المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌48 - حديث: "كل أمر ذي بال .. الحديث - الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية - جـ ١

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌1 - حديث: النهي عن كسر سكة المسلمين

- ‌2 - حديث: "المنبتُّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى

- ‌3 - حديث: "من آذى ذميًا فأنا خصمه

- ‌4 - حديث: "لحوم البقر داء وسمنها ولبنها دواء

- ‌5 - حديث: "ينزل الله تبارك وتعالى كل يوم مائة رحمة…الحديث

- ‌6 - حديث: "إذا انتصف شعبان فلا صوم حتى رمضان

- ‌7 - حديث: "الأرمد لا يُعاد

- ‌8 - حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم تبسم في الصلاة فلما سلم قال: "مر بي ميكائيل" الحديث

- ‌9 - حديث: "عمل علي رضي الله عنه لبعض أهل الذمة

- ‌10 - حديث "لا مهر أقل من عشرة دراهم

- ‌11 - حديث: "الحج جهاد كل ضعيف

- ‌12 - حديث: "يغفر للحاج في ذي الحجة والمحرم وصفر والعشرين من ربيع الأول

- ‌13 - حديث: "بشارة عثمان بالخلافة بعد عمر

- ‌14 - حديث: "أن أعرابيًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن امرأتي تنزف الدم، فقال له أبي بن كعب: عليها شم الكافور، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "من أين لك هذا يا أبي؟ " فقال: من قول امرئ القيس ابن ماء السماء:من عادة الكافور

- ‌15 - حديث: "الترهيب في النكاح

- ‌16 - حديث: "يأتي على الناس زمان يتحابون بألسنتهم ويتباغضون بقلوبهم

- ‌17 - حديث: "سيد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم فابدوءا به

- ‌18 - حديث: "عن مرجع الضمير فيما رواه الشيخان من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن جدته مليكة الحديث

- ‌19 - حديث: "من ترك الصلاة ثلاثة أيام متعمدًا، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله أتاه النداء من قبل الله تعالى: كذبت

- ‌20 - حديث: هل ورد في الاستغفار عقب الذكر شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من السلف أم لا

- ‌21 - حديث "التائب من الذنب كمن لا ذنب له

- ‌22 - وسئلت: عن ثغر دمياط هل فتح صلحًا أو عنوة

- ‌23 - حديث: أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقرأ (إن لدينا أنكالاً وجحيما) فصعق

- ‌24 - حديث: "كيفية قص الأظفار

- ‌25 - حديث: "لا يدخل الجنة ولد زنا

- ‌26 - حديث: "نعم العبد صُهَيْب لو لم يخف الله لم يعصه

- ‌27 - حديث "طلب الحق غربة

- ‌28 - حديث: النهي عن تخصيص المرء نفسه بالدعاء

- ‌29 - حديث: "سيد القوم خادمهم

- ‌30 - حديث: "اختلاف أمتي رحمة

- ‌31 - هل صح في ما فضل عن الأصابع من الثوب

- ‌32 - حديث: "تختموا بالعقيق

- ‌33 - سئلت: عمن قال: لا يجب على المرء إنكار ما لم يجمع على تركه، هل هو صحيح أم لا

- ‌34 - وسئلت: عن الأحاديث الودعانية ما حكمها

- ‌35 - وسئلت: عن الأحاديث الواردة في الرباط

- ‌36 - وسُئلت: عن حديث النواس بن السمعان: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك" هل ورد فيه حك أم لا

- ‌37 - حديث: "درهم ربا أشد من اثنين وسبعين زنية

- ‌38 - حديث "كفارة من استغتبته أن تستغفر له

- ‌39 - حديث: جابر: "من كان له إمام فقراءته له قراءة

- ‌40 - حديث: "لا صلاة بعد الفجر إلا سجدتين

- ‌41 - حديث: الاكتحال يوم عاشوراء

- ‌42 - حديث: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف قبل الهجرة إلى المدينة

- ‌43 - حديث: "من لغا فلا جمعة له

- ‌44 - وسئلت: هل صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين" وكنت نبيًا ولا آدم ولا طين".وهل يعتمد كلام ابن تيمية في الكراسة التي له أنه موضوع أم لا

- ‌45 - سئلت: عن ما ذكره الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي في جزء فيه وصول القراءة إلى الميت وهو: روى القاضي أبو يعلي بإسناده عن علي بن ابي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مر على المقابر فقرأ: (قل هو الله أح

- ‌46 - سئلت: عن ما نصه قال تمام: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ثنا حفص بن عمر ثنا عاصم بن علي ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير وعن الثقة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت

- ‌47 - سئلت عن حديث: "لو كان لابن آدم جبلين من ذهب…الحديث

- ‌48 - حديث: "كل أمرٍ ذي بال .. الحديث

- ‌49 - سئلت: هل يدخل في تعريف الصحابي حيث قيل فيه: من رأى .. إلى آخه، من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أو رآه بعد وفاته كما وقع لأبي ذؤيب الهذلي الشاعر فإنه لما أخبر بمرض النبي صلى الله عليه وسلم سافر نحوه فقبض صلى الله عليه وسلم قبل وصوله إلى

- ‌50 - حديث: "ما ذئبان ضاريان .. " الحديث

- ‌51 - حديث: العينة

- ‌52 - حديث الهندباء

- ‌53 - حديث: الشرب قائمًا

- ‌54 - وسئلت: عن الحديث الوارد في وصف أهل الجنة بأنهم جرد مرد. هل ورد فيه استثناء أحد من الأنبياء أم لا

- ‌55 - وسئلت عن حديث القرون

- ‌56 - وسئلت عن بنة الجهني، هل هو بموحدتين ونون أو موحدتين

- ‌57 - وسئلت: عن الأربعة الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في نسق وهل يعرف غيرهم

- ‌58 - [مسألة]:

- ‌59 - وسئلت: عن حديث "أدبني ربي فأحسن تأديبي

- ‌60 - وسئلت: عن حديث "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل

- ‌61 - وسئلت عن حديث "لا غيبة لفاسق" ومن قال: لم يقله أحد من المسلمين

- ‌62 - ثم سئلت عما ورد في المعز والشياه

- ‌63 - ثم سئلت عن حديث: "من باع دارًا لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه". من أخرجه، وهل هو صحيح أم لا

- ‌64 - سئلت: عن ما ورد في جلوس الإمام بعد [سلامه في] مصلاه

- ‌65 - سئلت: عن أسماء أهل الصفة

- ‌66 - سئلت عن الوارد في السنا والسنوت

- ‌67 - سئلت عن مسح الوجه باليدين عقب الدعاء

- ‌68 - سئلت عن الحديث المروي وصورته:

- ‌69 - وسئلت: عن كعب الأحبار: هل هو كعب بن الأشرف، أو كعب بن لؤي

- ‌70 - مسألة: حديث عائشة: "عُذب أهل قرية كانوا يعملون عمل الأنبياء" فقيل لها: ولم ذلك يا أم المؤمنين؟ قالت: "لأنهم كانوا لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر

- ‌71 - وسئلت: عن قراءة سورة: (والعصر) عند التقاء المؤمنين

- ‌72 - مسألة: قال ربيعة: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل، وبما كان يستفتح؟ قالت: كان يكبر عشرًا ويحمد عشرًا، ويسبح عشرًا ويهلل عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: "اللهم اغفر لي واهدني وارزقني" عشرًا

- ‌73 - مسألة:

- ‌74 - مسالة:

- ‌75 - مسألة: المتكلمون في المهد:

- ‌76 - ثم سئلت عن قولهم: أمرت أن أخطاب الناس على قدر عقولهم. وقولهم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، وقولهم: كل عام ترذلون. وقولهم: إن القمر حين انشق نزل إليه صلى الله عليه وسلم ودخل من كمه وخرج من الكم الآخر، فطاف بالكعبة. هل لهذه أصل أم لا

- ‌77 - وسئلت: عن الأنين

- ‌78 - وسئلت: "من تزين للناس بما يعلم الله منه خلافه

- ‌79 - مسألة: إذا تجاوز الرجلان في الإمامة بعد الإقامة فهما في النار

- ‌80 - وسئلت: عما اشتهر على الألسنة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا ذوي العاهات" هل له أصل؟ وما معناه

- ‌81 - سئلت: عن سند يتصل به مسند أبي ذر، للبزار، وأحضر إليَّ ورقة بخط الشيخ قاسم الحنفي كتبها في ذلك، نصها: "أنبأني أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر مشافهة أنبأنا أبو الفتح محمد بن محمد مشافهة عن أبي الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن عبد ا

- ‌82 - سئلت: عن الوارد في البواسير، أعاذنا الله منه

- ‌83 - سألني: بعض الصوفية عن حديث: "رأيت ربي في المنام في أحسن صورة

- ‌84 - سألني: الشيخ شمس الدين الأمشاطي ـ نفع الله به ـ عما وقع في "الطبقات للحنفية" في وفاة شمس الأئمة عبد العزيز بن أحمد بن نصر الحلواني وكونها في سنة ثمان أو تسع وأربعين وأربعمائة، كيف يستقيم مع ما فيها من أن شمس الأئمة محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخس

- ‌85 - غريبة:

- ‌86 - حديث: المغفرة ليلة النصف من شعبان

- ‌87 - حديث: "يطلع الله ليلة النصف من شعبان

- ‌88 - [مسألة

- ‌89 - الحمد لله: روى الخطيب والدارقطني في "الرواة عن مالك" لهما، وأبو علي بن دوما في فوائده والرافعي في تاريخ قزوين والصابوني في الأربعين له كلهم من حديث الفضل بن غانم عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي رفعه: "من قال في اليوم مائة مرة لا إل

- ‌90 - الحمد لله مسألة: خرج البيهقي في السنن من جهة الشافعي من طريق محمد بن كعب أنه سمع رجلاً في بني وائل يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تجب الجمعة على كل مسلم، إلا امرأة أو صبي أو مملوك". وهكذا هو في أصل معتمد جدًا، قديم من مسند الشافعي سواء. وه

- ‌91 - الحمد لله مسألة:

- ‌92 - مسألة:

- ‌93 - الحمد لله مسألة: عن حديث: "نية المؤمن خير من عمله" هل ورد أم لا، وما حكمه وما معناه

- ‌94 - [مسألة]: لم يزال السؤال: يقع عن قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحيي ممن استحيت منه الملائكة

- ‌95 - الحمد لله سئلت عن حديث: "تناكحوا تناسلوا أباهي بكم يوم القيامة

- ‌96 - [مسألة] الحمد لله: روى الدارقطني والبيهقي في سننيهما عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا اعكتاف إلا بصيام" وسنده ضعيف، وأشار البيهقي وغيره إلى أن رفعه وهم

- ‌97 - الحمد لله: أملي الديمي على البحيري ومن خطه نقلت ما نصه: حضر الإمام أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكوفي مجلس الحسن بن عمارة كوفي، فسئل الأعمش عن الحسن بن عمارة تكلم فيه، فلما أن رجع إلى البيت بعث وراء الأعماش وأحسن إليه، وقال له: أريد أن تبدل

- ‌98 - سئلت: عما أورده جماعة من متأخري الفقهاء أنه صلى الله عليه وسلم قال: "التكبير جزم والسلام جزم" هل له أصل أم لا

- ‌99 - وسئلت عما اشتهر: "ما خلا جسد من حسد، والعداوة في الأهل، والحسد في الجيران

- ‌100 - وسئلت: عما اشتهر أنه من أراد أن يكون حمل زوجته ذكرًا فليضع يده على بطنها وليقل: إن كان هذا الحمل ذكرًا سميته محمدًا فإنه يكون

- ‌101 - وسئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولادة

- ‌102 - [مسألة] الحمد لله أملى القاضي الحنفي المحب ابن الشحنة، أصلح الله أحواله، على جماعته. حديث عبد الله بن سلام في قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، أورده عن البرهان الحلبي، عن الصلاح ابن عمر عن الفخر البخاري. عن ابن طبرزد، عن ابن حصين، عن ابن

- ‌103 - مسألة: روى الترمذي في جامعه في "باب ما جاء في التجار وتسمية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم" من حديث ابن خثيم عن إسماعيل بن عبيد ويقال: عبيد الله بن رفاعة عن أبيه عن جده أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: "ي

- ‌104 - الحمد لله: التمستم ـ نفعنا الله بركتكم ـ من العبد إيضاح ما أشكل معناه مما أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث مروان بن معاوية الفزاري عن أبي المليح الهذلي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليغضب عن من لا يفعل

- ‌105 - مسألة: هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: "يا علي قد جعلت إليك هذه السبقة بين الناس، فخرج علي، دعا سراقة بن مالك رضي الله عنه فقال: يا سراقة إني قد جعلت إليك ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم في عنقي من هذه السبقة في عنقك

الفصل: ‌48 - حديث: "كل أمر ذي بال .. الحديث

‌48 - حديث: "كل أمرٍ ذي بال .. الحديث

".

أنبأني به أبو زرعه المقدسي عن أبي عبد الله الأنصاري أنا أبو الفداء ابن أبي اليسر حضورًا أنا أبو طاهر الخشوعي، أبنا أبو محمد الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب الحافظ، أنا محمد بن علي بن مخلد الوراق ومحمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمران ثنا محمد بن صالح البصري بها ثنا عبدي بن عبد الواحد بن شريك ثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم أقطع".

هذا حديث غريب أخرجه الخطيب البغدادي في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" ومن طريقه أخرجه الرهاوي في خطبة الأربعين له، قال: أنا محمد بن حمزة أنا عبد الله يعني الأكفاني به فوقع لنا بدلاله عاليًا ورواته ثقات، فعبيد وثقه ابن حبان ومسلمة وأبو مزاحم وقال الدارقطني: صدوق، وقال ابن المنادي: أكثر الناس عنه ثم أصابه أدنى تغيير في آخر أيامه وكان على ذلك صدوقًا.

ص: 189

وقاله العجلي وأبو حاتم وابن حبان ومبشر أخرج له الجماعة، ووثقه أحمد وابن معين وابن سعد وابن حبان كبار الأئمة ثقاتهم، لكن قال يعقوب بن شيبه عن ابن معين: الأوزاعي في الزهري ليس بذلك. قال يعقوب: والأوزاعي ثقة ثبت وفي روايته عن الزهري خاصة شيء. انتهى.

ولعل سبب ذلك ما قاله عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي دفع إليَّ الزهري صحيفة فقال: اروها عني. والله أعلم.

وقد تابع مبشرًا على روايته عن الأزاعي لكن بلفظ آخر، خارجة بن مصعب ومحمد بن كثير وهما ضعيفان.

ص: 190

أما رواية خارجة: فرواها الخليلي في الإرشاد ومن طريقه الرهاوي من طريق إسحاق بن حمزة ثنا عيسى ابن موسى غنجار ثنا خارجة به بلفظ: "كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع".

وأما رواية محمد، فأشار إليها الداقطني في العلل فقال: رواه محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري وأخرجها الرهاوي بلفظ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع، إلا أنه وقع في روايته عن يحيى بدل الزهري وقال بعد تخريجها: هكذا كان في أصل كتاب أبي يوسف ـ يعني أحد رواته.

قلت: وزعم بعضهم أن يحيى هذا هو ابن أبي كثير، لكن رده التاج السبكي وادَّعى أن يحيى هو قرة الآتي، لأن إسماعيل بن عياش ذكر أن لقبه قرة واسمه يحيى. وفيه نظر من وجهين: أحدهما ضعف الطريق إلى إسماعيل كما أشار إليه ابن حبان.

الثاني: أنه يلزم منه أن يكون من رواية قرة عن أبي سلمة ولا متابع

ص: 191

له على ذلك، وعندي أن ذكر يحيى في السند وهم، ويتأيد بالرواية التي أشار إليها الدارقطني. وبالله التوفيق.

وقد اختلف في هذا الحديث على الأوزاعي، فرواه عنه من قدمنا ذكره هكذا، وخالفهم الوليد بن مسلم فيما أخبرني الشيخان أبو محمد الحنفي، وأم محمد ابنة ابن جماعة سماعًا عليهما، الأول عن أبي عمر بن جماعة، والثانية عن أبي الفرج ابن القارئ كلاهما عن أبي المعالي الأبرقوهي سماعًا للأول وحضورًأ للثاني قال: أنا أبو القاسم ابن أبي الجود، أنا أبو العباس ابن الطلابة أنا أبو القاسم الأنماطي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن بنت أحمد بن منيع ـ هو البغوي ـ ثنا أبو الفضل داود بن رشيد الخوارزمي، ثنا الوليد بن مسلم عن الأزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع".

هذا حديث غريب قال البزار بعد تخريجه من حديث قرة: لا نعلمه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، وحسنه ابن الصلاح ثم النووي في الأذكار وشيخ شيوخنا العراقي وادعى بعضهم صحته أخرجه الداقطني في أول الصلاة من سننه عن أبي القاسم البغوي

ص: 192

فوافقناه بعلو، وأخرجه أبو داود في باب الهدى في الكلام من كتاب الآداب من سننه قال: ثنا أبو توبة قال: زعم الوليد بهذا ولفظه: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليل" من سننه الكبرى رواية ابن الأحمر قال: أنا محمود بن خالد ثنا الوليد به باللفظ الذي أسندناه.

وأخرجه الرهاوي في خطبة الأربعين له عن أبي الغنائم التنوخي عن ابن الطلابه فوقع لنا بدلالهم عاليًا، وأخرجه أيضًا من طريق أبي العباس الثقفي عن داود بن رشيد فوقع لنا عاليًا، ورجال هذا السند من رجال الصحيحين سوى قرة هو: ابن عبد الرحمن بن حيويل أبو محمد المعافري فلم يخرج له البخاري أصلاً، وأما مسلم، فقال الحاكم في أواخر الصلاة من مستدركه: إنه استشهد به في صحيحه في موضعين.

ص: 193

انتهى، وقد لينه غير واحد، فنقل الجرجاني عن أحمد أنه منكر الحديث جدًا، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير. وقال الآجري عن أبي داود: في حديثه نكارة، وقال ابن أبي خثيمة عن ابن معين: ضعيف الحديث وفي وراية عن يحي: كان يتساهل في السماع والحديث وليس بكذاب، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي لكن قال ابن عدي: لم أر له حديثًا منكرًا جدًا وأرجو أنه لا بأس به، ووثقه ابن حبان ونقل عن الأوزاعي أنه كان يقول: ما أحد أعلم بالزهري منه، ثم تعقبه بأنه ليس بشيء يحكم به على الإطلاق.

قلت: لكن أورد ابن عدي بسنده إلى قرة قال: لم يكن للزهري كتاب، إلا كتاب فيه نسب قومه، وكان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من ابن حيويل. وقال شيخنا: فيظهر من هذه القضية أن مراد الأوزاعي أنه أعلم بحال الزهري من غيره، لا فيما يرجع إلى ضبط الحديث، قال: وهذا هو اللائق. والله الموفق.

وقد تابع الوليد على روايته عن الأوزاعي، شعيب بن إسحاق، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي وعبد الله بن المبارك وعبيد الله بن موسى العبسي، وموسى بن أعين وأبو المغيرة.

أما حديث شعيب، فأخرجه ابن حبان في النوع الثاني والتسعين من القسم الأول من صحيحه قال: أنا الحسين بن عبد الله القطان: ثنا هشام بن عمار ثنا شعيب به ولفظه: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله

ص: 194

أقطع" وبوب عليه: الأمر للمرء أن يكون فواتح أسبابه بحمد الله لئلا يكون أسبابه بترا.

وأما حديث عبد الحميد، فأخرجه ابن حبان أيضًا في النوع السادس والستين من القسم الثالث بهذا اللفظ والسند إلى هشام: ثنا عبد الحمي به. فكأن هشامًا حدث به مرة عن شعيب ومرة عن عبد الحميد. وبوب عليه ابن حبان: الإخبار عما يجب على المرء من ابتداء الحمد لله عز وجل في أوائل كلامه عند بغية مقاصده.

قلت: وفي مغايرته بين الترجمتين مع اتحاد لفظ الخبر نظر، أشار إليه التاج السبكي. وقد أخرجه أبو عوانة في خطبة مستخرجه على مسلم فيما زاده عليه قال: حدثني يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي وسعيد بن محمد قالا: ثنا هشام بسنده مثله، يعني مثل حديث عبيد الله الآتي، وأخرجه الخليلي في "الإرشاد" ومن طريقه الرهاوي من حديث محمد بن خريم الدمشقي ثنا هشام به بلفظ:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع".

وأما حديث ابن المبارك، فأخرجه الإمام أحمد في مسنده: ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن المبارك به بلفظ:"كل أمر وكلام ذي بالٍ لا يفتح بذكر الله فهو أبتر أو قال: أقطع".

ص: 195

وأما حديث عبيد الله، فرواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وأبو العباس العزي والعباس بن محمد ومحمد بن المغيرة السكري والحسن بن سلام السواق ومحمد بن أسلم الطوسي ويعقوب بن سفيان الفسوي وغيرهم.

فحديث أبي بكر واللذين بعده أخرجها ابن ماجه في خطبة النكاح من سننه عنهم بلفظ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع"، وهو في مصنف أبي بكر بن أبي شيبه ومسنده معًا.

وحديث يوسف والثلاثة بعده أخرجها أبو عوانة في خطبة صحيحه أيضًا عنهم بهذا اللفظ وزاد: "فهو أقطع".

وحديث السكري، أخرجه البيهقي في الباب الثالث والثلاثين من شعب الإيمان له قال: أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ، ثنا محمد بن المغيرة ولفظه:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع".

وحديث السواق، أخرجه الخطيب في جامعه عن أبي عمر بن مهدي. ورواه الرهاوي في خطبة الأربعين من طريق ابن شاذان كلاهما عن أبي عمرو ابن عنه بلفظ ابن ماجه وزاد:"بالحمد لله".

وحديث الطوسي: أخرجه الرهاوي من طريق زاهر السرخسي عن

ص: 196

محمد بن وكيع الطوسي عنه بلفظ الذي قبله سواء.

وحديث الفسوي، أخرجه الخطيب في جامعه بهذا اللفظ أيضًا عن أبي الحسن البصري عن الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي عنه به.

وأما حديث موسى بن أعين، فأخرجه الدارقطني في أول الصلاة من سننه أيضًا قال: حدثني أبو طالب الحافظ أحمد بن نصر بن هلال بن العلاء ثنا عمرو بن عثمان هو الرقي، ثنا موسى به ولفظه:"كل أمر لا يبدأ فيه بذكر الله تعالى أقطع".

وأما حديث أبي المغيرة ـ وهو: عبد القدوس بن الحجاج الخولاني ـ فقال البيهقي في "كتاب الجمعة من سننه الكبرى": أنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو سعيد ابن الأعرابي، ثنا عباس بن عبد الله الترقفي، ثنا أبو المغيرة به بلفظ:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع" وهكذا رويناه من حديث الخرائطي ثنا الترقفي به، ومن حديث أبي الأسعد هبة الرحمن المقبري عن جدته فاطمة ابنة الأستاذ أبي علي الدقاق عن شيخ البيهقي، وساقه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل في عشرة الحداد قال: أنا أبو مسعود ابن أبي منصور، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ثنا الطبراني إملاء وقراءة، ثنا أحمد بن عبد الوهاب الحوطي، ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثني قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع".

قلت: فهؤلاء سبعة أنفس رواه عن الأوزاعي بإثبات قرة، وكلهم

ص: 197

ثقات، من رجال الشيخين في صحيحيهما إلا عبد الحميد فلم يخرجا له، وقد وثقه أحمد وأبو زرعة وابن حبان والدارقطني وأبو حاتم في أحد قوليه، وقال ابن معين والعجلي: ليس به بأس، لكن ضعَّفه دحيم، وقال البخاري: ربما يخالف في حديثه، ويروى عنه أنه ليس بالقوي، وكذا قال النسائي. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. انتهى.

فروايهم أرجح من رواية من أسقطه، ويمكن الجمع بينهما بأن الأوزاعي رواه عن الزهري من صحيفته مناولة، وسمعه من قرة عنه سماعًا. والله أعلم.

وقد اختلف في هذا الحديث أيضًا على الوليد ثم على الزهري، فأما الاختلاف على الوليد، فرواه عنه من قدمنا، فقالوا: عن الأزاعي عن قرة عن الزهري. ورواه النسائي "في اليوم والليلة" قال: أخبرني محمود بن خالد يعني أيضًا، ثنا الوليد فقال: عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري ويحتمل أن يكون الوليد سمعه من الأوزاعي بنزول ومن سعيد بعلو، على أن سعيدًا قد رواه عن الزهري مرسلاً كما سيأتي.

وأما الاختلاف على الزهري، فإنا أوردناه عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وأشار الدارقطني إلى أنه رواه محمد بن سعيد الوصيف ـ يعني الضعيف ـ عن الزهري، فقال: عن ابن كعب بن مالك عن أبيه.

ص: 198

قلت: وكذا رواه الزبيدي عن الزهري فيما أخبرتني به المسندة سارة ابنة أبي حفص الحموي ـ رحمها الله ـ عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الفراء أنبأنا علي بن محمد [بن] أحمد بن عبد الواحد المقدسي عن أسعد بن سعيد بن روح وغير واحد قالوا: أنا فاطمة ابنة عبد الله الجوزذانية أنا أبو بكر بن ريذه، أنا أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير له ثنا أحمد بن المعلم الدمشقي ثنا عبد الله بن يزيد المقريء ثنا صدقة بن عبد الله السمين عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري عن عبد الله بن كعب عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع".

أخرجه الرهاوي هكذا من طريق أبي بكر بن ريذة فوقع لنا عاليًا، وصدقة ضعيف عند الجمهور. فقد رواه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد الأيليان وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً كما أشار إلهي أبو داود في سننه وتبعه البيهقي وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده قال: ثنا بقية بن الوليد، ثنا شعيب كذلك

ص: 199

ولفظه: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أكتع" قال بقية: والاكتع هو الذي ذهبت أصابعه وبقي كفه.

أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن عقيل به. وكذا أخرجه من حديث غير عقيل فقال: أنا علي بن حجر ثنا الحسن ـ يعني ابن عمرو، وهو أبو المليح ـ عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل كلام لا يبدأ في أوله بذكر الله فهو أبتر".

ورواه وكيع عن الأوزاعي عن الزهري كذلك.

وصحح جهبذ العلل والحافظ الجبل أبو الحسن الدارقطني من طريق هذا الحديث هذه الرواية المرسلة وهو موافق لما نقله الخطيب عن أكثر أصحاب الحديث فيما إذا اختلف الثقات في حديث فرواه بعضهم متصلاً وبعضهم مرسلاً أن الحكم لمن أرسل وقيل: إن الحكم للأكثر، وقيل: للأحفظ، وكلاهما اتصف به من أرسل هذا الحديث، لكن صحح الخطيب أن الحكم لمن وصل، ونقل ابن الصلاح تصحيحه عن أهل الفقه وأصوله، وعزاه النووي أيضًا للمحققين من أصحاب الحديث، وتعقب ذلك ابن دقيق العيد بأنه ليس قانونًا مطردًا قال: ومراجعة

ص: 200

أحكامهم الحديثية تعرف صواب ما نقول.

وكذا قال ابن سيد الناس وبه جزم العلائي فقال: كلام المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري وأمثالهم، يقتضي أنهم لا يحكمون في هذه المسألة بحكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر مع الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عن أحدهم في كل حديث حديث. انتهى.

ويستشكل المذهب الأخير هذا الحديث حيث اتحد مخرجه، ورواه جماعة من الحفاظ الأثبات على وجه، ورواه من هو دونهم في الضبط والإتقان والعدد، على وجه يشتمل على زيادة في السند، فكيف تقبل زيادتهم وقد خالفهم من لا يغفل مثلهم عنها، لحفظهم وكثرتهم، والغرض أن شيخهم الزهري ممن يجمع حديثه ويعتني بمرورياته بحيث يقال: إنه لو رواها لسمعها منه حفاظ أصحابه، ولو سمعوها لرووها ولما تطابقوا على تركها، قال شيخنا: والذي يغلب على الظن في هذا وأمثاله تغليط راوي الزيادة. انتهى.

وفي سؤالات السلمى أن الدارقطني سئل عن الحديث، إذا اختلف فيه الثقات؟ قال: ينظر ما اجتمع عليه ثقتان فيحكم بصحته ومن جاء بزيادة فتقبل من متقن ويحكم لأكثرهم حفاظًا ويبني على ما دونه. انتهى.

وفي المسألة كلام كثير ليس هذا محله، وإنما نبهت على ذلك، دفعًا

ص: 201

لمن تعقب تصحيح الدارقطني ممن لا يدانيه. وبالله التوفيق.

وقد وقع لنا من حديث يونس بن يزيد الأيلي متصلاً لكنه ضعيف جدًا: أخبرني أبو المعالي ابن الذهبي مشافهة عن أبي هريرة ابن الحافظ سماعًا أنا أبو محمد بن عساكر عن أبي الوفاء ابن منده أنا سعد البزار أنا أبو عمرو بن الحافظ أنا أبو الحسين العمري ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن ميمون أخبرني أبي قال: وجدت في كتاب جدي ميمون بن عون ثنا إسماعيل بن أبي زياد، ثنا يونس بن يزيد الأيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله ثم بالصلاة عليَّ فهو أقطع أكتع ممحوق من كل بركة".

وأخرج الرهاوي من طريق الخليلي في الإرشاد: ثنا محمد بن عمر الزاهد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن الطياب الأصبهاني ثنا الحسن بن القاسم الأصبهاني، ثنا إسماعيل به ولفظه:"كل أمر لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة".

وهكذا أخرجه الديلمي في مسند الفردوس له من طريق أبي بكر

ص: 202