الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[466] باب في خطأ التلقيب
بـ «قاضي القضاة» وشاهنشاه» و «ملك الأملاك»
[قال الإمام]:
لا نرى جواز استعمال مثل هذا اللقب [أي قاضي القضاة]؛ لأنه يشبه لقب (شاهنشاه) المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك «، قال ابن عيينة: «ملك الأملاك، مثل شاهنشاه» رواه الشيخان.
«تحقيق مشكاة المصابيح» (3/ 1774).
[467] باب منه
[قال الإمام]:
لقب قاضي القضاة مما يُكره استعماله، قياساً على ملك الملوك، كما ذكر ذلك العلامة الإمام ابن القيم في «زاد المعاد»: وقد كره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن يقال للسلطان ملك الملوك، أخرج ذلك البخاري من حديث أبي هريرة. وإيراد شيخ الإسلام ذلك في مسودته [أي مسودة كتابه «مناقب الشام وأهله»] على الحكاية لما كان مصطلحاً عليه بينهم، ولا يعني ذلك إقراره له.
"التعليق على مناقب الشام وأهله (ص 86)
[468] باب حكم قول القائل: يا رضا الله ورضا الوالدين
سؤال: هل ينطبق بالقول لما شاء الله ثم شئت على قول كثير ما نردده يا رضا الله ورضا الوالدين؟
الشيخ: هذا سؤال طيب، هو رضا الوالدين الحقيقة يحتاج إلى تقييم إذا كان
المتكلم بهذا القول يا رضا الله ورضا الوالدين يقصد رضاءهم المشروع، فيكون هذا من رضا الله كما قال تعالى في القران الكريم {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا- وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء: 24) هذا من قام بهذه النصيحة فقد أرضى الله أولاً ثم الوالدين ثانياً هذا الإرضاء هو عبادة، أما إذا أرضى الوالد أو الوالدة بمعصية الله حينئذ هذا ليس بعبادة ولا يجوز أن تقال حين ذاك هذه الكلمة إطلاقا فهذا الفرق لا بد من ملاحظته إذا قيلت هذه الكلمة على أننا لا نستحسن أن تقال من هذا الباب: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ لأنه لما يقول: الإنسان يا رضا الوالدين ما بيلاحظ هذا التفصيل الذي أذكره الآن لأن أكثر الناس لا يعلمون كما قال الله في القرآن الكريم ونحن نعرف من واقع من حياة المسلمين أن كثيرا من الآباء مع الأبناء والأبناء مع الآباء لا يلاحظون الرضا المشروع وإنما رضا بدون هذا القيد مثلا إذا فرضنا أبًا فقيرًا أو متوسط الحال وأنه غني .. فهو يحسن على أبيه ويكرمه ويغذيه بالمال وكل شئ لإرضائه، لكن هذا الابن لا يصلي وأبواه راضيان عنه، ليش؟ لأنه عم ينفعه، لكن ربك مو راضيان عن هذا الولد، فهنا لا يقال يا رضا الله ورضا الوالدين، صحيح الوالدان راضيانين عنه لكن رب العالمين مش راضيان، وهنا أذكر عادةً نكتة لأحد أصحابنا الظرفاء في دمشق مع أنه كان شبه عامي كان يأتي ببعض أصحابه يحضر المجلس لعله يستفيد فائدة علمية أو يسمع موعظة حسنة، فينكت ويقول بعرفك بفلان: هذا فلان ابن فلان مرضي الوالدين مغضوب من رب العالمين، ونلاحظ نحن كيف يرضي الأبناء عادةً وغالبًا آباءهم فيصبحوا بتقبيل اليد، ولما بدهم يروحوا يناموا كمان بدهم يودعوهم بتقبيل اليد، لكن هم لا بيصلوا ربما لا بيصوموا، ولذلك قال صاحبنا هذا: هذا مرضي الوالدين مغضوب