الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ: «من غشنا فليس منا» (1).
مداخلة: جزاك الله خيراً شيخنا.
الشيخ: وإياك إن شاء الله.
"الهدى والنور"(324/ 25: 07: 00)
[398] باب منه
السؤال: هل يجوز استعمال التنويم المغناطيسي لاستخراج شيء ما
من الأرض؟
الجواب: هذه كانت قديمة بطرق باخت وبارت، الآن طلعوا لنا بطرق تنويم مغناطيسي، وهذا التدجيل عصري لا يجوز الاعتماد عليه.
"الهدى والنور"(141/ 35: 45: 00)
[399] باب تلبس الجن بالإنس، وهل تجوز الاستعانة بالجن
؟
السؤال:
…
يدور كثير من الأمر حول موضوع تلبس الجني بالإنسي، فكثير من الأدبيات صدرت تُحذِّر من الجان ومن التلبس وحول مسألة إخراج الجني بهذه الطرق التي نسمعها، يعني: حبينا نسمع رأيك في هذا الموضوع؟
الشيخ: نحن كثيراً ما نُسأل عن هذا، واليوم بالذات سألني سائل من الضفة الغربية، يقول: أنه هو نسب هذا إلى غيره-،لكن كأني شعرت أنه هو المعنيّ، بأنه هناك شخص من الإخوان الطيبين له أخ جني صالح وأنه يستقي منه الأخبار، فأنا
(1) مسلم (رقم294).
تكلمت معه طويلاً في هذا الصدد، وقال لي: إذا شئت أنا آتيك على موعد تحدده لكي نعطيك بعض التفاصيل، قلت له: أنا آسف لأني أعتقد أن الاستعانة بالجن أو المؤاخاة مع الجن كما يقولون اليوم هذا سبيل ضلال، وأنه لا يجوز للمسلم أن يستعين بمن يظن أنه من الجن لقوله تبارك وتعالى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (الجن: 6) وبالإضافة إلى ذلك أن المسلم يخالط أخاه المسلم الإنسي سنين طويلة وهو واثق به وإذا به بعد هذه السنين كلها يتبين أنه ليس كذلك، وهو مثله يعامله ويفهم منه ويأخذ ويعطي وو .. إلخ، فكيف بإمكان الإنسي أن يعرف هذا الشخص الذي هو من عالَم ما يسمى اليوم بما وراء المادة، كيف بإمكانه أن يعرف أنه مسلم أو كافر أو يعرف أنه صالح أو طالح، ونحن الإنس ما نقدر نتمكن من الوثوق بعضنا في بعض.
ولذلك فنحن نرى سد هذا الباب إطلاقاً إلا فقط مما ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً، وعن بعض علماء المسلمين ثانياً، وفي مقدمتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، من تلاوة بعض الآيات القرآنية على الممسوس من الجن، هذا يمكن أن يقال بجوازه، وفائدته ملموسة قديماً وحديثاً، أما التوسع بأكثر من هذا القدر فهذا لا يجوز شرعاً، لأنه من مزالق الأقدام، ولأنه من الممكن أن يُضلَّل هذا الإنسي بهذا الجني بما قد يقدمه إليه من أخبار أو معلومات يتوهم الإنسي أنها معلومات صحيحة وصادقة، هذا ما نعتقده وندين الله به.
السائل: طيب، عملية دخول الجني في الإنسي.
الشيخ: هذا لا يمكن إنكاره أولاً؛ لظاهر الآية المعروفة: {الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (البقرة: 275)، وثانياً لمجيء بعض الأحاديث وكما تعلم أن
السنة دائماً تُوضِّح القرآن وتفسره وتزيده بياناً على بيان، ففي بعض الأحاديث بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بأمرأة عجوز وعندها صبي لها يُصْرَع، فقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه بعض الآيات وخاطب الجني المتلبس بذلك الغلام، وأمره بالخروج فخرج وكأنه خرج من بدن ذلك الصبي شيء من الدخان، ثم تابع النبي صلى الله عليه وآله وسلم طريقه فيما كان في صدده، ولما رجع مر أيضاً بالمرأة العجوز فسأله عن صبيها وغلاماها فأجابت بأنه والحمد لله بخير، فمثل هذا يؤكد أن معنى الآية هو على ظاهرها، وأنه لا مجال لتأويلها كما يفعل اليوم بعض الإسلاميين المعاصرين الذين يحاولون أن يُقرِّبوا كثيراً من الأمور الغيبية إلى العقول البشرية وبخاصة إذا كانت هذه العقول من العقول المادية التي لم تتشرب بشرف الإيمان، وأول شرط من شروط الإيمان هو كما قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم في أول سورة البقرة:{الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ،} (البقرة: 1، 2) من هم؟ {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (البقرة: 3) فنحن معشر المسلمين وربما يُشاركنا في هذا بعض المتدينين ببعض الأديان الأخرى المنحرفة نؤمن بشيء اسمه جن، كما نؤمن بعالم ثالث ألا وهم الملائكة، وهذا الإيمان وذاك هو من الإيمان بالغيب الذي لا يدخل في عالم المحسوسات والماديات، فلهذا يجب الإيمان أولاً بالجن كخلق من خلق الله عز وجل، وأن لهم طبائع ولهم عادات جاء ذكرها في بعض الأحاديث الصحيحة، ومنها مما يتعلق بسؤالك ما ذكرت لك آنفاً
…
السائل: طيب، بالنسبة لتشكل الجن على شكل بعض المخلوقات.
الشيخ: هذا أيضاً وارد، ويحضرني بهذه المناسبة قصة أبي هريرة حينما كان حارساً على بيت المال، حيث كان ليلة حينما رأى شخصاً لا يدري من أين دخل يحثو في ثوبه من التمر بيت المال، فهجم عليه وقبض عليه ويريد أن يسلمه للنبي
- صلى الله عليه وآله وسلم، فاستعطفه وقال: إني رب عيال وفقير ومن هذا الكلام اللين، فترجاه أن يطلق سبيله فحن قلب أبي هريرة وأطلقه، فلما أصبح الصباح ذكر للرسول عليه السلام ما وقع له، فقال له عليه السلام:«ذاك شيطان وسيعود إليك» وفعلاً عاد إليه في الليلة الثانية، وعاد الشيطان إلى استعطافه المذكور آنفاً، فأيضاً أطلق سبيله، ثم ذكر ثاني يوم ما وقع له مع الشيطان فأكد له قوله السابق:«ذاك شيطان وسيعود إليك» .وهكذا جاء الشيطان في المرة الثالثة، فلما ألقى القبض عليه وأراد أن يأخذه إلى الرسول عليه السلام، قال: أطلقني وأنا أنصحك بنصيحة، إذا قرأت آية الكرسي حينما تأخذ مضجعك فإنه لا يمسك في تلك الليلة إنس ولا جان، فكأنه دخل في قلبه صدق هذا الكلام فأطلق سبيله، وفي الصباح ذكر أبو هريرة للرسول عليه السلام ما فعل مع الشيطان، قال كلمته المشهورة:«صدقك وهو كذوب» .
فهذا حديث في صحيح البخاري، فهو يؤكد أن للشيطان حق التمثل وقدرة التمثل بالصور التي يريدها، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي ذات ليلة أو ذات يوم بأصحابه، فرأوه وهو يؤمهم كأنه مد يده ويقبض على شيء، وبعد الصلاة قالوا له: رأيناك يا رسول الله فعلت كذا وكذا، قال: نعم، «لقد هجم علي شيطان بشعلة من النار يريد أن يقطع علي صلاتي، فأخذت بيدي وشددت على عنقه حتى وجدت برد لعابه في يدي، ولولا دعوة أخي سليمان عليه الصلاة والسلام لربطته بسارية من سواري المسجد حتى يصبح أولاد المدينة يلعبون به» ، فهذه أمور يعني لا يمكن للمسلم الذي يؤمن بعالم الغيب أولاً ثم يؤمن بما
صح من الأخبار ثانياً إلا أن يؤمن بهذه الحقيقة. هذا هو الجواب أيضاً عن هذا السؤال الأخير.
"الهدى والنور"(485/ 44: 00: 00)