المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[289] باب هل يعلم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الغيب؟ ونقض قول البوصيري: وإن من جودك الدنيا وضرتها…ومن علومك علم اللوح والقلم - جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة = موسوعة العقيدة - جـ ٣

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌جماع أبوابأحكام التوسل

- ‌[228] باب بيان اضطراب الأقوالفي حكم التوسل مما يوجب تحقيق القول فيه

- ‌[229] باب التوسل في اللغة والقرآن

- ‌[230] باب الوسائل الكونية والشرعية وكيفية معرفة مشروعية الوسائل

- ‌[231] باب التوسل المشروع والتوسل الممنوع وأنواعهما

- ‌[232] باب بيان بعض أنواع التوسل الشركي، ومناقشةبعض الأدلة التي يستدل بها المخالفون على جوازه

- ‌[233] باب من التوسل البدعي

- ‌[234] باب أقسام التوسلالمشروع وحكم التوسل غير المشروع

- ‌[235] باب حكم التوسل بالمخلوق

- ‌[236] باب مشروعية التوسل بأسماء الله تعالى، وحرمة التوسل بحق فلان وجاه فلان

- ‌[237] باب حرمة التوسل بحق الأنبياء وجاههموذكر بعض من خالف في ذلك

- ‌[238] باب حرمة التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[239] باب حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[240] باب هل يجوز التوسل بأعمال الغير الصالحة

- ‌[241] باب هل يجوز التوسل بقول القائل:اللهم انصر هذه الأمة إكراماً لمحمد

- ‌[242] باب ذكر جملةمن شبهات المجوزين للتوسل الممنوع والرد عليها

- ‌[243] باب هل يدل الدعاء الذي علَّمهالنبي صلى الله عليه وآله وسلم للضرير على جواز التوسل بالأشخاص

- ‌[244] باب منه

- ‌[245] باب ما حكم سؤال المخلوق للمخلوق أن يقضي حاجته أو يدعو له؟ وما الجواب عن حديث الأعرابي الذي أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطلب منه الدعاء

- ‌[246] بيان وهاء استدلال أرباب التوسل المبتدع بحديث «أسألك بحق السائلين عليك»

- ‌[247] باب الرد على من استدل بحديث «هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم» على جواز التوسل بالأشخاص

- ‌[248] باب نُصوصقد يفهم منها جواز التوسل بالصالحين وليس كذلك

- ‌[249] باب شرح أثر أنس في الاستسقاء بعم الرسول صلى الله عليه وآله وسلموالرد على من استدل به على جواز الاستسقاء بالميت

- ‌[250] باب بيان أن استسقاء عمر إنما كان بدعاء العباس

- ‌جماع أبوابالكلام حول مسألة سماع الأموات

- ‌[251] باب بيان أن الاعتقاد بأن الموتى يسمعون هو السبب الأقوى لوقوع كثير من المسلمين اليوم في الشرك الأكبر

- ‌[252] باب تحقيق أن الموتى لا يسمعون

- ‌[253] باب اعتقاد سماع الموتى من وسائل الشرك

- ‌[254] باب منه

- ‌[255] باب هل يسمع الميت

- ‌[256] باب لا يلزم من السلامعلى الأموات أو مخاطبتهم أنهم يسمعون

- ‌[257] باب هل تجوز مخاطبة الميت مع اعتقاد أنه لا يسمع

- ‌[258] باب هل الأموات على علمٍ بحال الأحياء

- ‌[259] باب الجمع بين قوله تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور} و {إنك لا تسمع الموتى} وبين قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا»

- ‌[260] باب منه

- ‌[261] باب كيف سلّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على القبور فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين…» مع أن الموتى لا يسمعون

- ‌[262] باب لا يستدل بحديثأهل القليب على أن الموتى يسمعون

- ‌[263] باب منه

- ‌[264] باب متى كانت مخاطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل القليب

- ‌جماع أبوابصور من الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير ما تقدم

- ‌[265] باب كيف يكون تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم التعظيم المشروع

- ‌[266] باب النهي عن الغلو في تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[267] باب من مفاسد الغلوفي تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم رد الأحاديث الصحيحة

- ‌[268] باب النهي عن إطراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[269] باب من وسائل الشرك: الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[270] باب اعتقاد سماع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته من وسائل الشرك

- ‌[271] باب منه

- ‌[272] باب هل يسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته سلام من سلم عليه؟ وهل يلزم من رده صلى الله عليه وآله وسلم السلام أن يكون سمعه

- ‌[273] باب منه

- ‌[274] باب هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره؟ وهل يسمع بعد موته

- ‌[275] باب من وسائل الشرك:اعتقاد أن رُّوْحَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستقرة فيه بعد موته

- ‌[276] باب من صور الغلوفي ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنكار كون أبواه في النار

- ‌[277] باب من صور الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ادعاء إحياء أمه بعد موتها وإيمانها به وبيان وضع القصة في ذلك

- ‌[278] باب من صور الغلوفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اعتقاد أنه خُلِقَ قبل الذوات

- ‌[279] باب هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول خلق الله

- ‌[280] باب هل خلق النبي قبل الذوات

- ‌[281] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نور؟ وهل هو أول الخلق

- ‌[282] هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نور

- ‌[283] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النور

- ‌[284] باب منه

- ‌[285] باب هل إضاءة النبي صلى الله عليه وسلم كل شيءفي المدينة لما دخلها إضاءة مادية أو معنوية

- ‌[286] باب ما هو المقامالمحمود لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم وهل هو جلوسه على العرش

- ‌[287] باب منه

- ‌[288] باب ما أُثْبِتَ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يصح

- ‌[289] باب هل يعلم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الغيب؟ ونقض قول البوصيري: وإن من جودك الدنيا وضرتها…ومن علومك علم اللوح والقلم

- ‌[290] باب منه

- ‌[291] باب لا يصحإطلاق القول بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلِمَ جميع الكائنات

- ‌جماع أبواب الكلام حول اختصاص الرب تعالى بمعرفة الغيب المطلق، وذكر صور من الخَلل العقدي في هذا الباب، والكلام على حكم الخط في الرمل وقراءة الكف، وغير ذلك

- ‌[292] باب ما هو علم الغيب الذي اختص به الله تعالى

- ‌[293] باب هل يعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغيب؟ ونقاش مطول حول ذلك

- ‌[294] باب هل يعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغيب

- ‌[295] باب هل يعلم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الغيب؟وما حكم الصلاة خلف من يعتقد ذلك

- ‌[296] باب لا يصحإطلاق القول بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلِمَ جميع الكائنات

- ‌[297] باب لا كيف في المغيبات

- ‌[298] باب لا يُطَّلع على الغيب بطريق الكشف

- ‌[299] باب هل معرفة جنس الجنين في البطن يتنافىمع تفرد الله سبحانه بمعرفة الغيب، وإذا قلنا بجواز معرفة ذلك فلماذا يُمنع الذهاب للكهان

- ‌[300] باب الإخبار بما في نفس الغير من خصوصياته تعالىوبيان الفرق بين ذلك وبين الإلهام والفراسة

- ‌[301] باب لا يعلم الغيب إلا اللهوبيان الفرق بين الوحي والإلهام

- ‌[302] باب هل تأويل الرؤى من معرفة الغيب؟والفرق بين الوحي والإلهام

- ‌[303] باب هل التنبؤ بنزولالمطر وما شابه ذلك من علم النجوم المذموم

- ‌[304] باب رد الاستدلالبقصة عمر مع سارية على إمكانية معرفة الغيب

- ‌[305] باب هل كُشف لِعُمَر عن حال "سارية"وأصحابه لما نادى: يا سارية الجبل

- ‌[306] باب هل يُستدل بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان نبي من الأنبياء يخط" على جواز الخط على الرمل

- ‌[307] باب هل يجوز الخط على الرمل لمعرفة الغيب

- ‌[308] باب هل تجوز قراءة الكف

- ‌جماع أبواب أحكام التبرك

- ‌[309] باب هل كان الصحابةيتبركون بمخلفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يعلم ذلك فلا ينكره

- ‌[310] باب إنما أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلمعلى التبرك به يوم الحديبية لحكمة بالغة

- ‌[311] باب هل يقاس التبركبآثار الصالحين على التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[312] باب خطأ نشر أحاديثالتبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين العوام سدًّا للذريعة

- ‌[313] باب حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهل ثبت هذا عن بعض الصحابة وعن الإمام أحمد

- ‌[314] باب هل يجوز التمسح بمنبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[315] باب السجود على التربة الحسينية

- ‌[316] باب بيان بطلان ما قد يُسْتَدل به على جواز التبرك بالأحجار

- ‌[317] باب في بيان ضعف حديث استدل به بعضهم على جواز التبرك بآثار الصالحين

- ‌[318] باب بدعية التمسح بحيطان الكعبة والمقام

- ‌[319] باب بدعية التبرك بالمطر النازل من ميزاب الكعبة

- ‌[320] باب بدعية الاغتسالفي البِركة التي بجانب قبور الشهداء بالمدينة

- ‌[321] باب بدعية التمسحبالنخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد النبوي

- ‌[322] باب بدعيةربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء بالمدينة

- ‌[323] باب بدعية ربط الخرقبالمقام والمنبر لقضاء الحاجات

- ‌[324] باب حكم تقبيل أيدي الصالحين

- ‌جماع أبواب الكلام على صخرة القدس

- ‌[325] باب هل لصخرة القدس فضيلة

- ‌[326] باب هل صخرة القدس مقدسة

- ‌[327] باب التنبيه على عدم قداسة صخرة الأقصىوحرمة التبرك بها

- ‌[328] باب حكم تعظيم صخرة القدس

- ‌[329] باب بدعية الطوافبقبة الصخرة أو التمسح بها وما شابه ذلك

- ‌جماع أبواب الكلام حول الكرامات والخوارقوالفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

- ‌[330] باب إثبات كرامات الأولياء

- ‌[331] باب خطر التوسع في رواية الكرامات

- ‌[332] باب النبوة أخص من الولاية

- ‌[333] باب هل ما جازأن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي

- ‌[334] باب التفاضل بين النبوة والولاية وذكر بعض ضلالات أولياء الشيطان

- ‌[335] باب الولاية ليست بادعاء الكرامة

- ‌[336] باب ذكر بعض أحوال أولياء الشيطان

- ‌[337] باب منه

- ‌[338] باب لا يجوز طاعة أحد في معصية الله

- ‌[339] باب الفرق بين الكرامة والاستدراج

- ‌[340] باب من بدعأولياء الشيطان التصحيح للأحاديث بطريق الكشف

- ‌[341] باب استنكار مقولة: فلان جمع بين علم الظاهر والباطن

- ‌[342] باب لقاء الألباني بالولي الحشاش

- ‌[343] باب ضرب الصوفيين أنفسهم بالشيش هل هو كرامة

- ‌[344] باب ما هي الطريقة السلفيةللإنكار على المشعوذين

- ‌جماع أبواب الكلام حول الاستغاثة وأحكامها

- ‌[345] باب من الشرك: الاستغاثة بالأمواتوبيان جواز الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه

- ‌[346] باب منه

- ‌[347] باب منه

- ‌[348] باب منه

- ‌[349] باب منه

- ‌[350] باب من الشرك الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته

- ‌[351] باب الرد على شبه المستغيثين

- ‌[352] باب هل تجوز الاستغاثة بكلام الله

- ‌[353] باب هل تجوز الاستغاثة بنداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ذكر اسمه

- ‌جماع أبواب حكم الذبح لغير الله تعالىوالكلام على حكم الفرع والعتيرة والبحيرة

- ‌[354] باب من الشرك: الذبح لغير الله

- ‌[355] باب ذبائح الجن من الشرك

- ‌[356] باب حكم الفرع والعتيرة

- ‌[357] باب ذكر ما يجوز من الفرع

- ‌[358] باب حكم أكل ما ذبح للأولياء والأضرحة

- ‌[359] باب البحيرة وحكمها

- ‌جماع أبوابالرقى والتمائم والتولة والأوتار وأحكامها

- ‌[360] باب جواز الرقى المشروعة وكراهة الاسترقاء

- ‌[361] باب مشروعية ترقية المرء غيره بما لا شرك فيه من الرقى

- ‌[362] باب من الرقى غير المشروعة

- ‌[363] باب الرقى- غير الشرعية- والتمائم والتولة من الشرك

- ‌[364] باب كراهة الاكتواء والاسترقاء

- ‌[365] باب هل الاسترقاء للطفل محرم

- ‌[366] باب هل السبعونألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب كلهم من أهل البقيع

- ‌[367] باب هل الأفضل رقية الإنسان نفسه بنفسه، أم الذهاب إلى القراء وطلب الرقية منهم

- ‌[368] باب هل رَقَى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ وما هي الآياتالتي يُرقى بها الإنسان؟ والكلام على لفظة «لا يرقون»في حديث الذين يدخلون الجنة بغير حساب

- ‌[369] باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرقي

- ‌[370] باب هل رقى جبريل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[371] باب هل نثبت الرقية بالتجربة إذا كانت خالية من الشرك

- ‌[372] باب هل تثبت الرقية بالتجربة

- ‌[373] باب الرقية التي وردت مرة واحدةهل يجوز التزام تكرارها وكيفية رقية الجمع

- ‌[374] باب هل تشرع الرقية بقراءةخواتم سورة المؤمنين في أذن المصروع اليمنى

- ‌[375] باب حكم الرقية بقولهم: يا كبير

- ‌[376] باب هل تجوز الرقيةبوضع آيات من القرآن على موضع الألم

- ‌[377] باب هل تجوز الرقيةبكتابة آيات ثم بلّها والاستحمام بمائها

- ‌[378] باب لا كيف في المغيبات

- ‌[379] باب هل يقتصر النفث على ما عُلِّمنا من القرآن؟وهل يلحق المسح بنفس الحكم

- ‌[380] باب هل تجوز الرقية بشريط كاسيت

- ‌[381] باب ضرورة اهتمام الإنسان بالمعوذات دائماً

- ‌[382] باب هل من المشروع كتابةالقرآن بالمداد ثم شربه أو كتابته على أوراق واستنشاقها

- ‌[383] باب التميمة من الشرك

- ‌[384] باب هل يجوز تعليق التمائم القرآنية؟وهل ثبت ذلك عن ابن عمرو

- ‌[385] باب حكم تعليق التمائم القرآنية

- ‌[386] باب من شرك الجاهلية: تقليد الأوتار

- ‌[387] باب التولة وحكمها

- ‌[388] باب هل يستشهد بحديث الواهنة

- ‌جماع أبواب الكلام على العلاج الشرعي للمس والصرع، والكلام حول حكم الاستعانة والتعامل مع الجن، والتنويم المغناطيسي، واستحضار الأرواح، والكلام على حكم السحر، والشعوذة، والكهانة، وغير ذلك

- ‌[389] باب تلبس الجن في الإنس

- ‌[390] باب الطرق الشرعيةلإخراج الجني من الإنسي وبيان خطأ التوسع في هذا الباب

- ‌[391] باب حكم الاستعانة بالجني المتلبس بالإنسي للعلاج

- ‌[392] باب حكم الاستعانة بالجن لعلاج المصروع

- ‌[393] باب منه

- ‌[394] باب منه

- ‌[395] باب حكم التعامل مع الجنوحكم استحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي

- ‌[396] باب حكم التنويم المغناطيسي وحكم الاستعانة بالجن

- ‌[397] باب حكم التنويم المغناطيسي

- ‌[398] باب منه

- ‌[399] باب تلبس الجن بالإنس، وهل تجوز الاستعانة بالجن

- ‌[400] باب حكم الكهانةواستحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي

- ‌[401] باب من صور الشعوذة

- ‌[402] باب النشرة من عمل الشيطانوحكم استحضار الأرواح

- ‌[403] باب حكم استحضار الأرواح

- ‌[404] باب هل ضرب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جنيًّا بالعصى

- ‌[405] باب حكم علاج المس وكيفيته، وكلمة حول استحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي، وحكم تسجيل شريط مع جني وتوزيعه

- ‌[406] باب هل يجوز التعامل مع الجن والتحدث معهم

- ‌[407] باب هل يجوزإخراج الجني المتلبس بالإنس بكلامٍ غير مفهوم

- ‌[408] باب هل تشرعقراءة القرآن على الماء والسدر لإخراج الجن

- ‌[409] باب هل القرآن يُحْرِقُ الجن

- ‌[410] باب هل قراءة القرآن على الماء والنفث فيه ورش المنزل به مشروع لإخراج الجن من البيت

- ‌[411] باب هل يجوز الاستعانة بالعرافين لإخراج الجن

- ‌[412] باب حكم سؤال الجن عن أمور الغيب النسبي

- ‌[413] باب اعتقاد أهل الجاهلية في الغول

- ‌[414] باب كيف يعالَج المصاب بالعين

- ‌[415] باب حكم جلوس المرأة جلسة معينة لتكون سبباً في الولادة، وهل يجوز فك السحر بكتابة آيات ثم بلها بالماء ثم يؤمر المسحور بالشرب منه

- ‌[416] باب ما هو الجائز في فك السحر؟وما هي الأمراض التي تُعالج بالقرآن

- ‌[417] باب هل يشرع فك السحربدق سبع أوراق من السدر وقراءة بعض الآيات

- ‌[418] باب كيفيكون العلاج من السحر والعين والصرع

- ‌[419] باب حكم إزالة السحر بسحر

- ‌[420] باب نوع سحر سحرة فرعون

- ‌[421] باب كلمة حول علم الجفر، وأنه لا تنسب معرفة الغيب لبشر حتى ولا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[422] باب ما هو الجفر

- ‌[423] باب حكم ما يسمى بخفة اليد وهل هو من السحر

- ‌[424] باب ما حكم التوسع في القراءة على المرضى دون التأكد من أمرهم، وهل تجوز الرقية بالماء والزيت، وهل تجوز بالصدمات الكهربائية

- ‌[425] باب هل يجوز الذهاب للكهنة والمشعوذين من أجل الحمْل

- ‌[426] باب بيان سبب موافقة كلام الكهان للحق أحياناً

- ‌جماع أبواب الكلام حول العدوى وثبوتها شرعًا، والجمع بين حديث: «لا عدوى .. » وحديث: «فر من المجذوم .. » والكلام على التطير والشؤم، والاعتقاد في الأنواء، وما شابه ذلك

- ‌[427] باب ثبوت العدوى شرعًا

- ‌[428] باب منه

- ‌[429] باب هل حديث«لا عدوى ولا طِيَرة» ينفي العدوى من أساسها

- ‌[430] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا عدوى .. ولا هامة»

- ‌[431] باب نفي العدوى التي كان يعتقدها أهل الجاهلية

- ‌[432] باب الجمع بين حديث: «لاعدوى ولا طيرة»وحديث: «فر من المجذوم فرارك من الأسد»

- ‌[433] باب منه

- ‌[434] باب منه

- ‌[435] باب هل الفرار من أرض الطاعون طعن في التوكل؟ وهل الأخذ بأسباب منع العدوى طعن في التوكل

- ‌[436] باب هل التطعيم طعن في التوكل

- ‌[437] باب هل يجوز استخدام لفظ التوكل بدل الاعتماد

- ‌[438] باب لا طيرة ولا شؤم ولا هامة في الإسلام

- ‌[439] باب منه

- ‌[440] باب منه

- ‌[441] باب توجيه حديث: الشؤم في المرأة والدار والفرس

- ‌[442] باب منه

- ‌[443] باب ذكر الهامة

- ‌[444] باب في عدم المؤاخذة بما قد يجده المرء في قلبه من التطير

- ‌[445] باب منع التسمي بيسار لأنه مفضاة للتطير

- ‌[446] باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا صفر

- ‌[447] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الشؤم في ثلاثة

- ‌[448] باب الأنواء من عادات الجاهلية

- ‌جماع أبواب مناهي لفظية عقديةلها تعلق بأبواب الشرك

- ‌[449] باب الحلف بغير الله شرك لفظي أو قلبي

- ‌[450] باب منه

- ‌[451] باب منه

- ‌[452] باب منه

- ‌[453] باب الإقسام بغير الله لا يجوز

- ‌[454] باب جواز الحلف بصفات الله تعالى

- ‌[455] باب هل يجوز الحلف بالقرآن

- ‌[456] هل يجوز الحلف بـ «لعمر الحق»

- ‌[457] باب كفارة الحلف بالكعبة

- ‌[458] باب هل السؤال بوجه الله لغير الجنة حرام

- ‌[459] باب منه

- ‌[460] باب من شرك الألفاظ قول القائل: ما شاء الله وشئت

- ‌[461] باب سبب تأخير بيان النبي صلى الله عليه وآله وسلملخطأ قولهم: ما شاء الله وشاء محمد

- ‌[462] باب خطأ قول بعضهم: الله ورسوله أعلم

- ‌[463] باب منه

- ‌[464] باب حكم مخاطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقولهم سيدنا، وهل يجوز إطلاق ذلك على آحاد الناس

- ‌[465] باب لا يقال فلان خليفة الله

- ‌[466] باب في خطأ التلقيببـ «قاضي القضاة» وشاهنشاه» و «ملك الأملاك»

- ‌[467] باب منه

- ‌[468] باب حكم قول القائل: يا رضا الله ورضا الوالدين

- ‌[469] باب حكم قول القائل: أسوق الله عليك وما شابه ذلك

- ‌[470] باب حكم قول القائل أدامك الله

- ‌[471] باب حكم التعبيد لغير الله كعبد الحسين وعبد علي وعبد الرسول

- ‌[472] باب كيف الجمع بين نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التعبيد لغير الله مع قوله: «…أنا ابن عبد المطلب

- ‌[473] باب السؤال عن بعض الألفاظ المتعلقة بالعقيدة

الفصل: ‌[289] باب هل يعلم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الغيب؟ ونقض قول البوصيري: وإن من جودك الدنيا وضرتها…ومن علومك علم اللوح والقلم

[289] باب هل يعلم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الغيب؟ ونقض قول البوصيري: وإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

سؤال: شيخنا! ورد في أثناء الكلام حديث: ستفتحون قسطنطينية، فذكرتم أن هذا من الغيب وهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم، فما هو رأيكم في ضوء هذا الكلام بقول البوصيري في البردة:

وإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

هذا كثير من الناس يمدحون به رسول الله عليه الصلاة والسلام ويذكرون أشياء أخرى، فما هو رأيكم؟

الشيخ: هذا صحيح، من كماله عليه السلام وعبوديته لله رب الأنام أنه خشي على أمة الإسلام أن يغالوا فيه كما غلت النصارى في عيسى عليهما الصلاة والسلام، وهذا ما صرَّح به في حديث البخاري ومسلم أيضاً المتفق على صحته، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد لله، فقولوا: عبد الله ورسوله» هذا في الحقيقة مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عبداً لله مخلصاً تمام الإخلاص، لدرجة أنه نهى أمته أن يرفعوه فوق منزلته التي وضعه الله عز وجل فيها، ولذلك جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدَّموا له شيئاً آثروه على الجالسين كلهم، فقال عليه السلام:«هذه أثرة ولا أحب الأثرة» (1)، هو يريد أن يكون فرداً من أفراد أمته عليه السلام، فقال:«لا تنزلوني فوق منزلتي التي أنزله الله عز وجل فيها» ، وأي منزلة لقد أعطي المقام المحمود يوم القيامة، يوم

(1) السلسلة الضعيفة (12/ 1/569 - 572).

ص: 824

يشتد الكرب في الناس، كما جاء في الحديث أيضاً المتفق عليه بين البخاري ومسلم، يجتمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، فتدنوا الشمس من رؤوس الناس، ويشتد العرق بهؤلاء الذين هم في صعيد واحد، مع ذلك ينفذهم البصر، فيشتد بهم الكرب، ويزداد العرق، وكلٌ بحسب أعماله، فمنهم من يصل العرق إلى قدمه، ومنهم من إلى ركبته، ومنهم ومنهم من يكاد أن يلجمه العرق، من يكاد أن يغرق في العرق من هول ذلك اليوم، فيتفق الناس من أهل المحشر فيتداولون بعضهم مع بعض، يا جماعة نذهب إلى آدم عليه السلام نستشفع به عند الله، نتوسل به إلى الله تبارك وتعالى، لعله يدعو الله عز وجل أن يفرج ما بنا من الكرب، فيذهبون إلى آدم، فيقولون له: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسكنك الجنة، ألا ترى ما نحن فيه، ألا تشفع لنا عند الله تبارك وتعالى؟ فيقول: نفسي نفسي، إني نهيت عن أكل الشجرة فأكلتها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى نوح عليه السلام، فإنه أول رسول أرسل إلى أهل الأرض، فيأتون نوحاً عليه السلام فيقولون نفس الكلام بدون إطالة وتكرار، ويقولون له: أنت أول رسول أرسلك الله إلى أهل الأرض، ألا ترى ما نحن فيه ألا تشفع لنا عند الله، يقول: نفسي نفسي، إني دعوت دعوة:{لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً} اذهبوا إلى إبراهيم فإنه خليل الرحمن، يذهبون إلى خليل الرحمن فيقول نفس الجواب: نفسي نفسي إني كذبت ثلاث كذبات، الله أكبر، ليت كذبات البشر كلها تجتمع كلها وتساوي ثلاث كذبات إبراهيم عليه السلام، الكذبة الأولى لما دعوه إلى عيدهم والاجتماع على معبوداتهم من دون الله قال: إني سقيم، والكذبة الثانية قال: هذا ربي هذا أكبر، معروف هذا في القرآن، الكذبة الثالثة قال عن زوجته لفرعون: هذه أختي، وكل هذه كلمات.

ص: 825

مداخلة: والكذبة الثانية: (بل فعله كبيرهم هذا)؟

الشيخ: أي نعم، هذا في بعض الروايات، قال عن زوجته: أختي، وهذه لها قصة، الشاهد فقال: نفسي نفسي اذهبوا إلى عيسى عليه السلام فإنه روح الله، فيذهبون إليه ويقولون نفس الكلام، فيقول: نفسي نفسي، يقول نبينا صلوات الله وسلامه عليه من تمام حكايته؛ لأن ذلك بوحي من ربه، ولا يذكر ذنباً، عيسى لا يذكر ذنباً، ولكن يقول: اذهبوا إلى محمد فإنه رجل قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونني يقول الرسول عليه السلام، فيقولون له كما قالوا للأنبياء من قبل، فيقول عليه الصلاة والسلام:«أنا لها أنا لها، قال: فأذهب وأسجد تحت العرش وأحمده تبارك وتعالى بمحامد لا أذكرها الآن» ، يعني: في الدنيا، وإنما هي من وحي الساعة، هناك في المحشر، فيقول الله تبارك وتعالى منادياً له: يا محمد! ارفع رأسك، واشفع تشفع، وسل تعطى، ذلك هو المقام المحمود الذي نحن نطلبه دائماً بعد كل أذان فنقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، ويقول الرسول: من دعا بهذا الدعاء حلت له شفاعتي يوم القيامة. كلمة مختصرة جملة معترضة، هذه العقيدة من عقيدة الوهابية زعموا، هذا الحديث مشهور عند من يسمون أو يلقبون بالوهابية، فأنتم ترون إجلال الرسول وتعظيمه، ولكن الفرق بينهم وبين الآخرين الذين لا يهتدون بهدي الرسول عليه السلام وسنته كما جاء في البحث السابق أن أهل السنة يقفون ولا يتجاوزون، لا يرفعونه عليه السلام فوق منزلته التي أنزله الله فيها، بينما الآخرون يخاطبونه بما سمعتم:

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

ص: 826

الله أكبر! رسول الله يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم» كأن قائلاً يقول وهو يجيب عليه السلام بحكمته قبل أن يأتي السؤال، كأن قائلاً يقول: إذاً ماذا نقول يا رسول الله، أنت تنهانا عن مدحك فماذا نقول، أو بعبارة أخرى: ما هي العصمة حتى لا نقع فيما وقعت فيه النصارى؟ قولوا: عبد الله ورسوله.

إذاً: معنى هذا ألا نتشبه بالنصارى، لكن هنا قد يجول في نفوس بعض الناس كما سمعنا ذلك مراراً وتكراراً: النصارى قالوا: عيسى ابن الله وكفروا وكذبوا، والمسلمون الحمد لله لا يقولون محمد ابن الله، الحمد لله أيضاً أن المسلمين ما وقعوا تماماً كما وقع النصارى، ولكنهم قد وقعوا فيما يشبه ما وقع فيه النصارى، وليس من الضروري أن يكون خطؤهم كخطأ النصارى مائة بالمائة، هذا من جهة، من جهة أخرى معلوم بواقع التجربة والحياة أن الشر الأكبر لا يأتي عادة إلا من طريق الشر الأصغر، وهذا من وساوس الشيطان لبني الإنسان، أنه لا يخرجه عن دينه مرة واحدة، ولكنه يمكر به، ويخطو به خطوة بعد خطوة، ومن هنا يتمكن الشيطان من إضلال بني الإنسان، العصمة أن يقف المسلم عند ما أمره الله عز وجل، من ذلك أن يعتقد في الرسول ما وصفه الله عز وجل في مثل قوله مثلاً:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4) وأن يقف في مدح الرسول على ما ذكره عن نفسه وذكرنا لكم آنفاً أن الله قال له: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (الإسراء:79) وهذا هو المقام المحمود، حيث يشفع للبشر كلهم، بينما يعتذر عن هذه الشفاعة من قبله من الأنبياء والرسل، فنقف عند هذه الحدود التي فيها تعظيم الرسول ولا نغالي، فحينما يقول المسلم المؤمن بكل هذا الحق الذي نقوله، والذي يقال فيه: لا يختلف فيه اثنان، ولا ينتطح فيه عنزان، من كان كذلك كيف

ص: 827

يخاطب الرسول فيقول:

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

هذا معناه سويناه مع رب العالمين، صحيح ما قلنا والحمد لله أنه محمد ابن الله كما قالت النصارى في نبيهم، لكن قلنا ما يساوي ذلك أو يزيد عليه، حيث قال هذا القائل غفر الله لنا وله:

فإن من جودك الدنيا وضرتها

لنقف قليلاً في هذا المعنى من الشعر، ما معنى: فإن من جودك الدنيا؟

جاء هناك في الحديث أنه عرضت عليه الجبال أن يقلبها ربنا عز وجل عليه ذهباً فأبى، وقال جبريل عليه السلام له: كن عبداً نبياً ورسولاً، ولا تكن ملكاً، فرضي بذلك ولم يقبل أن الله عز وجل يقلب له الجبال ذهباً، كلام سليم، فإن من جودك الدنيا، لكن ما معنى العطف المذكور: فإن من جودك الدنيا وضرتها؟ ما هي ضرة الدنيا؟ بلا شك هي الآخرة، هل جاد الرسول عليه السلام بالآخرة؟ هل يتصور أن يجود بالآخرة وأن يعرض عنها كما أعرض عن الدنيا؟

هذا أمر مستحيل؛ لأن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: 26)(للذين أحسنوا الحسنى) أي: الجنة، (وزيادة) رؤية الله في الآخرة، هذا النعيم الأكبر، إذا شاهد المؤمنون ربهم يوم القيامة نسوا كل نعيم الجنة، ذلك أشهى لديهم في الآخرة، كيف يقال: إن الرسول أعرض عن الدنيا وضرتها، جاد بها وأعرض عنها؟

إذا وقفنا عند الدنيا كلام معقول، لكن أن نعطف عليها أيضاً الآخرة هذا أمر خطير جداً جداً، ولكن مع الأسف هذا أسلوب الشعراء، أسلوب الشعراء أن يغالي

ص: 828

بعضهم ولا ينتبه أن هذا الغلو قد يترتب من ورائه شيء مخالف للشريعة، كذاك الذي قال لبعض الحكام:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار

فاحكم فأنت الواحد القهار

ماذا يعني بهذا؟ أنه الملك الأعلى في الدنيا، لكن وصفه بصفات الله عز وجل:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار

فاحكم فأنت الواحد القهار

يصف الرسول فيقول:

فإن من جودك الدنيا وضرتها

يا جماعة قلنا: من جوده الدنيا، نقطة ونقطة حديثية كما أقول أنا أحياناً، كيف تكون النقطة الحديثية؟

علماء الحديث كانوا إذا كتبوا جملة كاملة أداروا دائرة في آخرها، وتركوا جوفها فارغاً، هذا شيء جميل جداً ما نعرفه اليوم، فإذا ما أعيد مقابلة هذه الجملة بالأصل، يعني: من قبيل تصحيح التجارب اليوم التي تطبع وضعت النقطة في الدائرة، أي: كل من يرى هذه الجملة في آخرها دائرة ما فيها نقطة هذه غير مقابلة، غير صحيحة، ممكن يكون فيه خطأ، أما إذا كانت الدائرة فيها نقطة هذه مقابلة وهذه صحيحة.

نحن نقول الآن: فإن من جودك الدنيا؛ دائرة ووسطها نقطة، آمنا وسلمنا، لكن وضرتها هذا ما يجوز إطلاقاً أن نقول عن الرسول أنه جاد بالآخرة كما جاد بالدنيا، لأن معناها أنه لا يفكر أبداً أن يرى الله في الآخرة، وكيف يصح أن يوصف الرسول عليه السلام بمثل هذه الصفة، حاشاه من ذلك، لكن هل وقف الشاعر عند

ص: 829

هذا البُطل حيث عطف الآخرة على الدنيا؟ لا، قال:

ومن علومك علم اللوح والقلم

الله أكبر، ما قال: فإن من علمك لأن وزن الشعر يضطرب، لازم الشعر يكون موزوناً، فلازم يقول: من علومك، لكن هذا خطير جداً، معليش، يغتفر في الشعر يقولون الذين يكتبون الشعر يرتكب فيه أشياء لا يجوز حتى في اللغة العربية، هذا لضرورة يقولون الشعر، لكن ما وقفوا عند هذا؛ حتى في المناهي.

ومن علومك إذاً: الرسول عليه السلام له علوم غير علم اللوح والقلم، ما هو علم اللوح والقلم؟ كل شيء، وكل شيء، في القرآن الكريم ماذا؟ {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} (القمر: 53) يعني: مسطر، كل شيء، والرسول عليه السلام بين هذه الحقيقة، أن كل شيء مستطر في اللوح المحفوظ، قال في الحديث الصحيح المشهور الذي رواه أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده بالسند الصحيح:«أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة» إذاً: كيف يوصف الرسول عليه السلام بأنه علم ما هو مسطور إلى يوم القيامة، وليس هذا فحسب، بل ذلك بعض علومه.

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

هذا غلو لا يرضاه الرسول عليه السلام الذي قال في الحديث السابق: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله» .

الرسول عليه السلام لما ذكر في القرآن نادراً ما يذكر باسمه، لكنه لما أثنى عليه بتلك المعجزة التي اصطفاه الله عز وجل بها على كل الأنبياء ألا وهي معجزة

ص: 830

المعراج أو الإسراء والمعراج ماذا قال عنه؟ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} (الإسراء:1)؛ لأن هذه الكلمة فيها تشريف ما بعده تشريف لمحمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، ولجهل الناس بهذا المعنى ما يكتفون به، ولا يقفون عنده، بل يضيفون إليه أشياء وأشياء من باب التعظيم، فهنا أنا أقول بكل صراحة: القصد حسن لكن اللفظ سيء، فليكُن المسلم على الخط المستقيم يجب أن يكون لفظه وفعله كقصده حسن، فلا يكفي الإنسان أن يقول كلمه وتكون خطأ ويقول بعد ذلك: والله أنا ما قصدت هذا أنا قصدت كذا وكذا، أنا قصدت تعظيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنحن نقول في هؤلاء الناس الذين يتناشدون بعض الأبيات والشعر، ومن ذلك هذا الشعر نقول: إنهم يريدون مدح الرسول عليه السلام والثناء عليه، ولكننا نقول:

أوردها سعد وسعد مشتمل

ما هكذا يا سعد تورد الإبل

تريدون [أن] تمدحوا الرسول عليه السلام تمدحوه في الحد الذي وضع لكم إياه: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما إنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله» لو كنا نهتم بقراءة السنة التي قال الرسول عليه السلام عنها: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» لو أن المسلمين تمسكوا بسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لما تفرقوا مذاهب شتى وطرائق قدداً، بل لكانوا على هذا الخط المستقيم، لو درسوا السنة.

ماذا نجد في السنة؟ الذي يوجد في السنة ما ذكرته آنفاً وزيادة على ذلك يجد في مسند الإمام أحمد الحديث التالي: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا له: «أنت

ص: 831

سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، فقال عليه السلام: قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان» لا يأتي لكم بهذا الدهليز، دهليز بسيط، أنت سيدنا، هو بلا شك عليه السلام سيدنا بلا شك، لماذا؟ لأنه قال في الحديث الصحيح: «أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مم ذاك؟ -ذكر الحديث السابق تبع الشفاعة- أتدرون مم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يجتمع الناس في صعيد واحد

» إلخ، فهو سيد الناس بحق، وفي الحديث الآخر:«أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة» فهو بلا شك سيد البشر جميعاً كما في هذين الحديثين وفي غيرهما، لكن مع ذلك ماذا قال لهم:«قولوا بقولكم أو ببعض قولكم» وهم قالوا له: أنت سيدنا، كلام صحيح، ولكن قال:«ولا يستجرينكم الشيطان» يعني: يتسلسل بكم من كلمة إلى أخرى ويوصلكم إلى تلك الكلمة:

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

وفي حديث آخر في مسند الإمام أحمد أيضاً أن رجلاً قال للرسول عليه السلام: «أنت سيدنا، قال: السيد الله» لماذا أنكر عليه وهو كما قلنا آنفاً هو سيدنا بحق؟ خشي أن يؤدي بهذا الإنسان في مدحه للرسول عليه السلام بكلمة نحن ندين الله بأنه سيدنا أن يرتقي به إلى ما لا يجوز أن يُمتدح عليه السلام به، فقطع عليه الطريق وقال:«السيد الحق» هو الله تبارك وتعالى.

لذلك فنحن ننصح المسلمين، طبعاً ليس لنا كلام مع الزنادقة والملحدين، إنما كلامنا مع المسلمين الصالحين الذين يخافون الله ويرجون يوم الآخرة، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ننصحهم أن لا يُضيِّعوا جهودهم في هذه الحياة الدنيا وراء أفكار وعقائد وعبادات لم تأت في السنة، فقد سمعتم

ص: 832