الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - حديث: "ينزل الله تبارك وتعالى كل يوم مائة رحمة
…
الحديث
".
رواه البيهقي في شعب الإيمان، والخطيب في تاريخه، والصابوني في الجزء الثاني من المائتين له من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن صفوان عن ابن جُريج عن عطاء ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ينزل في كل يوم مائة رحمة، ستين منها على الطائفين بالبيت، وعشرين على أهل مكة، وعشرين على سائر الناس" وقال الصابوني عقب تخريجه: غريب من حديث ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس.
قلت: وحسنه المنذري في ترغيبة، والعراقي في تخريج الإحياء، وفيه نظر، فإن ابن معاوية واهٍ جدًا، قال فيه مسلم والنسائي: متروك، وكذبه ابن معين والدارقطني ورُمي بالوضع، وقال أبو زرعة: كان شيخًا صالحًا، إلا أنه كان كلما لقن تلقن، وفي ترجمته
رواه ابن عدي في كامله وقال: هذا حديث منكر انتهى.
والظاهر أنهما حسناه لشواهده، فقد رواه الحارث بن أسامة في مسنده قال: حدثنا أحمد بن يزيد أبو عبد الله من أهل كرمان، حدثنا سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله كل يوم مائة رحمة، ستون منها للطائفين وعشرون منها لأهل مكة وعشرون منها لسائر الناس" وأحمد لا أعرفه، وأما سعيد، فهو ابن سالم القداح، فاختلف فيه فقال ابن حبان: إنه كان يرى الإرجاء وبهم في الأخبار حتى يجئ بها مقلوبة حتى خرج عن حد الاحتجاج به، ثم روي بسنده إلى ابن معين أنه قال فيه: ليس بشيء. انتهى. ولا يصح هذا التضعيف عن ابن معين، لأن في الطريق إليه جعفر بن أبان، وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: كان كذابًا، والمعروف عن ابن معين توثيقه فقال مرة: ليس به باس، رواه ابن أبي حاتم عن عباس الدوري عنه، وقال مرة: ثقة. نقله ابن عدي في الكامل عنه ووثقه أيضًا جماعة، قال أبو داود: صدوق، وقال أبو حاتم: محله
الصدق وقال أبو زرعة: هو عندي إلى الصدق ما هو، وقال ابن عدي: هو عندي صدوق مقبول الحديث. انتهى.
على أنني قد وجدت لكل من أحمد وسعيد متاعًا فرواه أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن والوليد والأزرقي في "تاريخ مكة" قال: حدثني جدي عن سعيد بن سالم، وسليم بن مسلم، عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله تعالى على هذا البيت كل يوم وليلة وعشرين ومائة رحمة، ستون منه للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين". لكن سُليم ضعفه أحمد، وابن معين، والنسائي، وأورده ابن حبان في "تاريخ الضعفاء" من طريق سعيد، وسُليم معًا.
وجاء أيضًا من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أخرجه التيمي في "الترغيب والترهيب" له لكن إبراهيم ضعفه أحمد وابن معين والنسائي.
قلت: ودعوى الصابوني: أنه غريب من حديث ابن جريج، ليس بجيد، فقد قال البيهقي عقب تخريجه: رواه يوسف بن السفر وهو ضعيف عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس. انتهى. أخرجه كذلك الطبراني في "المعجم الكبير" قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا يوسف بن السفر عن الأزراعي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ينزل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة، ينزل على هذا البيت ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين" لكن يوسف ضعيف جدًا، قال فيه البيهقي هو في عداد من يضع الحديث، وقد ذكر هذا الحديث من هذا الوجه ابن أبي حاتم في "العلل"، وقال: سألت أبي عنه فقال: هذا حديث منكر، ويوس ضعيف الحديث شبه المتروك. انتهى.
وقال أبو زرعة والنسائي: متروك. وكذا قال الدارقطني، وزاد: يكذب. وأورده ابن عدي مع أحاديث في ترجمته من "الكامل" وقال: موضوعة.
قلت: وسماه بعضهم عبد الرحمن، أخرجه الطبراني في معجميه الأوسط والصغير قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا عبد الرحمن بن السفر الدمشقي حدثنا الأوزاعي عن عطاء حدثني ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل على هذا المسجد مسجد مكة كل يوم عشرون ومائة رحمة، ستين منها للطائفين، وأربعين للمصلين وعشرين منها للنظارين" وقال عقبه: لم يروه عن الأوزاعي إلا ابن السفر ـ انتهى.
قال ابن عساكر: وهم شعبة فيه ـ يعني في تسمية عبد الرحمن ـ والصواب يوسف ابن السر عن الأوزاعي.
قلت: واحتمال كونه أخا يوسف قائم، إذ لا مانع أن يرويا معًا الحديث المذكور، وهما ضعيفان وقد رويناه في مجلس ابن بالويه
قال: أخبرنا المغيرة بن عمرو بن الوليد بمكة حدثنا أبو سعيد المفضل محمد بن الجندي، حدثنا أبو القاسم العابدي عبد الله بن عمرو، حدثنا يوسف بن الفيض، عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى في كل يوم وليلة عشرون ومائة رحمة ينزل على هذا البيت، ستون للطائفين، وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين" وهكذا أخرجه ابن صاعد عن العابدي، وقال: إن يوسف هو ابن السفر بن الفيض أبو الفيض ـ يعني أن الفيض اسم جده ـ فمن قال يوسف ابن الفيض أصاب، ونسبه إلى جده، ولم يصحف كنيته.
ولهذا الحديث طريق أخرى عن ابن عباس، أخرجه الطبراني في "الكبير" قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا خالد بن يزيد العمري، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبدي بن عمير الليثي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله كل يوم عشرين ومائة رحمة ستون منها للطائفين وأربعون للعاكفين حول البيت وعشرون للناظرين إلى البت" والليثي ضعفه ابن معين، قال أبو داود والنسائي: ليس بثقة وقال البخاري: منكر الحديث وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه. انتهى. وأقرب طرق هذا الحديث إلى الصحة طريق سعيد بن سالم. والعالم عند الله تعالى.