المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌37 - حديث: "درهم ربا أشد من اثنين وسبعين زنية - الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية - جـ ١

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌1 - حديث: النهي عن كسر سكة المسلمين

- ‌2 - حديث: "المنبتُّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى

- ‌3 - حديث: "من آذى ذميًا فأنا خصمه

- ‌4 - حديث: "لحوم البقر داء وسمنها ولبنها دواء

- ‌5 - حديث: "ينزل الله تبارك وتعالى كل يوم مائة رحمة…الحديث

- ‌6 - حديث: "إذا انتصف شعبان فلا صوم حتى رمضان

- ‌7 - حديث: "الأرمد لا يُعاد

- ‌8 - حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم تبسم في الصلاة فلما سلم قال: "مر بي ميكائيل" الحديث

- ‌9 - حديث: "عمل علي رضي الله عنه لبعض أهل الذمة

- ‌10 - حديث "لا مهر أقل من عشرة دراهم

- ‌11 - حديث: "الحج جهاد كل ضعيف

- ‌12 - حديث: "يغفر للحاج في ذي الحجة والمحرم وصفر والعشرين من ربيع الأول

- ‌13 - حديث: "بشارة عثمان بالخلافة بعد عمر

- ‌14 - حديث: "أن أعرابيًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن امرأتي تنزف الدم، فقال له أبي بن كعب: عليها شم الكافور، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "من أين لك هذا يا أبي؟ " فقال: من قول امرئ القيس ابن ماء السماء:من عادة الكافور

- ‌15 - حديث: "الترهيب في النكاح

- ‌16 - حديث: "يأتي على الناس زمان يتحابون بألسنتهم ويتباغضون بقلوبهم

- ‌17 - حديث: "سيد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم فابدوءا به

- ‌18 - حديث: "عن مرجع الضمير فيما رواه الشيخان من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن جدته مليكة الحديث

- ‌19 - حديث: "من ترك الصلاة ثلاثة أيام متعمدًا، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله أتاه النداء من قبل الله تعالى: كذبت

- ‌20 - حديث: هل ورد في الاستغفار عقب الذكر شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من السلف أم لا

- ‌21 - حديث "التائب من الذنب كمن لا ذنب له

- ‌22 - وسئلت: عن ثغر دمياط هل فتح صلحًا أو عنوة

- ‌23 - حديث: أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقرأ (إن لدينا أنكالاً وجحيما) فصعق

- ‌24 - حديث: "كيفية قص الأظفار

- ‌25 - حديث: "لا يدخل الجنة ولد زنا

- ‌26 - حديث: "نعم العبد صُهَيْب لو لم يخف الله لم يعصه

- ‌27 - حديث "طلب الحق غربة

- ‌28 - حديث: النهي عن تخصيص المرء نفسه بالدعاء

- ‌29 - حديث: "سيد القوم خادمهم

- ‌30 - حديث: "اختلاف أمتي رحمة

- ‌31 - هل صح في ما فضل عن الأصابع من الثوب

- ‌32 - حديث: "تختموا بالعقيق

- ‌33 - سئلت: عمن قال: لا يجب على المرء إنكار ما لم يجمع على تركه، هل هو صحيح أم لا

- ‌34 - وسئلت: عن الأحاديث الودعانية ما حكمها

- ‌35 - وسئلت: عن الأحاديث الواردة في الرباط

- ‌36 - وسُئلت: عن حديث النواس بن السمعان: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك" هل ورد فيه حك أم لا

- ‌37 - حديث: "درهم ربا أشد من اثنين وسبعين زنية

- ‌38 - حديث "كفارة من استغتبته أن تستغفر له

- ‌39 - حديث: جابر: "من كان له إمام فقراءته له قراءة

- ‌40 - حديث: "لا صلاة بعد الفجر إلا سجدتين

- ‌41 - حديث: الاكتحال يوم عاشوراء

- ‌42 - حديث: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف قبل الهجرة إلى المدينة

- ‌43 - حديث: "من لغا فلا جمعة له

- ‌44 - وسئلت: هل صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين" وكنت نبيًا ولا آدم ولا طين".وهل يعتمد كلام ابن تيمية في الكراسة التي له أنه موضوع أم لا

- ‌45 - سئلت: عن ما ذكره الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي في جزء فيه وصول القراءة إلى الميت وهو: روى القاضي أبو يعلي بإسناده عن علي بن ابي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مر على المقابر فقرأ: (قل هو الله أح

- ‌46 - سئلت: عن ما نصه قال تمام: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ثنا حفص بن عمر ثنا عاصم بن علي ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير وعن الثقة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت

- ‌47 - سئلت عن حديث: "لو كان لابن آدم جبلين من ذهب…الحديث

- ‌48 - حديث: "كل أمرٍ ذي بال .. الحديث

- ‌49 - سئلت: هل يدخل في تعريف الصحابي حيث قيل فيه: من رأى .. إلى آخه، من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أو رآه بعد وفاته كما وقع لأبي ذؤيب الهذلي الشاعر فإنه لما أخبر بمرض النبي صلى الله عليه وسلم سافر نحوه فقبض صلى الله عليه وسلم قبل وصوله إلى

- ‌50 - حديث: "ما ذئبان ضاريان .. " الحديث

- ‌51 - حديث: العينة

- ‌52 - حديث الهندباء

- ‌53 - حديث: الشرب قائمًا

- ‌54 - وسئلت: عن الحديث الوارد في وصف أهل الجنة بأنهم جرد مرد. هل ورد فيه استثناء أحد من الأنبياء أم لا

- ‌55 - وسئلت عن حديث القرون

- ‌56 - وسئلت عن بنة الجهني، هل هو بموحدتين ونون أو موحدتين

- ‌57 - وسئلت: عن الأربعة الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في نسق وهل يعرف غيرهم

- ‌58 - [مسألة]:

- ‌59 - وسئلت: عن حديث "أدبني ربي فأحسن تأديبي

- ‌60 - وسئلت: عن حديث "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل

- ‌61 - وسئلت عن حديث "لا غيبة لفاسق" ومن قال: لم يقله أحد من المسلمين

- ‌62 - ثم سئلت عما ورد في المعز والشياه

- ‌63 - ثم سئلت عن حديث: "من باع دارًا لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه". من أخرجه، وهل هو صحيح أم لا

- ‌64 - سئلت: عن ما ورد في جلوس الإمام بعد [سلامه في] مصلاه

- ‌65 - سئلت: عن أسماء أهل الصفة

- ‌66 - سئلت عن الوارد في السنا والسنوت

- ‌67 - سئلت عن مسح الوجه باليدين عقب الدعاء

- ‌68 - سئلت عن الحديث المروي وصورته:

- ‌69 - وسئلت: عن كعب الأحبار: هل هو كعب بن الأشرف، أو كعب بن لؤي

- ‌70 - مسألة: حديث عائشة: "عُذب أهل قرية كانوا يعملون عمل الأنبياء" فقيل لها: ولم ذلك يا أم المؤمنين؟ قالت: "لأنهم كانوا لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر

- ‌71 - وسئلت: عن قراءة سورة: (والعصر) عند التقاء المؤمنين

- ‌72 - مسألة: قال ربيعة: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل، وبما كان يستفتح؟ قالت: كان يكبر عشرًا ويحمد عشرًا، ويسبح عشرًا ويهلل عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: "اللهم اغفر لي واهدني وارزقني" عشرًا

- ‌73 - مسألة:

- ‌74 - مسالة:

- ‌75 - مسألة: المتكلمون في المهد:

- ‌76 - ثم سئلت عن قولهم: أمرت أن أخطاب الناس على قدر عقولهم. وقولهم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، وقولهم: كل عام ترذلون. وقولهم: إن القمر حين انشق نزل إليه صلى الله عليه وسلم ودخل من كمه وخرج من الكم الآخر، فطاف بالكعبة. هل لهذه أصل أم لا

- ‌77 - وسئلت: عن الأنين

- ‌78 - وسئلت: "من تزين للناس بما يعلم الله منه خلافه

- ‌79 - مسألة: إذا تجاوز الرجلان في الإمامة بعد الإقامة فهما في النار

- ‌80 - وسئلت: عما اشتهر على الألسنة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا ذوي العاهات" هل له أصل؟ وما معناه

- ‌81 - سئلت: عن سند يتصل به مسند أبي ذر، للبزار، وأحضر إليَّ ورقة بخط الشيخ قاسم الحنفي كتبها في ذلك، نصها: "أنبأني أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر مشافهة أنبأنا أبو الفتح محمد بن محمد مشافهة عن أبي الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن عبد ا

- ‌82 - سئلت: عن الوارد في البواسير، أعاذنا الله منه

- ‌83 - سألني: بعض الصوفية عن حديث: "رأيت ربي في المنام في أحسن صورة

- ‌84 - سألني: الشيخ شمس الدين الأمشاطي ـ نفع الله به ـ عما وقع في "الطبقات للحنفية" في وفاة شمس الأئمة عبد العزيز بن أحمد بن نصر الحلواني وكونها في سنة ثمان أو تسع وأربعين وأربعمائة، كيف يستقيم مع ما فيها من أن شمس الأئمة محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخس

- ‌85 - غريبة:

- ‌86 - حديث: المغفرة ليلة النصف من شعبان

- ‌87 - حديث: "يطلع الله ليلة النصف من شعبان

- ‌88 - [مسألة

- ‌89 - الحمد لله: روى الخطيب والدارقطني في "الرواة عن مالك" لهما، وأبو علي بن دوما في فوائده والرافعي في تاريخ قزوين والصابوني في الأربعين له كلهم من حديث الفضل بن غانم عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي رفعه: "من قال في اليوم مائة مرة لا إل

- ‌90 - الحمد لله مسألة: خرج البيهقي في السنن من جهة الشافعي من طريق محمد بن كعب أنه سمع رجلاً في بني وائل يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تجب الجمعة على كل مسلم، إلا امرأة أو صبي أو مملوك". وهكذا هو في أصل معتمد جدًا، قديم من مسند الشافعي سواء. وه

- ‌91 - الحمد لله مسألة:

- ‌92 - مسألة:

- ‌93 - الحمد لله مسألة: عن حديث: "نية المؤمن خير من عمله" هل ورد أم لا، وما حكمه وما معناه

- ‌94 - [مسألة]: لم يزال السؤال: يقع عن قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحيي ممن استحيت منه الملائكة

- ‌95 - الحمد لله سئلت عن حديث: "تناكحوا تناسلوا أباهي بكم يوم القيامة

- ‌96 - [مسألة] الحمد لله: روى الدارقطني والبيهقي في سننيهما عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا اعكتاف إلا بصيام" وسنده ضعيف، وأشار البيهقي وغيره إلى أن رفعه وهم

- ‌97 - الحمد لله: أملي الديمي على البحيري ومن خطه نقلت ما نصه: حضر الإمام أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكوفي مجلس الحسن بن عمارة كوفي، فسئل الأعمش عن الحسن بن عمارة تكلم فيه، فلما أن رجع إلى البيت بعث وراء الأعماش وأحسن إليه، وقال له: أريد أن تبدل

- ‌98 - سئلت: عما أورده جماعة من متأخري الفقهاء أنه صلى الله عليه وسلم قال: "التكبير جزم والسلام جزم" هل له أصل أم لا

- ‌99 - وسئلت عما اشتهر: "ما خلا جسد من حسد، والعداوة في الأهل، والحسد في الجيران

- ‌100 - وسئلت: عما اشتهر أنه من أراد أن يكون حمل زوجته ذكرًا فليضع يده على بطنها وليقل: إن كان هذا الحمل ذكرًا سميته محمدًا فإنه يكون

- ‌101 - وسئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولادة

- ‌102 - [مسألة] الحمد لله أملى القاضي الحنفي المحب ابن الشحنة، أصلح الله أحواله، على جماعته. حديث عبد الله بن سلام في قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، أورده عن البرهان الحلبي، عن الصلاح ابن عمر عن الفخر البخاري. عن ابن طبرزد، عن ابن حصين، عن ابن

- ‌103 - مسألة: روى الترمذي في جامعه في "باب ما جاء في التجار وتسمية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم" من حديث ابن خثيم عن إسماعيل بن عبيد ويقال: عبيد الله بن رفاعة عن أبيه عن جده أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: "ي

- ‌104 - الحمد لله: التمستم ـ نفعنا الله بركتكم ـ من العبد إيضاح ما أشكل معناه مما أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث مروان بن معاوية الفزاري عن أبي المليح الهذلي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليغضب عن من لا يفعل

- ‌105 - مسألة: هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: "يا علي قد جعلت إليك هذه السبقة بين الناس، فخرج علي، دعا سراقة بن مالك رضي الله عنه فقال: يا سراقة إني قد جعلت إليك ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم في عنقي من هذه السبقة في عنقك

الفصل: ‌37 - حديث: "درهم ربا أشد من اثنين وسبعين زنية

‌37 - حديث: "درهم ربا أشد من اثنين وسبعين زنية

".

لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن قد أخرجه الإمام أحمد والدارقطني والطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن حنظلة الراهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية" وساقه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أحمد والدارقطني وأعله برواية حسين بن محمد المروزي حيث نقل عن أبي حاتم أنه قال في حديث رواه: إنه خطأ وأن الوهم منه، وهذا تعليل غير مرضي فإن الثقة قد يهم وإذا ثبتت عدالة الرجل وإتقانه لم يستلزم عصمته من السهو، بل حديثه على الاستقامة حتى يتبين ما وهم فيه، ولا يلزم من كونه وهم، أو أخطأ في حديث أن يكون حديثه كله وهمًا، أو خطأً، لا سيما والرجل قد أخرج له الشيخان وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي، وهو من أقرانه بل مات قبله، ووثقه أحمد بن حنبل والعجلي ومحمد بن سعد وابن نمير والنسائي وابن وضاح وابن قانع وابن حبان ولم أر فيه جرحًا، على أنه لم ينفرد بالحديث مع ذلك، فقد رواه

ص: 131

الدارقطني والطبراني أيضًا من غير طريقة ولفظه: "درهم من ربا أعظم عند الله من ستة وثلاثين زنية". لكن في سندهما ليث بن أبي سليم وهو وإن كان ضعيفًا فإنما ضعف من قبل حفظه فهو متابع قوي لكنه قد زاد في رواية الدارقطني فقط بعد قوله: زنية في الخطيئة، وهي زيادة منكرة.

ورواه الإمام أحمد والدارقطني أيضًا من حديث ابن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة عن كعب أنه قال: لأن أزني ثلاثًا وثلاثين زنية أحب إليَّ من آكل درهمًا ربا يعلم الله أني آكله حين آكله ربا. وسقط في بعض نسخ "المسند" عبد اله، وقال: عن حنظلة، وذلك وهم. وقال الدارقطني عقب تخريجه: هذا أصح من المرفوع يعني أن عبد الله إنما سمعه من كعب لا من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا "نظر" فالظاهر أنهما حديثان لاختلاف السياق، ولأن أيوب راوي الحديث الأول عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثقة جبل. نعم، قد رواه العقيلي من طريق ابن جريج

ص: 132

حدثني ابن أبي ملكة أنه سمع عبد الله بن حنظلة بحديث عن كعب الأحبار أنه قال: درهم ربا يأكله الإنسان وهو يعلم، أعز في الغثم من ست وثلاثين زنية.

فهذا لفظه كلفظ المرفوع، ومع هذا فالعلة غير قادحة لاحتمال أن يكون ابن حنظلة سمعه منهما، فلا مانع من أن يكون الحديث عنه عبد الله بن حنظلة مرفوعًا، وموقوفًا، وأيضًا فإنه لا يلزم من قوله الدارقطني أنه أصح من المرفوع أن يكون مقابله موضوعًا، فإن ابن جريج أحفظ من جرير بن حازم وأعلم بحديث ابن أبي مليكة منه، لكن قد تابع جريرًا ليث بن أبي سليم كما قدمناه، وقد رواه عمران بن أنس أبو أنس عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"لدرهم ربا أعظم عند الله من سبعة وثلاثين زنية". أخرجه العقيلي وقال: لا يتابع عليه وهو كما قال.

وإذا علم هذا فالحديث حينئذ لا يكون من شرط الصحيح، بل يكون حسنًا، لأن له شواهد أخرى لا بأس بها.

منها: ما أخرجه البيهقي في "الشعب" والطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وغيرهما من طريق محمد بن حمير عن إسماعيل بن عياش.

ص: 133

عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس ـ رضي اله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عان ظالمًا بباطل ليدحض به حقًا قد برئ من ذمة اله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أكل درهمًا من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به".

ورواية إسماعيل عن غير الشاميين ضعيفة، وحنش أيضًا ضعيف. وقد أخرجه ابن عدي من طرق علي بن الحسن بن شقيق اخبرني ليث عن مجاهد عن ابن عباس نحوه.

ومنها وهو شاهد قوي: ما أخرجه الطبراني أيضًا من طرق عطاء الخرساني عن عبد الله بن سلام كما سيأتي قريبًا.

ومنها: ما رواه ابن عدي من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن أبيه اخبرني أبو مجاهد عن ثابت عن أنس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الربا وعظم شأنه، وقال: "إن الدرهم يصيبه الرجل، من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ستة وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربا الربا

ص: 134

عرض الرجل المسلم".

وأخرجه بن أبي الدنيا في كتاب "ذم الغيبة" له والبيهقي لكن لم أقف على إسنادهما، وأبو مجاهد اسمه: عبد الله بن كيسان مروزي ضعفه أبو حاتم، وقال ابن حبان في "الثقات": يتقي حديثه من رواية ابنه إسحاق عنه وقال العقيلي: في حديثه وهم. انتهى.

والجملة الأخيرة حديث رواه أحمد من حديث بريدة ولفظه: "إن أربا الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق"، ورواته ثقات واصل الحديث من حديث عائشة أيضًا.

أخرجه أبو نعيم أيضًا، في "الحلية" ولفظة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الربا بضع وسبعون بابًا أصغرها كالواقع على أخته، والدرهم الواحد من الربا أعظم عند الله من ستة وثلاثين زنية".

وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق أبي نعيم وأعله بسوار ابن مصعب ونقل عن أحمد ويجي والنسائي أنه متروك الحديث.

ص: 135

وقال أبو داود: ليس بثقة. انتهى.

وحديث عبد الله بن سلام المشار إليه أخرجه الطبراني في "الكبير" من طريق عطاء الخراساني عن عبد الله بن سلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام".

وعطا لم يسمع من عبد الله وقد رواه ابن أبي الدنيا والبغوي وغيرهما موقوفًا على عبد الله.

قال المنذري: وهو الصحيح، ولفظ الموقوف، في أحد طرقه قال عبد الله:"الربا اثنان وسبعون حوبًا أصغرها حوبًا كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهم من الربا أشد من بضع وثلاثين زنية قال: يأذن الله بالقيام للبر والفاجر يوم القيامة إلا آكل الربا فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".

قلت: وقد ذكر ابن الجوزي لما أخرج في موضوعات هذا الحديث

ص: 136

من أكثر الطرق التي أوردناها ما لفظه:

واعلم أن مما يرد صحة هذه الأحاديث أن المعاصي يعلم مقاديرها بتأثيراتها والزنا يفسد الأنساب ويصرف الميراث إلى غير مستحقه ويؤثر من القبائح ما لا تؤثر أكل لقمة لا يتعدى ارتكاب نهي فلا وجه لصحة هذا. انتهى.

وجاء في حديث الباب عن أبي هريرة حديث أخرجه ابن ماجه في سننه ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الربا سبعون حوبًا أيسرها أن ينكح الرجل أمه" ورجاله ثقات لكن فيهم أبو معشر روايه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، وقد ضعفه الأكثرون، لكن قال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه، ووثقه غيره. انتهى، ولم ينفرد أبو معشر بهذا الحديث، فقد رواه ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن سعيد ـ وهو واهٍ ـ عن أبيه عن أبي هريرة.

وأخرجه العقيلي، والبيهقي، كلاهما من طريق عبد الله بن زياد

ص: 137

عن عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة باللفظ المذكور لكن قال: "بابا" بدل حوبا "وأصغرها" بدل أيسرها وقال البيهقي عقبه: غريب بهذا الإسناد وإنما يعرف بعبد الله بن زياد عن عكرمة، وعبد اله هذا منكر الحديث انتهى.

وبه أعله ابن الجوزي حيث ذكر الحديث في "الموضوعات" وقال: إنهم كذبوه، ونقل عن البخاري أنه قال: إنما روي هذا الحديث أبو سلمة عن عبد الله بن سلام نسه.

قلت: وقد رواه يحيى بن أبي كثير فقال: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن البراء، أخرجه الطبراني في "الأوسط" ولفظه: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الربا اثنان وسبعون بابًا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربا الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".

وفي سنده عمر بن راشد وقد ضعفه الجمهور لكن وثقه العجلي. ورواه يحيى أيضًا فقال: عن أنس بن مالك أخرجه

ص: 138

الدارقطني ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الربا سبعون بابًا أهون باب منه الذي يأتي أمه في الإسلام وهو يعرفها وإن من اربا الربا خرق المرء عرض أخيه المسلم" وخرق عرضه: أن تقول فيه ما يكره من مساوئه. والبهتان: أن تقول فيه ما ليس فيه. وفي سنده طلحة بن زيد قال البخاري منكر الحديث.

وقال النسائي: متروك الحديث ولذلك ذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

وجاء من طريق مسروق عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "الربا ثلاث وسبعون بابًا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه".

ورواه الحاكم في "مستدركه" وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم ورواه البيهقي من طريق الحاكم، ثم قال: هذا إسناد صحيح والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلا همًا وكأنه دخل لبعض رواته رواة الصحيح لكنه مختصرًا:"الربا بضع وسبعون بابًا والشرك مثل ذلك" ورواه ابن ماجه دون ما في آخره وسنده صحيح.

ص: 139

وقوله: "سبعون حوبًا" يعني سبعون ضربًا من الإثم والحوب:

الإثم كما فسره ابن عباس والحسن في قوله: "إنه كان حوبًا كبيرًا" ومنه الحديث: "رب تقبل توبتي واغسل حوبتي"، وكذا قوله:"واغفر لنا حوبنا" وتتح الحاء وتضم، وقيل: إن الفتح لغة الحجاز والضم لغة تميم.

ص: 140