الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68 - سئلت عن الحديث المروي وصورته:
حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن حامد، حدثنا خلف البزار عن وكيع، عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليت شعري ما فعل بأبواي؟ " فأنزل الله: (إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم".
فأجبت: هذا الحديث أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريق وكيع وعبد الرازق أيضًا عن الثوري كلاهما عن موسى بن عبيدة ـ هو الربذي ـ عن محمد بن كعب ـ هو القرظي ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليست شعري ما فعل أبواي، ليست شعري ما فعل أبواي؟ "، فنزلت:(ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) فما ذكرهما حتى توفاه الله عز وجل. وهو مرسل وموسى ضعيف.
لكن أخرجه الطبري أيضًا من طريق الحسين عن ابن جريج أخبرني داود بن أبي عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: "أين أبواي؟ "
فنزلت: (إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) وهو مرسل أيضًا. والحسين هذا وهو الملقب بسنيد فيه مقال وأورده الواحدي في الأسباب له تعليقًا، فقال: وقال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: "ليست شعري ما فعل أبواي؟ " فنزلت هذه الأية. ووصله الثعلبي وغيره من رواية عطاء عنه، لكن من تفسير عبد الغني ابن سعيد الواهي.
وذكر الواحدي في "الوسيط" أنه صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عن قبر أبيه وأمه فدله عليهما، فذهب إلى القبرين فدعا لهما وتمنى أن يعرف حال أبويه في الآخرة. ورد ذلك جماعة من المفسرين باستحالة الشك من الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر أبويه.
وممن صرح بذلك ابن عطية حيث قال: هذا خطأ ممن رواه، أو ظنه، لأن أباه مات وهو في بطن أمه. وقيل: وهو ابن شهر، وقيل: ابن شهرين، وماتت أمه بعد ذلك بخمس سنين، منصرفها به من المدينة من زيارة أخواله، فهذا لا يتوهم أنه خفي على النبي صلى الله عليه وسلم. وكذا استبعد الإمام فخر الدين الرازي هذا السبب قال: لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم حال من مات
كافر، ودفع ذلك الحافظ ابن كثير باحتمال أن هذا كان قبل أن يعلم أمرهما، فلما علم تبرأ منهما وأخبر عنهما أنهما في النار كما ثبت في الصحيح. ثم إن الطبري قد أفاد أن هذا التفسير على قراءة من قرأ من أهل المدينة (ولا تسأل) بصيغة النهي، قال: والصواب عندي: القراءة المشهورة بالرفع على الخبر، لأن سياق ما قبل هذه الآية يدل على أن المراد: من مضى من اليهود والنصارى وغيرهما قال: ويؤيد ذلك أنها في قراءة أبي (وما تسأل) وفي قراءة ابن مسعود (ولن تسأل) والله أعلم.