الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة! وبعضهم يعلق نعلا في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها! وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان! كل ذلك لدفع العين زعموا، وغير ذلك مما عم وطم بسبب الجهل بالتوحيد، وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بعثت الرسل وأنُزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها، فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم، وبُعدِهم عن الدين.
ولم يقف الأمر ببعضهم عند مجرد المخالفة، بل تعداه إلى التقرب بها إلى الله تعالى! فهذا الشيخ الجزولي صاحب " دلائل الخيرات " يقول في الحزب السابع في يوم الأحد (ص 111 طبع بولاق):" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ما سجعت الحمائم، وحمت الحوائم وسرحت البهائم، ونفعت التمائم "!.
وتأويل الشارح لـ " الدلائل " بأن " التمائم جمع تميمة وهي الورقة التي يكتب فيها شيء من الأسماء أو الآيات وتُعلَّق على الرأس مثلا للتبرك "، فمما لا يصح لأن التمائم عند الإطلاق إنما هي الخرزات كما سبق عن ابن الأثير، على أنه لو سلم بهذا التأويل فلا دليل في الشرع على أن التميمة بهذا المعنى تنفع، ولذلك جاء عن بعض السلف كراهة ذلك كما بينته في تعليقي على " الكلم الطيب "(ص44 - 45 طبع المكتب الإسلامي).
"الصحيحة"(1/ 2/889 - 891).
[384] باب هل يجوز تعليق التمائم القرآنية؟
وهل ثبت ذلك عن ابن عمرو
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يُعلِّمهم من الفزع كلمات:
«أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون» . قال: «وكان عبد الله بن عمرو يعلمهن من عقل من بنيه، ومن لم يعقل فَأَعْلَقَهُ عليه» .
[قال الإمام]:
لم يصح إسناده إلى ابن عمرو، لأن فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس
وقد عنعنه، فلا يجوز الاحتجاج به على جواز تعليق التمائم من القرآن، لعدم ثبوت ذلك عن ابن عمرو. ولا سيما وهو موقوف عليه، فلا حجة فيه، قال الشوكاني:«وقد ورد ما يدل على عدم جواز تعليق التمائم، فلا يقوم بقول عبد الله بن عمرو حجة» .
والسلف من التابعين وغيرهم مختلفون في ذلك، فأجازه بعضهم وكرهه آخرون، وهذا الذي نختاره، لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولأن القول بجوازه يعطل سُنة الترقية بالمعوذات وغيرها.
وقد روى أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ق 111/ 1) بسند صحيح عن إبراهيم-وهو النخعي التابعي الجليل-قال: كانوا يكرهون-يعني الصحابة-التمائم من القرآن وغيره. وقال المغيرة-وهو ابن مقسم الضبي الفقيه الثقة-: وسألت إبراهيم، فقالت: أعلق في عضدي هذه الآية: {يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم} من حمّى كانت بي؟ فكره ذلك.
ثم روى أبو عبيدة عن الحسن البصري أنه كان يكره أن يغسل القرآن ويسقاه المريض، أو يعلَّق القرآن.