الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يمكن القول أنه يسمع كل شيء؛ لأنه هو بكل شيء سمع، هذا أمر مستحيل، لكن ما دام أن الأصل أن الموتى لا يسمعون كما شرحنا لكم آنفًا فإذا جاء نص ما، يعطي لميت أو موتى ما سماعًا ما نستثنيه من القاعدة، نقول: أولئك المشركين في القليب سمعوا قول الرسول عليه السلام، لكن ما كان يجري حولهم من أحاديث الصحابة وحينما قال عمر: يا رسول الله! إنك لتنادي أجسادًا لا أرواح فيها، ما نقول أنهم سمعوا قول عمر؛ لأن سماعهم لقول الرسول معجزة للرسول فيوقف عندها، كذلك في هذا الحديث يسمع الميت قرع نعالهم وفقط، وما نزيد على ذلك لسببين اثنين:
أولًا: أنه خلاف الأصل، أن الموتى لا يسمعون، ثانيًا وأخيرًا: أن الأمور الغيبية، وهذا من الغيب في البرزخ لا يتوسع فيها أبدًا، والحق الوقوف عند النص وعدم التزيد عليه ..
"أسئلة وفتاوى الإمارات"(2/ 47: 05: 00)
[256] باب لا يلزم من السلام
على الأموات أو مخاطبتهم أنهم يسمعون
[قال الآلوسي في "الآيات البينات"]:
فإن قيل: إذا كان مذهب الحنفية وكثير من العلماء المحققين على عدم السماع (أي سماع الأموات) فما فائدة السلام على الأموات وكيف (صحت) مخاطبتهم عند السلام؟
قلت: لم أجد فيما بين يدي الآن من كتبهم جوابهم عن ذلك، ولا بد أن تكون لهم أجوبة عديدة فيما هنالك، والذي يخطر في الذهن، ويتبادر إلى الخاطر
والفهم، أنهم لعلهم أجابوا بأن ذلك أمر تعبدي، وبأنا نُسلِّم سراًّ في آخر صلاتنا إذا كنا مقتدين، وننوي بسلامنا الحفظة، والإمام، وسائر المقتدين، مع أن هؤلاء القوم لا يسمعونه لعدم الجهر به، فكذا ما نحن فيه.
[فعلق الإمام الألباني قائلاً]:
ومن هذا القبيل قول الضرير في حديثه المشهور: " يا محمد إني توجهت بك إلى ربي
…
" الحديث وهو مخرج في رسالتي " التوسل " (ص 67 - 68).وهذا إذا افترض أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بعيدا أو غائباً عنه لا يسمعه، وأما إذا كان ذلك في حضوره صلى الله عليه وآله وسلم فلا إشكال.
[ثم قال الآلوسي]:
على أن السلام هو الرحمة للموتى، وننزلهم منزلة المخاطبين السامعين، وذلك شائع في العربية كما لا يخفى على العارفين، فهذه العرب تُسَلِّمُ على الديار، وتخاطبها على بعد المزار.
[فعلق الألباني قائلا]:
ومن ذلك مخاطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهلال حين يراه بقوله: "
…
ربنا وربك الله " ونحوه مما جاء في عدة أحاديث مخرجة في " المشكاة " (2428 و2451) و" الكلم الطيب " (ص 91/ 161) و" الصحيحة " (1816).و" الضعيفة " (1506) ومثله ما روي عن ابن عمر مرفوعاً: " كان إذا سافر فأقبل الليل قال: يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك
…
" الحديث، وقد صححه بعضهم، لكن في إسناده جهالة كما بينته في " الكلم الطيب " (99/ 180) و" المشكاة " (3439 - التحقيق الثاني).