الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - بعض أبناء وبنات أعمامه عليه الصلاة والسلام
جعفر بن أبي طالب
قال الذهبي: السيد الشهيذُ، الكبير الشأن، علم المجاهدين، أبوعبد الله، ابن عم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبدِ مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي الهاشمي، أخو علي بن أبي طالب، وهو أسنُّ من علي بعشر سنين.
هاجر الهجرتين، وهاجر من الحبشة إلى المدينة، فوافى المسلمين وهم على خيبر إثر أخذها، فأقام بالمدينة أشهراً، ثم أمره رسول الله، صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة بناحية الكرك، فاستشهد. وقد سُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً بقدومه، وحزن والله لوفاته.
(ويقال: عاش بضعاً وثلاثين سنة).
روى شيئاً يسيراً. وروى عنه ابن مسعود، وعمرو بن العاص، وأم سلمة، وابنه عبد الله.
قال الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس، فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر. فقال كل منهما: أبي خير من أبيك. فقال علي (زوجها الثالث): يا أسماء اقضي بينهما. فقالت: ما رأيتُ شاباً كان خيراً من جعفر، ولا كهلاً خيراً من أبي بكر. فقال علي: ما تركت لنا شيئاً، ولو قلت غير هذا لمقتك فقالت: والله إن ثلاثة أنت أخسُّهم لخيار.
عن عبد الله بن جعفر قال: ما سألت علياً شيئاً بحق جعفر إلا أعطانيه.
قال شباب: عليّ، وجعفر، وعقيل، أمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
قال الواقدي: هاجر جعفر إلى الحبشة بزوجته أسماء بنت عميس، فولدت هناك عبد الله، وعوناً، ومحمداً.
وقال ابن إسحاق: أسلم جعفر بعد أحدٍ وثلاثين نفساً أهـ.
1398 -
* عن ابن مسعود قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى فأتوا النجاشي، وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا له: إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا، قال: فأين هم؟ قال هم في أرضك فابعث إليهم، فبعث إليهم، فقال جعفر: أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه، فسلم ولم يسجدا، فقالوا له: مالك لا تسجد للملك؟ قال: إنا لا نسجد إلا لله عز وجل، قال: وما ذاك؟ قال: إن الله عز وجل بعث إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم وأمرنا أن لا نسجد لأحد إلا لله عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة قال عمرو بن العاص: فإنهم يخالفونك في عيسى بن مريم، قال: ما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قالوا: نقول كما قال الله وجل: هو كلمة الله وروحُه ألقاها إلى العراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد. قال: فرفع عوداً من الأرض، ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوي هذا مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده أشهد أن رسول الله فإنه الذي نجد في الإنجيل وأنه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم، انزلوا حيث شئتم والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيت حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه وأمر بهدية الآخرين فردت إليهما، ثم تعجل عبد بن مسعود حتى أدرك بدراً وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر له حين بلغه موته.
1399 -
* روى الحاكم عن جابر رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، قدم جعفر رضي الله عنه من الحبشة، تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته ثم قال:"والله ما أدري بأيهما أنا أفرحُ: بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر".
وفي رواية محمد بن ربيعة، عن أجلح: فقبل ما بين عينيه، وضمه واعتنقه (1).
1398 - أحمد في مسنده (1/ 461) وإسناده قوي.
1399 -
المستدرك (3/ 391) وقال: هذا حديث صحيح، إنما ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلاً، وقال الذهبي: وهو الصواب.
1400 -
* روى الإمام أحمد عن أبي قتادة النصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء فقال "عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر ابن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري" فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيداً قال "امضه فإنك لا تدري أي ذلك خير" فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادي الصلاة جامعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"باب خير أو بات خير أو ثاب خير" - شك عبد الرحمن - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيداً فاستغفروا له" فاستغفر له الناس "ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيداً أشهد له بالشهادة فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيداً فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه" ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه فقال:"اللهم هو سيف من سيوفك فانصره" فمن يومئذ سمي خالد سيف الله ثم قال"انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد" قال فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا.
1401 -
* روى أبو داود عن يحيى بن عباد حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بني مرة ابن عوف، وكان في الغزاة غزاة مؤتة، قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل.
1402 -
* روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن قُتل زيدٌ فجعفرٌ، وإن قتل جعفرٌ فعبد الله بن رواحة. قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية"(1).
1400 - أحمد في مسنده (5/ 300) وإسناده صحيح.
1401 -
أبو داود (3/ 29) كتاب الجهاد، باب في الدابة تعرقب في الحرب. وإسناده قوي.
1403 -
البخاري (7/ 510) 64 - كتاب المغازي-44 - باب غزوة مؤتة من أرض الشام.
1403 -
* روى البخاري عن نافع أن ابن عمر أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل. فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دُبُره - يعني ظهره".
1404 -
* روى الحاكم عن عبد الله بن جعفر قال: لما نُعي جعفر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اصنعوا لآل جعفرٍ طعاماً، فقد آتاهم أمرٌ يشغلهم".
وفي رواية أحمد: لما جاء نعي جعفر حين قتل. وفيها "أو أتاهم ما شغلهم".
1405 -
*روى الحاكم عن عائشة قالت: لما أتى نعي جعفر، عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن.
1406 -
* روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مُرَّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مُخضب الجناحين بالدم أبيضُ الفؤاد".
1407 -
* روى البخار يعن الشعبي: كان ابن عمر إذا سلم علي عبد الله بن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
1408 -
* روى الطبراني عن ابن عباس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ وأسماء بنت عميس قريبة منه رد السلام ثم قال: "يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل صلى الله عليهما مروا فسلموا علينا فرددتُ عليهم السلام، وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فأصبتُ في جسدي من مقاديمي ثلاثاً وسبعين بين طعنةٍ وضربة، ثم أخذتُ اللواء بيدي اليمنى فقطعت (1)، ثم أخذته باليسار فقطعت فعوضني الله من يدي جناحين أطيرُ بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة أنْزل بهما
1403 - البخاري (7/ 510) 64 - كتاب المغازي -44 - باب غزوة مؤتة من أرض الشم.
1404 -
المستدرك (1/ 372) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.
وأحمد في مسنده (6/ 270).
1405 -
المستدرك (3/ 209) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
1406 -
المستدرك (3/ 213) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
1407 -
البخاري (7/ 75) 63 - كتاب فضائل الصحابة-10 - باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه.
1408 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 273) وقال: رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن.
حيثُ شئتُ وآكلُ من ثمارها ما شئت" فقالت أسماء: هنيئاً لجعفر ما رزقه الله من الخير، ولكني أخاف أن لا يصدقني الناس فاصعد المنبر فأخبر الناس يا رسول الله: فصعد المنبر فحمدا الله وأثنى عليه ثم قال "أيها الناس إن جعفر بن أبي طالب مع جبريل ومكائيل له جناحان عوضه الله من يديه يطيرُ بهما في الجنة حيث شاء فسلم علي فأخبر كيف كان أمرهم حين لقي المشركين فاستبان للناس بعد ذلك أن جعفر لقيهم فسمى جعفر الطيار في الجنة ذا جناحين يطيرُ بهما حيث شاء مخضوبة قوادمهُ بالدماء".
1409 -
* روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت جعفراً يطيرُ في الجنة مع الملائكة".
1410 -
* روى الترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب: "أشبهت خلقي وخُلُقي".
1411 -
* روى البخاري عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: إن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة، وإني كنتُ ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حتى لا آكلُ الخمير، ولا ألبسُ الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة. وكنتُ ألصقُ بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمُني. وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلبُ بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء فيشقُّها فنلعقُ ما فيها (1).
1409 - الترمذي (5/ 654) 50 - كتاب المناقب- 30 - باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: هذا حديث غريب.
1410 -
الترمذي (5/ 654) 50 - كتاب المناقب -30 - باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
1411 -
البخاري (7/ 75) 63 - كتاب فضائل الصحابة-10 - باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه. الحبير من البرد: ما كان موشىً بخططاً.
والعُكة: بضم المهملة وتشديدالكاف: ظرف السمن.