الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
61 - وسئلت عن حديث "لا غيبة لفاسق" ومن قال: لم يقله أحد من المسلمين
؟
فأجبت: نعم ورد من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ـ هو معاوية بن حيدة ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: "ليس لفاسق غيبة".
أخرجه الهروي في كتاب "ذم الكلام" وقال: إنه حسن. وهو متعقب فالحديث ضعيف جدًا ولذلك أخرجه ابن عدي في كاملة وقال: إن هذا اللفظ غير معروف، والحاكم وقال: إنه غير صحيح وكذا قال جماعة والبلاء من الجارود رواية عن بهز وقد رواه مرة أخرى بلفظ: "أترعوون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه يعرفه الناس، ويحذره الناس"، وهو بهذا اللفظ عند الطبراني
والبيهقي وغيرهما، لكن جزم جمع من الحفاظ بعدم صحته وبأنه الآفة فيه.
وأورد أبو الشيخ والبيهقي في سننه وغيرهما من حديث أبي
سعد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له".
وقال البيهقي: إنه ليس بالقوي، ومرة: في إسناده ضعف، قال: ولو صح فهو في الفاسق المعلن بفسقه.
وأخرج في "شعب الإيمان" له بسند جيد ما يشهد لهذا عن الحسن أنه قال: ليس في أصحاب البدع غيبة. ومن طريق ابن عيينة قال: "ثلاثة ليست لهم غيبة: الإمام الجائر، والفاسق المعلن بفسقه"، والمبتدع الذي يدعو الناس إلى بدعته، ومن طريق زيد بن أسلم قال:"إنما الغيبة لمن لا يعلن بالمعاصي"، ومن طريق شعبة قال: الشكاية والتحذير ليسا من الغيبة. وقال عقبه: وهذا صحيح فقد يصيبه من جهة غيره أذى فيشكوه ويحكي ما جرى عليه من الأذى، فلا يكون ذلك حرامًا ولو صبر عليه كان أفضل، وقد يكون مزكيًا في رواة الأخبار والشهادات فيخبر بما يعلمه من الراوي أو الشاهد ليتقي خبره وشهادته فيكون ذلك مباحًا. انتهى.
وفي مسند أبي بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: هبطت مع النبي صلى الله عليه وسلم من ثنية هرشاء فانقطع شسع نعله، فناولته شسعي فأبى أن يقبلها وجلس في ظل شجرة ليصلح نعله فقال لي:"انظر من ترى"
قلت: هذا فلان قال: "بئس عبد الله فلان" ثم قال لي: "انظر من ترى" قلت: هذا فلان قال: "بئس عبد الله" قال لي: "انظر من ترى"، قلت: هذا فلان قال: "نعم عبد الله فلان" والذي قال له: "نعم عبد الله فلان" خالد بن الوليد. وأما الآخران، فلا أخبر بهما أحدًا وقريب من هذا حديث:"بئس أخو العشيرة" وهو صحيح.
وحينئذٍ فالقائل: إنه لم يقله أحد من المسلمين، قد أقدم على ما لا علم له به، فليستغفر الله تعالى ولينته عن العود لمثله. وبالله التوفيق.