الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها
يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء:
السيدة المتحجبة الطاهرة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن يقظة بن مُرة، المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد، سيف الله، وبنت عم أبي جهل ابن هشام.
من المهاجرات الأول. كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أخيه من الرضاعة: أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، الرجل الصالح.
دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة أربع من الهجرة. وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسباً.
وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين. عُمرت حتى بلغها مقتلُ الحسين، الشهيد، فوجمَتْ لذلك، وغُشي عليها، وحزنت عليه كثيراً. لم تلبث بعده إلا يسيراً، وانتقلت إلى الله.
ولها أولاد صحابيون: عمر، وسلمة، وزينب، ولها جملة أحاديث.
روى عنها: سعيد بن المسيب، وشقيق بن سلمة، والأسود بن يزيد، والشعبي، وأبو صالح السمان، ومجاهد، ونافع بن جبير بن مطعم، ونافع مولاها، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح، وشهرُ بن حوشب، وابن أبي مليكة، وخلق كثير.
عاشت نحواً من تسعين سنة. وأبوها: هو زادُ الراكب، أحد الأجواد - قيل: اسمه - حُذيفة وقد وهم من سماها رملة؛ تلك أم مبيبة. وكانت تعد من فقهاء الصحابيات.
قال مصعب الزبيري: هي أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة فشهد أبو سلمة بدراً، وولدت له عمر، وسلمة، وزينب، ودرة، وبعض أرخ موتها في سنة تسع وخمسين، فوهم أيضاً والظاهر أيضاً وفاتها سنة إحدى وستين رضي الله عنها، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم حين حلت في شوال سنة أربع ويبلغ مسندها ثلاث مائة وثمانية وسبعين حديثاً.
واتفق البخاري ومسلم لها على ثلاثة عشر، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. أهـ. من السير.
وقال الذهبي في التلخيص:
قال الزهري: وممن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة من هجرة الحبشة الأولى ثم هاجر إلى المدينة أبو سلمة وزوجته أم سلمة.
1194 -
* روى الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يغزو الرجال، ولا تغزو النساء، وإنما لنا نصف الميراث؟! فأنزل الله تعالى:{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (1).
قال مجاهد، فأنزل فيها:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} (2).
وكانت أم سلمة أول ظعينةٍ قدمت المدينة مهاجرة.
1195 -
* روى الطبراني عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاها فَلَفَّ رداءه ووضعه على أسكفةِ الباب واتكأ عليه، وقال:"هل لك يا أم سلمة" قالت: إني امرأةٌ شديدة الغيرة وأخاف أن يبدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ما يكره، فانصرف، ثم عاد فقال:"هل لك يا أم سلمة إن كان بك الزيادة في صداقك زدنا" فعادت لقولها فقالت أم عبد: يا أم سلمة تدرين ما يتحدث به نساء قريشٍ؟ يقُلن إن أم سلمة إنما ردتْ محمداً لأنها شابة من قريش أحدث منه سناً وأكثر منه مالاً. قال: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها.
1194 - والترمذي (5/ 337) 48 - كتاب تفسير القرآن -5 - باب ومن سورة النساء. وقال: هذا حديث مرسل. وأحمد في مسنده (6/ 322).
والحاكم (2/ 305) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد من أم سلمة. وأقره الذهبي.
الظعينة: المرأة، وهي في الأصل: ما دامت في الهودج، ثم صارت تطلق على المرأة وإن لم تكن في هودج.
(1)
النساء: 32.
(2)
الأحزاب: 35.
1195 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 245) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
الأسكفة: هي الخشبة التي يوطأ عليها.
1196 -
* روى الحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أصابت أحدكم مصيبة، فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مُصيبتي فأجرني فيها" وكنت إذا أردتُ أنْ أقول: وأبدلني بها خيراً منها قلت: ومن خيرً من أبي سلمة فلم أزل حتى قلتها. فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردتهُ، وخطبها عمر فردته، فبعث إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليخطبها فقالت: مرحباً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبرسوله أقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السلام وأخبره أني امرأة مُصيبة غيري، وإنه ليس أحد من أوليائي شاهدٌ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"أما قولك إني مُصيبةٌ فإن لله سيكفيك صبيانك وأما قولك إني غَيْرَى، فسأدعو الله أن يُذهب غيرتكِ. وأما الأولياء فليس أحدٌ منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني" فقالت لابنها: قم يا عمر فزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزوجها إياه، وقال لها:"لا أنقصُك مما أعطيتُ أختك فلانة جرتينِ ورحاتين ووسادة من أدم حشوها ليف" فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتيها وهي تُرضع زينب، فكانت إذا جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذتها فوضعتها في حجرها تُرضعها، قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيياً كريماً فيرجعُ، ففطن لها عمار بن ياسر وكان أخاً لها من الرضاعة، فأراد رسول الهل صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتيها ذات يوم فجاء عمار فدخل عليها فانتشط زينب من حجرها، وقال دعي هذه المقبوحة المشقُوحة التي قد آذيت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل يُقلبُ بصره في البيت ويقول:"أين زنَابُ؟ مالي لا أرى زناب؟ " فقالت: جاء عمار فذهب بها، فبني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأهله، وقال:"إن شئت أن أُسبعَ لك سبُعْتُ للنساء".
1197 -
* روى ابن سعد عن أم سلمة أنها قالت لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموتُ زوجها، وهو من أهل الجنة، ثم لم تزوجْ، إلا جمع الله بينهما في الجنة (1)، فتعال أعاهدك ألا
1196 - المستدرك (4/ 16) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
1197 -
الطبقات الكبرى (8/ 88) ورجاله ثقات.
تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعيني؟ قالت: نعم، قال: إذا مُت تزوجي، اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني لا يحزنُها ولا يؤذيها، فلما مات، قلتُ: من خير من أبي سلمة؟ فما لبثت، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على الباب فذكر الخطبة إلأى ابن أخيها، أو ابنها، فقالت: أردُّ على رسول الله أو أتقدمُ عليه بعيالي، ثم جاء الغد فخطب، وفيه: ثم جاء الغد، فذكر الخطبة، فقلت مثل ذلك، ثم قالت لوليها: إن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجْ، فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها.
* * *