الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
66 - سئلت عن الوارد في السنا والسنوت
.
فأجبت بما نصه: روى الحاكم في "مستدركه" وقال: صحيح الإسناد، والترمذي في "جامعة" وقال: غريب، كلاهما من طريق عتبة بن عبد الله عن أسماء ابنة عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألها "بما تستشمين"؟ قالت: بالشبرم قال: "حار جار" قالت: ثم استمشيت بالسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو أن شيئًا كان فيه شفاء من الموت، كان في السنا"، ورواه الحاكم أيضًا هو وأبو نعيم من حديث عمر بن الخطاب، عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها ذات يوم وعندها شبرم تدقه، فقال:"ما تصنعين بهذا؟ " قالت: نسقيه فلانا، قال:"إنه داء" قال: ودخل عليها وعندها سنا فقال: "ما تصنعين بهذا؟ " فقالت: يشربه فلان، قال: "لو أن
شيئًا يدفع الموت، أو ينفع من الموت نفع السنا" ورواه أحمد في "مسنده" وابن ماجه في "سننه" من حديث مولى المعمر النميمي عنها قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بماذا كنت تستشمين؟ " قالت: بالشبرم، قال:"حارجار" ثم استمشيت بالسنا لفقال: "لو كان شيئًا يشفي من الموت لكان السنا شفاء من الموت".
وأخرج ابن ماجه وأبو نعيم أيضًا من طريق أبي أُبي بن أم حرام وكان قد صلى القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بالسنا والسنوات، فإن فيه شفاء من كل داء إلا السام" قيل: يا رسول الله وما السام؟ قال: "الموت".
وعند أبي نعيم وحده من حديث عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو كان في شيء شفاء من الموت، كان في السنا"، ومن حديث أنس ـ رفعه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاث فيهن الشفاء من كل داء إلا السام: السنا والسنوات" قالوا: يا رسول الله! هذا السنا قد عرفناه فما السنوات؟ قال: "لو شاء الله لعرفكموه" ولم يذكر الثالث.
قلت: ولم يذكر روايه الخصلة الثالثة.
والسنا: مقصو، ويمد فيما قاله الفراء، واحده سناة، ويثنى فيقال سنوان: نبات معروف من الأدوية له حمل، إذا يبس وحركته الريح سمعت
له زجلاً، وأما السنوات، وهو بضم السين، لكن الفتح أفصح، ففسره بعض رواته بالشبث وقيل: إنه الكمون، وقيل: التمر والرُبُّ، وقال آخرون: هو العسل الذي يكون في زقاق السمن ومنه قول الشاعر وقيل هو زهير:
هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم
…
وهم يمنعون الجار أن يتقردا
وقوله: لا ألس يعني لا غش وقوله: أن يتقردا: أي لا يستذل جارهم، والله أعلم.