الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
47 - سئلت عن حديث: "لو كان لابن آدم جبلين من ذهب
…
الحديث
".
لم أقف عليه بلفظ "جبلين" في شيء من طرق الحديث مع أن الحديث المشار إليه قد وقع لي من رواية جمع من الصحابة، منهم: أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وبريدة بن الحصيب، وجابر بن عبد الله، وزيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وسمرة بن جندب، وعائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس وكعب بن عياض الأشعري، وأبو أمامة، وأبو سعيد الخدري، وأبو موسى الاشعري، وأبو هريرة وأبو واقد الليثي.
أما حديث أبي فأخرجه الطيالسي في مسنده ومن طريقه الترمذي في جامعه من طريق زر بن حبيش عن أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب
…
) قال وقرأ فيها: (إن الدين عند الله الحنيفية السمحة) .. الحديث. وفيه: وقرأ عليه "لو كان لابن آدم وادٍ لابتغى إليه ثانيًا، لابتغى إليه ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" وسنده جيد وقد صححه الحاكم. ورواه الضياء في المختارة والإمام
أحمد والحاكم وأخرجه البخاري في صحيحه، وقال: قال لنا الوليد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي بن كعب قال: كنا نرى هذا في القرآن حتى نزلت: (ألهاكم التكاثر) .. يعني: لو كان لابن آدم واد من ذهب، وهو من هذا الوجه في صحيح أبي عوانة ولظفه عن أبي قال: نرى أن هذا الحديث من القرآن: "لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديًا ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" وأخرجه أيضًا من طريق الذيال عن حرملة عن أبيه أن ابن عباس كان عند عمر فغمز قدمه فقال: "لو أن لابن آدم واديين من مالٍ لابتغى واديًا ثالثًا، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب" فقال: ما هذا؟ قال: اقرأنيها أبي ابن كعب قال: أبو المنذر؟ قال: نعم نبئت أنه شاك، فأتيناه معناه، وذكر الحديث، قال أبي: لقد كنا نقرأها، قال: فما تأمر؟ قال: ما آمرك ولا أنهاك، وفي لفظ عنده عن ابن عباس قال: كنت عند ابن عمر فقرأت: "لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديًا ثالثًا ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب". فقال: ما هذا؟ فقلت: أقرأنيها أبي، قال: والله لقد نبئت أنه وجع فذكر لي لعلي أن آتيه، فأتاه فلما دخل عليه قال له: كيف أنت أصلحك الله؟ فقال: كما سبرك وسبر أصحابك يوشك أن أموت فأفارقكم، فتعانقا قال عمر: ما معنى ذلك ابن أخيك إنك أقرأته؟ فقال: ما هؤلاء يكذبون علي؟ قال: فقرأها قال: قد كنا نقرأها، قال: فما تأمر؟
قال: ما آمرك ولا أنهاك.
ومن طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس مثله. ومن هذا الوجه أخرجه بمعناه الإمام أحمد ورواه أيضًا هو وأبو يعلي في مسنديهما، والطبراني من طريق أبي حبيب بن يعلي بن منية عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: أكلتنا الضبع ـ يعني السنة ـ فسأله عمر: ممن أنت فمازال ينسبه حتى عرفه، فإذا هو موسر فقال عمر: لو أن لابن آدم واديًا، أو واديين لابتغى إليهما ثالثًا، قال ابن عباس ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويتوب الله من بعد ذلك على من تاب. فقال عمر: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي بن كعب، قال: إذا كان بالغداة فاغد علي فغدا إلى أمه أم الفضل فذلك لها ذلك فقالت: مالك والكلام عند عمر؟ وخشي ابن عباس أن يكون أبي نسي فقالت له أمه: إن أبيا عسى أن لا يكون نسي فغدا إلى عمر ومعه الدرة، فانطلقا إلى أبي فخرج عليهما وقد توضأ فقال: إنه أصابني مذي فغسلت ذكري أو فجري ـ شك الراوي ـ قال عمر: أو يجزئ ذلك؟ قال: نعم، فسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وسأله عما قال ابن عباس فصدقه. وهو عند الروياني لكن باختصار، وأخرج ابن ماجه منه قصة المذي فقط وساقه
الضياء في المختارة بتمامه من حديث أبي حبيب ويزيد.
قلت: وهذه الطرق عن ابن عباس قد يشعر لعدم سماعه كذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقع في البخاري كما سيأتي تصريحه بالسماع منه، فيحتاج إلى الجمع بينهما وهو ممكن. والله الموفق.
وفي "معجم الطبراني الكبير" من طريق عطاء بن السائب عن الشعبي، عن ابن عباس عن أبي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لو كان للإنسان واديان من المال لالتمس الثالث ولا يملأ بطن الإنسان إلا التراب ويتوب الله على من تاب".
وأما حديث أنس، فأخرجه الشيخان والترمذي، وأبو عوانة وغيرهم بألفاظ متقاربة من حديث ابن شهاب عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لو أن لابن آدم واديين من ذهب أحب أن يكون له وادي آخر، ولا يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب".
وهو عند مسلم أيضًا وأبي عوانة من حديث قتادة عمن رفعه:
"لو كان لابن آدم واديان". وفي لفظ: "لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى، أو لتمنى واديًا ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" فلا أدري أشيء نزل عليه أو كان يقوله.
أما حديث بريدة، فرواه البزار في مسنده من طريق صبيح أبي العلاء عن ابن بريدة ـ يعني عبد الله ـ عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة:"لو أن لابن آدم واديًا من ذهب لابتغى إليه ثانيًا، ولو أعطى ثانيًا لابتغى إليه ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله عن من تاب".
وسنده حسن، وقد أخرجه الروياني في مسنده والبخاري في تاريخه تعليقًا، وساقه الضياء في المختارة من طريق أبي بكر الشافعي وغيره.
وعند أبي عوانة في صحيحه بلفظ: "لو أعطى ابن آدم واديًا من ذهب لابتغى واديًا ثانيًا ولو أعطى ثانيًا والباقي سواء".
وأما حديث جابر، فرواه البزار وأبو يعلي في مسنديهما وأبو عوانة في مستخرجه على مسلم وابن حبان في صحيحه من طريق الأعمش عن أبي سفيان عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لو كان لابن آدم وادٍ من نخلٍ لابتغى له مثله ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
وهو عند أبي عوانة في مستخرجه بلفظ: "لو كان لابن آدم واديًا بخلاً" ومن طريقه وطريق أبي شمعون رواه الضياء في المختارة، وأخرجه أبو عوانة وابن حبان أيضًا وأبو عبيد في "فضائل القرآن" من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عنه بلفظ:"لو كان لابن آدم مل واد مالاً لأحب أن له إليه مثله ولا يملأ نس أو قال: جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب اله على من تاب". ورواه الخلعي في "فوائده" من حديث ابن لهيعة عن أبي الزبير به ولفظه: "لو كان لابن آدم نخل تمنى آخر مثله، ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
وكذا أخرجه أحمد بلفظ: "لو أن لابن آدم وادياً من مال لتمنى
ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب" ورجاله رجال الصحيح إلا ابن لهيعة، لكن حديثه يعتضد بما تقدم.
وأما حديث زيد، فرواه أبو عوانة في صحيحه وأحمد وأبو يعلي والبزار ي مسانيدهم والطبرني في "الكبير" وأبو عبيد في "فضائل القرآن" بسند روائه ثقات، كلهم من طريق جندب بن يسار الكندي عنه قال: كنا نقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لابن آدم واديين" وفي لفظ: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة"، وفي لفظ:"أو في فضة لابتغى إليه آخر، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا الترا ويتوب الله على من تاب" وهو عند الضياء في المختارة.
وأما حديث سعد، فرواه الطبراني في "الأوسط، والصغير" والضياء في "المختارة" من طريقه، وطريق ابن المقرئ كلاهما من حديث قيس بن أبي حازم عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لابن آدم واديين من مال أو قال: مالاً لتمنى إليهما الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم
إلا التراب ويتوب الله على من تاب".
وأما حديث سمرة، فرواه البزار والطبراني كلاهما بسند ضعيف من حديث سلميان ـ ابنه ـ عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"إن الرجل لا تمتلئ نفسه من المال حتى تمتلئ من التراب، ولو كان لأحدٍ واد من أعلاه إلى أسله أحب أن يملأ له وادٍ آخر، فإن ملئ الوادي الآخر فانطلق وجد واديًا آخر، فقال: أما والله لو استطعت لملأتك".
وأما حديث عائشة، فرواه أحمد والبزار، في مسنديهما، وأبو عوانة في مستخرجه كلهم من حديث مسروق أنه سألها: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شيئًا عند منامه؟ قالت: كان يقول: "لو أن لابن آدم واديين لابتغى واديًا ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب".
وهو عند أبي يعلي بمعناه، وزاد في آخر: "إنما جعلنا المال لتقضي به الصلاة، وتؤتى به الزكاة قالت: فكنا نرى أنه مما نسخ من
القرآن".
وأما حديث ابن الزبير، فرواه البخاري في صحيحه، وابو عوانة في مستخرجه وهذا لفظه، كلاهما من حديث عباس بن سهل بن سعد سمعت ابن الزبير على منبر مكة يقول في خطبته:"أيها لناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لو أن لابن آدم ملأى ذهبًا أحب إليه ثانيًا ولو أعطى ثانيًا أحب ثالثًا ألا وأنه لا يسد جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" وأشار إليه البخاري أيضًا من حديث عطاء بن أبي رباح عنه، وأغفل ذلك المزي في الأطراف ولم يتنبه عليه شيخنا في نكته".
وأما حديث ابن عباس، فرواه الشيخان في صحيحيهما وأبو عونة وغيرهم بألفاظ متقاربة من حديث عطاء ابن أبي رباح عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لو أن لابن آدم وادين منذهب لابتغى إليهما ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب" وفي بعض ألفاظه: "لو أن لابن آدم واديًا من مال لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ نس ابن آدم إلا
التراب ويتوب الله على من تاب". قال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟
وأما حديث كعب، فرواه الطبراني في "الكبير"من حديث جبير بن نفير عنه عن نبي اله صلى الله عليه وسلم قال:"لو سُيل لابن آدم واديان من مال لتمنى إليهما ثالثًا، ولا يشبع ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب" وفي سنده المسيب بن واضح مختلف فيه، وقد أخرجه سعيد بن منصور من حديث جبير مرسلاً.
وأما حديث أبي أمامة، فأخرجه الطبرني أيضًا بسند فيه ضعف ولفظه:"لو أن لابن آدم واديين لتمنى ثالثًا، وما جعل المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولا يشبع ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
وأما حديث أبي سعيد، فرواه البزار في مسنده من حديث عطية عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى إليه
ثانيًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب" وعطيه ضعيف، وقد أخرجه أبو عوانة من طريقه في مستخرجه بلفظ: "لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى ثالثًا ولا يملأ عين ابن آدم أو بطن ابن آدم إلا التراب".
وأما حديث أبي موسى فأخرجه مسلم وأبو عوانة وأبو نعيم بألفاظ متقاربة كلهم من حديث أبي الأسود الدؤلي ـ واسمه ظالم ـ قال: جمع أبو موسى القرء فقال: لا تدخلوا عليّ إلا من جمع القرآن، قال: دخلنا عليه زهاء ثلثمائة رجل فوعظنا قال: أنتم إن شاء الله قراء أهل البلد فلا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب، ثم قال: لقد أنزلت سورة كنا نشبهها براءة طويلاً وشديدًا وأنسيتها غير أني قد حفظت آية فيها "لو كان لابن آدم واديان أو قال: واديان من مالٍ لالتمس إليهما وادياً ثالثًا ولا يملأ جو أو قال: نفس ابن آدم إلا التراب" الحديث وهو عند أبي عوانة أيضًا بلفظ: نزلت سورة نحو براءة فرفعت وحفظت منها: "لوأن لابن آدم واديين من مالٍ لالتمس إليهما واديًا ثالثًا ولا يملأ جو ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب". وهو في فضائل القرآن لأبي عبيد بلفظ: لو أن لابن آدم واديين
…
الحديث.
وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه أبو عوانة في مستخرجه من طريق أبي سعيد المقبري عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واديان
من ذهب لطلب ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب».
وأما حديث أبي واقد، فرواه أبو عوانة أيضًا وأحمد وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما، والطبراني في بعض معاجمه وأبو عبيد في «فضائل القرآن» له، والبحتري في «الثامن من فوائده» وألفاظهم متقاربة كلهم من طريق عطاء بن يسار عنه قال: كنا نجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا نزل عليه القرآن قرأه علينا، فقرأ علينا ذات ليلة: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديًا من ذهب لأحب أن يكون له واديان، ولفظ أبي عبيد: لو أن لابن آدم واديًا لأحب أن يكون إليه الثاني ولو كان له الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب.