الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - حديث: "الأرمد لا يُعاد
".
رواه الطبراني في الأوسط من حديث محمد بن سفيان الحضرمي، والعقيلي في "الضعفاء" من حديث سعيد بن أبي مريم، والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث سليمان بن عبد الرحمن، كلهم عن مسلمة بن علي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاث لا يعاد صاحبهن: الرمد، وصاحب الضرس، وصاحب الدمل" وقال الطبراني عقب تخريجه: لم يروه عن الأزاعي إلا مسلمة.
قلت: وهو متروك، والحديث بسببه واه، وقد ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"، وقال البخاري: منكر الحديث، وإنما يروي هذا من كلام يحيى بن أبي كثير، وقال النسائي والدارقطني: متروك ونقل عن العقلي أنه رواه بقية عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير من قوله وهو أولى انتهى.
أخرجه البيهقي كذلك في الشعب عن الحاكم: سمعت علي بن حمشاذ سمعت الحسين بن الفضيل، وحدثنا الحكم بن موسى، حدثنا هقل، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:"ثلاثة لا يعادون: الضرس والرمد والدمل". وقال: هذا أصح. وقال ابن دقيق العيد في شرح الإلمام: ولع بعض العوام بأن الأرمد لا يُعاد، وقد أخرج أبو داود في "سننه" من حديث يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن زيد بن أرقام قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني. ورجاله ثقات. وقد حسن المنذري إسناده وسكت عليه أبو داود فهو عنده صالح ولم يخرجه من أصحاب الكتب الستة أحد سواه.
لكن قد رواه البيهقي في "الشعب" من طريق عبد الله بن رجاء عن إسرائيل عن أبيه عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال: أصابني رمد فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد أفاق بعض الإفاقة ثم خرج، ولقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أرأيت لو أن عينيك لما بهما ما كنت صانعًا؟ قال: أصبر وأحتسب، قال: "أما والله لو كانت عينيك لما بهما، ثم صبرت واحتسبت ثم مت، لقيت الله عز وجل ولا ذنب لك وله عنده طريق
أخرى، رواه من طريق محمد بن المصفى عن معاوية بن حفص عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم من رمد كان به. قال المنذري: وذكر بعضهم عيادة المغمى وقال: فيه رد لما يعتقده عامة الناس أنه لا يجوز عندهم عيادة من مرض من عينيه، وزعموا ذلك، لأنهم يرون في بيته مالا يراه هو، قال: وحالة الإغماء أشد من حالة مرض العين، وقد جلس النبي صلى الله عليه وسلم في بيت جابر في حالة إغماء، حتى أفاق وهو صلى الله عليه وسلم الحجة.
قلت: ويتأيد ذلك أيضًا بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "اذهبوا بنا إلى بني واقف نزور البصير وكان محجوب البصر". وأما ما يروى من قوله: " لا غم إلا غم الدين، ولا وجع إلا وجع العين"، فهو