الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
78 - وسئلت: "من تزين للناس بما يعلم الله منه خلافه
".
فأجبت: إنه جاء بسندٍ ضعيف من طريق سعيد بن ابي بردة عن أبي موسى عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شأنه الله عز وجل".
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" من طريق ابن أبي الدنيا هكذا، ولم أجده في كتاب "الإخلاص" لابن أبي الدنيا إلا من طريق سعيد عن أبيه عن عمر موقوفًا. ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" من طريق فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن قال:"من تزين للناس بغير ما يعلم الله منه شأنه".
وللطبراني في "الأوسط" بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تزين لعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السماوات والأرض".
ولابن خزيمة في "صحيحه" عن محمود بن لبيد ـ وله رؤية ـ
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيها الناس إياكم وشرك السرائر" قالوا: يا رسول الله! وما شرك السرائر؟ قال: "يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الناس إليه فذاك شرك السرائر".
ولابن أبي الدنيا عن يوسف بن أسباط قال: ما أخاف خوفي من التزين، إن الرجل ليتزين حتى في الشربة من الماء. ويدخل هنا ما رواه ابن أبي الدنيا أيضًا من طريق زبيد قال: من كانت سريرته دون علانيته فذلك الجور، ومن كانت سريرته مثل علانيته فذلك النصف، ومن كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل.
وعنده وكذا البيهقي عن بلال بن سعد قال: لا تكن وليًا لله في العلانية وعدوه في السر. وعنده فقط من طريق عمر بن عبد العزيز قال: يا معشر المستترين! اعلموا أن عند الله مسألة فاضحة، قال تعالى:(فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون).
قلت: وقد ورد افتضاحه في الدنيا، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له سريرة صالحة أو سيئة أظهر الله منها رداء يعرف به".
رواه أبو نعيم في "الحلية" والبيهقي في "الشعب" وسنده ضعيف، والصحيح وقفه.
كذلك أخرجه البيهقي أيضًا من طريق عثمان قال: من عمل عملاً كساء الله، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.
وهو عند ابن أبي الدنيا بلفظ: "ما من عبد يسر سريرة إلا رداه الله عز وجل رداءها، إن خيرًا فخير، وإن شراً فشر".
وله شاهد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رجلاً عمل عملاً في صخرة لا باب لها ولا كوة، خرج عمله إلى الناس كائنًا ما كان".
أخرجه البيهقي، وابن أبي الدنيا.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "من المؤمن"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"المؤمن الذي لا يمت حتى يملأ الله عز وجل مسامعه مما يحب، ولو أن عبدًا اتقى الله في جوف بيت إلى سبعين بيتًا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث به الناس ويزيدون" قالوا: كيف يزيدون يا رسول الله؟ قال: "لأن التقي لو يستطيع أن يزيد في بره لزاد" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من الكافر"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"الكافر الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره، ولو أن فاجرًا فجر في بيت إلى سبعين بيتًا، على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله، حتى يتحدث به الناس ويزيدون" قالوا: كيف يزيدون يا رسول الله؟ قال: "لأن الفاجر لو يستطيع أن يزيد في فجوره لزاد".
أخرجه البيهقي والحاكم في بعض تصانيفه ومن طريقه الديلمي في "مسنده" وبعض هذه الأحاديث يتأكد ببعض.
وعند البيهقي عند ثابت البناني قال: كان يقال: لو أن ابن آدم عمل بالخير في سبعين بيتًا كساه الله تعالى رداء عمله حتى يعرف.
وعن المسيب بن رافع قال: ما من رجل يعمل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله عز وجل، قال: وتصديق ذلك في كتاب الله: (إن الله مخرج ما كنتم تكتمن) وللدينوري في "المجالسة" عن يوسف بن أسباط قال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء: قل لهم يخفون لي أعمالهم وعلي أن أظهرها لهم.
ولابن أبي الدنيا من طريق الأعمش، سمعت إبراهيم يقول: إن الرجل ليعمل الأمر الحسن في أعين الناس، أو العمل لا يريد به وجه الله فيقع له المقت والعيب عند الناس حتى يكون عيبًا، وإنه ليعمل العمل أو الأمر يكرهه الناس يريد به وجه الله فيقع له المقت والحسن عند الناس.
وفي الصحيحين عند جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به".
وهو عند مسلم وحده عن ابن عباس. والإمام أحمد بن حنبل وأحمد بن منيع والطبراني وغيرهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وحقره صغره".
وفي الباب: عن زيد بن خالد الجهني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من يبتغي التسمع يسمع الله به" وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يرائي يرائي الله به، ومن يسمع يسمع الله به".
وعن أبي هند الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع الناس بعمله سمع الله به، ومن راءى راءى الله به".
وعن بشر بن عقربة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته يقول: "لا يقف رجل موقف رياء وسمعة إلا أوقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة".
وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرائي يرائي الله به، ومن يسمع يسمع الله به".
وعن عوف بن مالك الأشجعي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قام مقام رياء راءى الله به، ومن قام مقام سمعة سمع الله به".
به".
وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
وعن عمر بن الخطاب قال: من يسمع يسمع الله به.
ومعنى قوله "من سمع" أي من أظهر عمله للناس رياءً أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة وفضحه على رؤوس الأشهاد. والآثار في هذا المعنى موجودة وقد صنف ابن أبي الدنيا "الإخلاص" والعسكري "السرائر" وعقد له البيهقي في "الشعب" بابًا وفيما ذكر مقنع.