الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السائل: لم يذكر نهي، ولا نعلم نهياً.
الشيخ: طيب، مو هذا كلام صحيح؟ لا تسأل الناس شيئاً، ولو ناولْني السوط، وكان الواحد إذا سقط السوط من يده من الناقة يبرك الناقة وينيخها حتى يأخذ السوط؟ وَّلا يقول لأحد: من فضلك أعطني؟
السائل: هو ذكر هذا الحديث واستدل بهذا، وقال: إن الدعاء-يعني-سؤال.
الشيخ: فعلاً سؤال، لكن مو حرام، هذا الأفضل.
السائل: يعني: الأفضل ما يسأل؟
الشيخ: ما أمكنه، ما أمكنه.
السائل: شيخنا، هناك حديث الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطلب منه أن يدعو له، فَخَيَّرَه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين أن يدعو له أو أن يصبر، هذا فيه إقرار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الدعاء.
الشيخ: طبعاً، لكنه قال:" إنْ صبرت، فهو خير لك ".
" الهدى والنور"(3/ 57: 36: 00)
[246] بيان وهاء استدلال أرباب التوسل المبتدع بحديث «أسألك بحق السائلين عليك»
[قال الإمام]:
ضعيف جداً.
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(30/ 82) من طريق الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إن لم يكن موضوعاً، فقد قال ابن حبان في الوازع هذا (3/ 83): "كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات على قلة روايته، ويشبه أن يكون
المتعمد لذلك؛ بل وقع ذلك في روايته لكثرة وهمه؛ فبطل الاحتجاج به لما انفرد عن الثقات بما ليس من أحاديثهم".
والحاكم على تساهله المعروف قال فيه: "روى أحاديث موضوعة ".
وأشار إلى ذلك البخاري بقوله في "التاريخ "(4/ 2/183): "منكر الحديث ".وقال أحمد وابن معين وأبو داود: "ليس بثقة".وقال النسائي: "متروك الحديث ".وقال ابن عدي في "الكامل "(7/ 98): "عامة ما يرويه عن شيوخه غير محفوظة".
قلت: فقد اتفقت أقوال أئمة هذا الشأن على أن الوازع هذا ضعيف جداً لا يستشهد به، وهذا ما صرح به الحافظ ابن حجر في "تخريج الأذكار"، فقال: "هذا حديث واهٍ جداً
…
" إلى آخر كلامه الذي كنت نقلته عنه في كتابي "التوسل: أنواعه وأحكامه " (ص 99).
ومع هذه النقول عن هؤلاء الأئمة الفحول، نجد أهل البدع والأهواء الذين
يرمون أهل السنة بما ليس فيهم، يتجاهلون تلك النقول، ويستشهدون بهذا الحديث الواهي؛ ليقووا به آخر مثله، وهو حديث أبي سعيد الخدري- "لمجرد اشتراكهما في التوسل المبتدع-:
«اللهم إني أساثك بحق السائلين عليك» كما كنت بينت ذلك في الكتاب المومي إليه، وفي "الضعيفة" أيضاً برقم (24)، فتجد أولئك المبتدعة يكتمون الحق وهم يعلمون، فخذ مثلاً الشيخ عبد الله الغماري المغربي التي تطفح كتبه بالجهل بهذا العلم الشريف، مقروناً بالتجاهل في كثير من الأحيان، فها هو في رسالته التي أسماها "مصباح الزجاجة" تجاهل العلل التي كنا شرحناها في الكتابين المذكورين للحديث الآخر المشار إليه- وهو حديث أبي سعيد- فيرد على النووي تضعيفه إياه، ويصرح بأنه حسن- دون أن يسوق إسناده ويتكلم عليه كما يقتضيه هذا العلم الشريف- مع أن فيه ضعفاً في بعض رواته، وتدليساً خبيثاً واضطراباً كما هو مبين هناك، فتجاهل ذلك كله، وزاد تجاهلاً آخر؛ فقال (ص 55 - 56):"وله شاهد من حديث بلال عند ابن السني "!! ونحوه؛ بل وشر منه قول الكوثري في "مقالاته "(ص 294): "وأخرج ابن السني في "عمل اليوم والليلة" بسند فيه الوازع عن بلال "!!! وقد كنت رددت عليه تجاهله لحال الوازع هذا في "الضعيفة"(ص 87 - الطبعة الجديدة)؛ وإنما أردت هنا- بعد أن عرضت على أعين القراء إسناد ابن السني- لأبين لهم كيف يخاتل الكوثري قُرَّاءَه، ويُدلس عليهم، ويعمي حال الراوي الذي هو علة الحديث، وأنه لا فائدة من ذكره لشدة ضعفه؟! فإنه عند ابن السني-كما رأيت- من رواية الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابرابن عبد الله عن بلال.
فماذا فعل الكوثري- عامله الله بما يستحق-: أولاً: أسقط الواسطتين بين