الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
يزيد بن أبي سفيان، وجعل وجهته دمشق
3 -
عمرو بن العاص، وجعل وجهته فلسطين.
4 -
شرحبيل بن حسنة ووجهته وادي الأردن.
وأمر الصديق كل أمير أن يسلك طريقاً غير طريق الآخر لما في ذلك من المصالح. وجعل الصديق رضي الله عنه يمدهم بالجيوش، وأمرهم أن يعاون بعضهم بعضاً وأن يكونوا جميعاً تحت إمرة أبي عبيدة، وخرج عمرو بن العاص حتى نزل العرما من أرض الشام. ونزل يزيدبن أبي سفيان البلقاء. ونزل شرحبيل بن حسنة بالأردن ونزل أبو عبيدة بالجابية.
وقعة اليرموك:
لما توجهت جيوش المسلمين نحو الشام أفزع ذلك الروم، وخافوا خوفاً شديداً وكتبوا إلى هرقل يعلمونه بالأمر، فأمر هرقل بخروج الجيوش الرومية ليكون في مقابلة كل أمير من المسلمين جيش عرمرم جرّر، فكتب الأمراء إلى الصديق يعلمونه بما وقع من الأمر، فكتب إليهم أن يجتعوا ويكونوا جنداً واحداً للقاء جنود الروم، وكتب الصديق إلى خالد بن الويد أن يستنيب على العراقوأن يقفل بمن جاء معه إلى العراق من اليمامة والحجاز إلى الشام لمساعدة المسلمين وأن يكون الأمير عليهم، فاستناب خالد المثني بن حارثة على العراق وسار في تسعة آلاف وخمسمائة يجتاب البراري والقفار، ترفعه نجاد، وتحطه وهاد حتى وصل في خمسة أيام فخرج على الروم من ناحية تدمر، فصالحه أهلها، وخرج من شرقي دمشق، وسار حتى وصل إلى قناة بصرى فوجد الصحابة يحاربون أهلها، فصالحه صاحبها وسلمها لخالد فكانت أول مدينة فتحت من الشام.
وقد نزلت الروم في الواقوصة فيما بين دير أيوب واليرموك، ونزل المسلمون من وراء النهر من الجانب الآخر وأذرعات (درعاً) خلفهم ليصل إليهم المدد من المدينة، وتكامل جيش الروم أربعين ومائتي ألف، وتكامل جيش المسلمين ستة وثلاثين ألفاً إلى الأربعين، وكانت الروم تحت إمرة باهان وهو قائد أرمني عرف فيه هرقل الشجاعة والإقدام، ورتب
خالد الجيش في كراديس وجعل أبا عبيدة في القلب، وعمرو بن العاص على الميمنة، ويزيد ابن أبي سفيان على الميسرةن ودارت رحى حرب ضروس، وأبلى المسلمون بلاء حسناً، وهُزم الروم هزيمة منكرة، وهوى من الروم مائة وعشرون ألفاً في وادي اليرموك، وشاركت النساء المسلمات في المعركة لصد هجمات الروم بعد أن اضطر المسلمون إلى التقهقر عدة مرات، وكن يعدن المنهزمين من المسلمين إلى حومة الوغى يلقين في قلوبهن الشجاعة والحمية.
وكان نصر المسلمين في اليرموك مؤزراً مبيناً، وبينما كان المسلمون يقاتلون الروم جاء البريد من الحجز، فدفع إلى خالد وفيه وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واستخلاف عمر الفاروق رضي الله عنه واستنابة أبي عبيدة على الجيوش في اليرموك، فكتم خالد الأمر لئلا يحصل وهو ضعف في نفوس المسلمين، وقد عزى خالد المسلمين بوفاة الصديق وسلم قيادة الجيش لأبي عبيدة بن الجراح وغدا ندياً يقاتل تحت إمرته حرصاً على وحدة المسلمين وقوتهم حتى يستمروا في مسيرتهم الجهادية المظفرة المباركة. وشرع أبو عبيدة رضي الله عنه في جمع الغنيمة وتخميسها، وبعث بالفتح والخمس إلى الحجاز وسار نحودمشق حتى نزل مرج الصفر، فأقام أبو عبيدة حتى جاءه كتاب الفاروق يأمره بفتحها.
ومما تجدر الإشارة إليه أن معركة حامية الوطيس دارت بين المسلمين والفرس في العراق بعد رحيل خالد إلى الشام، فقد اغتنم الفرس غيبة خالد فبعثوا إلى نائبه المثنى بن حارثة جيشاً عرمرماً نحواً من عشرة آلاف مقاتل عليهم هرمز بن جاذويه، فسار المثنى إلى بابل والتقى بالفرس بمنكان عند العراق الأول، فاقتتلوا قتالاً شديداً فأرسل الفرس فيلاً ليفرق خيل المسلمين، فحملعليه المثنى فقتله واستمر القتل في الفرس، ودارت عليهم الدائرة، وفروا حتى انتهوا إلى المدائن، وغنم المسلمون منهم مالاً عظيماً. وقد أوصى الصديق وهو على فراش المرض عمر بن الخطاب أن يندب الناس لقتال أهل العراق مع المثنى وأن يرد أصحاب خالد إلى العراق بعد فتح الشام لأنهم أعلم بحربه.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: كانت وفاة الصديق رضي الله عنه في يوم الإثنين عشية، وقيل بعد المغرب ودفن من ليلته وذلك لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث
عشرة بعد مرض خمسة عشر يوماً، وكان عمر بن الخطاب يصلي عنه فيها بالمسلمين، وفي أثناء هذا المرض عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب، وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان، وقرئ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا، فكانت خلافة الصديق سنتين وثلاثة أشهر، وكان عمره يوم توفي ثلاثاً وستين سنة، للسن الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جمع الله بينهما في التربة، كما جمع بينهما في الحياة، فرضي الله عنه وأرضاه. أهـ.
وقد ترجم ابن حجر في الإصابة ترجمة مختصرة ومما قاله في ترجمته:
صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة وسبق إلى الإيمان به واستمر معه طول إقامته بمكة، ورافقه في الهجرة وفي الغار وفي المشاهد كلها إلى أن مات، وكانت الراية معه يوم تبوك، وحج في الناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة تسع، واستقر خليفة في الأرض بعده ولقبه المسلمون خليفة رسول الله، وقد أسلمأبوه، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى عنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وابن عمر وابن عمرو وابن عباس وحذيفة وزيد بن ثابت وعقبة بن عامر ومعقل بن يسار وأنس وأبو هريرة وأبو أمامة وأبو برزة وأبو موسى وابنتاه عائشة واسماء وغيرهم من الصحابة. وروى عنه من كبار التابعين الصنابحي ومرة بن شراحيل الطبيب وواسط البجلي وقيس بن أبي حازم وسويد بن غفلة وآخرون.
وفي المعرفة لابن منده:: كان أبيض نحيفاً خفيف العاضين معروق الوجه ناتئ الجبهة يخضب بالحناء والكتم.
وقال ابن إسحاق: كان أنسب العرب، وقال البجلي: كان أعلم قريش بأنسابها، وقال ابن إسحق في السيرة الكبرى: كان أبو بكر رجلاً مؤلفاً لقومه محبباً سهلاً وكان أنسب قريش لقريش وأعلمهم بما كان منها من خير أو شر، وكان تاجراً ذا خلق ومعروف وكنوا يألفونه لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به فأسلم على يديه عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف
…
وأخرج أبو داود في لازهد بسند صحيح عن هشام بن عروة أخبرني أبي قال: أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم قال عروة وأخبرتني عائشة أنه مات وما ترك ديناراً ولا
درهماً. وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه أسلم أبو بكر وله أربعون ألفاً فأنفقها في سبيل الله وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله أعتق بلالاً وعامر بن فُهيرة وزنيرة والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عُبيس.
ومناقب أبي بكر رضي الله عنه كثيرة جداً، وقد أفرده جماعة بالتصنيف وترجمته في تاريخ ابن عساكر قدر مجلد، ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (1) فإن المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع.
وثبت في الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بكر وهما في الغار "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة ولم يشركه في هذه المنقبة غيره، وعند أحمد من طريق شهر بن حوشب عن أبي تميم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بكر وعمر:"لو اجتمعما في مشورة ما خالفتكما" وأخرج الطبراني من طريق الوضين بن عطاء عن قتادة بن نسي عن عبد الرحمن بن تميم عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أراد أن يرسل معاذاً إلى اليمن استشار فقال: كل برأيه فقال: إن الله يكره فوق سمائه أن يُخطأ أبو بكر، وعند أبي يعلي من طريق أبي صالح الحيي عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر ولأبي بكر: مع أحدكما جبرائيل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال، وفي الصحيح عن عمرو بن العاص قتلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة" قلت من الرجال؟ قال: "أبوها" قلت: ثم من؟ فذكر رجالاً، وأخرج الترمذي والبغوي والبزار جميعاً عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد عن شعبة الجريري عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو بكر في السقيفة ألست أول من أسلم؟ ألست أحق بهذا الأمر؟ ألست كذا ألست كذا؟ رجاله ثقات.
وأخرج البغوي بسند جيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن عبد الله بن جعفر
(1) التوبة: 40.
قال: ولينا أبو بكر - فخير خليفة أرحم بنا وأحناه علينا وقال إبراهيم النخعي: كان يسمى الأواهُ لرأفته.
ومن أعظم مناقب أبي بكر أن ابن الدغنة سيد القارة لما رد إلي جواره بمكة وصفه بنظير ما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بعث فتواردا فيها على نعت واحد من غير أن يتواطأ على ذلك وهذا غاية في مدحه لأن صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ نشأ كانت أكمل الصفات. أهـ.
1515 -
* روى الطبراني عن عروة بن الزبير قال: أبو بكر الصديق اسمهُ عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن لؤيٍ، شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم أبي بكرٍ أمُّ الخير سلمى بنتُ صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالكٍ، وأم أمِّ الخير دلافٌ وهي أميمةُ بنتُ عبيد ابن الناقد الخزاعي، وجدةُ أبي بكرٍ أمُّ أبي قُحافة أمينة بنت عبد العُزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عُويج بن عدي بن كعبٍ.
1516 -
* روى الطبراني عن الليث بن سعد قال: إنما سُمي أبو بكر عتيقاً لعتاقة وجهه وكان اسمه عبد الله بن عثمان.
1517 -
* روى الطبراني عن أبي حفصٍ عمرو بن علي أنه كان يقول: كان أبو بكر معروق الوجه، وإنما سثمي عتيقاً لعتاقة وجهه وكان اسمه عبد الله بن عثمان، وقد رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه عتيقاً من النار (1).
1515 - المعجم الكبير (1/ 51) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 40) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
وفي الفتح (7/ 9) سلمى بنت صخر بن مالك بن عامر إلخ وأما أن إسناده حسن فلا لأن ابن لهيعة ضعيف في رواية غير العبادلة عنه وهذه الرواية ليست من رواية العبادلة عنه وهم عب دالله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقري فالسند ضعيف. وسيتكرر هذا الإسناد كثيراً.
1516 -
المعجم الكبير (1/ 52) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 41): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1517 -
المعجم الكبير (1/ 53) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 41): رواه الطبراني وإسناده جيد حسن. لعتاقة وجهه: لجماله.
1518 -
* روى الطبراني عن حكيم بن سعد قال: سمعت علياً يحلفُ: لله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق.
1519 -
* روى البزار والطبراني عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: "هذا عتيقُ الله من النار" فمن يومئذ سمى عتيقاً، وكان قبل ذلك اسمه عبد الله بن عثمان.
1520 -
* روى أحمد والترمذي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: أولُ من أسلم عليّ. قال عمر بن مرة: فذكرتُ ذلك لإبراهيم النخعي، فأنكرهُ، وقال: أول من أسلم أبو بكر الصديقُ.
ولا وجه للإنكار، فإن أبا بكر أول من أسلم من الرجال، وإن علياً أول من أسلم من الصبيان.
1521 -
* روى الطبراني عن معاوية قال: دخلتُ مع أبي على أبي بكر الصديق فرأيتُ أسماء قائمة على رأسه بيضاء، ورأيتُ أبا بكر أبيض نحيفاً، فحملني وأبي على فرسين، ثم عرضنا عليه وأجازنا.
1522 -
* روى الطبراني عن رافع بن عمرو قال: مر بي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزو أو حج فتأملتُهم فلم أر منهم أحسن هيئةً من أبي بكر قد جُلل عليه كساءٌ من الحرِّ والبرد (1).
1518 - المعجم الكبير (1/ 55) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 41): رواه الطبراني ورجاله ثقات، وقال في الفتح (7/ 9) رجاله ثقات.
1519 -
روى البزار: كشف الأستار (3/ 163)، والمعجم الكبير (1/ 53).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 40): رواه البزار والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات.
1520 -
أحمد في مسنده (4/ 368).
والترمذي (5/ 642) 50 - كتاب المناقب باب: 21 وقال: هذا حديث حسن صحيح.
1521 -
المعجم الكبير (1/ 57) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 42): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1532 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 42) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1523 -
* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في أصحابه أشمطُ غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم.
1524 -
* روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: لَمْ أعْقِلْ أبويَّ قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأيتنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار، بُكرةً وعشيةً، فلما ابتُلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة، حت إذا بلغ برْك الغِمادِ، لقيه ابن الدغنةِ - وهو سيدُ القارة- فقال: اين تريدُ يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريدُ أن أسيحَ في الأرض وأعبد ربي، فقال ابن الدُّغُنةِ: فإن مثلكَ يا أبا بكر لا يخرجُ ولا يُخْرَجُ، إنك تكْسِبُ المعدوم، وتصلُ الرحم، وتحملُ الكل، وتقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق، فأنا لك جارٌ، ارجعْ واعبدْ ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدُّغُنَّة، فطاف ابن الدغنة عشيةً في أشراف كفار قريش، فقال لهم: إن أبا بكرٍ لا يخرج مثله ولا يُخْرَج، أتُخْرِجُون رجلاً يكسبُ المعدوم، ويصلُ الرحم، ويحملُ الكل، ويقري الضيف، ويعينُ على نوائب الحق؟ فلم تُكَذِّبْ قريش بجوار ابن الدٌّغنة- وقالوا لابن الدُّغُنة: مُرْ أبا بكر فليعبدْ ربهُ في داره، فليُصلِّ فيها (1)،
1523 - البخاري (7/ 256) 63 - كتاب مناقب الأنصار -45 - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.
أشمط: رجل أشمط: قد شاب بعض شعره.
غلفها: أي خضبها، والمراد اللحية وإن لم يقع لها ذكر.
الكتم: نبت يختضب به مخلوطاً مع غيره.
1524 -
البخاري (7/ 230 وما بعدها) 62 - كتاب مناقب الأنصار -45 - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة. الدين: الطاعة.
برك الغماد: بفتح الباء وكسر الغين، ويروي بضمها: اسم موضع جنوب مكة، بينه وبين مكة خمس ليالٍ مما يلي ساحل البحر، وقيل: هو بلد يمانٍ.
القارة: بتخفي الراء: قبيلة، سُمي أبوهم بذلك حيث قال:
دعونا قارة، لا تنفرونا
…
فنُجفِل مثل إجفال الظليم
تكسب المعدوم: يصف إحسانه وكرمه وعموم فضله، يقال: كسبتُ مالاً، وكسبت فلاناً مالاً، وأكسبته مالاً، الكل: ما يثقل حمله، من صلات الأرحام، والقيام بالعيال، وقري الأضياف، ونحو ذلك، ولهذا قرن هذه الأشياء بقوله: تكسب المعدوم.
نوائب الحق: النوائب: ما ينوب الإنسان من المغارم، وقضاء الحقوق لمني قصده ويؤمله.
فأنا لك جارُ: أي: حام وناصر ومُدافعَ. =
وليقرأ ما شاء، ولا يؤذنا بذلك، ولا يستعلنْ به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدُّغُنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبُدُ ربه في داره، ولا يستعلن بصلاته، ولا يقرأ في غير دره، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجداً بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذفُ عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه، وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلاً بكاء، لا يملكُ عينيه إذا قرأ القرآن؛ فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدُّغُنة، فقَدِمَ عليهم، فقالوا: إنا كُنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجداً بفناء داره، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فانههُ؛ فإن أحبَّ أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يُعلن بذلك، فسله أن يرُد إليك ذمتك، قإنا قد كرهنا أن نُخفِرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان، قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر، فقال: قد علمت الذي عاقدتُ لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إليَّ ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني قد أُخفرتُ ذمتي في رجل عقدت له، فقال له أبو بكر: فإني ردُّ إليك جوارك وأرضى بجوار الله - والنبي صلى الله لعيه وسلم يومئذ بمكة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: "إني أُريتُ دار هجرتكم ذات نخلٍ، بين لابتين"- وهما الحرَّتان فهاجر من هاجر قِبَل المدينة، ورجع عامةُ من كان بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قِبَل المدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"على رسلك، فإني أرجو أن يُؤذن لي" فقال أبو بكر: وهل ترجوذلك بأبي أنت؟ قال: "نعم" فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده من ورق السمُر- وهو الخبط - أربعة أشهر (1).
تقذف: الناس عليه، أي: ازدحموا.
الذمة: العهد والأمان.
أخفرتُ الرجل: إذا نقضت عهده.
السبخ من الأرض: الموضع الذي لا يكاد يُنبت لملوحته، وقلما يوافق إلا للنخيل، وأرض سبخة: أي ذات ملح ونز.
اللاية: الحرة، والحرة: الأرض ذات الحجارة السود.
على رسلك: بكسر الراء: على هِينَتِكَ.
الراحلة: البعير القويُّ على الأحمال والسيرِ.
قال ابن شهاب (1): قال عروة: قالت عائشة: فبينما نحن يوماً جُلوسٌ في بيت أبي بكر في نحرِ الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنَقنِّعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها- فقال أبو بكر - فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فذِن له، فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:"أخرج من عندك" فقال أبو بكر: إنما هم أهلك - بأبي أنت يا رسول الله - فاقل: "فإني قد أُذن لي في الخروج" قال أبو بكر: الصحابة، بأبي أنت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم" قال أبو بكر: فخُذ بأبي أنت يا رسول الله - إحدى راحلتي هاتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بالثمن" قالت عائشة: فجهزناهما أحثَّ الجهاز، ووضعنا لهما سُفرةً في جرابٍ، فقطعتْ أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاق قالت: ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغارٍ في جبل ثورٍ، فكمنا فيه لاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلامٌ شابٌ ثقِفٌ لقِنٌ، فيُدْلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائتٍ، فلا يسمع أمراً يكتادان به إلا وعاهُ، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعلى عليهما عامر بن فهُيرة - مولى أبي بكر - منحةً من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعةٌ من العشاء، فيبيتان في رسلٍ -وهو لبنُ منحتهما،
(1) أخرجه البخاري هكذا تعليقاً في (7/ 331).
الظهيرة: أشدُّ الحرّ.
ونحمرْها: أوائلها.
النطاق: أن تشد المرأة وسطها بحبل أو نحوه، وترفع ثوبها من تحته، فتعطف طرفاً من أعلاه على أسفله، لئلا ينال الأرض.
ثقف: حاذق فطن.
لقِنِّ: اللقِنُ: سريع الفهم.
أدلج: يدلج: إذا سار من أول الليل، وأدلج يدلج - بتشديد الدال -: إذا سار من آخره.
كدت: الرجل أكيده: إذا طلبت له الفوائل ومكرت به.
منحة: الأصل في المنحة: أن يجعل الرجل لبن ناقته أو شاته لآخر وقتاً ما، ثم يقع ذلك في كل ما يرزقه المرء ويعطاه، والمنحة والمنيحة واحد، يقال:"ناقة منوح": إذا بقى لبنها بعدما تذهب ألبان الإبل. فكأنها أعطت أصحابها اللبن ومنحتهم إياه.
فيريحها: الرَّواح: ذهاب العشي، وهو من زوال الشمس إلى الليل.
في رِسْل: الرَّسل، بكسر الراء وسكون السين: اللبن. =
ورضيفُهما- حتى ينعِق بها عامر بن فُهيرة بغلسٍ، يفعل ذلك في كل ليلةٍ من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلاً من بني الدِّيل- وهو من بني عبد بن عديِّ - هادياً خريتاً- والخريتُ: الماهر بالهداية- قد غمس حلفاً في آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كُفار قريش، فأمناه، فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما، فأتاهما صُبح ثلاث، فارتحلا وانطلق معهما ابن فهيرة، والدليل، فأخذ بهم طريق السواحل.
وفي رواية: طريق الساحل.
قال ابن شهاب تلعيقاً: وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المُدلجيُّ- وهو ابن أخي سُراقة ابن جُعشم - أن أباه أخبره: أنه سمع سُراقة بن جُعشم يقول: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ديةَ كل واحد منهما من قتله أو أسره، فبينما أنا جالسٌ في مجلس من مجالس قومي بني مُدلج، إذ أقبل رجل منهم، حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال: يا سراقة، إني قد رأيتُ آنفاً أسوده بالساحل، أُراها محمداً وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بأعيننا، ثم لبثتُ في المجلس ساعة، ثم قمتُ فدخلت، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمةٍ، فتحبسها عليِّ، وأخذتُ رُمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزُجِّهِ الأرض، وخفضت عاليه، حتى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تُقرب بي، حتى دونتُ منهم، فعثرتْ بي فرسي، فخررتُ عنها (1)، فقمت فأهويتُ بيدي إلى كنانتي فاستخرجتُ
الرضيف: اللبن المرضوف، وهو الذي جعل فيه الرضفة، وهي الحجارة المحماة.
نعق الراعي بالغنم: دعاها لترجع إليه.
بغلس: الغلس: ظلام آخر الليل.
غمس: فلان حلفاً في آل فلان، أي: أخذ بنصيب من عقدهم وحلفهم، والحِلْف: التحالف.
أسودة: جمع سواد، وهو الشخص.
الأكمة: الرابية المرتفعة عن الأرض من جميع جوانبها.
قرَّبَ: الفرسُ يقرب تقريباً: إذا عدا عدْواً دون الإسراع، وله تقريبان أدنى وأعلى.
الكنانة: كالخريطة المستطيلة من جلود تجعل فيها السهام، وهي الجعبة.
منها الأزلام، فاستقسمت بها: أضُرُّهم، أم لا؟ فخرج الذي أكره، فركبت فرسي - وعصيتُ الأزلام - تُقرب بي، حتىإذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يُكثر الالتفات: ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضتْ، فلم تكد تُخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عُثان ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمتُ بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتُهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي - حين لقيتُ ما لقيتُ من الحبس عنهم - أن سيظهر أمر رسول الله ر، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية -وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم - وعرضتُ عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني شيئاً، ولم يسألاني، إلا أن قال:"أخف عنا ما استطعت" فسألته أن يكتب لي كتاب أمنٍ، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب لي في رُقعةٍ من أدمٍ، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قاب ابن شهاب (1): فأخبرني عروة بن الزبير أن رسل الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين تجاراً قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه، حتى يردهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يوماً بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى
= الأزلام: القداح، واحدها: زُلم، وزَلم- بفتح الزاي وضمها، وفتح اللام فيهما - والقِدْحُ: السهم الذي لا نصل له ولا ريش، وكان لهم في الجاهلية هذه الأزلام، مكتوب عليها الأمر والنهي، وكان الرجل منهم يضعها في كنانته أو في وعائه، ثم يخرج منها عند عزيمته على أمر ما اتفق له من غير قصد، فإن خرج الآمرُ مضي على عزمه، وإن خرج الناهي انصرف.
الاستقسام: أصل الاستقسام: طلب ما قسم الله له من الأقسام، "والقَسَّم": النصيب المغيب عنه عند طلبه، وذلك محمود إذا طلب من جهته سبحانه، وكان أهل الجاهلية يطلبون ما غيب عنهم من ذلك من جهة الأزلام، فما دلتهم عليه فعلوه.
ساخت: قوائم الدابة في الأرض: غاصت فيها.
عثان: العثان: الغبار، وأصله الدخان.
الساطع: المرتفع في الجو منتشراً.
ما رزأت فلاناً شيئاً: أي: ما أصبت منه شيئاً، والمراد أنهما لم يأخذا منه شيئاً.
(1)
رواه البخاري تعليقاً (7/ 239).
قافلين: القافل: الراجع من سفره.
بيوتهم أوفى رجلٌ من يهود على أطمٍ من آطامهم لأمرٍ ينظر إليه، فبصُرَ برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبيضين، يزولُ بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جدُّكم الذي تنتظرون، قال: فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول. فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتاً، فطفِقَ من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف النسا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك. فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أُسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس، حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينةن وهو يصلي فيه يومئذ رجالٌ من المسلمين، وكان مربداً للتمر، لسهل وسهيل - غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زُرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بَركتْ راحلته:"هذا إن شاء الله المنزل" ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين، فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً، فقالا: بل نهبُه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبةً حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجداً وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللَّبِنَ في بنيانه، ويقول وهو ينقل اللبن:
هذا الحمالُ لاحمالُ خيبرْ
…
هذا أبرُّ ربنا وأطهرْ
يقول (1):
= أوفي: أشرف واطلع.
آطامهم: الأطُم: بناء مرتفع.
مبيضين: بكسر الياء، ذوو ثياب بيض.
يزول بهم: زوال بهم السراب، أي: ظهرت حركتهم فيه للعين.
جدتم: بفتح الجيم، أي حظكم وصاحب دولتكم الذي تتوقعون.
المربد: البيدر الذي يوضع فيه التمر.
الحِمال: بكسر الحاء: من الحمل والذي يحمل من خيبر هو التمر، ولعله عني: أن هذا في الآخرة أفضل من ذلك ثواباً وأحسن عاقبة.
اللهم إنالأجر أجرُ الآخرة
…
فارحم الأنصار والمهاجرة
فتمثل بشعر رجل من المهاجرين، لم يسمِّ لي.
قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت تامٍّ غير هذه الأبيات.
قال ابن حجر عن المعلق الأول:
قوله (قال ابن شهاب) هو موصول بإسند حديث عائشة، وقد أفرده البيهقي في "الدلائل" وقبله الحاكم في "الإكليل" من طريق ابن إسحق "حدثني محمد بن مسلم هو الزهري به" وكذلك أورده الإسماعيلي منفرداً من طريق معمر والمعافي في الجليس من طريق صالح بن كيسان كلاهما عن الزهري.
وقال عن المعلق الثاني:
قوله (قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب) هو متصل إلى ابن شهاب بالإسناد المذكور أولاً، وقد أفرده الحاكم من وجه آخر عن يحيى بن بكير بالإسناد المذكور، ولم يستخرجه الإسماعيلي أصلاً وصورته مرسل، لكنه وصله الحاكم أيضاً م طريق معمر عن الزهري قال "أخبرني عروة أنه سمع الزبير" به، وأفاد أن قوله "وسمع المسلمون إلخ" من بقية الحديث المذكور. وأخرجه موسى بن عقبة عن ابن شهاب به وأتم منه وزاد "قال: ويقال لما دنا من المدينة كان طلحة قدم من الشام، فخرج عائاً إلى مكة إما متلقياً وإما معتمراً، ومعه ثياب أهداها لأبي بكر من ثياب الشام، فلما لقيه أعطاه فلبس منها هو وأبو كبر" انتهى، وهذا إن كان محفوظاً احتمل أن يكون كل من طلحة والزبير أهدى لهما من الثياب. والذي في السير هـ والثاني، ومال الدمياطي إلى ترجيحه على عادته في ترجيح ما في السير على ما في الصحيح، والأولى الجمع بينهما وإلا فما في الصحيح أصح، لأن الرواية التي فيها طلحة من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، والتي في الصحيح من طريق عقيل عن الزهري عن عروة. ثم وجدت عند ابن أبي شيبة من طريق هشام بن عروة عن أبيه نحو رواية أبي الأسود، وعند ابن
عائذ في المغازي من حديث ابن عباس "خرج عمرو والزبير وطلحة وعثمان وعياش بن أبي ربيعة نحو المدينة، فتوجه عثمان وطلحة إلى الشام" فتعين تصحيح القولين، أهـ.
1525 -
* روى البخاري عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب - يعني الجنة - يا عبد الله هذا خيرٌ. فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهادن ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومنْ كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان". فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة. وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر".
1526 -
* روى البخاري ومسلم والترمذي عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: "إن عبداً خيرهُ الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده، فاختار ما عنده" فقال أبو بكر: فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا، قال: فعجبنا، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الحياة الدنيا وبين ما عند الله، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان صلى الله عليه وسلم هو المخير، وأبو بكر أعلمنا به، فقال صلى الله عليه وسلم:"إن من من الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذتُ أبا بكر، ولكنْ أخوة الإسلام، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخةُ أبي بكر".
1527 -
* روى مسلم عن عائشة قالت: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، قال (1):
1535 - البخاري (7/ 19) 62 - كتاب فضائل الصحابة-5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً".
زوجين: صنفين من ماله في سبيل الله.
1536 -
البخاري (7/ 12) 62 - كتاب فضائل الصحابة-3 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر.
ومسلم (4/ 1854) 44 - كتاب فضائل الصحابة - 44 - باب من فضائل أبي بكر.
والترمذي (5/ 608) 50 - كتاب المناقب - 15 - باب.
الخوخة: النافذة في الجدار.
1527 -
مسلم (1/ 313) 4 - كتاب الصلاة-31 - باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض أو سفر وغيرهما من يصلي بالناس.
"مُروا أبا بكرٍ فليُصل بالناس" قالت فقلت: يا رسو الله! إن أبا بكر رجلٌ رقيقٌ. إذا قرأ القرآن لا يملك دمعهُ. فلو أمرت غير أبي بكر! قالت: والله! ما بي إلا كراهيةُ أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت فراجعته مرتين أو ثلاثاً. فقال: "ليُصل بالناس أبو بكر. فإنكن صواحبُ يوسف".
1528 -
* روى البخاي ومسلم عن عائشة قالت: لقد راجعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لمي قع في قلبي أن يُحب الناس بعده رجلاً قام مقامه أبداً. وإلا أني كنتُ أرى أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به. فأردتُ أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر.
1529 -
* روى البزار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة دُعي الإنسانُ بأكثر عمله فإن كانت الصلاة أفضل دُعي بها وإن كان صيامه دعي به، وإن كان الجهاد دُعي به، ثم يأتي باباً من أبواب الجنة يُقال له الريانُ يدعى منه الصائمون" قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله أثم أحدٌ يُدعى بعملين قال: "نعم أنت".
1530 -
* روى الحاكم عن عمر رضي الله عنه قال: كان أبو بكرٍ سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الهل صلى الله عليه وآله وسلم.
1531 -
* روى عبد الله بن أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار سُدُّوا كل خوخةٍ، في المسجد غير خوخةِ أبي بكرٍ"(1).
1528 - البخاري (8/ 140) 64 - كتاب المغازي- 83 - باب مرضي النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم في نفس الموضع السابق.
1529 -
البزار: كشف الأستار (4/ 173)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:(10/ 398): رواه البزار، وإسناده حسن.
1530 -
المستدرك (3/ 66) وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
1531 -
أورده الهيثيمي في مجمع الزوائد (9/ 42) وقال: رواه عبد الله ورجاله ثقات.
1532 -
* روى أحمد والطبراني عن ربيعة الأسلمي قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلمفأعطانا أرضاً، وأعطى أبا بكر أرضاً، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلةٍ، فقال أبو بكر: هي في حدي، وقلت أنا: هي في حدي، فكان بيني وبين أبي بكرٍ كلامٌ: فقال أبو بكر كلمةٌ كرهتُها وندم فقال لي: يا ربيعة رُدَّ علي مثلها حتى تكون قصاصاً، فقلت: لا أفعل. فقال أبو بكر: لتفعلن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله لعيه وسلم: فقلتُ: ما أنا بفاعل ورفض الأرض، فانطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقت أتلوه فجاء أناسٌ من أسلم فقالوا: يرحمُ الله أبا بكر، في أي شيءٍ يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال لك ما قال؟ قلتُ: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، وهو ثاني اثنين وهو ذو شيبة المسلمين، فإياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضبُ لغضبه فيغضبُ الله لغضبهما فتهلك ربيعة قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، فانطلق أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته وحدي وجعلت أتلوهُ حتى أتى رسول اله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان، فرفع إليَّ رأسه فقال:"يا ربيعة مالك وللصديق؟ " قلت يا رسول الله كان كذا، كان كذا، قال لي كلمة كرهتُها فقال لي قل كما قلت حتى يكون قصاصاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجلْ فلا تردنَّ عليه، ولكنْ قل غفر الله لك يا أبا بكر" فولى أبوب بكر وهو يبكي.
1533 -
* روى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنتُ جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أما صاحبُكم فقد غامر" فسلم، وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعتُ إليه، ثم ندمتُ فسألته أن يغفر لي، فأبى عليِّ، فأقبلت إليك، فقال (1): "يغفرُ الله لك
1532 - أحمد في مسنده (4/ 58).
والمعجم الكبير (5/ 58) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 45): رواه الطبراني وأحمد بنحوه في حديث طويل وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
عذق نخلة: العذقُ: النخلة بحملها.
والعِذقُ: العرجون بما فيه من الشماريخ والجمع عِذاق.
1533 -
البخاري (7/ 18) 62 - كتاب فضائل الصحابة-5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذاً خليلاً".
غامر: أي: خاصم.
أسرعت إليه: آذيته بالقول.
يا أبا بكرٍ" - ثلاثاً- ثم إن عمر ندم، فأتى منزل أبي بكرٍ، فقال: أثم أبو بكرٍ؟ قالوا: لا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل وجهُ النبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر، حتى أشفق أبو بكرٍ، فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله والله أنا كنتُ أظلمَ - مرتين - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ " - مرتين- فما أوذي بعدها.
وفي أخرى (1) قال: كانت بين أبي بكر وعمر محاورةٌ، فأغضب أبو بكر عم، فانصرف عمر مُغضباً، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الدرداء: ونحن عندهُ -فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما صاحبكم هذا فقد غامر" قال: وندم عمرُ على ما كان منه، فأقبل حتى سلم، وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنتُ أظلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هل أنتمُ تاركون لي صاحبي؟ هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ إني قلتُ: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت".
1534 -
* روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكرٍ غلامٌ يُخرجُ له الخراجن وكان أبو بكر يأكلُ من خراجه، فجاء يوماً بشيء، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تُكهنت لإنسان في الجهالية: وما أُحسنُ الكهانة، إلا أني خدعته، فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه (2).
= التمعر: تغير اللون من الغضب.
(1)
البخاري (8/ 303) 65 - كتاب التفسير -3 - باب (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً).
1534 -
البخاري (7/ 149) 63 - كتاب مناقب الأنصار - 26 - باب أيام الجاهلية.
يخرج له الخراج: أي يأتيه بما يكسبه وهو ما يقرره السيد على عبده من مال يحضره له من كسبه.
تكهنتُ: التكهُّنُ: فعلُ الكاهن، وهو إخباره لمن يسأله عماي سأله عنه من المغيبات.
(2)
.
1535 -
* روى الحاكم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، لما بعث الجيوش نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشُرحبيل بن حسنة مشى معهم حتى بلغ ثنية الوداع، فقالوا: يا خليفة رسول الله تمشي ونحنُ رُكبان؟
1536 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟ " قال أبو بكر الصديق: أنا، قال:"فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: "فمنْ أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ " قال أبو بكر: أنا، قال: "فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ " قال أبو بكر: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعن في رجل إلا دخل النة"؟
1537 -
* روى أبو يعلي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نفعنا مالُ أحدٍ ما نفعنا مالُ أبي بكرٍ".
1538 -
* روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مالأحدٍ عندنا يد إلا وقد كافأناهُ، ما خلا أبا بكر، فإن له ندنا يداً يكافئهُ الله به يوم القيامة، وما نفعني مالُ أحدٍ قط ما نفعني مال أبي بكر، ولو كنتُ متخذاً خليلاً من الناس لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، ألا وإن صاحبكم خليلُ الله".
(لو كنت متخذاً خليلاص لاتخذت أبا بكر خليلاً) قد ذكرنا معنى الخلة وأنها من المودة، وقيل: هو من تخللها القلب، أي دخولها فيه، والمقصود من الحديث: أن الخلة تلزم فضل مراعاة للخليل، وقيام بحقه، واشتغال القلب بأمره، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه ليس عنده فضل مع خلة الحق للخلق، لاشتغال قلبه بمحبة الله سبحانه، فلا يحتمل ميلاً إلى غيره (1).
1535 - المستدرك (3/ 80) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي: مرسل.
1536 -
مسلم (4/ 1857) 44 - كتاب فضائل الصحابة-1 - باب من فضائل أبي بكر الصديق.
1537 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 51) وقال: رواه أبو يعلي، ورجاله رجال الصحيح، غير إسحاق بن إسرائيل وهو ثقة مأمون.
1538 -
الترمذي (5/ 609) 50 - كتاب المناقب، باب: 15، وهو حسن بشواهده.
1539 -
* روى أبو داود والترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً، فقلتُ: اليوم أسبِقُ أبا بكر - إن سبقته - يوماً، قال: فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال:"يا أبا بكرٍ، ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله وروسله، قلتُ: لا أسبقه إلى شيءٍ أبداً.
1540 -
* روى الطبراني عن عروة قال: أعتق أبو بكر سبعة ممن كان يعذب في الله منهم: بلال وعامر بن فهيرة.
1541 -
* روى البخاري ومسلم عن جبير بن مُطعمٍ رضي الله عنه قال: أتت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع، قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ - كأنها تقول: الموت- قال: "إن لم تجديني فائتي أبا بكرٍ".
قال الحافظ في "الفتح": وفي الحديث أن مواعيد النبي صلى الله عليه وسلم كان على من يتولى الخلافة بعده تنجيزها
1542 -
* روى مسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قدْ جاءنا مالُ البحرين لقد أعطيتُك هكذا وهكذا وهكذا" وقال بيديه جميعاً. فقُبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيء مال البحرين. فقدم على أبي بكر بعده. فأمر منادياً فنادى: من كانت له على النبي صلى الله عليه وسلم عدةٌ أودينٌ فليأتِ. فقمتُ فقلتُ: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لو قد جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا" فحثى أبو بكرٍ مرة. ثم قال لي: عُدها. فعددتُها فإذ هي خمسمائة. فقال: خذْ مثليها (1).
1539 - أبو داود (3/ 129) كتاب الزكاة، باب في الرخصة في ذلك.
والترمذي (5/ 614) 50 - كتاب المناقب - 16 - باب في مناقب أبي بكر وعمر. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
1540 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 50) وقال: رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح وهو مرسل.
1541 -
البخاري (7/ 17) 62 - كتاب فضائل الصحابة- 5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً".
ومسلم (4/ 1856) 44 - كتاب فضائل الصحابة-1 - باب من فضائل أبي بكر الصديق.
1543 -
مسلم (4/ 1807) 43 - كتاب الفضائل -14 - باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا، وكثرة عطائه.
1543 -
* روى أحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فقال: يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث رجلاً منكم قرنه برجلٍ منا فنحن نرى أن يلي هذا الأمر رجلان رجلٌ منا ورجلٌ منكم. فقام زيد بن ثابتٍ رضي الله عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وكنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحنُ أنصارُ من يقومُ مقامه فقال أبو بكر: جزاكم الله خيراً من حي يا معشر الأنصار وثبت قائلكم. والله لو قلتم غير ذلك ما صالحناكم.
1544 -
* روى الطبراني عن سالم بن عبيدٍ وكان من أصحاب الصُّفة قال: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال: "حضرت الصلاة؟ " قلنا: نعنم قال: "مُروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس" فقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبي رجل أسيفُ فلو أمرت غيره فليصل بالناس. ثم أغمى عليه فأفاق فقال: "هل حضرت الصلاة؟ " قلت: نعم. قال: "مروا باللاً فليؤذنْ ومروا أبا بكر فليصل بالناس" فقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبي رجلٌ أسيفٌ فلو أمرت غيره فليصل بالناس. ثم أغمي عليه فأفاق فقال: "أقيمت الصلاة؟ " قلنا: نعم. قال: "ائتوني بإنسان أعتمدُ عليه" فجاءه بُريدة وإنسان آخر فاعتمد عليهما فأتى المسجد فدخله وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بالناس فذهب أبو بكر يتنحى فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلس إلى جنب أبي بكر حتى فرغ من صلاته. فقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بالسيف؛ فأخذ أبو بكر بذراعي فاعتمد عليِّ وقام يمشي حتى جئنا فقال: أوسعوا فأوسعوا له، فأكب عليه ومسَّه قال: إنك ميت وإنهم ميتون، قالوا: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فعلموا أنه كما قال. قالوا: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، يدخل قومٌ فيكبرون ويدعون ويصلون ثم ينصرفون، ويجيء آخرون حتى يغرُغوا. قالوا (1): يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
1543 - أحمد في مسنده (5/ 186) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 183) وقال: رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح.
1544 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 182) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
أسيف: أي سريع البكاء والحزن، وقيل هو الرقيق.
أيُدفنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قالوا: وأين يدفنُ؟ قال: حيثُ قُبضَ، فإن الله تبارك وتعالى لم يقبضه إلا في بقعةٍ طيبةٍ. فعلموا أنه كما قال. ثم قام فقال: عندكم صاحبُكم، فأمرهم يغسلونه، ثم خرج واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الأمر نصيباً، فانطلقوا. فقال رجلٌ من الأنصار: منا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فأخذ عمر بيد أبي بكر رضي الله عنهما فقال: أخبروني من له هذه الثلاث: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي} من هما؟ {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} من صاحبه؟ {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} فأخذ بيد أبي بكر رضي الله عنه فضرب عليها وقال للناس: بايعوه. فبايعوه بيعةً حسنة جميلة.
1545 -
* روى أحمد عن بُريدة قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس " فقال عائشةُ: يا رسول الله إن أبي رجل رقيقٌ، فقال:"مروا أبا بكر يصلي فإنكن صواحبات يوسف" فأم أبو بكر الناس والنبي صلى الله عليه وسلم حي.
1546 -
* روى الحاكم عن عبد الله قال: ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسنٌ، وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء، وقد رأى الصحابة جميعاً أنْ يستخلفُوا أبا بكرٍ رضي الله عنه.
1547 -
* روى الحاكمعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: ولينا أبو بكر فكان خيرَ خليفةِ الله وأرحمهُ بنا وأحناهُ علينا.
1548 -
* روى الطبراني عن عائشة قالت: تذاكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ميالدهما عندي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر من أبي بكر، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثٍ وستين، لسنتين ونصف التي عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أبا بكر (1).
1545 - أحمد في مسنده (5/ 361) ورجاله رجال الصحيح.
1546 -
المستدرك (3/ 78) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
1547 -
المستدرك (3/ 71) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
1548 -
المعجم الكبير (1/ 58)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 60) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
أقول: المراد من النص أن أبا بكر توفي في السن نفسه الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
1549 -
* روى الطبراني عن سعيد بن المسيب قال: تُوفي أبو بكر الصديقُ وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنة، وولي سنتين، ودُفن ليلاً وصلى عليه عمر.
1550 -
* روى الطبراني عن عائشة قالت: تُوفي أبو بكر ليلة الثلاثاء ودُفن ليلاً.
1551 -
* روى الطبراني عن الهيثم بن عمران قال: سمعت جدي يقول: توفي أبو بكر الصديق وبه طرف من السل وولي سنتين ونصفاً.
1552 -
* روى الطبراني عن يحيى بن بكير قال: استُخلف أبو بكرٍ في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتُوفي في جُمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.
1553 -
* روى الطبراني عن الحسن بن علي قال: لما احتُضر أبو بكرٍ قال: يا عائشة انظري اللقحة اليت كنا نشربُ من لبنها والجفنة التي كنا نصطبحُ فيها والقطيفة التي كنا نلبسُها، فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا نلي أمر المسلمين فإذا متُّ فاردُديه إلى عمر فلما مات أبو بكر أرسلت به إلى عمر فقال عمر: رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتبعت من جاء بعدك (1).
* * *
1549 - المعجم الكبير (1/ 59) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 60) رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1550 -
المعجم الكبير (1/ 61) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 60) رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1551 -
المعجم الكبير (1/ 61) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 60) رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1552 -
المعجم الكبير (1/ 61) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 60) رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه قال: عن الزبير بن بكار.
1553 -
المعجم الكبير (1/ 60) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 231) رواه الطبراني ورجاله ثقات.