الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مداخلة: لا.
الشيخ: فما بالك وراء جدر، وراء المادة كلها إذاً: السؤال الصحيح هل يجوز التعامل مع الجن مطلقاً؟ الجواب: لا يجوز مطلقاً، كلا هو جائز فيما يتعلق بالجن والإنس إنما هو إذا غلب على الظن أن هناك إنسي صريع بسبب تسلط الجني عليه، فليتلى عليه بعض الآيات، وينذر بها وله أكثر من ذلك، فهذا الذي ثبت في السنة، أما القرآن فهو يحذرنا من الاستعانة بالجن على لسان الجن المؤمنين الذين جاءوا إلى الرسول عليه السلام مؤمنين به، وتحدثوا عن واقعهم بمثل قولهم:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (الجن: 6) أي: تعباً وضلالاً. لذلك لا يجوز الاستعانة بالجن، وهذا هو الجواب عن السؤال.
"الهدى والنور"(704/ 50: 03: 00)
[395] باب حكم التعامل مع الجن
وحكم استحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي
سؤال: ما حكم التعامل مع الجن؟
الشيخ: أقول التعامل مع الجن ضلالة عصرية، لم نكن نسمع من قبل قبل هذا الزمان تعامل الإنس مع الجن، ذلك أمر طبيعي جداً أن ألَّا يمكن تعامل الإنس مع الجن لاختلاف الطبيعتين، قال-عليه الصلاة والسلام تأكيداً لما جاء في القرآن:{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} (الرحمن: 15)، وزيادة على ما جاء في القرآن قال
عليه السلام: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما وصف لكم» ، فإذاً البشر خُلِقوا من طين، والجان خلقوا من نار، فأنا أعتقد أن من يقول بإمكان التعامل مع الجن مع هذا التفاوت في أصل الخلقة، مثله عندي كمثل
من قد يقول وما سمعنا بعد من يقول ماذا؟ تعامل الإنس مع الملائكة، هل يمكن أن نقول بأن الإنس بإمكانهم أن يتعاملوا مع الملائكة، الجواب: لا، لماذا؟ نفس الجواب، خلقت الملائكة من نور، وخلق آدم مما وصف لكم أي من تراب، فهذا الذي خلق من تراب، لا يمكنه أن يتعامل مع الذي خلق من نور، كذلك أنا أقول: لا يمكن للإنسي أن يتعامل مع الجني بمعنى التعامل الذي هو معروف بيننا نحن البشر، نعم يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنسي والجني كما أنه يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنس والملائكة-أيضاً-، لكن هذا نادر نادر جداً جداً، ولا يمكن ذلك مع الندرة إلا إذا شاء الملَك، وشاء الجان، أما أن يشاء الإنس أن يتعامل معاملة ما مع ملك ما فهذا مستحيل، وأما أن يشاء الإنس أن يتعامل مع الجن رغم أنف الجن هذا مستحيل، لأن هذا كان معجزة لسليمان-عليه الصلاة والسلام، ولذلك جاء في الحديث الصحيح في البخاري أو مسلم أو في كليهما معاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام يصلي يوماً بالناس إماماً، وإذا بهم يرونه كأنه يهجم على شيء ويقبض عليه، ولما سَلّم، قالوا له: يا رسول الله، رأيناك فعلت كذا وكذا، قال:«نعم، إن الشيطان هجم» أو كما قال-عليه السلام هذا المعنى «علي وفي يده شعلة من نار، يريد أن يقطع علي صلاتي، فأخذت بعنقه حتى وجدت برد لعابه في يدي، ولولا دعوة أخي سليمان-عليه السلام: رب {هَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} (ص: 35) لربطته بسارية من سواري المسجد حتى يصبح أطفال المسلمين يلعبون به» ، لكن-عليه الصلاة والسلام تذكر دعاء أخيه سليمان-عليه السلام: رب {هَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} (ص: 35)، لولا هذه الدعوة كان الرسول ربطه، لكنه لم يفعل؛ لأنه أطلق سبيله بالرغم أنه أراد أن يقطع عليه صلاته.
فالآن ما يشاع في هذا الزمان من تخاطب الإنس مع الجن، أو الإنسي المتخصص في هذه المهنة-زَعَمَ- أن يتخاطب مع الجني وأن يتفاهم معه وأن يسأله عن داء هذا المصاب أو هذا المريض وعن علاجه هذا إلى حدود معينة يمكن لكن يمكن واقعياً ولا يمكن شرعاً؛ لأن ليس كل ما هو ممكن واقعاً يمكن أن يجوز شرعاً، يمكن للمسلم أن ينال رزقه بالحرام كما ابتلي اليوم بالتعامل بالربا، معاملات كثيرة وكثيرة جداً، لكن هذا لا يمكن شرعاً هذا لا يجوز شرعاً فما كل ما يجوز واقعاً يجوز شرعاً.
لذلك نحن ننصح الذين ابتلوا بإرقاء المصروعين من الإنس بالجن أن لا يحيدوا أو أن لا يزيدوا على تلاوة القرآن على هذا المصروع أو ذاك في سبيل تخليص هذا الإنسي الصريع من ذاك الجني الصريع، صريع اسم مفعول واسم فاعل، ففي هذه الحدود فقط يجوز وما سوى ذلك في تنبيه لنا في القرآن الكريم على أنه لا يجوز بشهادة الجن الذين آمنوا بالله ورسوله وقالوا كما حكى ربنا-عز وجل في قرآنه:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (الجن: 6)، وكانت الاستعانة على أنواع، الآن ما في حاجة للتعرض لها، المهم أن الاستعانة بالجن سبب من الأسباب لإضلال الإنس؛ لأن الجني ما يخدم الإنسي لوجه الله، وإنما ليتمكن منه لقضاء وطره منه بطريقة أو بأخرى.
لقد كنا في زمن مضى ابتلينا بضلالة لم تكن معروفة من قبل، وهي ضلالة استحضار؛ عفواً أولاً التنويم المغناطيسي، فكانوا يضللون بشيء سموه بالتنويم المغناطيسي يسلطون بصر شخص معين على شخص عنده استعداد لينام ثم يتكلم -زعم- بأمور غيبية، ومضى على هذه الضلالة ما شاء الله-عز وجل من السنين تقديراً ثم حل محلها ضلالة جديدة وهي استحضار الأرواح، ولا نزال إلى الآن
نسمع شيئاً عنها، ولكن كما كنا نسمع من قبل؛ ذلك لأنه حل محلها الآن الاتصال بالجن مباشرة، لكن من طائفة معينين وهم الذين دخلوا في باب الاتصال بالجن باسم الدين، وهذا أخطر من ذي قبل: التنويم المغناطيسي لم يكن باسم الدين وإنما كان باسم العلم، استحضار الأرواح لم يكن باسم الدين إنما كان باسم العلم-أيضاً-، أما الآن فبعض المسلمين وقعوا في ضلالة الاستعانة بالجن باسم الدين، أنه الرسول-عليه السلام ثبت عنه أنه قرأ بعض الآيات على بعض الناس الذين كانوا يصرعون من الجن فشفاهم الله؛ هذا صحيح، لكن هؤلاء بدأوا من هذه النقطة ثم وسعوا هذه الدائرة إلى الكلام: هل أنت مسلم؟ لا ماني مسلم، شو دينك؟ نصراني يهودي بوذي، وبعدين بيتكلموا معه: أسلم تسلم، وكلام .. إه بيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، آمنوا الإنس بكلام الجني وهم لا يرونه ولا يحسون به إطلاقاً، نحنا اليوم سنين طويلة نتعامل مع بني جنسنا إنس مع إنس سنين بعد كل هذه السنين بيتبين معك إنه هذا والله كان غاش إلك، كيف بدك تتعامل مع رجل من الجن لا تعرف حقيقته، هو بيقول لك: أسلمت، أو بيقول لك سلفاً: أنا مؤمن أنا ترى في خدمتك، شو بدك مني أنا حاضر، هذا نسمعه كثيراً، سبحان الله، من هنا يدخل الضلال على المسلمين، كما يقال: وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر.
بدأنا مهنة نتعاطاها في استخراج الجن من الإنس وتوسعنا فيها حتى صارت بقى في علاقات، أخيراً جاء هذا السؤال: هل يمكن التعامل مع الجن؟ الجواب: لا يمكن، إلا بما ذكرته آنفاً من التفصيل، والنصيحة كما قلت آنفاً أنه لا يجوز لمسلم أن يزيد على الرقية في معالجة الإنسي الذي صرعه الجني، يقرأ عليه ما شاء من كتاب الله، ومن أدعية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحيحة وكفى، أما الزيادة على