الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب بيان شيء من أنواع السحر
(1)
قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر (2) حدثنا عوف عن حيان ابن العلاء (3) حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه (4)
ــ
(1)
لما ذكر المصنف رحمه الله ما جاء في السحر ذكر شيئا من أنواعه لكثرة وقوعها، وخفائها على الناس، حتى اعتقد كثير أن من صدر عنه خارق فهو ولي لله، وحتى آل الأمر إلى أن عبد أربابها، وهذا العمل بعينه من الناس أحوال شيطانية، واستدراج من الشيطان لبني آدم إلى الشرك، ولا بد للمسلم أن يفرق بين ولي الله وبين عدو الله، من ساحر وكاهن ونحوهم، ممن قد يجري على يديه شيء من الخوارق، وأولياء الله هم أحبابه المتقربون إليه بالطاعات وترك المحرمات، وإن لم تجر على أيديهم خوارق، وإن جرت فكرامة من الله، وليست وحدها دليلا على الولاية.
(2)
هو أبو عبد الله المعروف بغندر الهذلي مولاهم البصري، ثقة روى عن شعبة وخلق، ولازمه عشرين سنة، وعنه الإمام أحمد وغيره مات سنة 206 هـ.
(3)
عوف هو ابن أبي جميلة، أبو سهل العبدي البصري، المعروف بخوف الأعرابي، روى عن أبي العالية والحسن وجماعة، وعنه شعبة والثوري وغيرهم، مات سنة 146 هـ، وله 86 سنة. وحيان بن العلاء، ويقال: أبو العلاء البصري مقبول.
(4)
قطن بفتحتين أبو سهل البصري صدوق، وأبوه قبيصة بفتح أوله ابن مخارق بن شداد بن معاوية بن ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر البصري، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ونزل البصرة.
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت (1) "1. قال عوف: " العيافة زجر الطير والطرق الخط يخط بالأرض " (2) .
ــ
(1)
أي السحر، قال القاضي: والجبت في الأصل الشيء الفشل الذي لا خير فيه، ثم استعير لما يعبد من دون الله، وللساحر والسحر.
(2)
والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادات العرب، ولذلك صار كثيرا في أشعارهم، ويقال: عاف يعيف عيفة إذا زجر وحدس وظن، والاعتبار في ذلك غالبا بأسمائها كما يتفاءل بالعقاب على العقاب، وبالغراب على الغربة، بالهدهد على الهدى، والفرق بينها وبين الطيرة أن الطيرة هي التشاؤم بها، وقد تستعمل في التشاؤم بغير الطير من حيوان وغيره، وكانت بنو أسد يذكرون بالعيافة ويوصفون بها، حتى قيل إن قوما من الجن تذاكروا عيافتهم، فأتوهم فقالوا: ضلت لنا ناقة فلو أرسلتم معنا من يعيف، فقالوا لغليم منهم: انطلق معهم، فاستردفه أحدهم فلقيهم عقاب كاسرة أحد جناحيها، فاقشعر الغلام وبكى، فقالوا: مالك؟ فقال: كسرت جناحا، ورفعت جناحا، وحلفت بالله صراحا، ما أنت بإنسي وما تبغي لقاحا.
(3)
يخطه الرمالون وغيرهم ويدعون به علم المغيبات. وقال ابن عباس: هو الذي يخطه الحازر، يأتي صاحب الحاجة فيعطيه حلوانا، فيقول له: اقعد حتى أخط لك، وبين يدي الحازر غلام له معه ميل، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة، لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين، وغلامه يقول للتفاؤل: أبن عيان أسرع البيان، فإن بقي خطان فهو علامة النجح، وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة، وأما ما رواه مسلم وغيره عن =
1 أبو داود: الطب (3907) ، وأحمد (5/60) .
"والجبت قال الحسن: رنة الشيطان ". إسناده جيد (1) . ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه (2) .
ــ
= معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنا رجال يخطون. فقال: " كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك "1. فقال النووي وغيره: من وافق خطه فهو مباح له، لكن لا طريق لنا إلى العلم باليقين بالموافقة، فلا يباح بل يصير من أنواع الكهانة، لمشاركته لها في المعنى اهـ.
قال المصنف: وخط ذلك النبي عدم لا يوجد من يعرفه. وفي النهاية وغيرها: الطرق الضرب بالحصى والودع والخرز الذي يفعله النساء. قال الشارح: وأيا ما فهو من الجبت.
(1)
الحسن هو ابن أبي الحسن البصري المشهور، واسم أبيه يسار الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مات سنة 110 هـ، وقد جاوز 90 سنة، فسر رحمه الله الجبت ببعض أفراده. قال المصنف:((عادة السلف يفسرون اللفظ العام ببعض أفراده، وقد يكون السامع يعتقد أن ذلك ليس من أفراده، وهذا كثير في كلامهم جدا، ينبغي التفطن له)) اهـ.
والرنين هو الصوت، ورن يرن رنينا: صوت وصاح ورفع صوته بالبكاء، والرنة الواحدة والصوت، وله رنة أي صيحة فالمعنى صوت توجعا وتغيظا، ويدخل فيه كل أصوات الملاهي وغيرها.
وأضافه إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى ذلك، وذكر بقي بن مخلد في تفسيره وغيره أن إبليس رن أربع رنات: رنة حين لعن، ورنة حين أهبط، ورنة حين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورنة- حين نزلت فاتحة الكتاب. وعن سعيد بن جبير أنه لما لعن تغيرت صورته، ورن رنة فكل رنة منها إلى يوم القيامة. وعن ابن عباس:" لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس واجتمعت إليه جنوده ".
(2)
أي رووا من هذا الحديث كل ما أسند عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا التفسير الذي فسره به عوف، وقد رواه أبو داود بالتفسير المذكور بدون قول الحسن رحمه الله.
1 مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (537)، وأبو داود: الصلاة (930) والطب (3909) ، وأحمد (5/447 ،5/448) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر (1) ، زاد ما زاد "1. رواه أبو داود بإسناد صحيح (2) .
ــ
(1)
اقتبس أخذ وحصل وعلم، وقبست العلم واقتبسته إذا علمته، والقبس الشعلة من النار، واقتباسها أخذها منها، والشعبة الطائفة والقطعة، ومنه:" الحياء شعبة من الإيمان "2 أي جزء منه ولفظ أبي داود: " من اقتبس علما من النجوم "، وإنما شبه صلى الله عليه وسلم علم النجوم بعلم السحر؛ لأن حرمته منصوصة في القرآن العزيز، أي من علم طائفة من علم النجوم المحرم فقد اقتبس شعبة من السحر المحرم تعلمه، ولفظ رزين:" من اقتبس بابا من علم النجوم بغير ما ذكر الله، فقد اقتبس شعبة من السحر "3. فصرح صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر، وقال تعالى: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} 4.
(2)
وصححه الذهبي والنووي، رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما، ولفظ أحمد:" ما زاد زاد " أي كلما زاد المقتبس من تعلم النجوم زاد اقتباسه من شعب السحر، وفي الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس من شعبه، وزيادة البعد من الله، فإنما يعتقدونه في النجوم من معرفة الحوادث التي لم تقع، وربما تقع في مستقبل الزمان، مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح، ومجيء المطر ووقوع الثلج، وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار ونحوها، ويزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب، واجتماعها وافتراقها باطل، كما أن تأثير السحر باطل، بل هو مما استأثر الله به. قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} 5. وقال عليه الصلاة والسلام: " ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر
1 أبو داود: الطب (3905)، وابن ماجه: الأدب (3726) ، وأحمد (1/227) .
2 البخاري: الإيمان (9)، ومسلم: الإيمان (35)، والنسائي: الإيمان وشرائعه (5004 ،5005 ،5006)، وأبو داود: السنة (4676)، وابن ماجه: المقدمة (57) ، وأحمد (2/414 ،2/442) .
4 سورة طه آية: 69.
5 سورة لقمان آية: 34.
وللنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (1) : " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر (2) فقد أشرك (3) ،
ــ
= إلا الله " 1. وغير ذلك مما استأثر الله بعلمه.
وأما ما يدرك بطريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة ونحو ذلك، فغير داخل فيما نهى عنه، قال تعالى:{وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} 2.
(1)
يعني مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والنسائي هو الإمام الحافظ أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن، صاحب السنن الكبرى والمجتبي وغيرهما، روى عن محمد بن المثني وابن بشار وقتيبة وخلق لا يحصون، وكان إليه المنتهى في العلم بعلل الحديث، مات بفلسطين سنة 303 هـ وله 88 سنة.
(2)
العقدة جمعها عقد وهي ما تعقده السحرة، ويقال لها عزيمة أيضا، وذلك أن السحرة إذا أرادوا عمل السحر عقدوا الخيوط، ونفثوا على كل عقدة، حتى ينعقد ما يريدونه من السحر بإذن الله تعالى، ولهذا أمر الله بالاستعاذة من شرهم في قوله:{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} 3 يعني السواحر اللاتي يفعلن ذلك، والنفث والنفخ من الريق، وهو دون التفل، والنفث فعل الساحر، فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور، ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق، فيخرج من نفسه الخبيثة نفس مما زج للشر والأذى، مقترن بالريق الممازج لذلك، وقد يتساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور فيصبه السحر بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي.
(3)
هذا نص في أن الساحر مشرك، وقد حكى الحافظ عن بعضهم أنه لا يتأتى إلا مع الشرك.
1 البخاري: التوحيد (7379) ، وأحمد (2/52) .
2 سورة النحل آية: 16.
3 سورة الفلق آية: 4.
ومن تعلق شيئا وكل إليه (1)"1. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا هل أنبئكم ما العضه (2) هي النميمة القالة بين الناس " 2. رواه مسلم (3) .
ــ
(1)
أى ومن تعلق قلبه شيئا بحيث يعتمد عليه ويرجوه، وكله الله إلى ذلك الشيء وخذله، وخلى بينه وبينه؛ فإن تعلق قلبه بربه كفاه وتولاه، كما قال تعالى {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} 3.
ومن تعلق على السحرة والشياطين وغيرهم من المخلوقين وكله الله إلى من تعلق به، ومن وكل إلى غير الله هلك وخسر خسرانا مبينا، وضل ضلالا بعيدا، بل من تعلق قلبه بغير الله في جلب نفع أو درء ضر فقد أشرك.
(2)
(ألا) أداة تنبيه (أنبئكم) أخبركم و (العضه) بفتح فسكون هو أكثر ما يروى في كتب الحديث، وفي كتب الغريب بكسر ففتح، العضاهة الكذب والبهتان والسحر، وعلى الأول من عضه الرجل يعضه عضها وعضيهة وعضهة كذب وسحر ونم. قال الزمخشري:((أصلها العضهة، فعلة من العض، وهي من البهت، فحذفت لامه كما حذفت من السنة والشفة، وتجمع على عضين)) . قال النووي: تقديره ألا أنبئكم بالعضه الفاحش الغليظ التحريم، وإيراد المصنف له هنا يدل على أن معناه عنده أو السحر.
(3)
النميمة فعيلة بمعنى مفعولة، ونم الحديث ينمه نمأت ورفعه إشاعة له وإفسادا، وسعى به ليوقع فتنة أو وحشة، والنمام الذي يتحدث مع القوم فينم عليهم، فيكشف ما يكره كشفه، سواء كره المنقول عنه أو إليه أو غيرهما، وسواء كان الكشف بالعبارة أو بالإشارة أو بغيرهما، فحقيقتها إفشاء السر، وهتك الستر عما يكره كشفه. والقالة: كثرة القول، وإيقاع الخصومة بما يحكي بعضهم لبعض. =
1 النسائي: تحريم الدم (4079) .
2 مسلم: البر والصلة والآداب (2606) ، وأحمد (1/437) .
3 سورة الزمر آية: 36.
ولهما عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من البيان لسحرا " 1 (1) .
ــ
= وفي الحديث: "ففشت القالة بين الناس". قال يحيى بن أبي كثير: " يفسد النمام والكذاب في ساعة، ما لا يفسد الساحر في سنة ". وقال أبو الخطاب: ((ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس)) .
قال في الفروع: ووجهه أنه يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر والحيلة، أشبه السحر، وهذا يعرف بالعرف والعادة أنه يؤثر وينتج ما يعمله الساحر أو أكثر، فيعطى حكمه تسوية بين المتماثلين أو المتقاربين، لكن يقال: الساحر إنما يكفر لوصف السحر، وهو أمر خاص، ودليله خاص وهذا ليس بساحر، وإنما يؤثر عمله ما يؤثره السحر، فيعطى حكمه إلا فيما اختص به من الكفر وعدم قبول التوبة; وبه يظهر مطابقة الحديث للترجمة؛ إذ هو من أنواع السحر لما فيه من القطيعة; بل قد يكون تارة أعظم لما ينشأ من فساده. وعلى كل من حملت إليه أن لا يصدقه؛ لأنه فاسق وأن ينهاه ويبغضه، ولا يظن بأخيه السوء، ولا يحمله ما نقل فيه على التجسس والبحث، ولا يرضى لنفسه ما نهي النمام عنه، فيقول: حكى فلان كذا إلا لمصلحة. واتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة، وفيه دليل على أنها من الكبائر.
(1)
وأورد البخاري وغيره سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، أنه " قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرا "2. أو " إن بعض البيان لسحر ". يعني إن بعض البيان يعمل عمل السحر، ومعنى السحر إظهار الباطل في صورة الحق، والبيان البلاغة والفصاحة، وإنما شبهه بالسحر لحدة عمله في سامعه، وسرعة قبول القلب، وتقدم أن هذا من التشبيه البليغ؛ لكون ذلك يعمل عمل السحر، فيجعل الحق في قالب الباطل، =
1 البخاري: النكاح (5146)، والترمذي: البر والصلة (2028)، وأبو داود: الأدب (5007) ، وأحمد (2/16 ،2/59 ،2/62 ،2/94)، ومالك: الجامع (1850) .
2 البخاري: الطب (5767)، والترمذي: البر والصلة (2028)، وأبو داود: الأدب (5007) ، وأحمد (2/16 ،2/62)، ومالك: الجامع (1850) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= والباطل في قالب الحق، فيستميل به قلوب الجهال، حتى يقبلوا الباطل وينكروا الحق. قال صعصعة بن صوحان:" صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه، فيذهب بالحق ". والمراد البيان الذي فيه تمويه على السامع وتلبيس، شبهه بالسحر لفساده.
وأخرج أحمد وأبو داود عن ابن عمر مرفوعا: " إن الله يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه كما تخلل البقرة بلسانها "1. وأما البيان الذي يوضح الحق ويقرره، ويبطل الباطل ويبينه فهذا ممدوح، كحالة الرسل وأتباعهم.
" وسأل رجل عمر بن عبد العزيز عن حاجة فأحسن المسألة، فقال: هذا والله السحر الحلال ".
1 الترمذي: الأدب (2853)، وأبو داود: الأدب (5005) .