الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن عباس البحر
قال الذهبي: حبرُ الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، أبو العباس عبد الله، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قُصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير رضي الله عنه.
مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين.
صحب النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من ثلاثين شهراً، وحدث عنه بُجملةٍ صالحة، وعن عمر، وعلي، ومعاذ، ووالده، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي سفيان صخر بن حرب، وأبي ذر، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت وخَلْقٍ.
وقرأ على أُبَّي، وزيد.
قرأ عليه مُجاهد، وسعيد بن جُبير، وطائفة.
روى عنه؛ ابنه علي، وابنأخيه عبد الله بن معبد، ومواليه؛ عِكرمةُ، ومِقْسمُ، وكُريب، وأبو معبد نافذ، وأنسُ بن مالك، وأبو الطُّفيل، وأبو أمامة بن سهل، وأخوه كثير بنُ العباس، وعُروةُ بن الزبير، وعُبيدُ الله بن عبد الله، وطاووس، وأبو الشعثاء جابر، وعلي بن الحسين، وسعيدُ بن جبير، ومجاهدُ بنُ جَبْر، والقاسمُ بنُ محمد؛ وأبو صالح السمان، وأبو رجء العُطاردي، وأبو العالية، وعُبيدُ بن عُمير، وابنه عبد الله، وعطاء بن يسار، وإبراهيمُ بن عبد الله بن معبد، وأربدةُ التميمي صاحبُ التفسير، وأبو صالح باذام، وطليقُ بن قيس الحنفي، وعطاء بن أبي رباح، والشعبيُّ، والحسنُ، وابن سيرين، ومحمدُ بن كعب القُرظي، وشهر بنُ حوشب، وابنُ أبي مُليْكة، وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد، وأبو جَمْرة نصرُ بن عمران الضبعيُّ، والضحاكُ بن مُزاحم، وأبو الزُّبير المكيُّ، وبكر بن عبد الله المزني، وحبيب بن أبي ثابت، وسعيدُ بن أبي الحسن، وإسماعيلُ السُّديُّ، وخلق سواهم.
وفي "التهذيب": من الرواة عنه مئتان سوى ثلاثة أنفس.
وأُمُّه: هي أمُّ الفضل لبابة بنتُ الحارث بن حَزْ بن بُجير الهلاليةُ من هلال بن عامر.
وله جماعة أولاد؛ أكبرهم العباس، وبه كان يُكنى، وعليُّ أبو الخلفاء، وهو أصغرهم، والفضلُ، ومحمد، وعبيد الله، ولبابة، وأسماء.
وكان وسيماً، جميلاً، مديد القامة، ممهيباً، كامل العقل، ذكي النفس، من رجال الكمال.
وأولاده؛ الفضل، ومحمدُ، وعبيد الله، ماتواولا عقب لهم. ولبابةُ ولها أولاد وعقب من زوجها عليِّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وبنتهُ الأخرى أسماء وكانت عند ابن عمها عبد الله ب عبيد الله بن العباس، فولدت له حسناً، وحُسيناً.
انتقل ابنعباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صح عنه أنه قال: كنتُ أنا وأمي من المستضعفين؛ أنا من الولدان، وأمي من النساء (1) إشارة لقوله تعالى:{مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} (2).
قال الزبير بنُ بكار: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابن عباس ثلاث عشرة سنة.
قال أبو سعيد بن يونس: غزا ابنُ عباس إفريقية مع ابن أبي سرح؛ وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفساً.
قال أبو عبد الله بنُ مندة: أمه هي أمُّ الفضل أخت أم المؤمنين ميمونة، وُلد قبل الهجرة بسنتين.
وكان أبيض، طويلاً، مُشرباً صفرة (شقرة) جسيماً، وسيماً، صبيح الوجه، وله وفْرةً، يخضِبُ بالحناء، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة.
قلت: وهو ابن خالة خالد بن الوليد المخزومي.
(1) البخاري (8/ 255) 65 - كتاب التفسير-14 - باب قوله (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله)
…
إلى (الظالم أهلها ..).
(2)
النساء: 98.
سعيد بن سالم، حدثنا ابن جُريج قال: كنا جُلوساً مع عطاء في المسجد الحرام، فتذاكرنا ابن عباس؛ فقال عطاء: ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرتُ وجه ابن عباس.
إبراهيم بن الحكم بن أبان؛ عن أبيه، عن عكرمة، قال: كان ابن عباس إذا مر في الطريق، قُلن النساءُ على الحيطان؛ أمَرَّ المِسكُ، أم مرَّ ابن عباس؟.
عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له أنْ يزيده الله فهماً، وعلماً.
وعن ابن عباس: دعا لي رسول الله بالحكمة مرتين.
ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: قال لي معاويةُ: أنت على ملة عليٍّ؟ قلتُ: ولا على ملة عثمان، أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن طاووس قال: ما رأيتُ أحداً أشد تعظيماً لحُرمات الله من ابن عباس.
عن ابن عباس، قال: إن كنتُ لأسألُ عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (إسناده صحيح).
عن سعيد بن جُبير، قال: قال عمر لابن عباس: لقد علمت علماً ما علمناهُ.
عن ابن عباس، قال: دعاني عُمرُ مع الأكابر، ويقولُ لي: لا تتكلمْ حتى يتكلموا، ثم يسألني، ثم يُقبلُ عليهم، فيقول: ما منعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلامُ الذي لم تستوِ شؤون رأسه (1).
موسى بن عُبيدة، عن يعقوب بن زيد، قال: كان عمر يستشير ابن عباس في الأمر إذا أهمه، ويقول: غُصْ غوَّاصَ.
وعن مُجالد، عن الشعبي قال: قال ابن عباس: قال لي أبي: يا بُني! إنَّ عُمر يُدنيك، فاحفظ عني ثلاثاً: لا تُفْشينَّ له سراً، ولا تغتابنَّ عنده أحداً، ولا يُجرِّيَنَّ عليك كذباً.
(1) شؤون الرأس: عظامه والشعب التي تجمع بين قبائل الرأس، وهي أربعة أشؤن.
عن عبد اله بن مسعود، قال: لو أدرك ابن عباس أسنانناً ما عشِرهُ منا أحد.
وفي رواية "ما عاشره"(1).
الأعمش: حدثونا أن عبد الله قال: ولنعم ترجمانُ القرآن ابن عباس. أخرجه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
الأعمش: عن إبراهيم، قال: قال عبد اللهك لو أن هذا الغلام أدرك ما أدركنا، ما تعلقنا معه بشيء.
وعن عكرمة: سمعتُ معاوية يقول لي: مولاك والله أفقه من مات ومن عاش.
ويُروى عن عائشة قالت: أعلم من بقي بالحح ابن عباس.
عمرو بن دينار: أن أهل المدينة كلموا ابن عباس أن يحاج بهم. فدخل على عثمان، فأمره، فحجَّ، ثم رجع فوجد عثمان قد قُتل؛ فقال لعليٍّ: إن أنت قُمت بهذا الأمر الآن، ألزمك الناس دم عثمان إلى يوم القيامة.
وعن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أنه قال لعلي لما قال: سِر فقد وليتُك الشام، فقال: ما هذا برأيٍ، ولكنْ اكتبْ إلى معاوية، فمنه، وعِدْهُ، قال: لا كان هذا أبداً.
ابن جُريج، عن طاووس قال: ما رأيت أورع من ابن عمر، ولا أعلم من ابن عباس.
وقال مُجاهد: ما رأيتُ أحداً قط مثل ابن عباس. لقد مات يوم مات وإنه لحَبْرُ هذه الأمة.
الأعمش، عن مجاهد، قال: كان ابنُ عباس يُسمى البَحْرَ لكثرة علمه.
(1) المستدرك (3/ 537) وإسناده صحيح.
ما عشره منا أحد: أي ما بلغ عُشره في العلم.
ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: ما سمعتُ فُتيا أحسنَ من فتيا ابن عباس إلا أن يقول قائل: قال رسول الله صلى الله عيه وسلم.
وعن طاووس، قال: أدركتُ نحواً من خمس مئة من الصحابة، إذا ذاكروا ابن عباس، فخالفوه، فلم يزل يُقررُهم حتى ينتهوا إلى قوله.
قال يزيدُ بن الأصم: خرج مُعاويةُ حاجاً معه ابن عباس، فكان لمعاويةَ موكبٌ، ولابن عباس موكبُ ممن يطلب العلم.
الأعمش: حدثنا أبو وائل قال: خطبنا ابنُ عباس، وهو أمير على الموسم، فافتتح سورة النور، فجعل يقرأ، ويُفسر، فجعلتُ أقولُ: ما رأيتُ ولاسمعتُ كلام رجل مثل هذا، لو سمعتْه فارس، والروم، والتركُ، لأسلمتْ.
وروى عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل مثله.
روى جويبر، عن الضحاك، قال: ما رأيتُ بيتاً أكثر خُبزاً ولحماً من بيت ابن عباس.
سُليم بن أخضر، عن سليمان التيمي، قال: أنبائي من أرسله الحكم بن أيوب إلى الحسن، فسأله: منْ أولُ من جمع الناس في هذا المسجد يوم عرفة؟ فقال: إن أول من جمع ابن عباس.
وعن مسروق قال: كنت إذا رأيت ابن عباس، قلت: أجملُ الناس. فإذا نطق، قلتُ: أفصحُ الناس. فإذا تحدث، قلت: أعلمُ الناس.
قال القاسم بن محمد: ما رأيتُ في مجلس ابن عباس باطلاً قط.
قال سفيان بن عيينة: لم يدركْ مثل ابن عباس في زمانه، ولا مثل الشعبي في زمانه، ولا مثل الثوري في زمانه.
أبو عامر الخزاز: عن ابن أبي مُليكة: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان يُصلي ركعتين، فإذا نزل، قام شطر الليل، ويرتلُ القرآن حرفاً حرفاً، ويُكثُر في ذلك من النشيج والنحيب.
مُعتمر بن سُليمان: عن شعيب بن درهم، عن أبي رجاء، قال: رايت ابن عباس وأسفل من عينيه مثلُ الشراك البالي من البكاء.
وعن الشعبي وغيره: أن علياً رضي الله عنه أقام بعد وقعة الجمل بالبصرة خمسين ليلة، ثم سار إلى الكوفة، واستخلف ابن عباس على البصرة، ووجه الأشتر على مُقدمته إلى الكوفة، فلحقه رجل فقال: من استخلف أمير المؤمنين على البصرة؟ قال: ابن عمه. قال: ففيم قتلنا الشيخ أمس بالمدينة؟ قال: فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى سار إلى صفين، فاستخلف أبا الأسود بالبصرة على الصلاة، وزياداً على بيت المال.
وقال الذهبي: وقد كان عليٍّ لما بُويع، قال لابن عباس: اذهب على إمرة الشام. فقال: كلا، أقلُّ ما يصنعُ بي معاوية إنْ لم يقتلني الحبسُ، ولكن استعملهُ، وبين يديك عزلهُ بعد، فلم يقبل منه. وكذلك أشار على عليٍّ أن لا يولي أبا موسى يوم الحكمين، وقال: ولني، أو فول الأحنف، فأراد عليٍّ ذلك، فغلبُوه على رأيه.
قال أبو عبيدة في تسمية أمراء عليٍّ يوم صفين: فكان على الميسرة ابن عباس، ثم رُد بعد إلى ولاية البصرة.
ومما قال حسان رضي الله عنه فيما بلغنا:
إذا ما ابن عباس بدلك وجههُ
…
رأيت له في كل أقواله فضلا
إذا قال لم يترك مقالاً لقائلٍ
…
بمنتظمات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفي ما في النفوس فلم يدع
…
لذي أربٍ في القول جداً ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقةٍ
…
فنلت ذُراها لا دنيا ولا وغْلا
خُلقت حليفاً للمروءة والندى
…
بليجاً، ولم تُخلق كهاماً ولا خبْلا
روى العُتبى عن أبيه، قال: لما سار الحسينُ إلى الكوفة، اجتمع ابن عباس، وابن الزبير، بمكة، فضرب ابن عباس على جيب ابن الزبير، وتمثل:
يا لك من قُنبرةٍ بمعمرِ
…
خلا لك الجو فبيضي واصفري
وتقري ما شئت أن تُنَقَّري
خلا لك والله يا ابن الزبير الحجازُ، وذهب الحسينُ. فقال ابن الزبير: والله ماترون إلا أنكم حقُّ بهذا الأمر من سائر الناس. فقال: إنما يرى من كان في شك، نحن فعلى يقين. لكن أخبرني عن نفسك: لِمَ زعمت أنك أحق بهذا الأمر من سائر العرب؟ فقال ابن الزبير: لشرفي عليهم. قال: أيما أشرفُ، أنت أم من شُرفتَ به؟ قال: الذي شَرفْتُ به زادني شرفاً. قال: وعلتْ أصواتهما حتى اعترض بينهما رجالٌ من قيش، فسكتوهما.
وعن عكرمة، قال: كان ابن عباس في العلم بحراً ينشقُّ له الأمر من الأمور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم ألهمه الحكمة وعلمه التأويل" فلما عمي، أتاهُ ناسٌ من أ÷ل الطائف ومعهم علم من علمه -أو قال كتب من كتبه - فجعلوا يستقرؤونه، وجعل يُقدِّم ويؤخر، فلما رأى ذلك، قال: إني قد تلهْتُ من مُصيبتي هذه، فمن كان عنده علم من علمي، فليقرأ عليَّ، فإن إقراري له كقراءتي عليه. قال: فقرؤوا عليه.
تَلِهْتُ: تحيرتُ، والأصل ولهتُ كما قيل في وجاه تجاه.
أبو عوانة: عن أبي الجويرية، قال: رأيت إزار ابن عباس إلى نصف ساقه أو فوق ذلك، وعليه قطيفةٌ روميةٌ وهو يصلي.
رِشْدين بن كُريب: عن أبيه، قال: رأيت ابن عباس يعتمُّ بعمامة سوداء، فيُرخي شِبراً بين كتفيه ومن بين يديه.
ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، أن ابن عباس كان يتخذُ الرداء بألف.
أبو نعيم: حدثنا سلمة بن شابور؛ قال رجل لعطيةَ: ما أضيق كُمكَ قال: كذا كان كمُّ ابن عباس، وابن عُمر.
مالك بن دينار، عن عكرمة: كان ابن عباس يلبس الخز، ويكره المصمت (1).
(1) المصْمَتُ: هو الذي جميعه إبريسم لا يخالطه قطن ولا غيره والإبريسم: أحسن الحرير.
1417 -
* روى الطبراني عن ابن عباس قال: حدثتني أم الفضل بنتُ الحارث (أي أمه) قالت: بينا أنا مارة والنبي صلى الله عليه وسلم في الحِجْر فقال: "يا أم الفضل" قلت: لبيك يا رسول الله. قال: "إنك حاملٌ بغلامٍ" قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يُولدون النساء؟ قال: "هو ما أقول لك، فإذا وضعتيه فائتيني به" قالت: فلماوضعته أتيتُ به النبي صلى الله عليه وسلم، فسماهُ عبد الله، وألباه برقه. قال:"اذهبي به فلتجدنه كيساً" قال: قالت: فأتيتُ العباس فأخبرتهُ، فتبسم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رجلاً جميلاً مديد القامة، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إلأيه فقبل ما بين عينيه، وأقعده عن يمينه، ثم قال:"هذا عمي فمن شاء فليباه بعمِّه" فقال العباس: بعض القول يا رسول الله قال: "ولم لا أقول؟ وأنت عمي وبقيةُ آبائي والعمُّ والدٌ".
1418 -
* روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وقال:"اللهم علمْهُ الكتاب" وفي رواية "الحكمة".
وفي رواية (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الخلاء، فوضعتُ له وضوءاً، فلما خرج قال:"من وضع هذا؟ " فأُخبر، قال:"اللهم فقهه في الدين".
وعند مسلم (2): "اللهم فقهه" قال الحميدي: وحكى أبو مسعود قال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
وفي رواية الترمذي (3) قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم علمْهُ الحكمة".
1417 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 375) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
أنبأه: أي صب ريقه في فيه.
1418 -
البخاري (7/ 100) 62 - كتاب فضائل الصحابة-34 - باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما.
(1)
البخاري (1/ 344) 4 - كتاب الوضوء-10 - باب وضع الماء عند الخلاء.
(2)
مسلم (4/ 1927) 44 - كتاب فضائل الصحابة-30 - باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
(3)
الترمذي (5/ 680) 50 - كتاب المناقب - 43 - باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنه وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وفي أخرى (1) قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الحكمة مرتين.
وفي أخرى (2) قال: إنه رأى جبرل مرتين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم مرتين.
1419 -
* روى أحمد والطبراني عن ابن عباس قال: كنتُ مع أبي عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كالمُعرِض عن أبي، فخرجنا من عنده، فقال: ألم تر ابن عمك كالمُعرض عني؟ فقلت: إنه كان عنده رجلٌ يُناجيه. قال: أو كان عنده أحد؟ قلت: نعم. فرجع إليه، فقال: يا رسول الله، هل كان عندك أحدٌ؟ فقال لي:"هل رأيته يا عبد الله؟ " قال: قلت نعم. قال: "ذاك جبريلُ، فهو الذي شغلني عنك".
1420 -
* روى الطبراني عن موسى بن ميسرة أن العباس بعث ابنه عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة، فوجد عنده رجلاً، فرجع، ولم يُكلمه. فلقي العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، فقال: أرسلتُ إليك ابني، فوجد عندك رجلاً، فلم يستطع أن يكلمه. فقال:"يا عم تدري من ذاك الرجلُ". قال: لا. قال: "ذاك جبيلُ لقيني، لن يموت ابنك حتى يذهب بصرهُ، ويُؤتى علماً".
1421 -
* روى الحاكم عن عبد الله بن عباس عن أبيه قال أمرني العباس رضي الله عنه قال: بت بآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة فانطلقتُ إلى المسجد فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العشاء الآخرة، حتى لم يبق في المسجد أحد غيرُه قال: ثم مر بي فقال: "من هذا؟ " فقلت: عبد الله. قال: "فمه؟ " قلت: أمرني أبي أن أبيت بكم الليلة قال: "فالحق" فلما دخل قال: "افرشوا لعبد الله" قال: فأتيت بسادة من مسوح قال: وتقدم إليَّ العباسُ أن لا تنامن حتى تحفظ صلاته قال: فقِدَمَ رسول الله صلى الله وآله وسلم فنام حتى سمعتُ غطيطهُ قال: ثم استوى على فراشه فرفع رأسه إلى السماء
(1) الموضع السابق نفسه وقال: هذا حديث مرسل.
(2)
الموضع السابق نفسه وقال: هذا حديث حسن غريب.
1419 -
أحمد في مسنده (1/ 214) ورجاله ثقات. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 276) وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح.
1420 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 277) وقال رواه الطبراني بأسانيد ورجاله ثقات.
1421 -
المستدرك (3/ 535) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
فقال: "سبحان الملك القُدوس" ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآية من آخر سورة آل عمران حتى ختمها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ثم قام فبال ثم استن بسواكه ثم توضأ ثم دخل مُصلاه فصلى ركعتين ليستا بقصيرتين ولا طويلتين قال فصلى ثم أوتر فلما قضى صلاته سمعته يقول:"اللهم اجعلْ في بصري نوراً واجعل في سمعي نوراً، واجعل في لساني نورا، واجعل في قلبي نورا، واجعل عن يميني نوراً، واجعل عن شمالي نورا، واجعل أمامي نوراً، واجعل من خلفي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، واجعل من أسفل مني نوراً، واجعل لي يوم لقائك نوراص، وأعظمْ لي نوراً".
1422 -
* روى البخاي عن ابن عباس قال ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره ودعا لي بالحكمة.
1423 -
* روى أحمد والحاكم عن عبد الله، قال: بتُّ في بيت خالتي ميمونة، فوضعتُ للنبي صلى الله عليه وسلم غُسلا، فقال:"مَنْ وضع هذا"؟ قالوا: عبد الله. فقال: "اللهم علمه التأويل وفقههُ في الدين".
1424 -
* روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: أقبلتُ راكباً على أتانٍ، وأنا يومئذ قد ناهزتُ الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي بالناس بمنى.
وفي رواية (1) عن ابن عباس قال: أقبلتُ راكباً على أتان، وأنا يومئذ قد ناهزتُ الاحتلام، ورسول الله صلى الله عيه وسلم يصلي بالناس بمنى، فمررتُ بين يدي بعض الصف، فنزلتُ، فأرسلتُ الأتان ترتع، ودخلتُ في الصف، فلم ينكر ذلك على أحد.
1422 - البخاري (7/ 100) 62 - كتاب فضائل الصحابة-24 - باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما.
1423 -
أحمد في مسنده (1/ 328، 335)، والمستدرك (3/ 534) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الصذهبي.
1424 -
البخاري (1/ 171) 3 - كتاب العلم-18 - باب متى يصح سماع الصغير.
ومسلم (1/ 261) 4 - كتاب الصلاة-47 - باب سترة المصلي، واللفظ له.
والأتان: أنثى الحمار.
(1)
البخاري (1/ 751 - 8 - كتاب الصلاة-90 - باب سترة الإمام سترة من خلفه. قوله وناهزت الاحتلام: أي قاربته. وكان ذلك في حجة الوداع.
1425 -
* روى الحاكم والطبراني عن ابن عباس قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة. وقد ختنت.
1426 -
* روى البخاري عن سعيد بن جبير، قال: سئل ابن عباس: مثل من أنت حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أنا يومئذ مختون قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك.
قال الحافظ في (الفتح): المحفوظ الصحيح أنه ولد بالشعب وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، فيكون له عند الوفاة النبوية ثلاث عشرة سنة، وبذلك قطع أهل السير وصححه ابن عبد البر، وأورده بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال: ولدت وبنو هاشم في الشعب، وهذا لا ينافي قوله:"ناهزت الاحتلام" ولا قوله: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك، لاحتمال أن يكون أدرك، فختن قبل الوفاة النبوية وبعد حجة الوداع، وأما قوله "وأنا ابن عشر" فمحمول على إلغاء الكسر، ورواية أحمد "وأنا ابن خمس عشرة" يمكن ردها إلى رواية ثلاث عشرة بأن يكون ابن ثلاث عشرة وشيء، وولد في أثناء السنة، فجبر الكسرين، بأن يكون ولد مثلاً في شوال، فله من السنة الأولى ثلاثة أشهر، فأطلق عليها سنة، وقبض النبي صلى الله عيه وسلم في ربيع، فله من السنة الأخيرة ثلاثة أخرى، وأكمل بينهما ثلاث عشرة، فمن قال:"ثلاث عشرة" ألغى الكسرين، ومن قال "خمس عشرة" جبرهما، والله أعلم.
1427 -
* روى الحاكم والطبراني عن ابن عباس قال: لما تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير؛ فقال:(1) واعجباً
1425 - المستدرك (3/ 534) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهو أولى من سائر الاختلاف في سنه، وأقره الذهبي.
والمعجم الكبير (10/ 289) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 385) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1426 -
البخاري (11/ 88) 79 - كتاب الاستئذان -51 - باب الختان بعد الكبر ونتف الإبط.
1427 -
المستدرك (1/ 106، 107) وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري وهو أصل في طلب الحديث وتوقير المحدث وأقره الذهبي.
والمعجم الكبير (10/ 299، 300) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 277)، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
لك يا ابن عباس! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي عليه السلام من ترى؟ فتركتُ ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديثُ عن الرجل، فآتيه وهو قائل (1)، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريحُ عليَّ التراب، فيخرجُ، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله! ألا أرسلت إلى فآتيك؟ فأقول: أنا أحقُّ أن آتيك، فأسألك. قال: فبقي الرجلُ حتى رآني وقد اجتمع الناسُ عليَّ، فقال: هذا الفتى أعقلُ مني.
1428 -
* روى البخاري عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم. فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم. قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ؟ فقال بعضهم: أُمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم، فلم يقل شيئاً. فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} وذلك علامة أجلك {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} . فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.
1429 -
* روى أبو داود عن عكرمة أن علياً كرم الله وجهه أحرق ناساً ارتدوا عن الإسلام فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لم أكن لأحرقهم بالنار، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُعذبوا بعذاب الله" وكنت قاتلهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من بدل دينه فاقتلوه" فبلغ ذلك علياً عليه السلام، فقال: ويح ابن عباس.
(1) قائل: نائم وسط النهار.
1428 -
البخاري (8/ 734) 65 - كتاب التفسير-4 - باب قوله: "فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً" من تفسير سورة (110).
1429 -
أبو داود (4/ 126) كتاب الحدود، باب الحكم فيمن ارتد.
قال الخطابي: قوله: "ويح اب عباس": لفظه لفظ الدعاء عليه، ومعناه المدح له، والإعجاب بقوله، وهذا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم في أ [ي بصير:"ويل أمه مسعر حرب".
1430 -
* روى الحاكم عن أبي وائل قال: حججتُ أنا وصاحب لي وابن عباس على الحج فجعل يقرأ سورة النور ويفسرُها فقال صاحبي يا سبحان الله ماذا يخرجُ من رأس هذا الرجل لو سمعت هذا التركُ لأسلمت.
1431 -
* روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، دعاني معهم، فدعانا ذات يوم أو ذات ليلة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: في ليلة القدر ما قد علمتم فالتمسوها في العشر الأواخر ففي أي الوتر ترونها؟ فقال بعضهم: تاسعه، وقال بعضهم سابعه وخامسه وثالثه، فقال: مالك يا ابن عباس لا تتكلم؟ قلت: إن شئت تكلمتُ؟ قال: ما دعوتك إلا لتكلم فقال: أقول برأي؟ فقال: عن رأيك أسألك. فقلتُ: إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله تبارك وتعالى أكثر ذكر السبع، فقال السماوات سبع، والأرضون سبع، وقال:{ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فالحدائق مُلتفٌّ وكل ملتفٌّ حديقة، والأب ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس. فقال عمر رضي الله عنه أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه؟ ثم قال: إني كنت نهيتُك أن تكلم فإذا دعوتك معهم فتكلم.
وفي رواية (1) عن ابن عباس، قال: قدم على عمر رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: ياأمير المؤمنين، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا، فقلتُ (أي ابن عباس): والله ما أُحبُّ أن يُسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة. قال: فزبرني عمر، ثم قال: مهْ فانطلقتُ إلى منزلي مُكتئباً حزيناً، فقلتُ: قد كنتُ نزلتُ من هذا بمنزلة، ولا
1430 - المستدرك (3/ 537) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
1431 -
المستدرك (3/ 539) وقالك هذا حديث صحيح الإسند ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
شؤون رأسه: عظامه والشعب التي تجعم بين قبائل الرأس وهي أربعة أشؤن.
(1)
سير أعلام النبلاء (3/ 348) وقال محققه: رجاله ثقات وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه (11/ 317) حديث (30368).
زبرني عمر: زجرني وانتهرني.
مهْ: كُفَّ.
أراني إلا قد سقطت من فسه، فاضطجعت على فراشي، حتى عادني نسوة أهلي وما بي وجع، فبينا أنا على ذلك، قيل لي: أجِبْ أمير المؤمنين. خرجتُ، فإذا هو قائم على الباب ينتظرني، فأخذ بيدي، ثم خلا بي، فقال، ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفاً؟ قلتُ: يا أمير المؤمنين، إنْ كنتُ أسأتُ، فإني أستغفر الله، وأتوب إليه، وأنزل حيث أحببت. قال: لتخبرني. قلتُ: متى ما يُسارعوا هذه المسارعة يحتقوا (1)، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما اختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفون يقتتلوا. قال: لله أبوك لقد كنتُ أكتُمها الناس حتى جئت بها".
أقول: ينبغي أن يكون مع التلاوة والحفظ لكتاب الله تعالى التأدب والتخلق على أيدي العلماء والمربين حتى لا يورث العلمُ الغرور إن خلا من الأدب والخلق، كما ينبغي أن يرافق الحفظ الفهم والالتزامُ والعمل والأخذُ بفهم الراسخين في العلم وبذلك ينتفي ما تخوف منه ابن عباس.
1432 -
* روى الحاكم عن عبد الله بن عباس قال: يا ابن شداد ألا تعجب، جاءني الغلامُ وقد أخذت مضجعي للقيلولة، فقال هذا رجل بالباب يستأذن قال: فقلت: ما جاء به هذه الساعة إلا حاجة، ائذن له. قال فدخل فقال: ألا تخبرني عن ذاك الرجل؟ قلت: أي رجل. قال: علي بن أبي طالب. قلتُ عن أي شأنه؟ قال: متى يُبعث؟ قلت: سبحان الله يبعثُ إذا بُعث من في القبور. قال: فقال: ألا أراك تقول كما يقول هؤلاء الحمقاء؟ فقلت: أخرجوا عني هذا، فلا يدخلن علي هذا أو لأضربنه.
1433 -
* روى الحاكم عن أبي الطفيل قال: إنه رأى معاوية رضي الله عنه يطوف بالكعبة وعن يساره عبد الله بن عباس وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمع كلامهما، فطفق معاويةُ يستلم ركني الحِجْر (2) فيقولُ له ابن عباسٍ: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم
(1) يحتقوا: أي: يختصموا، ويقول كل واحد منهم: الحق في يدي.
1433 -
المستدرك (3/ 540) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.
1433 -
المستدرك (3/ 543) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
(2)
ركني الحجر: الركن الشامي والركن العراقي للكعبة.
يكُنْ يستلمُ هذين الركنين، فيقول معاوية: يا ابن عباس فإنه ليس شيء منها مهجوراً فطفق ابن عباس لا يذره كلما وضع يده على شيء من الركنين إلا قال له ذلك.
1434 -
* روى الحاكم عن عبد الله بن مليل العِجْليِّ قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما قبل موته بثلاثٍ يقول: اللهم إني أتوبُ إليك مما كنت أُفتي الناس في الصرف.
أقول: المعروف عند العلماء أن الربا نوعان: ربا النسيئة، وربا الفضل؛ وكان ابن عباس لا يرى أن في الفضل رباً، وأن الربا في النسيئة فقط، ثم رجع عن ذلك وتاب منه.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: قال ابنُ عبد البر في ترجمة ابن عباس: هو القائل ما رُوي عنه من وجوه:
إن يأخُذِ الله من عيني نورهما
…
ففي لساني وقلبي منهما نُورٌ
قلبي ذكي وعقلي غيرُ ذي دخلٍ
…
وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثورُ
قال سالم بن أبي حفصة: عن أبي كلثوم، أن ابن الحنفية لما دُفن ابن عباس، قال: اليوم مات رباني هذه الأمة.
ورواه بعضهم فقال: عن "مُنذر الثوري" بدل "أبي كلثوم".
قال حسين بن واقد المروزي: حدثنا أبو الزبير قال: لما مات ابن عباس جاء طائرٌ أبيضُ، فدخل في أكفانه.
حماد بن سلمة: عن يعلي بن عطاء، عن بُجير بن أبي عبيد، قال: مات ابن عباس بالطائفِ، فلما خرجُوا بنعشه، جاء طيرٌ عظيمٌ أبيضُ من قِبَل وجٍّ حتى خالط أكفانه، ثم لم يروه، فكانوا يرون أنه عِلْمُه.
قال ابن حزم في كتاب "الإحكام"(1): جمع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن
1434 - المستدرك (3/ 543) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وأقره الذهبي، وهو من أجل مناقب عبد الله بن عباس أنه رجع عن فتوى لم ينقم عليه في شيء غيرها.