يعيده حياً، هل هذه كرامات؟ هذه خوارق عادات، يجريها الله على [يد] هذا الدجال الأكبر الذي حدثنا عنه الرسول عليه السلام، فقال:«ما بين خلق آدم والساعة فتنة أكبر من فتنة المسيح الدجال» فها هو هذا المسيح الدجال يأتي بهذه الخوارق والعادات.
(1) يظهر لي أن الشيخ-رحمه الله-إنما أراد كتاب: "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان".
فإذاً: الخارق للعادة ما يدل على صلاح أبداً، الصلاح هو العمل الصالح؛ لذلك قال الشاعر السابق:
إذا رأيت شخصاً قد يطير أي: يطير بدون أجنحة، مش بالطائرة، فالكفار يطيرون وسبقونا بالطيران.
إذا رأيت شخصاً قد يطير
…
وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف عند حدود الشرع
…
فإنه مُسْتَدْرَجٌ وبدعي
فهؤلاء الذين يضربون أنفسهم بالشيش، هذه تمارين، ومن أكبر الأدلة على ذلك: أنك إذا قلت لأحدهم، هات أنا بضربك بدبوس صغير، بيقول لك: لا، ليه إذا كان هو صاحب كرامة فعلاً، خليه يأتي كرامته لأي شخص بيريد يضربه في أي مكان، يقول لك: لا، ليه؛ لأن هو مش متمرن يضرب حاله هون في الصدر، في القلب، ولا هون .. ولا هون، وإنما هون، حيث العضل، حيث اللحم، ليس حيث الأعصاب وحيث العظام.
قلتُ آنفاً: لعلماء المسلمين على مر الزمان تجارب مع هؤلاء الدجالين، من أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي تحدى شيخ الرفاعيين في زمانه، والمعروفين بالبطائحيين الذي كان يتظاهر بأنه يدخل النار ولا يحترق، فتحداهم، ووصل خبر التحدي إلى أمير دمشق يومئذ، فاستدعى شيخ الطريق، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ليشوف كيف يتجادلان وماذا يفعلان في النهاية، فتكلم شيخ الإسلام بما عنده من علم، وأن هؤلاء من أشرار الخلق، من شرار الخلق، وأنهم لا علم ولا تقوى ولا صلاح، وإنما يدجلون الناس بأمور يشترك في فعلها الصالح والطالح، والمؤمن والكافر، وقال في جملة ما قال: إن هؤلاء يدهنون
أبدانهم بمادة خاصة، وثيابهم كذلك، فيدخلون التنور ولا تحرقهم النار، وأنا أتحداهم بشرط واحد، تأمر يا حضرة الأمير أن يخلعوا هذه الثياب وتأتيهم ثياب غسيل من عندك، وتأمرهم أن يغسلوا بالماء والخل أبدانهم، ثم يلبسون هذه الثياب البياض، وأدخل أنا حينذاك معه التنور، فمن احترق منا فهو الكاذب، فلما انكشف الأمر لذاك الدجال، نكث على عقبيه.
حوادث كثيرة وكثيرة، لعله من المفيد أن أذكر لكم قصة بسيطة جداً وقعت بي أنا، وأنا العبد الفقير، كنت سافرت إلى حلب من دمشق في سبيل الدعوة، ألقينا الدرس وانفض الناس، ويبقى عادة أربع خمس هيك من إخواننا الأصدقاء، تأخر معهم شخص ما رأيته البتة قبل تلك الساعة، جالس هناك بعيد عني، وبطنه هيك، ما هو بالبدين، نحيل، مع ذلك كرشه هيك، قلت له:(ما) هذا يا رجل؟ قال: هذه الرحمانية، أنا لأول مرة أسمع كلمة الرحمانية هناك في حلب، قلت: إيش يعني الرحمانية؟ قال: يعني الشيش، قلت: يعني أنت جئت بي لماذا، أنا أعرف، قال: نوريكم كراماتنا، قلت له: الأمر سهل، كنت أحمل يومئذ موسى ذي نصلين، كل نصل هيك طوله صغير، منشان بَرَّاية القلم، قلت له: إذاً أنا أضربك بهذه الموسى بيدي، فقال: بيدي. يعني: هو بيضرب حاله بها الموس اللي بعطيه إياه بإيده، قلت له: لا بيدي، قال: بيدي. فالناس بدءوا يتفرجوا على هالكلمة التي تتكرر من الفريقين، أنا بقول: بيدي، وهو بيقول: بيدي، بيدي .. بيدي .. بيدي .. بيدي، وأنا بطبيعة الحال أَصْبَر منه، أولاً: محق، وثانياً مضى علي ما شاء الله من سنين وأنا أدعو الناس أشكالاً وألواناً إلى دين الله الحق، فَكَلَّ ومَلَّ، ولذلك طلع منه آخر كلمة: شو الفرق، أنا بقول له: بيدي، وهو بيقول لي: بيدي بيدي، وبعدين مَلَّ