الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - الحسين الشهيد بن علي رضي الله عنهما
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
الإمام الشريفُ الكامل، سِبطُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، ومحبوبُه. أبو عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف ابن قصي القرشي الهاشمي.
حدث عن جده، وأبويه، وصهره عمر، وطائفة.
حدث عنه: والداه عليٌّ وفاطمةُ، وعبيد بن حنين، وهمام الفرزدق، وعكرمة، والشعبي، وطلحة العقيلي، وابن أخيه زيد بن الحسن، وحفيده محمد بن علي الباقر، ولم يدركه، وبنته سُكينة، وآخرون.
قال الزبير: مولده في خامس شعبان سنة أربع من الهجرة.
قال جعفر الصادق: بين الحسن والحسين في الحمل طهر واحد.
حماد بن زيد: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبيد بن حُنين، عن الحسين، قال: صعدتُ المنبر إلى عمر، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك. فقال: إن أبي لم يكن له منبر، فأقعدني معه، فلما نزل، قال: أي بني من علمك هذا؟ قلت: ما علمنيه أحد. قال: أي بني! وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم، ووضع يده على رأسه، وقال: أي بني! لو جعلت تأتينا وتغشانا. إسناده صحيح.
روى جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر جعل للحسين مثل عطاء عليٍّ، خمسة آلاف.
حماد بن زيد: عن معمر، عن الزهري: أن عمر كسا أبناء الصحابة؛ ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين؛ فبعث إلى اليمن، فأُتي بكسوة لهما، فقال: الآن طابت نفسي.
يونس بن أبي إسحاق: عن العَيْزار بن حُريث، قال: بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة، إذ رأى الحسين، فقال هذا أحبُّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.
وعن سعيد بن عمرو؛ أن الحسن قال للحُسين: وددتُ أن لي بعض شدة قلبك، فيقول الحسين: وأنا وددتُ أن لي بعض ما بُسط من لسانك.
عن أبي المهزم، قال: كنا في جنازة، فأقبل أبو هريرة ينفُضُ بثوبه التراب عن قدم الحسين.
بلغنا أن الحسين لم يعجبه ما عمل أخوه الحسنُ من تسليم الخلافة إلى معاوية، بل كان رأيه القتال، ولكنه كظم، وأطاع أخاه، وبايع. وكان يقبَلُ جوائز معاوية، ومعاوية يرى له، ويحترمه، ويُجله، فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد، تألم الحسين، وحق له، وامتنع هو ابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة، حتى قهرهم معاوية، وأخذ بيعتهم مكرهين، وغُلبوا، وعجزوا عن سلطان الوقت. فلما مات معاوية، تسلم الخلافة يزيدُ، وبايعه أكثر الناس، ولم يبايع له ابن الزبير ولا الحسين، وأنفوا من ذلك، ورام كل واحد منهما الأمر لنفسه، وسارا في الليل من المدينة.
قالوا: ولما حُضر معاوية، دعا يزيد، فأوصاه، وقال: انظر حُسيناً، فإنه أحبُّ الناس إلى الناس، فصِلْ رحمه، وارفق به، فإن يك منه شيء، فسيكفيك الله بمن قتل أباه، وخذل أخاه.
ومات معاوية في نصف رجب، وبايع الناس يزيد، فكتب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: أن ادعُ الناس وبايعهم، وابدأ بالوجوه، وارفقب الحسين، فبعث إلى الحسين وابن الزبير في الليل، ودعاهما إلى بيعة يزيد، فقالا: نُصبح وننظر فيما يعمل الناس. ووثبا، فخرجا. وقد كان الوليد أغلظ للحسين، فشتمه حسين، وأخذ بعمامته، فنزعها، فقال الوليد: إن هجنا بهذا إلا أسداً. فقال له مروان أو غيره: اقتله. قال: إن ذاك لدم مصون.
وخر جالحسين وابن الزبير لوقتهما إلى مكة، ونزل الحسين بمكة دار العباس، ولزم
عبد الله الحِجر، ولبس المعافريِّ (1) وجعل يُحرض على بني أمية، وكان يغدو ويروح إلى الحسين، ويشير عليه أن يقدم العراقن ويقول: هم شيعتكم، وكان ابن عباس ينهاه.
وقال له عبد الله بن مطيع: فداك أبي وأمي، متعنا بنفسك ولا تسر، فوالله لئن قُتلت ليتخذونا خولاً وعبيداً.
ولقيهما عب الله بن عمر، وعبد الله بن عياش بنأبي ربيعة منصرفين من العمرة، فقال لهما: أذكركما الله إلا رجعتما، فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس وتنظران، فإن اجتمع عليه الناس لم تشاذ، وإن افترق عليه كان الذي تريدان.
وقال ابن عمر للحسين: لا تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه ولا تنالها، ثم اعتنقه، وبكى وودعه. فكان ابن عمر يقول: غلبنا بخروجه، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك.
وقال له ابن عباس: أين تريد يا ابن فاطمة؟ قال: العراق وشيعتي
قال: إني كاره لوجهك هذا، تخرج إلى قومٍ قتلوا أباك
…
إلى أن قال: وقال له أبو سعيد: اتق الله، والزم بيتك.
وكلمه جابر، وأبو واقد الليثي. وقال ابن المسيب: لو أنه لم يخرج لكان خيراً له.
قال: وكتبتْ إليه عمرةُ تعظم ما يريد أن يصنع، وتُخبره أنه إنما يساقُ إلى مصرعه، وتقول: حدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُقتل حسين بأرض بابل" فلما قرأ كتابها، قال: فلابد إذاً من مصرعي.
وكتب إليه عبد الله بن جعفر يُحذره ويناشده الله. فكتب إليه: إني رأيت رؤيا، رأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني بأمرٍ أنا ماضٍ له.
(1) المعافري: بُرْدَ يمني.
وأبي الحسين على كل من أشار عليه إلا المسير إلى العراق.
وقال له ابن عباس: إني لأظنك ستقتل غداً بين نسائك وبناتك كما قُتل عثمان، وإني لأخاف أن تكون الذي يُقاد به عثمان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال: أبا العباس! إنك شيخ قد كبرت.
فقال: لولا أن يُزري بي وبك، لنشبتُ يدي في رأسك، ولو أعلمُ أنك تقيم، إذاً لفعلت، ثم بكى، وقال: أقررت عين ابن الزبير. ثم قال بعد لابن الزبير: قد أتى ما أحببت؛ أبو عبد الله يخرج إلى العراق، ويتركك والحجاز:
يا لك من قنبرة (1) بمعمر
…
خلا لك البر فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
وقال أبو بكر بن عياش: كتب الأحنف إلى الحسين: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (2).
عوانة بن الحكم: عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال: لقيتُ الحسين، فقلت: القلوبُ معك، والسيفو مع بني أمية.
ابن عُيينة: عن لبطة، عن أبيه قال: لقيني الحسين وهو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق الديباج؛ فقال: ما وراءك؟ قال: وكان في لسانه ثِقل من برسام (3) عرض له. وقيل: كان مع الحسين وجماعته اثنان وثلاثون فرساً.
وروى ابنُ سعد بأسانيده: قالوا: وأخذ الحسينُ طريق العُذيب، حتى نزل قصر أبي مقاتل، فخفق خفقة، ثم استرجع، وقال: رأيتُ كأن فارساً يسايرنا، ويقول: القوم يسيرون، والمنايا تسري إليهم. ثم نزل كربلاء، فسار إليه عمر بن سعد بن أبي وقاص
(1) القنبرة: طير يشبه الحمرة.
(2)
الروم: 60.
(3)
البرسام: التهاب في الغشاء بالرئة.
كالمكره. إلى أن قال: وقُتِل أصحابه حوله، وكانوا خمسين، وتحول إليه من أولئك عشرون، وبقي عامة نهاره لا يقدم عليه أحد، وأحاطت به الرجالة، وكان يشد عليهم، فيهزمهُم، هم يكرهون الإقدام عليه، فصرخ بهم شمر! ثكلتكم أمهاتكم، ماذا تنتظرون به؟ وطعنه سنان بن أنس النخعي ف يترقوته، ثم طعنه في صدره فخر واتز رأسه خولي الأصبحي لا رضي الله عنهما.
ذكر ابن سعد بأسانيد له قالوا: قدم الحسين مسلم [بن عقيل]، وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة، ويكتب إليه بخبر الناس، فقدم الكوفة مُستخفياً، وأتته الشيعة، فأخذ بيعتهم، وكتب إلى الحسين: بايعني إلى الآن ثمانية عشر ألفاً، فعجَّل؛ فليس دون الكوفة مانع، فأغذ السير حتى انتهى إلى زبالة، فجاءت رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مئة ألف، وكان على الكوفة النعمان بن بشير، فخاف يزيد أن لا يقدم النعمان على الحسين. فكتب إلى بعيد الله وهو على البصرة. فضم إليه الكوفة، وقال له: إن كان لك جناحان، فطرْ إلى الكوفة! فبادر متعمماً متنكراً، ومر في السوق، لما رآه السفلة، اشتدوا بين يديه: يظنونه الحسين، وصاحوا: يا ابن رسول الله! الحمد لله الذي أراناك، وقبلوا يده ورجله؛ فقال: ما أشد ما فسد هؤلاء. ثم دخل المسجد، فصلى ركعتين، وصعد المنبر، وكشف لثامهم، وظفر برسول الحسين - وهو عبد الله بن بقطر - فقتله. وقدم مع عبيد الله؛ شريك بن الأعور - شيعي-؛ فنزل على هانئ بن عروة، فمرض، فكان عبيد الله يعوده، فهيؤوا لعبيد الله ثلاثين رجلاً ليغتالوه، فلم يتم ذلك. وفهم عُبيد الله، فوثب وخرج، فنم عليهم عبدُ لهانئ، فبعث إلى هانئ - وهو شيخ - فقال: ما حملك على أن تُجيز عدوي؟ قال: يا ابن أخي، جاء حق هو أحقُّ من حقك، فوثب إليه عبيد الله بالعنزة حتى غرز رأسه بالحائط.
وبلغ الخبر مُسلماً، فخرج في نحو الأربع مئه، فما وصل إلى القصر إلا في نحو الستين، وغربت الشمس، فاقتتلوا، وكثر عليهم أصحاب عبيد الله، وجاء الليل، فهرب مسلم، فاستجار بامرأةٍ من كندة، ثم جيء به إلى عبيد الله، فقتله؛ فقال: دعني أوص. قال: نعم. فقال لعمر بن سعد: يا هذا! إنْ لي إليك حاجة، وليس هنا قرشي غيرك، وهذا
الحسين قد أظلك، فأرسل إليه لينصرف، فإن القوم قد غروه، وكذبوه، وعليِّ دين فاقضه عني، وار جُثتي، ففعل ذلك. وبعث رجلاً على ناقة إلى الحسين، فلقي عليِّ أربع مراحل، فقال له ابنه على الأكبر: ارجع يا أبه، فإنهم أهل العراق وغدرهم وقلةُ وفائهم. فقالت بنو عقيل: ليس بحين رجوع، وحرضُوه، فقال حسين لأصحابه: قد ترون ما أتانا، وما أرى القوم إلا سيخذلوننا، فمن أحب أن يرجع، فليرجع، فانصرف عنه قوم.
وأما عبيد الله فجمع المقاتلة، وبذل لهم المال، وجهز عمر بن سعد في أربعة آلاف، فأبى، وكره قتال الحسين، فقال: لئن لم تسر إليه لأعزلنك، ولأهدمن دارك، وأضرب عنقك. وكان الحسين في خمسين رجلاً، منهم تسعة عشر من أهل بيته. وقال الحسين: يا هؤلاء! دعونا أرجع من حيث جئنا، قالوا: لا. وبلغ ذلك عبيد الله، فهم أن يخلي عنه، وقال: والله ما عرض لشيء من عملي، وما أراني إلا مخل سبيله يذهب حيث يشاء، فقال شمر: إنْ فعلت، وفاتك الرجل، لا تستقيلها أبداً فكتب إلى عمر.
الآن حيث تعلقته حبالنا
…
يرجو النجاة ولات حين مناص
فناهضه، وقال لشمر: سر فإن قاتل عمر، وإلا فاقتله، وأنت على الناس. وضبط عبيد الله الجسر، فمنع من يجوزه لما بلغه أن ناساً يتسللون إلى الحُسين.
قال: فركب العسكر، وحسين جالس، فرآهم مقبلين، فقال لأخيه عباس: القهُم فسلهم: ما لهم؟ فسألهم، قالوا: أتانا كتابُ الأمير يأمرنا أن نعرض عليك النزول على حكمه، أو نُناجزك. قال: انصرفوا عنا العشية حتى ننظر الليلة، فانصرفوا.
وجمع حسينُ أصحابه ليلة عاشوراء، فحمد الله، وقال: إني لا أحسبُ القوم إلا مقاتلوكم غداً، وقد أذنت لكم جميعاً، فأنتم في حل مني، وهذا الليل قد غشيكم، فمن كانت له قوة، فيضم إليه رجلاً من أهل بيتي، وتفرقوا في سوادكم، فإنهم إنما يطلبونني، فإذا رأوني، لهوا عن طلبكم. فقال أهل بيته: لا أبقانا الله بعدك، والله لا نفارقك. وقال أصحابه كذلك.
الثوري: عن أبي الجحاف، عن أبيه: أن رجلاً قال للحسين: إن عليِّ ديناً. قال: لا
يُقاتل معي من عليه دين.
رجع الحديث إلى الأول:
فلما أصبحوا، قال الحسينُ: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت فيما نزل بي ثقةٌ، وأنت وليُّ كل نعمة، وصاحبُ كل حسنة. وقال لعمر وجنده: لا تعجلوا، والله ما أتيتُكم حتى أتتني كتب أماثلكم بأن السُّنة قد أُميتت، والنفاق قد نجم، والحدود قد عُطلت؛ فاقدمْ لعل الله يصلح بك الأمة. فأتيتُ؛ فإذْ كرهتُم ذلك، فأنا راجع، فارجعوا إلى أنفسكم؛ هل يصلحُ لكم قتلي، أو يحلُّ دمي؟ ألستُ ابن بنت نبيكم ابن ابن عمه؟ أو ليس حمزة والعباسُ وجعفر عمومتي؟ ألم يبلغكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيَّ وفي أخي:"هذان سيدا شباب أهل الجنة"؟ فقال شِمْر: هو يعبدُ الله على حرف إن كان يدري ما يقول، فقال عُمر: لو كان أمرُك إليَّ، لأجبتُ. وقال الحسينُ: يا عمر! ليكوننْ لما ترى يومُ يسوؤك. اللهم إنَّ أهل العراق غرُّوني، وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا. اللهم شَتّتْ عليهم أمرهم، وأحصهم عدداً.
فكان أول من قاتل مولى لعبيد الله بن زياد، فبرز له عبدُ الله بنُ تميم الكلبي، فقتله، والحسينُ جالسٌ عليه جَبَّةُ خَزٍّ دكناء، والنبل يقع حوله، فوقعت نبلةُ في ولدٍ له ابن ثلاث سنين، فلبس لأمتهُ، وقاتل حوله أصحابه حتى قُتلوا جميعاً، وحمل ولده عليُّ الأكبر يرتجز:
أنا عليُّ بن الحسين بن عليِّ
…
نحنُ وبيت الله أولى بالنبي
فجاءته طعنة، وعطش حسينُ فجاء رجلٌ بماء، فتناوله، فرماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في فيه، فجعل يتلقى الدم بيده ويحمد الله. وتوجه نحو المسناة يريد الفرات، فحالوا بينه وبين الماء، ورماه رجل بسهمٍ، فثبته في حنكه، وبقي عامة يومه لا يقدم عليه أحد، حتى أحاطت به الرجالةُ، وهو رابط الجأش، يُقاتل قتال الفارس الشجاع، إن كان ليشُدُّ عليهم فيتكشفون عنه انكشاف المعزى شد فيها الأسد، حتى صاح بهم شِمر: ثكلتكم أمهاتكم! ماذا تنتظرون به؟ فانتهى إليه زرعةُ التميمي، فضرب كتفه، وضربه
الحسينُ على عاتقه، فصرعه، وبرز سنان النخعي، فطعنه في ترقوته وفي صدره، فخرَّ، ثم نزل ليحتز رأسه، ونزل خولي الأصبحي، فاحتز رأسه، وأتى به عبيد الله بن زياد، فلم يُعطه شيئاً.
قال: ووُجد بالحسين ثلاث وثلاثون جراحة، وقُتل من جيش عمر بن سعد ثمانية وثمانون نفساً.
قال: ولم يُفلت من أهل بيت الحسين سوى ولده عليِّ الأصغر، فالحسينية من ذريته، كان مريضاً، وحسن بن حسن بن علي وله ذرية، وأخوه عمرو، ولا عقب له، والقاسم ابن عبد الله بن جعفر، ومحمد بن عقيل، فقدم بهم وبزينب وفاطمة بنتي علي، وفاطمة وسكينة بنتي الحسين، وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة، وأم محمد بنت الحسن بن علي، وعبيد وإماء لهم.
قال: وأُخذ ثَقَل الحسين، وأخذ رجل حليَّ فاطمة بنت الحسين، وبكى؛ فقالت: لم تبكي؟ فقال: أأسلب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبكي؟ قالت: فدعه، قال: أخاف أن يأخذه غيري.
وأقبل عمر بن سعد، فقال: ما رجع رجل إلى أهله بشر مما رجعتُ به، أطعت ابن زياد، وعصيت الله، وقطعتُ الرحم. وورد البشير على يزيدح فلما أخبره، دمعت عيناه، وقال: كنتُ أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. وقالت سكينة: يا يزيد؛ أبنات رسول الله سبايا؟ قال: يا بنت أخي هو والله عليَّ أشدُ منه عليك، أقسمت ولو أن بين ابن زياد وبين حُسين قرابة ما أقدم عليه، ولكن فرقتْ بينه وبينه سمية، فرحم الله حُسيناً، عجل عليه ابن زياد، أما والله لو كنتُ صاحبه، ثم لم أقدر على دفع القتل عنه إلا بنقص بعض عمري، لأحببتُ أن أدفعه عنه، ولوددتُ أن أُتيتُ به سلماً.
ثم أقبل على عليِّ بن الحسين، فقال: أبوك قطع رحمي، ونازعني سلطاني. فقام رجلٌ، فقال: إن سباءهم لنا حلال. قال عليٍّ: كذبت إلا أن تخرج من ملتنا. فأطرق يزيدُ، وأمر بالنساء، فأُدخلن على نسائه، وأمر نساء آل أبي سفيان، فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام، إلى أن قال: وبكت أمُّ كلثوم بنتُ عبد الله بن عامر، فقال يزيد وهو
زوجُها: حق لها أن تُعْوِلَ عل كبير قريش وسيدها.
أحمد بن جناب المصيصي: حدثنا خالدُ بن يزيد القسري، حدثنا عمار الدُّهني: قلتُ لأبي جعفر الباقر: حدثني بقتل الحسين. فقال: مات معاوية، فأرسل الوليدُ بن عتبة والي مكة إلى الحسين ليبايع، فقال: أخرني، ورفق به، فأخره، فخرج إلى المدينة، فأتاه رسلُ أهل الكوفة، وعليها النعمان بن بشير، فبعث الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل: أن سِرْ، فانظر ما كتبوا به، فأخذ مسلم دليلين وسار، فعطشوا في البرية، فمات أحدهما. وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه، فكتب إليه: امض إلى الكوفة، ولم يُعفه، فقدمها، فنزل على عوسجةٍ (1) فدب إليه أهل الكوفة، فبايعه اثنا عشر ألفاً، فقام عُبيد الله بن مسلم؛ فقال للنعمان: إنك لضعيف! قال: لأن أكون ضعيفاً أحبُّ إليَّ من أنْ أكون قوياً في معصية الله، وما كنتُ لأهتك ستراً ستره الله. وكتب بقوله إلى يزيد، وكان يزيدُ ساخطاً على عُبيد الله بن زياد، فكتب إليه برضاه عنه، وأنه ولاه الكوفة مُضافاً إلى البصرة، وكتب إليه أن يقتُل مسلماً، فأسرع عبيدُ الله في وجوه أهل البصرة إلى الكوفة مُتَلثَّماً، فلا يمر بمجلس، فيسلمُ عليهم إلا قالوا: وعليك السلام يا ابن رسول الله، يظنونه الحسين. فنزل القصر؛ ثم دعا مولى له، فأعطاه ثلاثة آلاف درهم، وقال: اذهب حتى تسأل عن الذي يُبايع أهل الكوفة؛ فقل: أنا غريبٌ، جئت بهذا المال يتقوى به، فخرج، وتلطف حتى دخل على شيخٍ يلي البيعة، فأدخله على مُسلم، وأعطاه الدراهم وبايعه، ورجع، فأخبر عُبيد الله.
وتحوَّل مسلم إلى دار هانئ بن عُروة المرادي، فقال عُبيد الله: ما بالُ هانئ لم يأتنا؟ فخرج إليه محمد بنُ الأشعث وغيره، فقالوا: إن الأمير قد ذكرك فركِبَ معهم، وأتاه وعنده شُريح القاضي، فقال عُبيد الله:"أتتك بحائنٍ رجلاه""ميت أو هالك" فلما سلم، قال: يا هانئ أين مسلم؟ قال: ما أدري؛ فخرج إليه صاحبُ الدراهم، فلما رآه، قطع به، وقال: أيُّها الأمير؛ والله ما دعوته إلى منزلي، ولكنه جاء، فرمى نفسه عليَّ. قال:
(1) العوسجة: شجر من شجر الشوك له ثمر مدور كأنه خرز العقيق.
ائتني به. قال: والله لو كان تحت قدميَّ، ما رفعتهما عنه، فضربه بعصاً، فشجه، فأهوى هانئ إلى سيف شرطي يستلُّه، فمنعه. وقال: قد حل دمك، وسجنه، فطار الخبرُ إلى مذجج، (قبيلة هانئ) فإذا على باب القصر جلية، وبلغ مُسلماً الخبرُ، فنادى بشعاره، فاجتمع إليه أربعون ألفاً، فعبأهم، وقصد القصر، فبعث عُبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة، فجمعهم عنده، وأمرهم، فأشرفوا من القصر على عشائرهم، فجعلوا يُكلمونهم، فجعلوا يتسللون حتى بقي مُسلم في خمس مئة، وقد كان كتب إلى الحُسين ليُسرع، فلما دخل الليل، ذهب أولئك، حتى بقي مسلم وحده يترددُ في الطرق، فأتى بيتاً! فخرجتْ إليه امرأة، فقال: اسقني، فسقته. ثم دخلتْ، ومكثت ما شاء الله، ثم خرجتْ، فإذا به على الباب، فقالت: يا هذا، إن مجلسك مجلسُ ريبة، فقُم؛ فقال: أنا مسلمُ بن عقيل، فهل عندك مأوى؟ قالت: نعم فأدخلته، وكان ابنها مولى محمد بن الأشعث، فانطلق إلى مولاه فأعلمه، فبعث عبيد الله الشُّرَطَ إلى مسلم؛ فخرج، وسل سيفه، وقاتل، فأعطاه ابن الأشعث أماناً، فسلم نفسه، فجاء به إلى عُبيد الله، فضرب عنقه وألقاه إلى الناس، وقتل هانئاً.
قال: وأقبل حسين على كتاب مسلم، حتى إذا كان على ساعةٍ من القادسية، لقيه رجل؛ فقال للحسين: ارجعْ، لم أدع لك ورائي خيراً، فهمَّ أن يرجع. فقال إخوةُ مسلم: والله لا نرجع حتى نأخذ بالثأر، أو نُقتل؛ فقال: لا خير في الحياة بعدكم. وسار. فلقيتهُ خيلُ عبيد الله، فعدل إلى كربلاء، وأسند ظهره إلى قصمياً حتى لا يقاتل إل من وجهٍ واحد، وكان معه خمسة وأربعون فارساً ونحو من مئة راجل.
وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص - وقد ولاه عبيد الله بن زياد على العسكر - وطلب من عبيد الله أن يعفيه من ذلك، فأبى، فقال الحسين: اختاروا واحدة من ثلاث؛ إما أن تدعوني فألحق بالثغور؛ وإما أن أذهب إليى يزيد، أو أُردَّ إلى المدينة. فقبل عمر ذلك، وكتب به إلى عبيد الله، فكتب إليه: لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي. فقال الحسين: لا والله؛ وقاتل، فقُتل أًحابه، منهم بضعة عشر شاباً من أهل بيته.
قال: ويجيء سهمٌ، فيقعُ بابنٍ له صغير، فجعل يمسحُ الدم عنه، ويقول: اللهم احكُمْ
بيننا وبين قومنا، دعونا لينصرونا، ثم يقتلوننا. ثم قاتل حتى قُتل. قتله رجل مذحجي، وحز رأسه، ومضى به إلى عبيد الله، فقال:
أوقِر ركابي فضةً وذهبا
…
فقد قتلتُ الملك المحجبا
قتلت خير الناس أُماً وأبًّا
قال الجماعةُ: مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، زاد بعضهم يوم السبت وقيل: يوم الجعة، وقيل: يوم الاثنين.
مولده في شعبان سنة أربع من الهجرة.
عبد الحميد بن بهرام، وآخر ثقة، عن شهر بن حوشب، قال: كنتُ عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاها قتلُ الحسين، فقالت: قد فعلوها؟! ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً، ووقعت مغشيةً عليها، فقمنا.
وحدثتني رياً؛ ن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان فبعث، فجيء به، وقد بقي عظماً أبيض، فجعله في سفطٍ، وطيبه، وكفنه ودفنه في مقابر المسلمين. فلما دخلت المسودةُ (1) سألوا عن موضع الرأس فنبشوه، وأخذوه، فالله أعلم ما صُنِعَ به.
وذكر باقي الحكاية وهي قوية الإسناد.
وممن قُتل مع الحسين إخوتُه الأربعة؛ جعفرُ، وعتيق، ومحمد (2)، والعباسُ الأكبر. وابنه الكبير عليٍّ، وابنه عبد الله، وكان ابنه عليٍّ زينُ العابدين مريضاً، فسِلَم. وكان ييد يُكرمه ويرعاه
وقُتِلَ مع الحسين، ابنُ أخيه القاسمُ بن الحسن، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب، ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
(1) المسوَّدة: العباسيون.
(2)
غير محمد بن الحنفية.
فأولاد الحسين هم؛ عليٍّ الأكبر الذي قُتِلَ مع أبيه، وعليِّ زين العابدين، وذريته عدد كثير، وجعفر، وعبد الله ولم يُعقبا.
فولد لزين العابدين الحسن والحسين ماتا صغيرين، ومحمد الباقر، وعبد الله، وزيدٌ، وعمر، وعليٍّ، ومحمد الأوسط ولم يعقب، وعبد الرحمن، وحسين الصغير، والقاسم ولم يعقب. أهـ من السير.
1343 -
* روى أحمد عن ربيعة بن شيبان أبي الحوراء قال: قلت للحسين بن عليّ عليهما السلام: ما تعقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال صعدت عرفة فأخذت تمرة فسلكتها في فيِّ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألقها فإنا لا تحل لنا الصدقة".
1344 -
* روى ابن ماجه عن يعلي بن مرة أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعُوا له. فإذا حسين يلعب في السكةِ. قال: فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وبسط يديه. فجعل الغلامُ يفرُّ ههنا وههنا، ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى في فأس رأسه (1) فقَبَّلهُ. وقال:"حُسينٌ منيِّ، وأنا من حُسينٍ. أحب الله من أحب حُسيناً. حسينٌ سبطٌ من الأسباط".
1345 -
* روى الطبراني عن أبي رجاء العطاردي قال: لا تسبوا علياً ولا أحداً من أهل البيت فإن جاراً لنا من بلهجيم قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله. فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.
1346 -
* روى الطبراني عن منذر الثوري قال: كنا إذا ذكرنا حسيناً ومن قُتِلَ معه
1343 - أحمد في مسنده (1/ 201)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 90): رواه أحمد ورجاله ثقات.
1344 -
ابن ماجه (1/ 51) المقدمة-11 - باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
(1)
فأس رأسه: قال في الإفصاح: الفأس حرف القمحدوة المشرف على القفا، والقمحدوة هي الناشزة فوق القفا، بين الذؤابة والقفا- قد انحدرت على الهامة. إذا استلقى الرجل أصابت الأرض من رأسه.
1345 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 196) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
بلهجيم: اسم قبيلة.
1346 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 198) وقال: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
قال محمد بن الحنفية قُتل معه سبعة عشر كلهم ارتكض في رحم فاطمة رضي الله عنها وعنهم.
1347 -
* روى الطبراني عن الليث يعني ابن سعد قال أبي الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه وقتلوا ابنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له: الطَّفُّ، وانطلق بعلي بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد وعليٍّ يومئذٍ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية فأمر بسكينة فعجلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها، وعليُّ بن حسينٍ في غُلٍّ فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين فقال:
نُفلق هاماً من رجالٍ أحبةٍ
…
إلينا وهم كانوا أعسقَّ وأظلما
فقال عليٍّ بن حسين: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} فثقل على يزيد أن يتمثل ببيتِ شعرٍ وتلا عليُّ بن الحسين آية من كتاب الله عز وجل، فقال يزيدُ: بل بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، فقال عليٍّ أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولين لأحب أن يُخلينا من الغُل. فقال: صدقت، فخلوهم من الغل، فقال: ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعدٍ لأحب أن يقربنا. قال: صدقت، فقربوهم. فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأسه، ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأُخرجوا إلى المدينة.
1348 -
* روى الطبراني عن الليث بن سعدٍ قال: توفي معاويةُ في رجب لأربع ليال خلون منه، واستخلف يزيد سنة ستين وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه رضي الله عنهم لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء. وقُتل العباس بن علي بن أبي طالب وأمه أم البنين عامريةُ، وعفر بن علي بن أبي طالب (1)، وعبد الله بن علي
1347 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 195) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1348 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 197) وقال: رواه الطبراني، ورجاله إلى قائله رجال الصحيح.
ابن أبي طالب، وعثمان بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن علي بن أبي طالب وأمه ليلى بنت مسعودٍ نهشلية؛ وعليُّ بن الحسين بن أبي طالب الأكبر وأمه ليلى ثقفية وعبد الله بن الحسين وأمه الربابُ بنت مُري كلبية، وأبو بكر بن الحسين لأم ولدٍ، والقاسم بن الحسين لأم ولد، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن جعفر بن أبي طالب، وجعفر بن عقيل بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب وسليمان مولى الحسين، وقُتل الحسين وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة رضي الله عنهم.
1349 -
* روى الطبراني عن دُويد الجعفي عن أبيه قال: لما قتل الحسين انتهبت جوزر من عسكره فلما طبخت إذا هي دم.
1350 -
* روى الطبراني عن عمرو بن بعجة قال: أول ذل دخل على العرب قتل الحسين بن علي وادعاء زياد.
1351 -
* روى الطبراني عن ابن عباس قال استأذنني حسين في الخروج، فقال (أي ابن عباس) لولا أن يُزري ذلك بي أو بك لشبكتُ بيدي في رأسك، فكان الذي رد عليِّ أن قال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحبُّ إليَّ من أن يُستحل بي حرم الله ورسوله قال: فذلك الذي سلى بنفسي عنه.
1352 -
* روى البزار والطبراني عن الشعبي قال: إنما أرا الحسين بن علي أن يخرج إلى أرض أراد ان يلقى ابن عمر فسأل عنه فقيل له: إنه في أرضٍ له، فأتاه ليوةدعه، فقال له: إني أريد العراق. فقال: لا تفعل فإن رسول الله صلى الله علي وسلم قال: "خُيرْتُ بين أنْ أكون ملكاً نبياً أو نبياً عبداً فقيل لي: تواضعْ، فاخترتُ أن أكون نبياً عبداً"(1) وإنك
1349 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 196) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1350 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 196) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
ادعاء زيادك أي ادعاء زياد بن أبيه لأبي سفيان.
1351 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 192) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1352 -
كشف الأستار (3/ 232) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 192) رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات.
بضعةٌ من رسول الله صلى الله عيه وسلم فلا تخرج قال: فأبى فودعه وقال أستودعك الله من مقتول.
1353 -
* روى الطبراني عن الزبير بن بكار قال: ولد الحسينُ لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقُتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، قتله سنان ابن أبي أنس، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير، وحز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال سنان:
أوقِرْ ركابي فضة وذهباً
…
أنا قتلت الملك المحجبا
قتلتُ خير الناس أماً وأبا
1354 -
* روى الطبراني عن الشعبي قال رأيتُ في النوم كان رجالاً من السماء نزلوا معهم حِرابٌ يتتبعون قتلة الحسين فما لبثت أن نزل المختار فقتلهم.
1355 -
* روى الطبراني عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم في بيتي قال: لا يدخل عليَّ أحدٌ فانتظرتُ فدخل الحسين فسمعتُ نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل. فقال: "إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم". قال: إن أمتك ستقتلُ هذا بأرض يُقال لها: كربلاءُ فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسينٍ حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاءُ. فقال: صدق الله ورسوله كربُ وبلاءٌ، وفي رواية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كربٍ وبلاءٍ.
1356 -
* روى الطبراني عن الزهري قال: قال لي عبد الملك: أيُّ واحد أنت إن أعلمتني أيُّ علامةٍ كانت يوم قتل الحسين. فقال قلتُ (1): لم ترفع حصاةً ببيتِ المقدس إلا
1353 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 194) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1354 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 196) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
1355 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 189) وقال: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.
النشيج: صوت معه توجع وبكاء.
1356 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 196) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وجد تحتها دم عبيطٌ، فقال لي عبد الملك: إني وإياك في هذا الحديث لقرينان.
1357 -
* روى الطبراني عن الزهري قال ما رُفع بالشام حجرٌ يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دمٍ.
1358 -
* روى البخاري عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم البجلي الكوفي رحمه الله قال: كنتُ شاهداً لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض؟ فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق، فقال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"هما ريحانتاي من الدنيا! ".
وفي رواية (1): أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يُصيب الثوب، فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدُّنيا".
1359 -
* روى البخار يعن انس بن مالك رضي الله عن هقال: أُتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين، فجُعل في طستٍ، فجعل ينكتُ، وقال في حُسنه شيئاً، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوباً بالوسمة.
وفي رواية (2) قال: كنت عند ابن زيادٍ، فجيء برأس الحسين، فجعل يضربُ بقضيبٍ
= دم عبيط: سائل طري.
1357 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 196) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1358 -
البخاري (10/ 426) 78 - كتاب الأدب-18 - باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.
(1)
الترمذي (5/ 657) 50 - كتاب المناقب - 31 - باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام وقال: هذا حديث صحيح.
البعوض: جمع بعوضة، وهو صغار البق.
الريحان والريحانة: السعادة والرحمة والراحة، ويسمى الولد ريحاناً وريحانة لذلك.
1359 -
البخاري (7/ 94) 62 - كتاب فضائل الصحابة-22 - باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
النكت: بالقضيب: أن يضرب الأرض بطرفه ليؤثر فيها.
الوسمة: شيء أسودُ يصبغ به الشعر.
(2)
الترمذي (5/ 651) 50 - كتاب المناقب -31 - باب مناقب الحسن والحسين عليهما وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
في أنفه، ويقول: ما رأيتُ مثل هذا حُسناً، فقلت: أما إن كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم.
1360 -
* روى الترمذي عن عُمارة بن عمير رحمه الله قال: لما جيء برأس عبيد الله بن زيادٍ وأصحابه نُضدتْ في المسجد في الرحبة، فانتهيتُ إليهم وهم يقولون: قد جاءت، قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تُخلل الرؤوس، حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد، فمكثت هنيهةً، ثم خرجت فذهبت حتى تغيبتْ، ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً.
1361 -
* روى الترمذي وابن ماجه عن يعلي بن مرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُسينٌ مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حُسيناً، حسين سبط من الأسباط".
1362 -
* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسين بن عليّ.
وفي رواية (1): من الحسنِ.
1360 - الترمذي (5/ 660) 50 - كتاب المناقب-31 - باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
نضدت المتاع: جعلت بعضه فوق بعض مرتباً.
1361 -
الترمذي (5/ 658) 50 - كتاب المناقب -31 - باب مناقب الحسن والحسين عليهام السلام. وقال: هذا حديث حسن.
وابن ماجه (1/ 51) المقدمة 11 - باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب).
السبط: ولد الولد، وسباط بني إسرائيل: هم أولاد يعقوب عليه السلام، وهم فيهم كالقبائل في العرب، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم حسيناً رضي الله عنه واحداً من أولاد الأنبياء، يعني أنه من جملة الأسباط الذين هم أولاد يعقوب عليه السلام.
1362 -
البخاري (7/ 95) 62 - كتاب فضائل الصحابة-22 - باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
(1)
الترمذي (5/ 659) 50 - كتاب المناقب -31 - باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
1363 -
* روى الطبراني عن أبي قُبيل قال: لما قُتل الحسين بن علي انكسفت الشمسُ كسفةً حتى بدت الكواكبُ نصف النهار حتى ظننا أنها هي.
1364 -
* روى البزار والطبراني عن أنس قال: لما أُتي عبيد الله بن زيادٍ برأس الحسين جعل ينكت بالقضيب ثناياه يقولُ: لقد كان (أحسبُه قال) جميلاً، فقلت: والله لأسوءنك إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث يقعُ قضيبك، قال: فانقبض.
1365 -
* روى الطبراني عن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي قال: كان جسد الحسين شبه جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1366 -
* روى الطبراني عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته.
1367 -
* روى أحمد عن عائشة أو أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحداهما: "لقد دخل عليَّ البيت ملك فلم يدخلء عليَّ قبلها، قال: إن ابنك هذا حسينا مقتول وإن شئت أريتُك من تربة الأرض التي يُقتل بها" قال: فأخرج تربة حمراء.
1368 -
* روى أحمد والبزار والطبراني عن الحضرمي أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوي وهو منطلقٌ إلى صفين فنادى علي اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلتُ (1): وما ذاك؟ قالك دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم
1363 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 197) وقال: روا هالطبراني وإسناده حسن.
أنها هي: أي يوم القيامة.
1364 -
كشف الأستار (3/ 233) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 195) رواه البزار والطبراني بأسانيد ورجاله وثقوا.
1365 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 185) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1366 -
أحمد في مسنده (6/ 314) وقال الهيثمي في مجمع الزوائدك رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
1367 -
كشف الأستار (3/ 231) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 187): رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
1368 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 187) وقال: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل ابن سعيد وهو ثقة.
ذات يومٍ وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: "بل قام من عندي جبريل عليه السلام قيل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات: قال فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم. قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا".
1369 -
* روى أبو يعلي عن جار قال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
1370 -
* روى الطبراني عن أسلم المنقري قال: دخلتُ على الحجاج فدخل سنان بن أبي أنسٍ قاتل الحسين فإذا شيخ آدمُ فيه خنا، طويل الأنف، في وجهه يبرشٌ، فأوقف بحيال الحجاج، فنظر إليه الحجاج فقال: أنت قتلت الحسين؟ قال: نعم، قال: وكيف صنعت به؟ قال: عمتُه بالرمح وهبرتُه بالسيف هبراً فقال له الحجاج: أما إنكما لن تجتمعا في دار.
1371 -
* روى الطبراني عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوحُ على الحسين بن علي.
1372 -
* روى الطبراني عن الأعمش قال: خري رجلٌ على قبر الحسين فأصاب أهل ذلك البيت خبلٌ وجنونٌ وجُذامٌ وبرصٌ وفقر.
1373 -
* روى الطبراني والبزار عن عمارة بن يحيى بن خالد بن عُرفطة قال: كنا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فقال لنا خالد: هذا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي.
1370 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 194) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
الهبر: القطع، وهبر اللحم: قطعه قطعاً كباراً.
1371 -
أورده الهيثمي في مجمع الوائد (9/ 199) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1372 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 197) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1373 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 194) وقال: رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير عمارة، وعمارة وثقه ابن حبان.
1374 -
* روى أحمد والطبراني عن ابن عباس قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دمُ يلتقطه أو يتبعُ فيها شيئاً فقلت: ما هذا؟ قال: "دمُ الحسين وأصحابه" فلم أزل أتتبعه منذ اليوم.
1375 -
* روى الطبراني عن أبي الطفيل قال: استأذن ملك القطْرِ أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة، فقال:"لايدخل علينا أحدٌ" فجاء الحسين بن علي رضي الله عنهما فدخل، فقالت أم سلمة: هو الحسين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طدعيه" فجعل يعلو رقبة النبي صلى الله عليه وسلم ويعبثُ به والملك ينظر، فقال الملك: أتحبه يا محمد؟ قال: "أي والله إني لأحبُّه" قال. أما إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان، فقال بيده فتناول كفاً من تراب فأخذتْ أم سلمة التراب فصرتْه في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء.
1376 -
* روى الطبراني عن علي قال: ليُقتلنَّ الحسينُ، وإني لأعرف التربة التي يقتلُ فيها قريباً من النهرين.
1377 -
* روى الطبراني عن عبد الملك بن عمير قال: دخلتُ على بعيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين قدامهُ على تُرسٍ، فوالله ما لبثتُ إلا قليلاً حتى دخلت على المختار فإذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس، فوالله ما لبثت إلا قليلاً حتى دخلتُ على مصعب بن الزبير وإذا رأس المختار على ترس، فوالله ما لبثتُ إلا قليلاً حتى دخلتُ على عبد الله وإذا رأسُ مصعب بن الزبير على ترسي.
1378 -
* روى الطبراني عن ابن أبي ليلى قال: قال حسين: حين أحسَّ بالقتل (1):
1374 - أحمد في مسنده (1/ 242) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 194): رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
1375 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 190) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
1376 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 190) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1377 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 196) وقال: رواه الطبراني وأبو يعلي بنحوه ورجال الطبراني ثقات.
1378 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 193) وقال: رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات.
ائتوني ثوباً لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لا أجردُ فقيل له: تبان؟ فقال: لا، ذاك لباس من ضُربتْ عليه الذلة، فأخذ ثوباً فخرقه فجعله تحت ثيابه. فلما أن قتل جردوه.
1379 -
* روى الطبراني عن إبراهيم النخعي قال: لو كنتُ فيمن قتل الحسين ثم غفر لي ثم أدخلت الجنة استحييت أن أمر على النبي صلى الله عليه وسلم فينظر في وجهي.
تصويبات:
1 -
إذا لم يكن الحسين رضي الله عنه من أئمة الهدى الين يقتدى بهم، فمن هم أئمة الهدى؟ وعلى هذا فتصرفاتُ الحسين محل القدوة ومن تصرفاته نأخذ:
أنه يجوز الخروج على الحاكم إذا وصل إلى الحكم عن غير طريق شرعي، كما يجوز الخروج عليه إذا اختل فيه شرط من شروط الإمامة على أن الجواز شيء والوجوب شيء آخر، وإذا كان هذا جائزاً لمثل الحسين في فضله فإن على غيره أن يعقد موازنات كثيرة قبل أن يقرر الخروج.
2 -
إن خروج الحسين رضي الله عنه علامة على الخيرية في هذه الأمة فهو يمثل صحوتها ورقابتها، ولقد أسقط بفعله عن الأمة إثماً كبيراً، تصور أن تصبح الخلافة ملكاً عضوضاً ولا يتحرك أحد من المسلمين، لقد تحرك الحسين رضي الله عنه ضد أيلولة الخلافة إلى الملك العضوض فأعطى الأمة درساًن صحيح أن الملك استمر وقتل الحسين، لكن استشهاده، وضع الأساس لإنهاء ملك بني أمية، ومع أن الملك العضوض استمر بعد بني أمية لكن الدرس الذي أعطاه الحسين للأمة باقٍ، ألا تسمح لأحد أن يصل إلى حكم المسلمين إلا بالطريق الشرعي، وإلا فالثورات والاضطرابات لا تنتهي.
* * *
= التبان: سروان صغير يستر العورة المغلظة فقط ويكثر لبسه الملاحون.
1379 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 195) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.