الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
48 - حديث: "كل أمرٍ ذي بال .. الحديث
".
أنبأني به أبو زرعه المقدسي عن أبي عبد الله الأنصاري أنا أبو الفداء ابن أبي اليسر حضورًا أنا أبو طاهر الخشوعي، أبنا أبو محمد الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب الحافظ، أنا محمد بن علي بن مخلد الوراق ومحمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمران ثنا محمد بن صالح البصري بها ثنا عبدي بن عبد الواحد بن شريك ثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم أقطع".
هذا حديث غريب أخرجه الخطيب البغدادي في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" ومن طريقه أخرجه الرهاوي في خطبة الأربعين له، قال: أنا محمد بن حمزة أنا عبد الله يعني الأكفاني به فوقع لنا بدلاله عاليًا ورواته ثقات، فعبيد وثقه ابن حبان ومسلمة وأبو مزاحم وقال الدارقطني: صدوق، وقال ابن المنادي: أكثر الناس عنه ثم أصابه أدنى تغيير في آخر أيامه وكان على ذلك صدوقًا.
وقاله العجلي وأبو حاتم وابن حبان ومبشر أخرج له الجماعة، ووثقه أحمد وابن معين وابن سعد وابن حبان كبار الأئمة ثقاتهم، لكن قال يعقوب بن شيبه عن ابن معين: الأوزاعي في الزهري ليس بذلك. قال يعقوب: والأوزاعي ثقة ثبت وفي روايته عن الزهري خاصة شيء. انتهى.
ولعل سبب ذلك ما قاله عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي دفع إليَّ الزهري صحيفة فقال: اروها عني. والله أعلم.
وقد تابع مبشرًا على روايته عن الأزاعي لكن بلفظ آخر، خارجة بن مصعب ومحمد بن كثير وهما ضعيفان.
أما رواية خارجة: فرواها الخليلي في الإرشاد ومن طريقه الرهاوي من طريق إسحاق بن حمزة ثنا عيسى ابن موسى غنجار ثنا خارجة به بلفظ: "كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع".
وأما رواية محمد، فأشار إليها الداقطني في العلل فقال: رواه محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري وأخرجها الرهاوي بلفظ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع، إلا أنه وقع في روايته عن يحيى بدل الزهري وقال بعد تخريجها: هكذا كان في أصل كتاب أبي يوسف ـ يعني أحد رواته.
قلت: وزعم بعضهم أن يحيى هذا هو ابن أبي كثير، لكن رده التاج السبكي وادَّعى أن يحيى هو قرة الآتي، لأن إسماعيل بن عياش ذكر أن لقبه قرة واسمه يحيى. وفيه نظر من وجهين: أحدهما ضعف الطريق إلى إسماعيل كما أشار إليه ابن حبان.
الثاني: أنه يلزم منه أن يكون من رواية قرة عن أبي سلمة ولا متابع
له على ذلك، وعندي أن ذكر يحيى في السند وهم، ويتأيد بالرواية التي أشار إليها الدارقطني. وبالله التوفيق.
وقد اختلف في هذا الحديث على الأوزاعي، فرواه عنه من قدمنا ذكره هكذا، وخالفهم الوليد بن مسلم فيما أخبرني الشيخان أبو محمد الحنفي، وأم محمد ابنة ابن جماعة سماعًا عليهما، الأول عن أبي عمر بن جماعة، والثانية عن أبي الفرج ابن القارئ كلاهما عن أبي المعالي الأبرقوهي سماعًا للأول وحضورًأ للثاني قال: أنا أبو القاسم ابن أبي الجود، أنا أبو العباس ابن الطلابة أنا أبو القاسم الأنماطي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن بنت أحمد بن منيع ـ هو البغوي ـ ثنا أبو الفضل داود بن رشيد الخوارزمي، ثنا الوليد بن مسلم عن الأزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع".
هذا حديث غريب قال البزار بعد تخريجه من حديث قرة: لا نعلمه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، وحسنه ابن الصلاح ثم النووي في الأذكار وشيخ شيوخنا العراقي وادعى بعضهم صحته أخرجه الداقطني في أول الصلاة من سننه عن أبي القاسم البغوي
فوافقناه بعلو، وأخرجه أبو داود في باب الهدى في الكلام من كتاب الآداب من سننه قال: ثنا أبو توبة قال: زعم الوليد بهذا ولفظه: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليل" من سننه الكبرى رواية ابن الأحمر قال: أنا محمود بن خالد ثنا الوليد به باللفظ الذي أسندناه.
وأخرجه الرهاوي في خطبة الأربعين له عن أبي الغنائم التنوخي عن ابن الطلابه فوقع لنا بدلالهم عاليًا، وأخرجه أيضًا من طريق أبي العباس الثقفي عن داود بن رشيد فوقع لنا عاليًا، ورجال هذا السند من رجال الصحيحين سوى قرة هو: ابن عبد الرحمن بن حيويل أبو محمد المعافري فلم يخرج له البخاري أصلاً، وأما مسلم، فقال الحاكم في أواخر الصلاة من مستدركه: إنه استشهد به في صحيحه في موضعين.
انتهى، وقد لينه غير واحد، فنقل الجرجاني عن أحمد أنه منكر الحديث جدًا، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير. وقال الآجري عن أبي داود: في حديثه نكارة، وقال ابن أبي خثيمة عن ابن معين: ضعيف الحديث وفي وراية عن يحي: كان يتساهل في السماع والحديث وليس بكذاب، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي لكن قال ابن عدي: لم أر له حديثًا منكرًا جدًا وأرجو أنه لا بأس به، ووثقه ابن حبان ونقل عن الأوزاعي أنه كان يقول: ما أحد أعلم بالزهري منه، ثم تعقبه بأنه ليس بشيء يحكم به على الإطلاق.
قلت: لكن أورد ابن عدي بسنده إلى قرة قال: لم يكن للزهري كتاب، إلا كتاب فيه نسب قومه، وكان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من ابن حيويل. وقال شيخنا: فيظهر من هذه القضية أن مراد الأوزاعي أنه أعلم بحال الزهري من غيره، لا فيما يرجع إلى ضبط الحديث، قال: وهذا هو اللائق. والله الموفق.
وقد تابع الوليد على روايته عن الأوزاعي، شعيب بن إسحاق، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي وعبد الله بن المبارك وعبيد الله بن موسى العبسي، وموسى بن أعين وأبو المغيرة.
أما حديث شعيب، فأخرجه ابن حبان في النوع الثاني والتسعين من القسم الأول من صحيحه قال: أنا الحسين بن عبد الله القطان: ثنا هشام بن عمار ثنا شعيب به ولفظه: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله
أقطع" وبوب عليه: الأمر للمرء أن يكون فواتح أسبابه بحمد الله لئلا يكون أسبابه بترا.
وأما حديث عبد الحميد، فأخرجه ابن حبان أيضًا في النوع السادس والستين من القسم الثالث بهذا اللفظ والسند إلى هشام: ثنا عبد الحمي به. فكأن هشامًا حدث به مرة عن شعيب ومرة عن عبد الحميد. وبوب عليه ابن حبان: الإخبار عما يجب على المرء من ابتداء الحمد لله عز وجل في أوائل كلامه عند بغية مقاصده.
قلت: وفي مغايرته بين الترجمتين مع اتحاد لفظ الخبر نظر، أشار إليه التاج السبكي. وقد أخرجه أبو عوانة في خطبة مستخرجه على مسلم فيما زاده عليه قال: حدثني يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي وسعيد بن محمد قالا: ثنا هشام بسنده مثله، يعني مثل حديث عبيد الله الآتي، وأخرجه الخليلي في "الإرشاد" ومن طريقه الرهاوي من حديث محمد بن خريم الدمشقي ثنا هشام به بلفظ:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع".
وأما حديث ابن المبارك، فأخرجه الإمام أحمد في مسنده: ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن المبارك به بلفظ:"كل أمر وكلام ذي بالٍ لا يفتح بذكر الله فهو أبتر أو قال: أقطع".
وأما حديث عبيد الله، فرواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وأبو العباس العزي والعباس بن محمد ومحمد بن المغيرة السكري والحسن بن سلام السواق ومحمد بن أسلم الطوسي ويعقوب بن سفيان الفسوي وغيرهم.
فحديث أبي بكر واللذين بعده أخرجها ابن ماجه في خطبة النكاح من سننه عنهم بلفظ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع"، وهو في مصنف أبي بكر بن أبي شيبه ومسنده معًا.
وحديث يوسف والثلاثة بعده أخرجها أبو عوانة في خطبة صحيحه أيضًا عنهم بهذا اللفظ وزاد: "فهو أقطع".
وحديث السكري، أخرجه البيهقي في الباب الثالث والثلاثين من شعب الإيمان له قال: أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ، ثنا محمد بن المغيرة ولفظه:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع".
وحديث السواق، أخرجه الخطيب في جامعه عن أبي عمر بن مهدي. ورواه الرهاوي في خطبة الأربعين من طريق ابن شاذان كلاهما عن أبي عمرو ابن عنه بلفظ ابن ماجه وزاد:"بالحمد لله".
وحديث الطوسي: أخرجه الرهاوي من طريق زاهر السرخسي عن
محمد بن وكيع الطوسي عنه بلفظ الذي قبله سواء.
وحديث الفسوي، أخرجه الخطيب في جامعه بهذا اللفظ أيضًا عن أبي الحسن البصري عن الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي عنه به.
وأما حديث موسى بن أعين، فأخرجه الدارقطني في أول الصلاة من سننه أيضًا قال: حدثني أبو طالب الحافظ أحمد بن نصر بن هلال بن العلاء ثنا عمرو بن عثمان هو الرقي، ثنا موسى به ولفظه:"كل أمر لا يبدأ فيه بذكر الله تعالى أقطع".
وأما حديث أبي المغيرة ـ وهو: عبد القدوس بن الحجاج الخولاني ـ فقال البيهقي في "كتاب الجمعة من سننه الكبرى": أنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو سعيد ابن الأعرابي، ثنا عباس بن عبد الله الترقفي، ثنا أبو المغيرة به بلفظ:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع" وهكذا رويناه من حديث الخرائطي ثنا الترقفي به، ومن حديث أبي الأسعد هبة الرحمن المقبري عن جدته فاطمة ابنة الأستاذ أبي علي الدقاق عن شيخ البيهقي، وساقه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل في عشرة الحداد قال: أنا أبو مسعود ابن أبي منصور، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ثنا الطبراني إملاء وقراءة، ثنا أحمد بن عبد الوهاب الحوطي، ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثني قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع".
قلت: فهؤلاء سبعة أنفس رواه عن الأوزاعي بإثبات قرة، وكلهم
ثقات، من رجال الشيخين في صحيحيهما إلا عبد الحميد فلم يخرجا له، وقد وثقه أحمد وأبو زرعة وابن حبان والدارقطني وأبو حاتم في أحد قوليه، وقال ابن معين والعجلي: ليس به بأس، لكن ضعَّفه دحيم، وقال البخاري: ربما يخالف في حديثه، ويروى عنه أنه ليس بالقوي، وكذا قال النسائي. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. انتهى.
فروايهم أرجح من رواية من أسقطه، ويمكن الجمع بينهما بأن الأوزاعي رواه عن الزهري من صحيفته مناولة، وسمعه من قرة عنه سماعًا. والله أعلم.
وقد اختلف في هذا الحديث أيضًا على الوليد ثم على الزهري، فأما الاختلاف على الوليد، فرواه عنه من قدمنا، فقالوا: عن الأزاعي عن قرة عن الزهري. ورواه النسائي "في اليوم والليلة" قال: أخبرني محمود بن خالد يعني أيضًا، ثنا الوليد فقال: عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري ويحتمل أن يكون الوليد سمعه من الأوزاعي بنزول ومن سعيد بعلو، على أن سعيدًا قد رواه عن الزهري مرسلاً كما سيأتي.
وأما الاختلاف على الزهري، فإنا أوردناه عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وأشار الدارقطني إلى أنه رواه محمد بن سعيد الوصيف ـ يعني الضعيف ـ عن الزهري، فقال: عن ابن كعب بن مالك عن أبيه.
قلت: وكذا رواه الزبيدي عن الزهري فيما أخبرتني به المسندة سارة ابنة أبي حفص الحموي ـ رحمها الله ـ عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الفراء أنبأنا علي بن محمد [بن] أحمد بن عبد الواحد المقدسي عن أسعد بن سعيد بن روح وغير واحد قالوا: أنا فاطمة ابنة عبد الله الجوزذانية أنا أبو بكر بن ريذه، أنا أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير له ثنا أحمد بن المعلم الدمشقي ثنا عبد الله بن يزيد المقريء ثنا صدقة بن عبد الله السمين عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري عن عبد الله بن كعب عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع".
أخرجه الرهاوي هكذا من طريق أبي بكر بن ريذة فوقع لنا عاليًا، وصدقة ضعيف عند الجمهور. فقد رواه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد الأيليان وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً كما أشار إلهي أبو داود في سننه وتبعه البيهقي وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده قال: ثنا بقية بن الوليد، ثنا شعيب كذلك
ولفظه: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أكتع" قال بقية: والاكتع هو الذي ذهبت أصابعه وبقي كفه.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن عقيل به. وكذا أخرجه من حديث غير عقيل فقال: أنا علي بن حجر ثنا الحسن ـ يعني ابن عمرو، وهو أبو المليح ـ عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل كلام لا يبدأ في أوله بذكر الله فهو أبتر".
ورواه وكيع عن الأوزاعي عن الزهري كذلك.
وصحح جهبذ العلل والحافظ الجبل أبو الحسن الدارقطني من طريق هذا الحديث هذه الرواية المرسلة وهو موافق لما نقله الخطيب عن أكثر أصحاب الحديث فيما إذا اختلف الثقات في حديث فرواه بعضهم متصلاً وبعضهم مرسلاً أن الحكم لمن أرسل وقيل: إن الحكم للأكثر، وقيل: للأحفظ، وكلاهما اتصف به من أرسل هذا الحديث، لكن صحح الخطيب أن الحكم لمن وصل، ونقل ابن الصلاح تصحيحه عن أهل الفقه وأصوله، وعزاه النووي أيضًا للمحققين من أصحاب الحديث، وتعقب ذلك ابن دقيق العيد بأنه ليس قانونًا مطردًا قال: ومراجعة
أحكامهم الحديثية تعرف صواب ما نقول.
وكذا قال ابن سيد الناس وبه جزم العلائي فقال: كلام المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري وأمثالهم، يقتضي أنهم لا يحكمون في هذه المسألة بحكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر مع الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عن أحدهم في كل حديث حديث. انتهى.
ويستشكل المذهب الأخير هذا الحديث حيث اتحد مخرجه، ورواه جماعة من الحفاظ الأثبات على وجه، ورواه من هو دونهم في الضبط والإتقان والعدد، على وجه يشتمل على زيادة في السند، فكيف تقبل زيادتهم وقد خالفهم من لا يغفل مثلهم عنها، لحفظهم وكثرتهم، والغرض أن شيخهم الزهري ممن يجمع حديثه ويعتني بمرورياته بحيث يقال: إنه لو رواها لسمعها منه حفاظ أصحابه، ولو سمعوها لرووها ولما تطابقوا على تركها، قال شيخنا: والذي يغلب على الظن في هذا وأمثاله تغليط راوي الزيادة. انتهى.
وفي سؤالات السلمى أن الدارقطني سئل عن الحديث، إذا اختلف فيه الثقات؟ قال: ينظر ما اجتمع عليه ثقتان فيحكم بصحته ومن جاء بزيادة فتقبل من متقن ويحكم لأكثرهم حفاظًا ويبني على ما دونه. انتهى.
وفي المسألة كلام كثير ليس هذا محله، وإنما نبهت على ذلك، دفعًا
لمن تعقب تصحيح الدارقطني ممن لا يدانيه. وبالله التوفيق.
وقد وقع لنا من حديث يونس بن يزيد الأيلي متصلاً لكنه ضعيف جدًا: أخبرني أبو المعالي ابن الذهبي مشافهة عن أبي هريرة ابن الحافظ سماعًا أنا أبو محمد بن عساكر عن أبي الوفاء ابن منده أنا سعد البزار أنا أبو عمرو بن الحافظ أنا أبو الحسين العمري ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن ميمون أخبرني أبي قال: وجدت في كتاب جدي ميمون بن عون ثنا إسماعيل بن أبي زياد، ثنا يونس بن يزيد الأيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله ثم بالصلاة عليَّ فهو أقطع أكتع ممحوق من كل بركة".
وأخرج الرهاوي من طريق الخليلي في الإرشاد: ثنا محمد بن عمر الزاهد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن الطياب الأصبهاني ثنا الحسن بن القاسم الأصبهاني، ثنا إسماعيل به ولفظه:"كل أمر لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة".
وهكذا أخرجه الديلمي في مسند الفردوس له من طريق أبي بكر