الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
46 - سئلت: عن ما نصه قال تمام: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ثنا حفص بن عمر ثنا عاصم بن علي ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير وعن الثقة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت
بهدم المزمار والطبل".
وقال ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" له: أنا عبد الله بن علي المقرئ أنا جدي أبو منصور محمد بن أحمد الخياط أنا عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة ثنا محمد بن سويد الطحان ثنا عاصم بن علي ثنا عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر الثقة عن عكرمة به. فعرفوا حال هذا الحديث ورجاله؟
فأجبت: هذا الحديث غريب لا بأس برجاله، فمحمد بن سويد وهو أبو جعفر الطحان قد وثقه لخطيب، وقال: إنه سمع عاصمًا وإسماعيل بن أبي إياس وإبراهيم بن محمد الشافعي وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. روى عنه الهيثم بن خلف الدوري وأحمد بن يحيى بن عثمان بن يحيى مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. على أنه قد ـ تابعه كما ترى ـ حفص، وعندي أنه انقلب، وأنه عمر بن حفص بن عمر بن يزيد بن غالب بن عبد الرحمن أبو بكر السدوسي فإنه سمع عاصمًا، وسمع أيضًا: أبا الوليد
الطيالسي وكامل بن طلحة وأبا بلال الأشعري، وسالم بن المغيرة، وروى عنه ابن صاعد وابن السماك وجعفر الخلدي وأبو بكر الشافعي وحبيب القزاز وآخرون، قال الخطيب: كان ثقة، وذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من الثقات وقال: كتب عنه أصحابنا، وقال إسماعيل: يخطئ، مات في صفر سنة ثلاث وتسعين ومائتين. انتهى. وإنما جزمت بانقلابه، لأني لم أرد في الرواة عن عاصم من يسمى حفص بن عمر، ثم وجدت لها متابعًا أيضًا في تخريج الديلمي في مسند الفردوس له من طريق محمد بن عبد الله بن برزة بن تمام، بن عاصم بن علي، عن ابن ثوبان عن ابيه، عن مكحول عن جبير بن مالك، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت بهدم المزمار والطبل" وعاصم أخرج له البخاري في صحيحه، فجاز القنطرة. وعبد الرحمن بن ثابت فيه كلام، وهو صدوق، إلا أنه كثير الخطأ فيما حققه شيخنا، ومن فوقه من رجال السند حالهم مستوفى في "تهذيب الكمال" للمزي ومختصره لشيخنا والذهبي وغيرهما فليراجع من أحدهما. وشيخ تمام: هو: إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو بن هاشم أبو يعقوب الأذرعي، روى
عن أبي زرعة الرازي، والنسائي ويحيى بن أيوب، والبزار، وأحمد بن زغبة وخلق، وعنه أبو علي بن هارون، وأبو محمد بن أبي نصر، وابو الحسن بن جميع، وعبد الوهاب الكلابي وتمام وآخرون.
قال ابن عسكار: كان أحد الثقات من عباد الله الصالحين. ذكره السلمي في طبقات الصوفية، وقال: إنه كان من أصحاب أبي عبيد البسرى وقال الكناني: أنا عبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ سمعت ابا يعقوب الأذرعي يقول: سألت الله أن يقبص بصري فعميت فاستضررت في الطهارة فسألته إعادته عليّ فأعاده تفضلاً منه.
قال الكتاني: وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس: توفي أبو يعقوب يوم الأضحى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وهو ابن نيف وتسعين سنة.
وإذا عرف هذا، فالواو التي بعد جبير بن نفير في الإسناد الأول، أظن أنها زائدة، لأن الثقة الذي لم يسم هو شيخ جبير ولذلك هو في ترتيب فوائد تمام لشيخ شيوخنا الإمام أبي الحسن الهيثمي، لكن وقع بإثباتها في نسخة معتمدة من الفوائد بخط أبي الطاهر الأنماطي المحدث المشهور، إلا أنه يتأيد من ظننته بالرواية الثانية حيث وقع فيها تسمية المبهم، وإن كان قد وقع في اسم أبيه هنا تغيير والصواب فيه يخامر بضم الياء التحتانية، ويقال: بألف بدلها وبعدها خاء معجمة مفتوحة، وبعد الميم راء، وعلى هذا فقوله في الطريق التالية: عن جبير بن ملك خطأ
والصواب "عن" بدل "بن"، ثم رأيت الحديث المذكور في الجزء الثالث من حديث أبي علي بن خزيمة الذي أخرجه ابن الجوزي من طريقه وصورته فيما أخبرني شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل رحمه الله شفاها وقرأة على غيره عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الدمشقي سماعًا أنا أبو العباس الصالحي عن أبي المنجا البغدادي أنا أبو الحسن بن جعفر أنا أبو غالب الباقلاني أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة ثنا محمد بن سويد الطحان ثنا عاصم بن علي، نا عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه، عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر وعن الثقة عن عكرمة بن مثله. انتهى.
وعلى هذا فالظاهر أن جبيرًا سمعه من مالك، ومن ثقة غيرهما، عن عكرمة. والعلم عند الله تعالى، وقد راجعت "الأدب المفرد" للبخاري، وللبيهقي "وذم الملاهي" لابن أبي الدنيا
…
ومكارم الأخلاق للخرائطي وللطبراني، ومساوئ الأخلاق للخرائطي وغيرها من مظان هذا الحديث، فلم أظفر به في شيء منها وبالله التوفيق.