الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدلول (الأمَّة) في معاجم اللغة العربية
جاء لفظ (أُمَّة) في كلام العرب، وورد ذكره في القرآن الكريم، وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بمعانٍ متنوعة، وفي وجوه عديدة، وقد توافرت معاجم اللغة العربية وكتب التفسير وعلوم القرآن بعامة وكتب الأشباه والنظائر بخاصة على تتبع تلك المعاني والأوجه، وناقشت المؤلفات الفكرية في العصر الحديث أوجه استعمالاته، وقارنت مدلوله اللغوي في اللغة العربية وغيرها من اللغات بغية الخروج بمصطلح محدد لكلمة (أُمَّة) ولاسيما أنها أصبحت في الحضارة الغربية ذات مفهوم اجتماعي وسياسي معين (1).
وقد أفرد عدد من الباحثين المسلمين كتبًا لمفهوم الأمة في اللغة العربية والقرآن الكريم والإسلام بعامة لإبراز مفهوم الأُمَّة (2) في الإسلام والتأكيد على أصالته وعلى الرغم من ذلك فإنَّ طبيعة هذا البحث تستلزم
(1) انظر: عمر إبراهيم: مفهوم الأمة بين لغة وأخرى، مقال نشر بمجلة الفكر العربي المعاصر العدد:[17]، كانون أول 1981/ كانون الثاني 1982 م في الصفحات:(64 - 77). انظر ناصيف نصَّار: مفهوم الأُمَّة بين الدين والتاريخ، الطبعة:(4) 1992 م، عن دار أمواج، بيروت.
وانظر: محمود شاكر: الأُمَّة، مقال نشر في مجلة الفيصل عدد:[68] ص: (28)، (مرجع سابق)، وانظر: عباس محمود العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص:(147 - 150)، منشورات المكتبة العصرية، بيروت، (بدون تاريخ).
وانظر: علي عبد الحليم محمود: مع العقيدة والحركة والمنهج في خير أُمَّة أخرجت للناس، ص:(17 - 19)، الطبعة الأولى:(1412 هـ - 1992 م)، عن دار الوفاء -المنصورة- مصر.
(2)
انظر في مفهوم الأُمَّة في الإسلام الآتي:
- محمد المبارك: الأمّة والعوامل المكونة لها، الطبعة الثالثة:(1395 هـ)، عن دار الفكر، بيروت. =
الوقوف عند لفظ (أُمَّة) في معاجم اللغة العربية، وفي القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
أمَّا في معاجم اللغة العربية فقد وردت كلمة (أُمَّة) بمعانٍ عديدة ومتنوعة أحصت معاجم اللغة العربية الكثير منها، ورصدت أوجه استعمالاتها، وبينت شيئًا من أحوالها الصرفية على النحو الآتي:
1 -
ورد في كتاب العين قوله: (اعلم أنَّ كلَّ شيءٍ يضم إليه سائر ما يليه فإنَّ العرب تسمي ذلك الشيء أُمًّا. . فمن ذلك أم الرأس وهو الدماغ)(1).
2 -
ورد في كتاب العين -أيضًا-: (والأُمَّة: كُلُّ قوم في دينهم من أُمَّتهم، وكذلك تفسير هذه الآية: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} (2)[الزخرف: 23]، وكذلك قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً
= - أحمد حسن فرحات: الأمة في دلالتها العربية والقرآنية، الطبعة الأولى:(1403 هـ - 1983 م)، عن دار عمار، الأردن.
- ماجد عَرْسان الكيلاني: الأمّة المسلمة، مفهومها، إخراجها، مقوماتها، طبعة:(1412 هـ/ 1992 م)، عمان.
- محمد المبارك: المجتمع الإسلامي المعاصر، ص:(32 - 36)، (مرجع سابق).
- عباس محمود العقاد: ما يقال عن الإسلام: ص: (147 - 150)، (المرجع السابق نفسه).
- فاروق الدسوقي: مقومات المجتمع المسلم: ص: (129 - 133)، الطبعة الثانية:(1406 هـ - 1986 م)، عن المكتب الإسلامي - بيروت.
- محمد قطب: واقعنا المعاصر: ص: (50 - 112)، (مرجع سابق).
(1)
الخليل بن أحمد: كتاب العين. . مادة (أمم): (8/ 426)، (مرجع سابق). وانظر: ابن فارس: مجمل اللغة: ص: (81)، تحقيق: زهير عبد المحسن سلطان، وابن فارس: معجم مقاييس اللغة: (1/ 23)، تحقيق: عبد السلام هارون، الطبعة الأولى:(1411 هـ - 1991 م)، عن دار الجبل، بيروت.
(2)
وفي الآية قبلها: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} .
وَاحِدَةً} [الأنبياء: 92] أي: دين واحد، وكل من كان على دين واحد مخالفًا لسائر الأديان، فهو أمَّة على حدة، وكل قوم نسبوا إلى نبي وأضيفوا إليه فهم أُمَّته. . وقد يجيء في بعض الكلام أنَّ أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم هم المسلمون خاصة، وجاء في بعض الحديث: أنَّ أُمَّته من أرسل إليه ممن آمن به أو كفر به، فهم أُمَّته في الاسم لا في الملة) (1)، (بمعنى أنهم مقصودون بالدعوة لا المتبعون لها فهؤلاء المتبعون هم الأُمَّة الإسلاميَّة بمعنى أنَّهم مقصودون بالاتباع)(2).
3 -
وورد في كتاب العين: (كل جيل من الناس أُمَّة على حدة)(3).
4 -
وورد في كتاب العين: (وكل جنس من السباع أُمَّة، كما جاء في الحديث: "لولا أنَّ الكلاب أُمَّة من الأُمم لأمرتُ بقتلها كُلِّها فاقتلوا منها كل أسود بهيم")(4).
5 -
وفي اللسان أوجه عديدة لمعنى أُمَّة، وكذلك في الصحاح، منها إضافة لما سبق:
(1) الخليل بن أحمد: كتاب العين: (8/ 428)، (مرجع سابق).
(2)
انظر: أبا البقاء الكفوي: الكليات: ص: (176، 181)، (مرجع سابق)، وانظر: الأزهري: تهذيب اللغة: (15/ 635، 637)، (مرجع سابق)، وانظر: أحمد فرحات: الأمة: ص: (27)، (مرجع سابق).
(3)
الخليل بن أحمد: كتاب العين: (8/ 428)، (مرجع سابق)، وانظر: ابن منظور: لسان العرب: (1/ 152)، (مرجع سابق).
(4)
أخرجه الترمذي: صحيح الترمذي: (4/ 66) كتاب الصيد - باب: (16)، الحديث رقم:(1486)، تحقيق: كمال يوسف الحوت، (مرجع سابق)، وأخرجه أبو داود: سنن أبي داود: (3/ 107)، كتاب الصيد، الحديث رقم:(2845)، طبعة دار الحديث، القاهرة، (بدون تاريخ)، وأخرجه النسائي: سنن النسائي: (7/ 210)، كتاب الصيد، الحديث رقم:[4291]، تحقيق: مكتب تحقيق التراث الإسلامي، الطبعة الثالثة:(1412 هـ - 1992 م)، عن دار المعرفة - لبنان.
- أُمَّة اللَّه: خلقه.
- الأُمَّة: الجنس من كل حي.
- الأُمَّة: الحين.
- الأُمَّة: الملك والنعمة (1).
- الأُمَّة: الرجل الجامع للخير.
- الأُمَّة: العالم.
- الأُمَّة: القوم.
- الأُمَّة: الجماعة.
- الأُمَّة: الطَّاعة.
- الأُمَّة: القامة والوجه.
- أُمَّة الطريق وأمه: معظمه.
- الأُمَّة: القرن من الناس وجمعها أُمم (2).
6 -
ورد في تهذيب اللغة أنَّ أصل مادة (أُمَّة) من القصد قال: (وأصل هذا الباب كله من القصد، يقال: أَمَمْتُ إليه إذا قصدته، فمعنى الأُمَّة في الدين، أن مقصدهم مقصدٌ واحد، ومعنى الإِمَّة في النعمة: إنَّما هو الشيء الذي يقصده الخلق ويطلبونه. ومعنى الأُمَّة في الرجل المنفرد الذي لا نظير له: أنَّ قصده منفرد من قصد سائر الناس، ومعنى الأُمَّة: القامة، سائر مقصد الجسد، فليس يخرج شيءٌ من هذا الباب عن معنى أممت أي قصدت)(3).
(1) وانظر: الخليل بن أحمد: كتاب العين: (8/ 428)، (مرجع سابق).
(2)
انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (أمم):(1/ 101 - 102)، (مرجع سابق)، وانظر: الجوهري: الصحاح، مادة (أمم):(5/ 1863 - 1867)، (مرجع سابق)، وانظر: الفيروزآبادي: القاموس المحيط. . مادة (أم)، ص:(1391)، (مرجع سابق).
(3)
الأزهري: تهذيب اللغة مادة (أَمَّ): (15/ 635)، (مرجع سابق)، وانظر: ابن منظور: =
وفي معجم مقاييس اللغة قال: (وأمَّا الهمزة والميم فأصل واحد، يتفرع منه أربعة أبواب، وهي: الأصل والمرجع والجماعة والدين، وهذه الأربعة متقاربة، وبعد ذلك أصول ثلاثة وهي: القامة والحين والقصد)(1).
وقال في معنى القصد: (وأممت: أُمَّة)(2).
7 -
وعن وزن (أُمَّة) الصرفي، جاء في الكليات:(الأُمَّة بالضم، في الأصل: المقصود كالعُمْدَة والعُدَّة في كونهما معمودًا ومعدًّا، وتسمَّى بها الجماعة من حيث تؤمها الفرق)(3).
وجاء في معجم مقاييس اللغة: (والشجَّة الآمَّة وهي المأمُومة)(4). وعلى هذا فإنَّ الأُمَّة تكون بمعنى المفعول، وبه قال عدد من المفسرين والباحثين (5).
ويرى عددٌ آخر بأنَّها تكون بمعنى الفاعل: أي الجماعة التي تقصد الدين وتلتقي عليه (6)، ووزن الفاعل منها (آم).
= لسان العرب، مادة (أمم):(1/ 102)، (مرجع سابق).
(1)
ابن فارس: معجم مقاييس اللغة (أمم): (1/ 21 - 31)، (مرجع سابق).
(2)
المرجع نفسه: (1/ 7) وفي: (6/ 60).
(3)
أبو البقاء الكفوي: الكليات. . فصل الألف والميم ص: (181)، (مرجع سابق).
(4)
ابن فارس: معجم مقاييس اللغة: (1/ 23)، (مرجع سابق).
(5)
انظر: البيضاوي: أنوار التنزيل وأسرار التأويل؛ قال في تفسيره لقول اللَّه عز وجل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} ، قال البيضاوي:(وقيل: هي فُعْلَة بمعنى مفعول كالرحلة والنُّخبة من أَمَّه إذا قصده أو اقتدى به): (1/ 561)، الطبعة الأولى:(1408 هـ - 1988 م)، عن دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، وانظر: أحمد حسن فرحات: الأُمَّة في دلالتها العربية والقرآنية ص: (13)، (مرجع سابق).
(6)
أحمد حسن فرحات. .: الأُمَّة ص: (16)، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: محمد بن صالح العلي: المفهوم الإسلامي للأمة في مواجهة القومية (رسالة ماجستير من قسم الثقافة الإسلامية في كلية الشريعة بالرياض: (1406 هـ - 1407 هـ): ص: (1).
8 -
ووردت (إمَّة) لغة في أُمَّة ومعناها الطريقة والدين (1)، والإِمَّة بكسر الهمزة:(إِيتَّم بفلان إِمَّة. . والإيتمام مصدر الإمَّة إيتم بالإمام إمَّة. . . وكل من اقتدي به وقدَّم في الأمور فهو إمام، والنبي عليه السلام إمام الأمَّة، والخليفة إمام الرعية. . والقرآن إمام المسلمين. . والمصحف الذي يوضع في المسجد يسمَّى الإمام. . والإمام إمام الغلام، وهو ما يتعلم كلَّ يوم. . والإمام الطريق)(2).
* * *
(1) ابن منظور: لسان العرب، مادة (أَمَمَ):(1/ 101)، (مرجع سابق).
(2)
الخليل بن أحمد: كتاب العين، مادة (إمَّة):(8/ 428، 429)، (مرجع سابق).