الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
102 - [مسألة] الحمد لله أملى القاضي الحنفي المحب ابن الشحنة، أصلح الله أحواله، على جماعته. حديث عبد الله بن سلام في قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، أورده عن البرهان الحلبي، عن الصلاح ابن عمر عن الفخر البخاري. عن ابن طبرزد، عن ابن حصين، عن ابن
غيلان عن معاذ، عن يحيى، عن عوف، عن زرارة، عن عبد الله بن سلام، وقال: إنه من العشاريات لشيخه.
قلت: وهذا فيه سقط في موضعين من كل موضع راو، الأول: شيخ ابن غيلان وهو أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، والثاني: شيخ معاذ، وهو مسدد فأما أولهما، فإنه صاحب الفوائد المشهورة التي انتقاها الحافظ أبو الحسن الدارقطني من حديثه وعرفت بالغيلانيات لانفراد ابن غيلان راويها عنه بها، وهذا الحديث هو آخر حديث فيها وشيخه في هذا الحديث هو معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري راوي مسند مسدد عنه وقد سمع منه أبو بكر الشافعي جميع المسند المذكور، وخرج له الدارقطني الحديث المذكور منه، وشيخ مسدد فيه هو يحيى بن سعيد الذي روى الإمام أحمد الحديث في المسند عنه.
وأخرجه الحاكم والترمذي وغيرهما من طريقه، ولم ينفرد به
يحيى عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، فقد رواه أبو اسامة حماد بن أسامة عند ابن ماجه وأبي نعيم فيما رواه الضياء من طريقه، وخالد بن الحارث عند البيهقي في الشعب وسعيد بن عامر كما رواه الدارمي وعبد بن حميد في مسنديهما عنه، وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر فيما أشار إليه أبو نعيم في المعرفة، وعبد الله بن المبارك كما أخرجه العسكري في الصحابة من طريقه، وعبد الله بن يزيد المقرئ كما هو في الجزء الأول من حديث الهاشمي وعبد ربه بن نافع أبو شهاب الحناط فيما أشار إليه أبو نعيم في المعرفة، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي كما هو عند الترمذي وابن ماجه وعبد الوهاب بن عطاء كما هو عند الحاكم في المستدرك وعثمان [بن الهيثم المؤذن] كما أخرجه البيهقي في الدلائل ومحمد بن جعفر غندر كما هو عند
أحمد والترمذي ابن ماجه ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي كما هو في سابع المحامليات الأصبهانية، ومحمد بن أبي عيد عند الترمذي وابن ماجه ومروان بن معاوية الفزاري كما هو في مسند أبي يعلي الموصلي، ومعاذ بن عوذ الله القرشي كما هو في المعجم الكبير للطبراني ومعرفة الصحابة لأبي نعيم والسنن الكبرى للبيهقي ودلائل النبوة له وهوذة بنخليفة كما هو عند الحاكم والحارث بن أبي أسامة، والطبراني في الكبير والضياء في المختارة وآخرون كلهم عن عوف.
كما أن زرارة لم يتفرد به عن عبد الله بن سلام، بل رواه سعيد بن المسيب وأبو العالية فيما أشار إليه أبو نعيم في "إطعام الطعام" كلاهما عن عبد الله.
وبهذا يتبين أن قول شيخنا في تخريج الأذكار في المجلس الخامس والثلاثين بعد الستمائة من تخريجه: مدار الحديث على عوف، فقول الشيخ ـ يعني النووي ـ بالأسانيد الجيدة يوهم أن للحديث طرقًا إلى الصحابي وليس كذلك، فيه توقف.
وقد صحح الحديث الترمذي والحاكم، وقال شيخنا: في تصحيح الترمذي له نظر فإن زرارة وإن كان ثقة لا يعرف له سماع من عبد الله بن سلام فلعله أطلق الصحة لما للمتن من الشواهد.
وأما تصحيح الحاكم، فلعله تبع الترمذي.
ومن شواهد المتن ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد من
حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا الجنان" وسنده جيد، ورواه الترمذي، وصححه، وكذا صححه ابن حبان ووراء هذا كله أنني ما أعلم الحديث في مسموع البرهان على الصلاح. والله الموفق.