الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتاط غزوكم واستحلت الغنائم وكثرت العزائم فخير جهادكم الرباط".
36 - وسُئلت: عن حديث النواس بن السمعان: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك" هل ورد فيه حك أم لا
؟
فأجبت: بأنه رواه زيد بن الحباب وابن وهب وأسد بن موسى وعبدالله بن صالح وعبد الرحمن بن مهدي ومعن بن عيسى كلهم عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عنه به فقالوا: "حاك" لكن قد أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق علي بن المديني والخرائطي في "المكارم" من طريق أحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن زيد فقالا: "حك".
وأخرجه الترمذي عن موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي عن زيد بن الحباب فقال: "حاك" هكذا وجدته في نسختي وهي معتمدة إلا أن بهامشها بخط آخر: صوابه "حك". انتهى.
وقد خالف علي بن المديني والرمادي وموسى ـ إن صح في رواية هذه اللفظة ـ الحسن الزعفراني، وعباس الدوري، والحسن بن علي بن عفان، وعمار بن رجاء، وأحمد بن حنبل فرووه عن زيد بن الحباب كالجماعة، والظاهر ترجيح روايتهم، وحينئذ فرواية من خالفهم يكون بالمعنى.
وله طريق أخرى رواه أبو المغيرة وإسماعيل بن عياش كلاهما عن صفوان بن عمرو عن يحيى بن جابر عن النواس بلفظ "حاك".
وفي "النهاية": يقال: حك الشيء في نفسي إذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب، وأوهمك أنه ذنب وخطيئة. أورده بعد سياق لفظ النواس على خلاف المشهور ثم قال: ومنه الحديث الآخر: "الإثم" ما حك في صدرك وإن أفتاك المفتون. انتهى.
وجاء في حديث أبي أمامة: أن رجلاً سال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما "الإيمان" قال: "إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن" قال: يا رسول الله! ما الإثم؟ قال: "ما حاك
…
" الحديث.
وفي حديث صفوان بن عسال الطويل في المسح على الخف وغيره أن زر بن حبيش قال له: حك في صدري أو في نفسي. وذكر الحديث.
ومما ينبه عليك أن الحاكم استدرك حديث النواس مع أنه في صحيح مسلم، وأن المزي عزاه كما هو في نسختي من الأطراف له إلى الأدب من مسلم، وليس هو فيه، إنما أخرجه في البر والصلة. والله المستعان.