الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62 - ثم سئلت عما ورد في المعز والشياه
.
والجواب: روى الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح من حديث عروة بن الزبير عن أم هانئ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "اتخذي غنمًا فإن فيها بركة".
وعند أحمد أيضًا من حديث موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "اتخذي غنمًا يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير".
وللطبراني في "معجمه الكبير" من حديث الأصبغ بن نباتة عنها قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي لا أرى عندك من البكرات شيئًا؟ " فقلت: وأي بركاتي تريد؟ قال: "إن الله أنزل من بركاتنا ثلاثًا: الشاة والنخلة والنار". لكن في سنده النضر بن حميد وهو متروك الحديث
فيما قاله أبو حاتم، وأما البخاري فقال: منكر الحديث ولبعضه شاهد سيأتي انتهى.
وعند الطبراني في "الأوسط" بعض من حديث صالح بن أبي عمرة عنها قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتي؟ قال: "مالي لا أرى في بيتك بركة؟ ". قلت: وما البركة التي أنكرت من بيتي قال: "لا أرى فيه شاة".
أخرجه مسدد في مسنده بسند فيه من لم أعرفه، إلا أنه جعله من قول علي ولفظه: إن عليا دخل عليها نصف النهار فقال: قدمي إلى أبي الحسن طعامًا قالت: فقدمت ما كان في البيت، فقال علي:"ما أرى عندكم بركة"، فقالت أم هانئ: أليس هذا بركة؟ قال: ليس أعني هذا، ما لكم شاة؟ قلت: لا والله ما لنا شاة. انتهى. ولا مانع من الجمع بينهما.
وعند الطيالسي في "مسنده" بسند لا باس به، من حديث عائشة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: "كم في بيتك من بركة؟ " يعني شاة. ولابن ماجه والطحاوي وغيرهما من حديث عامر الشعبي
عن عروة البارقي رفعه: "الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة". ورجاله ثقات، والطرف الأخير منه متفق عليه.
وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده ومن طريقه الديلمي بسند [
…
] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغنم بركة، والإبل عز لأهلها، والخيل معقود في نواصيها الخير، والعبد أخوك فأحسن إليه، وإن وجدته مغلوبًا عليه فأعنه". وهو بهذا اللفظ عند الديلمي من حديث حذيفة بن اليمان بدون ذكر العبد.
وعند أبي يعلي في "مسنده" بسند رواته ثقات عن البراء عن عازب
رضي الله عنهما قال: "الإبل بركة" وفي مسند البزار من حديث ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب موقوفًا ومرفوعًا: "ما من قوم في بيتهم أو عندهم شاة إلا قدِّسوا كل يوم مرتين أو بورك عليهم مرتين" يعني شاة لبن.
إلا أن في سنده إسماعيل بن سلمان، وقد أشار العقيلي إلى أنه تفرد بهذا الحديث، ونقل عن ابن نمير أنه متروك، وكذا أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" من طريق إسماعيل المذكور لكن بلفظ:"الشاة بركة والشاتان بركتان والثلاث شياة ثلاث بركات". الحديث.
وكذا قال النسائي، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وضعفه جماعة، وفي "الفردوس" عن ابن عباس مرفوعًا:"ما من قوم يغدوا عليهم مائة من الضأن ويروح فيخشوا على أنفسهم العيلة" ولم أقف على سنده.
ولابن ماجه وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" من حديث ابن سيرين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشاة من دواب الجنة" وروايه عن ابن سيرين هو زربي إمام مسجد هشام بن حسان،
ضعفه العقيلي، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الترمذي: له أحاديث مناكير، وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته فلا يحتج به، وقال ابن عدي: أحاديثه بعض متونها منكر. وعند البزار بسند فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ممن ضعفه الجمهور من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكرموا المعزي وصلوا في مراحلها وامسحوا رغماها فإنها من دواب الجنة".
وكذا أخرجه الديلمي في "مسنده" من طريق أبي بكر بن أبي شيبة. قال: وفي الباب عن المغيرة.
وأخرج البزار بسند آخر ضعيف أيضًا عن أبي هريرة ـ إن شاء
الله ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحسنوا إلى الماعز وأميطوا عنها الأذى فإنها من دواب الجنة".
وأخرج الطبراني في "الكبير" ومن طريقه الديلمي بسند فيه حمزة النصيبي، وهو ضعيف جدًا، بل اتهم بالوضع، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالمعزى خيرًا فإنها مال رقيق، وهو في الجنة، وأحب المال إلى الله الضأن وعليكم بالبياض فإن الله خلق الجنة بيضاء، فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم، وإن دم الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين".
وفي مسند أحمد بسند رجاله رجال الصحيح، عن وهب بن كيسان قال: مر أبي على أبي هريرة فقال: أين تريد؟ قال: غنيمة لي، قال: نعم امسح رغامها، وأطب مراحها، وصل في جانب مراحها، فإنها من دواب الجنة، وائتنس بها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنها أرض قليلة المطر" يعني المدينة. انتهى.
والمرفوع منه أخرجه الطبراني في "الكبير" ومن طريقه الديلمي بسند فيه محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف، قال البخاري: سمعت الحميدي يتكلم فيه، من حديث عبد الله بن ساعدة أخي عويم رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كانت له غنم فليسر بها عن المدينة، فإن المدينة أقل أرض الله مطرًا".
وأما الموقوف، فأخرجه الطبراني في "الأوسط" ومن طريقه الديلمي، لكنه مرفوعًا بسند لا بأس به، من حديث أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغنم من دواب الجنة، فامسحوا رغامها، وصلوا في مرابضها". ورواه مالك في الجامع من موطأ عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن حميد بن مالك بن خثيم أنه قال: كنت جالسًا مع أبي هريرة بأرضه بالعقيق فأتاه قوم من أهل المدينة
على دواب فنزلوا، قال حميد: فقال أبو هريرة: إذهب إلى أمي وقل لها: إن ابنك يقرئك السلام ويقول: أطعمينا شيئًا، وقال: فوضعت ثلاثة أقراص من شعير وشيئًا من زيت وملح في صفحة فوضعتها على رأسي فحملتُها إليهم، فلما وضعته بين ايديهم كبر أبو هريرة وقال: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودان التمر والماء، فلم يصب القوم من الطعام شيئًا، فلما انصرفوا قال: يا ابن أخي! أحسن إلى غنمك وامسح الرغام عنها وأطب مراحلها، وصل في ناحيتها، فإنها من دواب الجنة، والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتي على الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وكذا أخرجه في "الكبير" والديلمي من طريقه من حديث صُبيح ـ شيخ قديم ـ قال: قدم علينا ابن عمر رضي الله عنهما فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالغنم فإنها من دواب الجنة فصلوا في مراحلها، وامسحوا رغامها"، قلت: ما الرغام؟ قال: "المخاط".
وأخرج ابن أبي الدنيا في إصلاح المال أيضًا، وفي مسند أبو بكر بن أبي شيبة عن عمار بن أبي عمار التابعي موقوفًا:"أكرموا المعزى وامسحوا الرغام عنها وصلوا في مراحلها فإنها من دواب الجنة".
وللديلمي بسند ضعيف من طريق موسى بن مطير عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغنم أموال الأنبياء عليهم السلام". وعند البزار بسند فيه لين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السكينة في أهل الشياه والبقر"، ولأحمد والبزار أيضًا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: افتخر أهل الإبل والغنم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الفخر والخيلاء في أهل الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعث موسى عليه السلام وهو يرعى غنمًا على أهله، وبعثت أنا وأنا أرعى غنمًا لأهلي بجياد، وله شاهد صحيح.
وعند ابن ماجه من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم، وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج، وقال:"عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله بهلاك القرى".
لكن رواية عن سعيد وهو علي بن عروة الدمشقي اتهم بالكذب، بل رماه ابن حبان بالوضع وقال البخاري: مجهول، وقال ابن معين: ليس
بشيء وكذا قال ابن عدي وزاد: وهو ضعيف عن كل من روي عنه.
وفي لفظ عنه وعن ابن أبي عاصم، أنه منكر الحديث.
وقد أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» من طريقين عن عطاء مرسلة، ومتصلة بابن عباس وقال: إنه لا يصح.
قلت: ورواه ابن أبي الدنيا في «إصلاح المال» من طريق عمر بن حوشب الصنعاني قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء أن يتخذوا الضأن وأمر الفقراء أن يتخذوا الدجاج. وفيما أوردناه كفاية. والعلم عند الله تعالى.
(وفي ورقة بخط المجيب وهي ملصقة مع الجواب لكن لم يخرج لها وهي): وله شاهد عند أبي منصور الديلمي في «مسند الفردوس» له من طريق الحاكم بسند ضعيف عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشاة في الدار بركة، والدجاج في الدار بركة» . ولابن أبي الدنيا من حديث صغدي بن عبد الله عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشاة بركة» ، وفيه داود بن المحبر. وللديلمي بسند
آخر عن أنس رفعه: "الخرافة بركة، والتنور والشاة أعدوهن في بيوتكم".
وتردد في الحرافة، هل هو بالمهملة أو المعجمة؟
وذلك عجيب، فإنه بالمعجمة جزمًا، وذكر أيضًا بلا إسناد عن أنس مرفوعًا:"الشاة ترد سبعين بابًا من الفقر" أحسبه لا يصح.