الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته. انتهى.
نعم قد نسبت إليه مسائل أنكرت عليه مقررة عند أهل العلم، والسعيد من عدت غلطاته رحمه الله وإيانا.
45 - سئلت: عن ما ذكره الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي في جزء فيه وصول القراءة إلى الميت وهو: روى القاضي أبو يعلي بإسناده عن علي بن ابي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مر على المقابر فقرأ: (قل هو الله أح
د) إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجرها للأموات أعطى بعدد الأموات".
ورواه الدارقطني أيضًا. وروى أبو بكر عبد العزيز، صاحب الخلال بإسناده، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل المقابر فقرأ سورة "يس" خفف عنهم له مثله وكان له لعدد من فيه حسنات".
وروى الخلال أيضًا بإسناده عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من زار قبر والديه أو أحدهما فقرأ عنده أو عندهما "يس" غفر له". انتهى.
فأجبت: قد وقفت على الجزء المشار إليه ورأيت فيه من الزيادة على ما هنا عزو الحديث الأول والثاني أيضًا إلى النجاد وقد ذكر القرطبي
في تذكرته الحديث الأول وعزاه لتخريج السلفي، وأسنده صاحب مسند الفردوس أيضًا كلاهما من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن أخيه عن جعفر عن علي بن الحسن عن أبيه عن علي فذكره، لكن عبد الله وأبوه كذابان. ولو أن لهذا الحديث أصلاً لكان حجة في موضع النزاع ولارتفع الخلاف ويمكن أن تخريج الدارقطني له في "الأفراد" لأنه لا وجود له في سننه. والله أعلم.
وأما الحديث الثاني، فقد ذكره القرطبي أيضًا لكن بلا عزو. وعزاه للطبراني عن أنس، إلا أنني لم أظفر به الآن وهو في الشافعي لأبي بكر عبد العزيز صاحب الخلال الحنبلي كما عزاه إليه المقدسي .. أحسبه لا يصح.
وأما الحديث الثالث: فقد ذكره صاحب الخلال في "الشافي" أيضًا، وأخرجه أبو الشيخ بن حيان في:"ثواب الأعمال" وابن عدي في كامله كلاهما من طريق عمرو بن زياد الداري عن يحيى بن سليم الطائي عن هشام عن أبيه عن عائشة عن أبي بكر الصديق فذكره بلفظ: "من زار قبر والديه كل جمعة أو أحدهما فقرأ عندهما "يس والقرآن الحكيم" غفر له بعدد كل آية وحرف" وهو عند الديلمي في "مسند الفردوس" له، من طريق أبي الشيخ، وقال ابن عدي: إنه بهذا الإسناد باطل ليس له أصل، وكان عمرو يتهم بوضع الحديث، وقد ذكر لذلك في الموضوعات ابن الجوزي. وله شاهد عند الطبراني في الأوسط والصغير من حديث أبي هريرة بلفظك "من زار قبر أبويه أو أحدهما كل جمعه غفر له وكتب بارًا".
في سنده عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الدارقطني بسنده إلى ابن عمر عن نافع، عن ابن عمر رفعه:"من زار قبر أبيه أو قبر أمه، أو قبر أحد من قرابته كتب له كحجة مبرورة ومن كان زواراً لهم حتى يموت زارت الملائكة قبره"، وهو كذلك بنحوه عند أبي الشيخ ابن حيان في الثواب له وابن عدي في كامله ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات أيضًا، وأخرجه أبو منصور الديلمي في مسنده بهذا السند أيضًا، لكن بلفظ:"من زار قبر والديه أو أحدهما يوما لجمعة كان كحجة". والله أعلم.