المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا: نصوص حديثية في الخصائص والشمائل النبوية - الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية - جـ ٣

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الرابعفيالصفات والخصائص والشمائل

- ‌تقديم

- ‌أولاً: نصوص قرآنية في بعض الخصائص والشمائل النبوية

- ‌ثانياً: نصوص حديثية في الخصائص والشمائل النبوية

- ‌الباب الخامسفيمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بين يدي هذا الباب

- ‌فوائد حول قصة أم حرام بنت ملحان:

- ‌الباب السادسدوائر شرفحول الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌تقديم

- ‌فصل في فضل أمته

- ‌فصل في فضل العرب وقريشوبعض القبائل

- ‌فصل في آل بيته

- ‌الوصل الأولفيأزواجه عليه الصلاة والسلام

- ‌توطئة:

- ‌المقدمة الأولىلمحة عامة عن أزواجه وسراريه عليه السلام

- ‌المقدمة الثانية: في التفضيل

- ‌1 - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

- ‌ نصوص تتحدث عنها:

- ‌2 - سودة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌ بعض نصوص في أصول الكتاب عنها:

- ‌3 - عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌ بعض نصوص في أصول هذا الكتاب عنها رضي الله عنها:

- ‌4 - حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌5 - زينب بنت خُزيمة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌6 - أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌7 - زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌8 - جويريةُ بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌9 - أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌10 - صفية أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌11 - ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌عطف: فيمن عقد عليهن ولم يدخل بهنّ

- ‌عطف على وصل

- ‌الوصل الثانيفيبناته وأبنائه وأحفادهعليه الصلاة والسلام

- ‌أبناؤه عليه الصلاة والسلام

- ‌بناته عليه الصلاة والسلام

- ‌1 - رُقيةُ بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - أم كُلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها

- ‌عطف: فيما ورد بفاطمة وزوجها وابنيهما مشتركاً

- ‌أحفاده عليه الصلاة والسلام

- ‌1 - الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌2 - الحسين الشهيد بن علي رضي الله عنهما

- ‌الوصل الثالثفيبعض أقاربه الأدنين ممن يدخُل في لفظة أهل البيتبالمعنى العام

- ‌مقدمة

- ‌1 - من أعمامه وعماته عليه الصلاة والسلام

- ‌حمزة بن عبد المطلب

- ‌العباس بن عبد المطلبعم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌صفية عمةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌تعليقات

- ‌2 - بعض أبناء وبنات أعمامه عليه الصلاة والسلام

- ‌جعفر بن أبي طالب

- ‌عقيل بن أبي طالب الهاشمي

- ‌أم هانئ

- ‌عبد الله بن عباس البحر

- ‌عبيدُ الله بن العباس

- ‌قُثَم بن العباس الهاشمي

- ‌مَعْبَد بن العبَّاس

- ‌كثير بن العباس

- ‌تمَّامُ بنُ العبَّاس

- ‌الفضل بن العباس

- ‌ربيعةُ بن الحارث

- ‌عبد الله بن الحارث

- ‌عبيدةُ بن الحارث

- ‌نوفل بن الحارث

- ‌سعيد بن الحارث

- ‌أبو سفيان بن الحارث

- ‌دُرةُ بنت أبي لهب

- ‌ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب

- ‌عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب

- ‌3 - من أحفاد أعمامه صلى الله عليه وسلم

- ‌عبد الله بن جعفر

- ‌عبد المطلب بن ربيعة

- ‌تصويبات وتوصيات

- ‌فصلفيأصحابهعليه الصلاة والسلام

- ‌الوصل الأولفيما ورد في فضل الصحابة أو في بعضهمإجمالا وتفصيلاً

- ‌تمهيد:

- ‌عطف: في المهاجرين والأنصار

- ‌عطف: في أصحاب الصفة

- ‌الوصل الثانيفيخُلفائه الراشدين

- ‌المقدمة

- ‌أبو بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌مولده رضي الله عنه:

- ‌صفاته وسجاياه:

- ‌مبايعته بالخلافة:

- ‌أعماله رضي الله عنه أثناء فترة خلافته:

- ‌أولاً: إنفاذ جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه لقتال الروم:

- ‌ثانياً: قتال المرتدين:

- ‌قتال مسيلمة الكذاب:

- ‌قتال طليحة الأسدي:

- ‌ارتداد أهل البحرين وعودتهم إلى الإسلام:

- ‌ردّة أهل عمان ومهرَة اليمن:

- ‌ثالثاً: الفتوح:

- ‌فتوح الشام في خلافة أبي بكر رضي الله عنه:

- ‌وقعة اليرموك:

- ‌تعليقات

- ‌عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ميلاده ووفاته:

- ‌بيعته في الخلافة:

- ‌سيرته قبل الخلافة:

- ‌سيرته أثناء الخلافة:

- ‌1 - فتح دمشق:

- ‌2 - فتح الأردن:

- ‌3 - وقعة فِحل:

- ‌فتوح العراق:

- ‌1 - وقعة الجسر:

- ‌2 - وقعة البويب:

- ‌3 - غزوة القادسية:

- ‌4 - فتح المدائن:

- ‌5 - وقعة جلولاء:

- ‌6 - فتح حلوان:

- ‌7 - فتح تكريت والموصل:

- ‌ ما وقع سنة ثلاث عشرة من الحوادث:

- ‌سنة أربع عشرة من الهجرة:

- ‌ثم دخلت سنة خمس عشرة:

- ‌ثم دخلت سنة ست عشرة:

- ‌ثم دخلت سنة سبع عشرة:

- ‌ثم دخلت سنة ثماني عشرة:

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وفيها وفاة عمر بن الخطاب:

- ‌صفته رضي الله عنه:

- ‌تعليقات

الفصل: ‌ثانيا: نصوص حديثية في الخصائص والشمائل النبوية

‌ثانياً: نصوص حديثية في الخصائص والشمائل النبوية

797 -

* روى البخاري ومسلم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس بن مالك؛ أنه سمعه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق ولا بالآذم. ولا بالجعد القططِ ولا بالسبط. بعثه الله على رأس أربعين سنة. فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين. وتوفاه الله على رأس ستين سنة. وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.

أقول: مر معنا أنه عليه الصلاة والسلام توفي وهو في الثالثة والستين، فكلمة أنس ههنا أنه توفي عرى رأس ستين يمثل علمه وليس هو واقع الحال، وكذلك لبثه في مكة بعد النبوة عشر سنين، فمن المعلوم أنه بقي في مكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة.

798 -

* روى البزار عن أبي هريرة أنه وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان رجلاً ربعةً وهو إلى الطول أقربُ، شديد البياض، أسود اللحية، حسن الشعر، أهدب أِفار العينين، بعيد مابين المنكبين، يطأ بقدمه جميعاً، ليس له أخمص، يُقبِل جميعاً، ويدبر جميعاً، لم أر مثلهً قبله ولا بعدهُ.

799 -

* روى أحمد والبزار عن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكرٍ رضي الله عنه يقضي:

797 - البخاري (6/ 564) 61 - كتاب المناقب - 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم واللفظ له (4/ 1824) 43 - كتاب الفضائل - 31 - باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه، وسنه.

ليس بالطويل البائن: أي المفرط الطول، أي هو بين زائد الطول والقصير.

الأمهق: الكريه البياض كلون الجص. يريد أنه كان نير البياض.

الآدم: الشديد السمرة.

القطط: الشديد الجعودة.

798 -

كشف الأستار (3/ 123).

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 280): رواه البزار، ورجاله وثقوا.

رَبْعَة: الوسيط القامة، أشفار العينين: أي طويل شعر العينين، ليس له أخمص: الأخمص من القدم: الموضع الذي لا يلصق بالأرض عند الوطء.

799 -

أحمد في مسنده (1/ 7)

والبزار نحوه: كشف الأستار (2/ 134)، وقال: إسناده حسن.

ص: 1076

وأبيض يستسقي الغمامُ بوجهه

ربيعُ اليتامى عصمة للأرامل

فقال أبو بكر رضي الله عنه: ذاك والله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

800 -

* روى أحمد عن يزيد الفارسي قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس وكان يزيدُ يكتبُ المصاحف قال: فقلت لابن عباس: إني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، قال ابن عباس: فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني" فهل تستطيع أنْ تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟ قال: نعم رأيت رجلاً بين الرجلين جسمهُ، ولحمه أسمرُ إلى البياض، حسنُ المضحك أكحلُ العينين، جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحرهُ. قال عوف: لا أدري ما كان مع هذا من النعت فقال ابن عباس: لو رأيتهُ في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.

801 -

* روى الحاكم عن علي رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير، شَثْنُ الكفين والقدمين، ضخم الرأس واللحية، مُشربٌ حمرة، ضخم الكرادس طويل المسرُبة إذا مشى تكفأ تكفؤاً، كأنما يمشي ينحطُّ من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وآله وسلم.

802 -

* روى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليعَ

= وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 372): رواه أحمد والبزار، ورجاله ثقات.

800 -

أحمد في مسنده (1/ 361)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 272): رواه أحمد، ورجاله رجال ثقات.

801 -

المستدرك (2/ 606)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الألفاظ.

شثن الكفين: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين.

الكراديس: جمع كُردَوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصلٍ، نحو المنكبين والركبتين والورِكيْن.

طويل المسربة: الشعر النابت على وسط الصدر نازلاً إلى آخر البطن.

كأنما ينحط من صبب: كأنه ينحدر من موضع عال.

802 -

مسلم (4/ 1820) 43 - كتاب الفضائل - 37 - باب في صفة فم النبي صلى الله عليه وسلم، وعينيه، وعقبه.

ضليع الفم: عظيمه.

الشكله في العين: حمرة تكون في البياض، والشهلة: حمرة في سوادها.

منهوس العقبين: خفيف لحمهما، وأصله: أن النهس- بالسين المهملة - أخذ اللحم بأطراف الأسنان، وبالشين المعجمة - أخذه بالأضراس.

ص: 1077

الفم، أشكل العينين، مَنْهوس العقبينِ.

803 -

* روى البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً، وأحسنهُ خلقاً، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير.

وفي رواية (1) قال: كان مربوعاً، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغُ شحمة أذنيه، رأيتهُ في حُلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منهُ.

قال البخاري (2): وقال بعض أصحابي عن مالك بن إسماعيل: إن جُمتَهُ لتضربُ قريباً من منكبيه. قال أبو إسحاق: سمعتُه يُحدثه غير مرةٍ، ما حدَّث به قط إلا ضحك.

804 -

* روى الترمذي عن إبراهيم بن مُحمدٍ من ولد علي بن أبي طالبٍ قال: كان عليُّ إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس بالطويل المُمَّغِطِ، ولا بالقصير المترددِ، وكان ربعةً من القوم، ولم يكن بالجعد القططِ ولا بالسبطِ كان جعداً رجلاً، ولم يكن بالمطهمِ ولا بالمكلثمِ، وكان في الوجه تدوير أبيضُ مشربُ، أدعج العينين، أهدب

803 - البخاري (6/ 564) 61 - كتاب المناقب - 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم (4/ 1819) 43 - كتاب الفضائل -25 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

الجُمة: الشعر الواصل إلى المنكبين.

قيل في الجمع بين لبسه الأحمر ونهيه عنه: أن الحُلة هذه كانت مخططة ولم تكن خالصة الاحمرار.

(1)

البخاري (6/ 565) 61 - كتاب المناقب - 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

البخاري (10/ 356) 77 - كتاب اللباس -68 - باب الجعد.

804 -

الترمذي (5/ 599) 50 - كتاب المناقب، 8 - باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: هذا حديث حسن غريب، ليس إسناده بمتصل.

الممغط: بتشديد الميم وبالغين المعجمة: هو الرجل البائن الطول، والمحدثون يقولونه بتشديد الغين.

المتردد- الذي تردد بعض خلقه على بعض، فهو مجتمع.

رجل ربعة: معتدل القامة، بين الطويل والقصير.

شعر قَطِط: شديد الجعودة شعر سبط: سائل ليس فيه شيء من الجعودة.

شعر رجِل: إذا لم يكن شديد الجعودة: ولا شديد السبوطة، بل بينهما.

المطهم: الفاحش السمن، وقيل: المنتفخ الوجه الذي فيه جهامة، وقيل: هو النحيف الجسم الدقيقهُ، وقيل: الطهمة في اللون: أن تجاوز السمرة إلى السواد، ووجه مطهم إذا كان كذلك.

المكلثم: المستدير الوجه، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم.

ص: 1078

الأشفارِ، جليل المُشَاشِ والكتِدِ، أجردَ ذو مسربة، شثْنَ الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صببٍ، وإذا التفت التفتَ معاً، بين كتفيه خاتمُ النبوة وهو خاتمُ النبيين، أجود الناس صدراً، وأصدق الناس لهجةً، وألينهم عريكةً، وأكرمهم عشرةً، من رآه بديهة هابهُ، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعتُهُ لم أر قبله ولا بعده مثلهُ صلى الله عليه وسلم.

وللترمذي في رواية أخرى (1) عن عليٍّ قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير، شثْنَ الكفين والقدمين، ضخم الرأس، ضخم الكراديس، طويلُ المسرُبة، إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما انحط من صبب، لم أر قبله ولا بعد مثله صلى الله عليه وسلم.

805 -

* روى الحاكم عن جابر بن سمُرة قال: رأيت خاتم النبوة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل بيضة الحمام.

= الدعج في العين: شدة سوادها.

أهدب: الي شعر أجفانه كثير مستطيل.

أشفار العين: منابت الشعر المحيط بالعين.

جليل المشاش: عظيم رؤوس العظام: كالركبتين والمرفقين والمنكبين ونحو ذلك، والمشاش: جمع مُشاشة، وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.

الكتد: الكاهل.

المسربة: الشعر النابت على وسط الصدر نازلاً إلى آخر البطن.

الشثن الكف: الغليظ الكف، وهو مدح في الرجل لأنه أشد.

تقلع في مشيه: كأنه يقلع رجله من وحلٍ وهي مشية تتغنى بها العرب لما فيها من سكينة ووقار.

اللهجة: اللسان.

فلان لين العريكة: سلس القياد، لين المقادة.

(1)

الترمذي (5/ 598) 50 - كتاب المناقب-8 - باب ماجاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال هذا حديث حسن صحيح. الكراديس: كل عظمين التقيا في مفصل: فهو كردوس، والجمع الكراديس. نحو الركبتين والمنكبين والوركين. تكفأ تكفؤاً: التكفؤ: الميل في المشي إلى قُدام، كما تتكفأ السفينه في جريها، والأصل فيه الهمز، فترك، فيقال: تكفياً.

كأنما انحط من صبب: قريب من التكفؤ، أي: كأنه ينحدر من موضع عال، وفي رواية أبي داود (صبوب) قال الخطابي: إذا فتحت الصاد كان اسماً لما يُصب على الإنسان من ماء ونحوه، كالطهور والغسول والقطور، ومن رواه بالضم: فعلى أنه جمع الصبب، وهو ما انحدر من الأرض؛ قال: وقد جاء في أكثر من الروايات (كأنما يمشي في صبب) قال: وهو المحفوظ.

805 -

المستدرك (2/ 606)، وقال: هذا حديث صحيح علىش رط مسلم ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.

ص: 1079

806 -

* روى مسلم عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلتُ معه خبزاً ولحماً - أو قال: ثريداً - قال فقلتُ له: أستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولك، ثم تلا هذه الآية {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (1) قال: ثم دُرتُ خلفَهُ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، عند ناغض كتفهِ اليُسرى جُمعاً، عليه خيلان، كأمثال الثأليلِ.

807 -

* روى الإمام أحمدُ عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا زيد أدنُ مني وامسح ظهري" وكشف ظهره، فمسحت ظهره وجعلت الخاتم بين أصبعي قال: فغمزتُها قال فقيل: وما الخاتم؟ قال: شعر مجتمع على كتفه.

808 -

* روى الترمذي والحاكم عن جابر بن سمُرة رضي الله عنه قال: كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمَوشة، وكان لا يضحك إلا تبسماً، وكنتُ إذا نظرتُ إليه فقلتُ: أكحَلُ العينين، وليس بأكحل، صلى الله عليه وسلم.

806 - مسلم (4/ 1833) 43 - كتاب الفضائل- 30 - باب إثبات خاتم النبوة، وصفته، ومحله من جسده صلى الله عليه وسلم.

ناغض الكتف: طرف العظم العريض، الذي في أعلى طرفه.

جُمعاً: قال الحميدي: لعله عني جمع الكف. وهوأن يجمع الرجلُ أصابعه ويعطفها إلى باطن الكف.

الخيلان: جعم خال، هو الشامة.

الثآليل: جمع ثؤلول. وهي حبيبات تعلو الجسد.

قال القاضي: وهذه الروايات متقاربة متفقة على أنها شخص في جسده قدر بيضة الحمام. وهو نحو بيضة الحجلة وزر الحجلة. وأما رواية جمع الكف فظاهرها المخالفة. فتؤول على وفق الروايات الكثيرة ويكون معناه على هيئة جمع الكف لكنه أصغر منه في قدر بيضة الحمام. (النووي على مسلم).

(1)

محمد: 19.

807 -

أحمد في مسنده (5/ 341)

والمستدرك (2/ 606)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 281): رواه أحمد وأبو يعلي والطباني، وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح.

808 -

الترمذي (5/ 603) 50 - كتاب المناقب- 12 - باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وقال: حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال.

والمستدرك (2/ 606)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي إلا أنه قال: وفيه حجاج وهو لين الحديث.

رجل أحمشُ الساقين: دقيقهما، وكذلك: حمش الساقين.

الكحل في العينين: سواد يكون في مغارز الأجفان خلقة.

ص: 1080

809 -

* روى الطبراني عن شداد قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فأخذتُ بيده فإذا هي ألينُ من الحرير وأبردُ منا لثلجِ.

810 -

* روى مسلم عن الجُريري عن أبي الطفيل قال: قلت له: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعمْ، كان أبيض مليح الوجه.

وفي رواية قال (1): رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما على وجه الأرض رجلٌ رآهُ غيري، قال: فقلتُ له: فكيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحاً مقصداً.

وفي رواية أبي داود مثلهُ وقال (2): كان أبيض مليحاً، إذا مشى كأنه يهوي في صبوبٍ.

811 -

* روى الدارمي والحاكم عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان وعليه حُلةٌ حمراءُ، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر. قال: فلهو كان أحسن في عيني من القمر.

812 -

* روى البخاري عن أبي إسحاق قال: سُئل البراء: أكان وجهُ النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر.

809 - المعجمالكبير (7/ 272). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 282): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الكبير رجال الصحيح غير موسى بن أيوب النصبي، وهو ثقة.

وقال الحافظ في الإصابة (4/ 324): إسناده على شرط الصحيح.

810 -

مسلم (4/ 1820) 42 - كتاب الفضائل- 28 - باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض، مليح الوجه.

أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة، آخر الصحابة وفاة على الإطلاق.

(1)

مسلم (4/ 1820) 42 - كتاب الفضائل-29 باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض، مليح الوجه.

المقصد: الذي ليس بجسيم ولا قصير، وقيل: هو من الرجال نحو الربعة.

(2)

أبو داود (4/ 267) كتاب الأدب، باب في هدي الرجل.

يهوي: ينزل ويتدلى، وتلك مشية القوي من الرجال، يقال: هوى الشيء يهوى هوياً -بفت حالهاء - إذا نزل من فوق إلى أسفل، وهو يهوي هوياً- بضم الهاء - إذا صعد.

811 -

الدارمي (1/ 30) في المقدمة، باب في حسن النبي صلى الله عليه وسلم.

والمستدرك (4/ 186)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

إضحيان: يقال: ليلة إضحيان، وإضحيانة، أي: مضيئة مقمرة.

812 -

البخاري (6/ 565) 61 - كتاب النماقب - 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 1081

813 -

*روى الطبراني عن أبي عبيدة بن مُحمد بن عُمار بن ياسر قال: قلتُ للربيع بنت معُوّذ بن عفراء: صِفِي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لو رأيته قلت: الشمسُ طالعةُ.

814 -

* روى الحاكم عن كعب بن مالك قول: لما سلمتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: وهو يبرُقُ وجههُ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سُرَّ استنارَ وجههُ كأنه قطعة قمرٍ، وكان يُعرف ذلك منهُ.

815 -

* روى الحاكم عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: قَدِمَ أنس بن مالك المدينة وعمر بن عبد العزيز واليها فبعث إليه عمر وقال للرسول: سلهُ هل خضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فإني رأيتُ شعراً من شعره قد لون فقال أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قد مُتِّعَ بالسوادِ ولو عددتُ ما أقبل عليَّ من شيبهِ في رأسه ولحيته ما كنت أريدهن على إحدى عشرة شيبة، وإنما هذا الذي لون من الطيب الذي كان يطيب شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

816 -

* روى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمِطَ مُقدمُ رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين، وإذ شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية، فقال رجل: وجههُ مثل السيفِ؟ قال: لا، بل كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً، ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده.

وفي رواية النسائي (1) قال: سئل جابر بن سمرة عن شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان إذا دهن رأسه لم ير منه، وإذا لم يدهن رُئيَ منهُ.

817 -

* روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنتُ إذا أردتُ أن أفرق رأس

813 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 280)، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله وثقوا.

814 -

المستدرك (2/ 605)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وأقره الذهبي.

815 -

المستدرك (2/ 607)، وقال: هذا حديث صحيح الإسنادولم يخرجاه، وأقره الذهبي.

816 -

مسلم (4/ 1823) 43 - كتاب الفضائل- 29 - باب شيبه صلى الله عليه وسلم.

الشمطُ: الشيب. والمعروف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شابت بعض شعراته.

(1)

النسائي (8/ 150)، كتاب الزينة، باب الدهن.

817 -

أبو داود (4/ 82)، كتاب الترجل، باب ما جاء في الفَرْق، وإسناده صحيح.

ص: 1082

رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدعْتُ الفرق من يافوخه، وأرسِلُ ناصيتهُ بين عينيهِ.

818 -

* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرُقون رؤوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحبُّ موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته، ثم فرق بعدُ.

819 -

* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلِقُهُ، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجلٍ.

820 -

* روى البخاري عن محمد بن سيرين رحمه الله قال: قلتُ لعبيدة: عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، أصبناه من قِبل أنس - أو من قِبَل أهل أنس - فقال: لأنْ يكون عندي شعرة منه أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها.

821 -

* روى البخاري عن حريز بن عثمان رحمه الله قال: إنه سأل عبد الله بن بُسْر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شيخاً؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض.

= اليافوخ: وسط الرأس.

الفرق: الفصل بين الشيئين. والفرق: هو الخط الذي يظهر بين شعر الرأس إذا قسم قسمين.

الصدع: الشق.

818 -

البخاري (6/ 566) 61 - كتاب المناقب-33 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم واللفظ له (4/ 1818) 43 - كتاب الفضائل-24 - باب في سدل النبي صلى الله عليه وسلم شعره، وفرْقه.

سدل الشعر: إرساله. يفرُقون: مفرق الرأس: وسطه، وفرق الشعر: جعله فرقتين.

الناصية: شعر مقدم الرأس.

819 -

مسلم (4/ 1812) 43 - كتاب الفضائل. 19 - باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، وتبركهم به.

820 -

البخاري (1/ 273) 14 - كتاب الوضوء 33 - باب الماء الذي يُغسل به شعر الإنسان.

لعبيدة: هو عبيدة بن عمرو السلماني تابعي كبير.

821 -

البخاري (6/ 564) 61 - كتاب المناقب، 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية مسلم (4/ 1822) 43 - كتاب الفضائل -29 - باب شيبه صلى الله عليه وسلم.

قوله: ما شانه الله ببيضاء: أي كان شيبه حلواً جميلاً على قلته.

في رأسه نبذ من شيب: شيء يسير، هو مفتوح الأول، ساكن الباء.

عنفقته: العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى. وقيل: الشعر الذي بينهما وبين الذقن وأصل العنفقة خفة الشيء وقلته.

ص: 1083

وفي رواية عند مسلم (1) عن أنس بن مالك رضي الله عنه: سُئل عن شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما شانه الله ببيضاء.

وفي رواية له قال: يُكره أن يَنُتِفَ الرجل الشعرة البيضاء من رأسه أو لحيته قال: ولم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما كان البياض في عنفقته، وفي الصدغين، وفي الرأس نبذٌ.

822 -

* روى البخاري ومسلم عن قتادة رحمه الله قال: سألت أنساً رضي الله عنه عن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: شعر بين شعرين، لا رجلُ ولا جعدُ قططُ، كان بين أذنيه وعاتقه.

وفي رواية قال (2): كان شعراً رجلاً، ليس بالسبط ولا الجعد، بين أذنيه وعاتقه.

وفي رواية قال (3): كان يضرب شعره منكبيه.

وفي أخرى (4): إلى أنصاف أذنيه.

وفي رواية أبي داود (5): كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شحمة أذنيه. وفي رواية إلى أنصاف أذنيه.

وفي أخرى (6): له شعر يبلغ شحمة أذنيه.

(1) مسلم (4/ 1821) 43 - كتاب الفضائل - 29 - باب شيبه صلى الله عليه وسلم.

822 -

البخاري (10/ 356) 77 - كتاب اللباس - 68 - باب الجعد.

ومسلم (4/ 1819) 43 - كتاب الفضائل-26 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

رجلا: هو الذي بين الجعودة والسبوطة، قاله الأصمعي وغيره.

ولا بالسبط: قال ابن الأثير: السبط من الشعر المنبسط المسترسل.

ليس بالجعد: قال في المقاييس: الجيم والعين والدال أصل واحد. وهو تقبض في الشيء، يقال: شعر جعد وهو خلاف السبط.

(2)

مسلم (1819) 43 - كتاب الفضائل -26 - باب صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

البخاري (10/ 356) 77 - كتاب اللباس- 68 - باب الجعد.

ومسلم واللفظ وله (4/ 1819) -43 - كتاب الفضائل -26 - باب صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

مسلم في نفس الموضع السابق.

(5)

أبو داود (4/ 81) كتاب الترجل، باب ما جاء في الشعر.

(6)

أبو داود في نفس الموضع السابق.

ص: 1084

823 -

* روى أبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يصبُغُ لحيته بالصُّفُرة حتى تمتلئ ثيابه من الصفرة، فقيل له: لِمَ تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُغ بها، ولم يكن شيء أحب إليه منها، وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها، حتى عِمامته.

ولأبي داود أيضاً (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسُ النعال السبتية، ويصفر لحيته بالورس والزعفران، وكان ابن عمر يفعل ذلك.

824 -

* روى أبو داود عن أبي رمثة رضي الله عنه قال: انطلقتُ مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ذو وفرة، بها ردُعُ حناءٍ، وعليه بردان أخضران.

زاد في رواية (2): فقال له أبي: أرني هذا الذي بظهرك، فإني رجل طبيب، قال:"الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبُها الذي خلقها".

وفي رواية قال (3): أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي" فقال لرجل - أو لأبيه - " من هذا" قال: ابني. قال: "لا تجني عليه" وكان قد لطخ لحيته بالحناء.

وفي رواية النسائي (4)، قال: أتيت أنا وأبي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد لطخ لحيته بالحناء.

823 - أبو داود (4/ 52)، كتاب اللباس، باب في المصبوغ بالصفرة.

والنسائي نحوه (8/ 140)، كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة، وإسناده حسن.

(1)

أبو داود (4/ 86)، كتاب الترجل، باب ما جاء في الخضاب بالصفرة.

السبتية: جلود بقر مدبوغة بالقرظ، سميت سبتية: لأن شعرها قد سبت عنها وحلق، وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لانت.

الورس: نبت أصفر يُصبغ به.

824 -

أبو داود (4/ 86)، كتاب الترجل، باب في الخضاب.

الوفرة: شعر الرأس إذا كان إلى شحمة الأذن.

الردع: أثر الصبغ على الجسم وغيره.

(2)

أبو داود (4/ 86)، كتاب الترجل، باب في الخضاب.

(3)

أبو داود في نفس الموضع السابق.

لاتجني عليه: لا يتحمل مسئولية جنايتك. فحرف لا نافية.

(4)

النسائي (8/ 140)، كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة.

ص: 1085

وفي رواية (1): ورأيته قد لطخ لحيته بالصفرة.

وأخرج النسائي أيضاً: حديث سؤاله عنه.

825 -

* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن عرقهُ اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، وما مسستُ ديباجةً ولا حريرةً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممْتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي أخرى قال (2): ما شممتُ عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح النبي صلى الله عليه وسلمن ولا مسست شيئاً قط ديباجاً ولا حريراً ألين مساً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية البخاري قال (3): ما مسستُ حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ ريحاً قط- أو عرقاً قط- أطيب من ريح - أو عرق - النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية الترمذي قال (4): خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أفٍّ قط، وما قال لشيءٍ صنعته: لِمَ صنعتهُ؟ ولا لشيء تركته: لم تركتهُ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن النسا خُلُقاً، ولا مسستُ خزا قط ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكاً قط ولا عطراً كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

826 -

* روى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجتُ معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً، قال: وأما أنا فمسح خدي، ووجدتُ ليده برداً أو ريحاً، كأنما

(1) النسائي في نفس الموضع السابق.

825 -

مسلم (4/ 1815) 43 - كتاب الفضائل - 21 - باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم، ولين مه، والتبرُك بمسحه، والبخاري نحوه مختصراً (6/ 566) 61 - كتاب المناقب -23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

مسلم (4/ 1814) 43 - كتاب الفضائل- 21 - باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم، ولين مسه، والتبرك بمسحه.

(3)

البخاري (6/ 566) 61 - كتاب المناقب - 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

الترمذي (4/ 368) 28 - كتاب البر والصلة-29 - باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: حديث حسن صحيح.

826 -

مسلم في نفس الموضع السابق (4/ 1814).

صلاة الأولى: صلاة لاظهر.

جؤلةُ العطار: هي التي يعدُّ فيها الطيب ويدخِرُه.

ص: 1086

أخرجها من جؤنةِ عَطَّارٍ.

وفي مسحة صلى الله عليه وسلم الصبيان بيان حسن خُلُقه ورحمته بالأطفال وملاطفتهم، وفي الحديث بيان طيب رائحته، وهذا مما أكرمه الله به، وكان ذلك صفته دون أن يمس طيباً صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فكان يستعمل الطيب في كثير من الأوقات مبالغة في طيب رائحته لملاقاة الوحي والملائكة ومجالسة المسلمين.

827 -

* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أم سُليم كانت تبسطُ للنبي صلى الله عليه وسلم نِطْعاً، فَيُقِيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا قام النبي صلى الله عليه وسلم أخذتْ منْ عرقِه وشعره، فجمعته في قارورة، ثم جعلتهُ في سُكِّ وهو نائم، قال: فلما حضر أنس ابن مالك الوفاة أوصى إلى أن يُجعل في حنوطِه من ذلك السُّك، قال: فجُعِلَ في حنوطِهِ.

ولمسلم قال (1): كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخُلُ بيت أم سُليم، فينام على فراشها، وليستْ فيه، فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتيتْ، فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم نائم في بيتك على فراشك. قال: فجاءت وقد عرِق، واستَنْقَع عرقُهُ على قطعةِ أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها، فجعلت تُنشف ذلك العرق، فتعصره في قواريرها، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما تصنعين يا أم سُليْم؟ " فقالت: يا رسول الله، نرجو بركتهَ لصبياننا، قال:"أصبتِ".

ولمسلم أيضاً قال (2): دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عندنا، فعَرِقَ وجاءت أمي بقارورةٍ، فجعلتْ تسلتُ العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "أم سُليم، ما هذا

827 - البخاري (11/ 70) 79 - كتاب الاستئذان - 41 - باب من زار قوماً فقال عندهم.

النطير: بساط من الجلد والجمع أنطاع ونطُوع وأنطُع.

قال الإنسان يقيل: إذا سكن وأقام عند القائلة، وهي شدةً الحر وسط النهار.

السُّكُ: شيء يتطيب به.

الحنوط: ما تطيبُ به أكفانُ الميت خاصة.

(1)

مسلم (4/ 1815) 42 - كتاب الفضائل -22 - باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به.

عتيد المرأة: الإناء الذي تترك فيه ما يعزُّ عليها من متاعها.

(2)

مسلم في نفس الموضع السابق.

سلت الدم عن الجرح، والعَرَق عن الجسم: مسحه بيده وجمعَه.

ص: 1087

الذي تصنعين؟ " قالت: هذا عرقُك نجعله في طيبنا وهو أطيبُ الطيب.

وقد روى مسلم هذا عن أنس عن أم سُليْم نحوهُ.

وفي رواية النسائي (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع على نطع فعرق فقامت أم سليم إلى عرقه، فنشفته، فجعلته في قارورة، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم؟ " قالت: أجعل عرقك في طيبي، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

828 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناهُ في وجهه.

829 -

* روى الترمذي عن عبد الله بن الحارث بن جزءٍ رضي الله عنه قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية قال (2): ما ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً.

830 -

* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول:"إن من خياركمُ: أحسنكُمْ أخلاقاً".

(1) النسائي (8/ 218) كتاب الزينة، باب ما جاء في الأنطاع.

828 -

البخاري (10/ 513) 78 - كتاب الأدب- 72 باب من لم يواجه الناس بالعتاب.

ومسلم (4/ 1809) 43 - كتاب الفضائل-16 - باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم.

العذراء في خدرها: العذراء: البكرُ، وهي أبداً توصف بالحياء، وخِدرُ العروس: موضعها الذي تُصان فيه عن الأعين.

خدرها: الخدر ستر- يجعل للبكر في جنب البيت.

عرفناه في وجهه: أي لا يتكلم به لحيائه، بل يتغير وجهه. فتفهم نحن كراهته.

829 -

الترمذي (5/ 601) 50 - كتاب المناقب -10 - في بشاشة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال هذا حديث حسن غريب.

(2)

الترمذي في الموضع السابق، وقال: حسن صحيح.

830 -

البخاري (6/ 566) 61 - كتاب المناقب-23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم (4/ 1810) 43 - كتاب الفضائل -16 - باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم.

فاحشا: الفاحشُ: ذُو الفحش في كلامه.

متفحشاً: والمتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمدُه.

ص: 1088

831 -

* روى الحاكم عن سعيد بن هشام أنه دخل مع حكيم بن أفلح على عائشة رضي الله عها فسألها فقال: يا أم المؤمنين انبئيني عن خُلُقِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قالت: أليس تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: فإن خُلُق نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن.

832 -

* روى أحمد والبزار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعِثْتُ لأتمم صالح الأخلاق".

833 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنتُ أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظُ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذهُ بردائه جبذةً شديدة، نظرتُ إلى صفحة عنقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشيةُ الرداء، من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُرّ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء.

وفي رواية نحوه، وفيه (1): حتى انشق البُرد، وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

834 -

* روى الطبراني عن عبد الله بن سلام قال: إن الله لما أراد هُدى زيدٍ بن سُعْنَةَ

831 - المستدرك (2/ 613)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.

832 -

أحمد في مسنده (2/ 381) والبزار: كشف الأستار (3/ 157)

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 15)، رواه أحمد، ورجاله صحيح، ورواه البزار إلا أنه قال: لأتمم مكارم الأخلاق، ورجاله كذلك غير محمد بن رزق الله الكلوداني، وهو ثقة.

أقول: وللحديث أكثر من رواية متقاربة فلذلك تعددت شواهده.

833 -

البخاري (10/ 503) 78 - كتاب الأدب -68 - باب التبسم والضحك.

ومسلم (2/ 730) 12 - كتاب الزكاة -44 - باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة.

(1)

مسلم في الموضع السابق.

834 -

المعجم الكبير (5/ 222).

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 340)، رواه الطبراني، ورجاله ثقات.

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 607): رجال الإسناد موثقون.

حائط: بستان. همياني: الهميان: كيس تجعل فيه النفقة ويشد على الوسط.

ص: 1089

قال زيد بن سُعْنَة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه، يسبق حِلْمَه جهله ولا تزيد شدةُ الجهل عليه إلا حلماً، فكنت ألطف له لأن أخالطه، فأعرف حلمه من جهله. قال زيد بن سُعنة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي، فقال: يا رسول الله إن بُصْرَى قرية بني فلان قد اسلموا، ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغداً، وقد أصابتهم سِنَةٌ وشدة وقُحُوط من الغيث، فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعاً كما دخلوا في طمعاً، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تُعينُهم به فعلت، فنظر إلى رجل جانبه أراه علياً رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله ما بقي منه شيء، فقال زيدُ بن سُعنة: فدنوت إليه فقلت: يا محمد هل كل أن تبيعني تمراً معلوماً من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: "لا يا يهودي، ولكني أبيعُك تمراً معلوماً إلى أجل كذا وكذا، ولا تُسمي حائط بني فُلانٍ" قلت: بلى، فبايعني فأطلقت هِمْيَاني، فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، فأعطاها الرجل، فقال:"اغدُ عليهم فأعنهُمْ بها" فقال زيدُ بن سُعنة: فلما كان محلٍ الأجل بيومين أو ثلاث، أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه، ونظرت إليه بوجه غليظ، فقلت له: ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطْل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم؟ ونظرت إلى عمر وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، فقال: يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع، وتصنع به ما أرى، فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدةٍ، ثم قال:"يا عمر أنا وهو كُنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحُسْنِ الأداء، وتأمره بحُسْنِ التباعة، اذهب به يا عمر وأعطه حقهُ وزده عشرين صاعاً من تمر مكان ما رَعْتَهُ" قال زيدٌ: فذهب بي عمر رضي الله عنه، فأعطاني حقي، وزاد عشرين صاعاً من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة يا عمر؟ فقال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رُعْتُك. قلت: وتعرفني يا عمر؟ قال: لا، من أنت؟ قلت: أنا زيدُ بن سُعْنَ'، قال: الحَبْرُ؟ قلت: الحبر. قال: فما دعاك أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت وقلت له ما قلت؟ قلتُ: يا عمرُ لم

ص: 1090

تكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا انثتين لم أخبرهما منه، يسبق حلمُه جهله، ولا يزيده الجهل عليه إلا حلماً، فقد أخبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وأشهدك أن شطر مالي - وإني أكثرها مالاً - صدقة على أمة محمد، فقال عمر رضي الله عنه: أو على بعضهم فإنك لا تسعهم، قلت: أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله! " وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم تُوفي زيد في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر، رَحِم الله زيداً.

835 -

* روى الحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعود المريض ويتبعُ الجنائز ويُجيبُ دعوة المملوك ويركب الحِمار، ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خِطَامُهُ حبل من ليفٍ وتحته إكافٌ من ليف.

836 -

* روى الطبراني عن أبي غالب قال: قلت لأبي أمامة: حدثنا حديثاً سمعتهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ويكثر الذكر ويُقصر الخطبة ويُطيل الصلاة، ولا يأنفُ، ولا يستكبر أن يذهب مع المسكين والضعيف حتى يفرُغَ من حاجته.

وفي رواية للنسائي بإسناد حسن عن عبد الله بن أبي أوفى (1): يكثر الذكر ويُقِل اللغو

ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة.

837 -

* روى الطبراني عن أبي موسى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار ويلبس الصوف ويعتَقِل الشاة ويأتي مراعاه الضيف.

835 - المستدرك (2/ 466)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

الإكاف: البردَعة، والبردعة: ما يوضع على الحمار أو البغل ليركب عليها كالسرج للفرس، والبردعة جمعها برادع.

836 -

المعجم الكبير (8/ 245).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 20): رواه الطبراني، وإسناده حسن.

(1)

النسائي (3/ 109)، كتاب الجمعة، باب ما يستحب من تقصير الخطبة.

837 -

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 20)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

يعتقل الشاة: عقْل الشاة: أن يضع رجلها بين ساقه وفخذه ثم يحلبها.

ص: 1091

838 -

* روى البخاري عن أنس قال: كانت الأمةُ من إماء المدينة لتأخُذُ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلقُ به حيثُ شاءت.

وقد اشتمل هذا الحديث على أنواع من المبالغة في التواضع لذكر المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت، وبقوله في الرواية الأخرى (1):"فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت" أي من الأمكنة، والتعبير باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست مساعدته في تلك الحالة لساعدها على ذلك، وهذا من مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكِبْر صلى الله عليه وسلم.

839 -

* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجةً، فقال:"يا أم فلان انظري أي السككِ شئت، حتى أقضي لك حاجتك" فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها.

وفي رواية أخرى لأبي داود قال (2): جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، فقال لها:"يا أم فلان، اجلسي في أي نواحي السكك شئت حتى أجلس إليك" قال: فجلست، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إليها، حتى قضت حاجتها.

840 -

* روى أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما رأيتُ رجلاً التقم أذن النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما رأيت رجلاً

= يأتي مراعاة الضيف: يؤدي ما يلزم من رعاية للضيف.

838 -

البخاري (10/ 489) 78 - كتاب الأدب- 61 - باب الكبر.

(1)

أحمد في مسنده (3/ 216).

839 -

مسلم (4/ 1813) 43 - كتاب الفضائل - 19 - باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، وتبركهم به.

(2)

أبو داود (4/ 357) كتاب الأدب -باب في الجلوس في الطرقات.

840 -

أبو داود (4/ 252) كتاب الأدب - باب في حسن العشرة.

التقم أذنه: وضع فمه عند أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه.

ص: 1092

أخذ بيده فترك يده، حتى يكون الرجلُ هو الذي يدعُ يده.

وفي رواية الترمذي قال (1): كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يدهُ من يدهِ، حتى يكون الرجل الذي ينزع، ولا يصرفُ وجههُ عن وجهه، حتى يكون الرجل هو الذي يصرفُهُ، ولم يُرَ مقدماً ركبتيهِ بين يدي جليس لهُ.

841 -

* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء" فما يؤتي بإناء إلا غمس يده فيها فربما جاؤوه في الغداةِ الباردة فيغمس يده فيها.

قال النووي: بيان بروزه صلى الله عليه وسلم للناس وقربه منهم ليصل أهل الحقوق إلى حقوقهم ويرشد مسترشدهم ليشاهدوا أفعاله وحركاته فيقتدي بها، وهكذا ينبغي لولاة الأمور، وفيها صبره صلى الله عليه وسلم على المشقة في نفسه لمصلحة المسلمين وإجابته من سأله حاجة أو تبريكاً بمس يده وإدخالها في الماء كما ذكروا. وفيه التبرك بآثار الصالحين وبيان ما كانت الصحابة عليه من التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم وتبركهم بإدخال يده الكريمة في الآنية.

842 -

* روى البخاري عن الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله قال: سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعُ في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

843 -

* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجوَدَ الناس، وكان أجود ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاهُ

(1) الترمذي (4/ 654) 38 - كتاب صفة القيامة- 46 - باب حدثنا سُويد بن نصر، وهو حديث حسن.

841 -

مسلم (4/ 1812) 43 - كتاب الفضائل -19 - باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، وتبركهم به.

842 -

البخاري (2/ 162) 10 - كتاب الأذان - 44 - باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج.

المهنةُ: الصنعة، والمراد: شُغلُ أهله وحوائجهم.

843 -

البخاري (1/ 30) 1 - كتاب بدء الوحي -5 - باب (6).

وأيضاً البخاري (6/ 565) 61 - كتاب المناقب - 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم (4/ 1803) 43 - كتاب الفضائل -12 - باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة. =

ص: 1093

في كل ليلةٍ من رمضان، فيُدارِسُهُ القرآن، فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجوَدُ بالخيرِ من الريح المرسلة.

وفي رواية نحوه قال (1): وكان جبريل يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان، حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن.

وفي هذا الحديث فوائد، منها: بيان عظم جوده صلى الله عليه وسلم. ومنها: استحباب إكثار الجود في رمضان. ومنها: زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم ومنها: استحباب مدارسة القرآن. (شرح صحيح مسلم للنووي 15/ 69).

844 -

* روى الدارمي عن جابر قال: ما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا.

قال أبو محمد: قال ابن عيينة: إذا لم يكن عندهُ وعد.

845 -

* روى الطبراني عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يلتفت إذا مشى، وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشيء فلا يلتفت حتى يرفعوه؛ لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون، وكانوا قد أمِنُوا التفاته صلى الله عليه وسلم.

846 -

* روى الترمذي عن أبي هريرة قال: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشيته، كأنما الأرض تُطوى له، إنا لنهد أنفسنا وإنه لغير مُكْتَرِث.

847 -

* روى الحاكم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وتلا قول لقمان لابنه:

= الريح المرسلة: المراد كالريح في إسراعها وعمومها.

(1)

البخاري (9/ 43) 66 - كتاب فضائل القرآن -7 - باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.

844 -

الدارمي (1/ 24)، في المقدمة، باب في سخاء النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم (4/ 1805) 43 - كتاب الفضائل -14 - باب ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا. ولم يذكر مسلم قول ابن عيينة.

845 -

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 17)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.

فلا يلتفت: عدم التفاته: لأنه صلى الله عليه وسلم قد جرت عادته ألا يلتفت إليهم حتى لا يحرجهم ويخجلهم إذا كانوا يتمازحون أو يتضاحكون.

846 -

الترمذي (5/ 604) 50 - كتاب المناقب -12 - باب في صقة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن لغيره.

847 -

المستدرك (3/ 411)، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.

ص: 1094

{واقصد في مشيك واغضض من صوتك} . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج مشوا بين يديه وخلوا ظهرهُ للملائكة.

848 -

* روى أحمد والبزار عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى مشى مُجتمعاً ليس فيه كسل.

849 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعجبُهُ التيمن في تنعلهِ وترجلهِ وطهوره وفي شأنه كله.

وفي رواية (1): كان يُحب التيمن ما استطاع.

وفي رواية الترمذي (2): كان يحبُّ التيمن في طهوره إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا انتعل.

وفي رواية للنسائي (3): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التيامن يأخذ بيمينه ويعطي بيمينه، ويحب التيمن في جميع أموره.

850 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أفٍّ قط، ولا: لِمَ صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟.

848 - أحمد في مسنده (1/ 328).

والبزار بنحوه: كشف الأستار (3/ 124).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 281): رواه أحمد والبزار وزاد: "لم يلتفت، يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن، ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن التابعي غير مسمى، وقد سماه البزار، وهو عكرمة، وهو من رجال الصحيح أيضاً.

849 -

البخاري (1/ 369) 4 - كتاب الوضوء -31 - باب التيمن في الوضوء والغُسل.

ومسلم (1/ 326) 2 - كتاب الطهارة-19 - باب التيمن في الطهور وغيره.

اليتمن: الابتداء: في الأفعال باليمين، مثل أني لبس نعله اليمنى قبل اليسرى.

التنعل: لبس النعل.

الترجُّل: تسريح الشعر.

(1)

البخاري (1/ 523) 8 - كتاب الصلاة- 47 - باب التيمن في دخول المسجد وغيره.

(2)

الترمذي (2/ 506)، كتاب الصلاة، باب مايستحب من التيمن في الطهور. قال: هذا حديث حسن صحيح.

(3)

النسائي (8/ 132)، كتاب الزينة، باب التيامن في الترجل.

850 -

البخاري (10/ 456) 78 - كتاب الأدب-39 - باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل. =

ص: 1095

وفي رواية قال (1): لما قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أنساً غلام كيِّس، فليخدمك، قال: فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعته: لِمَ صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه: لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا؟.

وفي أخرى (2): قَدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة ليس له خادم، فأخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثم ذكره.

ولمسلم قال (3): خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين، فما أعلمه قال لي قط: لِمَ فعلت كذا وكذا؟ ولا عاب عليَّ شيئاً قط.

وفي أخرى له (4): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقاً، فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمُر على صبيان، وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال:"يا أنيسُ، أذهبت حيثُ أمرتُكَ؟ " قال: قفلت: نعم، أنا أذهبُ يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما عَلِمته قال لشيء صنعته: لم فعلتُ كذا وكذا؟ أو لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا.

851 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تُنْتَهَك حرمةُ الله فينقمُ لله بها.

= ومسلم نحوه (4/ 1804) 43 - كتاب الفضائل -13 - باب كان رسول الله صلى الله عيله وسلم أحسن الناس خُلقاً.

(1)

البخاري (12/ 353) 87 - كتاب الديات -37 - باب من استعان عبداً أو صبياً.

ومسلم (4/ 1804) 43 - كتاب الفضائل -13 - باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً.

(2)

البخاري (5/ 395) 55 - كتاب الوصايا -25 - باب استخدام اليتيم في السفر والحضر إذا كان صلاحاً له.

(3)

مسلم (4/ 1805) 43 - كتاب الفضائل -12 - باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقاً.

(4)

مسلم في نفس الموضع السابق.

851 -

البخاري (6/ 566) 61 - كتاب المناقب -23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم (4/ 1813) 43 - كتاب الفضائل -20 - باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، واختياره من المباح أسهله، وانتقامه لله عند انتهاك حرماته.

ص: 1096

قال النووي: قولها (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه) فيه استحباب الأخذ بالأيسر والأرفق ما لم يكن حراماً أو مكروهاً. قال القاضي: ويحتمل أن يكون تخييره صلى الله عليه وسلم هنا من الله تعالى فيخيره فيما فيه عقوبتان، أو فيما بينه وبين الكفار من القتال وأخذ الجزية، أو في حق أمته في المجاهدة في العبادة أو الاقتصار، وكان يختار الأيسر في كل هذا، قال وأما قولها ما لم يكن إثماً فيتصور إذا خيره الكفار والمنافقون فأما إن كان التخيير من الله تعالى أو من المسلمين فيكو الاستثناء منقطعاً. قولها (وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله) وفي رواية ما قيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله تعالى. معنى نيل منه أصيب بأذى من قول أو فعل. وانتهاك حرمة الله تعالى هو ارتكاب ما حرمه. قولها (إلا أن تنتهك حرمة الله) استثناء معناه لكن إذا انتهكت حرمة الله انتصر له تعالى وانتقم ممن ارتكب ذلك. في هذا الحديث الحث على العفو والحلم واحتمال الأذى والانتصار لدين الله ممن فعل محرماً أو نحوه. وفيه أنه يستحب للأئمة والقضاة وسائر ولاة الأمور التخلق بهذا الخلق الكريم فلا ينتقم لنفسه ولا يهمل حق الله تعالى وقد أجمع العلماء على أن القاضي لا يقضي لنفسه ولا لمن لا يجوز شهادته له.

852 -

* روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطُّ فينتقم من صاحبه، إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل.

853 -

* روى الطبراني عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً" قالوا: إنك تداعبُنا يا رسول الله، قال:"إني لا أقولُ إلا حقاً".

854 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم

852 - مسلم (4/ 1814) 43 - كتاب الفضائل- 20 - باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، واختياره من المباح أسهله، وانتقامه لله عند انتهاك حرماته.

853 -

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 17)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.

854 -

البخاري (10/ 582) 78 - كتاب الأدب-112 - باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل.

ص: 1097

أحسن الناس خُلقاً، وكان لي أخ يقال له أبو عُمير- قال أحسبُهُ فطيماً - وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النُّفَير؟ " نُفَرّ كان يلعبُ به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيُكنسُ وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.

وعند أبي داود قال (1): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليا ولي أخ صغير يُكنى أبا عُمير، وكان له نفرٌ يلعب به، فمات، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فرآه حزيناً، فقال:"ما شأنه؟ " قالوا: مات نُغَرُه، فقال:"يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيّر؟ ".

وللترمذي قال (2): إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطُنا، حتى إن كان ليقول لأخ لي صغير:"يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير؟ ".

855 -

* روى أحمد عن عبد الله بن الحاث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفُّ عبد الله وعبيد الله وكثيراً من بني العباس، ثم يقول:"من سبق إليَّ فله كذا وكذا" قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم.

856 -

* روى الطبراني عن خِوات بن جبير قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرُّ الظهران قال: فخرجت من خِبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن، فأعجبني، فرجعت فاستخرجت عيبتي، فاستخرجت منها حُلة فلبستها وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله

= ومسلم (3/ 1692) 38 - كتاب الآداب -5 - باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه، وجواز تسميته يوم ولادته.

النغير: تصغير النغر، وهو طائر صغير كالعصفور، والجمع نغران، مثل: صُردَ وصِردان.

النضح: الرشُّ.

(1)

أبو داود (4/ 293)، كتاب الأدب، باب ما جاء في الرجل يتكنى وليس له ولد.

(2)

الترمذي (4/ 357) 28 - كتاب البر والصلة-57 - باب ما جاء في المزاح. قال: هذا حديث حسن صحيح.

855 -

أحمد في مسنده (1/ 214).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 17): رواه أحمد، وإسناده حسن.

856 -

المعجم الكبير (4/ 203).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 401): رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح ابن مخلد، وهو ثقةز

مر الظهران: مكان بقرب مكة.

العيبة: يما يجعل فيه الثياب.

ص: 1098

صلى الله عليه وسلم من قبته فقال: "أبا عبدِ الله ما يُجلسُك معهن؟ " فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هِبْتُه واختلطت قلت: يا رسول الله جمل لي شَرَد، فأنا أبتغي له قيداً فمضى واتبعته، فألقى إلي رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره أو قال يقطر من لحيته على صدره فقال:"أبا عبد الله ما فعل شِرَادُ جَمَلِكَ؟ " ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقُني في المسير إلا قال: "السلامُ عليك أبا عبد الله ما فعل شِرادُ ذلك الجمل؟ " فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة، واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فقمت أصلي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب ويدعني فقال:"طوِّلْ أبا عبد الله ما شئت أن تُطوِّل فلستُ قائماً حتى تنصرف" فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره. فلما قال: "السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شرادُ ذلك الجمل" فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم فقال: "رحمك الله" ثلاثاً ثم لم يعدْ لشيء مما كان.

857 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان فزعٌ بالمدينة فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرساً من أبي طلحة، يقال له: المندوب فركب، فلما رجع، قال:"ما رأينا من شيءٍ، وإن وجدناهُ لبحراً".

وفي رواية قال (1): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فَزِعَ أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس من قِبَل الصوت، فتلقاهم

= الأراك: شجر يتخذ منه السواك.

ما فعل شرادُ جَمَلك: أراد به شِراد نفسه حتى حملته على مخالطة النساء.

857 -

البخاري (5/ 240) 51 - كتاب الهبة -33 - باب من استعار من الناس الفرس.

ومسلم (4/ 1803) 43 - كتاب الفضائل-11 - باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدمه للرحب.

(1)

البخاري (6/ 95) 56 - كتاب الجهاد-82 - باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق.

ومسلم (4/ 1803) 43 - كتاب الفضائل-11 - باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وتقدمه للحرب.

وقد استبرأ الخبر: استبرأ الشيء: كشفه وحقق أمره.

لم تراعوا: أي روعاً مستقراً، أو روعاً يضركم.

ص: 1099

رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت - وفي رواية: وقد استبرأ الخبر - وهو على فرس لأبي طلحة عُري، في عنقه السيفُ، وهو يقول:"لم تُراعُوا لم تُراعُوا"، قال:"وجدناه بحراً - أو إنه لبحر-" قال: وكان فرساً يُبطأُ.

وفي أخرى مختصراً قال (1): استقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس عُري، ما عليه سرجٌ، في عنقه سيف.

وللبخاري (2): أن أهل المدينة فزعوا مرة، فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة كان يقطفُ- أو كان فيه قطافٌ - فلما رجع قال:"وجدنا فرسكم هذا بحراً" فكان بعد ذلك لا يُجاري.

وله في أخرى قال (3): فزع الناس، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة بطيئاً، ثم خرج يركض وحدهُ، فركب الناس يركضون خلفه فقال:"لم تُراعُوا، إنه لبحرٌ" فما سُبق بعد ذلك اليوم.

وللترمذي قال (4): ركب النبي صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة يقال له: مندوبُ، فقال:"ما كان من فزع، وإن وجدناه لبحراً".

قال النووي: وفيه فوائد، منها: بيان شجاعته صلى الله عليه وسلم من شدة عجلته في الخروج إلى العدو قبل الناس كلهم، بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس. وفيه: بيان عظيم بركته ومعجزته في انقلاب الفرس سريعاً بعد أن كان يبطأ، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم وجدناه بحراً أي واسع الجري. وفيه جواز سبق الإنسان وحده في كشف أخبار العدو ما لم يتحقق الهلاك وفيه جواز العارية، وجواز الغزو على الفرس المستعار

(1) البخاري (6/ 70) 56 - كتاب الجهاد-54 - باب ركوب الفرس العُري.

(2)

البخاري (6/ 70) 56 - كتاب الجهاد-55 - باب الفرس القُطوف.

قطف الفرس في مشيه: إذا ضيق خطوه، وأسرع مشيه.

فرس بحر: إذا كان واسع الجري.

(3)

البخاري (6/ 123) 56 - كتاب الجهاد-117 - باب السُّرعة والركض في الفزع.

(4)

الترمذي (4/ 198) 24 - كتاب الجهاد-14 - باب ما جاء في الخروج عند الفزع. قال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 1100

لذلك. وفيه استحباب تقلد السيف في العنق، واستحباب تبشير الناس بعدم الخوف إذا ذهب. ووقع في هذا الحديث تسمية هذا الفرس مندوباً، قال القاضي: وقد كان في أفراس النبي صلى الله عليه وسلم مندوب فلعله صار إليه بعد أبي طلحة هذا كلام القاضي. قلت: ويحتمل أنهما فرسان اتفقا في الاسم.

858 -

* روى أحمد عن علي يعني ابن أبي طالب قال: لقد رأيتُنا يوم بدرٍ ونحن نلُوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربُنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً.

859 -

* روى البزار عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاهُ الوحي أو وعظ، قلت: نذيرُ قومٍ أتاهم العذاب، فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أطلق الناس وجهاً وأكثرهم ضحكاً وأحسنهُم بشراً.

860 -

* روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً، يفهمه كل من سمعهُ.

861 -

* روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيدُ الكلمة ثلاثاً، لتُعقل عنهُ.

862 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحدثُ حديثاً لو عده العادُّ لأحصاهُ.

858 - أحمد في مسنده (1/ 86). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 12): رواه أحمد والطبراني في الأوسط. والحديث حسن.

859 -

كشف الأستار (3/ 160).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 17): رواه البزار، وإسناده حسن.

860 -

أبو داود (4/ 261)، كتاب الأدب، باب الهدي في الكلام. وإسناده حسن.

861 -

الترمذي (5/ 600) 50 - كتاب المناقب -9 - باب في كلام النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وهو كما قال.

862 -

البخاري (6/ 567) 61 - كتاب المناقب 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم (4/ 2298) 53 - كتاب الزهد والرقائق -16 - باب التثبت في الحديث، وحكم كتابة العلم.

ص: 1101

وفي رواية عن عروة أنها قالت (1): ألا يُعجبكَ أبو فلان؟ جاء فجلس جانب حُجرتي يحدثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمعُني ذلك، وكنتُ أسبحُ، فقام قبل أن أقضي سُبحتي، ولو أدركته لرددتُ عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرُدُ الحديث كسردكم.

ولمسلم قال (2): كان أبو هريرة يُحدثُ، ويقول: اسمعي يا ربة الحجرة، اسمعي يا ربة الحجرة - وعائشة تُصلي - فلما قضت صلاتها، قالت لعروة: ألا تسمعُ إلى هذا ومقالته آنفاً؟ إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحدث حديثاً لو عدهُ العادُّ لأحصاهُ.

863 -

* روى ابن خزيمة عن المغيرة بن شعبة، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه، فقيل له: تكلفْ هذا يا رسول الله وقد غُفر لك؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً".

قال ابن خزيمة: في هذا دلالة على أن الشكر لله عز وجل قد يكون بالعمل له لأن الشكر كله لله، وقد يكون باللسان، قال الله:{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (3) فأمرهم جل وعلا أن يعملوا له شكراً فالشكر قد يكون بالقول والعمل جميعاً، لا على ما يتوهم العامة أن الشكر إنما يكون باللسان فقط.

864 -

* روى أحمد عن معاذة قالت: سألت امرأة عائشة وأنا شاهدة عن وصل صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها: أتعملين كعمله؟ فإنه قد كان غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان عمله نافلة له.

865 -

* روى الطبراني عن نافع بن خالد الخزاعي قال: حدثني أبي أن رسول الله

(1) البخاري _6/ 567) 61 - كتاب المناقب-23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

أسبحُ: أتنفلُ بالصلاة.

(2)

مسلم (4/ 2298)، 53 - كتاب الزهد والرقائق-16 - باب التثبت في الحديث، وحكم كتابة العلم.

863 -

ابن خزيمة في صحيحه (3/ 301)، وإسناده صحيح.

(3)

سبأ: 13.

864 -

أحمد في مسنده (6/ 350)

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 365): رواه أحمد، روجاله رجال الصحيح، وفي الصحيح بعضه.

أتعملين كعمله؟: المعنى: إنك لا تستطيعين اللحاق به.

865 -

المعجم الكبير (4/ 193).

ص: 1102

صلى الله عليه وسلم: كان إذا صلى والناسُ ينظرون صلى صلاة خفيفةً تامة الركوع والسجود.

866 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يأتي علينا الشهرُ ما نُوقدُ فيه ناراً، إنما هو التمر والماء، إلا أن نُؤتى باللحم. وفي رواية، قالت: ما شبع آل محمد من خُبزِ البُرِّ ثلاثاً، حتى مضى لسبيله. وفي أخرى، قالت: ما شبع آل محمد منذُ قدِم المدينة من طعام ثلاث ليالٍ تباعاً حتى قُبِضَ. وفي أخرى: ما شبع آل محمدٍ من خبز شعيرٍ يومين متتابعين حتى قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي أخرى، قالت: ما أكل آل محمد أكلتين في يوم واحد إلا وإحداهما تمر. وفي أخرى: كانت تقول لعروة: والله يا ابن أختي، إن كنا للننظرُ إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال - ثلاثة أهلة في شهرين - وما أوقِدَ في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، قال: قلت: يا خالة، فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماءُ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم منائِحُ، فكانوا يُرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها، فيسقيناهُ. وفي أخرى قالت: تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شَبِعَ الناسُ من الأسودين: التمر والماء. وفي رواية ما شبعنا من الأسودين.

ولمسلم أيضاً أنها قالت (1): لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين.

وللترمذي (2) عن مسروق، قال: دخلتُ على عائشة، فدعت لي بطعام وقالت: ما

= وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 277): رواه الطبراني في الكبير، ونافع ذكره ابن حبان في الثقات، وبقية رجاله رجال الصحيح.

866 -

البخاي (11/ 282) 81 - كتاب الرقاق -17 - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ومسلم نحوه (4/ 2282) 53 - كتاب الزهد والرقائق- حديث (26).

والروايات الأخرى في نفس الموضع من الصحيحين.

اللحيم: كذا بالتصغير إشارة إلى قلته.

منائح: المنائحُ: جمع منيحة، وهي الناقة يُعيرها صاحبها إنساناً ليشرب لبنها ويعيدها.

الأسودين: السوادُ: من صفات التمر، لأن الغالب على أنواع تمر المدينة السوادُ. فأما الماء فليس يأسود، وإنما جُعل أسود حيث قُرن بالتمر، فغُلب أحدهما على الآخر فسُمي به، وهذا من عادة العرب، يفعلونه بالشيئين يصطحبان، فيغلبُون اسم الأشهر، كقولهم: القمران، للشمس والقمر.

(1)

مسلم (4/ 2283) 53 - كتاب الزهد والرقائق- حديث (29).

(2)

الترمذي (4/ 579) 37 - كتاب الزهد، 31 - باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 1103

أشبع من طعام فأشاءُ أن أبكي إلا بكيتُ، قال: قلتُ: لِمَ؟ قالت: أذْكُرُ الحال التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، والله ما شبع من خبزٍ ولحمٍ مرتين في يوم.

867 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعامٍ ثلاثة أيام، حتى قُبِضَ.

وفي رواية (1)، قال أبو حازم: رأيت أبا هريرة يُشير بإصبعه مراراً، يقول: والذي نفسُ أبي هريرة بيده، ما شبع نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام تباعاً من خبز حنطةٍ، حتى فارق الدنيا.

868 -

* روى الترمذي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه سُمع يقول: ما كان يفضلُ عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم خبزُ الشعير.

869 -

* روى الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيتُ الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، كان أكثر خبزهم خبز الشعير.

870 -

* روى مسلم عن سِمَاكِ بن حربٍ، قال: سمعتُ النعمان يخطبُ قال: ذكر عُمرُ ما أصاب الناسُ من الدنيا. فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي، ما يد دقلاً يملأ به بطنهُ.

871 -

* روى البخاري ومسلم عن عروة عن عائشة؛ أنها كانت تقول: والله! يا ابن أختي! إنْ كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال. ثلاثة أهلة في شهرين. وما أُوقِدَ

867 - البخاري (9/ 517) 70 - كتاب الأطعمة-1 - باب قول الله تعالى: (كلوا من طيبات ما رزقناكم) الآية.

ومسلم نحوه (4/ 2284) 53 - كتاب الزهد والرقائق- حخديث (33).

(1)

مسلم في الموضع السابق.

868 -

الترمذي (4/ 580) 37 - كتاب الزهد -38 - باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله، وإسناده صحيح.

869 -

الترمذي في نفس الموضع السابق، وإسناده حسن.

870 -

مسلم (4/ 2285) 53 - كتاب الزهد والرقائق - حديث (36).

الدقل: رديء التمر.

871 -

البخاري (11/ 383) 81 - كتاب الرقاق -17 - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليم عن الدنيا.

ومسلم واللفظ له (4/ 2283) 52 - كتاب الزهد والرقائق - حديث (38). =

ص: 1104

في أبيات رسول البخاري (11/ 383) 81 - كتاب الرقاق -17 - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم الله صلى الله عليه وسلم نارٌ. قال قلتُ: يا خالة! فما كان يُعَيِّشُكمْ؟ قالت: الأسودان التمر والماء. إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار. وكانت لهم منائحُ. فكانوا يُرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها، فيسقيناهُ.

872 -

* روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أصبح لآلِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلا صاع ولا أمسى، وإنهم لتسعةُ أبياتٍ.

وأخرجه ابن ماجه بلفظ (1): ما أصبح عند آل محمد صاعُ حبٍّ ولا صاع تمرٍ، وإن له يومئذٍ تسع نسوةٍ.

873 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن الرجُل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات من أرضه حتى فُتحت عليه قُريظة والنضير، فجعل، بعد ذلك، يرد عليه ما كان أعطاه.

874 -

* روى ابن خزيمة عن عائشة: قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بطعام ليس معه لحم. فقال: "ألم أر لكم بُرمة؟ " قلت: بلى. ذاك لحم تُصدق به على بريرة. فقال: "هو لها صدقة وهو منها هدية".

875 -

* روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودِرعُهُ

= منائح: المنيحة الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلاً يشرب لبنها ثم يردها ثم كثر استعمالها حتى أطلق على كل عطاء.

872 -

البخاري (5/ 140) 48 - كتاب الرهن -1 - باب في الرهن في الحضر.

(1)

ابن ماجه (3/ 1389) 37 - كتاب الزهد-10 - باب معيشة آل محمد صىل الله عليه وسلم.

قال محقق ابن ماجه: في الزوائد: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.

873 -

البخاري (6/ 337) 57 - كتاب فرض الخمس -12 - باب كيف قسم النبي صلى الله عليه وسلم قريظة والنضير، وما أعطى من ذلك من نوائبه.

ومسلم واللفظ له (3/ 1392) 33 - كتاب الجهاد والسير -34 - باب رد المهاجرين إلى النصار منائحهم من الشجر والثمر حين استغنوا عنها بالفتوح.

874 -

ابن خزيمة في صحيحه (4/ 101)، وهو حديث صحيح.

برمة: قِدر، أي: رأيتكم تطبخون غير هذا الطعام.

875 -

البخاري (6/ 99) 56 - كتاب الجهاد-89 - باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب.

ص: 1105

مرهونةٌ عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعيرٍ.

876 -

* روى أحمد وابن ماجه عن عائشة قالت: كان ضِجَاعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أذدماً حَشْوُهُ ليفٌ.

877 -

* روى أحمد والبزار عن أ [ي هريرة قال: جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فإذا ملكُ ينزلُ، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خُلِقَ قبل الساعة فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك قال: أفملكاً نبياً يجعلك أو عبداً رسولا؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد. قال: "بل عبداً رسولاً".

878 -

* روى البخاري وملم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثلي ومثلُ الأنبياء من قبلي، كمثل رجلٍ بنى بنياناً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجُعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وُضعت هذه اللبنةُ؟ قال: فانا اللبنة وأنا خاتم النبيين"

وقد رواه صالح أيضاً عن أبي سعيد الخدري.

ولمسلم بنحوه إلى قوله (1): " فكنتُ أنا اللبنة".

وفي أخرى له (2) "مثلي ومثلُ الأنبياء من قبلي كمثلِ رجلٍ ابتنى بيوتاً فأحسنها وأجملها وأكملها، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناسُ يطوفون ويُعجبهم البنيان، فيقولون: ألا وضعت ها هنا لبنة فيتم بنيانك؟

876 - أحمد في مسنده (6/ 207، 213).

وابن ماجه واللفظ له (2/ 1390) 37 - كتاب الزهد -11 - باب ضجاع آل محمد صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح.

877 -

أحمد في مسنده (2/ 231).

كشف الأستار (3/ 155).

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 19): رواه أحمد والبزار وأبو يعلي، ورجال الأولين رجال الصحيح.

878 -

البخاري (6/ 558) 61 - كتاب المناقب -18 - باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.

ومسلم واللفظ له (4/ 1791) 43 - كتاب الفضائل -7 - كتاب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.

(1)

مسلم في الموضع السابق.

(2)

مسلم في نفس الموضع السابق.

ص: 1106

فقال محمد صلى الله عليه وسلم: فكنتُ أنا اللبنة".

879 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثلي ومثلُ ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال: يا قوم إني رأيتُ الجيش بعيني، وإني أنا النذيرُ العُريان فالنجاء، فأطاعهُ طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثلُ من أطاعني فاتبع ما جئتُ به، ومثلُ من عصاني وكذب بما جئت به من الحق".

880 -

* روى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علي وسلم: "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذبُّهن عنها، وأنا آخذ بحُجزكُم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي".

قال النووي في شرحه على مسلم: ومقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة، وحرصهم على الوقوع في ذلك، مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم، بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه وكلاهما حريص على هلاك نفسه، ساع في ذلك لجهله.

879 - البخاري (13/ 250) 96 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة-2 - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسلم (4/ 1788) 43 - كتاب الفضائل- 6 - باب شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته.

النذير العُريان: لاذي لا ثوب عليه، وخص العريان، لأنه أبينُ في العين، وأصل هذا: أن الرجل منهم كان إذا أنذر قومه، وجاء من بلد بعيد انسلخ من ثيابه، ليكون أبين للعين.

فالتجاء: أي اطلبوا الخلاص، وأنجوا أنفسكم وخلصوها.

فأذلجُوا: إذا خُفف- من أدلج يُدلج- كان بمعنى: سار الليل كله، وإذا ثقل-من ادلج يدْلج- كان إذا سار آخر الليل.

فاجتاحهم: استأصلهم، وهو من الجائحة التي تهلك الأشياء.

880 -

البخاري (11/ 316) 81 - كتاب الرقاق -26 - باب الانتهاء عن المعاصي.

ومسلم واللفظ له (4/ 1790) 43 - كتاب الفضائل -6 - باب شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته.

الجنادب: جمع جندب، وهو طائر كالجراد، يصرُّ في الحر.

تفلتُون: التفلُّت والانفلات: التخلص من اليد.

ص: 1107

881 -

* روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلا، قال: فاضربوا له مثلاً. فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجلٍ بنى داراً وجعل فيها مأدبة وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة. فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فقالوا: فالدارُ الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أطاع محمداً صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله، ومن عصى محمداً صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس.

قال البخاري: تابعه قتيبةُ عن الليث عن سعيد بن أبي هلال عن جابر قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزدْ.

قال الحميدي (1): وذكر أبو مسعود أوله: فقال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"إني رأيتُ في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلاً".

وفي رواية الترمذي هذه التي أخرج أولها أبو مسعود وأتمها الترمذي (2): "فقال: أسمعُ، سمعت أذنُكَ، واعقل عقَل قلبك: إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ داراً، ثم بنى فيها بيتاً، ثم جعل فيها مائدة، ثم بعد رسولاً يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول، ومنهم من تركه، فالله: هو الملكُ، والدارُ: الإسلامُ، والبيتُ: الجنةُ، وأنت يا محمد رسول، فمن أجابك دخل الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل مما فيها".

881 - البخاري (13/ 249) 96 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة-2 - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

ذكره ابن الأثير في جامع الأصول (9/ 401).

(2)

الترمذي (5/ 145) 45 - كتاب الأمثال-1 - باب ما جاء في مثل الله لعباده، وله شاهد بسند جيد عند الطبراني.

ص: 1108

882 -

* روى الترمذي عن أبي عثمان النهدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء، ومعهُ ابن مسعود فأقعده وخط عليه خطاً، ثم قال:"لا تبرحن فإنه سينتهي إليك رجال، فلا تُكلمهُم فإنهم لن يكلموك" فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد، ثم جعلوا ينتهون إليَّ الخط لا يجاوزونه ثم يصدرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل جاء إلي فتوسد فخذي، وكان إذا نام نفخ في النوم نفخاً. فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي راقداً إذ أتاني رجال كأنهم الجمال عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال، حتى قعد طائفة منهم عند رأسه وطائفة منهم عند رجليه، فقالوا بينهم: ما رأينا عبداً أوتي مثل ما أوتي هذا النبي صلى الله عليه وسلم عيناه لتنامان وإن قلبه ليقظان. اضربوا له مثلاً. سيد بنى قصراً ثم جعل مأدبة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فقال: "أتدري من هؤلاء" قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "الملائكةُ. قال: وهل تدري ما المثل الذي ضربوه؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "الرحمنُ بنى الجنة فدعا إليها عباده فمن أجابه دخل جنته، ومن لم يُجِبْ عاقبه وعذبه".

883 -

* روى البزار عن أبي هريرة قال: خِيارُ ولدِ آدم خمسة: نوح، وإبراهيم، وعيسى، وموسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم وصلى الله عليهم أجمعين وسلم.

884 -

* روى الطبراني عن الحسين بن علي قال: أحبُّونا بحب الإسلام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ترفعوني فوق حقي، فإن الله تعالى اتخذني عبداً قبل أن يتخذني رسولاً".

885 -

* روى مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

882 - الترمذي (5/ 145) 45 - كتاب الأمثال-1 - باب ما جاء في مثل الله بعباده. وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.

والدارمي واللفظ له (1/ 7)، في المقدمة، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب قبل مبعثه.

883 -

كشف الأستاذ (3/ 114).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 254): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

884 -

المعجم الكبير (3/ 128)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 21): رواه الطبراني، وإسناده حسن.

885 -

مسلم (4/ 2167) 50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم -16 - باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة =

ص: 1109

"ما منكم من أحدٍ إلا وقد وُكل به قرينهُ من الجن وقرينه من الملائكة" قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلمن فلا يأمرني إلا بخير".

886 -

* روى أحمد عن عروة بن الزبير قال: حدثني جار لخديجة بنت خُويلد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لخديجة: "أيُّ خديجةُ والله لا أعبد اللات والعُزى والله لا أعبد أبداً" قال: فتقول خديجة خل اللات خل العزى قال - يعني الراوي - كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضجعون.

887 -

* روى الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحرس حتى نزلت هذه الآية {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (1) فأخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه من القبة فقال لهم: "أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله".

888 -

* روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعِثْتُ رحمة مُهداة".

= الناس، وأن مع كل إنسان قريناً.

القرين: الصاحب، وكل إنسان فإن معه قريناً من الملائكة، وقريناً من الشياطين، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه، وفقنا الله لاتباع قرين الخير ومخالفة قرين الشر.

قال النووي في شرحه على مسلم:

(فأسلم) برفع الميم وفتحها. وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه أسلم أنا من شره وفتنته. ومن فتح قال إن القرين أسلم، من الإسلامن وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير.

واختلفوا في الأرجح منهما. فقال الخطابي: الصحيح المختار الرفع، ورجح القاضي عياض الفتح، وهو المختار، لقوله صلى الله عليه وسلم: فلا يأمرني إلا بخير.

واختلفوا على رواية الفتح. قيل: أسلم بمعنى استسلم وانقاد. وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم: فاستسلم، وقيل: معناه صار مسلماً مؤمناً، وهذا هو الظاهر.

قال القاضي: واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه. وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا، لنحترز منه بحسب الإمكان.

886 -

أحمد في مسنده (4/ 222)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 225): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

887 -

المستدرك (2/ 313)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.

(1)

المائدة: 67.

888 -

كشف الأستار (3/ 114). =

ص: 1110

889 -

* روى الطبراني عن ابن عباس قال: إن الله فضل محمداً على أهل السماء وعلى أهل الأرض فقال رجل: يا أبا عباس وبما فضله على أهل السماء والأرض؟ قال إن الله عز وجل يقول لأهل السماء: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} (1) وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (2) فقيل له: يا أبا عباس فما فضله على الأنبياء؟ قال: إن الله عز وجل قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} (3) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (4) فأرسله الله إلى الإنس والجن.

890 -

* روى الطبراني عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا مُبلغ، والله يهدي".

891 -

* روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن هذه الآية التي في القرآن: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (5) قال في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين، أنت عهدي ورسولي، سميتُك المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظ ولا سخابٍ بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئةن لكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا:

= وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 257): رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح.

889 -

أورده الهيثمي في مجع الزوائد (8/ 254) وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير الحكم بن أبان، وهو ثقة، ورواه أبو يعلي باختصار كثير.

(1)

الأنبياء: 29.

(2)

الفتح: 1، 2.

(3)

إبراهيم: 4.

(4)

سبأ: 28.

890 -

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 263)، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، أحدهما حسن.

891 -

البخاري (8/ 585) 65 - كتاب التفسير-3 - باب "إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً".

الملة العوجاء: الملة غير المستقيمة، وفي ذلك إشارة إلى ما غيرته الآباء من ملة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

(5)

الأحزاب: 45.

ص: 1111

لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً.

892 -

* روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعطيتُ خمساً لم يعطهُن أحدٌ قبلي: كان كل نبي يُبعثُ إلى قومه خاصةً، وبُعثتُ إلى كل أحمر وأسود، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، ولم تَحِلُّ لأحدٍ قبلي، وجُعلت لي الأرض طيبة وطهوراً ومسجداً، فأيما رجلٍ أدركتهُ الصلاة صلى حيث كان، ونُصرتُ بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأُعطيتُ الشفاعة".

وفي رواية (1): "أعطيتُ خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نُصرت بالرُّعْبِ مسيرةَ شهر، وجُعلتْ لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليُصل، وأُحلت لي المغانم، ولم تحل لأحدٍ قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس عامة".

893 -

* روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جُعِلَ رزقي تحت ظل رُمحي، وجُعل الذلةُ والصَّغَارُ على من خالف أمري".

894 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بُعثتُ بجوامع الكلم، ونُصرت بالرعبِ، وبينا أنا نائم رأيتني أُتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يدي، قال أبو هريرة: وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم

892 - البخاري (1/ 436) 7 - كتاب التيمم- 1 - باب حدثنا عبد الله بن يوسف.

ومسلم واللفظ له (1/ 370) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - حديث (3).

أحمر وأسود: أراد بالأسود والأحمر: جميع العالم، فالأسود: معروف، وهم الحُبوش والزنوج وغيرهم، والأحمر: هو الأبيض، والعرب تسمى الأبيض أحمر.

الطهور: بفتح الطاء: ما يُتطهرُ به من الماء والتراب.

(1)

البخاري في الموضع السابق.

893 -

البخاري تعليقاً (6/ 98) 56 - كتاب الجهاد-88 - باب ما قيل في الرماح.

الصغار: الذُل والمران.

894 -

البخاري (6/ 128) 56 - كتاب الجهاد -123 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نصرتُ بالرعب مسيرة شهر".

والبخاري أيضاً (12/ 401) 91 - كتاب التعبير - 23 - باب المفاتيح في اليد.

ومسلم (1/ 371) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - حديث (6).

ص: 1112

تنتثِلونها. قال البخ البخاري (6/ 128) 56 - تاباري: وبلغني أن جوامع الكلم: أن الله عز وجل يجمعُ له الأمور الكثيرة التي كانت تُكتبُ في الكتب قبلهُ في الأمر الواحد والأمرين أو نحو ذلك.

وللبخاري قال (1): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُعطيتُ مفاتيح الكلم، ونُصرتُ بالرعْبِ، وبينا أنا نائم البارحة، إذ أوتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، حتى وُضعت في يدي، قال أبو هريرة: فهذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتقلونها.

وفي رواية (2) - تلغثونها، أو ترغثونها، أو كلمة تشبهها - وفي نسخةٍ: تلعبون بها.

ولمسلم (3): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فُضلتُ على الأنبياء بست: أُعطيتُ جوامع الكلم، ونُصرتُ بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجُعلتْ لي الأرضُ طهوراً ومسجداً، وأرسلتُ إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون".

وله في أخرى قال (4): "نُصرتُ بالرعب، وأوتيتُ جوامع الكلم".

وله في أخرى قال (5): "نُصرتُ بالرعب على العدو، وأوتيتُ جوامع الكلم،

جوامع الكلم: أراد به القرآن، جمع الله بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة، وكذلك ألفاظه صلى الله عليه وسلم كانت قليلة الألفاظ. كثيرة المعاني.

نُصرتُ بالرعب: الرعبُ: الفزع والخوف، وذلك: أن أعداء النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوقع الله في قلوبهم الرعب، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه.

وقوله مفاتيح خزائن الأرض: أراد به ما سهل الله تعالى له ولأمته من استخراج الممتنعات، وافتتاح البلاد المتعذرات، ومن كان في يده مفاتيح شيء سهل الله عليه الوصول إليه.

تنتثلونها: الانتثال: نثر الشيء، يقال: نثلت كنانتي: إذا استخرجت ما فيها جميعه ونثرته، والمراد: أنكم تأخذونها جميعاً.

(1)

البخاري (12/ 390) 91 - كتاب التعبير -11 - باب رؤيا الليل.

ومفاتيح الكلم: المفاتيح: كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها، فأخبر عليه السلام أنه أوتي مفاتيح الكلم، وهو ما سهل الله عليه من الوصول إلى غمض المعاني، وبدائع الحكم التي أُغلبت على غيره وتعذرت.

(2)

البخاري (13/ 247) 96 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة-1 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بُعثت بجوامع الكلم".

ترغثونها: الرغث: الرضع، رغث الجدي أمه: أي رضعها، وأرغثت النعجة ولدها: أرضعته.

(3)

مسلم (1/ 371) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة- حديث (5).

(4)

مسلم في الموضع السابق.

(5)

مسلم في نفس الموضع السابق.

ص: 1113

وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضِعَتْ في يدي".

895 -

* روى الطبراني عن معاوية بن حيدة القُشيري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما دفعتُ إليه قال: "أما إني قد سألت الله أن يغنيني بالسُّنة تُحفيكم، وبالرعْبِ يجعله في قلوبكم" فقال بيديه جميعاً: أما إني قد حلفت هكذا وهكذا أن لا أؤمن بك ولا أتَّبِعُك فما زالت السُّنة تُحفيني وما زال الرعب يُجعل في قلبي حتى قُمتْ بين يديك.

896 -

* روى البزار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فُضلتُ على الأنبياء بست لم يُعطهن أحدٌ كان قبلي: غُفرَ لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأحِلَتْ لي الأرضُ مسجداً وطهوراً، وأعطيتُ الكوثر، ونصرتُ بالرعب، والذي نفسي بيده، إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحتهُ آدمُ فمن دونه".

897 -

* روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نا سيدُ ولدِ آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ - آدمُ فمن سواهُ - إلا تحت لوائي، وأنا أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخر".

قوله: (سيد ولد آدم) قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "أنا سيد ولد آدم" وقال في ذكر يونس عليه السلام: "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متي" وقال: "لا تفضلوني على يونس" ووجه الجمع بينهما: أن قوله: "أنا سيد ولد آدم" إنما هو إخبار عما أكرمه الله تعالى به من الفضل والسؤدُد، وتحدث بنعمة الله عنده وإعلام لأمته بذلك، ليكون إيمانهم به على حسب ذلك، وأما قوله في يونس عليه السلام (1)، فيحتمل أن يكون

895 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 65) وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.

يغنيني: ينصرني.

السنة: الجدب.

تحفيكم: تستأصلكم.

فقال بيديه: أشار. والقائل معاوية.

896 -

كشف الأستار (3/ 147) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 369): رواه البزار، وإسناده جيد.

897 -

الترمذي (5/ 587) 50 - كتاب المناقب -1 - باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 1114

أراد بقوله: "لا ينبغي لعبدٍ" أو لأحد، غير نفسه، أو أن يكون عاماً فيه وفي غيره من الناس، فيكون هذا على سبيل الهضم وإظهار التواضع لربه، يقول: لا ينبغي لي أن أقول: أنا خير منه، لأن الفضيلة التي نِلْتُها كرامة من الله وخصوصية منه، لم أنلها من قِبَل نفسي، ولا بلغتُها بقوتي، فليس لي أن أفتخر بها، وإنما يجب عليَّ أن أشكر عليها ربي، وإنما خص يونس بالذكر لما قصه الله علينا من شأنه، وما كان من قلة صبره على أذى قومه، فخرج مغاضباً، ولم يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.

898 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيدُ ولدِ آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأولُ مُشفعٍ".

وفي رواية للترمذي قال (1): "أنا أولُ من تنشقُّ عنه الأرض فأكسَى الحُلة من حُلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش، فليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري".

قال النووي: قال العلماء: وقوله صلى الله عليه وسلم "أنا سيد ولد آدم" لم يقله فخراً بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم في الحديث المشهور: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" وإنما قاله لوجهين: أحدهما: امتثال قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (2) والثاني أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه صلى الهل عليه وسلم بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى. وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة. وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الآدميين وغيرهم. وأما الحديث الآخر: "لاتفضلوا بين الأنبياء" فجوابه من خمسة أوجه: أحدها: أنه صلى الله عليه وسلم قاله قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، فلما علم أخبر به. والثاني: قاله أدباً وتواضعاً. والثالث: أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول. والرابع: إنما نهى عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة

898 - مسلم (4/ 1782) 43 - كتاب الفضائل-1 - باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

الترمذي (5/ 585) 50 - كتاب المناقب-1 - باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

الضحى: 11.

ص: 1115

والفتنة. كما هو المشهور في سبب الحديث، والخامس: أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة فلا تفاضل فيها، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى. ولابد من اعتقاد التفضيل فقد قال الله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (1) قوله صلى الله عليه وسلم، وأول شافع وأول مشفع، إنما ذكر الثاني لأنه قد يشفع اثنان فيشفع الثاني منهما قبل الأول والله أعلم. أهـ.

899 -

* روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس خروجاً إذا بُعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدُوا، وأنا مُبشرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرمُ ولد آدم على ربي، ولا فخر".

900 -

* روى أحمد عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيءٍ إلا مفاتيح الغيب الخمس {اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (2).

901 -

*روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل ترون قِبْلتي هاهنا؟ فوالله ما يخفي علي خشوعكم ولا ركوعكم وإني لأراكم من وراء ظهري".

(1) البقرة: 253.

899 -

الترمذي (5/ 585) 50 - كتاب المناقب -1 - باب فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.

900 -

أحمد في مسنده (1/ 445).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 363): رواه أحمد وأبو يعلي، ورجالهما رجال الصحيح.

(2)

لقمان: 34.

901 -

البخاري (9/ 514) 8 - كتاب الصلاة-40 - باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة، وذكر القبلة.

ومسلم (9/ 319) 4 - كتاب الصلاة-34 - باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها.

قال النووي في شرحه على مسلم:

وقال العلماء: معناه أن الله تعالى خلق له صلى الله عليه وسلم إدراكاً في قفاه يصبر به من ورائه، وقد انخرقت له العبادة بأكثر من هذا- وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع، بل ورد الشرع بظاهره، فوجب القول به. قال أحمد بن حنبل وجمهور العلماء: هذه الرؤيا رؤية بالعين حقيقة، وفيه الأمر بإحسان الصلاة والخشوع، وإتمام الركوع والسجود، وجواز الحلف بالله تعالى من غير ضرر، ولكن المستحب تركه إلا لحاجة كتأكيد أمر وتفخيمه والمبالغة في تحقيقه =

ص: 1116

902 -

* روى أحمد عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوتيتُ بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سُنْدُس".

903 -

* روى البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً، فصلى على أهل أُحدٍ صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال "إني فرطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيتُ مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - وإني والله ما أخاف عليكم أن تُشركوا بعدي، ولكن أخافُ عليكم أن تنافسُوا فيها".

وفي رواية قال (1): صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أُحُدٍ بعد ثمان سين، كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع على المنبر، فقال: "إني بين أيديكم فرطٌ وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لستُ أخشى عليكم أن تُشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها، قال: فكانت آخر نظرة نظرتُها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي أخرى (2): "إني فرطُكم على الحوض" وإن عرضهُ كما بين آيلة إلى الجحفة - وفيها- ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وتقتتلوا فتهلكُوا، كما هلك من كان قبلكم".

= وتمكينه من النفوس، وعلى هذا يحمل ما جاء من الأحاديث من الحلف.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إني لأراكم من بعدي" أي من ورائي كما في الروايات الباقية، قال القاضي عياض: وحمله بعضهم على بعد الوفاة وهو بعيد عن سياق الحديث، شرح مسلم للنووي.

902 -

أحمد في مسنده (3/ 328).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 20): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

فرس أبلق: فيه سواد وبياض.

903 -

البخاري (3/ 309) 23 - كتاب الجنائز -72 - باب الصلاة على الشهيد.

ومسلم (4/ 1795) 43 - كتاب الفضائل -90 باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته.

فرط: الفرط: المتقدم على القوم في السير، السابق إلى الماء، والمراد إني لكم سابق متقدم بين أيديكم، فإذا قدتم علي تروني وتجدونني لكم منتظراً.

تنافسوا: المنافسة: المغالبة على تحصيل الشيء والانفراد به.

(1)

البخاري (7/ 348) 64 - كتاب المغازي -17 - باب غزوة أحد.

(2)

مسلم في الموضع السابق.

ص: 1117

قال عقبة: فكانت آخر ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر.

904 -

* روى البخاري عن عمران بن حصي نرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم قال: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة، يُسمون الجهنميين".

905 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُجمعُ الله الناس يوم القيامة فيهتمّون لذلك (وقال ابن عبيدٍ: فيُلْهَمُون لذلك) فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا! قال فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم فيقولون: أنت آدمُ أبوا لخلق. خلقك الله بيده ونفخ فيك من رُوحه. وأمر الملائكة فسجدوا لك. اشفع لنا عند ربك حتى يُريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لستُ هناكُمْ. فيذكر خطيئته التي أصاب. فيستحيي ربه منها. ولكن ائتوا نوحاً. أول رسول بعثه الله. قال فيأتون نوحاً صلى الله عليه وسلم. فيقولُ: لست هناكم. فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها. ولكن ائتوا إبراهيم صلى الله عليه وسلم الذي اتخذه الله خليلاً. فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيقول: لستُ هناكم. ويذكر خطئيته التي أصاب فيستحيي ربهُ منها، ولكن ائتوا موسى صلى الله عليه وسلم، الذي كلمهُ الله وأعطاهُ التوراة. قال فيأتون موسى عليه السلام. فيقول: لست هناكم. ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها. ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته. فيأتون عيسى روح الله وكلمته. فيقول: لستُ هناكم، ولكن ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم، عبداً قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيأتوني. فأستأذن على ربي فيؤذنُ لي. فإذا أنا رأيتهُ وقعتُ ساجداً. فيدعُنِي ما شاء الله. فيُقالُ: يامحمد! ارفع رأسك. قل تُسمعْ. سل تعطه. اشفع تُشفع. فأرفع رأسي. فأحمدُ ربي بتحميدٍ يُعلمنيه ربي. ثم أشفعُ. فيحدُّ لي حداً فأخرجه من النار، وأُدخلهم الجنة. ثم أعُودُ

904 - البخاري (11/ 418) 81 - كتاب الرقاق - 51 - باب صفة الجنة والنار.

905 -

البخاري (11/ 417) 81 - كتاب الرقاق -51 - باب صفة الجنة والنار.

ومسلم واللفظ له (1/ 180) 1 - كتاب الإيمان - 84 - باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

لست هناكم: لست أنا الذي يقوم هذا المقام.

ص: 1118

فأقع ساجداً. فيدعُني ما شاء الله أن يدعني ثم يُقال: ارفعْ رأسك يا محمدُ! قلْ تُسمعْ. سل تعطه. اشفعْ تُشفعْ. فأرفع رأسي. فأحمدُ ربي بتحميد يُعلمنيه. ثم أُشفعُ فيحُدُّ لي حداً فأخرجه من النار، وأدخلهُمُ الجنة. (قال فلا أدري في الثالثة أو الرابعة قال) فأقول: يا رب! ما بقي في النار إلا من حبسهُ القرآن أي وجب عليه الخلودُ" (قال ابن عبيدٍ في روايته: قال قتادة: أي وجب عليه الخلود).

وفي رواية (1) عن أنس بن مالك؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرجُ من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزنُ شعيرةً. ث يخرجُ من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرة. ثم يخرجُ من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة".

زاد ابنُ منهالٍ في روايته: قال يزيدُ: فلقيتُ شعبة فحدثتهُ بالحديث. فقال شعبة: حدثنا به قتادة عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث إلا أن شعبة جعل، مكان الذرة، ذُرةً. قال يزيد: صحف فيها أبو بسطامٍ.

906 -

* روى الترمذي عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".

907 -

* روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أهل النار الذين هم أهلها؛ فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناسٌ أصابتهُم النارُ بذنوبهم - أو قال بخطاياهم - فأماتتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحماً أُذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبُثوا على أنهار الجنةِ، ثم قيل:

(1) مسلم (1/ 182) 1 - كتاب الإيمان -84 - باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

906 -

الترمذي (4/ 625) 38 - كتاب صفة القيامة -11 - باب منه.

وقال: هذا حديث حسن.

وأبو داود عن أنس (4/ 236) كتاب السنة - باب في الشفاعة، وأحمد في مسنده عن أنس (3/ 213).

907 -

مسلم (1/ 172) 1 - كتاب الإيمان-82 - باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار.

ضبائر: جماعات متفرقة.

ص: 1119

يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحِبِّةِ تكون في حميل السيل" قال رجل من القوم: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية.

908 -

* روى مسلم عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي دعوة مستجابة. فتعجل كل نبي دعوتَهُ. وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة، إن شاء الله، من مات من أمتي لا يُشرك بالله شيئاً".

909 -

* روى أحمد وابن حبان عن كعب بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يُبعثُ الناس يوم القيامة، فأكون أنا وأمتي على تلٍّ، ويكسوني ربي تبارك وتعالى حُلة خضراء، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول، فذاك المقامُ المحمود".

910 -

* روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أا أول الناس خروجاً إذا بُعثوا، وأنا خطيبهُم إذا وفدُوا، وأنا مبشرهم إذا أيسُوا، لواء الحمد يومئذٍ بيدي، وأنا أكرم ولدِ آدم على ربي ولا فخر".

911 -

* روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: "عُرضت عليَّ الأممُ، فجعل يمرُّ النبي معه الرجلُ والنبيُّ معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد. ورأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فرجوتُ أن تكون أمتي، فقيل: هذا موسى وقومهُ، ثم قيل لي: انظر، فرأيتُ سواداً كثيراً سد الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سواداً

حمِيل: م حمله السيل من الغثاء والطين.

908 -

مسلم (1/ 189) 1 - كتاب الإيمان-86 - باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.

909 -

أحمد في مسنده (2/ 456).

وابن حبان: موارد الظمآن (639) 41 - كتاب البعث - 6 - باب في بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأمته.

والمستدرك (3/ 363)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه وأقره الذهبي.

910 -

الترمذي (5/ 585) 50 - كتاب المناقب -1 - باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا حديث حسن غريب.

911 -

البخاري (10/ 311) 76 - كتاب الطب - 42 - باب من لم يرق.

ومسلم (1/ 199) 1 - كتاب الإيمان -94 - باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب.

ص: 1120

كثيراً سد الأفق، فقيل: هؤلاء أمُتك، ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير الترمذي حساب". فتفرق الناس ولم يبين لهم.

912 -

* روى أحمد عن العرباض بن سارية: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنْجدل في طينته، وسأخبركم بأول ذلك: دعوة إبراهيم وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت لها منه قصور الشام.

فدعوة إبراهيم عليه السلام {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} (1) وبشارة عيسى عليه السلام {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (2) صلى الله عليه وآله وسلم.

وروى الترمذي (3) عن المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " ..... أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقةن ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتاً فجعلهم في خيرهم بيتاً، وخيرهم نفساً".

913 -

* روى مسلم عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشمن واصطفاني من بني هاشم".

914 -

* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بُعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً. حتى كنتُ من القرن الذي كنت منه".

912 - أحمد في مسنده (4/ 127).

وابن حبان: موارد الظمآن (513) والمستدرك (3/ 600) وقال: صحيح الإسناد.

(1)

البقرة: 129.

(2)

الصف: 6.

(3)

الترمذي (5/ 584) 50 - كتاب المناقب-1 - باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث حسن.

913 -

مسلم (4/ 1782) 43 - كتاب الفصائل-1 - باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وتسليم الحجر عليه قبل النبوة.

914 -

البخاري (6/ 566) 61 - كتاب المناقب - 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 1121

915 -

* روى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن اله عز وجل إذا أراد رحمة أمةٍ من عباده، قبض نبيها قبلها، فجعلهُ لها فرطاً، وسلفاً بين يديها، وإذا أراد هلكة أمةٍ عذبها، ونبيها حيٌّ، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره".

بل جعل حياته صلى الله عليه وسلم كلها خيراً ورحمة لأمته، وقد جعلنا هذا الحديث في باب الخصائص لأنه خص بأنه كان رحمة لأمته.

كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال (1): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم، تحدثُون ويحدثُ لكم. ووفاتي خيرٌ لكم، تُعرضُ عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدتُ الله عليه، وما رأيتُ من شر استغفرت الله لكم".

916 -

* روى البزار والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة".

917 -

* روى مسلم عن معاوية رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال:"ما أجلسكُم؟ " قالوا: جلسنا نذكرُ الله ونحمدُه على ما هدانا لدينه ومن علينا بك

" الحديث، وفي آخره "إن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة".

إنما جعلنا هذا الحديث في باب الخصائص للإشعار بما أكرم الله به من اتبع نبيه.

918 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد

915 - مسلم (4/ 1792) 43 - كتاب الفضائل - 8 - إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها.

(1)

البزار: كشف الأستار (1/ 397) كتاب الجنائز- باب ما يحصل لأمته منه في حياته وبعد وفاته.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 24): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.

916 -

البزار: كشف الأستار (3/ 114) كتاب علامات النبوة- باب بعثته صلى الله عليه وسلم.

والمستدرك (1/ 35) وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 257): رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح.

917 -

مسلم (4/ 2075) 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار-11 - باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر.

918 -

مسلم (1/! 57) 1 - كتاب الإيمان -75 - باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال.

ص: 1122

رأيتُني في الحِجْر، وقريش تسألني عن مسراي

" الحديث. وفيه "وقد رأيتُني في جماعة من الأنبياء

فحانت الصلاة فأممتُهم، فلما فرغت من الصلاة، قال قائل: يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه، فالتفت إليه. فبدأني بالسلام".

919 -

* روى النسائي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتيتُ بدابة فوق الحمار ودون بغلٍ

" الحديث وفيه: "ثم دخلت بيت المقدس، فجُمِعَ لي الأنبياءُ عليهم السلام فقدمني جبريل حتى أممتُهم

".

920 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي دعوةٌ مستجابةٌ، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".

وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي موسى رضي الله عنه (1)" .... النجومُ أمنةً للسماء، فإذ ذهبت النجومُ أتى السماء ما تُوعد، وأنا أمنةً لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةً لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون".

وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي اله عنهما - في صلاة الكسوف (2): "

ألم تعدني أن لا تُعذبهم وأنا فيهم؟ ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ ".

921 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن ناساً قالوا

919 - النسائي (1/ 221) كتاب الصلاة - باب فرض الصلاة.

920 -

البخاري (13/ 447) 17 - كتاب التوحيد - 31 - باب في المشيئة والإرادة.

ومسلم واللفظ له (1/ 189) 1 - كتاب الإيمان -86 - باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.

(1)

مسلم (4/ 1961) 44 - كتاب فضائل الصحابة - 51 - باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة.

(2)

أبو داود (1/ 310) كتاب الصلاة - باب من قال يركع ركعتين.

921 -

البخاري (13/ 419) 17 - كتاب التوحيد -24 - باب قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).

ص: 1123

لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ .. الحديث وفيه "ويُضربُ الصراطُ بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزُ

".

ولفظ البخاري: "فأكون أول من يجيز من الرسل بأمته".

922 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنَ الأنبياء من نبي إلا قد أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيتُ وحياً، أوحى الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة".

923 -

* روى أحمد عن حُذيفة رضي الله عنه قال: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة فظننا أن نفسهُ قد قُبضت منها، فلما رفع رأسه قال: "إن ربي تبارك وتعالى استشارني في أمتي ماذا أفعلُ بهم؟ فقلت: ما شئت أي رب، هم خلقُك وعبادُك، فاستشارني الثانية، فقلت له كذلك. فقال: لا أحزنك - وفي مجمع الزوائد-: لا نخزيك - في أمتك يا محمد، وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً. مع كل ألف سبعون ألفاً ليس عليهم حساب، ثم أرسل إليَّ فقال: ادعُ تُجبْ وسلْ تُعطَ، فقلت لرسوله: أو معطيٍّ ربي سؤلي؟ فقال: ما أرسلني إليك إلا ليُعطيك، ولقد أعطاني ربي عز وجل ولا فخر، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأنا أمشي حياً صحيحاً، وأعطاني أن لا تجوع أمتي، ولا تُغلبَ، وأعطاني الكوثر فهو نهرٌ من الجنة يسيل في حوضي، وأعطاني العز والنصر، والرعبُ يسعى بين يدي أمتي شهراً. وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة، وطيب لي ولأمتي الغنيمة (1)،

= ومسلم واللفظ له (1/ 164) 1 - كتاب الإيمان- 81 - باب معرفة طريق الرؤية.

922 -

البخاري (13/ 347) 99 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة-1 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بُعثت بجوامع الكلم".

ومسلم واللفظ له (1/ 134) 1 - كتاب الإيمان -70 - باب وجوب الإيمان برسالة نبينا صلى الله عليه وسلم .....

923 -

أحمد في مسنده (5/ 392) بسند حسن.

مجمع الزوائد (3/ 287) وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.

ص: 1124

وأحل لنا كثيراً مما شدد على من قبلنا، ولم يجعل علينا من حَرَج".

924 -

* روى البخاري وملم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بطعامٍ سأل عنه: "أهديةً أم صدقة؟ " فإن قيل: صدقة، قال لأًحابه:"كُلوا" ولم يأكل، وإن قيل: هديةً، ضرب بيده صلى الله عليه وسلم فأكل معهم.

925 -

* روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أُتي بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم عل شفتيه، ........ ثم يعطيه من يكونُ عندهُ من الصبيان.

926 -

* روى أحمد عن أبي واقد أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان أخف الناس صلاة على الناس، وأطول الناس صلاة لنفسه صلى الله عليه وسلم.

927 -

* روى أبو داود عن عبد الله بن بُسرٍ: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قومٍ لم يستقببل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من رُكنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: "السلام عليكم، السلام عليكم.

928 -

* روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أحبُّ الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلوُ البارد.

929 -

*روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أبغض الخلق إليه الكذبُ.

924 - البخاري (5/ 203) 51 - كتاب الهبة- 7 - باب قبول الهدية.

ومسلم (2/ 756) 13 - كتاب الزكاة - 53 - باب قبول النبي صلى الله عليه وسلم للهدية ورده الصدقة.

925 -

المعجم الكبير (11/ 116)، ومجمع الزوائد (5/ 39).

926 -

أحمد في مسنده (5/ 218) وهو صحيح. مجمع الزوائد (3/ 70).

927 -

أبو داود واللفظ له (4/ 348) كتاب الأدب - باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان، وهو صحيح.

928 -

الترمذي (4/ 307) 27 - كتاب الأشربة -21 - باب ما جاء أي الشراب كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أحمد في مسنده (6/ 38، 40) وهو صحيحز

929 -

مجمع الزوائد (1/ 142).

وقال رواه البزار وأحمد بنحوه.

ص: 1125

930 -

* روى أبو داود عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا".

931 -

* روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بلغهُ عن الرجل شيء لم يقل: ما بال فلانٍ يقول؟ ولكن يقول: "ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا".

932 -

* روى سلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أُنزل عليه الوحي كرُب لذلك وتربَّد وجهه.

933 -

* روى البخاري ومسلم عن كعب بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر.

934 -

* روى ابن عساكر عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرحم الناس بالصبيان والعيال.

935 -

* روى البخاري عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يردُّ الطيب.

936 -

* روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أعتم سدل عمامته بين كتفيه.

937 -

* روى البخاري ومسلم عن المغيرة رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم -

930 - أبو داود (4/ 260) كتاب الأدب-باب في كراهية المراء. وهو صحيح.

931 -

أبو داود (4/ 250) كتابالأدب - باب في حسن العشرة. وهو صحيح.

932 -

مسلم (4/ 1817) 43 - كتاب الفضائل - 23 - باب عرق النبي صلى الله عليه وسلم في البرد.

933 -

البخاري (6/ 565) 61 - كتاب المناق 23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومسلم (4/ 3137) 49 - كتاب التوبة 9 - باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه.

934 -

ابن عساكر، وهو صحيح.

935 -

البخاري (5/ 309) 51 - كتاب الهبة -9 - باب ما لا يرد من الهدية.

936 -

الترمذي (4/ 225) 25 - كتاب اللباس -12 - باب في سدل العمامة بين الكتفين وقال: حسن غريب.

937 -

البخاري (3/ 14) 19 - كتاب التهجد -6 - باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل.

ص: 1126

أو ليصلي - حتى تَرم قدماه - أو ساقاه - فيقال له، فقول:"أفلا أكون عبداً شكورا؟ ".

938 -

* روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلسُ على الأرض، ويأكلُ على الأرضِ؛ ويعتق الشاة؛ ويُجيب دعوة المملوك على خُبز الشعير.

= ومسلم (4/ 2173) 50 - كتاب صفات المنافقين -18 - باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة.

938 -

المعجم الكبير (12/ 67)

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 20): رواه الطبراني وإسناده حسن.

ص: 1127