الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآخر: أنها قصة لا تثبت عن ابن حنيف، وبيان ذلك في رسالتنا الخاصة " التوسل أنواعه وأحكامه " وقد سبقت الإشارة إليها.
ونحو ذلك أنه: ذكر (ص 25) قصة مجيء بلال بن الحارث المزني الصحابي لما قحط الناس في عهد عمر إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنادته إياه: "يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا".
فهذه أيضا قصة غير ثابتة وأوهم المؤلف صحتها محرفاً لكلام بعض الأئمة، مقلداً في ذلك بعض ذوي الأهواء قبله، وتفصيل ذلك في الرسالة المومئ إليها.
"الضعيفة"(1/ 76 - 99).
[233] باب من التوسل البدعي
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:
قالوا: يا رسول الله! كيف لنا برجل منهم؟ قال: «ذاك أويس القرني» ، قالوا: وما أويس القرني؟ قال: «أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام بذقنه إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن، يبكي على نفسه، ذو طِمْرين لا يُؤْبَه له، مُتَّزِرٌ بإزارِ
صوف ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض، معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله؛ لأبر قسمه، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة؛ قيل للعباد ادخلوا الجنة، ويقال لأويس: قف فاشفع. فيُشَفِّعُه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومُضَرَ، يا عمرُ ويا عليُّ، إذا أنتما لقيتماه؛ فاطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر الله تعالى لكما
…
» الحديث بطوله.
(منكر جداً)
[قال الإمام]:
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 80 - 82)، ومن طريقه الرافعي في "تاريخ قزوين "(1/ 91 - 95)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق، (3/ 200 - 202) من طريق سلمة بن شبيب: ثنا الوليد بن إسماعيل الحراني: ثنا محمد ابن إبراهيم بن عبيد؛ حدثني مخلد بن يزيد عن نوفل بن عبد الله عن الضحاك ابن مزاحم عن أبي هريرة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حلقة من أصحابه إذ قال: "ليصلين معكم غداً رجل من أهل الجنة".قال أبو هريرة: فطمعت أن أكون أنا ذلك الرجل، فغدوت فصليت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأقمت في المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة، مرتد برقعة، فجاء حتى وضع يده في يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: يا نبي الله ادع الله لي؛ فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بالشهادة وإنا لنجد منه ريح المسك الأذفر، فقلت: يا رسول الله أهو هو؟ قال: "نعم! إنه لمملوك لبني فلان".قلت: أفلا تشتريه فتعتقه يا نبي الله؟ قال: "وأنى لي ذلك، إن كان الله تعالى يريد أن يجعله من ملوك الجنة يا أبا هريرة، إن لأهل الجنة ملوكاً وسادة، وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وسادتهم. يا أبا هريرة
…
" الحديث. وزاد بعده: قال: فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران
عليه
…
إلى آخر القصة، وفيها طول لا حاجة بنا إلى ذكرها.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم منقطع؛ الضحاك بن مزاحم، قال الحافظ العلائي في "مراسيله " (ص 243) وقد ذكر الضحاك هذا:"وقال أبو حاتم: لم يدرك أبا هريرة ولا أبا سعيد رضي الله عنهم. وقال ابن حبان: أما رواياته عن أبي هريرة، وابن عباس وجميع من روى عنه، ففي ذلك كله نظر".
قلت: والسند إليه لا يصح؛ فيه ثلاثة ليس لهم ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي، وهم: الوليد بن إسماعيل، ومحمد بن إبراهيم، ونوفل بن عبد الله؛ فلم يترجمهم
البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان، ولا الذين جاءوا من بعدهم، اللهم! إلا الأول منهم؛ فقد ذكره المزي في شيوخ سلمة بن شبيب. أقول: ومع جهالة هؤلاء والانقطاع المشروح آنفاً، لم يتورع السيوطي أن يقول في "اللآلئ" (1/ 451):"وسنده لا بأس به "! والعجيب حقاً أن ابن عراق في "التنزيه "(2/ 36) أقره على ذلك، ولم يتعقبه بشيء! وليتأمل القارئ اللبيب الفرق بين السيوطي وقوله هذا، وبين قول الحافظ الذهبي وقد ساق من هذا الحديث بعضه في كتابه "السير" (4/ 27 - 28):" وهذا سياق منكر، لعله موضوع ".
وقد أورده ابن الجوزي في موضوعاته " (2/ 43 - 44) من رواية ابن حبان، وهذا في "الضعفاء" (2/ 297 - 298) من طريق محمد بن أيوب عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال:
بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفناء الكعبة إذ نزل عليه جبريل فقال: "يا محمد! إنه سيخرج من أمتك رجل يشفع، فيشفعه الله في عدد ربيعة ومضر، فإن أدركته؛ فسله الشفاعة